صحافة اليرموك

• • • هبه الذيب • دموع قد سكبت .. ابتسامات قد رسمت .. دقات قلب تنبض مع كل لحظة .. قلب يرتعش .. جسد يرتجف .. عيون تبرق ووجه مشرق.. أمــي لطالما كنت بي الأمل الذي يدفع بي إلى الامام .. لطالما كنت لي شمعة تحترق لتضئ لي درب الحياة .. كم كنت زهرة تذبل لاتفتح انا على هذا العالم .. وكم دمعة نزلت من عيناك اللواتي تبرق بالعطف والحب والحنان لتحرق وجنتيك وتترك علامة لكي اطوف انا فوق بحر دموعك ولا اغرق بعالم الالم والنســـيان .. كنت لي حمامة بيضاء يشع بياضها بالسلام لكي لا اسرح في سماء الحقد ولآلام بل لكي اطير على جناحيك الى عالم الرافة. وقفت الى جانبي بكل لحظات حياتي .. تعبت على تعبي وسهرت على مرضي وفرحت مساندة وع ترقرقت في عيناك � لفرحتي .. وكم من دم الجميلتان .. دموع فرحا لنجاحي و تفوقي دموع الم و حزن على فشلي .. سنين انتهت واشهر مضت وايام قد تلاشت من عمرك لاجلي فيوم ولادتي كان بداية عمر جديد بالنسبة لك فلم يكن هذا اليوم عيدي لوحدي بل كان عيد ميلاد جديد لك .. فمنذ ولادتي قد طويت كتاب سنوات عمرك الماضي لتفتحي كتاب جديد تروي بها قصه جديده ولكن بشخصيات اخرى لم تكن في عالمك الماضي لاكون انا البطلة في ن ّ هذه الرواية وانت الكاتب الذي يحاول ان يحس لي ايام حياتي ويقلب صفحات نجاحي لاكون دمية صغيرة لا تكبر بين يديك مهما مضت علينا ام و السنين و مهما قطع الدهر من شوط � الاي طويل وأبقى في قلبك ونظرك طفله صغيره.. احــتــــاج اليـــــك دومــــا إبقــي بجانبــــــي... Saha f a t A l - Ya rmouk Sunda y , Ma r . 28 , 2010 صحافة اليرموك 2010 آذار 28 الأحـد الثقافية مساهمات دعاء خالد أبو راشد • يا أضواء المدينة ... أخبريه كم بحثت عنه ... أخبريه كم من المرات كنت أناديه في كل ليلة ... يا أضواء المدينة ... بثي إليه مشاعري ... وأخبريه كم المتشابهة ... ِ فتشت عنه بين ألوانك أخبريه كيف كنت أسأل القمر عنه ... أخبريه كم دعوت ربي أن يحفظه من كل الشرور ... حين يأتي أن أقرأ ما تحمله عيناه ِ يا أضواء المدينة ... عاهدتك كما تعلمت منك ... وقد قرأت وحللت وفسرت ... وجدت أحلى الكلمات وأرق الهمسات ... وجدت راحة وأمان ... حبا واطمئنان ... تمنيت لو أغفو بضع دقائق داخل عينيه ... على صدره الذي يتدفق بالحنان ... ٍ وأرتمي للحظات أن أعاتب قلبه حين يأتي ... ِ يا أضواء المدينة ... عاهدتك وأن أعاتب ذلك الغياب ... تجرأت وعاتبته ... كانت إجابته من أروع وأرقى الإجابات ... قال لي : أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ... مخلوقا بمثل هذه ِ إن قابلت ِ يا أضواء المدينة ... أتحداك الروعة !!! أضواء المدينة الزعارير • نداء فيك الشمس قدوتي، وفي الدجى على القمر أقرؤك......يا رواية أنقشها على وجه الزمان، وراية أعلن بها عن درب ون من حزمة صعبة الانكسار؛ � ي روضتك أك � ل......ف � أم تواجه رياح، وتقتحم أمواج، وتسجل في حكايات الأبطال أدوار..... من مدرستك تعلمت أن أقول لأصدقائي: أجدكم في بلاد غربتي أهلي، ومرآة أرى بها فرحتي وصدى أنيني ..... أتعلم منكم وتتعلمون مني ولن نختلف .....بكلتا يدي أمسك بكم .....أمشي إليكم لو تخلى باقي العالم عنكم.....في قلبي أغنيات قلوبكم حين تنسون كلماتها سأغنيها لكم أعلم أن طرقنا مختلفة، لكن جسر التواصل قائم بين أرواحنا...... ولنكن يدا واحدة، نقوى على الصعاب، ونحول طرق الندامة إلى طرق سلامة، فمعا ننشد على لحن الصداقة...... يا كلمة طيبة جذورك. تنبثق من الصدق حروفك، تنثر ورودا تعطر أرواحنا، فتتألق هدوءا وسرورا، وتسمو بنا الأخلاق من معانيك "سلام على الدنيا إن لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفها" فهكذا كان الصادق الأمين، وذاك أقرب الناس إليه كناه "الصديق"..... الصداقة بذرة طيبة أتحلى بها واهدها لوطنك ليزهر أمنا ووئاما....... رسالة إلى صديق الاء الطيبي • ها أنا اليوم أسير على أرصفة الشوارع البالية... أتذكرينها تلك الشوارع؟ التي سجلت أحاديثنا...ضحكاتنا...همساتنا...وكل ما ارتسم على محياك من عبر...أتذكرينها؟ ها هي اليوم حزينة لفراقك..تسألني عنك وكلها شوق إلى بريق عينيك وخطواتك التي كانت تدغدغ كل حجر منها فتقشعر...ها هي اليوم صلبة ليست كما كانت تحت قدميك سحابا بلا مطر... ها هي اليوم تنتظر! ها هي أوراق الشجر...هل تذكرينها؟ تلك التي ما تزال إلى اليوم تحفظ كل خط رسم في محياك . ها هي اليوم تناجيني...تحاكيني...تتمايل بحزن وتسألني عنك في كدر... ها هي اليوم تنتظر! انظري إلى البدر يتوسط الفضاء وحوله النجوم تحدق بي وتبحث حولي وتنتظر... أتذكرينها؟ يوم كنت تعدينها ثم تصابين بالملل, فتشع نورا في وجهك ليضيء كما البدر.. ها هي تعزف لك ألحانها لترقصي... أتذكرين خطواتك تحت النجوم؟ على أرصفة الشوارع تتمايلين مع أغصان الشجر..ها هي اليوم كلها تسأل عنك وتبحث بلا ملل...ها هي اليوم تنتظر! ها هي ساعات السهر لا تنقضي تمشي بطيئة تخاف أن يفوت الموعد فلا تعودي تظهري...ها هي اليوم تنتظر! و ها هي مصابيح الشوارع بضوئها الخافت ...أتذكرين كم أحببت ضوءها؟ لأنها تمنح الدفء حولها ...ها هي اليوم واقفة تنتظر! تلك هي من بعيد نسمات الهواء الباردة ...أتذكرين يوم كانت تمر من جانبك فتسري القشعريرة في بدنك فتنتفضين وتركضين إلى أحضاني لتدفئي... ها هو الليل يلفني وحدي أتذكرين كيف كنت تعبثين بشعري وتهمسين بأذني وتبتسمين خجلا لأنك تخافين من الليل حين يلفنا...ها هو اليوم يلفني وحدي وينتظر! را سقطت حبات المطر , وعزفت سنفونية السكون التي كنت � ي � وأخ تسمعينها وتتمتمين كلمات لم أفهمها , ولكنني واثق أن حبات المطر كانت تقرؤها من بين شفتيك و.ها هي حبات المطر تتساقط بغزارة وتبحث عن خصلات شعرك الذهبي بين أضواء الشوارع و الشجر.أتذكرينها؟ حين كانت تسقط لطيفة فترقصين تحتها وتضحكين وتغنين ويلفك السرور ويغمرك الحبور, كنت أجمل من حبات المطر..وأرق من نفحات الهواء وأرق من أوراق الزهر..تلك التي كانت الرياح تحملها وتلفح بها وجهك العذب, أتذكرينها ؟ كانت رائحتها تملؤ أنفك الصغير فتعجبين بعطرها... ها هي اليوم تمر بطيئة وتنتظر! أتذكرين البيوت القديمة المترامية على أطراف الطريق الهرم ؟ أتذكرينها كيف كنت تسلمين عليها حين تمرين وتفرحين لرؤيتها وتنظرين برقة وعطف عليها لشدة هرمها؟ وغبار الزمان الذي تكدس بين شقوقها كيف كنت تقرئين بخفة تلك السنين التي مرت عليها ورسمت على جدرانها قصصا وعبرا! أتذكرين كيف كنت تسألينها عن تلك القصص وتحضنينها قصتنا وتنتظر! ّ بنظرة ملؤها الحزن...ها هي اليوم تتلوا علي رذاذ المطر وأرصفة الشوارع غسلت كما غبار � حفر الشوارع امتلأت ب الشجر...ها هو غسل الدنيا لكنه لم يستطع أن يغسل الماضي, فكما قلت الماضي لا ينتهي ولا يندثر... هل تذكرين كيف كنت تذرفين دمعك الحزين على قصة أرويها لك أو حادث نراه في طريقنا؟ كم كنت أرق حين كنت تعصفين! كم كنت أروع حين كنت تغضبين وتسخطين! أتذكرين كم مرة اختلفنا؟ كم مرة علت أصواتنا؟ كم مرة تركتني أسير وحدي؟ ثم عدت تركضين وتلقين نفسك بين يدي وتنشجين وتضربين ثم تهدئين والى جانبي تسيرين دون أن تتكلمي أتذكرين؟ أتذكرين ضوء الشمس حين تشرق بعد المغيب؟ أتذكرينها خلف الحقول ها هي اليوم أطالت المغيب تنتظر أن تسمع أغنية الصباح التي كنت تبعثين أجمل الكلمات تنادين شمس الصباح بها وكأنها ترانيم مقدسة.. ها هم الجميع في انتظار ...لكن الانتظار طال قد يطول الانتظار يا رفاق ! فلن تأتي ! قد سافرت إلى البعيد ! حيث لن تعود من جديد!!!. ها هي اليوم تنتظر الثقافة السمعية الهابطة غذاء فاسد للروح محمد ابوعرب • عند الحديث عن المنتج الأدبي لاي أديب فان عقليتنا تأخذنا الى تلك المواد الخام التي أنتج منها هذا النص الجميل او الرديء، وعند الحديث عن تلك المواد الخام ب، نعترف أن المواد الخام لأي � ومصادرها عند الادي مفكر او اديب او شاعر هي ما يقرؤه ويشاهده بالعين وما يلمسه باليد وما يشتمه من رائحة، وما يسمعه من صوت، ولكن إذا توقفنا عند الروافد الصوتية وأثرها لفع هذا الرافد. ُ بشا ي َ على المنتج الادبي، نكاد نرى غ ولإيماننا أن ما يسمعه الأديب يختزن به ويخرج على شكل مفردات وصيغ وأنساق كلامية تدعم أو تشكل المنتج الادبي آثرنا الحديث بتخصص عن أثر الثقافة السمعية على المنتج الادبي. ويقول الناقد نزيه: " ان ثقافة السمع جزء من تاريخنا الثقافي الشفاهي فهي التي حفظت المعلقات في الجاهلية والآيات والأحاديث وتواريخ الفتوحات في الإسلام.. ومن هنا فإن الأذن، وهي حاسة السمع والتلقي، قد احتلت مكانة متقدمة بين بقية الحواس.. فهي التي "تعشق قبل العين أحيانا"، بل هناك من من أن نراه"، و"عين ً دعانا كي "نسمع بالمعيدي خيرا لا تشوف وقلب لا يحزن"، فقد "فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمة"! والمبدعون من أبناء الشعب بدورهم كلهم آذان صاغية لطوفان المواد الصوتية، فكيف لا يتأثر عقلهم ووجدانهم بكل هذا ؟ ويصيب إبداعهم بذات مقتل!أليس الإناء بما فيه ينضح؟". وأكد أن المنتج الإبداعي لا يمكن أن يكون لمن يسمع فيروز أو ماجدة الرومي أو المغني الناصري في الجوهر لمن يسمع متعب الصقار ً محمد منير مساويا أو روبي فوق دراجة أو سعد الصغير وهو يهتف " على ما يقارب الـ ً بحبك يا حمار" التي دخلت شرعا مليون هاتف خلوي، ونجلا التي تغري الحصان، 13 ،ً ورحم الله محمود درويش الذي ترك الحصان وحيدا ، لغياب أدوات القياس، معرفة ّ ولكن يصعب علي دح امبو على العالم الروائي � حجم تأثير السح ال ه على ّ لالياس فركوح أو مدى تأثير هيييييي شعبل قصائد صديقي إبراهيم نصر الله رغم أنهما على ذات الوزن: شعبله ونصر الله.. أو مدى تأثير عمرو خالد على شعر زليخة أبو ريشة. ولعل من الأفضل أن نترك للمبدعين الإجابة على هذه المسألة..". ويتحدث فيقول الروائي هاشم غرايبة عن اثر الثقافة السمعية التي ينتمي اليها ويعيشها على منتجه الادبي: "بالنسبة للثقافة السمعية واثرها اعتقد انه كان لها الاثر الكبير في جيلي فمنذ الطفولة وهي ،ً حاضر معنا وساهمت في تكويننا وتشكيلنا ثقافيا شعبية ومن اغاني الامهات ٍ فما كنت اسمعه من اغان ار لنا طريق � والجدات اغاني الحصادين كل ذلك أن الثقافة و ليست الاغاني فقط بل والحكايات الشعبية المروية كانت لها اثر في تشكيل ثقافتنا الاولى وفتحت نظرتنا على العالم، وتطورت هذه مع الزمن بتطور آلات الاستماع مع الزمن، ولكن انا للان لا استطيع ان أكتب دون ان تكون أذني مليئه بالموسيقى قد تكون من الداخل، تتناغم مع ما اكتب او قد تكون موسيقا خارجيه". والان استطيع ان اميز النص او ما كتبت من الموسيقا الخاصة بكل نص، والحقيقة انني وبشكل عام أحب الموسيقا اكثر من الغناء فقد كتبت رواية " المقامة الرملية " على وقع موسيقا نونيوا. كذلك استمع الى مقدمات الاغاني ً احب العود كثيرا وغالبا اكثر من الغناء. وأكد غرايبة: "إننا لا يمكن ان ننكر ان الموسيقا تنبع من الداخل بالتناغم مع الموسيقى الخارجية، وانا لم اكتب نصا دون ان يكون هناك مؤثر موسيقي استمع اليه او استعيده، فانا مؤمن ان الموسيقى عنصر حاضر دائم بكل شيء ". ويقول الشاعر غازي الذيبة ان الادب المسموع اثر بالغ وكبير على كل مثقف ينتبه الى تفاصيل الحياة اليومية، وهذه الثقافة حاضرة من خلال الموسيقى ونشرة الاخبار وموسيقى المسلسلات، وغيرها. وبشكل عام اعتقد انه اذا لم يتأثر المثقف بما يسمع وما يرى فهو بعيد عن اللحظة الابداعية التي ه ذات مساء � اء وحياة، والحقيقة ان � فيها روح وم وبصحبة المعلم الكبير احسان عباس جلست وكانت ن المثقفين، فسأل � ذه الجلسة تضم مجموعة م � ه ي ؟ ولماذا لم يعد � عباس: لماذا يتراجع النص الادب النص الادبي يتناول القضايا الكبرى وهموم العالم العربي وقضية فلسطين ؟ قلت لان الكثير من الادباء لا يسمعون الناس ولا يسمعون اصواتهم ولا يرون وجوههم، وصورهم. لذلك اعتقد ان هذا الموضوع يمكن ان يناقش من خلال البيئة السمعية ومن خلال ما يمكن ان نوظف ما في ً نسمعه في الكتابة، فاذا لم يكن الصوت حاضرا النص فهذا النص غائب عن الوعي ". مؤنس الرزاز نقطة تحول في تاريخ الرواية العربية والموت غيبـه عن استمرارية الإبداع • ديانا حموري يعتبر من الروائيين الذين جددوا في شكل الرواية العربية، لق... هو الرهيف ُ داع والخ �� ذي باركه الله بهبة الإب � هو الموهوب ال الحساس الشفاف... وهو النمرود الذي يدرك اختلافه، هكذا هو مؤنس الرزاز. نشأ في 1951 مؤنس منيف الرزاز، روائي أردني ولد في السلط عام أسرة عربية قومية، إذ كان والده الطبيب قياديا بارزا في حزب البعث، ا أمه (لمعة بسيسو) فقد كانت من أوائل السيدات الأردنيات اللواتي ّ أم درسن في الجامعات. رزاز في مدرسة المطران في عمان، ثم انتقل إلى بريطانيا � درس ال درس فيها عاما ونصف العام، ثم انتقل إلى بيروت، درس الفلسفة لمدة ثلاثة أعوام لكنه بسبب الحرب الأهلية لم يكمل دراسته، وانتقل إلى بغداد، وتخرج منها حاملا شهادة بالفلسفة. بدأ حياته العملية في الملحق الثقافي في جريدة الثورة العراقية في 1982 بغداد، ثم عمل في مجلة (شؤون فلسطينية) في بيروت، وفي عام عمل في مجلة الأفق في عمان وفي مكتبة أمانة العاصمة، وفي مؤسسة عبد الحميد شومان. نشر مقالات سياسية يومية في جريدة الدستور الأردنية في النصف الثاني من الثمانينات، وجريدة الرأي في التسعينات وحتى وفاته عام .2002 ن الرزاز مستشارا في وزارة الثقافة، ورئيسا لتحرير مجلة أفكار، ّ عي امينا عاما للحزب العربي الديمقراطي الأردني 1993 كما انتخب عام رئيسا لرابطة الكتاب 1994 لكنه استقال من موقعه، وانتخب في عام الأردنيين. رواية تعكس هموم وواقع وآمال وتطلعات المواطن 15 له أكثر من العربي منها: (احياء في البحر الميت، اعترافات كاتم صوت، حين تستيقظ الأحلام، ليلة عسل، متاهات الأعراب في ناطحات السحاب)، كتب مقالات اللسان الصغير في وجه العالم الكبير). ّ ساخرة بعنوان (مد كما كان للأطفال نصيب من كتابات الرزاز، فقد كتب لهم (سلسلة عن قصة سيف بن ذي يزيد) و (قصتي مع الطبيعة). وتقديرا لأعماله فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية التي تمنحها الأردن سنويا في حقل الرواية. وتقول الكاتبة ميساء القرعان: "إنني كقارئة ومهتمة لا كناقدة فقد لفت انتباهي مؤنس الرزاز بعد وفاته أكثر ولهذا أسبابه التي تتعلق بمشكلة المبدع العربي الذي لا يتم تكريمه وتعداد مناقبه ولفت النظر إليه إلا بعد رحيله. مؤنس الرزاز ككاتب وروائي كان يستحق في حياته أكثر مما استطاع تحقيقه، فهو مبدع حقيقي، مبدع مكتظ بمعاناة جعلت من قلمه قلما متميزا، فهو في كتاباته يمنح الأشياء التي قد تبدو ليست ذات أهمية كبرى. يفلسف الرزاز الواقع الثقافي بدقة لكنه لا يبتعد عن الواقعية، فهو مرتبط بالمكان وبمعتقداته الخاصة وبمبادئه التي تتلخص ببحثه المستمر عن قيم الحق والخير والجمال. أما رفضه للواقع واحتجاجه على غياب المدينة الفاضلة من منظوره فكان من خلال اتخاذه قرارا بالعزلة بين الحين والآخر، هو كاتب يصح أن نقول فيه بأنه يشبه كتاباته إلى حد التطابق، وقد كان قلمه معينه على الاستمرار في الحياة . غير أن مخزون الألم عند الزراز الذي كان يعتقد بأن القلم هو المتنفس الوحيد للتخلص منه لم يمهله طويلا ، في الخمسين من عمره رحل تاركا مجموعة من إصدارات وكتابات تحفز الجانب الصراعي لدى من يقرؤها. فقد كان صراعيا ديالكتيكيا في كتاباته ، صراع المثقف الحقيقي بين واقع معاش و نمط تفكير مختلف، آلام مؤنس الرزاز وصراعه الوجودي اللامتناهي كانت محرضاته للكتابة الإبداعية و سببا من أسباب رحيله ز مؤنس على ّ المبكر في آن معا". يقول الناقد ماجد السامرائي: "تمي مستوى الفن الروائي، فقد عمل على أن تكون له خصوصية روائية، لم يكن مقلدا ولا متأثرا بمن سبقوه فقد قدم عملا مختلفا كان فيه الكثير من تجربته الذاتية، ولكنه كان يشمل قطاعا أوسع من الناس، فهل كان مؤنس يكتب تجربتنا جميعا؟!" اف السامرائي: " استطاع مؤنس في رواياته تمثيل الواقع � وأض العربي المعاصر وانكساراته، وبقي يبحث عن العروبة في أعماله، فكانت النهضة العربية ووحدة العرب هاجسا له" . وهكذا فقد رحل الرزاز تاركا خلفه إرثا ابداعيا من الروايات والقصص التي تجعل منه شيخا للرواية العربية المعاصرة والتي يمكن للأجيال الثقافية الصاعدة أن تتأثر بصياغة الفكر العربي المعاصر في ضوء تجربته الأدبية. فن المقامات ابتكرها بديع الزمان واشتهر بها الحريري • إبراهيــم ذيابـــات المقامات فن من فنون الكتابة العربية ابتكره بديع الزمان الهمذاني واسمه احمد بن الحسين. وكنيته أبو الفضل، ولقبه بديع الزمان.. وقد ولد في همذان ، واستقر في خراسان ، ومات هـ ، أما لقب بديع الزمان فلا ندري إن 398 في مدينة هراة سنة كان من صنعه أم من صنع الثعالبي صاحب يتيمة الدهر الذي قال:‏ هو بديع الزمان ، ومعجزة همذانا‏. معلمه الأول أبو الحسن احمد بن فارس وقد غادر بلده في الثانية عشرة من عمره .‏، وهو نوع من القصص القصيرة تحفل بالحركة التمثيلية، ويدور الحوار فيها بين شخصين، ويلتزم مؤلفها بالصنعة الأدبية التي تعتمد على السجع والبديع. والمقامات مجموعة من الكلام الفصيح المغلى بالصدف والمرجان مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري وعرف بخداعه ومغامراته وفصاحته وقدرته على قرض الشعر وحسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه شخصية فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من الأعماق. ويروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير العجب وتبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام. لم يبلغ كتاب من كتب الأدب في العربية ما بلغته مقامات عد الصيت واستطارة الشهرة، ولم يكد الحريري ُ الحريري من ب ينتهي من إنشائها حتى أقبل الوراقون في بغداد على كتابتها، ع بخطه في َّ وتسابق العلماء على قراءتها عليه، وذكروا أنه وق م) على سبعمائة نسخة، وبلغ 1110= هـ 514( عدة شهور من سنة من شهرتها في حياة الحريري أن أقبل من الأندلس فريق من علمائها لقراءة المقامات عليه، ثم عادوا إلى بلادهم حيث تلقاها ا ومدارسة ً ة وحفظ � اء، وتناولوها رواي �� عنهم العلماء والأدب ا. ً وشرح وصاحب هذا الأثر الخالد هو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري، ولد بالمشان، وهي من ضواحي مدينة عن الطوق رحل إلى َّ م)، ولما شب 1054= ـ � ه 446( البصرة سنة البصرة، وسكن في محلة بني حرام، وهي قبيلة عربية كانت أدب بها، واتصل بأبي الحسن بن فضال � تسكن البصرة، وت المجاشعي، فقرأ عليه العربية، ودرس الفقه على أبي إسحاق الشيرازي، كما سمع الحديث من عدد غير قليل من الحفاظ والمحدثين. ا في الذكاء، آية في الحفظ وسرعة ً وكان الحريري مفرط البديهة، غاية في الفطنة والفهم، فما كاد يفرغ من تلقيه العلم ين في ديوان الخلافة في منصب ُ حتى جذب الأنظار إليه، وع "صاحب الخبر"، وهي وظيفة تشبه هيئة الاستعلامات في عرف على وجه اليقين متى تقلدها، لكنه ظل بها ُ عصرنا، ولا ي وفي. ُ إلى أن ت وكان الحريري من ذوي الغنى واليسار إلى جانب علمه الواسع، وتمكنه من فنون العربية، وكان له بقريته "المشان" ضيعة كبيرة مليئة بالنخل، وكان له بالبصرة منزل يقصده اء وطالبو العلم، يقرءون عليه ويفيدون من � العلماء والأدب علمه. ويحكي الحريري عن سبب إنشائه المقامات، فيقول: "إن ا ً ا شحاذ ً أبا زيد السروجي كان من أهل البصرة، وكان شيخ ا، ورد البصرة، فوقف في مسجد بني حرام، ً ا فصيح ً ا بليغ ً أديب ا بالفضلاء، فأعجبتهم ً م، ثم سأل، وكان المسجد غاص ّ فسل فصاحته وحسن كلامه، وذكر أسر الروم ولده، فاجتمع عندي عشية جماعة، فحكيت ما شاهدت من ذلك السائل، وما سمعت من ظرفه، فحكى كل واحد عنه نحو ما حكيت، فأنشأت المقامة الحرامية، ثم بنيت عليها سائر المقامات التي تبلغ خمسين م) وانتهى منها 1101= هـ 495( مقامة". وقد بدأ في كتابتها في سنة م). 1110= هـ 504( في سنة أعظم الرجال رندا حتاملة • ألفت ذلك الوجه بكل ملامحه وقسماته ن جبهته � وة م � ق � ا أن استمد ال � م � دت دائ �� ت �� واع الواسعة الق والقيم التي انتهجها � ألخ � وامتثل ل سلوكا تلك القيم التي لم أتعلم منها إلا الشيء القليل بعضها عايشته بنفسي وبعضها استنبطه ل سطر خطت � ن بين سطور وجهه ففي ك � م السنون قصصا وروايات قد باتت منسية كم اشتقت لرؤية عيونه تراقبني وتتبع خطاي خطاي التي باتت تتخبط هنا و هناك بعد غيابه عني اشتقت لأن المح قامته الطويلة ل و � م � ت حياتي أج � ان � شامخة فبشموخها ك ليلي اقصر اشتقت لكبريائه المكلل بتواضع وحضوره ٍ ان � ولشجاعته المبنية على قلب ح القوي اشتقت لرجولته تلك الرجولة التي كنت المح من خلالها كل رجال العالم وبعد غيابها لم أعد المح أي رجل! لا يذكر ً جعلني غيابك شيئا ً ال � ا رج � أي ار � زف على أوت � ع � ن فتاة تجيد ال � وحولني م ت تسترجع صدى � ات � اة ب � ت � ى ف �� المستقبل إل المقطوعات القديمة وهي تحاول أن تشد أوتار ود لحنت به � ع الزمان أوصاله ع ّ ود قد قط � ع ألحانا خالدة لكن ما الفائدة من خلودها ؟ وقد ًُ وصوته مبحوحا ً غدا العود هزيلا ً أيا رجلا أعجزني بعدك وجعلني لا حول لي ولا قوة مستسلمة بائسة و يائسة اجلس انتظر متأملة عودتك لي حالمة بالمستحيل ساجدة للخالق عز و جل علمني الصمت بعد ثرثرة اعتدت ً أيا رجلا عليها علمني الهروب بعد جرأة واجهت بها من حولي وتعودت القنوط بعد عام من التمرد علمتني البكاء بعد ضحكات ضحكتها دون من ً مبرر وأصبحت خائفة بعد تسعه عشر عاما الأمان بظلك ى متى ستبقى جثه هزيلة هامدة لا � إل حراك لها أهذه مقدمه تمهيديه للرحيل ؟ لا لا ترحل فرحيلك سيضع النقطة الأخيرة في نص حياتي فبغيابك أكون ولا أكون أمضي بخطى متخبطة وأتكلم بنبرة صوت خافته و بكلمات متلعثمة وبعيون ذليلة اعلم بأني لم أقدم لضعفك وات من قلب مليء بالحرقة �� وى دع � شيئا س ودمعة مترغرغة بالمقلة وعجز بيداي وركود بتفكيري وزهد بالدنيا عن الخلق ً وبعدا بالأصدقاء ً وكرها لكن انهض فأنت لم تكمل رسالتك بعد ً فما زال ينقصني الكثير الكثير حتى أكون شيا انهض و اطرد الضعف علني أحيا من جديد و من نفسي واسواتاه كيف تصبح ً استرد شيئا الأبوة كحلم وردي لاح و احتجبا ؟ . أمــــــي

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=