صحافة اليرموك
صحافة اليرموك- روان ابو الهيجاء الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: ً فإن الله ـ تعالى ـ جعل الموت حتما على جميع العباد من الإنس والجان، وجميع الحيوان فلا مفر لأحد ولا أمان, كل من عليها فان, ساوى فيه بين الحر والعبد والصغير والكبير والذكر والأنثى والغني والفقير وكل ذلك ن ِ م ُ ر َّ م َ ع ُ ا ي َ م َ بتقدير العزيز العليم:{و ٍ اب َ ت ِ ي ك ِ ف َِّ إ ِ ه ِ ر ُ م ُ ع ْ ن ِ م ُ ص َ نق ُ ي َ ال َ و ٍ ر َّ م َ ع ُّ م . } ٌ ير ِ س َ ي َِّ ى ا َ ل َ ع َ ك ِ ل َ ذ َّ ن ِ إ س من دان نفسه وعمل لما بعد ّ فالكي الموت والحازم من بادر بالعمل قبل حلول الفوات, والمسلم من استسلم للقضاء والقدر, والمؤمن من تيقن بصبره الثواب على المصيبة والضرر). وأي مصيبة أعظم بعد الدين من مصيبة ،ً الموت ملأ الله ـ تعالى ـ قلوبنا صبرا .أخي المسلم: كرب ً وتسليما ً ورفقا الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم, وحدث مفجع, وأمر مهول مزعج, بل هو من أثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان نار تستعر, وحرقة تضطرم تحترق به فت به العضد إذ هو الريحانة ُ الكبد وي للفؤاد والزينة بين العباد, لكن مع هذا نقول: فلرب أمـر محـزن لك في عواقبه الرضا ولربمـا اتسع المضيق وربما ضاق الفضـا كم مسرور بنعمة هي داؤه, ومحروم من دواء حرمانه هو شفاؤه, كم من خير منشور وشر مستور, ورب محبوب في مكروه, ومكروه في ْ وا ُ ه َ ر ْ ك َ ن ت َ ى أ َ س َ ع َ محبوب قال تعالى:{و ْ وا ُّ ب ِ ح ُ ن ت َ ى أ َ س َ ع َ و ْ م ُ ك َّ ل ٌ ر ْ ي َ خ َ و ُ ه َ و ً ئا ْ ي َ ش َ لا ْ م ُ نت َ أ َ و ُ م َ ل ْ ع َ ي ُ ّ اهلل َ و ْ م ُ ك َّ ل ٌّ ر َ ش َ و ُ ه َ و ً ئا ْ ي َ ش .} َ ون ُ م َ ل ْ ع َ ت (لو استخبر المنصف العقل والنقل لأخبراه أن الدنيا دار مصائب وشرور, ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي ظن في الدنيا أنه ُ مشوبة بكدر, فما ي شراب فهو سراب, وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب, والعجب كل العجب في من يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللدغ واللسع؟!) ٍ هل رأيت؟ بل هل سمعت بإنسان على وجه هذه الأرض لم يصب بمصيبة دقت أو جلت؟ الجواب معلوم: لا وألف لا, ولولا مصائب الدنيا مع الاحتساب لوردنا القيامة مفاليس كما قال أحد السلف. ثمانية لا بـد منها على الفتى ولا بد أن تجري عليه الثمانية سرور وهم, واجتماع وفرقة وعسر ويسر, ثم سقم وعافية أخي إن مما يكشف الكرب عند فقد ي والتدبر والنظر ّ الأحبة التأمل والتمل في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ففيهما ما تقر به الأعين, وتسكن به القلوب وتطمئن لذلك الجوارح مما منحه الله, ً له تبعا ويمنحه لمن صبر ورضي واحتسب من الثواب العظيم والأجر الجزيل, فلو قارن المكروب ما أخذ منه بما أعطى لا شك سيجد ما أعطي من الأجر والثواب أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ولو شاء الله لجعلها أعظم وأكبر وأجل، وكل ذلك عنده بحكمة وكل شيء عنده بمقدار). فلنقف مع آيات من كتاب الله عز وجل، وفي ثاني سور القرآن الكريم، ، ً ، وكفى بها مسلية ً وكفى بها واعظا للكروب، ومذهبة ً وكفى بها كاشفة للهموم. ْ وف َ خ ْ ال َ ن ِّ م ٍ ء ْ ي َ ش ِ ب ْ م ُ ك َّ ن َ و ُ ل ْ ب َ ن َ ل َ قال الله {و ِ س ُ الأنف َ و ِ ال َ و َ م َ الأ َ ن ِّ م ٍ ص ْ ق َ ن َ و ِ وع ُ ج ْ ال َ و َ ين ِ ذ َّ } ال 155{ َ ين ِ ر ِ اب َّ الص ِ ر ِّ ش َ ب َ و ِ ات َ ر َ م َّ الث َ و ـا َّ ن ِ إ َ و ِّ ا ه َّ ن ِ إ ْ وا ُ ال َ ق ٌ ة َ يب ِ ص ُّ م م ُ ه ْ ت َ اب َ ص َ ا أ َ ذ ِ إ ْ م ِ ه ْ ي َ ل َ ع َ ك ِ ـئ َ ول ُ } أ 156{ َ عون ِ اج َ ر ِ ه ْ ي َ ل ِ إ ُ م ُ ه َ ك ِ ـئ َ ول ُ أ َ و ٌ ة َ م ْ ح َ ر َ و ْ م ِ ه ِّ ب َّ ن ر ِّ م ٌ ات َ و َ ل َ ص } َ ون ُ د َ ت ْ ه ُ م ْ ال } علاج من َ عون ِ اج َ ر ِ ه ْ ي َ ل ِ ـا إ َّ ن ِ إ َ و ِّ ا ه َّ ن ِ {إ الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة, بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله، فإذا ما تحقق العبد أن نفسه وماله وأهله وولده ملك لله عز وجل قد جعلها عنده عارية فإذا أخذها منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير فهل في ذلك ضير؟ لا؛ والذي رفع السماء بلا عمد. ثم إن ما يؤخذ منك أيها العبد المصاب المبتلى محفوف بعدمين, عدم في يوم من الأيام, ً قبله فلم يكن شيئا وعدم بعده فكان ثم لم يكن, فملكك له متعة مستودعة في زمن يسير ثم تعود إلى موجدها ومعيرها الحقيقي ِّ ى اهلل َ ل ِ إ ْ وا ُّ د ُ ر َّ م ُ سبحانه وبحمده: {ث ُ ع َ ر ْ س َ أ َ و ُ ه َ و ُ م ْ ك ُ ح ْ ال ُ ه َ ل َ لا َ أ ِّ ق َ ح ْ ال ُ م ُ ه َ لا ْ و َ م } َ ين ِ ب ِ اس َ ح ْ ال فمصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه ف الدنيا وراء ظهره ِّ الحق, لا بد أن يخل كما خلقه أول ً ما, ويأتي ربه فردا ً يوما مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا مال، ولكن بالحسنات والسيئات نسأله حسن المآل، هل علمت هذا أخي المصاب المكروب؟ فمن امتثل أمر الله ـ تعالى ـ بالصبر على البلاء كانت مثوبة الله عز وجل له: َ ك ِّ ب َ ى ر َ ل َ ع َ ان َ ا ك َ ه ُ د ِ ار َ و َِّ إ ْ م ُ نك ِّ ن م ِ إ َ {و وا َ ق َّ ات َ ين ِ ذ َّ ي ال ِّ ج َ ن ُ ن َّ م ُ } ث 71{ً ا ّ ي ِ ض ْ ق َّ م ً ما ْ ت َ ح .}ً ا ّ ي ِ ث ِ ا ج َ يه ِ ف َ ين ِ م ِ ال َّ الظ ُ ر َ ذ َ ن َّ و فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم تصيبه مصيبة ٍ يقول: (ما من عبد فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ً أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها, إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف منها " قالت: فلما توفي أبو ً له خيرا من أبي سلمة؟ ٌ سلمة؛ قلت: ومن خير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم عزم الله علي فقلتها؛ فما الخلف؟! قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم). وعن أبيسعيد الخدريوأبيهريرةـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المؤمن ولا حزن ٍ من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم, حتى الشوكة يشاكها ً ولا أذى إلا كفر الله بها خطاياه) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله لها فقالت : يا نبي ٍ عليه وسلم بصبي , قال ً الله له، فلقد دفنت ثلاثة ُ الله! ادع صلى الله عليه وسلم: "دفنت ثلاثة؟" أمرها صلى الله عليه وسلم ً مستعظما ِ قالت: نعم؛ قال: " لقد احتضرت من النار") ٍ شديد ٍ بحضار من ٍ عظيم ً بحمى ِ أي لقد احتميت النار، فما أعظم الأجر، وما أكمل ستعذب العذاب ُ الثواب، وما أجدر أن ي في طلب هذا الثواب. فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى ؟ ً الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء بتلى ُ قال:"الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل, ي الناس على قدر دينهم, فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه, ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه, وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة) وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله, حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة). Saha f a t Al - Yarmouk Sunday May 8 , 2011 م 2011 أيار 8 الأحـد اليرموك صحافة • • •إخواني: الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت رآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم � م ضرر الذنب استشعر الندم. •يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية، يا أسير لك إذا ً المعاصي ابك على الذنوب الماضية، أسفا عيت ُ جاءك الموت وما أنبت، واحسرة لك إذا د ى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي � إل بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟ استغفاره، وكلما ّ لعبد كلما كثرت أوزاره قل ً •أسفا قرب من القبور قوي عنده الفتور. ً •اذكر اسم من إذا أطعته أفادك، وإذا أتيته شاكرا زادك، وإذا خدمته أصلح قلبك وفؤادك. •أيها الغافل ما عندك خبر منك!، فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل، وتشبع فتنام، وتغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم! مستحسن الرقم ً ت خطا � ك!!، لو رأي �� ل ً •واعجبا لأدركك الدهش من حكمة الكاتب، وأنت ترى رقوم القدرة ولا تعرف الصانع، فإن لم تعرفه بتلك ب، كيف أعمى بصيرتك مع رؤية ّ الصنعة فتعج بصرك!! ى شبابه، وامتلأ بالزلل كتابه، � • يا من قد وه أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت!!، أما علمت أن النار للعصاة خلقت!، إنها لتحرق كل ما لقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، والدمعة ُ ي تطفيها. • سلوا القبور عن سكانها، واستخبروا اللحود عن علمكم أن ُ قطانها، تخبركم بخشونة المضاجع، وت الحسرة قد ملأت المواضع، والمسافر يود لو إنه راجع، فليتعظ الغافل وليراجع. ً عن أفعاله، يا مكتوبا ً بأعماله، يا مسؤلا ً طالبا ُ •يا م على كل أحواله، ً عليه جميع أقواله، يا مناقشا نسيانك لهذا أمر عجيب!! ذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة ُ • إن مواعظ القرآن ت زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد. •كان بشر الحافي طويل السهر يقول: أخاف أن يأتي أمر الله وأنا نائم. • من تصور زوال المحن وبقاء الثناء هان الابتلاء عليه، ومن تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان لاحظ العواقب إلا بصر ثاقب. ُ تركها عنده، وما ي لمؤثر الفانية على الباقية، ولبائع البحر ً • عجبا الخضم بساقية، ولمختار دار الكدر على الصافية، ولمقدم حب الأمراض على العافية. عباس، َ الله بن َ الأمة عبد َ جبير حبر ُ بن ُ صحب سعيد للفتوى َ وافية مما أهله أن يجلس ً دراسة َ ودرس الفقه حياته وفقهه َ الذين درسوا سيرة َّ بالكوفة، حتى إن للمذاهب َ مهدت الطريق ٍ عصر َ ه كان بداية َّ يحدثوننا عن أن ، والبعض الآخر ِ ها على الحديث ُ الفقهية التي يعتمد بعض على الرأي. قال عنه حصيف: ْ و"سعيد" قد بلغ من علمه وفتواه أن عطاء، ِّ لاق سعيد بن المسيب، وبالحج َّ التابعين بالط ُ "أعلم وبالحلال والحرام طاوس، وبالتفسير مجاهد، وأجمعهم والقلب، ِ العقل ُ شجاع ٌ بن جبير"، فهو رجل ُ ه سعيد ِّ لذلك كل ه بجانب ورعه وتقواه لا َّ اجتمع عليه الفقهاء، على أن بيعي وهو يرى َّ لائم، وكان من الط َ يخشى في الله لومة جون ُّ اس تعيش بين أسوار الس َّ وآلاف الن ُ ماء تسفك ِّ الد اج. َّ على يد الحج ٍ والمعتقلات بلا جريرة ى لو كانت في مواجهته َّ الحجاج، حت َ يواجه ْ ر أن َّ وقر سعيد بن جبير َّ خون أن ِّ المحتومة، فقد روى المؤر ُ النهاية ُ لم والبطش، وكان ينصح ُّ اج عن الظ َّ كان ينهى الحج ُ ه، وضاق الحجاج ِ ه وبالوقوف في وجه ِ بمخالفت َ اس َّ الن ه والحوار ُ ا بتصرفات سعيد - رضي الله عنه - وقصت ً ذرع للجميع، ٌ ومعلومة ٌ معروفة ِ الذي دار بينه وبين الحجاج بقتل سعيد - رضي الله عنه - بعدما دعا على ْ والتي انتهت َ ها مني يا عدو الله حتى نتلاقى يوم ْ الحجاج، وقال خذ يقتله ٍ ه على أحد ْ ط ِّ ه، ولا تسل َ الحساب: "اللهم اقصم أجل من بعدي". واستجابة ً وصعدتدعوةسعيد إلى السماء، فلقيت قبولا بعد قتله لسعيد ُ اج َّ الحج َ صيب ُ ار، فلقد أ َّ القه ِ من الله الواحد ه ُ ط َّ ه، وصار كالذي يتخب َ ه عقل َ عضال أفقد ٍ بن جبير بمرض ما أفاق من مرضه قال بذعر: َّ ل ُ ، وكان ك ِّ يطان من المس َّ الش قصيرة من قتل سعيد ٍ مالي ولسعيد بن جبير، وبعد فترة فيه ٍ سعيد ُ دعوة ْ قت َّ اج الثقفي، وتحق َّ بن جبير مات الحج يقتله من بعده. ٍ فلم يسلطه الله على أحد الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: ُ وصدق رسول العادل، ُ حتى يفطر، والإمام ُ هم: الصائم ُ دعوت ُّ لا ترد ٌ (ثلاثة َ لها أبواب ُ الغمام، ويفتح َ فوق ُ المظلوم يرفعها الله ُ ودعوة ك ولو بعد َّ : وعزتي وجلالي لأنصرن ُّ ويقول الرب ِ ماء َّ الس حين))؛ رواه الترمذي. سيدنا إبراهيم - عليه السلام َ ا عندما نشاهد قصة ً وأيض سيدنا موسى مع َ ر، وقصة َّ - مع النمرود عندما طغى وتجب َ عندما كفر واستكبر، سنجد أنهم لم يعملوا العقل َ فرعون الذي أمامهم ولكنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى ِّ في الحق التي في الصدور. ُ القلوب صحافة اليرموك-هديل طوالبة يغلب على البعض من الناس اليوم خلق من ً من الفطنة وضربا ً ذميم ربما ظنوه نوعا النباهة وإنما هو غاية الشؤم بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة وما علم المسكين ان إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيف فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه.أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير. َ ون ُ ع ِ تب َ ي ْ ن ِ إ ٍ م ْ ل ِ ع ْ ن ِ م ِ ه ِ ب ْ م ُ ه َ ا ل َ م َ قال تعالي: {و ئا} ْ ي َ ق ش َ ح ْ ال َ ن ِ ي م ِ ن ْ غ ُ ي َ ن الظن ال ِ إ َ لا الظن و ِ إ )28: (النجم وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف، فإن هذا عين الكذب فقال صلى الله عليه وسلم { إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث{ أخرجه البخاري ومسلم، وقد نهى الرب جل وعلا عباده المؤمنين عن ا َ ه ُّ ي َ ا أ َ إساءة الظن بإخوانهم : فقال الكريم: { ي َ ض ْ ع َ ب َّ ن ِ إ ِّ ن َّ الظ َ ن ِّ م ً يرا ِ ث َ وا ك ُ ب ِ ن َ ت ْ وا اج ُ ن َ آم َ ين ِ ذ َّ ال ]12 : } [الحجرات ٌ م ْ ث ِ إ ِّ ن َّ الظ وحكى القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح. وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" لا تظن ا، وأنت ًّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شر ." ً تجد لها في الخير محملا وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعودونه فقال للشافعي:قوى الله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير .فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير . كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول : "اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك" وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسن الظن من حسن العبادة) [رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ] «ما لهم عن التذكرة معرضون» سعيد ابن جبير والحجاج من هدي النبوة ُ ت ْ ع ِ م َ : س َ ال � َ ق ُ ه ْ ن َ الله ع َ ي � ِ ض َ ر ٍ ك ِ ال َ م ِ ن ْ ب ِ س � َ ن َ أ ْ ن َ ع : ُ ول ُ ق َ ي َ م َّ ل َ س َ و ِ ه ْ ي َ ل َ ع ُ َّ ى ا َّ ل َ ص َِّ ا َ ول ُ س َ ر ِ ه ِ د َ ي ِ ب ٍ د َّ م َ ح ُ م ُ س ْ ف َ ي ن ِ ذ َّ ال َ و َ ال َ ق ْ و َ أ ِ ه ِ د َ ي ِ ي ب ِ س ْ ف َ ي ن ِ ذ َّ ال َ "و ِ ض ْ ر َ ْ األ َ و ِ اء َ م َّ الس َ ن ْ ي َ ا ب َ م ْ م ُ اك َ اي َ ط َ خ ََ أل ْ م َ ى ت َّ ت َ ح ْ م ُ ت ْ أ َ ط ْ خ َ أ ْ و َ ل ٍ د َّ م َ ح ُ م ُ س ْ ف َ ي ن ِ ذ َّ ال َ و ْ م ُ ك َ ل َ ر َ ف َ غ َ ل َّ ل َ ج َ و َّ ز َ ع َ َّ ا ْ م ُ ت ْ ر َ ف ْ غ َ ت ْ اس َّ م ُ ث َّ ز َ ع ُ َّ ا َ اء َ ج َ وا ل ُ ئ ِ ط ْ خ ُ ت ْ م َ ل ْ و َ ل ِ ه ِ د َ ي ِ ي ب ِ س ْ ف َ ي ن ِ ذ َّ ال َ و ْ و َ أ ِ ه ِ د َ ي ِ ب ." ْ م ُ ه َ ل ُ ر ِ ف ْ غ َ ي َ ف َ َّ ا َ ون ُ ر ِ ف ْ غ َ ت ْ س َ ي َّ م ُ ث َ ون ُ ئ ِ ط ْ خ ُ ي ٍ م ْ و َ ق ِ ب َّ ل َ ج َ و ،) 238 / 3 ( أخرجه أحمد .) 594 / 4 وحسنه الألباني (السلسلة الصحيحة َّفضل الصبر على المصيبة اللَّهُم ، َ ك ِ ائ َ ق ِ ل ِ ب ُ ن ِ م ْ ؤ ُ ت ً ة َّ ن ِ ئ َ م ْ ط ُ م ً وسا ُ ف ُ ن َ ك ُ ل َ أ ْ س َ ا ن َّ ن ِ إ َّ م ُ ه َّ الل ُ م َ ل ْ ع َ ت َ ك َّ ن ِ إ َّ م ُ ه َّ . الل َ ك ِ ائ َ ض َ ق ِ ى ب َ ض ْ ر َ ت َ ، و َ ك ِ ائ َ ط َ ع ِ ب ُ ع َ ن ْ ق َ ت َ و ا َ ن ِ ات َ اج َ ح ُ م َ ل ْ ع َ ت َ ا، و َ ن َ ت َ ر ِ ذ ْ ع َ م ْ ل َ ب ْ اق َ ا ف َ ن َ ت َ ي ِ ن َ لا َ ع َ ا و َ ن َّ ر ِ س ٍّ م َ ه ِّ ل ُ ك ْ ن ِ م َ ين ِ م ِ ل ْ س ُ لم ِ ل َ ي و ِ ل ْ ل َ ع ْ اج َّ م ُ ه َّ ا. الل َ ن َ ل ْ ؤ ُ ا س َ ن ِ ط ْ ع َ أ َ ف . ً ة َ ي ِ اف َ ع ٍ ء َ لا َ ب ِّ ل ُ ك ْ ن ِ م َ ، و ً جا َ ر ْ خ َ م ٍ يق ِ ض ِّ ل ُ ك ْ ن ِ م َ ، و ً جا َ ر َ ف ، ِ اء َ ب َ الو َ و ِ ون ُ اع َّ الط َ و ِ ن ْ ع َّ الط َ ن ِ م َ ك ِ ب ُ وذ ُ ع َ ا ن َّ ن ِ إ َّ م ُ ه َّ الل .ِ د َ ل َ الو َ و ِ ال َ الم َ و ِ ل �� ْ ه َ الأ َ و ِ س ْ ف َّ ي الن ِ ف ِ ء َ لا َ الب ِ يم ِ ظ َ ع َ و ا َ ا ي َ ان َ اي َ ط َ خ ِ ا ب َ ن ْ ك ِ ل ْ ه ُ ت َ لا َ ا، و َ ن ِ ل ْ ع ِ ف ِ وء ُ س ِ ا ب َ ن ْ ذ ِ اخ َ ؤ ُ ت َ لا َّ م ُ ه َّ الل َ ك ْ ن ِ م ْ م ُ ه َ ل ْ ت َ ق َ ب َ س ْ ن َ م َ ع َ ا م َ ن ْ ب ُ ت ْ اك َّ م ُ ه َّ . الل َ ين ِ م ِ اح َّ الر َ م َ ح ْ ر َ أ َ ون ُ ع َ م ْ س َ ي َ ، لا َ ون ُ د َ ع ْ ب ُ م ِ ار َّ الن ِ ن َ ع ْ م ُ ه َ ين ِ ذ ّ ى، ال َ ن ْ س ُ الح . َ ون ُ د ِ ال َ خ ْ م ُ ه ُ س ُ ف ْ ن َ أ ْ ت َ ه َ ت ْ ا اش َ يم ِ م ف ُ ه َ ا و َ ه َ يس ِ س َ ح سوء الظن ... ليسمن حسن الفطــــــــن هل لباس الفتاة يحدد أخلاقها؟ البعضيؤكد .. وآخرون يرفضون اعتباره مقياساً! صحافة اليرموك ـ آية حسام الدين ملابس الشعوب بأنواعها تعتبر مظهرا حضاريا وتاريخيا, فأحيانا يتم التعرف على هوية الشخص وبلده وثقافته الدينية منها، ولكن في ظل الانفتاح الذي وصل في جوانب كثيرة منه حد الانفلات إلى جانب العوامل التي جعلت من الكرة الأرضية قرية واحدة تداخلت فيها الحضارات مع بعضها بحيث تغيرت أزياء وأشكال الملابس . وهنا نسأل: هل اصبحت الملابس وسيلة لتحديد شخصية الإنسان وأخلاقه؟ وهل لباس الفتاة يحدد أخلاقها..؟هذا الموضوع تناولته "صحافة اليرموك" بكل عفوية بعيدا عن روح التعصب لتوضيح فكرة داخل أدمغتنا وهي نظرتنا لأخلاق الفتاة من لباسها؟ "طبعا بدون شك يحدد أخلاقها". هذا كان ا)، وأضافت منفعلة: � ام � ع 19( واب إيمان � ج "الفتاة المسلمة يجب أن ترتدي زيا محتشما يلائم دينها وعقليتها المسلمة". عاما)قالت: "لباس الفتاة 23( لكن شهناز ليسشرطا لتحديد أخلاقها، فهناك من يتستر خلف اللباس الشرعي، والعكس من بعض الفتيات غير الملتزمات (من ناحية اللباس)، حيث يعكسن شخصية الفتاة الخلوقة، وبالتالي فهو ليس مقياسا على الإطلاق". ول عبد الله � ق � وع ي � وض � م � ول نفس ال �� وح عاما): "طبعا الشكل الخارجي 20( سعيفان للفتاة يلعب دورا كبيرا في تحديد أخلاقها، فمثلا نمط اللباس وطريقته (ضيق أم واسع وان) يعطي نوعا ما لمفتاح ��� واختيار الأل لشخصيتها. عاما): "بالتأكيد يحدد 23( وتقول سالي أخلاقها، فالاخلاق هي التي تدفعها لتحافظ على نفسها من لباسها". عاما) مختلفا عن 21( فيما يبدو رأي هبة أقرانها بعدم تقبلها لأن يكون لباس الفتاة س اللباس � ي � مقياس لأخلاقها بقولها: "ل ذي يحدد إنما السلوك يحدد الأخلاق � هو ال لأن هناك بعض الفتيات المحتشمات ممن سلوكهن يناقض لباسهن، والعكس صحيح فأنا أرفض الفكرة تماما". عاما) فتعتبر أن اللباس له دور 22( أما نور كبير، لكونه انعكاسا لفكر الفتاة وطريقة % فالأمر 100 حياتها، وتضيف "ليس له الحكم نسبي أيضا، فقد يكون مثلا لبس البنطال دليلا على أن الفتاة خلوقة في مجتمع ما ر دليل على انحلالها � بينما في مجتمع آخ أخلاقيا". عاما) تقول: "كوني ملتزمة، 19( رام � م وهناك واقع ديني ومجتمعي يفرض علينا اللباس الشرعي فهو يحدد شخصية الفتاة". عاما) أن لباس 23( ويرى مالك حوراني ام فالأخلاق نابعة � الفتاة ليس بمقياس ع من داخل الشخص ومن خلال التعامل نحكم عليها. ا): "لا � ام � ع 25( ه � ن � اب � ب � د ع � م � اف أح ��� وأض أقبل هذا المقياس للأخلاق، فهو راجع إلى الأسباب التي جعلت الفتاة تقبل على لباسها هذا، فهناك مثلا بعض الفتيات المجبرات على لباسهن سواء كان محتشما أم لا، وأخلاقها تختلف كليا عن مظهرها الخارجي". ي جامعة �� م ف � ل �� وة والإع �� دع �� اذ ال �� ت �� أس دأ إجابته بقوله � اليرموك محمد طوالبة ب تعالى: "ولباس التقوى ذلك خير"، مضيفا: "إن نظرة المجتمع المتعارف عليها هي الحكم على أخلاق الفتاة من نظرتهم الأولى على لباسها ولكن ذلك لا يعني أن الفتاة غير الملتزمة منحلة أخلاقيا والفتاة المحتشمة ذات أخلاق". وتابع الطوالبة: "يجب على الفتاة ق ما بين الداخل والخارج ّ المسلمة أن توف لتكون مرضاة لله عز وجل في جوهر أخلاقها ولباسها فهي كالجوهرة، يجب الحفاظ عليها فهذه الجوهرة كحديقة مسيجة حافظ عليها مالكها قد تكون عرضة للسرقة، ولكنها ليست كحديقة بدون سياج تطولها أيادي اللصوص بكل سهولة". د. محمد طوالبة
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=