صحافة اليرموك
2019 آذار 10 _ 1440 رجب 3 الأحد سنابل 5 ࣯ ࣯ ريم زايد ُ من صلب الظلام الذي يفتك بحياتنا، اكتب عن ُ ئمنمنصةضوء.. أكتب ِ عزيزي القار َ إليك الغربة وأقول: ... من صريخ وأصوات تحبذها، من صوت بائع أجرار الغاز، إلى بائع الخضار والفواكه، من صوت والدتك الذي يضج بنوافذ البيت، من صوت التلفاز العالي، ومشاجرات إخوتك على من سيترأس منصة الكلام، إلى صوت صافرة طنجرة الضغط، لصوت جرس الباب الذي كنتم تتنازعون على فتحه ... م بك الحياة إلى بلاد الاغتراب، وكأن ّ ته بلادك أصبحت محطة انتظار لا إقامة، تبدأ بيل السفر بيوم، وترى ُ بتوضيب حقائبك ق م في أرجاء البيت، والحزن يقيم ّ الهدوء يخي ك، أما إخوتك فهنا �ْ دي � منازل في عيون وال ف مشاعر الكبرياء التي بقيت مخبأة ّ تتوظ طوالا، لترى الدمع ينحبس في الأجفان ً سنينا يأبى الظهور ... بس الأنفاس ويبات ْ في ليلة السفر تنح عن طعنات ْ وجه الوسادة ... ناهيك ً الدمع مبللا القلب الهادئة، والألم الذي في أقاصي الذاكرة، لتصطحبك عائلتك إلى المطار وأنت تحمل ث معك رفيق درب ْ خيبتك معك، ودموعك تمك جديد في الغربة .. ا في ساحة المطار هنا تبدأ معركة �ّ أم ة، حيث تتسلل ّ الشوق والحب والاغتراب الجدي تلك المشاعر القاتلة إلى قلبك لتغمرك من ع الأهل الوداع ّ رأسك إلى أخمص قدميك، تود الأخير، الذي لا تدري بعده متى وقت العودة، ح بيدك اليمنى وتمسح دموعك باليسرى، ّ وتلو من البطش ْ د الرجال وتحمل ّ وإن كنت سي والكبرياء ما تحمل فستجأش دموعك وتفيض لتفضحك، لتنادي المضيفة النداء الأخير، وهنا تأخذ الرشفة الأخيرة من أنفاسبلادك لتؤنسك في الغربة .... لتسكن في بيت لا تألف ناسه وسكانه.. تشتاق لرائحة المطبخ ورائحة والدتك المختلطة ببعضها وقت الطبخ، وبائع الخضار الذي كان يقطع نومك، وسهرات الأحبة التي حملتها في حقيبة ذاكرتك، ورائحة البيت التي قت مشاعرك، تفتح الصور لتأسف على ّ تعش جمال الذكريات، وتنظر في الوجوه، وتقول في نفسك متى العودة، وإن عدت هل سأعود كما كنت؟ من صلب الظلام ࣯ ࣯ صحافة اليرموك - رنيم اكريم رأفت خليل، كاتب وشاعر أردني موهوب من مواليد دير علا في الأغوار الوسطى, درس القانون في الجامعة الأردنية ليحصل بعدها على درجة الماجستير من بريطانيا في ذات التخصص، عمل في مجال المحاماة وما زال يعمل فيه كمستشار قانوني لشركة متخصصة مان. ٌ في مجال الطاقة في سلطنة ع دارات الأدبية الشهيرة � له العديد من الإص التي حملت أسلوبه وحسه المميز الذي جاء دار على شكل مجموعة � ليتبلور في كل إص »ُ ل يخطئ كثيرا � قصصية، نذكر منها «رج و مجموعته الشعرية «أكتاف المدينة» التي نظمها بأسلوب الهايكو الياباني, ليعود ويصدر مجموعته القصصية «على قيد الحياة» . ً مؤخرا «صحافةاليرموك»..التقتهبمناسبةتوقيعه لمجموعته الأخيرة «على قيد الحياة» الصادرة عن دار الآن ناشرون وموزعون، للوقوف على بعضمحطاتحياته، وتجربته الأدبية المميزة. يقول إن دخوله عالم الأدب بدأ كشغف ل إلى الكتابة، حيث ّ منه بالقراءة قبل التحو درة على الكتابة الإبداعية � ق � يه ال ّ د لد � وج أثناء دراسته الجامعية الأولى، وعليه باشر بنشر عدة نصوص أدبية ومقالات وقصص في الصحف والمجلات العربية المطبوعة أن لديه عددا من الكتب ً والإلكترونية, مضيفا الأدبية المنشورة في القصة والشعر، كما أنه اب الأردنيين. ّ عضو في رابطة الكت ً حاليا يشير إلى أن مجموعة قصصه الأخيرة «على قصة ما بين قصيرة 28 قيد الحياة» تتكون من . ً وقصيرة جدا وعند سؤاله عن سبب تسمية المجموعة بهذا الاسم، يوضح خليل أن عنوان المجموعة جاء من اسم إحدى القصص فيها، وفي نفس الوقت هي سمة جمعت أكثر من قصة في تدور حول ً المجموعة، إذ إن كل قصة تقريبا شخصرغمظروف الحياة الغريبة والأقدار التي تسوق البشر إلى مآل ومسارب وأحداث مختلفة لكنه يبقى على قيد الحياة . ً ، فنحن جميعا ً ويضيف هذا ليس مستغربا على قيد الحياة بشكل أو بأخر, والمعنى ون الحياة نقيض الموت، � المقصود هو ك فنحن على قيد الحياة لأننا لم نمت، رغم أننا نتعرض للموت في كل لحظة, نقطع الشوارع، ا، نتعامل مع �� نقود السيارات، نهبط أدراج أدوات ومواد خطرة، نأكل ونشرب أشياء مضرة بالصحة، نتعرض للتلوث وهكذا ... لذلك نحن ,على قيد ً , وكأنها ليست أعجوبة بتاتا ً جميعا الحياة. ويتابع أن «على قيد الحياة» التي في ولاج» لعدة أشخاص �� الكتاب عبارة عن «ك في شخص واحد استطاع أن يبقى على قيد الحياة، أو بالأحرى ينجو من الموت في ظروف «بالطبع ً مختلفة ليبقى على قيد الحياة, مكملا المجموعة القصصية تحوي ثيمات أخرى مثل الفساد والعطب الذي أصاب الحياة نفسها, أما فهي متنوعة ومختلفة ً القصص القصيرة جدا وبأقل ً أن أجعلها مقتضبة جدا ً وقد حاولتجاهدا عدد ممكنمن الكلماتمع إفساح المجال لخيال القارئ أن يملأ الأجزاء الناقصة أو أن يستنتج ما جرى فيها من أحداث غير مكتوبة أو مسكوت عنها». وفيما إذا استند في قصصه على الخيال أم أن أحداث قصصه تسربت من وحي الواقع تستند ً يقول خليل «الكتابة الإبداعية عموما إلى الخيال، أو يجب أن يكون أساسها الخيال، وعلى الكاتب أن يكون ذا خيال واسع لرسم الشخصيات والأحداث كما يرغب». إذا كان كل ً ويضيف أن الخيال لا يكون خيالا ما يفعله هو مجرد محاكاة لواقع معروف, وربما هذه نقطة خلافية بين المبدعين أنفسهم، لكن من أين ينبع الخيال إذا لم يصادف في طريقه د من مشاهدات َ ع ربما مستم � ع؟ واق � واق � ال وتجارب وقراءات سابقة يقوم الكاتب بتوسعة فضائها بالخيال . ويتابع خليل في الإجابة، أن بعض القصص تستمد أحداثها من وقائع فعلية قد تكون أحيانا أغرب من الخيال, فقصصي في أغلبها وار الأردنية، حيث � مستوحاة من معاناة الأغ المكان الذي ولدت فيه، ومن حكايات سمعتها أو اطلعت عليها من الواقع المعيشي الصعب تجارب إنسانية ً للناس هناك، فهناك دائما جديرة أن يغشاها الضوء لذلكجاء الفن والأدب. ً ى قصة «جرحت نفسك» مثلا � ويلفت إل في مجموعته القصصية الأولى «رجل يخطئ » كانت مستوحاة من واقع معيشي صعب ً كثيرا يعاني منه المزارعون الصغار في الأغوار, حيث سردت قصة أب أسرة ليس له من مصدر دخل ليدفع ثمن رسوم كتب لابنه في الصف الأول لذلك. ٌ فيضطر للسرقة وهو كاره قصة «المناضل» التي ً ويذكر خليل أيضا ام بعمليات فدائية � تحكي قصة فدائي ق بطولية في السبعينيات عبر منطقة الأغوار، وتقوم إحدى الصحف في عصرنا بعمل تحقيق صحفي للاحتفاء بسيرته البطولية باعتباره استشهد في إحدى العمليات، لكنه حين يحضر أنه ما زال على قيد الحياة، ً لمبنى الجريدة معلنا ويرى الصحفيون حالته المزرية لا يصدقونه وينكرونه ولا يعترفون بأنه هو نفسه المناضل المعروف الذي قرأوا وكتبوا عنه، فيجلس في النهاية ليبكي على درجات الصحيفة. ويكمل خليل أن هذه القصة في جزء بسيط منها تستند إلى واقعة حقيقية سمعها من أحد أقاربه، لكنه بنى عليها قصة مختلفة وصاغ حولها أحداثا متخيلة لتتناسب والهدف من إلى أنه هكذا يصبح الخيال ً القصة, مشيرا والواقع متداخلين في صناعة عوالم القصة ع كما نعرفه � واق � وتحقيق انزياحها عن ال باستخدام اللغة, وأنه بالطبع هناك قصص مستوحاة بالكامل من الخيال وليس فيها أية أحداث واقعية. وعن سؤالي له إذا كان لبلدته «دير علا» ً ة تأثيرا � ي � وار الأردن �� وخصوصيتها في الأغ ،ً على كتاباته, أجاب «بالطبع، وكما قلت آنفا فأنا من دير علا التي تمتاز ببيئتها الزراعية وبساتينها الخضراء والتي تقع في قلب وادي الأردن، ولا شك كان لها تأثير على كتاباتي، فبعض قصصي مستوحاة من هذه المنطقة الجميلة ومن معاناة أهلها والذين هم في أغلبهم مزارعون صغار, لكن ربما في كتابي ، فقد ً «أكتاف المدينة» كان التأثير أكثر وضوحا إلى بلدتي دير علا، تلك ً أهديت الكتاب تحديدا الجاثمة هناك بين الخضرة والماء، كعروس لوادي الأردن». وتابع أن الكتاب في حقيقته عبارة عن قصائد شعرية قصيرة على طريقة «الهايكو» ى بمشاهدات من الطبيعة ّ اليابانية وفيها تغن ،ً وإنسانا ً ورمزيتها الحاضرة في ديرعلا مكانا بالإضافة إلى مشاهدات أخرى من وسط البلد .ً ان والتي لها مكانة في قلبه أيضا ّ في عم ولفتخليل إلى أنه يجد نفسه أكثر فيكتابة القصة القصيرة, رغم أنه كتب المقالة الأدبية والسياسية والنصوص الشعرية القصيرة, لكنه يعتبر نفسه قارئا جيدا لنماذج مختلفة من الكتابات الإبداعية، ومنها الرواية التي يستمتع , بالإضافة إلى أنه لا يجد لديه ً بقراءاتها كثيرا إلى ً ذلك النفس الطويل لكتابة رواية، منوها أنه يحب أن يستعمل لغة قصيرة مقتضبة ن استعمال � دد ممكن م � ومختزلة بأقل ع الكلماتما دامتتؤدي المعنى وتوصل الفكرة . ويضيف«فإذا كنت أستطيع أن أقول ما أريده قصير بحجم قصة قصيرة، فلماذا ّ في نص أقوله في رواية، وذات الأمر إذا كنت أستطيع أن أعبر عن الفكرة المطلوبة من خلال قصة من جملة أو جملتين، فلماذا أعبر ً قصيرة جدا عنها بقصة قصيرة» . ويتابع «برأيي أن الهدف من أدب القصة أو الرواية هو إيصال فكرة أو تجربة ما والتعبير ليس هو المعيار ّ عنها بالكلمات, لذلك الكم لكنه الكيف, و بلا شك الرواية تظل فنا مختلفا عن القصة، فن صعب، والبعض يستسهل أمر كتابة الرواية باعتباره «مجرد حكي», لكنها على العكس تقوم على تعدد الشخصيات تحوي عدة حبكات متداخلة, ً والأحداث وأحيانا تدور في ذهني أحداث ً وبالنسبة لي، أحيانا كثيرة متداخلة وأعرف أنه لا يمكن التعبير عنها من خلال تقنيات القصة القصيرة، لذلك ربما أتجه للرواية إذا وجدت أنها القالب المناسب للتعبير». وعن رأيه في الشعر خاصة وأن له مجموعة شعرية على طريقة «الهايكو» اليابانية بعنوان «أكتاف المدينة», يرى خليل أن الشعر هو أبو الفنون الأدبية وله مذاق خاص, حيث إنه من أن الشعر ً متذوقي الشعر بكافة أنواعه، مؤكدا راح ً ن و مؤخرا ّ لا يمكن حصره بشكل معي ,ً يتسلل حتى إلى السرد في الرواية تحديدا حيث أصبحنا نشهد تداخلا فعليا للأجناس الأدبية في مجال القصة القصيرة, وظهر ارة إلى � مصطلح «القصة الشاعرة» في إش يظهر الشعري ً تداخل الشعر مع القصة وأحيانا في القصص دون قصد. دي قصة قصيرة اسمها � ل ً اف «مثلا �� وأض أقرأها وكأنها ً «وحدنا» في الكتاب الأخير، أحيانا في نفسالمجموعة هناكقصة ً قصيدة, وأيضا ُ اسمها «عثور» تقول: «كان يبحث ً قصيرة جدا ه ّ التيضاعت منه في المطار، لكن ِ عن حقيبته ر ذلك ّ . تذك ً جها لاحقا ّ عثر على الفتاة التي تزو حقيبتها», وهي ً ما يعبران المكان، حاملا ُ وه تبدو موزونة، ويمكن قراءتها كقصيدة شعر, لأنه بدا ً أما شعر الهايكو فقد اهتممت به جدا ً لي كفن تصوير بالكلمة، حيث ينقل مشهدا شعري ّ ، لكنه فن ً طبيعيا جدا ً قد يبدو ظاهريا ليستخرج حقائقكامنة لا تنجلي ً يغوصباطنيا لاستيعابها، فوجدت نفسي ٌ إلا لمن هو مؤهل أكتبهذه القصائد لتخرج في النهاية في كتاب «أكتاف المدينة». اء بعد نشر كتابه الأخير ّ وحول أصداء القر ة ّ «على قيد الحياة» أجاب, «الأصداء كانت طيب ومشجعة، ودفعتني للتعمق بفعل الكتابة أكثر» . وبين خليل أنه لم يواجه أية صعوبات في موضوع النشر والطباعة, ولكن كان لديه مشكلة عامة بخصوص التوزيع والإشهار اب الجدد وهي مشكلة ليست ّ والانتشار للكت مثلها مثل حقوق ً أردنية بل عربية عموما » أما أثناء الكتابة، مضيفا «أنا ً المؤلف «متابعا سا ّ ، بمعنى وقتي ليس مكر ً متفرغا ً لست كاتبا بالكامل للكتابة الأدبية، لذلك أكتب في وقت فراغي، وأكتب دون أية ضغوطات أو صعوبات من حيث الوقت، فالكتابة عندي أشبه بالهواية الجميلة التي أمارسها حين أحتاجها أو أرغب بها تفرض نفسها». ً أو أحيانا ونوه إلى أنه حاول الحصول على دعم من وزارة الثقافة من قبل, لكن ربما سيفعل في وأنه رأى أن الوزارة دعمت ً المستقبل، خصوصا ل ّ اب الأردنيين, وذلك في تحم ّ الكثير من الكت كلف الطباعة والنشر. وفي السؤال الأخير عن خططه المستقبلية في هذا المجال أوضح خليل هناك الكثير من الأفكار والمشاريع الكتابية التي تراود خيال أي كاتب، لكن يتم تأجيلها لسبب أو لأخر, وأن لدي على الكمبيوتر الكثير من المشاريع غير المكتملة، ربما أكمل بعضها بالفترة القادمة, عن مشاريع ً لا يمكن الحديث تفصيلا ً وعموما ما لم تكن قد تبلورت وأخذت شكلها النهائي. قصصه مستوحاة من «أكتاف المدينة» في دير علا رأفت خليل .. «هايكو» القصة الأردنية «على قيد الحياة» الكاتب رأفت خلال حفل توقيع مجموعته الأخيرة في مسقط ضوء ࣯ ࣯ صحافة اليرموك - هدى خربط صمت وبرود .. حواجز غير مرئية بين زوجين د، وبيت يفتقد للحب و � يعيشان في سقف واح ى بـ «الطلاق العاطفي»، َّ المشاعر، هذا ما يسم الذي يعد من أصعب الأمور التي تواجه أي زوجين، لأن موت المشاعر يعني موت أيعلاقة مهما كانت طويلة. ف المختصة في الموارد البشرية الدكتورة ّ تعر خلود أبو حسنة الطلاق العاطفي بأنه برود وضعف لغة التواصل والحوار بين الزوجين, فيكون البيت أشبه بغرفة مهجورة ليس فيها روح الانسجام والحب وهو أكثر أنواع الطلاق خطورة . وتضيففي الطلاق الشرعي يبتعد الزوجانعن بعضهما البعضبشكل رسمي وبإرادتهما ويعيش كليهما في مكان يبعد عن الآخر، أما في حالة الطلاق العاطفي فيكون الزوجان في بيت واحد تملؤه الطاقة السلبية فيعيش كلا الطرفين في حالة اكتئاب عند دخولهما البيت مما قد يؤثر على نفسية الزوجين حتى في علاقتهما الخارجية. ومن جهة أكثر خطورة، أكدت أبو حسنة أنه في حال وجود أطفال بين الزوجين المطلقين عاطفيا قد يؤثر هذا على الأطفال لأن البيت الذي يفتقد رح الحب والطاقة الإيجابية ينعكس على نفسية الأطفال مما قد يخلق عندهم أمراضا نفسية مع الوقت. وتتابع قد تتجسد على شكل انطوائية الطفل أو دخوله مرحلة الاكتئاب أو حتى عدم حب الناس وكره كل من حوله , لذا تكثر المشاكل في البيت لأقل الأسباب و يكثر اللوم و العتاب وتزداد حدة المحاسبة عن كل تفصيلة صغيرة, ويفقد كلا الطرفين الثقة يبعضهما. و حسنة مراحل تطور الطلاق � و تناولت أب العاطفي إذ تؤكد أنه لا يكون بيوم وليلة إنما له توابع قد لا يلتفت إليها الزوجين, ففي أول مرحلة تخلق حالة من «زعزعة الثقة» . وتضيف الثقة تعد أساس الحب والتفاهم بين أي طرفين وإن تزعزعت تخلق مشاكل على أصغر ور, يلي هذه المرحلة «فتور الحب � وأبسط الأم وفقدانه» والتي نتجت عن كثرة المشاكل التي سببها فقدان الثقة بين الطرفين والتي تتحول بعدها إلى برود في المشاعر وعدم الرغبة في اللوم والعتاب والتي ستخلق المرحلة التالية وهي «الأنانية». وتضيف أبو حسنة في هذه المرحلة يكو كلا الطرفين أناني يفكر بنفسه دون مراعة مصلحة بعضهما البعض ومن ثم تأتي مرحلة «الصمت» والتي يكون فيها البيت كأنه شقة مهجورة تفتد روح السعادة والحوار فيصبح البيت تملؤه الطاقة سلبية التي تسبب ظاهرة «الطلاق العاطفي» طلاق دون شهود يعيش الأزواج كأنهم غرباء. وتقول أستاذة علم النفس الدكتورة ندى ملكاوي إن الحياة الزوجية في حالة هذا الطلاق تدخل في حالة موت سريري، حيث يختفي فيها الشعور بالأمان ، ويسكن الصمت في كل زوايا البيت , حيث لا يكاد يهمس الزوج أو الزوجة بشيء إلا عند الضرورة وبشكل رسمي يملؤه البرود. وحذرت الملكاويمنخطورة هذه الظاهرة التي قد تتسبب في أن يلجأ أحد الأطراف إلى الخيانة بحثا عن الحلقة المفقودة في علاقتهم ولإشباع رغباتهم العاطفية والجنسية. ه المختصبالعلوم الشرعية الشيخ ايمن ّ وينو خربط إلى أن الهجر بين الزوجين هو وسيلة قد تكون إيجابية لإصلاح وإنعاش العلاقة الزوجية أو قد تكون سلبية بحيث تبعد الزوجين عن بعضهما البعضبشكل كبير والذي سوف يشمل الهجر في الفراش وفي الكلام، وهذا ما سيدخلهم في دائرة الحرام إن زاد الهجر عن ثلاثة أيام وهم في بيت واحد، فإن أراد الزوجان الانفصال عن بعضهما فيجب أن يكون ذلك وفق المفهوم الحقيقي للتفرقة وهو الطلاق الشرعي. و يشير أستاذ الإرشاد الأسري الدكتور عاصم المومني إلى أهم مسببات الطلاق العاطفي والذي يمكن من خلال معرفة أسبابه الرئيسية الوصول إلى حلول للحد من هذا الظاهرة وخروجها من البيوت . ويضيف أن الزوجين في حالة وصولهما إلى مرحلة الطلاق العاطفي لا يجدا ما يشبع حاجاتهما العاطفية والجسدية ، ما ينتج عنه البرود والجفاء وتغلغل الملل في علاقتهم سواء من جانب تبادل الحوار أو العاطفة أو الجانب الجسدي والذيسيلغي دور العلاقة الزوجية بالكامل. وتابع المومني أن هذا النوع من الطلاق يمكن أن يؤثر سلبيا على كليهما و على من حولهما من المقربين , ومن أهم أسباب الطلاق العاطفي هو الضغوط المادية والتي تتسبب بضغوط نفسية تنعكس على طريقة تقبل الزوجين لبعضهما البعض ومن جانب أخر قد يكون أحد أسبابه أنانية أحد الطرفين والتفكير بحقوقه ومتطلباته بحيث ينسى الطرف الآخر وواجباته عليه . وينصح المومني بأن يذهب الزوجان في حال البرود بينهما إلى مستشار نفسي لتوجيههما إلى الطريق الصحيح وتوعية كلا الطرفين بحقوق وواجبات كل منهما على الآخر قبل أن تتطور الأمور بينهما. وأضاف أن من أهم العلاجات التي تستخدم في مثل هذه الحلات هو كسر الروتين في العلاقة الزوجية لأن الطلاق العاطفي يبدأ بالملل ثم ينتهي بكارثة تؤدي إلى انهيار أي علاقة حتى وإن كانت طويلة. الطلاق العاطفي .. طلاق دون شهود! مختصون يحذرون من عواقبه ويدعون لتغليب لغة الحوار تعبيرية
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=