صحافة اليرموك
شرفات 4 2019 كانون الأول 8 _ 1441 ربيع الآخر 11 الأحد منزل العباسي الذي تحول إلى متحف آديب عباسي ࣯ ࣯ صحافة اليرموك - ريم زايد ، ولد أحد أبرز الكتاب والأدباء 1905 في عام الأردنيين، الكاتب والأديب أديب عباسي ، في بلدة «الحصن» شمال الأردن، وتلقى دراسته الأولى في مدرسة البلدة، سافر بعدها إلى الناصرة في فلسطين لإكمال دراسته الثانوية ، ثم أرسل في بعثة إلى «دار المعلمين» في .1927 القدس وتخرج منها سنة أهلته شهادته آنذاك إلى دخول الصف الثاني في الجامعة الأمريكية ببيروت ، حيث أرسل في أول بعثة دراسية إلى تلك الجامعة على حساب الحكومة الأردنية في عهد إمارة شرق الأردن ، وكان من أوائل الأفواج التي تدرسفي الجامعة الأمريكية فيبيروت ، وقضىفيها ثلاثسنوات يدرس التربية وعلم النفس والأدب العربي. بدأ عباسي مشواره الأدبي منذ أن كان طالبا في جامعة بيروت ، وأول مقالاته نشرت في ة «مجلة دار المعلمين في القدس»، ّ مجلة الكلي ثم في المجلات المصرية والسورية واللبنانية والأردنية كالمقتطف والهلال والرسالة والثقافة والرواية والفكر والكشاف والرائد . كان له العديد من المقالات العلمية حول «أينشتاين» والنظرية النسبية، كما كان له العديد من المقالات النقدية الرصينة في مجلة الرسالة المصرية ، والتي رد فيها على عباس العقاد في الثلاثينيات من القرن الماضي ، إلى أن زاره ذات يوم مدير تحرير مجلة المقتطف في بيروت عندما كان طالبا ، حتى يتعرف على الشخص الذي نقد العقاد ودحض آراءه . بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية في بيروت، عين معلما في ثانوية اربد لتدريس سفي العديد من المدارس ّ الأدب العربي ، و در في عمان و السلط ، والكرك ، وبالعديد من المدارس الطائفية والخاصة ، كما درس في مدرسة «صهيون» في القدس مدة سنتين ، ثم عاد للعمل في المدارس الأهلية في الأردن على فترات متقطعة. علىالكتابةخلالسنيعملهفي ً مثابرا ّ وظل خضع لمجلستأديبي بسبب ْ التدريس ، إلى أن معارضاته الأدبية والفكرية مع مهنة التدريس ر المجلس تنزيل راتبه من سبعة عشر ّ ، وقر ، واشترط التزامه ً إلى اثني عشر دينارا ً دينارا ر إلى ّ قف عن الكتابة والنشر ، فاضط ّ بالتو ترك عمله، وانقطع ليترك التدريس والوظائف نهائيا ، وعاش بعدها حياة الاعتكاف بعيدا عن الناس ، منعزلا عن المجتمع والواقع ما يزيد على نصف قرن. كان عباسي قد ترك بعد رحيله أكثر من ، باللغتين العربية ً ستة وتسعين مخطوطا والانجليزية ، وقد ترجم العديد منعيون الشعر ف في الفلك والعلوم الطبيعية ، ّ العالمي ، وأل وكتب في حياته كتابا واحدا قبل العزلة بعنوان «عودة لقمان» وهو كتاب في حكمة الإنسان بلسانه وعلى لسان الحيوان وسائر الكائنات ، و طبع في مطبعة الحسين بعمان. يقول «جاره» الدكتور مازن مرجي ، كنت طفلا حين وعيت أن الأستاذ أديب جار لنا ، فقد كان إنسانا منعزلا عن الواقع وعن معالم الحياة ، و يعيشفيمنزل فقير الحال ، يجهل تفاصيل الحياة خارجا ، بيته متواضع بسيط ، لديه «بريموس» يسلق عليه العدس ويأكله ، فهذه كانت وجبته الوحيدة على مدى أيام كثيرة ، لم يكن فضوله تجاه الناسيضاهي فضول الناس تجاه حياته وطريقة معيشته ، كان يأتي له كثير من الطلبة لزيارته ، أو التعرف بما وراء الغموض الذي يعيشه عباسي ، كان يثق بعائلة مرجي جدا رغم قلة ثقته بمن حوله ، وإذا ما احتاج شيئا ما ، لم يكن يتردد فيطلبهم أو سؤالهم . ويضيفمرجيلـ صحافة اليرموك أنعباسي كان يقضي نهاره منذ بزوغ الفجر إلى أن تغيب الشمس في القراءة والكتابة ، وعندما يأتي الليل يشغل الراديو على «الموجة القصيرة» ات الأجنبية والعربية فهو � يستمع إلى الإذاع متكلم للغة الانجليزية بطلاقة ، و إلى جميع البرامج دون كلل أو ملل. وتابع كان يحب أصوات المغنيات الهنديات ، فمنمنظوره أصواتهنقوية و جميلة , كما كان يستمع إلى الإذاعات جميعها أيا كانت البرامج ، علمية أو أدبية. ويضيف أنه كان يطلب من «عائلة مرجي» دوما مجلة المختار لعدم قدرته على شرائها ، وهي عبارة عن مجلة شهرية الصدور ، تحتوي مقالات مترجمة من مجلة «ريدرز دايجست»، و كانت لديه موهبة الكتابة والتعليق على المقالات فقد كان يقتني مجلة العربي التي كانت تصدر من الكويت ، ليقرأها ويكتب على هوامشها تعليقاته ، لغزارة أفكاره وعلمه . ان أحد � ى أن عباسي ك � ويشير مرجي إل الأشخاص المهتمين بعلم الفضاء ، فحين سافر للمرة الأولى إلى «أميركا» أخبره عن جمالية متحف الفضاء , فقال له عباسي اقتني ليشيئا منه ، إضافة إلى أنه كانشخصا يراقب الطبيعة والكواكب. طلق عليه لقب ُ و يتابع أن أديب عباسي أ «فأر المكتبة» حين كان طالبا في الجامعة الأمريكية في بيروت , وبحسب معرفتي فيه ، فهو كان يستعير كتبا كثيرة يفرغ من قراءتها ويردها إلى أصحابها ، وكان يعلق على كل التفاصيل الأدبية الصغيرة وإن لم تكن مهمة ، ولو كان «بروشور» كان يقرأه ويعلق ويكتب على هامشه أي شيء يخطر له ، وأن أحد أهم مراجعه الأدبية والعلمية كانت الإذاعات التي كان يقضي معظم الوقت مستمعا لها طوال الليل ، فقد كانت تؤنسه في وحشته ، وتقيه من برد الشتاء ليلا. وأضاف مرجي أن حضور النساء في حياة عباسي لم يأخذ حيزا كبيرا ، ولم يكتب عنهن كثيرا في كتاباته ومقالاته ، إلا أنه دوما كان هناك الكثير من النساء الأديبات والشاعرات و طالبات المدارس ممن كن يزرنه حيثما كان يقطن . ي هاشم �� ب الأردن �� ي والأدي � روائ � ال ال �� وق غرايبة إن أديب عباسي «مفكر وشخصية قلقة مقلقة مشاكسة»، لم يكن منسجما مع واقعه ومجتمعه ، مضيفا بإمكاننا أن نقسمحياة أديب إلى قسمين , حياة ما قبل العزلة وما بعد العزلة , فقد كتبعباسي قبل عزلته في مجلات مهمة ببعضمقالاته علىكتاب ّ جدا كالمقتطف , ورد آخرين مميزين في عهده ، وكتب كتابه الوحيد «عودة لقمان». ويتابع بعد العزلة كان له كتابات عديدة كان يدونها في ملخصات خاصة له و التي لم تنشر ، وقد كتب فيها عن كلشيء حول الأدب والشعر ذاء الناس له ، وصراعاته مع � والفلسفة وإي المجتمع ، وترك أثرا كبيرا في زمانه قبلعزلته ، وأثرا أكبر وتساؤلات غامضة بعد عزلته. وأضاف الغرايبة ، كنت زرته عدة مرات بعد عزلته ، أول مرة كنا طلبة في رحلة مدرسية, قد بدت لنا حياته غريبة جدا ، شخص يعيش في بيت قديم , يأكل من «قدر» به ماء وخبز «طابون» ، وقد شكل لنا ذاك الأمر غرابة كبيرة ، تحدثنا معه بأشياء كثيرة وغريبة , وتسآلنا بأنفسنا لم يفعل هذا ؟ . ويضيف «قال لنا أديب آنذاك ، إن كل ما تقرأوه في كتبكم هذه ما هو إلا كذبة كبيرة وكلام فارغ قد عفا عليه الزمن», وهذا ما أثار بنا الريبة والغموض أكثر , ومن بعدها عاودت زيارته لأكثر من مرة وفي كل زيارة أجد شخصا آخر بصفات أخرى تختلف عن الشخص الذي قابلته في المرة الماضية . وأكد الغرايبة أن أكثر ما أتذكره حول أديب ، أنه شخصلم يكن يجيب على الأسئلة بوضوح ، وقال «لو لم يعتزل أديب الناس لكان من الشخصيات الأردنية المهمة والمؤثرة». يذكر أن أديب كان له ابنة أخ تعينه وتزوره أثناء حياته ، تدعى «يسرى عباسي» وهي من أرخت كتاباته ومخطوطاته وكتبه وسريره وجعلت منها متحفا في بيته الذي كان يعيش به في مدينته التي احتوت وحدته وانعزاله «الحصن»، يأتي الى هذا المتحف ، الناس المهتمين بالراحل أديب ، ومن يريدون أسئلة حول الغموض الذي عاشه عباسي في حياته . قبل وفاة عباسي بقرابة السنة ونصف ، لم يعد قادرا على أن يهتم بنفسه فقد ظهرت معالم الشيخوخة والكبر ، فاضطر لدخول مستشفى الراهبات الوردية حيث تعاقد مع المستشفى بأن يمنحهم أراضيه وأن يتصرفوا بها بعد رحيله ، شريطة أن يعتنوا به فترة تواجده في المستشفى ، وقد زاره الأمير حسن آنذاك والعديد من الصحفيين ، والوزراء ، ومن كان يهتم لأمره . م»فارقأديبعباسي 1997/5/9« وفييوم الحياة ، بعد إضراب عن الطعام ، احتجاجا على جرائم (إسرائيل) ضد الفلسطينيين ، وعلى إثر استيطان (إسرائيل) لجبل أبو غنيم في القدس . رحل أديب ، ورحل لقب «ناسك الحصن» معه ، والتساؤلات الغامضة حوله ما زالت إلى اليوم بلا إجابة. نقد العقاد ودحض آراءه.. ومات مضربا عن الطعام دعما لفلسطين أديب عباسي.. «ناسك الحصن» الذي أعاد «لقمان» إلى الحياة ليعتزلها في «صومعته» البسيطة حتى وفاته ࣯ ࣯ صحافة اليرموك - روعة الصفدي ٍ موسيقية عربية أصيلة ، مع كل وتر ٌ هي آلة فيها يأخذنا لحنه إلى عراقة عالمنا الشرقي ، قبت بالآلة (الأم) لاحتوائها على ثلاثة دواوين ُ ل موسيقية و نصف الديوان ، فهي بذلك تغطي كافة المقامات العربية . ة ، و ما هو � القانون .. فما هي هذه الآل ً تاريخها ، و هل مازالت منتشرة و تشهد إقبالا في وقتنا الحالي؟ قال طالب الموسيقى في جامعة اليرموك مر ُ يزيد الكرايمة إنه بدأ تعلم العزف منذ ع السبع سنوات ، حيث كان يقضي أغلب وقته في المنزل بسبب مرض عضال كان يعاني منه منذ ولادته. و أوضح أنه تعلم العزف عنطريق اليوتيوب إلى أن أول آلة تدرب عليها هي البيانو ً ، مشيرا ، و كان يطبق ما يتعلمه على (اللابتوب) من خلال تطبيق للعزف، بسبب عدم وجود بيانو حقيقي في المنزل . د يزيد أن الموسيقى كانت تعطيه � و أك السعادة ، لذا قرر تحقيق حلمه و التخصصبها في الجامعة ، و كانت رغبته بالتخصص في آلة العود لكن أحد الأساتذة نصحه بالقانون ، لصعوبة حمل العود من منزله للكلية مع وضعه الصحي ، أما آلة القانون فهي موجودة داخل الكلية . سنوات على ٣ ن أنه الآن و بعد مرور ّ و بي تخصصه في آلة القانون ، أصبح لديه طموحات عن فخره ً جديدة مختلفة عما سبق ، معربا بعزف آلة تعتبر من أصعب الآلات الموسيقية و أكثرها عراقة . و قالت طالبة الصيدلة في الجامعة الأردنية فرح الغزاوي إنها بدأت تعلم العزف على آلة القانون لمجاراة أشقائها الذين لديهم ميول فني للعزف على آلات مختلفة ، فقررت في سن السادسة عشرة اختيار القانون لتحدي نفسها بالعزف على الآلة التي يعتبرها الجميع من أصعب الآلات. و أضافت أنها قبل دخول الجامعة كانت تأخذ دروسا خصوصية مع أستاذ موسيقى في المنزل ، و هذا ما ساعدها لدخولكلية الصيدلة مع شهادة التفوق الفني. نت فرح أنه و بسبب صعوبة المواد ّ و بي الدراسية لم تعد تمارس العزف بشكل مستمر، لكن شغفها بالقانون موجود دائما لتتعود عليه و تنظم وقتها بين الصيدلة و العزف لتطور موهبتها الموسيقية فيه. ال طالب الثانوية العامة محمد بدر � و ق برقوني إنه بدأ تعلم العزف على آلة القانون منذ الصف الثالث ، حين اصطحبه والده لمعهد الموسيقى و أطلعوه على كافة الآلات الموجود ، ليجذبه صوت آلة القانون و يقرر اختيارها . و أوعز شغفه و حبه لهذه الآلة إلى سحرها أنه منذ تسع سنوات إلى الآن ازداد ً ، موضحا بمسابقة ً تعلقه بالقانون ، فقد فاز مؤخرا نظمتها مؤسسة عبد الحميد شوفان ليحصل على جائزة أفضل عازف قانون تحت سن ال عاما. ١٨ يقول الموسيقار و عازف القانون الفنان عبد الحليم الخطيب إن القانون يعتبر من أغنى ، فهو يشتمل ً الآلات الموسيقية العربية نغما على ما يقارب «الأكتاف» ، فتعتبر هذه الآلة ك لباقي الآلات ّ الدستور الرئيس و المحر الموسيقية . ٣ وترا و كل ٧٨ و أوضح أنه يتكون من نغمة ، و يتكون ٢٦ أوتار تعتبر نغمة مما يعني بلة ، الكعب ، ِ من مفتاح دوزان للأوتار، الق ً أيضا القاعدة السفلى ، الملاوي (المفاتيح) ، مسطرة الملاوي ، الرقمة ، الأنف ، الفرس ، الركيزة ، رب ، و الريشة ُ الشماسي ، الجلدة ، الجسر ، الع و كشتبان للعزف . و يذكر الخطيب أن القانون ظهر في العالم العربي خلال فترة العصر العباسي و كان شكله مستطيلا ، قبل أن يتم تجديد شكله إلى المتعارف عليه في وقتنا الحالي و هو شبه المنحرف . ه إلى أن هناك اختلافا بين القانون ّ و نو رب ُ العربي و القانون التركي بالحجم و عدد الع ، من بعد التطور الذيطرأ على القانون التركي من خلال دمجه مع الإيقاعات و الكوردات . اذة الموسيقى في جامعة � ت � نت أس ّ و بي اليرموك الدكتورة رائدة العلوان أنه لم يكن في الأردن قبل الستينيات عازفون يجيدون العزف على آلة القانون فقد كان دخولها إلى الأردنعن طريق الفرق القادمة المشاركة في المهرجانات ، وهذا ما لفت أنظار الموسيقيين في الإذاعة الأردنية إلى ضرورة تواجد هذه الآلة في إطار فرقتها الموسيقية. ي على آلة �� ازف أردن � و أضافت أن أول ع القانون هو إميل حداد ، الذي درس هذه الآلة في المعهد العالي للموسيقى العربية في س لآلة القانون في ّ القاهرة ، و يعتبر أول مدر رفت آلة القانون. ُ الأردن ، وعلى يديه ع ة القانون � و أوضحت العلوان أن دور آل الأساسي في التخت الموسيقى العربي في عزف معظم القوالب الغنائية العربية مثل الموشحات والقصائد والمواويل والأغاني الوطنية و الشعبية. و قال استاذ الموسيقى في معهد ميوزك هاوس ، المتخصص في آلة القانون عثمان كنعاني إن هذه الآلة تطور الذهن و تقوي التركيز لأنها متنوعة لا تشبه البيانو مثلا. و أضاف أن البيانو يحتويعلىمفاتيح بيضاء ٧٨ و سوداء فقط، أما القانون فيحتوي على نغمة ، لذا يعتبر القانون بالنسبة ٢٦ وترا و للناس (بعبع) الآلات الموسيقية و هذا أحد في الأردن. ً أسباب عدم الإقبال عليه خاصة و أشار إلى أن السبب الآخر هو قلة الأشخاص الذين يودون تعلمها ، وقلة الذين يدرسونها ، فالناس هنا يميلون لتعلم الجيتار و ً أيضا البيانو من باب «الموضة» ، لذا يكثر أساتذة البيانو و الجيتار على عكس القانون ، إضافة لارتفاع سعر دورات و حصص القانون مقارنة بالآلات الأخرى . للتعلم ً إقبالا ً و أكد كنعاني أنه لاحظ مؤخرا على القانون ، و يعود ذلك للتطور الذي طرأ على الآلة ، حيث لم يعد العزف عليها بالطريقة التقليدية ، بل تم دمج الأسلوب القديم و الحديث و إضافة كوردات و إيقاعات لتصبح ملفتة للناس أكثر . أصعبها تعلما وعزفا ً موسيقيون: القانون أغنى الآلات الموسيقية العربية نغما آلة القانون
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=