2023 كانون الثاني 8 _ 1444 جمادى الآخرة 15 الأحد 8 للتواصل التوزيع مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول أ. اسماعيل الجراح د . علي الزينات أ.د حاتم علاونة الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ࣯ سما قبيلات كَبُرت تُرفة إلى الحد الذي يَسمح لها أن تمتطي الفَرسوحدها، أن تشعل النار بأقل من ثلاثة دقائق، أن تخبز أكثر من ثلاثين رغيفًا باليوم، أن تخرج بخمسين رأس من الغنم و تعود بهم كاملين، أن تقطع مسافة سبعة كيلو متر مشيًا لِتَرِد الماء و تعود قبل المغرب، و أن تتزوج. تقدّم لخطبتها رجلٌ اسمه (ضيف الله)، و في يومين زواج، كانت مشكلتهم الوحيدة هي أن � تقرر موعد ال القاضي في المحكمة الشرعية رفض أن يُكتب العَقد لأن تُرفة دون السن القانوني للزواج، و كان المعتاد في هذه الحالة أن يذهبوا للقدس و يتزوجوا هناك، لكن الأوضاع زادتصعوبة بعد الحرب فقرروا أن يذهبوا إلى قاضٍ أخر، هكذا تسير الأمور ببساطة. لكم أن تتخيلوا كيف تبدو العروس قديمًا، فتاة بالثاني عشر من عمرها، ترتدي ثوبٌ عبّابي تطريزه فلاحي أكبر من حجمها الضعف، و سفعةٌ من الحرير الأحمر المُقصّب بالفضة، يخرج من تحتها جديلتان سود، و كردانٌ من الذهب يصل آخرهُ أسفل بطنها، و كُحلٌ ساحل تحت العين، و وجهٌ يغطيه الجمود ليس له صلة بالبهجة أو الفرح … تُرفة كانت هذه العروس، و بهذا المنظر خرجت من بيتها . ذي كانت اللامبالاة صفته الأشهر، � (ضيف الله) ال ى (عائشة) �� يكبرها بثلاثين عامًا، لديه زوجته الأول د، كانت عائشة أكثر شيء � ، أسكنهما في بيت واح أشعل نار الخوف في صَدر تُرفة، و على مَهل، تعلّمت منها تهديب الشّمْغ، و تطريز الأثواب، و الطيبة المفرطة مع الغرباء، و هكذا حتى خمدت هذه النار و أصبحت مَوّدة مع الأيام . م، تذكرت زوجها � ري � كلما أشعلت تُرفة سيجارة ال المرحوم (ضيف الله) الذي أورثها دونمين أرض، و هذه العادة السيئة، ترملّت سنتين ثم تزوجت مرة أخرى، (علي) الذي أنجبت منه بنتين و أربعة أولاد - مات واحد منهم بحادث سير - ، علي الذي كان يسمعها بدهشة حينما تقول شعرًا عن الحُب و الوطن و الغزل و البدو، و الذي رافقها الحياة حتى وقتنا هذا . ثلاثة و ثمانون عامًا عاشتهم تُرفة كأنها كل الأشياء الممكنة و غير الممكنة في الحياة، تسكن اليوم في بلدة (الحُسينية)، نُزهة للكثير من الأحفاد، و قَلبٌ يُطيّب الخاطر و يُضحك المَارّ . »2« تُرْفَة قصة مصورة مُ � رس � ا ت � م � ت � رٍ، وق �� ج ��َ لّ ف ���ُ ك ات، تصحو � داي � ب � ط ال � الدّنيا خ اعتدال القبيلات (أم محمد)، تمسحُ عن وجهها تعبُ الأيام، ل رزقٍ طَيّب، � وتُصلي من أج ا يحتملُ شقاء �ً وب � دي ث � رت � ت ى مَحَلّهَا � رُإل � ي � س � المهنة، وت الكائن على الشارع الرئيسي في بلدة (مَلِيح)، تُلقي عليه تحية الرفيق، ثم تبدأ بصُنع أكثر شيءٍ تُتقنه، الألبان والأجبان التي امتهنتها صدفةً، قبلما يشغفها حُبّ الصنعة، ويجعل رأةً مجبولة من عَبقِ �� منها ام وَدّع مكانها �ُ حليب الماعز، لا ت حتى يحلّ الليل. ى �� ات إل ��� ري ��� ذك ��� ا ال �� ره �� ج �� ت ى في العمل، � الخطوة الأول حينما بدأت متدربة في محل ان، �� ب �� ان والأج �� ب �� لصناعة الأل ل � راح � م � ل ال � ي � اص � ف � تعلمت ت زة � ي � م � ت � ة م �� ل �� ام �� ت ع � ح � ب � أص � ف بالنكهةِ والملمس، حتى بَنت ا، � ه � محلاً مُسْتَقِّ تحت إدارت يكونَ بابَ خيرٍ يعيلها وأُسرتها في حاجات الحياة. مثلما تعلمت صناعة اللبنة ، وتسخين السّمْن العُصْفُري ، وتقطيع الجبنة الطرية ، ورَقّ العجين الأسمر، تعلمت التعب ذا التعب �� ا، احترفته، ه �ً ض � أي المُحبب، من النوع الصحيّ، الذي يمنح الحياة نكهة ولذة ، حتى لو كان مصحوبًا بتحدياتٍ رى تنتجها الصنعة، فهو �� أخ يشعرها بأنها «تسوّي إشي بالحياة» . دوراتٌ تدريبية ، والكثير من المعارض، وعددٌ لا يحصى من الزبائن وكلمات الشكر التي ١٣ تَلَقتها أم محمد على مدار عامًا، أمضتها بين تعب وإرهاق، دون أن تنسى الأيادي التي مُدّت لها، عونًا ودعمًا وتهوينًا عليها . في الصيف، كانت تُحْيِك سَنا الشمسقُمَاشَة تَسْتَظِلّ اء ترتديه � ت � ش � ي ال �� ا، وف � ه � ب رد، �� ب �� ة ال � ع � س � ن ل �� ا ع �ً ف � ط � ع � م ت بيتًا، �َ ن �َ ت وب ��� ت وزَوّج ��� دَرّس وضربت بالعيب عُرْضَ الحائط، حتى الشمسلم تَقْوىعليها، ة تقول لها : � راق � في كل إش «سَبقتكِ، كما العادة». يَدٌ تشكّل الحليب بدافع الحُب ذاكرة ࣯ ࣯ كتابة وتصوير - سما القبيلات ࣯ ࣯ صحافة اليرموك – محمد النواطير يجوب الأرض في عجلون باحثا عن أسرار جمالها، ويغوص في بحرها الأخضر، ليخرج بمسارات فيها من الدهشة والجمال ما يفوق الوصف، وكل زائر أو سائح يرافقه يعود لبلده يحمل بجعبته عالما من السحر وجمال طبيعة عجلون الأخاذ. لحبه لمحافظة عجلون، وبفضل خبرته الطويلة بجبالها و وداينها، استطاع مكتشف أسرار مسارات عجلون المدهشة أن يجذب عدد كبير من السياح الأجانب لها، ومنهذه المسارات المميزة، درب جدودنا رز المسارات � ذي استحدثه مؤخرا، ليكون من أب � وال بمحافظة عجلون . يقول الكابتن عيسى الشرع لصحافة اليرموك : «إن المسارات لها سحر خاص وخاصة بفصل الربيع»، مضيفا ان طبيعة عجلون وتضاريسها، واعتدال المناخ فيها، تزيد من الجمال الذي حباها الله لها، وكثير من يرافقونه يخرجون بحاله من الاندهاش ولا يرغبون بمغادرتها بعد انتهاء ذلك اليوم. ويضيف الشرع، المشي في تلك المسارات، يعد من أهم اسباب العلاج من الاكتئاب والتوتر، ويعتبر وات العصافير، والهواء �� ج طبيعي لوجود أص � ع الطبيعي، والهدوء لبعدها عن صخب الحياة وأصوات المركبات، مشيرا إلى أنه يعكف على تكثيف جهوده لتكون هذه المسارات مقصدا لمعظم السائحين الأجانب والمحليين. وك � رم � ي � ة ال � اف � ح � ص � ه ل � ث � دي � ح � رع ب �� ش �� ر ال � م � ت � واس «المسارات التي يتم اكتشافها من قبله تحتاج لوقت وجهد كبيرين، واضع دائما برنامجا خاصا من خلال المسير بمختلف الأماكن حتى أجد المسار المناسب والجميل، داخل الأحراش.» ويتفق الشرع مع لقب أطلقعلىمحافظة عجلون – البحر الأخضر – ، الذي أطلقه أحد الاشخاص، قائلا : «إن جميلة الجميلات، مدينة السحر والجمال، تستحق أكثر من ذلك»، لأن الذي يغوص ببحرها الأخضر، يجد من الدهشة الكثير. ا سيتم �� ارات المكتشفة وم � س � م � ح أن ال ��� وأوض اكتشافه تناسب جميع الفئات العمرية، لافتا إلى أن هناك سبعة مسارات، تتنوع، من حيث السهولة والصعوبة، وأن كل مسار له جغرافية وطريق خاص به وذات سحر مختلف. وأكد أن ما دفعه لاكتشاف المسارات الخلابة هو عشقه لعجلون، الأمر الذي دفعه لاستقطاب عدد كبير من الأجانب، وما زال يعمل على هذه المسارات، لافتا إلى أن الآباء والأجداد كان يسوقون منتجاتهم العجلونية في المدن الفلسطينية إما بالمبادلة و إما بالبيع والشراء للمنتجات الفلسطينية من ثياب ومستلزمات الحياة اليومية وغيرها. ويضيف الشرع أن مسار الرحلة كان يبدأ وينتهي بأحضان الطبيعة الخضراء، لافتا إلى أنه كان يبدأ من منطقة بير العربيسلوكا لوادي النحلة ومن ثم بيادر الجب وينبوعها العذب ومن ثم الاتجاه بخطى واثقة تشق جمال الجبال ومتعة المسير فيها صعودا إلى خلة سالم ومن ثم منطقة عراق الرهبان. ويبين أن السائح يتعرف خلال المسار المدهش خ مثبت بشواهد وكهوف أثرية � اري � على قصة وت ان عبر العصور ومقاصده � س � توصف لنا حياة الان للمناطق النائية ليختلي بعبادة الله فطرة ولدت مع الإنسان بحيث لا يمكن لأي حضارة العيش بدون ديانة، وهذا أنموذج شاهد على فجر المسيحية في أواخر الدولة الرومانية قبل أن تعلن المسيحية ديانة الدولة البيزنطية. ذي يتخلله � وزاد الشرع في توصيف المسار، ال ساحات ومسطحات خضراء ربانية من الطبيعة البرية تزخرفها الازهار البرية بمختلف الألوان لتكون ساحات للتخييم في المستقبل القريب بحيث يخدمها طريق زراعي يأخذنا برحلة قصيرة للتزود من بعض حاجاتنا ومن ثم سلوك أعالي التلال بإطلالة ساحرة لغور الأردن وفلسطين الحبيبة. ى أن السائح يتمتع بمشاهد واسعة � ار إل �� واش من غابات عجلون الجميلة بمنطقة: منط الحصان نزولا طفيفا عبر وعرات الزقاق، باتجاه وادي مزيريب الشتوي، ومن ثم خلة السقاعة باتجاه معتلى عراق فياض، وتتبع مسالك المسير من بداياته بمشاهد رز مواقعها �� خرافية تبرز جمال عجلون الباهر وأب السياحية وتقاطع مساراتها ما بين الغابات والجروف داد � اء و الاج � الصخرية الوعرة، لتبدأ معها رحلة الآب روس، � رورا بمنطقة ال �� ور الاردن م � ي غ �� باتجاه اراض واطلالاتها وبساتينها عبر منطقة الشطورة ومرورا بمنطقة قافصة الاثرية ومنها عبر التلال باتجاه خربة صوفره وواديها وصولا الى مناطق غور الوهادنة. ويؤكد الشرع أن هذا المسار هو مسار طويل و متنوع يمكن التحكم بأطواله حسبما شئت ما بين كم حيث تنتهي نقاط المسار الأولى 25 كم الى 15 كم على معتلى عراق فياض، لافتا إلى 15 لمسافة أن الآباء والأجداد كانوا يروون قصص وحكايات عند عودتهم من رحلتهم التي تمتد لعدة أيام وأحيانا تكون لعدة أسابيع. و ختم الكابتن عيسى الشرع حديثه لصحافة اليرموك بأن يتم إحياء هذا المسار ليتعرف الجيل داد، وكيف كانت ��� اء والأج �� الجديد على حياة الآب علاقتهم مع فلسطين وخاصة في مجال التجارة. الناشط عيسى الشرع يروي لصحافة اليرموك أسرار غوصه في «البحر الأخضر» بعجلون الناشط عيسى الشرع
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=