٢٠٢٤ كانون الثاني ١٤ _ ١٤٤٥ رجب ٢ الأحد وتسعى للتأثير على القرار السياسي بإيقافجرائم الصهاينة في غزة الملف 3 ࣯ إشراف: عبدالرحمن دهون ࣯ قاسم المحاسنة ࣯ إعداد: محمد خطايبة ࣯ ج ود بطاينة �ُ س ࣯ آية غيث ࣯ ي ماء الحسن � ت ࣯ ج � سلسبيل المدل ࣯ ج ر العمري � ها تضررت العديد من الشركات الداعمة للاحــــــــتلال الإســـرائـــيـــلـــي جــــــراء حــــملات المقاطعة الشعبية التي انتشرت في الدول العربية على وجه التحديد بسبب انحياز تلك الشركات للاحــتلال ودعمها للحرب الشنيعة التي يشنها منذ شهر تــشــريــن الـــثـــانـــي الـــمـــاضـــي عــلــى قـطـاع غــــزة، وكــــان أبــــرز تـلـك الــشــركــات شركة ستاربكس التي بلغت خسائر قيمتها مليار دولار خلال فترة 12 السوقية نحو وجيزة، إلىجانبشركةماكدونالدز التي اعترفت بتضررها وتراجع مبيعاتها في الـــدول العربية والإسلامــيــة؛ الأمــر الـذي يظهر قوة المقاطعة كسلاح فعّال تجاه العدوان على غزة. تجار ينخرطون بالمقاطعة قـــــال مــحـــمـــد الــــنــــاطــــور، مــــالــــك أحـــد الأسواق في محافظة اربد، إن المبيعات تـأثـرت بشكل ملحوظ بعد المقاطعة، وذلك لعدم توفر منتجات بديلة محلية بصورة كافية، وبسبب جهل المتسوق بالمنتجات المقاطعة وغير المقاطعة، إذ تعتبر هذه واحدة من السلبيات التي تؤثر بشكل مباشر على حركة البيع. وأوضح أن هامش الربح في الاسواق عامة ازداد زيادة طفيفة بسبب انخفاض تــكــلــفــة الــمــنــتــجــات الــمــحــلــيــة مــقــارنــة بالمنتجات الاجنبية المملوكة لشركات، إذ تقوم هذه الشركات بالتحكم بالأسعار واستغلال الطلب الدائم سابقا لها. وأشار الناطور إلىعدم توافرمنتجات بديلة كافية وعدم قدرة تلبية الشركات المحلية لاحتياجات الاســواق الضخمة، وفي الوقتذاته ابتعاد بعضالمشترين عن المنتجات المحلية لأسباب تتعلق بـالـجـودة والــــذوق الـشـخـصـي، كـمـا أدت المقاطعة إلى حدوث تغيير في سلوك المستهلك وتوجهاته. ويعتقدالناطور أنالمقاطعةساهمت بزيادة الوعي بالمنتجات المحلية ودعم الــمــحلات الشعبية، وزادت الـثـقـة بين الــبــائــع والـمـسـتـهـلـك، ويــتــوقــع ازدهــــار الاقتصاد المحلي وزيــادة الاعتماد على العلامات التجارية المحلية والمملوكة لمستثمرين محللين، كـمـا أن زيـــادة الانتاج تسهم بتوفير المزيد من فرص العمل في المصانع المحلية. وأضــــــاف الـــنـــاطـــور أن الــمــشــروبــات الغازية والسكاكر والشيبس والشوكولا وحليب الاطـفـال والمنظفات هـي أكثر الـمـنـتـجـات الـتـي شـهـدت انـخـفـاض في المبيعات بعد المقاطعة، ولكننا قمنا بتوزيع ملصقات تعريفيه أمام البضائع المقاطعة في جميع فروعنا لنشر الوعي عند الزبائن. ومـــن جـهـتـهِ، قـــال احـمـد الـمـومـنـي ، مـالـك أحــد الأســــواق فـي محافظة اربــد، إنه لا يوجد سلبيات واضحة للمقاطعة، ولم تؤدِ لزيادة التكاليف، ولم تتغير في الفترة السابقة معدلات الأرباح، لذا فإن تأثير المقاطعة على المحلات الشعبية ليسكبيرا. وأكــد المومني أن المقاطعة واجـب ومسؤولية على الجميع فـي المملكة وهــــي أقــــل مـــا يـمـكـن تــقــديــمــه لـنـصـرة القضية الفلسطينية، مـشـيـرا إلـــى أنـه تخلصمن المنتجات المقاطعة وأوقف شراء الدفعات الجديدة. وأضاف أن الوعي الاجتماعي بمصادر ا ك الـــعلامـــات التجارية المنتجات ومُلّ حـــول الـعـالـم أصــبــح أكــبــر لـــدى الأفــــراد، وتغير سلوك المشترين في الاستهلاك وأصبح توجههم نحو المنتجات المحلية. وأفــــاد الـمـومـنـي أن اخـتـيـار المنتج المحلييزيدمنأرباح الشركاتالمحلية وبــالــتــالــي زيـــــادة الـمـوظـفـيـن وتنشيط الاقتصاد الوطني ودفع عجلة الاقتصاد، وزيـادة الاستثمارات المحلية، مبينا أن البضاعة المحلية غير كافية وليست بنفسجودة المنتجات الأجنبية فيضطر الـمـسـتـهـلـك فـــي بــعــض الأصــــنــــاف إلــى اختيار المنتج الأجنبي لعدم وجود بديل بجودة عالية. وأوضـح المومني أن منتجات شركة نستلة والـمـشـروبـات الغازية كوكاكولا وبيبسي هي الأكثر تأثرًا بالمقاطعة مّا يسهم بــزيــادة فــي مـشـتـريـات الـبـدائـل المحلية لهذه المنتجات. وفي السياق ذاته، قال معتز العرابي، مالك أحد الأســواق في العاصمة عمان إن هـــنـــاك تـــدنـــي بـالـمـبـيـعـات وسـبـبـهـا المقاطعة، لأن أغلب البضائع الموجودة بضائع مـسـتـورده وتمت مقاطعتها مّا أدى إلى تراجع عالي بالمبيعات. وأشار العرابي إلى أن انخفاضالطلب على البضائع الأجنبية يوثر بشكلمباشر عـلـى هـــوامـــش الـــربـــح، إذ إن هـوامـش ربـــح الـبـضـائـع المحلية مــتــدنٍ وأغلبها مسعرة مـن قبل الـشـركـات، بالإضافة إلـى عـدم وجـود زيــادة بالتكاليف بشكل مباشر ولكن وجـود تراجع في مستوى المبيعات وهــوامــش الـربـح مّــا يسبب إرباكا بمعدلات التكاليف. وأضـــاف أن تـوجـه المستهلكين الى البدائل المحلية يزيد من ثقة المصانع وأصــحــاب الأعــمــال مّــا يـــؤدي إلــى زيــادة حجم إنتاجهم، ووجـــود مبدأ المقاطعة بهذه الظروف هو توجه كلي للمواطنين مّا يؤثر على الإنتاج المحلي العام لأغلب المنتجات المحلية مّـا يـودي إلـى زيـادة الأرباح للشركات المحلية. وأكد العرابي أن هناك تأثير كبير على عـــدة منتجات لا يمكن حـصـرهـا ولكن أغــلــب الــتــأثــيــر كــــان عــلــى الــمــشــروبــات الــغــازيــة وعــبــوات الـمـيـاه والـشـوكـولاتـة والـــســـنـــاكـــسوالـــنـــســـكـــافـــيـــه والــــمــــواد الغذائية ومواد العناية الشخصية. وبــــــدورهِ، قـــال مـــراد كتكت مـسـؤول الإعلام والاتـصـال في المرصد العمالي الأردنــــــــــــي، إن الـــمـــقـــاطـــعـــة الــشــعــبــيــة لمنتجات الـشـركـات الـداعـمـة للاحـــتلال أداة ووسيلة مشروعة للضغط باتجاه وقـف الحرب على قطاع غـزة، وهـي حق خالص للشعوب، مبينًا أن للمقاطعة آثـــار سلبية، خـاصـة على العاملين في الـشـركـات الـداعـمـة للاحــــتلال، إذ تُشير ألف 20 إلى 15 التقديرات إلى أن ما بين عامل سيفقدون وظائفهم جراء حملات المقاطعة. وأضاف أننا رصدنا أوضاع العديد من العاملينبتلكالشركاتفي الأردن، مثل العاملين في المطاعم أمريكية الأصل والعاملين فـي مجال توصيل الطعام، منهم من خسر عمله، ومنهم من قل دخله بشكل كبير، نتيجة انخفاض أعداد الزبائن بشكل كبير. وتـــابـــع أن عـلـى الـحـكـومـة بـالـشـراكـة مـــع الـــقـــطـــاع الـــخـــاص تــحــمــل جــــزء من مسؤولياتهم تـجـاه هـــؤلاء الـعـمـال في حـال فـقـدوا وظائفهم، مـن خلال تعزيز برامج الحماية الاجتماعية لاستيعابهم في قطاعات أخرى غير داعمة للاحتلال الإسرائيلي، كما يجبعليها الحفاظ على الأمان الوظيفي لهم. ما هي تأثيرات المقاطعة الفعلية؟ قــــال أســـتـــاذ الاقـــتـــصـــاد فـــي جـامـعـة الـيـرمـوك الـدكـتـور قـاسـم الـحـمـوري إن المقاطعة لها تأثير كبير على الشركات منخلال انخفاضأسهمها في البورصة، مـشـيـرا إلـــى أن الــعــديــد مـــن الـــعلامـــات الــتــجــاريــة فــقــدت قـيـمـة أسـهـمـهـا مثل ســتــاربــكــس الـــتـــي انــخــفــضــت أسـهـمـهـا % وهـي نسبة كبيرة جدا 6 بما نسبته فـي وقـت قصير خلال الـربـع الأخـيـر من .2023 سنة وأضـــــــاف الـــحـــمـــوري أنـــــه لـــيـــسمـن الـسـهـل مـقـاطـعـة الـسـلـع الــتــي يعتمد عليها الشعب الأردنــي لسد احتياجاته، ولكن على الـرغـم مـن ذلــك نشهد وعيًا كبيرًا وابتعادا شبه كلي عن المنتجات الأجـــنـــبـــيـــة، والـــمـــقـــاطـــعـــة فـــعّـــالـــة عـلـى المستويين المحلي والدولي . بهذا الصدد، قال أُستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور سهيل مقابلة إن تـأثـيـر مـقـاطـعـة الـمُـنـتـجـات والسلع للشركات الداعمة للاحـتلال الاسرائيلي يتعمق بشكل أكـبـر كلما طـالـت فترة المقاطعة وزادت من حدتها وكان مدى انتشار المنتجات والـشـركـات الأجنبية الموجودة في الاقتصاد والمواقع كبير، مبينا أنها ستتكبد خسائر كبيرة جدًا في التكاليف التشغيلية، ورواتب العاملين فـيـهـا، والـــرســـوم والـتـراخـيـص السنوية وخاصةً في الفروع والمناطق التي تمت بها عملية المقاطعة. وأشــــــــار مـــقـــابـــلـــة إلـــــى أن مــقــاطــعــة المنتجات تعتبر وسيلة فعالة للتأثير على السياسات الـدولـيـة فمعظم تلك الشركات «خـاصـة» تتأثر بالمقاطعات بشكل كبير وبالتالي يكون لها انعكاسات فـي الــخــارج خـصـوصًـا فـي مـراكـزهـا الأُم التي تؤدي لضغوطات سياسية لتغيير مواقفها خوفًا على مصالحها، مبينًا أن هناك ارتباط كبير ما بين أصحاب القرار ومـا بين مصالح الشركات في الأنظمة الرأسمالية الغربية. ولـفَـت إلــى أنَ الــروابــط بين الشعب الأردنـــــــي الـفـلـسـطـيـنـي الــــواحــــد تجعل المقاطعة وسيلة فعّالة للتأثير علىهذه الشركات ومصالحها في هذه المناطق، ا وليستأثيرا آنيا. مّا يؤثر عليها مستقبلً وبـيـن المقابلة أن المقاطعة تلعب دورًا حيويًا في تغيير سياسات الشركات وتـعـزيـز الاقـتـصـاد المحلي، وبالاستناد إلـى دراســـة حجم المبيعات قبل وبعد المقاطعة يتضح أنزيادةحدة المقاطعة واستمرارها تؤثر سلبًا على الشركات الأجنبيةفيحينتعزز الشركاتالمحلية التي تصبح بدائل جذابة. واضاف أنَ المستثمر الاجنبي عندما يستثمر في الدول العربية والأردن يأخذ بعين الاعتبار احتمالية المقاطعة من ضـمـن مـخـاطـر الأعـــمـــال مّـــا يــــؤدي إلـى انخفاض استثماراتهم، علمًا بـأن مثل هــذه الاسـتـثـمـارات المتعلقة بالطعام والـــشـــراب ليست اسـتـثـمـارات أجنبية مرغوب فيها ما دام يتوفر بديل محلي قادر أن يقدم خدمات لا تقل جودة عن تلك الخدمات والمنتجات. وأشـــــــار الـــمـــقـــابـــلـــة إلـــــى أنـــــه يـتـرتـب عـلـى زيــــادة حـــدة الـمـقـاطـعـة ومقاطعة الشركات الأجنبية تأثيرات مباشرة على الـعـملات الأجنبية فـي الـسـوق الأردنـــي، مــمــا يـــقـــوي الـــديـــنـــار الأردنـــــــي ويـحـسـن مؤشرات الاقتصاد، وأن تحسين ميزان المدفوعات وتقليل العجز في الميزان التجاري يـعـززان الاسـتـقـرار الاقتصادي ويعكسان إيـجـابًـا على صحة الاقتصاد الأردني بشكل عام. وأوضـــــــــح أنــــــه لـــلـــتـــعـــامـــل بــفــعــالــيــة مـــع الــتــحــديــات الاقـــتـــصـــاديـــة الـمـتـرتـبـة عـــن حـــــملات الــمــقــاطــعــة، يـنـبـغـي على الـحـكـومـات والــمــؤســســات والــشــركــات الأجنبية التخلي بشكل واضح عن دعم الكيان الصهيوني ومــن يدعمه بشكل مباشر، وإعلان الانفصال بشكل كبير لــتــخــفــيــف وطــــــأة الـــمـــقـــاطـــعـــة وضـــمـــان اسـتـمـراريـة الـتـجـارة فـي عــدم الامتثال لهذا المطلب، قد تتكبد هذه الشركات مزيدًا من الخسائر والإغلاقات مما يعزز فرص نمو الشركات المحلية. مـن جانبه، أكــد مساعد عميد كلية الأعــمــال فـي جامعة الـيـرمـوك الدكتور أحمد عبدالله الخطايبة، تأثير مقاطعة المنتجات الأجنبية مالياً على الشركات العالمية الداعمة للكيان الصهيوني. وأضـــــــــــاف أن الــــســــبــــب الـــرئـــيـــســـي لمقاطعة الـشـركـات العالمية هـو دعم الكيان الصهيوني وليس بسبب جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها تلك الـشـركـات، لذلك الإضـــرار بسمعة هذه الشركات من الممكن أن يكون مؤقتًا. مــــن جــــهــــةٍ أُخـــــــــرى، قــــــال الــصــحــفــي الاقـــتـــصـــادي فـــي جـــريـــدة الـــوفـــد إسلام الشافعي إنّ الـشـركـات الـتـي لها أفـرع مـــبـــاشـــرة يـــكـــون تــأثــيــرهــا مــبــاشــر على الشركة الأم، بينما الـتـي تعمل بنظام الفرنشايز داخـــل الـــدول العربية يكون تأثيرُها مُقتصرا على المستثمر المحلي فقط، ولكن حتى تكون المقاطعة ذات أثر حقيقي لابد أن تكون شاملة وجادة لفترة طويلة. وأشــار إلـى أن أبـرز تحدي يتمثل هو بـتـوفـر الــبــديــل وإقـــنـــاع طـبـقـات معينة مـن المجتمع باستخدامه والمشاركة فــي الـمـقـاطـعـة، مـوضـحًـا أنَ اغـلـب من يـنـتـمـون لـتـلـك الـطـبـقـات مـــن أصـحـاب الميول التغريبية والانفصال أو التعالي على مجتمعاتهم. وأضــــاف أن كــل مــا نــــراه مــن حــروب وتـحـركـات سياسية مُــحــرّكــهُ الأسـاسـي الاقــتــصــاد والـسـعـي نـحـو الـــثـــروات لكن حـتـى يــكــون لـسـيـاسـة الـمـقـاطـعـة تأثير مباشر على سياسات الـــدول يجب أنّ تكونشاملة السلع والمُنتجاتباختلاف أنواعها وأصنافها. وأوضــــــح الــشــافــعــي أن الــحــكــومــات إذا انـتـهـجـت أســـلـــوب الـمـقـاطـعـة يـؤثـر ذلــك على صـنـاعـات رئيسية لا تتحمل هــذه الـــدول خسائرها كالنقل الـجـوي، والتعاقدات الحكومية لمشاريع البنية التحتية، والواردات الصناعية. بــــــــــدورهِ، قـــــال الــمــحــلــل الــســيــاســي الــــمــــصــــري صــــبــــري عـــبـــد الـــحـــفـــيـــظ إن الـمـقـاطـعـة الاقــتــصــاديــة هــي بــالأســاس فعل احتجاجي شعبي، وعـــادة مـا تلجأ إليه الشعوب مـن أجــل إيـصـال رسائل ضد القوى الغربية التي تدعمسياسيات معينة تشكل خـطـرا على مصالحها أو انتهاكا لحقوقها، كما هـي الحالة فيما يحدث من عدوان إسرائيلي على الإخوة الفلسطينيين في قطاع غزة. وأشــــار عـبـد الحفيظ إلـــى أن حــملات الـمـقـاطـعـة الـمـنـظـمـة، يـمـكـن أن تكون فاعلة في التأثيرسياسي، ولكن إذا كانت حملات عاطفية أو عشوائية وقتية فلن يكون لها تأثير سياسي واضـح، كما هو الحال في معظم الحملات التي تنشط في أعقابكلانتهاكأوعدوان إسرائيلي ضد الفلسطينيين، أو تلك الحملات التي نشطت لمقاطعة منتجات السويد بعد حرق المصحف الشريف. وقـال عبد الحفيظ إن الحملات التي أطلقتطوال السنوات الماضية لم تكن مؤثرة بشكل فعال، لذلك لم يحدث أي تغييرات في السلوك الغربي الذي دأب عـلـى الاعـــتـــداء عـلـى مـقـدسـاتـنـا أو شن الـــحـــروب ضــد فلسطين، لافــتــا إلـــى أنـه حتى تؤتي المقاطعة الاقتصادية ثمارها سياسيًا، وتصبححربًا دونسلاح، فيجب أن تكون منظمة ومستمرة وتكون أكثر جدية. وأكـــد أن الـمـقـاطـعـة الاقـتـصـاديـة لها تـأثـيـر قــــوي، إذا كــانــت مـنـظـمـة وقـويـة ومستمرة، وتـــؤدي إلــى خسائر فادحة لـلـشـركـات الأجـنـبـيـة الــتــي تــدعــم دولـهـا العدوان الإسرائيلي على غـزة، كما إنها تؤثر في اقتصاد الدول ذاتها، بما يؤدي إلـى حــدوث بطالة وكساد في الأســواق، وصـولا إلـى الضغط على متخذي القرار السياسي، وحدوث تغيير في سياسات الدول الداعمة للعدوان. وأوضــح عبد الحفيظ أن هناك عاملا مهما جـــدا فــي تـقـويـة الـمـقـاطـعـة، وهـو تــوافــر مـنـتـجـات محلية بـديـلـة، وتـكـون ذات جــــودة عـالـيـة تـضـاهـي المنتجات الأجنبية، معبرا «للأسف الشديد الدول الـعـربـيـة ليست لـديـهـا مـنـتـجـات بديلة لجميع المنتجات التي يمكن أن تشملها المقاطعة، فضلا عن أن بعضها عادة ما يكون رديء»، وهـذا ما يضعف مفعول المقاطعة، على حد تعبيره. وتابع أن المقاطعة في شكلها الحالي بعيدة عن تحقيق أهدافها الكبرى، وتعد تعبيرا احتجاجياشعبيا، يدعم الحكومات فــي مـفـاوضـاتـهـا الـسـيـاسـيـة مــع الـــدول الداعمة لإسرائيل. وبـيـن عـبـد الحفيظ أنـــه إذا تلاحـمـت الحكومات مع الشعوب في استخدام حــــملات الـمـقـاطـعـة ســيــكــون لــهــا تـأثـيـر سـحـري وقـــوي وفــــوري، لأن الحكومات تمتلك سـلـطـات وأدوات فـعـالـة، منها سلطة إصــدار الـقـرارات الملزمة بشراء منتجات محلية ومـقـاطـعـة المنتجات الأجنبية، فـضلا عن إمكانية الحكومات تنظيم حــملات إعلامـيـة قوية، لافتا إلى أن الـمـثـل الـقـديـم يـقـول «الــنــاس على ديـن ملوكها»، وبـذلـك يمكن أن تنتقل المقاطعة من حيزها الشعبي إلى الحيز الرسميوالشعبيمعًا، ومن العشوائية إلى التنظيم. وبــدورهــا، قالت الأمـيـن الـعـام لحزب الــشــعــب الــديــمــقــراطــي الأردنــــــي حشد عبلة ابو علبة، إن المقاطعة الاقتصادية لـهـا تـأثـيـر إيـجـابـي بـلـفـت الـنـظـر لـعـدالـة القضية وتوجيه أنظار السياسيين من بوابة الاقتصاد لوقف هذه الممارسات والسياسات، وإسهام في تحويل الرأي العام وتقوية الموقف الشعبي المساند للشعبالفلسطينيومقاومته الباسلة. وأضــافــت أن المقاطعة الاقتصادية تحمل نقاطا إيجابية ورســائــل شعبية واضـــحـــة، مـشـيـرة إلـــى أن أثــرهــا سلبي فقط على الشركات التي تسهم في دعم الاقتصاد الصهيوني أو الداعم لآلة الحرب الصهيونية. وبينت أبو علبة أنه يمكن للحكومات والـمـؤسـسـات الــدولــيــة أن تلعب دورا أكثر فاعلية في دعم حملات المقاطعة وتشجيع السلوك التجاري المسؤول، مــن خلال احـــتـــرام وجــهــات الـنـظـر التي دعـــت الـقـيـام بـهـذا الـفـعـل الـــذي هــو رد فعل للعدوان وظلم وقع على الشعب الــفــلــســطــيــنــي، لافـــتـــة إلـــــى أن الـــــدول الــديــمــوقــراطــيــة تـحـتـرم ارادة الشعب وتحافظ على مصالحها الاقتصادية، هذا يحدث استدارة ولو جزئية في مواقفها. وأضافت أبو علبة أن الـرأي الشعبي الرافض لأشكال العدوان على الشعب الفلسطيني يجب أن يستخلصه صانع القرار ويلتقط الرسائل الموجهة للكيان الصهيوني والـــدول الغربية التي تدعم الــكــيــان الـصـهـيـونـي وهــــيَ أن الـمـوقـف الشعبي الـعـام ورفـــض الــعــدوان ودعـم وإســـنـــاد الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي وحـقـه الــعــادل فـي الـحـريـة والـكـرامـة والـعـودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. المُقاطعة لا تُعارض القوانين قال أُستاذ القانون الدولي العام في جامعة اليرموك الدكتور أحمد زقيبة، إن مقاطعة سلع ومنتجات الشركات الـــــداعـــــمـــــة للاحـــــــــــتلال وســــيــــلــــة ضــغــط اجتماعية لها تأثيرُها الكبير على تلك الشركات التي تؤدي دورًا كبير في اتخاذ القرارات في دولهم. وأكــــد زقــيــبــة أنــــه لا يــوجــد مـــا يـمـنـع، قـانـونـيـا، الانـضـمـام لـحـملات المُقاطعة لأســــبــــاب إنـــســـانـــيـــة أو لــلــضــغــط عـلـى الحكومات لتغيير بعض الـقـرارات التي تتخذها وتكون مُخالفة للفطرة السليمة أو للإنسان. وأشار زقيبة إلىحالة روسيا واوكرانيا الذي صدرَ بهِ قرارات من مجلس الأمن بشكل عـام على المستوى الدولي من أجــــل الــتــأثــيــر عــلــى الاقـــتـــصـــاد الـــروســـي وتـغـيـيـر منهجيتهم تــجــاه حــربــهــا على اوكــــرانــــيــــا، وأصـــبـــحـــت هـــنـــاك تــوجــهــات اقـــتـــصـــاديـــة وســـيـــاســـيـــة ودبــلــومــاســيــة تمثلتبالمُقاطعة وسحبالسفراء لدى دول أوروبية وكثير من دول العالم لدى الجانب الروسي. وتـــابـــع أنــــهُ حــدثــت بـعـض الإغلاقـــــات لـــشـــركـــات كـــبـــرى مـــثـــل كـــيـــه اف سـيـه وماكدونالدز وشـركـات كبيرة أمريكية وغـــيـــرهـــا فـــي روســـيـــا كـــي تـضـغـط على أصـحـاب هــذه الـشـركـات، وضـغـط الــرأي العام لتغيير السياسة العامة للدولة، حيث صدرت بعضالقرارات الدولية من أجل الضغطعلىروسيا فيهذا الجانب. وأوضـــح زقيبة أنــه لا يمُكن أن توجد قوانين دولية تحدد الشروط التي يجب اتباعها عند القيام بـحـملات المقاطعة الاقـتـصـاديـة لأنـهـا حـريـة شخصية تعود للأفـــراد فـي شــراء أو عـدم شــراء سلعة مُعينة، إذ يعود ذلك للأشخاص نفسهم ومدى ثقافتهم ووعيهم. واستكمل حديثه أنـهُ اذا توفرَ بديل فالخيار أن استخدمُه إذا كنت لا أريـد اسـتـخـدام أحــد المنتجات الفرنسية أو ا ، مشيرًا إلى حادثة حرق السويدية مـثلً الـقـرآن الكريم في السويد مـؤخـرًا التي أحدثَت مقاطعة كبيرة لمنتجات بعض الدول التي تدعم هذا الاتجاه. وأشـــارت أبـو علبة إلـى أن المقاطعة هـي خـيـار طـوعـي ولـيـس إجـبـاريـا، وهي تعبير عـن مـوقـف رافـــض لـلـعـدوان يتم تطبيقه عمليا بالامتناع عن شراء بضائع ومنتجات تـدعـم الاقـتـصـاد الصهيوني، ويسهم في زيادة الوعي السياسي لدى المواطن ويشعره بأنه يسهم إيجابيا في دعــم المقاومة الفلسطينية ومواجهة العدوان الصهيوني. وأكـــــدت أن هــــذا الــســلــوك السلمي لا يخالف الـقـوانـيـن ولا يشكل تحريضا على مخالفة الـقـوانـيـن، علاوة على أن دعـــم حــــملات الـمـقـاطـعـة يــوجــه رسـائـل سياسية وتضامنية بأن كل المواطنين يرفضوندعم الدول التي تساند العدوان الصهيوني على فلسطين، كما أنه يعزز الثقافة الوطنية بالاعتماد على الــذات وتنمية الموارد الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني . وأضاف عبد الحفيظ أنه يمكن للأفراد المساهمة في دعـم حـملات المقاطعة دون الـــمـــســـاس بـــالـــقـــانـــون أو الأمــــن الـشـخـصـي، لأن المقاطعة الاقـتـصـاديـة فــعــل احــتــجــاجــي اخـــتـــيـــاري، وهــــو فعل غـيـر مــجــرم فــي أيـــة دولــــة، ويـمـكـن لأي شخص أن يستخدم حقه في الاحتجاج متى شاء، من خلال الامتناع عن شراء منتجات الدول الداعمة لإسرائيل، ولكن من دون تخريب في الممتلكات العامة أو الخاصة أو الإضرار بالمصالح الوطنية. المقاطعة تدعم المنتجات المحلية قال الخبير الاقتصادي مازن ارشيد، إن المقاطعة لها تأثير مزدوج من ناحية تعزيز الوحدة الوطنية والوعي بالقضايا السياسية وتشجيع على الاعتماد على الإنتاج المحلي، ومن ناحية أخرى تؤدي إلــى تـحـديـات اقـتـصـاديـة معينة، خاصة إذا كانت السلع المقاطعة ذات أهمية كبيرة للاقتصاد المحلي. وتابع أنَ تأثير المقاطعة على الأردن يعتمد علىعدة عوامل، مثل نوع السلع الـمـقـاطـعـة، ومـــدى فعالية المقاطعة، والــبــدائــل الـمـتـاحـة للسلع المقاطعة، ا وأن تقييم هذه العوامل يتطلب تحليلً معمقًا ومخصصًا للسوق الأردني. واوضـــــــح أنَ الــمــقــاطــعــة يــمــكــن أن تـحـفـز عـلـى الابــتــكــار وتـحـسـيـن الــجــودة فـي الصناعة المحلية، وعـنـدمـا تواجه الـشـركـات المحلية زيــــادة فــي الطلب، يـمـكـن أن تـسـتـثـمـر أكـــثـــر فـــي الـبـحـث والــتــطــويــر لتحسين مـنـتـجـاتـهـا وتـكـون قـــادرة على المنافسة على المستوى الدولي. وأضـــــاف أنــــهُ مـــن الـمـمـكـن أن تـكـون المقاطعة أداة لتعزيز الإنـتـاج المحلي وتـقـلـيـل الاعــتــمــاد عـلـى الـــــــواردات، كما تـشـجـع عـلـى نـمـو الـصـنـاعـات المحلية وتساعد فـي تحسين الــتــوازن التجاري للبلاد، وتعمل على تعزيز الوعي العام والـــتـــضـــامـــن مــــع الـــقـــضـــايـــا الـسـيـاسـيـة والاجتماعية. وبــــيــــنَ أن عـــــدم ظـــهـــور الــمــنــتــجــات المحلية البديلة بشكل بارز في الأسواق قبل المقاطعة يعزى إلى عدة أسباب، مــنــهــا الــــقــــدرة الــتــنــافــســيــة لـلـمـنـتـجـات المستوردة والتي غالباً ما تكون مرتبطة بجودة عالية وماركات عالمية معروفة، مّــــا يـــــؤدي إلــــى تـفـضـيـل المستهلكين لهذه المنتجات على حساب المنتجات المحلية، بالإضافة إلى أن البنية التحتية للإنـتـاج والـتـوزيـع فـي الأردن أقـل تطوراً مقارنة بالدول المتقدمة. وتابع ارشيد أن اعتماد الاقتصاد على الــــــواردات نتيجة للاتـفـاقـيـات الـتـجـاريـة أو السياسات الاقتصادية التي تفضل الاسـتـيـراد فـي بعض الــحــالات، وتُعطي الأفـضـلـيـة للمنتجات الـمـسـتـوردة من خلال تخفيضات ضريبية أو اتفاقيات تجارية، يجعلها أكثرجاذبيةللمستوردين والمستهلكين. وأشـــــار إلـــى نـقـص الـــدعـــم الـحـكـومـي للصناعات المحلية التي تفتقر للتمويل اللازم والتكنولوجيا المتقدمة، والخبرة الـــكـــافـــيـــة لــلــتــنــافــسعـــلـــى الــمــســتــوى الــــعــــالــــمــــي، مــــوضــــحًــــا أن ســـلـــوكـــيـــات المستهلكين تـلـعـب دوراً مــهــمــا في تفضيلهم للمنتجات الأجنبية بسبب اعــتــقــادهــم بــأنــهــا أعـــلـــى جـــــودة أو أكـثـر مــوثــوقــيــة، حــتــى لـــو كـــانـــت الـمـنـتـجـات المحلية مماثلة في الجودة أو السعر. وأوضح أنَ المقاطعة يمكن أن تؤدي إلـــى تـقـويـة الــهــويــة الـوطـنـيـة والاعـــتـــزاز بالمنتجات الـمـحـلـيـة، وهـــذا يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمـد على الثقافة الاســتــهلاكــيــة وتـــعـــزز الـــــولاء لــلــعلامــات التجارية المحلية، معتقدا بأنه يمكن أن تكون للمقاطعة تأثيرات إيجابية متعددة عـلـى الاقــتــصــاد الـمـحـلـي، بـمـا فــي ذلـك تشجيع الاســتــقلال الاقـتـصـادي وتنويع مصادر الدخل. وأفــــــاد الـــدكـــتـــور ســهــيــل مــقــابــلــة أن المقاطعة تـؤدي إلى زيـادة الطلب على المنتج المحلي مّا يزيد من فرص الربح والمبيعات في المنتجات المحلية أكثر مـــن الاجــنــبــيــة خــصــوصًــا تــلــك الــداعــمــة للكيان الصهيوني. وأشــار إلـى أن حــملات المقاطعة لها تـأثـيـر إيـجـابـي عـلـى الاقــتــصــاد المحلي، إذ يتجه المستهلك لـدعـم المنتجات المحلية والبحث عن بدائل غير مرتبطة بالأنظمة الغربية أو الكيان الصهيوني مّــا يسهم فـي تعزيز الاقـتـصـاد المحلي وتحفيز الصناعات المحلية. وأضــــاف مـقـابـلـة أن الأبـــعـــاد الفكرية للمستهلكين عنصر حاسم فيسلوكهم تجاه حملات المقاطعة، إذ يتأثرسلوكهم بمستوى الوعي والمعرفة بشأن السلع المستهدفة وتــوفــر الـبـدائـل المحلية، مشيرًا إلى أن المستهلك الذي يمتلك فهمًا أعمقحول السلع المراد مقاطعتها والـــبـــدائـــل الـمـحـلـيـة يـتـجـه نـحـو سـلـوك إيجابي يعزز الاقتصاد الوطني. وتابع أن هذا التأثير ينعكس بإيجابية على أداء ومبيعات الشركات المحلية، مـــمـــا يـــشـــجـــع عـــلـــى اتـــــخـــــاذ ســـيـــاســـات اسـتـثـمـاريـة جــديــدة وتـوسـيـع الأعــمــال، بـالإضـافـة إلــى ذلـــك يـخـدم التحول نحو المنتجات المحلية في السوق المحلي إلـــــى تــقــلــيــل الاعـــتـــمـــاد عـــلـــى الـــعـــملات الأجنبية، وتعزيز قـوة العملة المحلية مـمـا يـعـود بـالـفـائـدة عـلـى تـعـزيـز فـرص التوظيف والاستقرار الاقتصادي. في حين اعتبر الصحفي الاقتصادي فـي جـريـدة الـوفـد إسلام الشافعي أن المقاطعة فرصة لدعم الصناعة الوطنية إذا توفرشرطين، الأول أن تكون الصناعة نفسها موجودة أو إرادةحقيقيةلإقامتها، والثاني يتمثل بالعمل بمبدأ أن تحل الصناعة المحلية محل الاستيراد وهو هــــدف ســـامـــي يــجــب أن يـــكـــون شــعــارا لجميع الشعوب التي ترغب في الحياة بشكل كريم بغضالنظر عن ارتباط ذلك بمقاطعة أم لا. وأشار الدكتور أحمد الخطايبة إلى أن هذا النوع من حملات المقاطعة يعطي فرصة مؤكده للمنتج الوطني والمصانع الوطنية والـخـدمـات بمنافسة المنتج الأجـنـبـي، واسـتـعـادة ثقة المستهلكين بصناعاتهم المحلية والعربية والمحاولة لتعديل المنتج، مع استغلال هذا النوع مــــن حــــــملات الــمــقــاطــعــة والــــتــــي تـفـيـد المستهلك للمنتج المحلي والعربي. فيما أكـــد الــدكــتــور قـاسـم الـحـمـوري أن أحــد آثـــار المقاطعة يتمثل بالتطور الإيجابي للمنتجات المحلية، إذ تحول طـــلـــب الـمـسـتـهـلـكـيـن مــــن الـمـنـتـجـات الأجنبية للمنتجات المحلية، مّا يسهم في دفع عجلة الاقتصاد في الدولة. ومــن جهتهِ، قــال الخبير الاقتصادي فهمي الكتوت، إن من فوائد المقاطعة معاقبة الشركات التي تقدم دعم للعدو الصهيوني، وتشجيع القطاعات الإنتاجية الـمـحـلـيـة، وزيــــــادة الــنــمــو الاقـــتـــصـــادي، وتوفير فـرص عمل والحد من البطالة، وتخفيض الاستيراد الأجنبي وتخفيض العجز التجاري، وتعزيز احتياطي البلاد من العملات الأجنبية. وتابع الكتوتإنعدمظهور المنتجات المحلية البديلة قبل المقاطعة يرجع إلـى توقيع الأردن على اتفاقية منظمة التجارة العالمية، التي حرمت الصناعات الــوطــنــيــة مـــن الــســيــاســات التفضيلية سـواء كانت حماية جمركية أو ضريبية أو ائتمانية، وأزالــت الحواجز الجمركية لانسياب السلع. وأشار الكتوت إلى أن الدولة تستطيع الاستفادة من بعضالثغراتفي اتفاقية التجارة، من خلال ما يعرف بعدم اغراق السوق بسلع معينة، مبينًا أن تعطيل بعض بنود الاتفاقية كما فعلت أميركا مـع الصين والاتـحـاد الأوروبــــي، أدى إلى قــيــام الـــدولـــة بــطــرح سـيـاسـة ضريبية تفضيلية لـلـمـنـتـجـات الـمـحـلـيـة يمكن حصرها في الشركات التي تشغل عمالة محلية. وبــــــيــــــنَ أن الــــتــــأثــــيــــر الاقـــــتـــــصـــــادي للمقاطعات يلعب دوراً كبيراً في قرار اسـتـمـرارهـا أو توقفها، وفــي حـــال أدت المقاطعة إلى تحسينات ملموسة في الاقـتـصـاد الـمـحـلـي، أو حققت أهـدافـهـا السياسية، قد يكون هناك دعم شعبي وحكومي لاستمرارها. وأضـــاف الـكـتـوت أن الـدعـم الشعبي والــــتــــزام الــجــمــهــور بـالـمـقـاطـعـة عـامـل حـــاســـم، لأن الــمــقــاطــعــات الــتــي تتمتع بـــدعـــم شـعـبـي قـــــوي، مــثــل الـمـقـاطـعـة الاســـتـــهلاكـــيـــة لــمـنــتــجــات دول داعــمــة للاحــتلال الإسرائيلي، يمكن أن تستمر لفترات طويلة حتى بعد تحقيق أهدافها الأولية. وبــــــدورهِ، أضــــاف الـخـبـيـر الاقـتـصـادي حــســام عــايــش أن الــتــوجــه للمقاطعة يعد من الطرق الايجابية على الاقتصاد المحلي لزيادة النشاط الإنتاجي المحلي فـي الـقـطـاعـات الصناعية والاقـتـصـاديـة المختلفة. وأوضحعايشأنالمواطنينالأردنيين مـنـخـرطـيـن بـجـمـيـع أشـــكـــال المقاطعة الـمـخـتـلـفـة، مـشـيـرًا إلـــى أن المقاطعة دفـــعـــتـــهـــم لـــلـــتـــعـــرف عـــلـــى الــمــنــتــجــات المحلية، وتعطي المستهلكين وعياً أكبر بوجود منتجات محلية وطنية. شبح المقاطعة يطارد الشركات العالمية... ويُنعشالمنتجات المحلية البديلة المقاطعة الشعبية وسيلة فعّالة ومؤثرة لمعاقبة الشركات الداعمة للاحتلال.. المصدر: الجزيرة نت أسواق أردنية انخرطت في حملة المقاطعة و دعت إلى دعم المنتج المحلي
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=