٢٠٢٤ نيسان ٢١ _ ١٤٤٥ شوال ١٢ الأحد 4 شرفات ࣯ ي عيسى � ن � ي رموك- أسيلب � صحافة ال يعرف المجتمع الأردني بعاداته وتقاليده منذ القدم فله موروثاته الشعبية التي تميزه عن باقي المجتمعات الأخـــرى فهي تشكل هويته العربية بشكلعاموالهوية الأردنية بشكلخاص وتعكس تاريخنا العريق وتـوثـق حياة أجـدادنـا وآبائنا في الماضي حتى أصبحت حياتهم جزءا لا يتجزأ من مجتمعنا الأردني. قـال أسـتـاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة اليرموك الدكتور أحمد جوارنة إن من أبــرز الـعـادات والتقاليد الأردنـيـة القديمة عادة طـلـب الــفــتــاة لـــلـــزواج إذ يــأتــي لخطبتها جاهه كبيرة برفقة شيخ العشيرة، وبسبب الظروف الاقتصادية السيئة كان المهر إما قطعة أرض أو شجر زيتون أو حلال «الإبل والماشية والأغنام» أو تبديلالعروسما يسمىبزواجالبدل«تبادل الفتيات ما بين العائلتين» وأضـاف أن العرس كان يستمر لسبعة أيام مــن الـسـهـر والـغـنـاء والتعليلية قـبـل الـعـرس بأيام يقوم أهـل القرية بالسهر والغناء، وزفة النساء وزفـــة الشباب وجميع مـن فـي القرية يـقـوم بمشاركة أهــل الــعــروس والـعـريـس في العرس ويقومون بلف العروس على البيدر _ مكان في الهواء الطلق تُجمع فيه أكوام الحبوب أيام الحصاد تمهيدًا لدرسها_ ما يقارب الساعة. وتابع انها عند دخولها بيتها تقوم برمي قطعة عجينمعورقعنبفوقبابالبيتإذا التصقت العجينة فهذا فال حسن أما إذا لم تلصق فهو فالسيء وبالنسبة لورقة العنبتدلعلىكثرة الإنجاب لأن شجرة العنب متفرعة. وأشـار إلى أن من عـادات العرس النقوط إذ يقوم المعازيم بتنقيط العروس ما تيسر مما لديه ويأتي المختار ويشكر كل من نقط مع ذكر نوع النقوط، مشيرًا إلى أن الأغاني في الأعراس كــانــت عــبــارة عــن أغــــانٍ تــراثــيـة مـثـل الهيجانه والدبكة والشبابة «آلة موسيقية». وبين جوارنة أن ما أثر على مظاهر العرس الأردني التراثي هو قاعات الأفراح التي أصبحت عـــبـــارة عـــن إقـــامـــة الـحـفـلـة بـسـاعـتـيـن مـــع زفــة صغيرة وانتهاء الحفل وتضييق دائرة العلاقات الاجتماعية، مؤكدا على أنه في القديم كان يوجد أواصــــر مـحـبـة بـيـن الــنــاسومـــن مـظـاهـر هـذه المحبة عند مـوت أحـد في القرية يتم توقيف يـوم احتراما لأهل ٤٠ العرس لمدة ما يقارب المتوفى. وعنعادات التعزية أكد أنه عند وفاةشخص فــي الـقـريـة كــل مــن فــي الـقـريـة يـحـزن ويـقـوم بمشاركة أهـل المتوفى بحزنهم فتبقى زيـارة أهل المتوفىعلىمدار أربعين يوما ويتم تقديم لهم الطعام مـن كـل أهــل القرية فـهـذا واجـب عليهم واقتداء بسنة النبيمحمدصل اللهعليه وسلم، لافتًا إلى أن بعد انتهاء الأربعين يوما من وفاة الشخصومشاركة أهله الألم يكون الحزن قد تلاشى نوعا ما، وكانوا يسمون بالمناقيص «أي أهل الميت نقصواحدا منهم». وفيما يتعلق بمساعدة الأهل في المجتمع الأردنـــي قديما، قــال جـوارنـة إنــه كـانـت مظاهر الـــتـــعـــاون والـــتـــآخـــي تـتـمـثـل بــمــســاعــدة الأهـــل والجيران فيمواسم معينة مثل قطف الزيتون وزراعـــــة الـقـمـح والـشـعـيـر وتـــوزيـــع المحاصيل عليهم ، مؤكدا أن اللبنوخبز الطابون»خبز يخبز في القرى الأردنية «في القدم لم يكن يباع أبدا بل يتم توزيعه لأهل القرية المحتاجين منهم. ومنجهته، أشار أستاذ تاريخ العرب الحديث والمعاصر فـي جامعة الـيـرمـوك الـدكـتـور عمر العمري إلـى إن مـن الـعـادات التي لا تــزال إلى الــيــوم هــي الاحــتــشــام والــلــبــاس الـشـرعـي عند الفتيات، والنخوة والشهامة عند الشباب وهذا مــا يلاحـــظ حـتـى فــي الــشــارع الأردنــــي بشهامة الشباب وعــدم التعرض للفتيات والمحافظة على أعراضهن، واحترام كبار السن، ومساعدة الفقراء،فالمجتمع الأردنــي لم يتخلى عن هذه العادات الإيجابية كما هو في دول الغرب. وأكمل أن المجتمع الأردني مجتمع مضياف فــواحــدة مــن الـــعـــادات الأردنـــيـــة الـقـديـمـة التي لا تـــزال حـتـى وقـتـنـا الـحـالـي هــو كـــرم الضيافة والــزيــارات العائلية وخاصة بأيام العيد إذ يتم تقديم القهوة العربية المتواجدة في كل بيت أردنـــي والحلوى على اخـــتلاف أصنافها، مؤكدا أن الزيارات العائلية كانت ممتدة لأبناء وبنات الحمايل «أبناء وبنات العشيرة». ومــن جـانـبـه، قــال أسـتـاذ علم الاجـتـمـاع في جـامـعـة الــيــرمــوك الــدكــتــور عـــبـــدالله قـــــازان إن الــعــادات والتقاليد الأردنــيــة هـي قـيـم، والقيم أي اتـفـاق جماعة على أمـــور معينة تطبق في مجتمعاتهمفالمجتمع الأردنيمتفقعلىقيمة الكرم والضيافة واحترام كبار السن وغيرها من القيم التيهيجزء رئيسيمن البناء الاجتماعي الأردني. وتابع أن القانون الأردنـي مزيج من القانون المدني والقانون العشائري منذ القدم وحتى الآن فهناك بعض المشاكل الاجتماعية لا تحل إلا عن طريق العشائر فيما يتعلق في الجرائم الـمـخـلـة بـــــالآداب والأخلاق الــعــامــة، مــؤكــدا أن العشيرة لها دور أساسي من النسيج والبناء الاجتماعي الأردني والثقافي والسياسي. وفي ذات السياق، أكد رئيس جمعية فرقة المغير راحــــوب لإحــيــاء الــتــراث الأردنــــي عصام عـودات أن أكثر العادات التي يعتبرونها مهمة ويجب المحافظة عليها الفزعة»المبادرة لتقديم العون والمساعدة» بين أفــراد المجتمع التي تـكـون بلا مقابل، ومـشـاركـة الـجـيـران أفراحهم وأتراحهم ويقفون مع بعضهم بالسراء والضراء وذلك عن طريق تجسيدها بلوحات غنائية. وأشار العودات إلى بعضمن المشاريع التي تقوم بها الجمعية لنقل التراث الأردنــي ومنها الـمـشـاركـة بـالاحـتـفـالات الـوطـنـيـة والاحـتـفـالات الشعبية ومهرجانات دولية تقام خـارج الأردن وتــقــديــم احـــتـــفـــالات الـــعـــرس الأردنــــــي وتـقـديـم صـــنـــدوق وحـــنـــاء وصـــمـــدت الــــعــــروسوزفــــات العرس والدبكات الخاصة بالحناء وتجسيدها على المسرح. وتـابـع أن هــدف الجمعية هـو أحـيـاء الـتـراث الأردنــي بتوثيق المعلومات الموجودة بأذهان الآباء والأجداد وتوظيفه بطرق تتلاءم مع العصر مـع المحافظة عليه وعـلـى أصـالـتـه، مـؤكـدا أن الجمعية قـامـت بتوثيق بعض مـن الـمـوروث الشعبي الأردني ضمن الإمكانات المتاحة. وبين العودات أبـرز التحديات التي تواجهها الجمعية ومنها أن بعضا من الآبــاء لم يقدروا على توريث العادات لأبنائهم، وعدم إدراك أفراد المجتمع لقيمة الــتــراث وأهـمـيـتـه، مـؤكـدا أن الشعب الــذي لا يكون لـه تــراث ليس لـه هوية فالتراث يشكل هوية أي بلد. ومــــن جــهــتــه، يــــرى الـــبـــاحـــث الأديــــــب نـايـف النوايسة أن المجتمع الأردنـي مجتمع محافظ على عـاداتـه وسيظل في نفس المحافظة في المستقبل، مـدل بأنه منذ فترة بعيدة قاموا بالعمل على تسجيل أكلة المنسف في الأكلات الشعبية التراثية المعروفة على قائمة التراث 2022 الإنساني وقـد سجلت فـي أواخـــر سنة وهي من الأكلات التي إلى الآن لها شيوع عالمي من خلال تسجيلها في قوائم اليونسكو. وأكـد أن الـعـادات والتقاليد لا تنقطع مطلقا عـن صيرورتها فهي قائمة حتى وإن سيطرت التكنولوجيا الحديثة على حياتنا، مشيرًا إلى أن الـدول التي لها علاقة بالتكنولوجيا الحديثة لـهـا تقاليدها وعــاداتــهــا ولا تـــزال تـحـافـظ عليها وهي مسجلة على قوائم التراث الإنساني في اليونسكو، وان العادات لم تتغير ولكنها تأثرت في الكيفيات أي بطريقه الوصول. وذكــــر بـعـضمـــن الأمــثــلــة عـلـى الـتـغـيـر في الـكـيـفـيـات ولــيــس الـــعـــادات بـــأن الـــعـــروسفي الماضي يتم زفها على الدواب»الماشية» بينما الآنمنخلال السيارات، وبطاقات الدعوة تبعث إلــى كـل بيت أو عـن طريق رفــع رايــة تــدل على وجـود عـرس في هـذا البيت أو إطلاق النار من البندقية، بينما الآن أصبحت الدعوة عن طريق مــواقــع الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي بـــإرســـال رسـائـل إلكترونية. وتابع النوايسة أن التعزية تكون بمشاركة أهل المتوفى حزنهم في بيتهم بينما الآن تكون التعزية عنطريق الهواتف الذكية، مؤكدا أنمن يظن أن العاداتستتلاشى فهي لن تتلاشى بل تتغيرطريقة الوصول أي الكيفية وليستالعادة بحد ذاتها. وفي السياق نفسه، نوه النوايسة إلى تصنيع معجم كبير سمي ب «مكنز الـتـراث الأردنــي» عـامـا وكــان القصد منه حفظ 18 قبل أكثر من الـتـراث الثقافي الشفوي، وتـم تصنيع الكتاب بالاعتقاد بأن الأجيال القديمة من الآباء والأجداد يـحـتـفـظـون بـــثـــروة كـبـيـرة جـــدا مـــن الــمــفــردات والـعـنـاصـر الـتـراثـيـة الـخـاصـة بــالــتــراث الأردنــــي فقامت الهيئات الثقافية بالتعاون مـع وزارة الثقافة علىرصد وتقييد كل العناصر وتسجيلها في كتب وقواعد بيانات. وتابع حديثه عن الجهد في إنجاز المعجم من خلالوزارة الثقافة وهيئاتها والإذاعة والتلفزيون والباحثين في التراث بجهود فردية والطلبة في الجامعات الأردنية عبر الحرص بصناعة المنتج الثقافي والدعوة إليه وتسجيل هذا التراث على قاعدة البيانات وبعد ذلك طباعته طباعة ورقية ونشره، مؤكدا أنـه طالما يوجد أفــراد بمختلف أماكنهم يقومون بالبحث عـن الـتـراث الأردنــي فهذا التراث لن يمحى. وفي السياق نفسه، يتفقق قازان بأنه يوجد تـحـولات فـي الـعـادات وهـو واضــح جـدا لأسباب أبرزها العولمة والانفتاح على الثقافات الغربية والتكنولوجيا الـتـي أصبحت حتمية فـي تغير العالم وعلى الأردن الـذي هو جزء من النسيج العالمي فتأثيرها كان على الأفراد بشكل سلبي سواء على الكبار أو الصغار أو على المختصين مما نتج عنها أمراض اجتماعية ونفسية وعدم الاختلاط في الآخرين . وبين قـــازان طــرق للمحافظة على الـعـادات التي تبدأ من الأســرة بتعزيز الـعـادات الأردنية بين الأبناء، وكيفية إدارة الانخراط في العادات الــغــربــيــة الــتــي لا تــنــاســب الـمـجـتـمـع الأردنـــــي، بالإضافة إلى الدراسات الأدبية والأبحاث وتوعية الطلاب في الجامعات الأردنية بأهمية العادات الأردنية. في حين شكلت الـعـادات والتقاليد الــهــويــة الاجـتـمـاعـيـة لـلـشـعـوب، يشهد الأردن تــــســــارعــــاً كــــبــــيــــراً فــــي الـــتـــطـــور التكنولوجي والـتـواصـل الـفـوري، وعلى الرغم من ذلك تبقى العادات والتقاليد أملاكـــاً ثقافية تميز المجتمع وتعكس جوهره وتوفر إطاراً تفاعلي وتعمل على تنظيم الـحـيـاة المشتركة بين الـنـاس، علاوة على أنـهـا تنمي القيم الأخلاقـيـة والاحــــتــــرام الــمــتــبــادل وتــعــزيــز الـــتـــراث الثقافي. وتــعــد الـــعـــادات والـتـقـالـيـد مـــن أهـم أجزاء الهوية الثقافية الأردنية، لأهميتها في عكس تلاحـم المجتمع الـذي يتسم بتنوعه الثقافي الغني الـذي يمزج بين التقاليد القديمة والـتـطـورات الحديثة، ومـــــع ذلـــــك أصـــبـــح مــــن الـــمـــلـــحـــوظ أن هناك العديد من التحولات الاقتصادية والتكنولوجية التيمنشأنها التأثير على العادات والتقاليد. وقــــالــــت الــســبــعــيــنــيــة الـــحـــاجـــة قـمـر الطوالبة بأن العادات والتقاليد من أهم الركائز التي تستند عليها المجتمعات، إذ أنها ولدتوتمركزتفيدمشقواعتادت على العديد من العادات والتقاليد التي بقيت مـرافـقـة لها بعد أن انتقلت إلى الأردن، مــثــل الــضــيــافــة بـشـكـل سخي والمناسبات الدينية وبـعـض الـعـادات المتعلقة بالعائلة، مع اكتسابها لتنوع كبير فـي الــعــادات والـثـقـافـات الأردنـيـة، مؤكدة أن الأردن هي الدولة الوحيدة في العالم التيلا زالتمحافظة على العادات والإرث الي يومنا هذا. وأضافت السيدة هناء الظاظا، التي نشأت فـي سـوريـا وانتقلت إلــى الأردن في فترة الـحـرب، أن البلدين يشتركان في العديد من العادات والتقاليد وهذا مــا جعلها تشعر بـتـنـوع ثـقـافـي مـألـوف لـــهـــا، مــثــل اســتــقــبــال الــضــيــوف بشكل حــار وكـريـم، علاوة على القيم العائلية والترابط الاجتماعي الذي يحظى بأهمية كبيرة في المجتمعين وبعض العادات، مثل الاحتفالات والمناسبات واللباس التقليدي واحترام الكبار. تطور العادات مع الزمن وتأثيرها على الأسرة وبـيّـن طـالـب جـابـر الـــذي يعتبر الجد الأكبر في العائلة أن العادات والتقاليد قابلة للتغير، إذ تغيرتوبشكلملموس مع مرور الوقت وتغير الأجيال، مما أدى إلى تطور اجتماعي وثقافي في المجتمع العربي الأصيل، الـذي كان في الماضي يـتـمـسـك بـجـمـيـع الـقـيـم والـمـعـتـقـدات التقليدية ولاسيما بأخلاقياتديننا، لافتاً إلى أن المجتمع بدأ يتغير ويتأثر بالطابع الغربي والثقافات الاخرى. وأضـــاف الجابر أن مـن أبـــرز الـعـادات الـــتـــي تــغــيــرت عــلــى الـمـجـتـمـع الـعـربـي هــو تـغـيـر الأدوار الأســاســيــة والـجـذريـة فــي الأســــرة، إذ كـانـت الأدوار مــوزعــة و محددة بشكل واضـح وصريح في حين كانت الـمـرأة تكرم فـي منزلها وتعتني بالأعمال المنزلية ومتابعة أمور الأسرة الداخلية وتربية الأطفال تربية صحيحة مقتديه بدين الله الحنيف وسنة رسوله مع الحفاظ على العادات والتقاليد التي يـقـتـدي بـهـا الـمـجـتـمـع، والـــرجـــل يعتني بالأعمال الخارجية والمادية لتلبية كافة احتياجات أسرته. وأوضح أن الروابط الأسرية التي بدأت بالاختفاء لا تتحمل أي تغير أو اهمال، مشيراً إلى أن الأسرة في الماضي كانت ممتدة وتعيش في بيئة وأحـدة وبحال وأحــــد ومـــا يـصـيـب فـــــرداً مـنـهـم يصيب الـجـمـيـع، علاوة عـلـى أنــهــم يـتـشـاركـون الأتـــراح قبل الأفـــراح وكانت الأســرة هي الــقــاعــدة الأســاســيــة الــتــي يـبـنـى عليها المجتمع. وتـــــابـــــع الــــجــــابــــر، فـــــي ظـــــل الـــتـــطـــور الاجتماعي وتغير أحوال الناس وظروف حياتهم بــدأت الأســر بالتفكك والتباعد وأصبح من الصعب الموازنة بين العمل والــحــيــاة الـعـائـلـيـة كـمـا أخـــذت مشاغل الحياة الناس إلـى التفكير في أحوالهم فقط، بل أصبح الفرد يفضل أن يقضي وقـت فـراغـه مـع نفسه على أن يقضيه مع العائلة. العادات الاجتماعية في الدين أفاد الإمام المختصفي أصول الدين الشيخ صالح الطيار أن التطور لا يمكنه المساس بالعادات والتقاليد الأصيلة، إذ أنه يمكن توجيه الأفـراد للحفاظ على قيمهم الـديـنـيـة مــن خلال تـقـويـة صلة الإنسان بجذوره أي بالعقيدة، فالإنسان ذو الدعامة والجذر الثابت هو من يأخذ عاداته من الأشخاصذوي القيم. وبين الطيار أن الأشخاصذو الدعامة لا يقتدون بأي تحول أو تغير مجتمعي ويــبــقــون صــامــديــن، لافـــتـــاً إلـــى أن ذلـك يكون بتقوية صلتهم بالله وفهم أصول الإسلام من حتمية وقدر وخلق ووجود الله ورسالة النبي محمد والقرآن الكريم عـــقلا لـيـؤمـنـوا بــه ثــم يـبـنـون عـلـيـه، «أي حل العقدة الكبرى» ثم يتمسكون بكل شعائر دينهم ولا يقبلون الدخيل من غيره. التحولات الاجتماعية بالأسرة تــقــول رغـــد الــشــيــاب، المنتمية إلـى عائلة بدوية أصيلة والتي اضطرت إلى الـسـكـن فـــي مـجـتـمـع مـخـتـلـف لــدواعــي الــدراســة، إن الـعـادات والتقاليد وطـرق الـمـعـيـشـة تـخـتـلـف بـشـكـل كـــامـــل من منطقة إلــى أخـــرى، مثل الأسـالـيـب في التعامل وأنواع الطعام وطريقة الأفراح ولاسيما فيطرقالتفكير،مشيرةً إلىأن المجتمع البدوي من أكثر المجتمعات المتمسكة بالعادات والتقاليد، إذ أنها على الرغم من انتقالها إلى مجتمع أكثر انفتاحا لا زالت متمسكة ومحافظة على القيم التي نشئت وترعرعت عليها. في حين يرى طالب الجابر أن تغيير مكان المعيشة يؤثر بتغيير الـعـادات، فــكــل مــديــنــة لــهــا عـــــادات مـخـتـلـفـة عن الـــمـــدن الأخـــــرى حــتــى فـــي نــفــس الـبـلـد تختلف، فتختلف العادات والتقاليد في الــريــف عــن الـمـديـنـة كـمـان تختلف عن المجتمع البدوي، فعندما ينتقل الناس في الريف إلـى المدينة تتغير أفكارهم وطــــــرق الــمــعــيــشــة بــســبــب تـعـرضـهـم لــمــواقــف وتـــجـــارب مـعـيـنـة، مـثـل نمط اللباس ونوعية الغذاء وأسلوب الأفراح والأتراح، مضيفاً أنه على الرغم من تنوع واخــــتلاف المجتمعات تجتمع ثقافات المجتمع الأردنــــي عـلـى التميز بالكرم والـجـود وإكـــرام الضيف، فهذا جــزء من الثقافة الأردنية المحلية بشكل عام. ارتباط العادات والتقاليد بالفن يرى المخرج الأردنــي سامح شويطر إن الــعــادات والتقاليد هـي مـن صناعة الإنسان البدوي منذ آلاف السنين، وهي ما يتم العمل عليها في الدولة الأردنية بشكل أكبر من القوانين والأنظمة. وأكــــد أن بـعـض الـــعـــادات والـتـقـالـيـد هـي ضـــرورة وليست حـاجـة، معتبرا أن الـــعـــادات والـتـقـالـيـد الـتـي وضـعـهـا الآبـــاء والأجــــداد هـي الـدسـتـور الحقيقي الـذي يصلح في كل مكان وزمان. وتـــابـــع شــويــطــر، الأمـــثـــال والـــعـــادات والتقاليد في علم الدراما تطبق حسب الــحــدث، مـوضـحـاً أن أغـلـب المخرجين الحاليين هم من فئة الشباب الذين لم يعيشوا الحقبة التاريخية التي تتضمن العادات والتقاليد، من هذا الجانب يقوم المخرج على العمل الفني حسب رؤيته أي بعيد كل البعد عن العاداتوالتقاليد. وأكد شويطر أن المسلسلات لا تحل المشكلات، إذ أنـه في الوقت الحالي لا يـوجـد مـا يتم عـرضـه للتذكير بالعادات والتقاليد الأصيلة، لافتاً إلى أن الحل هو الاتجاه إلى البرامج التوعوية التي تجذب المشاهدين وتقوم بإعادة ذاكرتهم إلى إرث الآباء والأجداد. وشـــدد على أن الــدرامــا الأردنــيــة من أضـعـف الـــدرامـــا الــمــوجــودة فــي الـوطـن الـعـربـي مــن نـاحـيـة التمسك بـالـعـادات والتقاليد، مضيفاً أن مـواقـع التواصل الاجتماعي قامت بحذف أي فكرة جميلة في حياة الإنسان، إذ أنه كان في القدم عند وجـــود حـالـة وفـــاة يلتزم المجتمع المحلي بـكـافـة مــراســم الـــعـــزاء، حفاظاً على الـعـادات والتقاليد أمـا فـي العصر الحالي أصبح الـفـرد يكتفي بالنظر من خلف الشاشات. وقــــــال الـــمـــخـــتـــصفــــي الــمــوســيــقــى المهندسعاصم بني عيسى، إن الشعر والموسيقى في القدم كانت تستعرض بطريقة مميزة وتنقل العادات والتقاليد مــن جـيـل إلـــى جـيـل، بينما فــي الـوقـت الــحــالــي أصــبــح هــنــاك تـغـيـر جــــذري أي «بطل الشعر فيه الروح يلي كانت أيام زمان»، مبرراً بقوله انعدام أو قلة الفن الأدبي الذي ما زال يركز على المعتقدات والعادات الأصيلة. البحث في العادات والتقاليد الاجتماعية وأفـاد الباحث في المواضيع الدينية والــثــقــافــيــة مـــوســـى أبــــو الــــريــــش، بــأن الـــعـــادات هـــي نـمـط سـلـوكـي أو تـصـرف مـعـتـاد يـتـم فـعـلـه مــن غـيـر جــهــد، وهـي تتعلق بالحياة البدائية أي الجيل الأول مــن دون تـقـدم أو تـطـور فــطــري، بينما الـتـقـالـيـد تـعـد عـــــادات وعــقــائــد وأعــمــال وحضارة الإنسان المتوارثة عن من كان قبله. ومـن جهته، أشـار أبـو الريش إلـى أن العاداتوالتقاليد أعراف تتوارثها الأجيال لتصبح جــــزءًا مــن عـقـيـدتـهـم، وتستمر مـا دامـــت تتعلق بمعتقدات على أنها موروث ثقافي. رفض العادات والتقاليد الاجتماعية ودعـــا الإمــــام الـطـيـار إلـــى أن ضـــرورة تـــوقـــف الـــــعـــــادات والـــتـــقـــالـــيـــد فــــي حـــال مواجهة التطورات الجديدة التي لا تكون متصلة بثوابت أصلها من الدين وعليها مــن الله دلــيــل، إذ أنـــه يمكن لـلـمـرء أن يتبع أي تطورات من أي جهة إذا كان لا يرتبط بالعقيدة أو أي مفهوم ديني، فلا بأس بارتداء ثوب متطور يوافق الحداثة إذا كـان يحقق شـروط اللباس الشرعي ولا يعبر عـن وجـهـة نظر فكر أو عقيدة مخالفة لديننا، مثل لبس ثوب البابا أو التقلد بالصليب . ومــــن جــانــبــه , قــــال أبــــو الـــريـــش إن العاداتوالتقاليد يجب أن تتوقفعندما تمس بالدين، فالواجب على كل مسلم أن لا يعتمد على العادات والتقاليد، إنما يجب عرضها على الـشـرع المطهر فما قره منها جائز، وليس الاعتماد على ما هــو مـــتـــوارث ويــجــب أن يــكــون صحيحاً فجميع الــعــادات الـتـي اعـتـادهـا الناس يجب أن تعرض على كتاب الله وسنة رسوله. وتــابــع أبـــو الــريــش الأمــــور المتعلقة بـالـحـيـاة الـشـخـصـيـة والــــــزواج والـحـيـاة الأسرية أو تربية الأبناء لا تحتمل تدخل العادات والتقاليد. دور الأسرة في ترسيخ العادات والتقاليد الاجتماعية تحرص الأم كفاية أبــو محفوظ على تربية أولادهــــا على الــعــادات والتقاليد ومشاركتهمإياهامنذالصغر،ممايجعلها ثابتة فـي قلوبهم راسـخـة فـي عقولهم و تجعل هويتهم الثقافية والاجتماعية واضـــحـــة وتـــزيـــد تــرابــطــهــم بمجتمعهم وانتمائهم لأسرتهم و يشعرون بالفخر لانتمائهم لـهـذا المجتمع و تساعدهم على فهم و تقدير التراث والتاريخ. وتــابــعــت أبــــو مــحــفــوظ هــنــاك بعض الـــعـــادات البسيطة الـتـي تـرسـخ داخــل الأبناء منذ الصغر، مثل تجهيزات شهر رمـضـان والــشــوارع الـمـضـاءة والـعـزائـم التي تزيد القرب العائلي، فهذه العادات تجعلهم متشوقين لــه مــن عـــام لعام علاوة على ذهابهم إلى صلاة العيد منذ الصغر ستصبح عـــادة يتبعونها طـوال العمر وينقلونها لأولادهــــم وأحـفـادهـم وبذلك تصبح من جيل إلى جيل. وأكــدت المختصة التربوية الدكتورة هناء الطوالبة، أن الأم تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العادات والتقاليد لدى الأبناء، من خلال نقل قيمها وتوجيهها لهم نحو السلوكياتالسائدة المقبولة ومنخلال التواصل العاطفي بين الأم والأبناء. وأكدتأنالأممثالحيوهيالمحرك الأساسي، لأن الأبناء يطبقون ما يرونه، لذلك يجب أن تكون الأم نموذجاً يحتذى بـه للأبـنـاء بتطبيقها لـلـعـادات الإيجابية وتقديم التوجيهات حول كيفية التصرف والـــمـــشـــاركـــة الـنـشـطـة فـــي الـفـعـالـيـات الأسرية والاحتفالات. العادات والتقاليد الاجتماعية داخل العشائر يـقـول الشيخ ووجـــه قبيلة اليونس الــحــاج عـلـي الـيـونـس«أبـــو الــمــأمــون»، إن العشائر هي أساس المحافظة على الهوية الثقافية ونقل القيم والتقاليد ومن خلال حفاظ العشائر على العادات والتقاليد، فهي تعزز الانتماء والتماسك الاجـتـمـاعـي فــي المجتمع وتــوفــر بيئة تعلم الأجيال الاحترام. وأضاف أبو المأمون أن أبرز العادات والـتـقـالـيـد الـتـي تتمسك بـهـا العشيرة والــــتــــي مــــن الــمــمــكــن أن نـــقـــول عـنـهـا عـــــادات إجـــبـــاريـــة، هـــي أن يـحـظـى كبير الــســن بـتـقـديـر كـبـيـر واعـــتـــبـــاره مـصـدرا للحكمة والـتـجـربـة، علاوة عـلـى تنظيم الاحتفالات والمناسبات الخاصة، مثل الأعراس والولائم والمناسبات الدينية، مما تسهم في توحيد العشيرة وتعزز روابطها وتحافظعلى التعاون والتضامن من خلال تقديم المساعدة والدعم في كل الأوقات. وعـــلـــى صــعــيــد مـــتـــصـــل، يـــــرى شـيـخ عـــشـــيـــرة بـــنـــي عــيــســى يــحــيــى الــصــالــح «أبـــو عــــادل» أنـــه بشكل مـتـوقـع تـأثـرت الـــــعـــــادات والـــتـــقـــالـــيـــد فــــي الــمــجــتــمــع، مـفـسـراً أنـــه بـسـبـب الــتــطــورات وفــرض القوانين المساعدة على ذلك وبسبب أبــــرز الــتــغــيــرات الــتــي طــــرأت مـــن خلال التكنولوجيا على الأسـرة وتعاملهم مع بعض، علاوة على التغيرات التي تطرأ على العشيرة والمجتمع بشكل عام. وتابع أبو عادل، أن الأسرة والعشيرة تٌــحــارب منذ ثمانينات الـقـرن الماضي بسببالأمور التيتفرضسياسيا وإدارياً لتفتيتالعشائر وإلغاء العشائرية ونفي عــاداتــهــا وقـيـمـهـا والاحــتــكــام للقوانين، التي أغلب نصوصها مفروضة وما على المشرع إلا سنها وإقرارها. العادات والتقاليد في مواجهة التطور.. ما الذي نحتاج للتمسك به في ظل الحداثة والتغيرات الاجتماعية المستمرة؟ التراث الشعبي.. تاريخ طويل في تصميم الهوية الأردنية وحداثة تضعه أمام تحديات بقائه لدى الأجيال الجديدة أرشيفية تعبيرية ࣯ ي � ب � ج ابر وأسامة الزع � ي رموك - زينة اليونسوبيسان � صحافة ال
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=