صحافة اليرموك

٢٠٢٤ نيسان ٢١ _ ١٤٤٥ شوال ١٢ الأحد 8 للتواصل شارك في التحرير من الطلبة مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول قاسم محاسنة، عبد الرحمن دهون، محمد خطايبة د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ج ود مقدادي � س في أوقات التحولات الكبرى في البلاد العربية، خاصة تلك التي لا نـدرك كشعوبٍ أنها كذلك، تسودُ حولنا -فـي الغالب- أجـواء ملائمة لتمرير أي شــيء، فيعلو حينها صـوت العقل الجمعي مهيّئًا بيئة خصبة لانتشار العنصرية والكراهية والفتن التي تظل تنحدر من كل حدبٍ وصوب، حتى تسيطر على ملامح المشهد. ولأن الشعوبهذه، كانتمحط دراسات الصهيونية والمطامع الغربية قبل احتلالها ماديًا وفكريًا، ظاهريًا وفي الخفاء، عرفت من أي الأبواب تسلِكُها طرق الهلاك على جميع الأصعدة، وكان باب التفرقةهو أكثرهذه الأبوابفاعلية فيصب الشرور على أراضينا وبأيدينا، وعندما نتحدثعن التفرقة نذهب إلىضرورة التساؤل: هل بيننا انقساماتٌ داخلية «وجدانية» في حدودنا العربية؟ لو أسقطنا هذا السؤال على الواقع اليوم سنجيب: نعم، ولو أسقطناه على أسبابهذه الانقساماتسنجيب: لا، فبعدما نعود في الزمنبضعسنين، نجد أنكل الحروبالداخلية والانقسامات في بلادنـا العربية كانت تندرج تحت مبرراتٍ وهويّات مختلفة وتُدسّ في كل شيء حتى في الأشياء الحضارية مثل الرياضة، إلا أنشراراتها أُوقدت بأيدٍ لا تعرفنا ولا تشبهنا وليستمنّا، لكنها استطاعت دومًـا أن تعيثُ بنا فسادًا بأيدينا وتسلك بنا طرقات وعـرة بما يكفي لتكسير روابطنا وإفساد واقعنا، كما حدث في وكما يحدث في حرب 2007 الحرب الطائفية في الـعـراق عـام السودان اليوم، والأمثلة كثيرة. عندما يقود العقل الجمعي المشهد، تتجلّى النجاة الفردية وتأخذُ دور البطولة، فنصبح مستعدين لقبول أي شيء نظن أن فيه نجاتنا، ونتعصّب أكثر.. للحدود والأسماء والأشخاص، ننزل النقدمنزلة الكره والعداء، نقيسالكلمةعلىمقاسالحدود بمن فيها، ويقف أحدنا منازعًا ليظن أنه لا بد له من الآخـر، الـذي في الحقيقة لا يفرّقه عنه شيء إلا حدود مقسّمة ومسمّاه، والتي بمقابلها اشترك معه في جذوره ودينه وعرقه وعاداته وأسلوب حياته وثقافته ولغته، والتي هي بالضرورة أساسًا متينًا للوحدة. فـهـذا الـــذي يقف مفتخرًا بـشـيء يـفـرّق كـل هــذه الأسـاسـات العميقة بما تعنيه، فقد تخلّى عن عقله، وخلق أفـكـارًا هدّامة لـيـسـت مـرتـبـطـة بـــأســـاس أو تـــأثّـــر بمثلها مـمـا يــبــثّ مـــن قبل الجماعات التي تخدم مصالح جهات معيّنة -وما أكثرها-، ومتى ما تخلّى الإنسان عن عقله هش ارتباطه بمرجعية واضحة وقوية، وصار لا يتذكر من مرجعيته إلا اسمها وبضعة أفكارِ عائمة، فقد صارت هذه الأفكار هنا لا ترتبط بأساسولا بمرجعية ولا بحقيقة، بالتالي ليست جديرة بأن تهيمن. ولأن الأجــواء ملائمة لتمرير أي شـيء، ولأن العقل الجمعي سيطر على ملامح المشهد، صار انبثاق العقول النخبوية مريبًا، فقد تنتزع منهم وطنيتهم في بعض الأحيان، وقد يخوّنون، وإن وافقهم أحـد، ختم على موافقته عجزه وقـال «بـدك تقيم الدين بمالطا؟»، فلماذا لا نقيمه؟ ولماذا نسمح لما يحدث بأن يكون ا مـن أن يكون شـــرارة وحـــدة؟ فكل مـا يحدث شـــرارة تفرقة بــدلً اليوم كفيل بأن يزيح عنّا سيطرة الغرب الفكرية والاقتصادية اليوم وللأبد إن أحسنا قراءته، وبأن يعيدنا مرغمين لحقيقة أننا شعوب حرة ومترابطة في كل شيء. دعوها فإنها مُنتِنة قصة مصورة ࣯ ي رموك- دانه داود � صحافة ال فــــي آخـــــر احـــصـــائـــيـــة نـــشـــرهـــا مــركــز الـــدراســـات الاسـتـراتـيـجـيـة الأردنـــــي عـام ضمن استطلاعات نبض الشارع 2022 الأردنــــــــي حـــــول الـــســـيـــاحـــة فــــي الأردن، %65 أشـارت إلى أن ثلث الأردنيين اي لم يذهبوا إلى أيمن المرافق السياحية أو المطاعم أو الـفـنـادق الـمـوجـودة في الأردن خلال الـــثلاثـــة شــهــور الـمـاضـيـة، % من الذين زاروا المناطق 64 وحوالي السياحية يعتقدون أن الأسـعـار كانت مرتفعة مقارنة مع الخدمات المقدمة % أن كلف السياحة 62 لـهـم، ويعتقد الداخلية في الأردن مرتفعة، مقابل ثلث % يعتقدون بـأن الأسعار 30 الأردنـيـيـن معتدلة. خلال إحــــدى زيـــــارات رؤوفـــــة صلاح، إلـى بعض المناطق السياحية كالعقبة والبحر الميت في المملكة، لاحظت أن تكلفة السياحة الداخلية مرتفعة جـدًا مقابل الحصول على أدنى مستوى من الرفاهية،وأنالمنفعةالمقدمةلاتتوازى ولا تتماشى مع التكلفة المفروضة على هذه الخدمات. لذا قررت رؤوفة خوض تجربة السفر خارج البلاد، فقصدت تركيا كأشهر خيار للسفر، ولـتـوافـر عـــدة خــيــارات للإقـامـة بحيث تناسب جميع الفئات المختلفة، وتعدد المزارات السياحية في المنطقة الـــواحـــدة ايـــضًـــا، لـخـدمـة أكــبــر عـــدد من الـزائـريـن كـل بحسب امكانيته، وخلال تلك الزيارة لاحظت أن التكلفة مرتفعة ايضًا، لكنها متماشية ومناسبة نوعًا ما مقابل الخدمات المقدمة للسياح. فعبرتعن أسفها لما تمر به المملكة مــن مـشـاكـل وإهـــمـــال لبعض الأمـاكـن الــســيــاحــيــة فـــي الأردن، لــمــا فـيـهـا من مقومات الأمـاكـن السياحة المتعددة، فجميع انــــواع الـسـيـاحـة مــتــواجــدة في الأردن كالسياحة الدينية، والترفيهية، والــتــاريــخــيــة وغـــيـــرهـــا الــكــثــيــر، لــكــن لم تـجـد الاهـتـمـام اللافــــت والـمـطـلـوب من قــبــل الــــــــوزارات والــجــمــعــيــات المعنية بـهـذه الأمــاكــن لتطوريها والـعـمـل على استحداث مـــزارات ونشاطات سياحية جاذبة فيها. وفــي صـبـاح أحــد الأيـــام وأثــنــاء تجول رؤوفــة في شــوارع بريطانيا خلال زيـارة للعملتخللتها بعضالأنشطة السياحية تفاجأت بوجود سياج طويل، وعلى طوله يسير مجرى ماء اصطناعي معه وحوله الـــعـــديـــد مـــن الـــبـــط بـمـخـتـلـف الألــــــوان، وحول هذا السياج ومجرى الماء يوجد العديد من الـطـاولات للعائلات وسكان المنطقة، لكن الغريب هو وجود العديد من الجنسيات الأخرى التي تعرفتعلى معظمهم وظهر أن أغلبهم من السياح، وأنـــهـــم يــقــصــدون هـــذا الــمــكــان لجماله وهــــدوئــــه ولأنـــــه مــجــانــي أيــــضًــــا، وهــكــذا تساءلت ما الذي يمنع أن يكون في كل منطقة في الأردنمثلهذا السياج وهذا المجرى؟ وأثـنـاء جولة ليلية إلــى منطقة الـعلا فــي الـسـعـوديـة، شــاهــدت رؤوفــــة كيف أن المنطقة مـخـدومـة بطريقة جميلة جـــدًا، وأن اسـتـغلال المواسم السنوية أمــر يـدعـو للدهشة لأن هــذه المواسم تــجــعــل الــمــنــطــقــة مـنـتـعـشـة بـالـسـيـاح والزوار على مدار السنة، وعاتبت قائلًة أن الطقسوالطبيعة في منطقتي وادي رم والبتراء تعتبر خلاقـة وأجمل بكثير مــن منطقة الـــعلا فــي الـسـعـوديـة، لكن الاهتمام المتواضع بها جعل السياحة إليها متواضعة جـــدًا مـن قبل السياح من داخل المملكة وخارجها، وهكذا فإن الكثير من الأماكن قد تعتبر عادية، لكن وجـدت هذه الأماكن الاهتمام من قبل الجهات المعنية فأصبحت أماكن تجذب السياح والزوار من خارج وداخل البلاد وقــبــل جـائـحـة كـــورونـــا قــــررت فاتنة خــلــف الـــدخـــول إلــــى مــوقــع اردنـــنـــا جنة التابع للحكومة بهدف تنشيط السياحة أفراد 7 للخروج مع عائلتها المكونة من بعد أن ألغت الرحلة السنوية إلى العقبة مـــن مـخـطـط الــعــائــلــة بـسـبـب تكلفتها العالية، فوقع الاختيار على رحلة البتراء، وهكذا استمتعت مع عائلتها في هذه الرحلة لأنها كانت تجربة جديدة، وكانت مناسبة ومـريـحـة مــن ووســائــل النقل إلـى الأسعار مقابل الخدمات المقدمة وكانت مشجعة لجميع الفئات والاعمار وتم الترويج لهذا البرنامج بشكل لافت. ولكن الآن لـم تجد فاتنة أي اهتمام بالسياحة الداخلية كما كانت في تلك الـفـتـرة الـتـي سبقت جـائـحـة كـــورونـــا إذ كـــانـــت جـــاذبـــة ومــشــجــعــة، فــمــا حصل بعد الجائحة كان أمرا صادما إذ لم يعد يـروج لهذا البرنامج بالشكل المطلوب وأصبحت الـرحلات المطروحة محدودة وغير مشجعة أبدًا، ولا يوجد تطوير لهذه المناطق إذ قد لا يرغب الفرد في إعادة زيارة نفس المنطقة مرتين لأنه لن يجد ما هو جديد لرؤيته ولا نشاطات ترفيهية جديدة في تلك المناطق. وكـــم كــانــت تـــالا عـنـبـر سـعـيـدة أثـنـاء تحدثها عن المناطق التي تفضل زيـارة كالأماكن التاريخية التي تمتاز بالعبق والـتـراث، منها منطقة وسـط البلد وما حولها منمناطقكاللويبدة وجبلعمان وجبل القلعة وغيرها، واصفة الأسعار والـخـدمـات المقدمة فـي الأمـاكـن التي ترتادها كالمقاهي والمطاعم السياحية المختلفة بالمناسبة والمعقولة نسبيًا، مع تراوح الأسعار بحسب كل منطقة. ويـظـهـر حـــب تـــالا لــهــذه الأمـــاكـــن من خلال الصور التي تلتقطها بكاميرا هاتفها ونــشــرهــا لـتـلـك الــصــور عـلـى حساباتها الـــشـــخـــصـــيـــة عـــلـــى مـــــواقـــــع الـــتـــواصـــل الاجتماعي، فتجد الكثير من الصور لجبل القلعة فهو مـن الأمــاكــن الـتـي تواصل زيـارتـهـا الـــذي يتوسط العاصمة عمان ويمتاز بإطلالة خلابة تطل على العاصمة عمان بالكامل. وتابعتأنهذه المنطقةتحديدًا تُظهر الاهتمام من قبل الدولة في المحافظة على الأماكن التاريخية والسياحية من خلال تطويرها بشكلدوري، فهيمنطقة مـخـدومـة بـمـواقـف الـسـيـارات ومـرافـق صحية، وكافيه جميلجدًا يبعثبالدفء بعد رحلة اكتشاف للآثار الموجودة على الجبل بأسعار مناسبة، مشيرةً إلى أن رسوم الدخول لهذه الأماكن هي أسعار رمـزيـة جـــدًا للسياح الأردنـيـيـن والـعـرب كتشجيع لهم على مواصلة زيــارة هذه الأماكن والمناطق السياحية الأخرى. ومـــن الأمــاكــن الـتـراثـيـة الـتـي تعشق تــالا الــذهــاب إلـيـهـا، هـي أســـواق السلط وجـبـالـهـا، إذ تـذهـب للجلوس فــي أحـد الكافيهات أوالمقاهي الـمـوجـودة على ســـفـــوح جـبـالـهـا لـتـسـتـمـتـع بـمـشـاهـدة غروبالشمسأثناء احتسائها القهوة او مشروب الشوكولاتة الساخنة المفضل لديها، وتقول انه لولا ان الاسعار مناسبة والمرافق جميلة ومخدومة لما تكبدت الــعــنــاء بـقـطـع عـــشـــرات الـكـيـلـومـتـرات لـزيـارة السلط واكتفت بـشـرب قهوتها في المنزل. ومـــن جـانـبـهـا قــالــت أم ولــيــد إنــهــا لا تنجذب كثيرًا إلى الأماكن السياحة في الأردن لأنها تفضل الحدائق والمناطق الخضراء كالغابات وغيرها، وأن الأردن بسببطبيعته وطقسه فإن اللون البني يكسو جبالها ووديــانــهــا معظم أوقـــات السنة، وليس هناك جهود لتخصيص أمـاكـن أو مناطق خـضـراء فـي المملكة كتخصيص مسار معين في أحد غابات ا ، يكون تابعًا للدولة وليس عجلون مـثلً لأفراد أو جهات خاصة تجعل من المكان محطة خاصة قد لا يتمكن الجميع من زيــارتــه بسبب الأســعــار المرتفعة فيه كـــرســـوم الـــدخـــول وأســـعـــار الـنـشـاطـات المختلفة. وهذا ما وجدته عندما زارت مع ابنها يـوسـف منتجع الـغـابـة الـمـتـواجـد على ســـفـــوح جــبــل مـــحـــاط بــغــابــة مـــن شجر الــســرو الـجـمـيـل فــي عــمــان، اذ انفقت دينارًا على ساعات قليلة من اليوم 50 لتجربة بعض النشاطات الترفيهية منها ركــــوب الـــدبـــاب الــكــهــربــائــي عــلــى مـسـار لا يــتــجــاوز بـضـع مــئــات الامـــتـــار وتـجـربـة الـسـقـوط الـحـر ونـشـاطـات اخــــرى، التي قامت بها في زيـارة لاحقة لها إلى تركيا دولارًا تقريبًا، 20 لــم تـتـجـاوز تكلفتها والسببفيذلكهو امتلاك الدولة لهذه الأماكنوفرضتسعيرة واحدة ومعقولة للسياح من الخارج ومن داخل الدولة. قبلعامينسافرتانا دانةمعوالدتي ا والوانًا عجيبة إلى تركيا وشاهدت اشكالً جـــدًا ومختلفة تـمـامًـا عما اعـتـدت على رؤيته في الأردن، شاهدت كيف تسعى الجهات المعنية إلى استغلال كل شبر وكـــل منطقة لجعلها مــــزارًا سـيـاحـيًـا او منطقة مخدومة للجلوس والاسترخاء للمواطنين العادين بالمجان في معظم الاحيان، الامر الذينفتقدهجدًا فيالأردن اذ انفي المنطقة الواحدة قد تتواجدمن حدائق فقط لا يميزها اي شئ 3 إلى 2 ولديها نفس النمط والترتيب ايضًا. 30 3 وتقول قاعدة عجيبة هي قاعدة ، إن نافذة كلفرد في المدينة يجب 300 شـــجـــرات، وإن يشكل 3 أن تـطـل عـلـى % منه 30 حيه الـذي يعيش فيه نسبة خـضـرة، وأن تكون أقــرب حديقة لـه عن مــتــر، امـر 300 بـيـتـه لا تـبـعـد أكــثــر مــن جنوني التفكير أنــه يمكن تطبيق هذه الــقــاعــدة فــي الأردن، ربــمــا لأن مبانيها متلاصقة جدًا وطبيعتها جافة في أغلب الــمــنــاطــق، لـكـن لـــمـــاذا لا نـجـد اهـتـمـامًـا بموضوع الغطاء النباتي للأفراد والدولة من الناحية الجمالية في الأردن؟ في لـواء الاغــوار الشمالية بمحافظة اربــد تقف شجرة تاريخية معمرة يقدر عام 800 عمرها بحسب مختصين بــ تـمـتـد جـــذورهـــا عـلـى مـسـاحـة دونـمـيـن من الأرض، لم تجد هذه الشجرة طريقًا على خارطة السياحة في المملكة فمن يعرفها ويـزورهـا هـم أهـل المنطقة في فــصــل الــربــيــع والـــخـــريـــف لــقــضــاء وقــت ممتع تحت أغصانها. فــــي الـــمـــقـــابـــل، تـــجـــد أبــــــرز الــمــعــالــم السياحية في مدينة بورصا التركية هي شجرة انكايا المعمرة التي تصغر شجرة عــام ويـزيـد، فشهدت هذه 200 اربــد بــ الشجرة الاهتمام والعناية حتى أصبحت مــعــلــمًــا أســـاســـيًـــا لــلــســيــاح ولــلــســكــان المحليين، فوفرت المطاعم والمظليات والجلسات العائلية المجانية كتشجيع لهم على مواصلة زيـــارة هــذه الأمـاكـن، لـم لا نجد هـذا الاهتمام هنا فـي الأردن إذا كانت جميع المقومات متواجدة؟، ولـــمـــاذا يـقـتـصـر الــتــركــيــز عــلــى الأمــاكــن الاســـاســـيـــة الــمــعــروفــة الــتــي مـــل منها المواطنون لكثرة رؤيتها وزيارتها ورؤية نـفـس الـمـعـالـم والـــشـــواهـــد فـيـهـا دون تجديد او تحديث؟. في أحد أروقـة وسط البلد في عمان وبالقرب من مطعم هاشم، يقف العم ابــو علي أمـــام محله الـــذي يـعـرض فيه تـحـفـا وتـــذكـــاريـــات أخـــــرى، يـــنـــادي على المارين من الرجال والنساء «تفضلي صبية شوفي شو عنا عروض»، «تفضل عنا يا شب تفرج ونقي»، كمحاولة منه لجذبهم لعله يأتي بقوت يومه في بيع ما يحويه محله من تحف تذكارية متعلقة بتراث الأردن. وقـــد يـــزور محله فــي بـعـض الأحـيـان زوارًا اجـانـب فيرحب بهم ترحيبًا حــارًا بلغته الاجـنـبـيـة الـمـتـواضـعـة، فيسعى لجعلهم يـبـتـاعـون بـعـض الأشـــيـــاء من التحف الخزفية ومن المجسمات التي تشكل مـعـلـمًـا سـيـاحـيًـا مــتــواجــدًا على أرض المملكة، كترويجٍ له ولمحله فانه يقوم بإهداء من يشتري من عنده من الأجـانـب تـذكـارًا صغيرًا تعبيرًا منه لهم على الترحيب فلغة البساطة يفهمها الجميع. هـكـذا يـقـوم الـعـم ابــو علي بالترويج لنفسه، فيقول إن الدولة والمؤسسات التابعة لها المعنية بالترويج للسياحة وللأمـاكـن السياحية تصب كل تركيزها على الأماكن السياحية المعروفة تكون محددة ومحدودة في بعض الاحيان. ووصــــــف حـــــال الــــســــوق فــــي الــفــتــرة الأخـيـرة التي شهدت عـدوانًـا على غـزة، أن الـحـركـة على زيـــارة الأســــواق خفيفة خاصة أن تلك الفترة كانت تشهد أعيادا للجالية المسيحية لكن الحزن كان يخيم على الزوار وعلى أصحاب المحلات ايضًا، مع ان البيع في فترة ما قبل الحرب كان الـبـيـع قـلـيـل لـكـن كــانــت الــنــاس تجوب الــــشــــوارع لــقــضــاء الـــوقـــت مـــع الـعـائـلـة وكانت تبعث بوجد حياة في الأسواق. وبالرغممنصعوبة الأوضاع والأحوال إلا أن العم ابو علي كان من أول أصحاب الـمـحـال الــذيــن أغـلـقـوا محالهم عندما أعلن الإضراب العام في البلاد. وهــــكــــذا اتـــفـــق مـــعـــه صـــاحـــب مـحـل ابــــو رحــــب للألـــبـــســـة الــتــراثــيــة الأردنـــيـــة والــفــلــســطــيــنــيــة الــــــذي يــبــيــع الأثــــــواب والأزيــــاء الشعبية للسياح تـحـديـدًا، إذ يقوم بإلباس السياح الأزيـــاء الشعبية ويــخــصــص لــهــم زاويــــــة تـتـمـيـز بـالـعـبـق التراثي الأردنـي للتصوير عندها، وحركة الـــســـوق فـــي هـــذه الــفــتــرة تـعـتـمـد على عدة عوامل وظروف اقتصادية وثقافية وسـيـاحـيـة، وقـــد تــتــفــاوت هـــذه الـحـركـة بالسوق نتيجة لظروف محلية وعالمية كالحرب التي يشهدها قطاع غـزة حاليًا فــأثــرت عـلـى حـركـة الـسـيـاحـة الخارجية لتخوف الاجانب والداخلية للحزن الذي يخيم على المواطن الأردنــي لما يحدث مع أخيه في غزة. وقالإنحركة السوقتأثرتبانخفاض حـــركـــة الــســيــاح والـــــــرحلات الـسـيـاحـيـة، والــــفــــعــــالــــيــــات الـــمـــحـــلـــيـــة والــــمــــواســــم السياحية تعتبر هـامـة جـــدًا فــي جـذب السياح لزيادة الحركة على الأسواق في الأماكن السياحية. ويستخدم ابــو رحــب أدوات وفـرص جديدة كالتسويق عبر الانترنت ومواقع الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي والــمــشــاركــة في الفعاليات المحلية الثقافية المختلفة لجذب السياح المحليين والاجانب. الخارطة السياحية الداخلية تحتاج لإعادة رسمها.. أردنيون ينأون بأنفسهم عن زيارة المناطق السياحية جرّاء الأسعار الباهظة وافتقار بعضها للخدمات رسم : دانه داود «بيت المونة الريفي» باكورة طموحات أم إيهاب ومعاناتها ࣯ ي رموك- سارة الزغول � صحافة ال فـــي كـــل فــجــرٍ تـصـحـو أم إيـــهـــاب تـمـسـح عن وجهها تعب الأيام، ثم تبدأ بصنع (خبز الطابون، الـمـعـجـنـات) بـطـعـم الأصـــالـــة والـتـمـيـز والــحــب، تــنــعــكــسشـــمـــس الـــصـــبـــاح عـــلـــى (الـــمـــربـــيـــات والمخلل والتين المجفف) مّا يدفع المارّة من شارع عمان للانجذاب لرائحة الخبز والمناقيش، فتستقبلهم أم إيهاب وترحّب بهم أجمل ترحيب بابتسامة تخفيوراءها تعبيومها، فهي العاملة المتميزة والأم المعيلة لأبنائها. أمـضـت أم إيــهــاب أيـــام حياتها وهـــي تلتحق بالدورات المهنية العديدة والمعارضالتي تقدم منخلالها منتجاتها، وكأنها طوق النجاة لها لتعود عليها وأسرتها بمردود مالي زهيد، فهي تتلقى كلمات الشكر والثناء، من الزائرين على مدار الأيام التي أمضتها بين تعب وإرهاق. كــانــت طــمــوحــات أم إيـــهـــاب كـبـيـرة وصعبة التحقيق خـاصـة بـعـد وفـــاة زوجــهــا وتـركـهـا دون مـعـيـل حـيـث تحملت مـسـؤولـيـة الإنـــفـــاق على أبـنـائـهـا الـسـتـة، وأصـبـحـت ظـروفـهـا المعيشية صعبة جـــداً، لـم تستطع تأمين فـرصـة عمل إذ حالتظروفها دون استكمال دراستها الجامعية، فبدأت بمشروع صغير لبيع (السماق البلدي، والأعــشــاب الطبيعية، واللبنة المنزلية) لسد احـتـيـاجـات الـعـائـلـة الأســاســيــة، واكـتـشـفـت أن الإنـتـاج الـغـذائـي المنزلي مطلوب فـي مدينتها كونها منطقة سياحية فبدأت بإنتاج المنتجات الغذائية (السماق، والزعتر البلدي، والمخللات، والمربيات) حيث تمكّنت من استقبال طلبات لتجهيز وجبات غذائية ومعجنات منزلية وذلك بمساعدة أبنتها بتسويق منتجاتها إلكترونيًا. بعدما استطاعت الادّخــار على مدى الأعـوام، سنوات، 3 بدأت بعملية البناء التي استغرقت طموحات وأحلام أم إيهاب كبرت وزادت حيث تمكّنت من شراء قطعة أرض وإقامه مشروعها عليه حيث أسست مكاناً فلكلورياً مُستثمرة بـيـئـتـهـا ومـنـطـقـة سـكـنـهـا الــتــي تـتـمـيـز بـالـثـروة الحيوانية والمنتجات الزراعية الغنية. وأخيراً تمكنت من تأسيس مشروع ومقهى (بيتالمونة الريفي) الذي أصبحمقصداً للسياح والمسافرين اذ تقوم بتحضير الخبزلهم أمامهم، وتستقبلهم وتــقــدم الــمــأكــولات الشعبية لهم مما دفعها ذلك الى تسويق مشروعها إلكترونيا كما وحدّثت أساليب التغليف ولا يزال طموحها يكبر إذ تقول «احلم بنجاح مشروعي من خلال الــتــعــاون مـــع الــشــركــات الـسـيـاحـيـة لاسـتـقـبـال مـجـمـوعـاتسـيـاحـيـة لـضـمـان دخـــل مـتـواصـل للمشروع». وعـلـى أبـــواب اسـتـراحـة بيت الـمـونـة الريفي رُســمــت نـكـهـات الــتــراث وكُـتـبـت عـلـى الــجــدران لتروي مأكولاتها الشعبية بقهوتها السادة التي تفوح عَبق السيّاح القادمين إليها، فتبدأ بعمل (دلة القهوة) بإشعال النيران ووضع المحماسة على النار حتى تسخن، تضع القهوة ومن خلال يد المحماسة التي تشبه الملعقة تُحرك القهوة حتى تغلي وتضعهاعلى قطعة المبرد حتى تبرد القهوة على قطعة الخشب لكي لا تأخذ القهوة روائح اٌخرى غير رائحتها. وبـمـا أنـهـا سـائـقـة متمرسة أضــافــت خدمة الـــتـــوصـــيـــل لــمــشــروعــهــا وأصـــبـــحـــت تـسـتـقـبـل الـطـلـبـات وتــقــوم بطبخها وتـوصـيـلـهـا، كـمـا أنها تعرض منتجات غذائية للبيع فـي الاستراحة، وأبناء أم إيهاب هم الداعم الرئيسي لها، كما و تتمنى أن تستطيع كل امرأة توفير حياة أفضل لأسرتها وهي تنصحهن بالعمل والاعتماد على أنفسهن في إيجاد الفرص المناسبة واغتنامها وإنشاء المشاريع الانتاجية. أم إيهاب

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=