٢٠٢٤ نيسان ٢٨ _ ١٤٤٥ شوال ١٩ الأحد 8 للتواصل شارك في التحرير من الطلبة مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول قاسم محاسنة، عبد الرحمن دهون، محمد خطايبة د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ي � ب � إيمان الوهي لطالما كــان للمشي فـي طـريـق الــعــودة مـن الجامعة لـذةٌ خـــاصـــةٌ، أتــــذوق حلاوتــــه تـحـت مـطـر الــشــتــاء، وبــيــن الــمــحلات الــمــركــونــة عـلـى جـــوانـــبشـــــوارع وســـط مـديـنـة إربـــــد، وتـحـت ا ت المشرّعة... لكن الـمـرارة تكمُن في المشي حماية الـمـظلّ تحت ألسنة الشمس اللاهبة أواخـر إبريل «المتغسطِس»، على قارعة الطريق صندوق يُفلت منه صوتُ زقزقةٍ متناغمةٍ بعشوائية، تُعيدُ لي بعضًا من الطفولة الشقيّة. أقترب من بائع «الصيصان» وأسأله عن السعر فيُجيبني أن «الصوص» بعشرةِ قروشوالثلاثة بربعِ دينار. ابتسمتُ وفي داخلي عبارةٌ ردّدتُها: «والله غليَت الدنيا، كم لبثنا؟» ابتعتُ واحـدًا وأقنعني البائع بسهولةٍ بشراء علَفٍ، فكيف تشتري «صوصًا» بلا علَف؟ ونفسي تقول: «صيصان» زمان تأكل من خشاش الأرض. تابعتُ المشي نحو البيت، أو القفز مرحًا لجميلِ ما صنعت، وأفكّر في الغد الذي سأركب فيه تاكسي «احدعش»، بعد أن حسبت كم تبقىمنمصروفيَ الأسبوعي إثر هذا البذّخ، لا بأس إنها خطوة المضطر. وصـلـتُ غـايـتـي، وســارعــتُ بتوفير كـرتـونـةٍ، وكــنــزةٍ قديمة، ونصف حبة بـنـدورة ووعــاء مـاء وآخــر للعلف لأقدمه للضيف الجديد «رزق»، فقد أسميت «الـصـوص» رزق علّه فـأل خير وفير يحلّ ببيتنا. جــلــســتُ أراقــــبــــه يــنــقــنِــقُ ويــــركــــض، وتـــــــارةً يــســكــتُ وتـــــارةً «يصوصِوُ»، ضوضاء لا تهدأ، إلى أن غلبني النعاس ولا أدري من نام قبلَ الآخر. صحوتُ، تفقدتُ وديعي الصغير، أصفري الذي ألفتهُ خلال فترةٍ وجيزة، كان نائمًا، تفحصّتنبضه كانغائبا، ونفَسُه؟خافِتًا أو ربما خُيّل لي ذلك، كان نفسُه معدومًا. تسلل الريبقلبي فسرت كهرباءٌ فيجسدي، مات«رزق.» وخاب عشمي فيه، ومن صنع العشم أصلا؟ إلا من ابتاعني إياه، بضعفي السعر القديم، فمن المؤكد أن يتمتّع بِبنيةٍ أشد، وكفاءة أعلى، وعمرٍ أطول، وجسدٍ أصح، وفطرةٍ تتوقُ إلى البقاء، فمن رفعَ سعره فقتَله؟ وهل صار الاستغلال يُزيّنُ بمسمّى التجارة؟ من المسؤول عن تضخّم السعر على نفسِ القيمة؟ هل أصبح مالِك مزرعة الـدواجـن يمارس دور وزيــرُ الصناعة والتجارة؟ أيُعقل أن منظمات الأغذية العالمية قد تآمرت على «صوصأبو الشلن»؟، إذا تضخمت الأسعار إلىمئة في المئة، فليسغريبًا أن تتضخم مئتين وثلاث مئة؟ هذا كله يتعلق بـ «الصوص» المرحوم، فما بالكم بما يحدث مع المواد الغذائية والأساسية التي ترتفع ارتفاعات صاروخية بأسعارها وكثير منها ذات جـودة منخفضة وثابتة لا تتناسب معها تلك الأسعار العالية؟ فمن ينقذُ الأوطــان من الفسدة، ومن ينتشلُ الفقراء من وحلِ الغلاءِ الجشع المسعورِ؟ وكيف تُكافَحُ العدالةُ الانتقائية المفتوحة على مصاريعها؟ أجيبوني يا سادة، زاد فضلُكم. «صوص أبو الشلن» قصة مصورة من مديرة في مصنع جبس... لخبيرة ميكانيكية فيصناعة الدراجات النارية آمال الصباغ :التميز لم يكن لأني أول امرأة تخوضهذا المجال بل في جودة الخدمة التي أقدمها ࣯ ج اء � ي م ابو الهي � ي رموك- رن � صحافة ال في سياق الزمن الذي اعتاد على رؤية الرجال في عالم الميكانيك تبرز حكاية استثنائية بطلتها آمــــال الــصــبــاغ الــتــي تــحــدت الـمـجـتـمـع وواجــهــت التقاليد بشغفها وطموحها، آمال التي بنتجسراً بين النساء وعالم صناعة الميكانيك لتبرهن أن الشغف والإبداع لا يعرفان حدودًا جنسية فتحمل هـــذه الـحـكـايـة فــي طياتها روح الـتـحـدي والتميز لتكون مـصـدر إلـهـام لكل امـــرأة تسعى لتحقيق طموحاتها. دعونا نعود بالزمن للوراء قليلا وبالتحديد في إلـى أحـد مصانع الجبس فـي مدينة 2000 عـام السلط، حيث كانت آمـال في تلك الفترة تعمل كمحاسبة ومـــديـــرة إداريـــــة فــي الـمـصـنـع، ولكن فـضـولـهـا وشـغـفـهـا بـالـعـمـل جـعـلـهـا تـنـتـقـل إلـى المجال الفني المتعلق بحجر الجبس ومـن ثم أصبحت تقوم بفحص العينات وتدريب العمال الجدد في المصنع. وفــي تلك الأثـنـاء لاحــظ نزيه طعيمه صاحب مصنع الـجـبـس، سـرعـة وذكـــاء آمـــال فـي العمل فـقـرر متابعتها ودعــمــت قــدراتــهــا وتنميتها، إذ جعلها تشارك في عمليات الصيانة الميكانيكية عام . 12 والكهربائية لمدة وبسبب ظـــروف اقتصادية خانقة تـعـرض لها المصنع أدت إلى إغلاقـه، تم الانتقال إلى صناعة وتجميع الدراجات النارية استمرت آمال بالعمل فيه بــــالإدارة وتنسيق الـمـهـام للمصنع الجديد، وأثـــنـــاء تـجـمـيـع قـطـع الــــدراجــــات الــنــاريــة دفعها فضولها لتعلم صناعة وتركيب الدراجات بنفسها، وأصبحت آمال اليوم تمتلك مهارات تميزها في تجميع وصيانة الدراجاتدون الحاجة إلى أي آلات. وتقولآمال«التميز لميكنفيكونيأولامرأة تخوض هـذا المجال بل في جــودة الخدمة التي أقدمها للزبائن، وسعادتي تكتمل عند شعورهم بالراحة والثقة في عملي مع ابتسامات الشباب الذين يعودون لي بدراجاتهم وبتكلفة منخفضة». حــصــلــت آمـــــال عــلــى كـــامـــل الـــصلاحـــيـــات في المصنع وأصبحتالمسؤولة الرئيسية فيعملية إنتاج الـدراجـات النارية، ولأنها كانت من عوامل النجاح قــررت إحــدى الشركات العالمية الكبرى فتح فرع لها في الأردن لأن المصنع يعمل وفق معايير عالمية. وجـــــدت آمـــــال دعـــمًـــا مـــن عـائـلـتـهـا وزملائـــهـــا وتقول»هي مشيئة الله ان يكون رزقي من هذه المهنة فـكـان انـتـقـالـي للعمل فــي هـــذه المهنة تـدريـجـيـاً وكــونــي أعـمـل مــع أشــخــاص معروفين بالطيبة والأخلاق العالية.» ولـربـمـا هـــذا الـشـغـف جـعـل آمـــال تستمر في تطوير مـهـاراتـهـا فـي العمل معتمدة على دعم عائلتها وإيمانهم بقدرتها على أداء مهامها بمهنية وإتقان. وبــالــرغــم مــن دعـــم الـعـائـلـة والــنــجــاحــات التي حققتها إلا أنطريقها لم يكنوردياً، فمن التحديات التي واجهت آمال في المصنع تتمثل في كيفية إثـبـات جــودة المنتج وتسويقه، لما تطلب الأمـر فهمًا علميًا ومعرفة دقيقة بطرق تجميع قطع قطعة وضبطها 1500 الدراجات التي تتألف من بشكل صحيح من الصفر. وتختتم آمال الصباغ حديثها «أعتقد أن الخوف من رأي المجتمع ليس العائق الحقيقي للعمل فـي هــذا الـمـجـال بـل الـعـائـق هـو سـاعـات العمل الطويلة والجهد البدني وبيئة العملغير الملاءمة للإناث». «عند فجر الحاديوالعشرينمن آذار اقتحمت قـــوات الاحـــتلال 2023 لـعـام الإســـرائـــيـــلـــي مــنــزلــي بـطـريـقـة همجية وحـشـيـة، وقــامــت بتفتيشه ولا أعــرف عما تبحث ولماذا تعبث في محتوياته، ثـم أخضعتني للتحقيق الميداني، بما فيه من قمع واعتداء جسدي بالضرب عـلــى مـخـتـلـف أنـــحـــاء جـسـمـي بـأعـقـاب بنادقهم»، بهذه الكلمات يسرد الأسير )17( الــمــحــرر الــشــبــل مــجــد فــريــحــات عاما مـن بلدة «الـيـامـون» غــرب جنين المحتلة، حكايته مع الاعتقالفيسجون الاحتلال الصهيوني اتي استمرت ثمانية أشهر وخمسة أيام. يـــواصـــل فــريــحــات ســــرده لــــ صحافة اليرموك قصته مع الأسر والتحقيق في سـجـون ومـعـتـقلات الـصـهـايـنـة، ويـقـول ما هي إلا ساعات من اعتقالي حتى تم نقلي إلى معسكر (سالم) شمال غرب محافظة جنين لتبدأ رحلتي مع المعاناة خلف قضبان وقبضة السجان، بعد أن اعتقلتني قوات العدو الصهيوني بتهمة مـقـاومـة الاحــــتلال الإسـرائـيـلـي وإطلاق النار على قواته. ويـــتـــابـــع مـــجـــد حـــديـــثـــه عــــن ظــــروف اعتقاله الـتـي وصفها بأنها «لا تـطـاق»؛ وقال «أمضيت ساعات اعتقالي الأولى بـمـعـسـكـر ســـالـــم فــــي قـــفـــص حـــديـــدي ومُنعتمنالطعاموالشرابواستخدام الــمــرحــاض إلا بـعـد إلـــحـــاحٍ كـبـيـر مـنـي، وهذا كله وقع تحت التنكيل والتعذيب المبدئي الذي تمارسه مصلحة السجون مع أي أسير يقع في قبضتها.» ويضيف«قبل أن يتم نقلي إلىسجن مــجــدّو لأقـضـي فـتـرة حـجـزي فــي قسم الأشبال نُقلتُ إلى مركز تحقيق الجلمة يوماً في 30 الذي تم احتجازي به قرابة زنزانة تحت الأرض مساحتها لا تتعدى المتر المربع الواحد، وحيطانها مصنوعة من مادة خشنة تؤذي الجسد.» فـي الـيـوم الـتـالـي مـن نقله للسجن بـــــدأت جــلــســات الـتـحـقـيـق الـــتـــي كـانـت ساعاتمتواصلة، واصفا 9 تتجاوز مدتها ظــروف الجلسات بقوله «كنت أجلس عــلــى مـقـعـد مــصــنــوع مـــن الـبلاسـتـيـك المقوى مُكبَل الأيدي.» ويــشــيــر فـــريـــحـــات إلــــى أن جـلـسـات التحقيق استمرت على نفس الوتيرة فيشهر رمضان، وحينها كان المحققون يتناولون الطعام والــشــراب والسيجار في نهار الشهر المبارك أمامه؛ كوسيلة إغراءٍ وضغط عليه، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل. وفي منتصف شهر رمضان حدث ما لم يكن بالحسبان حيث تم إيهام مجد بأنه سينقل مـن الحجز الإنــفــرادي إلى قـسـم الأشــبــال فــي سـجـن مــجــدّو، ولـم يكن يعلم بأنه ذاهـب إلى الشق الثاني من التحقيق، والتي كانت تسمى «غرف الــعــصــافــيــر» وهــــي عـــبـــارة عـــن مـصـائـد العملاء في سجون الاحتلال. إلـى هنا انتهى التحقيق ونقل مجد إلى قسم الأشبال فيسجنمجدّو الذي 24 طفلاً أسيراً من بينهم 94 ً يضم حاليا طـــفلاً مـن قـطـاع غــزة ، وبـعـد أشـهـر من المماطلة حُكم على مجد بالسجن لمدة شيكل. 4000 شهر وغرامة بقيمة 18 يواصلفريحاتروايته لظروفمكوثه في السجن، حيث استمرت الحياة في السجن، بحسب قوله، بشكلها الروتيني الذي لا يخلو من همجية السجان، حتى تاريخ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي يـوم العبور المُقدس - بداية معركة طوفان الأقـصـى، مشيرا إلـى أن مصلحة السجون بدأت بفرض إجراءات تنكيلية بـحـق الأســــرى الأشــبــال لا تقل بمستواها عن الإجراءات الإنتقامية التي فرضتها بحق الأسرى البالغين، وتمثلت بحرمانهم مـن «الــفــورة» الساحة التي يتنفس بـهـا الأســــرى ويـلـتـقـي بعضهم بعضا، وتم احتجازهم في زنازين مجردة مـــن كـــل شــــيء وحــرمــانــهــم مـــن زيــــارة عائلاتهم، وتجريدهم من أبسط أدوات التواصل مـع العالم الخارجي كالراديو والـتـلـفـزيـون، حـتـى حــق مـعـرفـة الـزمـن سلبه السجان بإزالة الساعة المتواجدة بالقسم ومنعهم من إدراكه. ويضيف « شرعت مصلحة السجون بشكل مفاجئ بــإجــراء تـنـقلات قمعية بين الأســـرى مـن سجن إلـى آخــر، ورفـع أفـــراد فـي الزنزانة 9 إلـى 7 عـددهـم مـن أفـــرد فقط ،» 6 الــواحــدة الـتـي تتسع ل لافتا إلى أن إدارة السجون نفّذتسياسة التجويع بحقهم وتقديم أسوء الأطعمة كماً ونوعاً بالرغم من أن الأسرى مجرد أطفال وبحاجة إلى الغذاء المناسب. ويـــقـــول إن كـــل هـــذه الـوحـشـيـة في الـــتـــعـــامـــل مــــع الأســــيــــر الـفـلـسـطـيـنـي رافقتها عمليات اعتداء بالضرب أجرتها وحــــدات الـقـمـع الــتــي تقتحم الــزنــازيــن بـشـكـل مــفــاجــئ وتـسـتـبـيـح بـــالأســـرى، حيث استشهد على إثر هذه العمليات أســرى 4 أســيــرا فلسطينيا منهم 16 استشهدوا حتى موعد خروج مجد من سجون الاحتلال. ووفـــــــقـــــــاً لـــلـــمـــعـــطـــيـــات الــــمــــتــــوفــــرة للمؤسسات المختصة بــالأســرى، فقد بـلـغ عـــدد الأســــرى الأشــبــال فــي سجون أسير، من بينهم أكثر 200 الاحتلال نحو طفلا رهن الاعتقال الإداري. 40 من تـــحـــدث مــجــد عـــن آخــــر لــيــلــة لـــه في زنازين الطغيان قبل خروجه في الدفعة الثالثة مـن صفقة تـبـادل الأســـرى التي عقدتها المقاومة الفلسطينية مع العدو نوفمر / تشرين 26 الصهيوني بتاريخ ، ويــؤكــد بـــأن تلك 2023 الـثـانـي لــعــام الليلة لم تخلو من التنكيل وإفراغ الغِل الصهيوني في خير أشبال البلاد ، فتمت عـمـلـيـة الـقـمـع بـعـد عــشــرة دقـــائـــق من الضرب المتواصل حتى خـرج السجان المُنهزم مـن بـاب الـزنـزانـة ذلـــيلاً، وبقي الأشبال المعتدى عليهم صامدون رَغم شدة التنكيل وقساوته وفيهم بصيص أمل الحرية القريبة . تحرر الشبلمجدفريحاتبعد ثمانية أشهر وخمسة أيام وللأسف لم تكتمل فرحته بالحرية، فتفاجئ بعزاء ابن عمه الـشـهـيـد مـحـمـد فـريـحـات الــــذي قتلته قواتالبطشالصهيونية فيذاتاليوم. نَقلمجد المشاعر الكبيرةوالمتتالية التي شعر بها هو وكل أسير فلسطيني داخـل زنازيين الظلم الصهيونية ، فقد كان يخيّم عليهم شعور القهر والغضب مــن تـدنـيـس الـمـسـتـوطـنـيـن للمسجد الأقــــصــــى واعـــــتـــــداء الــــقــــوات وتـنـكـيـلـهـا بالمرابطين والمرابطات، وذَكَـــر بعدها الـفـرحـة الـعـارمـة بـيـوم الـعـبـور المُنتقم لمسرى رسول الله ومرابطيه. الأسير المحرر .. الشبل مجد فريحات يروي تجربة الاعتقال الوحشي فيسجون الاحتلال ࣯ ي رموك-دانا الطيطي � صحافة ال الأسير المحرر مجد فريحات
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=