خبراء اقتصاد يطالبون بإعادة النظر في سياسات إدارة الدين العام.. وترشيد اإلنفاق الحكومي والتركيز على المشاريع الرأسمالية المنتجة على الحكومة وضع مشروع استراتيجي طويل األمد لمعالجة قضية المديونية ٢٠٢٤ آب ٢٥ _ ١٤٤٦ صفر ٢١ األحد السنة الثانية و األربعون ٧٧١ العدد صفحات 8 1982 تأسست عام أسبوعية QR د. أشرف الملكاوي الموقع الرسمي للجريدة صفحة الفيسبوك في حوار مع صحافة اليرموك.. اإلعالمي لطفي الزعبي: االحتراف لم يحقق األهداف المرجوة.. المضمون اإلعالمي الهابط.. هل هو هدف اإلعالم أم رغبة المشاهد؟ الفنانة رفعت النجار: قلة شركات اإلنتاج ساهمت بضعف الدراما األردنية يوم وظيفي لـ «إعالم اليرموك» بمشاركة مؤسسات وشركات إعالمية 2 ص 4 ص ٥ ص 7 ص أسبوعية شاملة ࣯ ي رموك – رؤى العُمَري � صحافة ال قال رئيس قسم رقابة األمراض في مديرية صحة إربد الدكتور أشرف الملكاوي إن فيروس حمى النيل الغربي غير مستوطن في المملكة ولم يتم تسجيل أي حالة خالل العقود األخيرة باستثناء حاالت تم رصدها من خالل برنامج رصد الحميات الموزع على 5 مناطق المملكة المختلفة. وأضــاف الملكاوي لـ صحافة اليرموك أن المملكة على كامل الجاهزية فهناك نظام رصد فعال لألمـراض السارية مـوزع على مناطق المملكة المختلفة فـي أربـــع مستشفيات (مستشفى معاذ بن جبل، مستشفى المللك المؤسس، مستشفى النديم، مستشفى الكرك الحكومي)، مشيرا إلى القيام بزيارات ميدانية ودورات تدريبية للكوادر المعنية للتأكد من استمرارية عمل هذا النظام. وشدد الملكاوي على متابعة المستجدات الصحية واإلرشادات الــصــادرة عـن الـجـهـات الصحية المحلية والـدولـيـة للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من األمراض المنقولة بواسطة الحشرات فمكافحة البعوض والتوعية العامة هي المفتاح للحد من انتشار هذا الفيروس. وأشار إلى التنسيق بين الوزارة مع الجهات ذات العالقة (هيئات اإلدارة المحلية، أمـانـة عمان والبلديات وسلطة إقليم العقبة) وبحسب المستجدات الوبائية لوضع التوصيات وطرق المكافحة الالزمة لمكافحة البعوض داخل المدن او القرى والتي تقوم برش البعوض للتقليل مـن كثافة البعوض القريبة مـن السكان في التجمعات المائية التي يوجد بها توالد ليرقات البعوض. وأوضح الملكاوي عدم وجود عالج نوعي أو مطعوم ل فهو مرض فيروسي تلقائي الشفاء، مبينا أن اإلصابة تكون بال أعـراض في % من الحاالت حيث تظهر أعـراض مشابهة للزكام في 80 نسبة % من الحاالت وتحدث إصابة للدماغ و إلتهاب للجهاز 19 نسبة % من الحاالت الشديدة. 1 العصبي والوفاة في نسبة وأضــاف أن المرض ينتقل الـى االنسان من خالل لسعة انثى )Culex بعوض الكوليكس الحاملة لفيروس .( 6 التفاصيل .. ص ࣯ ج مان حراحشة � - ي رموك � صحافة ال قــــــال رئــــيــــس قـــســـم الــــــطــــــوارئ فـــــي مـسـتـشـفـى الـنـسـائـيـة واألطـــفـــال فــي مـحـافـظـة الـمـفـرق الـدكـتـور معاوية الحراحشة إن القسم يعاني ضغطا كبيرا من المراجعين بسبب نقص الكوادر الطبية والتمريضية، حيث أن عدد الكوادر من أطباء وتمريض ال تتناسب مع أعداد المراجعين. وأضــــاف الـحـراحـشـة لصحافة الـيـرمـوك أن أعـــداد المراجعين ازدادت بسبب الزيادة السكانية الكبيرة ســـنـــوات األخـــيـــرة بـسـبـب قـــرب مخيم ١٠ جــــدا فـــي الـزعـتـري لالجئين األمــر الــذي أدى إلــى ازديـــاد حـاالت الطوارئ. وتــابــع حـديـثـه عــن الـضـغـط الـمـوجـود عـلـى القطاع الـصـحـي، حـيـث يـتـم تـحـويـل حـــاالت األطــفــال وحـــاالت التوليد إلى قسم الطوارئ بشكل كبير جدا وينشأ عنه ضغط عمل ونسب إشغال عالية جدا مقارنة مع أعداد الـكـوادر الـمـوجـودة، مشيرا إلـى عـدم تطبيق قوانين االعتداء على الكوادر الطبية بشكل رادع وهذا يسبب كثرة المشكالت مع المراجعين ويؤثر سلبا على تقديم الخدمة الالزمة للحاالت الطارئة وعدم ردع المعتدين. من جهة أخرى، قال الحراحشة إن البنية التحتية لقسم الطوارئ وللمستشفى بشكل عام قديمة ولم يتم أي توسعة للمستشفى منذ تاريخ إنشائه عام ، مشيرا إلى أن التوسعة شملت فقط مبنى ٢٠٠١ العيادات والتوليد حيث تم إضافة المبنى للمستشفى ولم يتم أي توسعة تذكر على المستشفى ٢٠١٠ عام بعد هذا التاريخ. وطـــالـــب بــــضــــرورة الــعــمــل عــلــى تــوســعــة شـامـلـة للمستشفى بسبب أعــــداد الـمـراجـعـيـن الـتـي تـــزداد كـل عــام بسبب التضخم السكاني وضـغـط المخيم ليستطيع المستشفى تقديم الخدمات الطبية الالزمة بشكل ممتاز للمراجعين. وأوضح أن قسم الطوارئ في المستشفى يستقبل حاالت الباطني أطفال وحاالت التوليد، حيث يتبع لقسم الطوارئ شعبة طوارئ األطفال وشعبة طوارئ التوليد، ويقوم باستقبال جميع حاالت الباطني أطفال ويقدم جميع الخدمات الطارئة لجميع الحاالت التي تراجع شعبة طوارئ األطفال، من فحوصات وصور وعالجات وإجراءات طبية وإسعافات أولية وحاالت حرجة. وتابع أن شعبة طوارئ التوليد تقوم باستقبال جميع حــاالت النسائية والحوامل وتقديم الرعاية الصحية الطارئة للحاالت التي تراجع القسم واإلجراءات الكاملة لكل حـالـة مـن فـحـوصـات وصـــور وعالجــــات وتخطيط للجنين وإجراءات طبية عاجلة وحاالت والدة حرجة. طوارىء «النسائية واألطفال» في المفرق يعاني ضغطا كبيرا بسبب ازدياد أعداد المراجعين ٣ .. ص salyarmouk أطــلــق الــمــركــز الــوطــنــي لألمــــن الـسـيـبـرانـي استراتيجية وطنية جـديـدة تـهـدف إلــى تعزيز مرونة البنية التحتية الرقمية وحماية األصول الوطنية من التهديدات المتزايدة في الفضاء السيبراني، وتأتي هـذه االستراتيجية في ظل الــتــطــور الــمــتــســارع لـلـتـكـنـولـوجـيـا والـهـجـمـات الـسـيـبـرانـيـة الـمـعـقـدة الــتــي تـسـتـهـدف الـــدول والـمـؤسـسـات ويسعى األردن مـن خالل هذه االسـتـراتـيـجـيـة إلـــى بــنــاء نــظــام أمـــن سيبراني مـــتـــكـــامـــل وقــــــــادر عـــلـــى مـــواجـــهـــة الـــتـــحـــديـــات المستقبلية. وقال رئيس المركز الوطني لألمن السيبراني المهندس بسام المحارمة إن االستراتيجية تـهـدف لرفع 2028-2024 الوطنية لألعــــوام مــســتــوى الـــنـــضـــوج فـــي األردن، الفـــتـــا إلــــى أن المركز في المراحل السابقة ركز على القطاعات الحكومية وعلى التأسيس فقط. وأوضح أن المركز في مرحلة إطالق برنامج واضـــح لألمـــن الـسـيـبـرانـي يسعى لجعل كافة الـمـؤسـسـات والـمـنـشـآت حـيـويـة تـحـتـوي على الحد األدنــى من األمـن السيبراني على المدى البعيد، مشيرا إلى التركيز على ثالثة أساسيات: التكنولوجيا، اإلجراءات والتشريعات الحكومية، واألهـــــم هـــو الــعــامــل الــبــشــري الــــذي سيهدف إلــى بـنـاء قـــدرات بشرية قـــادرة على مساعدة مؤسساتها بجانب عنصر اإلبداع والريادة. وأشار خالل حديثه إلى العامل األساس الذي يرتبط باألمن السيبراني وهـو عامل الوطنية، مبينا أن هدف المركز هو بناء فضاء سيبراني آمــــن ومـــوثـــوق لـتـشـجـيـع الـــشـــركـــات األجـنـبـيـة لالسـتـثـمـار فـي األردن لـرفـع مــؤشــرات المركز في األمن السيبراني وكافة النواحي االقتصادية واالجتماعية. كما وصف المحارمة التحديات التي واجهت الـمـركـز بـأنـهـا «تــهــديــدات» متغيرة غـيـر ثابتة وبالتالي يجب أن تتغير استراتيجيات المركز وأال تكون ثابتة وأن تكون الخطط والبرامج قابلة للتعديل. وقال إن التكنولوجيا تحد كبير متغير، مضيفا أن المفاهيم التكنولوجية تتغير وغير ثابتة مثل التقنيات الناشئة: تقنية الـذكـاء االصطناعي، وانترنت األشـيـاء والكثير منها يجب أن تؤخذ بـعـيـن االعــتــبــار ألنــهــا تـشـكـل تــحــد كـبـيـر لألمـــن السيبراني. ومن جهتها، قالت المهندسة هبة ابو زيد إن الحوار االستراتيجي الحالي هو الثالث، والخطة حــوار استراتيجي تقريبا 14 تتضمن ما يقارب وفــي نهاية هــذه الـــحـــوارات فــإن االستراتيجية تشمل برنامج تنفيذي مرتبط باالستراتيجية .2028-2024 الوطنية وأضافت أن البرنامج يتضمن مجموعة من الـمـشـاريـع، والــمــبــادرة مــحــددة الـمـسـؤولـيـات واألطر الزمنية والتنفيذ، مبينة أن االستراتيجية الوطنية لألمـــن السيبراني ركـــزت على أولـويـة كاملة المرونة السيبرانية التي يسعى المركز مـــن خاللـــهـــا لـتـطـويـر وتـمـكـيـن وتـمـتـيـن الـبـنـى التحتية لألصــول الرقمية الداعمة والمشغلة للخدمات الوطنية األساسية والحرجة. فيما لفتت أبـو زيـد الـى وجــود جهود كبيرة متبعة من قبل مركز األمـن السيبراني لزيادة الوعي من خالل بعض النشاطات والمبادرات بشكل دوري التي يمكن مشاهدتها عبر المواقع االلـكـتـرونـيـة مـع توضيح الخطة االستراتيجية الوطنية وهـي هـدف كامل تحت اولـويـة األمن والـــمـــوثـــوقـــيـــة الـــــذي يُــعــنــى بــتــعــزيــز وتـفـعـيـل المشاركة المجتمعية للتوعية بمفاهيم األمن السيبراني لجميع الفئات والشرائح المجتمعية للمؤسسات واألفراد. وعلى الصعيد نفسه، نوهت المهندسة وداد القطييشات إلــى أن تـعـدد الـشـركـاء وأصـحـاب العالقة في العملية االستراتيجية شكل تحديا كبيرا ويجب جمعهم تحت مظلة واحـدة وهي مظلة األمن السيبراني، مبينة أنه سيتم مع نهاية الجلسات الحوارية جمع جميع اآلراء ومدخالت الشركاء بمختلف الفئات للتوعية أكثر حول ما هو مطلوب في العملية االستراتيجية ليكونوا قادرين على تحديد أدوارهـــم وللمساهمة في وضع مدخالتهم وآرائهم في هذه االستراتيجية. وأضـــافـــت أنـــه مـــع بــرنــامــج تـحـديـث الـقـطـاع العام ورؤية التحديث االقتصادي، فإن التنمية االقتصادية تعتمد بشكل كبير على التوسع في الخدمات الرقمية على سبيل المثال: فالتوسع بحاجة الستراتيجية أمن سيبراني يتضمن أمن وموثوقية الخدمات والبيانات في القطاع العام، الفتة إلـى أنـه من هنا يأتي التركيز على إصـدار واعتماد استراتيجية وطنية لألمـن السيبراني التي تساهم في رفع موثوقية هذه الخدمات. وأكــــــدت الــقــطــيــشــات أن أهــمــيــة الــشــراكــة مـع الـمـركـز الـوطـنـي لألمـــن السيبراني تتمثل فـي ضمان بناء منظومة أمــن سيبراني قوية ومتكاملة وأن الحوارات والتشاورات المستمرة مع مختلف مؤسسات القطاع العام ضرورية لضمان نجاح هـذه المنظومة، مشيرة إلـى أن األمـــن السيبراني الـيـوم يمس جميع جوانب الـعـمـل الـحـكـومـي وتـــبـــادل اآلراء مــع الـجـهـات المعنية ويـسـاهـم فـي صياغة خطط تنفيذية فعالة تلبي احتياجات كل مؤسسة ومركز بدوره يوفر اإلطار العام لالستراتيجية لكن مسؤولية الـتـنـفـيـذ تــقــع عــلــى عــاتــق الــجــهــات الـحـكـومـيـة المختلفة. «األمن السيبراني».. استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز المرونة السيبرانية وحماية البنية التحتية الرقمية ࣯ يرموك- ميسون محمود وشرف � صحافة ال زل وبيسان عمر � ي � من قال رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان إن تعزيز إدارة المياه في األردن لتحقيق االستدامة يتطلب إتباع العديد من االستراتيجيات الفعالة والمستدامة، مثل استخدام تقنيات الـري الحديثة كأنظمة الـري بالتنقيط والــــرش، الـــذي يحقق كـفـاءة أعـلـى فـي اسـتـخـدام المياه الزراعية. وأضاف الشوشان لصحافة اليرموك أنه يجب تحسين البنية التحتية مـن خالل تحديث شبكات الـمـيـاه لمنع التسربات وتقليل الفاقد، باإلضافة إلى حصاد مياه األمطار عـبـر بـنـاء خــزانــات وســــدود صـغـيـرة لجمع مـيـاه األمـطـار لالستخدام الزراعي والشرب. وتــــابــــع أن الـــســـيـــاســـات والـــخـــطـــط الـــحـــكـــومـــيـــة، مـثـل اإلستراتيجية الوطنية للمياه ومشروع الناقل الوطني، تهدف إلى تطوير موارد المياه وتحسين كفاءة االستخدام، باإلضافة إلى تعزيز التعاون اإلقليمي إلدارة الموارد المائية المشتركة. وبين الشوشان أن تحسين إدارة الموارد المائية يتطلب تعزيز الشفافية ومتابعة تنفيذ المشاريع وتقييم فعاليتها بشكل دوري، داعيًا إلى استخدام تقنيات مراقبة المياه مثل تكنولوجيا االستشعار عن بعد وأنظمة المعلومات ) لمراقبة وتقييم الموارد المائية. GIS الجغرافية ( وأوضح أنه يجب تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل وتنفيذ مشاريع المياه، وتشجيع البحث واالبتكار لدعم األبحاث والتكنولوجيا المبتكرة لتحسين كفاءة استخدام المياه وتنمية المصادر غير التقليدية مثل تحلية المياه المالحة وإعـــادة تدوير المياه. وتـحـدث عـن أهمية مكافحة ظـاهـرة التصحر وحماية األراضـي الزراعية من خالل برامج إعادة التحريج، وزراعة األشجار األصيلة في المناطق ذات الهطول المطري الجيد، والتقنيات الـزراعـيـة المستدامة مثل الـزراعـة العضوية وتـــدويـــر الـمـحـاصـيـل، مـــشـــددًا عـلـى ضــــرورة وضـــع خطط مستقبلية لحماية األراضي الزراعية من التوسع العمراني غير المنظم. وأضــاف الشوشان أن تكييف االستراتيجيات البيئية يشمل تطوير سياسات إدارة الموارد المائية خالل فترات الـجـفـاف وتـحـسـيـن الـبـنـيـة التحتية لـحـمـايـة الــمــدن من الفيضانات واألحــــداث الجوية المتطرفة مـن خالل نظم اإلنذار المبكر. وأشار إلى أهمية الحد من التلوث الهوائي في المدن الكبرى من خالل تحسين النقل العام، وتنظيم الصناعات بفرض قيود صارمة على االنبعاثات، وزراعـة األشجار في المناطق الحضرية لتحسين جودة الهواء. ووجـــه الــشــوشــان عـــدة نـصـائـح لتحسين نـظـام إدارة الـنـفـايـات مــن خالل تـعـزيـز فـــرز الـنـفـايـات عـنـد الـمـصـدر، تـحـسـيـن مـحـطـات مـعـالـجـة الــمــيــاه الـــعـــادمـــة، وتشجيع المواطنين على تقليل النفايات وإعادة التدوير. وأكــد ضـــرورة فـرض قوانين صـارمـة للحد مـن التلوث الـصـنـاعـي والـــزراعـــي، مــن خالل تـعـزيـز الـرقـابـة وتوسيع االعتماد على الطاقة المتجددة لتحسين البيئة وتقليل االعتماد على الوقود األحفوري. وأوضح الشوشان أن تعزيز الوعي البيئي يمكن تحقيقه من خالل دمج المواضيع البيئية في المناهج الدراسية، الحمالت اإلعالمية، والمشاركة المجتمعية، الفتًا إلى أن التكنولوجيا واالبتكار يلعبان دورا هاما في حل المشكالت البيئية من خالل تقنيات الطاقة المتجددة والزراعة الذكية، ومراقبة البيئة باستخدام التقنيات الحديثة. ودعـــا إلــى ضـــرورة التكيف مـع تغير المناخ مـن خالل تطوير خطط طـــوارئ، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات والحصول على الدعم في مواجهة التغير المناخي. الشوشان: تعزيز إدارة المياه في األردن يتطلب استراتيجيات فعّالة ومستدامة الملكاوي: المملكة جاهزة عبر نظام رصد فعال لفيروس حمى النيل الغربي ࣯ ج اء و نغم مبارك و ملى عتوم � يم أبو اله � ي رموك- رن � صحافة ال
٢٠٢٤ آب ٢٥ _ ١٤٤٦ صفر ٢١ األحد الجامعة 2 نظمت كلية اإلعالم، األسبوع الماضي، فعاليات اليوم الوظيفي للكلية، برعاية رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسالم مـــسّـــاد، وبــمــشــاركــة مـجـمـوعـة مـــن الـمـؤسـسـات والشركات اإلعالمية والصحفية. وقـــال مـسّــاد فـي كلمته االفـتـتـاحـيـة، إن كلية اإلعالم في جامعة اليرموك، تعتبر إحـدى الـعالمـات الفارقة في مسيرة التعليم العالي األردني، مشيدا بدورها الرائد في إثراء القطاع اإلعالمي المَحلي والعربي والدولي بالكفاءات والطاقات المُبدعة القادرة على حمل الرسالة اإلعالمية الوطنية. وأشار إلى أن ديناميكية االعالم وثورة تقنياته وتقدّمها وتفوقها بشكل هَائلٍ، يتطلب منا مواكبة هذه التطورات والتغيرات، سيما وأن هـذه التطُورات تترافق بتحديات ا مُتوازنة أخالقـيـة واجتماعية تتطلب مـن الجميع حُــلـوًل تضمن استخدام هذه التقنيات واألدوات الرقمية بشكل مسؤول يُعزّز من حرية التعبير ويُثري المشهد اإلعالمي برمته. ولفت مسّاد إلى أن تميُز كلية اإلعالم يُحمل أسرتها من أساتذة وكوادرها وطلبتها، أدوارا ال بُد من القيام بها وإنجازها على وجه الدقة والموضوعية والمهنية، مشيرا إلى أن المَطلوب كبير جـدًا بحجم ثقة القيادة الهاشمية الـتـي حـازتـهـا وحـظـيـت بـهـا هـــذه الـكـلـيـة، بـــدءا مــن إرســـاء جاللة الملك عبد اهلل الثاني حجر األساس لمبناها الحالي ، واإلنــعــام الملكي على الكلية بوسام 2008 فـي الـعـام االســتــقالل مـن الــدرجــة األولـــى بمناسبة عيد االسـتـقالل التاسع والستين للمملكة، تقديرا إلسهاماتها المُتميزة في تطوير التعليم اإلعالمي وإعداد خريجين مؤهلين علميا ومهنيا، وترسيخ قيم المسؤولية المهنية واألخالقية تجاه قضايا الوطن والمجتمع، إضافة إلى إنعام جاللته هذا العام على إذاعة جامعة اليرموك بميدالية اليوبيل الفضي. ودعا مسّاد طلبة الكلية إلى صون المسيرة اإلعالمية، ومواصلة اإلبداع في هذا الحقل النابض، بما ينمي ويطور مهاراتهم، مشددا على ضـرورة استفادتهم من فعاليات هـــذا الـــيـــوم الـوظـيـفـي الــــذي مـــن شــانــه أن يــربــط الطلبة بالشركاء وبمؤسسات المُجتمع وهيئاته لتعظيم التبادل الخبراتي والمهاراتي وتوسيع فرص التشبيك. عميد الكلية الـدكـتـور أمـجـد الـقـاضـي، أكــد فـي كلمته على أن قيم الحق والعدل تترسخ في اإلعالم المسؤول صاحب الرسالة، وتتحقق في الفن الجاد بأهدافه السامية، مشيرا إلى أن جهود الكلية تتبلور بضرورة إطالق الحريات والـــحـــوارات الـمـسـؤولـة إلعــــادة إنــتــاج اإلعالم المستنير والـواعـي خـدمـة لقضايا الـوطـن واألمـــة وحقها فـي الحياة الكريمة، من خالل إطالق العنان إلعالم مسؤول، يسهم في بناء القيم والعدالة والوعي، ويؤشر لطريق الحق ومالمح مستقبل يصاغ بعقول مستنيرة. وتـابـع: إن الـثـورة التكنولوجية التي اجتاحت وسائل االعالم قد غيرت أنماطه وفنونه وزادت من سرعته وقدراته وقوته، حتى باتت وسائل اإلعالم بشتى أنواعها تلعب دورًا بارزا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى أفراده، وتسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة. بــــدوره، ألـقـى ممثل كلية اإلعالم فــي مجلس اتـحـاد الطلبة الطالب محمد الـشـقـران كلمة أكــد فيها أن هذا الـــيـــوم الـوظـيـفـي يـجـمـع بـيـن حـــب الـعـلـم والــعــمــل، بين شـبـاب المستقبل ونخبة مـن الـشـركـات والمؤسسات التي تسعى إلـى استقطاب المواهب والكفاءات، معبرا عـن فخره واعــتــزازه وزمالئـــه مـن طلبة الكلية أنهم جـزءًا مـن هــذه الجامعة ومـن هــذه الكليّة، التي لطالما كانت رائدة في تقديم تعليم إعالمي متميّز، والتي لم تكن مكانًا للتعلّم فحسب، وإنما هي مجتمع يحتضن األفكار واإلبداع، ويشجع على االبتكار واالنفتاح على العالم. وكان نائب رئيس الجامعة للشؤون األكاديمية الدكتور موسى ربابعة، قد افتتح معرضا اشتمل على مجموعة من 42 ، األعمال الطالبية، كلوحات بعنوان «صحافة اليرموك عاما من العطاء واإلنجاز»، ولوحات تناولت أعمال طلبة قسم الـعالقـات العامة واإلعالن، ومشاريع تخرج لطلبة قسم اإلذاعــــة والـتـلـفـزيـون»، إضـافـة إلــى افـتـتـاح الجناح التعريفي بالمؤسسات اإلعالمية األردنية. كما تـم تضمنت فعاليات الـيـوم ورشــة عمل بعنوان «الريادة في اإلعالم» قدمتها الدكتورة روان الجيوسي من حاضنة ريادة اإلعالم الرقمي «مدرج». يوم وظيفي لـ «إعالم اليرموك» بمشاركة مؤسسات وشركات إعالمية من فعاليات اليوم الوظيفي نـظـم كــرســي الــمــرحــوم سمير الــــرفــــاعــــي لـــــلـــــدراســـــات األردنـــــيـــــة بـالـتـعـاون مــع كـلـيـة اإلعــــ م نــدوة عـلـمـيـة تــحــت عـــنـــوان «الـصـحـافـة مـصـدرا في دراســة تاريخ األردن» بــرعــايــة رئــيــس الـجـامـعـة الـدكـتـور إســـــــــ م مـــــســـــاد وبــــحــــضــــور عــــدد مـــــن الـــبـــاحـــثـــيـــن واألكـــاديـــمـــيـــيـــن والمختصين. وقال عميد كلية اآلداب الدكتور محمد الـعـنـاقـرة إن هـــذه الـنـدوة تـمـثـل فـــرصـــة قـيـمـة السـتـكـشـاف الــدور الهام الــذي لعبته الصحافة األردنية على مر العقود في توثيق مسيرة الوطن، وأن الصحافة دائما مرآة تعكس أحـداث األردن وتوثق اللحظات التاريخية التي ساهمت في تشكيل مالمح الدولة الحديثة. وأشـار إلى أن الصحافة ليست مجرد وسيط لنقل األخبار، بل هي جزء ال يتجزأ من الذاكرة الجماعية لألمـــة، مضيفا أن الصحافة تتيح لـلـبـاحـثـيـن االطالع عـلـى تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع األردنــي والتغيرات االجتماعية والثقافية التي مر بها. وفـــــــي ســــيــــاق حــــديــــثــــه، أشـــــاد العناقرة بالدور الريادي الذي يلعبه كـرسـي الـمـرحـوم سمير الـرفـاعـي للدراسات األردنية في دعم البحث األكـــاديـــمـــي، شـــاكـــرا كـلـيـة اإلعالم على جهودها المستمرة في تعزيز البحث واإلبداع األكاديمي. وفــي ذات الـسـيـاق، أكــد أستاذ التاريخ في جامعة آل البيت الدكتور عـ ء سعادة أهمية دور الصحافة بـوصـفـهـا مـــصـــدرا رئــيــســا لـتـوثـيـق تاريخ األردن الحديث، موضحا أن الصحافة تُعد مرآة للواقع تعكس نبض الـشـارع بأبعاده السياسية والثقافية واالجتماعية. وأشـــار إلــى أن الصحافة كانت وما زالت مصدرا أساسيا لألحداث الـتـاريـخـيـة نــظــرا لـــدورهـــا فــي نقل األحداث مباشرة كما تقع، وهو ما يجعلها توثيقا حيا للواقع اليومي. وتـابـع أن الصحف كانت تصدر بوتيرة أقـل (مرتين في األسبوع) وكــانــت األخــبــار تستغرق أيــامــا أو حـتـى أســابــيــع لـتـصـل إلـــى الـمـدن األخرى إال أن تطور وسائل االتصال والنشر جعل األخبار متاحة لحظيا وبأقل تكلفة. كــــمــــا لــــفــــت ســـــعـــــادة إلـــــــى أن الصحف القديمة لعبت دورا مهما فــي تسجيل الـتـفـاصـيـل الدقيقة لألحــــــداث الــتــاريــخــيــة فـــي األردن، مشيرا إلى أن هناك كتبا اعتمدت على الصحف لتوثيق وقائع مهمة. ومــــن جــهــة أخـــــرى، نــــوه أســتــاذ التاريخ في جامعة اليرموك الدكتور جبر الخطيب إلى األهمية التاريخية لـــجـــريـــدة «الـــقـــبـــلـــة» الـــتـــي كـانـت تـحـتـضـن فـــي صـفـحـاتـهـا مـواضـيـع سياسية، ثقافية، واجتماعية، مما جعلها وثيقة تاريخية هامة توثق ،1917 أحـــــداث األردن مـنـذ عـــام ا أن المواضيع السياسية � موضح كــانــت أبــــرز مـــا كــتــب بــهــا وخــاصــة المقاالت االفتتاحية. كـــمـــا كـــشـــف الــخــطــيــب عــــن أن الــشــريــف الـحـسـيـن كــــان يـسـاهـم بمقاالت دون توقيع اسمه عليها، مما يضفي طابعًا خاصًا على هذه المنشورات. وأضـــــــاف أن الـــجـــريـــدة أبـــــرزت االتجاهات الفكرية للنهضة العربية وأنــــهــــا تـــنـــاولـــت جــــوانــــب ثـقـافـيـة وشعرية وكانت تنشر أشعارا ألبناء األردن،مــبــيــنــا أنـهـا كـانـت تنسجم مـع تطلعات الـعـرب القومية في ذلـــك الـعـصـر وأنــهــا كـانـت تخاطب الـمـقـاتـلـيـن الـــعـــرب وشـــــدت على أيــديــهــم» فـأنـتـم الـبـقـيـة الصالحة والخلف المبارك وأرواح أجدادكم تــــرف مـــن حــولــكــم ويــــد اهلل تشد أزركــــم، ونـفـحـات نبيكم تعبق في أردانـكـم أن النهضة العربية اليوم وطنية وقومية وعربية ملية». وذكر أن الجريدة لم تقتصر على القضايا السياسية فقط بل شملت أيـــضًـــا مــواضــيــع اجـتـمـاعـيـة مـثـل: التعليم والـصـحـة والــحــج، وكذلك تـــقـــاريـــر حــــول الــــحــــروب ومـــواقـــف الـحـلـفـاء ونـقـل أخــبــار عالمية من وكاالت أنباء مثل: «رويترز» ومن جريدة «األهـــرام» المصرية، الفتا إلـــى أن «الـقـبـلـة» كـانـت مفتوحة لمساهمات مـن طالب الصحافة في لندن ولبنان وحتى المواطنين الــمــصــريــيــن والــلــبــنــانــيــيــن كـــانـــوا يـكـتـبـون فـيـهـا مــمــا يـعـكـس تـنـوع الـمـحـتـوى وانـفـتـاح الـجـريـدة على مختلف اآلراء. وفــــي ســـيـــاق آخـــــر، قــــال أســتــاذ اإلذاعــــــة والــتــلــفــزيــون فـــي جامعة اليرموك الدكتورخزيم الخالدي إن الصحافة االستقصائية في األردن قـــديـــمـــة ولـــكـــن شـــهـــدت فــــي عـهـد جاللــة الملك عبداهلل الثاني تطور بأساليب وأنـمـاط جـديـدة تمثلت بالتقنيات التكنولوجية المختلفة والــــتــــي ســـاهـــمـــت فــــي انــتــشــارهــا بشكل واسع. وأضـــاف أنــه فـي بعض األحـيـان يــنــظــر لــلــصــحــافــة االســتــقــصــائــيــة على أنها صحافة تجسسية لنشر القضايا غير المحمودة والشائعات ولكن هي نوع من أنواع التحقيقات الصحفية لكن بأساليب وأدوات مختلفة شبيهة بالبحث العلمي وتــــتــــبــــع خــــــطــــــوات الـــتـــحـــقـــيـــقـــات االستقصائية. وتـابـع الـخـالـدي أن مـن أسباب ازدهــــــار الــصــحــافــة االسـتـقـصـائـيـة الــــــدور الـــــذي تـلـعـبـه شــبــكــة أريـــج للصحافة االستقصائية التي تعمل على تـدريـب وتأهيل الصحافيين الــــى جــانــب قـــانـــون حـــق الـحـصـول على المعلومة الـــذي سهل على الــصــحــفــيــيــن فــــي الـــحـــصـــول عـلـى الــمــعــلــومــات ووجـــــود مـؤسـسـات إعالمـــيـــة حـكـومـيـة تنظيميه مثل هيئة اإلعالم أوجد هيكلية تنظيمية وإطــــــار قـــانـــونـــي لـعـمـل الـصـحـافـة بشكل دقيق. وأوضـــــــح أن وجــــــود مــســاقــات تدريسية في كلية االعالم كمساق الـــصـــحـــافـــة االســـتـــقـــصـــائـــيـــة أوجــــد للطلبة مـسـاحـة لتعلم مـهـاراتـهـا والــتــدريــب عـلـى إجــــراء تحقيقات صـــحـــافـــة أو تــلــفــزيــونــيــة بــالــطــرق واألدوات الممكنة. في المقابل، أشار الباحث عودة الــشــرعــة إلـــى جـــريـــدة «الــكــوكــب» الــتــي لــم تــحــ َظ بــالــدراســة الكافية على الرغم من أهميتها التاريخية، مبينا ن «الكوكب» بدأت بالصدور وركـــــــزت عـــلـــى ثالثــــة 1916 عـــــام مـحـاور رئيسية: الـحـرب العالمية األولــــى، والـحـركـة األدبــيــة فـي ذلك الـــزمـــن، والــتــحــديــات االقــتــصــاديــة واالجتماعية في بالد الشام. وأضـــــــاف أن الـــجـــريـــدة كــانــت تـصـدر مـرتـيـن فــي األســـبـــوع وكــان كـــتـــاب الــمــهــجــر الــــذيــــن تــعــرضــوا لـضـغـوطـات فــي ذلـــك الــوقــت من أبرز المساهمين فيها. كـمـا بـيـن الـشـرعـة أن الـجـريـدة كانت مدعومة من كتابها، وكانت تعمل فـي ظـل ظـــروف اقتصادية صـعـبـة مـــع قــلــة الـــمـــصـــادر لكنها اسـتـطـاعـت تـوفـيـر مـراسـلـيـن في عـمّــان، الـقـدس، وبـيـروت، وركـزت بشكل خـاص على الـثـورة العربية الكبرى من العقبة حتى درعا، الفتا الى أهم القضايا التي تناولتها مثل: األسعار، األوبئة، والحروب وأعداد القتلى. وذكر أن الجريدة تعتبر منجما قـيـمـا لـــطالب الـتـاريـخ والـصـحـافـة، حــيــث درس مـنـهـا جـــانـــب الـــثـــورة العربية تحديداً. ومــن جانبه، قــال رئـيـس قسم الصحافة الـدكـتـور عصمت حـداد عـــــام عـــلـــى تــطــور 100 إن مــــــرور الصحافة في األردن يعكس رحلة طويلة بـــدأت منذ المئوية األولــى وحتى عهد االستقالل، موضحا أن الصحافة األردنية لم تتمكن طوال هذه الفترة من االنفصال عن الجو السياسي في البالد. ونــــوه إلـــى أن صحيفة «الـحـق يعلو» كانت من أبرز الصحف فهي تُكتب على الجلد وكان يساهم فيها أحـــرار الـعـرب مـن الفلسطينيين، والسوريين، واألردنيين، مّا جعلها عالمــة فـارقـة فـي تـاريـخ الصحافة، مضيفا أن الصحافة األردنية شهدت تطورًا ملحوظًا مع صـدور صحيفة «الشرق العربي» التي كانت تصدر بشكل أسبوعي وشبه يومي منذ وحتى المئوية األولى. 1921 عام وردا عــلــى ســـــؤال حــــول تـأثـيـر التمكن من التاريخ على شخصية الصحفي قــال أسـتـاذ الـتـاريـخ في جامعة آل البيت عالء سعادة إن الصحفي يجب أن يلتزم بالحيادية مـــن خالل نــقــل الـــحـــدث كــمــا هو ولــيــس كـمـا يــريــد، مــن خالل ذكـر جــمــيــع تــفــاصــيــل الـــحـــدث بــأمــانــة وحيادية وهو عنصرين لوجه واحد ألن الصحفي مـؤرخ محايد ويجب أن يتميز بمصداقية عالية وغير ذلك يتصف بالفشل. وردا عـــلـــى ســــــؤال آخـــــر حـــول ضــــــرورة وجـــــود مـتـحـف مخصص لالحــتــفــاظ بـــاألعـــداد الـقـديـمـة من الــصــحــف الــقــيــمــة، قــــال الــدكــتــور سعادة إن الجامعة األردنية تتولى مــســؤولــيــة كــبــيــرة بــالــحــفــاظ على األعــــداد القديمة للصحف وتقوم بـأرشـفـتـهـا وحـفـظـهـا فـــي مكتبتها المركزية بعناية فائقة وتتضمن عملية االحتفاظ هذه عدة خطوات مــن بينها الـتـرمـيـم لـلـحـفـاظ على جــــودة الـــــورق، واألرشـــفـــة الـورقـيـة والرقمية لضمان حماية المحتوى من التلف. وأضاف أن الجامعة تعمل على إتاحتها للباحثين والطالب لإلطالع عليها بسهولة لدراسة تاريخ األردن وتطور الصحافة فيه وهذه الجهود تضمن بـقـاء هـــذه األعــــداد متاحة لألجــــيــــال الـــقـــادمـــة كــمــصــدر قيم للمعلومات التاريخية. خالل ندوة عقدها «كرسي الرفاعي» وكلية اإلعالم.. أكاديميون يناقشون مسيرة الصحافة األردنية كوثيقة تاريخية لألردن من الندوة ࣯ ج اء � يم أبو الهي � ج هاد ورن � ي رموك- مؤمن السرابيل وأحمد � صحافة ال ࣯ ي و آرام عبابنة � ن � ي رموك- والء املوم � صحافة ال
٢٠٢٤ آب ٢٥ _ ١٤٤٦ صفر ٢١ األحد ذات يوم.. جاءت الفرصة ألحمد «اسم مستعار» لـلـتـطـوع فــي مــشــروع كـــان يـبـدو واعـــدًا ومليئًا بالوعود البراقة، وكانت الوعود تتحدث عن شهادات خبرة تفتح أبواب الفرص الوظيفية أمامه وتؤكد له األولوية في أي وظيفة يستحقها بناء على كفاءته فــي الـعـمـل الـتـطـوعـي، وبــحــمــاس، قـرر أحمد االنضمام وبدء العمل. لكن ما إن بـدأ العمل حتى تكشفت الحقائق الـصـادمـة، لـم يكن هناك أدنـى مقومات لبيئة عمل صحية؛ فال ماء نقي للشرب وال دورات مياه نظيفة، وساعات العمل كانت «طويلة وشاقة»، تملؤها االنتقادات التي ال تنتهي، وعلى الرغم من ذلـك، استمر أحمد وزمالؤه في العمل بجد وتفانٍ. يـذكـر أحـمـد أنــه كلما جـــاءت زيـــارات لتفقد الـمـشـروع، كــان الـقـائـمـون عليه ينسبون النجاح ألنفسهم، متجاهلين تمامًا جهود المتطوعين وتعبهم، «ولم تُقدم أي كلمة شكر لهم»، ورغم انتهاء المشروع بنجاح، إال أنهم لم يحصلوا على شهادات الخبرة التي وُعدوا بها. مـــا اكــتــشــفــه أحـــمـــد وزمالؤه الحــقًــا كان صادمًا أكثر.. المشروع كان مموًل ا مــن جــهــات أخــــرى، وأســـمـــاء العاملين الرسميين عليه كانت من نفس العائلة، كـــانـــوا مـــجـــرد أدوات لـتـحـقـيـق الـنـجـاح لــلــمــشــروع دون االعــــتــــراف بـجـهـودهـم وتضحياتهم. هذه التجربة كانت درسًا مريرًا ألحمد، لكنها أكـدت له أهمية البحث والتحقق مـــن مـصـداقـيـة الــجــهــات الــتــي يـدعـوهـا لـلـتـطـوع، وعـــدم االنـسـيـاق وراء الـوعـود البراقة دون ضمانات حقيقية. استغالل بالجملة تمكنا من الحصول على تصريح من أحد المتطوعين الذي اختار عدم الكشف عن هويته، لكشف النقاب عن الجانب الـمـظـلـم للعمل الـتـطـوعـي فــي األردن، يقول المتطوع إنه لم يجد شيئًا يُسمى «عمل تطوعي مجاني»، مشيرًا إلى أن المتطوع هو الشخص الوحيد الذي يُقدم جهده مجانًا ومن دون تقدير، بينما تكون جميع األنشطة مدعومة ماليًا. وتــــابــــع: «يُـــخـــبـــرنـــا الـــمـــســـؤولـــون عن الــجــمــعــيــات والــمــنــظــمــات بــــأن نعمل تطوعيًا مجانًا وبشهادة معتمدة، ولكن في النهاية يتبين أن كل شـيء مدفوع الـثـمـن وأن األمـــــوال تـتـجـه إلـــى جـيـوب أصــحــاب الـجـمـعـيـات الــذيــن يستغلون حــمــاس الــشــبــاب وطــاقــاتــهــم مـــن أجـل مصالحهم الشخصية، حتى أن الشهادات في الغالب غير معتمدة، وتكون عبارة عن ورقة كرتون». ويُــســلــط الــمــتــطــوع الـــضـــوء عــلــى أن األعمال التطوعية البسيطة تحصل على دعـــم مــالــي، لـكـن هـــذه األمـــــوال ال تعود بالفائدة إلى المتطوعين، ويقارن الدعم الـــمـــادي الـــذي يُــقــدم للمتطوعين بأنه «كأنهم يعطونك دينارًا مقابل ألف في جيوبهم». ويُــعــبــر الـمـتـطـوع عـــن حـلـمـه الــدائــم بالعمل فــي مـجـال يـسـاهـم فــي خدمة المجتمع ومــســاعــدة الــنــاس، لكنه إن تجاربه السلبية، «أفقدته الثقة في أن يتمكن من تحقيق غايته». وتــعــبّــر إحــــدى الـــعـــامالت فـــي مـجـال التطوع، التي فضّلت عـدم الكشف عن هويتها، عـن مجموعة مـن المشكالت التي يواجهها المتطوعون، مشيرة إلى أن ساعات العمل طويلة، وال تتوافر بيئة مالئمة للبقاء. وتـــابـــعـــت: «ال يـــوجـــد مـــكـــان لـقـضـاء الـحـاجـات الـضـروريـة، وال يتوفر مــاء وال مكان دافـئ لممارسة العمل التطوعي بـشـكـل مــبــدع فـــي فـصـل الــشــتــاء، كما هــــو الــــحــــال فــــي فـــصـــل الـــصـــيـــف، إذ ال تتوفر مـراوح في القاعات، مما يجعلها مـضـغـوطـة ويـعـيـق الـمـتـطـوع عـــن أداء عمله». وأضـافـت أن الكثير مـن الـــكالم الـذي نسمعه فــي بــدايــة الـعـمـل «ال يتطابق مع الـواقـع»، إذ نتلقى أجــرًا مـاديًــا قلي ًل ا دينارًا في الشهر، 15 إلى 10 ال يتجاوز وال يتم دفــع هــذه األجـــور فـي موعدها، ويتم تأخيرها لمدة تتجاوز الشهر وأكثر، وعـــنـــدمـــا يــطــالــب الــمــتــطــوع بــحــقــه في موعده، يتم معاملته بشكل سيء، علمًا بأن هذه المبالغ موعودون بها من قبل البدء بالبرنامج التطوعي. وتــــــــرى أن الــــنــــصــــب واالســــــتــــــغالل واالحــــتــــيــــال هــــو الــــعــــنــــوان الــمــنــاســب ألي مـــكـــان يــــدّعــــي الـــعـــمـــل الــتــطــوعــي ومساعدة اآلخـريـن، معتبرة إيـاه اسمًا وهــمــيَــا الســـتـــغالل الــشــبــاب الـقـادمـيـن بهدف المشاركة في مساعدة اآلخرين واكتساب الخبرة والتطور. وفــي مقابلة مـع إحــدى المتطوعات التي فضلت عـدم الكشف عن هويتها، كشفت عن جانب مظلم في عالم التطوع يُمارس بحق الخريجين الجدد، مشيرة إلــى وجــود منظمات تدعي الحاجة إلى متطوعين من حديثي التخرج وتخدعهم بالوعود بإصدار شهادات خبرة تمكنهم من الحصول على وظائف مدفوعة الحقًا. وتابعت: «لذلك يقبل الخريج الجديد أو الــعــاطــل عـــن الــعــمــل فــــــورًا ويـعـمـل بشكل مـجـانـي، ينجح الــمــشــروع وفـي النهاية يكتشف أن المشروع ممول وأن العاملين عليه يتقاضون أجـــورًا، ولكن أصحاب العمل يضعون أسماء أفراد من عائالتهم كالعاملين الحقيقيين، في حين أن المتطوعين يعملون بجد من دون أن يحصلوا على أي مقابل». ودعــــت إلــــى ضـــــرورة تـنـظـيـم وضـبـط هـذه األعـمـال التطوعية لضمان حقوق المتطوعين ومنع استغاللهم من قبل أصحاب المصالح، باإلضافة إلى تفعيل الـــــدور الـــرقـــابـــي مـــن الــجــهــات الـمـعـنـيّــة لـــضـــمـــان الــشــفــافــيــة والــــمــــســــاواة فـي الفرص. متطوعون يؤكدون قــــــالــــــت الــــمــــتــــطــــوعــــة والــــنــــاشــــطــــة الـــشـــبـــابـــيـــة ســـــاجـــــدة الــــســــعــــايــــدة إن استغالل المتطوعين من قبل أصحاب الــمــؤســســات والـــمـــبـــادرات، ســــواء من الناحية البدنية أو العقلية أو الفكرية أو المادية، هو أحد األسباب الرئيسية التي تـــؤدي إلـــى عـــزوف الـشـبـاب عــن العمل الـــتـــطـــوعـــي، وأضــــافــــت أن الـــعـــديـــد من الشباب يشعرون بأن جهودهم ال تُقدّر بشكل كافٍ، وأنهم يُستخدمون لتحقيق مصالح شخصية دون مقابل عادل. وأشــــــارت الــســعــايــدة إلــــى أن هـنـاك اعـتـقـادات خاطئة شائعة بين الشباب حـــول الـعـمـل الــتــطــوعــي، حـيـث يعتقد الـبـعـض أن الـعـمـل الـتـطـوعـي يـجـب أن يقابله شكر أو ثناء أو حتى مكافأة مادية. وأوضحت أن العمل التطوعي يعتمد عـلـى الـعـطـاء دون تـوقـع مـقـابـل مـــادي، ويُعد فرصة لتقديم المساعدة واكتساب الخبرات وتطوير المهارات الشخصية. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بـــتـــوافـــق األنـــشـــطـــة الـــتـــطـــوعـــيـــة مــــع اهـــتـــمـــامـــات وقــــــدرات الـــشـــبـــاب، ذكــــرت الــســعــايــدة أن هـنـاك تنسيقا وتعاونا مباشرا بين المتطوعين وأصـــحـــاب الـــمـــبـــادرات والــمــؤســســات، مــضــيــفــة أن الـــمـــجـــال دائـــــمًـــــا مــفــتــوح لتحسين التنسيق والـتـواصـل لضمان تــوافــق أفـضـل بـيـن األنـشـطـة التطوعية واهتمامات الشباب. وأكدت السعايدة أن التجارب السلبية تــؤثــر بـشـكـل كـبـيـر عـلـى قــــرار الـشـبـاب فــي الـمـشـاركـة المستقبلية، حـيـث إن اسـتـغالل الشباب وعــدم تقديرهم من قبل أصحاب المبادرات أو المؤسسات قد يـؤدي إلـى تعميم التجارب السلبية على جميع الـفـرص التطوعية األخـــرى، مشيرة إلى أن لكل مؤسسة سياساتها وثقافتها الخاصة. وتـابـعـت الـسـعـايـدة: «لـقـد سمعت وشاهدت العديد من الحاالت التي يتم فـيـهـا اســـتـــغالل الـمـتـطـوعـيـن لتحقيق مصالح شخصية». مــــن جـــانـــبـــهـــا، أوضــــحــــت الـمـتـطـوعـة والناشطة الشبابية رناد كلوب أن نقص الدعم والتشجيع من قبل المؤسسات والجهات المختصة هو أحد أبرز األسباب الـتـي تجعل الـشـبـاب يـعـانـون مـن عدم توفر بيئة مناسبة في العمل التطوعي. وأشارت إلى وجود نقص في البرامج التي تركز على تنمية مـهـارات الشباب وتوجيههم نحو التطوع بطرق فعّالة. وتــابــعــت كـــلـــوب: «يـــوجـــد فــجــوة في التواصل بين الشباب والفرص المتاحة، حيث ال يتم إيصال المعلومات بشكل كــاف وفـعـال، مما يــؤدي إلـى عـدم وعي الشباب بالفرص الموجودة». وأكــدت أن االعتقادات الخاطئة التي يحملها الكثير من الشباب حول العمل الـتـطـوعـي، مثل اعـتـبـاره مـجـرد وسيلة لقضاء وقـت الـفـراغ بطريقة غير جـادة، تنبع مـن قلة التوعية بأهمية العمل التطوعي وفوائده المتعددة. وأشارت كلوب إلى أن حاالت استغالل المتطوعين ألغـراض شخصية من قبل أصـــحـــاب الــــمــــبــــادرات أو الــمــؤســســات لـيـسـت نــــــادرة، وعــلــقــت قــائــلــة: «هـــذه الحاالت ليست نادرة». وترى المتطوعة والناشطة الشبابية رهف أبو ميالة أن استغالل المؤسسات الـتـطـوعـيـة لـمـفـهـوم الـعـمـل الـتـطـوعـي مــن خالل اســتــنــزاف طــاقــات الـشـبـاب، بـاإلضـافـة إلـــى جهلهم بمفهوم العمل التطوعي وفـوائـده في تطوير مهاراتهم وشخصياتهم، من أبرز أسباب العزوف عن التطوع. وأضـافـت: «يـوجـد اعـتـقـادات خاطئة لـــدى الـشـبـاب حـــول الـعـمـل الـتـطـوعـي، حيث يرونه مجرد إضاعة للوقت والمال، ومــا يـعـزز هــذا االعـتـقـاد هـو عــدم وجـود مردود مادي، غير مدركين أن الفائدة». وأوضــــحــــت أبــــو مــيــالــة أن األنــشــطــة التطوعية ليست جميعها تتناسب مع اهتمامات الشباب، إذ هناك مؤسسات تطوعية تقيم أنشطة تفيد المؤسسة فقط دون دراسة جمهورها المستهدف، لــكــن هــــذا لــيــس هـــو الـــحـــال فـــي جميع الـــــمـــــؤســـــســـــات، حــــيــــث تـــــقـــــوم بــعــض المؤسسات بدراسة احتياجات الشباب وتقديم أنشطتها بناء على ذلك. وتـــابـــعـــت: «مــــن أهــــم الــمــمــارســات الـسـلـبـيـة فـــي األنــشــطــة الـتـطـوعـيـة هو تكرار األنشطة، إذ يستحسن أن تتنوع األنشطة ومجاالتها لتتناسب مع ميول األفراد والفرص العملية المستقبلية». وانـتـقـدت أبـــو مـيـالـة اهـتـمـام بعض الشباب بالمشاركة في العمل التطوعي «فقط من أجل شهادات المشاركة، دون اهتمام بتعلم مهارات جديدة». وقـالـت أبــو ميالة إن بعض البرامج الـتـطـوعـيـة تـتـنـاسـب مـــع مــيــول وواقـــع الشباب وعاداتهم، بينما بعضها اآلخر «ال يمت للواقع بصلة وال يعبر عن مجتمعنا وعاداتنا». واسـتـنـكـرت هـــذه األنـشـطـة موصية الـشـبـاب الــذيــن يـرغـبـون بــاالنــخــراط في العمل التطوعي بالتقدم إلى المؤسسات الـتـطـوعـيـة الـرسـمـيـة والــمــوثــقــة، حيث يــحــدث اســـتـــغالل الـمـتـطـوعـيـن بشكل أكبر داخل المؤسسات المملوكة ألفراد وليس للمؤسسات العامة أو الوزارات. تــواصــل فريقنا وعـلـى ثالثـــة أسابيع مــــع وزارة الـــشـــبـــاب، بـصـفـتـهـا الـجـهـة األولــى المسؤولة عن العمل التطوعي في األردن والناظمة لـه، إال أن المكتب اإلعالمـــي لـلـوزارة لم يـزودنـا بـأي إجابات لغايات إفادتها في تحقيقنا هــذا، األمر الــذي جعلنا نتواصل مع وزيــر الشباب الــــدكــــتــــور مـــحـــمـــد الـــنـــابـــلـــســـي بـشـكـل شـخـصـي، وأوضـــــح أن الــــــوزارة تستعد لـــ»جــائــزة األمــيــر الـحـسـيـن بــن عـبـد اهلل للعمل التطوعي»، وذكـر أنـه طلب من المكتب اإلعالمـــي لـلـوزارة عـدم تزويدنا باألجوبة حتّى انتهاء فعاليات الجائزة، وذلك لـ»إفادتنا بتفاصيل تتعلق بها». العمل التطوعي في األردن.. رؤى من الداخل يـــرى الـصـحـفـي والـخـبـيـر فــي العمل الــتــطــوعــي ســلــطــان الـــخاليـــلـــة أن فهم العقبات والتحديات التي تواجه الشباب في هذا المجال أمرًا بالغ األهمية. وأكــــــد أن وجــــــود أســــمــــاء وقــــيــــادات تطوعية مبدعة يلعب دورًا حاسمًا في تـحـفـيـز األفـــــراد لالنــضــمــام إلـــى صـفـوف المتطوعين، قائال إن «الشباب يتأثرون بِشدّة بالقدوات التي يرونها في مجال العمل التطوعي». وأوضــح الخاليلة أن الجانب المادي يشكل حاجزًا كبيرًا بين الشباب والعمل التطوعي، إذ تواجه األنشطة التطوعية صعوبات مالية ولوجستية مثل تسهيل الـــمـــهـــام والـــحـــصـــول عــلــى الــمــوافــقــات الالزمــــة إلقـامـة الفعاليات، مـشـيـرًا إلى أن تغطية النشاط التطوعي من الناحية المادية تعد «تحديًا كبيرًا»، األمر الذي يــــؤدي فــي بـعـض األحـــيـــان إلـــى تقليص حجم النشاط أو حتى إلغائه. وشـــدد الـخاليـلـة عـلـى أهـمـيـة تـوافـق األنـــشـــطـــة الــتــطــوعــيــة مــــع اهــتــمــامــات الـــشـــبـــاب كـــعـــامـــل رئـــيـــســـي يـــؤثـــر عـلـى قــرارهــم بـالـمـشـاركـة، واخــتــيــار األوقـــات الــمــنــاســبــة لــلــشــبــاب «أمـــــر ضـــــروري» لمساعدتهم في موازنة أولوياتهم بين العمل التطوعي واألنشطة األخرى. وبــــمــــا يـــتـــعـــلـــق بــــالــــدعــــم الـــحـــكـــومـــي والــــخــــاص، أوضـــــح الـــخاليـــلـــة أن الــدعــم الحكومي لألنشطة التطوعية في األردن «ضـعـيـف» مـقـارنـة بـالـدعـم الــخــاص أو الدعم المقدم من أفراد بعينِهم. ويرى الخاليلة أن الدعم الخاص غالبًا ما يكون أقـوى وأكثر تأثيرًا، مشيرًا إلى أن الميزانية العامة المخصصة للعمل الــتــطــوعــي تـعـتـبـر «مـــــحـــــدودة»، األمـــر الــذي يؤثر على نوعية وحجم األنشطة التطوعية التي يمكن تنظيمها. وبـمـا يتعلق بـقـيـاس األثـــر والـفـجـوة بـيـن األهـــــداف والــنــتــائــج، يـــرى الـخاليـلـة أن الفجوة «المُحتملة» بين األهــداف والنتائج تعتمد بشكل كبير على كيفية قياس األثـر الفعلي للنشاط التطوعي، وإذا لم يكن هناك آليات فعالة لقياس األثــــر، فـــإن الـفـجـوة بـيـن مــا يـهـدف إليه الـنـشـاط ومـــا يتحقق بالفعل قــد تكون كبيرة. وعـن تكافؤ الفرص بين المحافظات والقرى، أشار الخاليلة إلى وجود تفاوت كبير بـيـن الــفــرص الـمـتـاحـة فــي مـراكـز المحافظات وتلك المتاحة فـي القرى، وهذا التفاوت يؤدي إلى عدم تكافؤ في الفرص المتاحة للشباب لالنـخـراط في األنشطة التطوعية، األمر الذي يزيد من التحديات التي تواجه العمل التطوعي في المناطق الريفية. فيما أشــار رئيس جمعية مجددون الـتـطـوعـيـة رامــــي أبـــو الـسـمـن إلـــى عــدّة عوامل تؤثر على قرار الشباب بالتطوع أو العزوف عنه، وأبرزها عامل الوقت، إذ يجد العديد من الشباب أن انشغالهم بـالـدراسـة أو العمل يقلل مـن قدرتهم على المشاركة في األنشطة التطوعية ويـــحـــد مــــن فـــــرص تــفــرغــهــم لألنــشــطــة التنموية. وعن تأثير «العقبات العملية» على قــــرار الــشــبــاب بـالـمـشـاركـة فـــي العمل التطوعي، أوضح أبو السمن أن العقبات العملية مثل بُعد مكان التطوع، وعدم تــوافــر الــــمــــواصالت، أو تــضــارب أوقـــات األنــــشــــطــــة مــــع جــــــــداول الــــشــــبــــاب فـي الجامعات، تشكّل تحديات كبيرة تؤثر سلبًا على قرارهم بالمشاركة. وأشار أبو السمن إلى وجود اعتقادات خاطئة حول العمل التطوعي، إذ يعتقد البعض أن التطوع «مضيعة للوقت» وال يقدم فائدة مباشرة، بينما يرى آخرون أن العمل التطوعي ال يتطلب مهارات أو خبرات خاصة، مما قد يحبط الشباب ذوي الكفاءات العالية. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بـــتـــوافـــق األنـــشـــطـــة الــتــطــوعــيــة مـــع اهـــتـــمـــامـــات الــشــبــاب، قـال أبـو السمن إن األنشطة التطوعية «تتوافق مع اهتمامات الشباب بدرجات مـتـفـاوتـة»، ويـــــزداد هـــذا الــتــوافــق كلما كانت األنشطة متنوعة ومرنة. وعن فكرة وجود المكافآت في تشجيع الشباب على التطوع، يرى أبو السمن أن تقديم المكافآت يمكن أن يكون وسيلة فـعـالـة لتحفيز الـشـبـاب عـلـى الـتـطـوع، موضحًا أن المكافآت ال تعني بالضرورة المال؛ بل يمكن أن تكون شهادات تقدير، فرص تدريب، أو حتى امتيازات خاصة، مّــا يعزز الرغبة في المشاركة ويساهم في استدامة األنشطة التطوعية. وأكـــــد أبــــو الــســمــن أن اإلقـــبـــال على العمل التطوعي بين الشباب «يشهد تـــزايـــدًا» فــي الــوقــت الــحــالــي، «ويُــعــزى ذلـــك إلـــى تــزايــد الــوعــي بأهمية العمل الـمـجـتـمـعـي»، مـشـيـرًا إلـــى أن وسـائـل الـتـواصـل االجتماعي لعبت دورًا كبيرًا فـي نشر الـوعـي وتحفيز الـشـبـاب على المشاركة، إذ تتيح لهم متابعة األنشطة التطوعية واالنخراط فيها بسهولة أكبر. وقـــال مـؤسـس فـريـق «عـزيـز أنــت يا وطـــنـــي» حــســام الــمــصــري إن الـسـبـب الــرئــيــس لــعــزوف الــشــبــاب عــن العمل التطوعي هو الحالة االقتصادية، مضيفًا أن «الــشــبــاب فـــي عــمــرنــا» يـعـانـي من الكثير من التحديات، أبرزها قلّة الموارد المالية، وبالتالي صعوبة المشاركة في العمل التطوعي. وقــــال الــمــصــري إن الــتــحــدي األكـبـر هـو قـلّــة وعــي الـشـبـاب بأهمية العمل الـتـطـوعـي، وقــلّــة اهـتـمـام المؤسسات التطوعية بهذا الشأن، مشيرًا إلى ضرورة عمل المؤسسات التطوعية على جانب تـوعـيـة األفـــــراد بـالـعـمـل الـتـطـوعـي عبر وسائل التواصل االجتماعي أو من خالل عقد أنشطة تطوعية في األماكن القريبة من األفراد ليسهّل عليهم المشاركة في األعمال التطوعية. ويـرى المصري أن الفرص التطوعية «مناسبة» الهتمامات وميول «جميع الشباب»، ولكن الدور هنا على الشاب، هو الذي يتوجه ويصنع فرصته، ويبحث عن الفرصة التي تناسبه وليس الفرصة هي التي تبحث عنه. وقـال المصري إن التجارب السلبية ســـبـــب لــــعــــزوف الـــشـــبـــاب عــــن الـعـمـل التطوعي، مضيفًا أن بعض المؤسسات التطوعية تطلب مــن الـمـتـطـوع مبلغًا ماديًا مقابل النشاط، ليكتشف الشاب الحقًا وجود متبرعين لهذا النشاط، وأن المبلغ الــذي دفعه هـو اسـتـغالل ليس أكثر، وبالتالي يقرر أّل ا يعود إلى العمل التطوعي. وتــــابــــع: «الـــمـــشـــاركـــة فــــي األنــشــطــة التطوعية مـن دون توثيق أو مـن دون الحصول على شهادة تثبت المشاركة، يحرم المتطوع مـن االسـتـفـادة الكاملة من جهوده، وباإلضافة إلى ذلك، قد يقوم بعض األفراد بنسب األنشطة التطوعية ألنفسهم من دون ذكر أسماء األشخاص الذين ساهموا في نجاحها، مِمّا يشكل ا غير عادل لجهود اآلخرين». استغال ًل وقــــــــال الــــمــــصــــري إن تـــجـــربـــتـــه مـع الــمــؤســســات والــمــنــظــمــات الـتـطـوعـيـة كانت أكثر فائدة من تجربته مع وزارة الشباب «التي من المفترض أن تكون األكثر فائدة باعتبارها الواجهة األساسية والرئيسة». ويرى مؤسس فريق «همة شباب» الـــتـــطـــوعـــي مـــحـــمـــود عـــيـــاصـــرة أن أهـــم العوامل التي تساهم بعزوف الشباب عــن الـعـمـل الـتـطـوعـي تتمثل بـالـوضـع اإلقتصادي «الممتلئ بالتحديات» التي تواجههم، باإلضافة إلى النظرة السلبية لألعمال التطوعية. وقال العياصرة إن من أبرز المعتقدات الــخــاطــئــة حــــول الــعــمــل الــتــطــوعــي هي الــنــظــرة غـيـر الـواقـعـيـة للقائمين على العمل التطوعي، ونظرتهم السلبية تُجاه المتطوعين، باعتبارهم ليس عندهم هـدف، واستغاللهم على هـذا األسـاس، متابعًا أن وجود هذه الحاالت «نادر جدًا» إال أنها صورة نمطية يجب تغييرها. وبـمـا يتعلق بـمـدى تـوافـق األنشطة التطوعية مع اهتمامات الشباب، قال العياصرة إن االهـتـمـامـات تختلف بين مجتمع وآخــر، وبين األفـــراد، وبالتالي ال يمكننا أن نحكم بأنها تناسب أم ال، مؤكدًا على أن واقع حال العمل التطوعي بحاجة إلى تطوير ودعم مستمر لكي يتناسب مع التغيرات والتطورات الحاصلة. وتابع: «يجب أن يخوض كل شخص منا محاولة ثانية حتى وإن بائت األولى بالفشل، فربما تأتي الفرصة المميزة من عمل تطوعي تنظر إليه نظرة سلبية». وأكــــــــد الــــعــــيــــاصــــرة وجــــــــوب تــطــويــر الـبـرامـج التطوعية وتحويلها إلــى أمـور واقعية تناسب الواقع وغير مغيبة عنه «ولألســـــف يــوجــد الـعـديـد مــن الـبـرامـج التطوعية البعيدة عن الواقع»، إذ يجب أن تعطي البرامج التطوعية كل شخص حـقـه وال تكتفي بــصــورة يـتـم نـشـرهـا أو كلمة شكر فقط، بل أن تتيح كل فرصة فرصًا أخرى. وبما يتعلق باستغالل المتطوعين، يـــرى الـعـيـاصـرة أن سببه الـرئـيـس هو جهل المتطوع بمفهوم العمل التطوعي وبالفكرة التي يتم تنفيذها وتفاصيلها، إذ إن االستغالل موجود في مجتمعنا «وال نستطيع أن نصفه بأنه مثالي»، مشيرًا إلى أن االستغالل يمنع المتطوعين عن خوض التجربة مرة أخرى. وقـــــال مـنـسـق الــعــاصــمــة فـــي هيئة شباب كلنا األردن عثمان الـعـبـادي، إن ظـــروف الـشـبـاب االقـتـصـاديـة تـؤثـر على مــشــاركــتــهــم فـــي األنــشــطــة الـتـطـوعـيـة، وأن األنــشــطــة الــمــدفــوعــة الــتــي تغطّي تكاليف الــمــواصالت للمتطوعين يكون اإلقـبـال عليها أكـبـر، إذ إن نسبة كبيرة من الشباب ال يملكون أي مصدر دخل يساعدهم على تغطية هذه التكاليف. وأوضح العبادي أن األسباب ال تكون مــرتــبــطــة بــالــحــالــة الـــمـــاديـــة والــمــرحــلــة الــعــمــريــة، إنــمــا بـمـفـهـوم الــتــطــوع لـدى الشباب ونظرة المجتمع لفكرة التطوع. وفـي إطـار الدعم المقدّم للمبادرات الشبابية، أكد العبادي وجود دعم «كبير» مــن جــهــات مـخـتـلـفـة، مـثـل مـؤسـسـات المجتمع المدني، صندوق الملك عبد اهلل الثاني، ووزارة الشباب، ومؤسسة ولـــي الـعـهـد وغــيــرهــا مـــن الـمـؤسـسـات والجامعات. ويرى مسؤول السفراء في مؤسسة عـبـد الـحـمـيـد شــومــان يـــزن الـعـظـام أن قرار التطوع أو العزوف عنه يعتمد على مجموعة واسعة من العوامل، وتتضمن الــــــدوافــــــع الـــشـــخـــصـــيـــة واالجـــتـــمـــاعـــيـــة والـــمـــؤســـســـيـــة والـــعـــقـــبـــات الــعــمــلــيــة واالعتقادات الخاطئة، إذ تشمل الدوافع الشخصية القيم األخالقــيــة واالهـتـمـام بالتنمية الذاتية، في حين تؤثر العوامل االجتماعية مثل التأثير العائلي والثقافة المجتمعية على تحديد قدرة الفرد على المشاركة في العمل التطوعي. وأضاف العظام أن الوضع االقتصادي يـلـعـب دورًا مـهـمًــا، إذ يـمـكـن أن تكون التكاليف المرتبطة بـالـتـطـوع والـوضـع ا مـــحـــوريـــة الـــمـــالـــي لــلــشــخــص عـــــــــوام ًل فــي قــــراره، وتــضــاف إلـــى ذلـــك الـعـوامـل المؤسسية مثل الدعم التنظيمي وبيئة الـعـمـل، وكـذلـك التوقيت وااللـتـزامـات الشخصية مثل توفر الوقت وااللتزامات األخرى. ويــــرى الــعــظــام أن تـوفـيـر األنـشـطـة الـــتـــطـــوعـــيـــة الـــمـــتـــنـــوعـــة الــــتــــي تـــوافـــق اهـــتـــمـــامـــات الـــشـــبـــاب، وتـــقـــديـــم فــرص التطوير الشخصي والمهني، تزيد من احـتـمـالـيـة مـشـاركـتـهـم، وتـــعـــزز فعالية العمل التطوعي وتأثيره اإليجابي على المجتمع. وتـــابـــع: «عــلــى الــرغــم مــن أن تقديم الــمــكــافــآت يـمـكـن أن يـــكـــون لـــه تــأثــيــرًا إيجابيًا على حافزية الشباب للتطوع، إال أنه يجب أن يتم بحذر لتجنب تشويه الروح التطوعية، مع التركيز على تقديم ا عن المكافآت االمتيازات والتقدير بـدًل المادية». نظرة حزبيّة تواصلنا مع محمود أبـو غــزال، عضو الــمــكــتــب الــتــنــفــيــذي لـــرابـــطـــة الــشــبــاب الـديـمـقـراطـي األردنـــــي «رشــــــاد»، لفهم أهمية العمل التطوعي ودور المنظمات الشبابية في تبني البرامج السياسية لتحقيق رؤيتها الشاملة، إذ أكد أبو غزال على ضــرورة إتاحة الفرصة للمنظمات لـتـبـنـي الـــبـــرامـــج الــســيــاســيــة الــخــاصــة برابطتهم، مـشـيـرا إلــى أن ذلــك يترتب عليه التزامها بالسير وفق رؤيتهم التي تركز بشكل كبير على الجانب التطوعي واإلنساني، كجزء ال يتجزأ من منظومة القيم والمبادئ التي يطمحون لتحقيقها. وأشـــــــار أبـــــو غــــــزال إلـــــى أن الــقــنــاعــة بـالـبـرنـامـج الـسـيـاسـي واأليـــديـــولـــوجـــي، وفهمهما بعمق، ثم الممارسة واالنخراط فــي الـسـاحـة الـسـيـاسـيـة، مــن شـأنـه أن يـــعـــزز مـــن انـــتـــشـــار الـمـنـظـمـة وإيـــصـــال صوتها إلى الناس بشكل أوسع، فالعمل التطوعي ليس مجرد نشاط جانبي، بل هو عنصر أساسي يعكس مـدى تالحم النسيج الوطني وسعيه لتعزيز المبادئ الديمقراطية وخدمة القضايا اإلنسانية. وأكد أبو غزال أهمية التوعية بضرورة الـعـمـل الـتـطـوعـي، والــــذي يـسـاهـم في تحقيق الـلـحـمـة الـوطـنـيـة الــتــي يسعى لـهـا فــي كــافــة الـمـحـافـل الـديـمـقـراطـيـة، ولـتـحـقـيـق هـــذا الـــهـــدف، يـــرى أبـــو غـــزال أن الــحــوار الـبـنـاء والــواعــي هـو السبيل األفضل للوصول إلى آلية عمل مشتركة، حيث يتفق جميع األطـراف على برنامج ورؤيـــة مـوحـدة ال تتعارض مـع األهــداف المشتركة. وأوضــح أن الحوار السياسي الواعي والمبني على القدرة على اإلقناع، يساهم فــي جـــذب الـمـتـطـوعـيـن لالنــضــمــام إلـى المنظمة، فالثقة بالبرنامج السياسي والـــقـــدرة عـلـى تـقـديـمـه بـشـكـل جـــذاب، يـعـكـس صــــورة مُــثـلـى للمنظمة، األمــر الــــذي يــجــذب انــتــبــاه الـجـمـيـع مـــن دون الخلط بين أشكال العمل المختلفة. وشــــــدد أبـــــو غــــــزال عـــلـــى أن الـــتـــزام المنظمات بهذه الرؤية والعمل التطوعي ســــيــــؤدي إلـــــى انـــعـــكـــاس إيـــجـــابـــي عـلـى الـواقـع فـي كـافـة الـمـجـاالت االقتصادية واالجـتـمـاعـيـة والـثـقـافـيـة والـسـيـاسـيـة، وسيشكل هذا النهج حالة وطنية قائمة على أساس المصلحة العامة، مِمّا يعزز من دور المنظمات الشبابية في خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه اإلنسانية. األنشطة التطوعية في الجامعات «مناسبة» توجهنا نحو الجامعة األردنية، والتقى فـريـقـنـا مــع عـبـد الـرحـمـن بــزايــعــة، أحـد الـــقـــادة الـفـاعـلـيـن فــي الـعـمـل الكشفي ومـسـؤول لعدة أفـرقـة فـي كتلة «أهـل الهمة» و»لجنة القدس» في الجامعة األردنية، الذي سلّط الضوء على العوائق الـتـي تــواجــه الـشـبـاب فــي االنـــخـــراط في العمل التطوعي، مشيرًا إلى أن الجهل بالفوائد الكبيرة للعمل التطوعي يعد أحــد أهــم األســبــاب الـتـي تمنع الشباب من المشاركة. وقال البزايعة إن العمل التطوعي قادر على صقل شخصية الفرد وزيادة مهاراته في التحدث مع اآلخرين وتعليمه مهارات حياتية عملية، ولكن رغم ذلك، يُالح أن الكثير من الشباب ال يرون قيمة حقيقية في تطوير شخصياتهم من خالل العمل التطوعي، خاصة في بيئة الجامعة حيث يكون التركيز األكبر على الدراسة وأخذ المحاضرات فقط. وأشـار البزايعة إلى أن البعض يرون العمل التطوعي كأمر «تكميلي»، ألن الـفـرد لديه حرية االختيار فـي االنـخـراط فـــيـــه مــــن عــــدمــــه، مـــــؤكـــــدًا أن الــعــمــل التطوعي ضـروري للفرد، إذ يساهم في بناء شخصية جديدة ومختلفة. ويرى البزايعة أن األنشطة التطوعية فــــــي الـــــجـــــامـــــعـــــات «تـــــتـــــنـــــاســـــب» مــع اهـتـمـامـات وطــاقــات ومــيــول الـشـبـاب، األمر الذي يجعلها فرصة مثالية لتطوير الذات، موضحًا أن العمل التطوعي يجب أن يكون معبرًا عن فكرة سامية ويخدم المجتمع، «وأن الـجـهـود الـصـادقـة في هذا المجال البد أن تثمر وتحقق نتائج ملموسة». وقـــــال الــبــزايــعــة إن أســـبـــاب عـــزوف الشباب الجامعي هي أسباب «تقليدية» تتعلق بأوقات المحاضرات، واالختبارات، وغـــيـــرهـــا مــــن الــــمــــبــــررات األكـــاديـــمـــيـــة، موضحًا أن األنشطة «تأخذ حقها» في اإلعالن عنها أمام الطلبة. وعلى الرغم من الفوائد، أشار البزايعة إلى أن التجارب السلبية السابقة تلعب دورًا كبيرًا في تثبيط عزيمة الشباب عن المشاركة، متابعًا: «التجارب السلبية الـسـابـقـة سـتـؤثـر قـطـعًــا عـلـى مـشـاركـة الشاب في العمل التطوعي من عدمها»، ا على ذلك من خالل انتخابات ويعطي مثا ًل اتحاد الطلبة في الجامعات، حيث يكون هدف الطالب األساسي هو جلب مقعد للعشيرة أكـثـر مـن اهتمامه بالخدمة العامة والدفاع عن مصالح الطلبة. وذكـــر الـبـزايـعـة مـشـاركـتـه مــع حملة «فلنشعل قناديل صمودها»، إذ ساهم ألف دينار بجهود 700 في جمع ما يقارب شخصية دون مقابل أو مكافأة، مؤكدًا بذلك على أن فكرة المكافأة والمردود المادي «غير واردة في قاموس العمل التطوعي». يوضح أن العمل التطوعي يجب أن يـكـون مـعـبـرًا عـن فـكـرة سامية ويخدم الـمـجـتـمـع، وأن الـجـامـعـات هــي البيئة األولـى بأن يقدم لها كافة أشكال الدعم في سبيل تعزيز البرامج التطوعية فيها. وتـواصـل فريق التحقيق مـع النائب حــســن الـــريـــاطـــي عــضــو لـجـنـة الـتـنـمـيـة االجتماعية في مجلس الـنـواب، وتبين لنا أن اللجنة ليس لها عالقـــة بالعمل التطوعي، «وال يوجد هناك أي مشاريع لديها لتطوير وتنمية العمل التطوعي وأنشطتها بعيدة عن العمل التطوعي». 3 يمثل العمل التطوعي «القطاع الثالث في منظومة التنمية»، الذي يهدف إلى تحقيق معاني التعاون والخير لصالح أفراد المجتمع، وصو ًل ا إلى التنمية المستدامة. تتفاوت أشكال العمل التطوعي بين المجتمعات، من حيث مدى انتشاره، وحجمه، واتجاهاته، ودوافعه، وقد يظهر العمل التطوعي بصورة فردية، حيث يقوم به األفراد بدافع شخصي ورغبة ذاتية، مدفوعة باعتبارات دينية، أخالقية، اجتماعية، أو إنسانية، كما يمكن أن يتخذ العمل التطوعي طابعًا مؤسسيًا، يعتمد على أسس علمية وتنظيمية، من خالل التنسيق بين مختلف المؤسسات االجتماعية، سواء كانت حكومية أو من مؤسسات المجتمع المدني. ورغم أهمية العمل التطوعي، إال أنه يواجه تحديات متعددة، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، أو غيرها، مما قد يعيق تحقيق كامل إمكاناته، «لكن مع التخطيط الجيد والتنفيذ الفعّال»، يمكن للعمل التطوعي أن يقدم خدمات جليلة تستفيد منها مختلف فئات المجتمع. انطلقت صحافة اليرموك في رحلة استقصائية الستكشاف العوامل التي تقف وراء عزوف الشباب عن المشاركة في العمل التطوعي، ومع تزايد أهمية الدور الذي يلعبه التطوع في تنمية المجتمعات، أصبح من الضروري فهم العقبات التي تعترض طريق الشباب وتثنيهم عن اإلسهام في هذا المجال الحيوي. ويهدف هذا التحقيق إلى تسليط الضوء على الجوانب الخفية و»المسكوت عنها» في عالم التطوع، بما في ذلك استغالل المتطوعين واستنزاف طاقاتهم. الملف لماذا يعزف الشباب عن التطوع؟ متطوعون ضحايا استغالل واحتيال يسردون تجاربهم.. تحت مسمى مشروعات تطوعية مجانية.. أصحاب جمعيات يقبضون مبالغ طائلة لهم وألفراد أسرهم مقابل مبالغ زهيدة للشباب المتطوعين ࣯ ز عواملة � ت � ي دراغمة ومع � ي عياصرة وقص � ن � ي رموك – عو � صحافة ال
www.yu.edu.joRkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=