صحافة اليرموك

٢٠٢٤ آب ٢٥ _ ١٤٤٦ صفر ٢١ األحد ذات يوم.. جاءت الفرصة ألحمد «اسم مستعار» لـلـتـطـوع فــي مــشــروع كـــان يـبـدو واعـــدًا ومليئًا بالوعود البراقة، وكانت الوعود تتحدث عن شهادات خبرة تفتح أبواب الفرص الوظيفية أمامه وتؤكد له األولوية في أي وظيفة يستحقها بناء على كفاءته فــي الـعـمـل الـتـطـوعـي، وبــحــمــاس، قـرر أحمد االنضمام وبدء العمل. لكن ما إن بـدأ العمل حتى تكشفت الحقائق الـصـادمـة، لـم يكن هناك أدنـى مقومات لبيئة عمل صحية؛ فال ماء نقي للشرب وال دورات مياه نظيفة، وساعات العمل كانت «طويلة وشاقة»، تملؤها االنتقادات التي ال تنتهي، وعلى الرغم من ذلـك، استمر أحمد وزمالؤه في العمل بجد وتفانٍ. يـذكـر أحـمـد أنــه كلما جـــاءت زيـــارات لتفقد الـمـشـروع، كــان الـقـائـمـون عليه ينسبون النجاح ألنفسهم، متجاهلين تمامًا جهود المتطوعين وتعبهم، «ولم تُقدم أي كلمة شكر لهم»، ورغم انتهاء المشروع بنجاح، إال أنهم لم يحصلوا على شهادات الخبرة التي وُعدوا بها. مـــا اكــتــشــفــه أحـــمـــد وزمالؤه الحــقًــا كان صادمًا أكثر.. المشروع كان مموًل ا مــن جــهــات أخــــرى، وأســـمـــاء العاملين الرسميين عليه كانت من نفس العائلة، كـــانـــوا مـــجـــرد أدوات لـتـحـقـيـق الـنـجـاح لــلــمــشــروع دون االعــــتــــراف بـجـهـودهـم وتضحياتهم. هذه التجربة كانت درسًا مريرًا ألحمد، لكنها أكـدت له أهمية البحث والتحقق مـــن مـصـداقـيـة الــجــهــات الــتــي يـدعـوهـا لـلـتـطـوع، وعـــدم االنـسـيـاق وراء الـوعـود البراقة دون ضمانات حقيقية. استغالل بالجملة تمكنا من الحصول على تصريح من أحد المتطوعين الذي اختار عدم الكشف عن هويته، لكشف النقاب عن الجانب الـمـظـلـم للعمل الـتـطـوعـي فــي األردن، يقول المتطوع إنه لم يجد شيئًا يُسمى «عمل تطوعي مجاني»، مشيرًا إلى أن المتطوع هو الشخص الوحيد الذي يُقدم جهده مجانًا ومن دون تقدير، بينما تكون جميع األنشطة مدعومة ماليًا. وتــــابــــع: «يُـــخـــبـــرنـــا الـــمـــســـؤولـــون عن الــجــمــعــيــات والــمــنــظــمــات بــــأن نعمل تطوعيًا مجانًا وبشهادة معتمدة، ولكن في النهاية يتبين أن كل شـيء مدفوع الـثـمـن وأن األمـــــوال تـتـجـه إلـــى جـيـوب أصــحــاب الـجـمـعـيـات الــذيــن يستغلون حــمــاس الــشــبــاب وطــاقــاتــهــم مـــن أجـل مصالحهم الشخصية، حتى أن الشهادات في الغالب غير معتمدة، وتكون عبارة عن ورقة كرتون». ويُــســلــط الــمــتــطــوع الـــضـــوء عــلــى أن األعمال التطوعية البسيطة تحصل على دعـــم مــالــي، لـكـن هـــذه األمـــــوال ال تعود بالفائدة إلى المتطوعين، ويقارن الدعم الـــمـــادي الـــذي يُــقــدم للمتطوعين بأنه «كأنهم يعطونك دينارًا مقابل ألف في جيوبهم». ويُــعــبــر الـمـتـطـوع عـــن حـلـمـه الــدائــم بالعمل فــي مـجـال يـسـاهـم فــي خدمة المجتمع ومــســاعــدة الــنــاس، لكنه إن تجاربه السلبية، «أفقدته الثقة في أن يتمكن من تحقيق غايته». وتــعــبّــر إحــــدى الـــعـــامالت فـــي مـجـال التطوع، التي فضّلت عـدم الكشف عن هويتها، عـن مجموعة مـن المشكالت التي يواجهها المتطوعون، مشيرة إلى أن ساعات العمل طويلة، وال تتوافر بيئة مالئمة للبقاء. وتـــابـــعـــت: «ال يـــوجـــد مـــكـــان لـقـضـاء الـحـاجـات الـضـروريـة، وال يتوفر مــاء وال مكان دافـئ لممارسة العمل التطوعي بـشـكـل مــبــدع فـــي فـصـل الــشــتــاء، كما هــــو الــــحــــال فــــي فـــصـــل الـــصـــيـــف، إذ ال تتوفر مـراوح في القاعات، مما يجعلها مـضـغـوطـة ويـعـيـق الـمـتـطـوع عـــن أداء عمله». وأضـافـت أن الكثير مـن الـــكالم الـذي نسمعه فــي بــدايــة الـعـمـل «ال يتطابق مع الـواقـع»، إذ نتلقى أجــرًا مـاديًــا قلي ًل ا دينارًا في الشهر، 15 إلى 10 ال يتجاوز وال يتم دفــع هــذه األجـــور فـي موعدها، ويتم تأخيرها لمدة تتجاوز الشهر وأكثر، وعـــنـــدمـــا يــطــالــب الــمــتــطــوع بــحــقــه في موعده، يتم معاملته بشكل سيء، علمًا بأن هذه المبالغ موعودون بها من قبل البدء بالبرنامج التطوعي. وتــــــــرى أن الــــنــــصــــب واالســــــتــــــغالل واالحــــتــــيــــال هــــو الــــعــــنــــوان الــمــنــاســب ألي مـــكـــان يــــدّعــــي الـــعـــمـــل الــتــطــوعــي ومساعدة اآلخـريـن، معتبرة إيـاه اسمًا وهــمــيَــا الســـتـــغالل الــشــبــاب الـقـادمـيـن بهدف المشاركة في مساعدة اآلخرين واكتساب الخبرة والتطور. وفــي مقابلة مـع إحــدى المتطوعات التي فضلت عـدم الكشف عن هويتها، كشفت عن جانب مظلم في عالم التطوع يُمارس بحق الخريجين الجدد، مشيرة إلــى وجــود منظمات تدعي الحاجة إلى متطوعين من حديثي التخرج وتخدعهم بالوعود بإصدار شهادات خبرة تمكنهم من الحصول على وظائف مدفوعة الحقًا. وتابعت: «لذلك يقبل الخريج الجديد أو الــعــاطــل عـــن الــعــمــل فــــــورًا ويـعـمـل بشكل مـجـانـي، ينجح الــمــشــروع وفـي النهاية يكتشف أن المشروع ممول وأن العاملين عليه يتقاضون أجـــورًا، ولكن أصحاب العمل يضعون أسماء أفراد من عائالتهم كالعاملين الحقيقيين، في حين أن المتطوعين يعملون بجد من دون أن يحصلوا على أي مقابل». ودعــــت إلــــى ضـــــرورة تـنـظـيـم وضـبـط هـذه األعـمـال التطوعية لضمان حقوق المتطوعين ومنع استغاللهم من قبل أصحاب المصالح، باإلضافة إلى تفعيل الـــــدور الـــرقـــابـــي مـــن الــجــهــات الـمـعـنـيّــة لـــضـــمـــان الــشــفــافــيــة والــــمــــســــاواة فـي الفرص. متطوعون يؤكدون قــــــالــــــت الــــمــــتــــطــــوعــــة والــــنــــاشــــطــــة الـــشـــبـــابـــيـــة ســـــاجـــــدة الــــســــعــــايــــدة إن استغالل المتطوعين من قبل أصحاب الــمــؤســســات والـــمـــبـــادرات، ســــواء من الناحية البدنية أو العقلية أو الفكرية أو المادية، هو أحد األسباب الرئيسية التي تـــؤدي إلـــى عـــزوف الـشـبـاب عــن العمل الـــتـــطـــوعـــي، وأضــــافــــت أن الـــعـــديـــد من الشباب يشعرون بأن جهودهم ال تُقدّر بشكل كافٍ، وأنهم يُستخدمون لتحقيق مصالح شخصية دون مقابل عادل. وأشــــــارت الــســعــايــدة إلــــى أن هـنـاك اعـتـقـادات خاطئة شائعة بين الشباب حـــول الـعـمـل الــتــطــوعــي، حـيـث يعتقد الـبـعـض أن الـعـمـل الـتـطـوعـي يـجـب أن يقابله شكر أو ثناء أو حتى مكافأة مادية. وأوضحت أن العمل التطوعي يعتمد عـلـى الـعـطـاء دون تـوقـع مـقـابـل مـــادي، ويُعد فرصة لتقديم المساعدة واكتساب الخبرات وتطوير المهارات الشخصية. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بـــتـــوافـــق األنـــشـــطـــة الـــتـــطـــوعـــيـــة مــــع اهـــتـــمـــامـــات وقــــــدرات الـــشـــبـــاب، ذكــــرت الــســعــايــدة أن هـنـاك تنسيقا وتعاونا مباشرا بين المتطوعين وأصـــحـــاب الـــمـــبـــادرات والــمــؤســســات، مــضــيــفــة أن الـــمـــجـــال دائـــــمًـــــا مــفــتــوح لتحسين التنسيق والـتـواصـل لضمان تــوافــق أفـضـل بـيـن األنـشـطـة التطوعية واهتمامات الشباب. وأكدت السعايدة أن التجارب السلبية تــؤثــر بـشـكـل كـبـيـر عـلـى قــــرار الـشـبـاب فــي الـمـشـاركـة المستقبلية، حـيـث إن اسـتـغالل الشباب وعــدم تقديرهم من قبل أصحاب المبادرات أو المؤسسات قد يـؤدي إلـى تعميم التجارب السلبية على جميع الـفـرص التطوعية األخـــرى، مشيرة إلى أن لكل مؤسسة سياساتها وثقافتها الخاصة. وتـابـعـت الـسـعـايـدة: «لـقـد سمعت وشاهدت العديد من الحاالت التي يتم فـيـهـا اســـتـــغالل الـمـتـطـوعـيـن لتحقيق مصالح شخصية». مــــن جـــانـــبـــهـــا، أوضــــحــــت الـمـتـطـوعـة والناشطة الشبابية رناد كلوب أن نقص الدعم والتشجيع من قبل المؤسسات والجهات المختصة هو أحد أبرز األسباب الـتـي تجعل الـشـبـاب يـعـانـون مـن عدم توفر بيئة مناسبة في العمل التطوعي. وأشارت إلى وجود نقص في البرامج التي تركز على تنمية مـهـارات الشباب وتوجيههم نحو التطوع بطرق فعّالة. وتــابــعــت كـــلـــوب: «يـــوجـــد فــجــوة في التواصل بين الشباب والفرص المتاحة، حيث ال يتم إيصال المعلومات بشكل كــاف وفـعـال، مما يــؤدي إلـى عـدم وعي الشباب بالفرص الموجودة». وأكــدت أن االعتقادات الخاطئة التي يحملها الكثير من الشباب حول العمل الـتـطـوعـي، مثل اعـتـبـاره مـجـرد وسيلة لقضاء وقـت الـفـراغ بطريقة غير جـادة، تنبع مـن قلة التوعية بأهمية العمل التطوعي وفوائده المتعددة. وأشارت كلوب إلى أن حاالت استغالل المتطوعين ألغـراض شخصية من قبل أصـــحـــاب الــــمــــبــــادرات أو الــمــؤســســات لـيـسـت نــــــادرة، وعــلــقــت قــائــلــة: «هـــذه الحاالت ليست نادرة». وترى المتطوعة والناشطة الشبابية رهف أبو ميالة أن استغالل المؤسسات الـتـطـوعـيـة لـمـفـهـوم الـعـمـل الـتـطـوعـي مــن خالل اســتــنــزاف طــاقــات الـشـبـاب، بـاإلضـافـة إلـــى جهلهم بمفهوم العمل التطوعي وفـوائـده في تطوير مهاراتهم وشخصياتهم، من أبرز أسباب العزوف عن التطوع. وأضـافـت: «يـوجـد اعـتـقـادات خاطئة لـــدى الـشـبـاب حـــول الـعـمـل الـتـطـوعـي، حيث يرونه مجرد إضاعة للوقت والمال، ومــا يـعـزز هــذا االعـتـقـاد هـو عــدم وجـود مردود مادي، غير مدركين أن الفائدة». وأوضــــحــــت أبــــو مــيــالــة أن األنــشــطــة التطوعية ليست جميعها تتناسب مع اهتمامات الشباب، إذ هناك مؤسسات تطوعية تقيم أنشطة تفيد المؤسسة فقط دون دراسة جمهورها المستهدف، لــكــن هــــذا لــيــس هـــو الـــحـــال فـــي جميع الـــــمـــــؤســـــســـــات، حــــيــــث تـــــقـــــوم بــعــض المؤسسات بدراسة احتياجات الشباب وتقديم أنشطتها بناء على ذلك. وتـــابـــعـــت: «مــــن أهــــم الــمــمــارســات الـسـلـبـيـة فـــي األنــشــطــة الـتـطـوعـيـة هو تكرار األنشطة، إذ يستحسن أن تتنوع األنشطة ومجاالتها لتتناسب مع ميول األفراد والفرص العملية المستقبلية». وانـتـقـدت أبـــو مـيـالـة اهـتـمـام بعض الشباب بالمشاركة في العمل التطوعي «فقط من أجل شهادات المشاركة، دون اهتمام بتعلم مهارات جديدة». وقـالـت أبــو ميالة إن بعض البرامج الـتـطـوعـيـة تـتـنـاسـب مـــع مــيــول وواقـــع الشباب وعاداتهم، بينما بعضها اآلخر «ال يمت للواقع بصلة وال يعبر عن مجتمعنا وعاداتنا». واسـتـنـكـرت هـــذه األنـشـطـة موصية الـشـبـاب الــذيــن يـرغـبـون بــاالنــخــراط في العمل التطوعي بالتقدم إلى المؤسسات الـتـطـوعـيـة الـرسـمـيـة والــمــوثــقــة، حيث يــحــدث اســـتـــغالل الـمـتـطـوعـيـن بشكل أكبر داخل المؤسسات المملوكة ألفراد وليس للمؤسسات العامة أو الوزارات. تــواصــل فريقنا وعـلـى ثالثـــة أسابيع مــــع وزارة الـــشـــبـــاب، بـصـفـتـهـا الـجـهـة األولــى المسؤولة عن العمل التطوعي في األردن والناظمة لـه، إال أن المكتب اإلعالمـــي لـلـوزارة لم يـزودنـا بـأي إجابات لغايات إفادتها في تحقيقنا هــذا، األمر الــذي جعلنا نتواصل مع وزيــر الشباب الــــدكــــتــــور مـــحـــمـــد الـــنـــابـــلـــســـي بـشـكـل شـخـصـي، وأوضـــــح أن الــــــوزارة تستعد لـــ»جــائــزة األمــيــر الـحـسـيـن بــن عـبـد اهلل للعمل التطوعي»، وذكـر أنـه طلب من المكتب اإلعالمـــي لـلـوزارة عـدم تزويدنا باألجوبة حتّى انتهاء فعاليات الجائزة، وذلك لـ»إفادتنا بتفاصيل تتعلق بها». العمل التطوعي في األردن.. رؤى من الداخل يـــرى الـصـحـفـي والـخـبـيـر فــي العمل الــتــطــوعــي ســلــطــان الـــخاليـــلـــة أن فهم العقبات والتحديات التي تواجه الشباب في هذا المجال أمرًا بالغ األهمية. وأكــــــد أن وجــــــود أســــمــــاء وقــــيــــادات تطوعية مبدعة يلعب دورًا حاسمًا في تـحـفـيـز األفـــــراد لالنــضــمــام إلـــى صـفـوف المتطوعين، قائال إن «الشباب يتأثرون بِشدّة بالقدوات التي يرونها في مجال العمل التطوعي». وأوضــح الخاليلة أن الجانب المادي يشكل حاجزًا كبيرًا بين الشباب والعمل التطوعي، إذ تواجه األنشطة التطوعية صعوبات مالية ولوجستية مثل تسهيل الـــمـــهـــام والـــحـــصـــول عــلــى الــمــوافــقــات الالزمــــة إلقـامـة الفعاليات، مـشـيـرًا إلى أن تغطية النشاط التطوعي من الناحية المادية تعد «تحديًا كبيرًا»، األمر الذي يــــؤدي فــي بـعـض األحـــيـــان إلـــى تقليص حجم النشاط أو حتى إلغائه. وشـــدد الـخاليـلـة عـلـى أهـمـيـة تـوافـق األنـــشـــطـــة الــتــطــوعــيــة مــــع اهــتــمــامــات الـــشـــبـــاب كـــعـــامـــل رئـــيـــســـي يـــؤثـــر عـلـى قــرارهــم بـالـمـشـاركـة، واخــتــيــار األوقـــات الــمــنــاســبــة لــلــشــبــاب «أمـــــر ضـــــروري» لمساعدتهم في موازنة أولوياتهم بين العمل التطوعي واألنشطة األخرى. وبــــمــــا يـــتـــعـــلـــق بــــالــــدعــــم الـــحـــكـــومـــي والــــخــــاص، أوضـــــح الـــخاليـــلـــة أن الــدعــم الحكومي لألنشطة التطوعية في األردن «ضـعـيـف» مـقـارنـة بـالـدعـم الــخــاص أو الدعم المقدم من أفراد بعينِهم. ويرى الخاليلة أن الدعم الخاص غالبًا ما يكون أقـوى وأكثر تأثيرًا، مشيرًا إلى أن الميزانية العامة المخصصة للعمل الــتــطــوعــي تـعـتـبـر «مـــــحـــــدودة»، األمـــر الــذي يؤثر على نوعية وحجم األنشطة التطوعية التي يمكن تنظيمها. وبـمـا يتعلق بـقـيـاس األثـــر والـفـجـوة بـيـن األهـــــداف والــنــتــائــج، يـــرى الـخاليـلـة أن الفجوة «المُحتملة» بين األهــداف والنتائج تعتمد بشكل كبير على كيفية قياس األثـر الفعلي للنشاط التطوعي، وإذا لم يكن هناك آليات فعالة لقياس األثــــر، فـــإن الـفـجـوة بـيـن مــا يـهـدف إليه الـنـشـاط ومـــا يتحقق بالفعل قــد تكون كبيرة. وعـن تكافؤ الفرص بين المحافظات والقرى، أشار الخاليلة إلى وجود تفاوت كبير بـيـن الــفــرص الـمـتـاحـة فــي مـراكـز المحافظات وتلك المتاحة فـي القرى، وهذا التفاوت يؤدي إلى عدم تكافؤ في الفرص المتاحة للشباب لالنـخـراط في األنشطة التطوعية، األمر الذي يزيد من التحديات التي تواجه العمل التطوعي في المناطق الريفية. فيما أشــار رئيس جمعية مجددون الـتـطـوعـيـة رامــــي أبـــو الـسـمـن إلـــى عــدّة عوامل تؤثر على قرار الشباب بالتطوع أو العزوف عنه، وأبرزها عامل الوقت، إذ يجد العديد من الشباب أن انشغالهم بـالـدراسـة أو العمل يقلل مـن قدرتهم على المشاركة في األنشطة التطوعية ويـــحـــد مــــن فـــــرص تــفــرغــهــم لألنــشــطــة التنموية. وعن تأثير «العقبات العملية» على قــــرار الــشــبــاب بـالـمـشـاركـة فـــي العمل التطوعي، أوضح أبو السمن أن العقبات العملية مثل بُعد مكان التطوع، وعدم تــوافــر الــــمــــواصالت، أو تــضــارب أوقـــات األنــــشــــطــــة مــــع جــــــــداول الــــشــــبــــاب فـي الجامعات، تشكّل تحديات كبيرة تؤثر سلبًا على قرارهم بالمشاركة. وأشار أبو السمن إلى وجود اعتقادات خاطئة حول العمل التطوعي، إذ يعتقد البعض أن التطوع «مضيعة للوقت» وال يقدم فائدة مباشرة، بينما يرى آخرون أن العمل التطوعي ال يتطلب مهارات أو خبرات خاصة، مما قد يحبط الشباب ذوي الكفاءات العالية. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بـــتـــوافـــق األنـــشـــطـــة الــتــطــوعــيــة مـــع اهـــتـــمـــامـــات الــشــبــاب، قـال أبـو السمن إن األنشطة التطوعية «تتوافق مع اهتمامات الشباب بدرجات مـتـفـاوتـة»، ويـــــزداد هـــذا الــتــوافــق كلما كانت األنشطة متنوعة ومرنة. وعن فكرة وجود المكافآت في تشجيع الشباب على التطوع، يرى أبو السمن أن تقديم المكافآت يمكن أن يكون وسيلة فـعـالـة لتحفيز الـشـبـاب عـلـى الـتـطـوع، موضحًا أن المكافآت ال تعني بالضرورة المال؛ بل يمكن أن تكون شهادات تقدير، فرص تدريب، أو حتى امتيازات خاصة، مّــا يعزز الرغبة في المشاركة ويساهم في استدامة األنشطة التطوعية. وأكـــــد أبــــو الــســمــن أن اإلقـــبـــال على العمل التطوعي بين الشباب «يشهد تـــزايـــدًا» فــي الــوقــت الــحــالــي، «ويُــعــزى ذلـــك إلـــى تــزايــد الــوعــي بأهمية العمل الـمـجـتـمـعـي»، مـشـيـرًا إلـــى أن وسـائـل الـتـواصـل االجتماعي لعبت دورًا كبيرًا فـي نشر الـوعـي وتحفيز الـشـبـاب على المشاركة، إذ تتيح لهم متابعة األنشطة التطوعية واالنخراط فيها بسهولة أكبر. وقـــال مـؤسـس فـريـق «عـزيـز أنــت يا وطـــنـــي» حــســام الــمــصــري إن الـسـبـب الــرئــيــس لــعــزوف الــشــبــاب عــن العمل التطوعي هو الحالة االقتصادية، مضيفًا أن «الــشــبــاب فـــي عــمــرنــا» يـعـانـي من الكثير من التحديات، أبرزها قلّة الموارد المالية، وبالتالي صعوبة المشاركة في العمل التطوعي. وقــــال الــمــصــري إن الــتــحــدي األكـبـر هـو قـلّــة وعــي الـشـبـاب بأهمية العمل الـتـطـوعـي، وقــلّــة اهـتـمـام المؤسسات التطوعية بهذا الشأن، مشيرًا إلى ضرورة عمل المؤسسات التطوعية على جانب تـوعـيـة األفـــــراد بـالـعـمـل الـتـطـوعـي عبر وسائل التواصل االجتماعي أو من خالل عقد أنشطة تطوعية في األماكن القريبة من األفراد ليسهّل عليهم المشاركة في األعمال التطوعية. ويـرى المصري أن الفرص التطوعية «مناسبة» الهتمامات وميول «جميع الشباب»، ولكن الدور هنا على الشاب، هو الذي يتوجه ويصنع فرصته، ويبحث عن الفرصة التي تناسبه وليس الفرصة هي التي تبحث عنه. وقـال المصري إن التجارب السلبية ســـبـــب لــــعــــزوف الـــشـــبـــاب عــــن الـعـمـل التطوعي، مضيفًا أن بعض المؤسسات التطوعية تطلب مــن الـمـتـطـوع مبلغًا ماديًا مقابل النشاط، ليكتشف الشاب الحقًا وجود متبرعين لهذا النشاط، وأن المبلغ الــذي دفعه هـو اسـتـغالل ليس أكثر، وبالتالي يقرر أّل ا يعود إلى العمل التطوعي. وتــــابــــع: «الـــمـــشـــاركـــة فــــي األنــشــطــة التطوعية مـن دون توثيق أو مـن دون الحصول على شهادة تثبت المشاركة، يحرم المتطوع مـن االسـتـفـادة الكاملة من جهوده، وباإلضافة إلى ذلك، قد يقوم بعض األفراد بنسب األنشطة التطوعية ألنفسهم من دون ذكر أسماء األشخاص الذين ساهموا في نجاحها، مِمّا يشكل ا غير عادل لجهود اآلخرين». استغال ًل وقــــــــال الــــمــــصــــري إن تـــجـــربـــتـــه مـع الــمــؤســســات والــمــنــظــمــات الـتـطـوعـيـة كانت أكثر فائدة من تجربته مع وزارة الشباب «التي من المفترض أن تكون األكثر فائدة باعتبارها الواجهة األساسية والرئيسة». ويرى مؤسس فريق «همة شباب» الـــتـــطـــوعـــي مـــحـــمـــود عـــيـــاصـــرة أن أهـــم العوامل التي تساهم بعزوف الشباب عــن الـعـمـل الـتـطـوعـي تتمثل بـالـوضـع اإلقتصادي «الممتلئ بالتحديات» التي تواجههم، باإلضافة إلى النظرة السلبية لألعمال التطوعية. وقال العياصرة إن من أبرز المعتقدات الــخــاطــئــة حــــول الــعــمــل الــتــطــوعــي هي الــنــظــرة غـيـر الـواقـعـيـة للقائمين على العمل التطوعي، ونظرتهم السلبية تُجاه المتطوعين، باعتبارهم ليس عندهم هـدف، واستغاللهم على هـذا األسـاس، متابعًا أن وجود هذه الحاالت «نادر جدًا» إال أنها صورة نمطية يجب تغييرها. وبـمـا يتعلق بـمـدى تـوافـق األنشطة التطوعية مع اهتمامات الشباب، قال العياصرة إن االهـتـمـامـات تختلف بين مجتمع وآخــر، وبين األفـــراد، وبالتالي ال يمكننا أن نحكم بأنها تناسب أم ال، مؤكدًا على أن واقع حال العمل التطوعي بحاجة إلى تطوير ودعم مستمر لكي يتناسب مع التغيرات والتطورات الحاصلة. وتابع: «يجب أن يخوض كل شخص منا محاولة ثانية حتى وإن بائت األولى بالفشل، فربما تأتي الفرصة المميزة من عمل تطوعي تنظر إليه نظرة سلبية». وأكــــــــد الــــعــــيــــاصــــرة وجــــــــوب تــطــويــر الـبـرامـج التطوعية وتحويلها إلــى أمـور واقعية تناسب الواقع وغير مغيبة عنه «ولألســـــف يــوجــد الـعـديـد مــن الـبـرامـج التطوعية البعيدة عن الواقع»، إذ يجب أن تعطي البرامج التطوعية كل شخص حـقـه وال تكتفي بــصــورة يـتـم نـشـرهـا أو كلمة شكر فقط، بل أن تتيح كل فرصة فرصًا أخرى. وبما يتعلق باستغالل المتطوعين، يـــرى الـعـيـاصـرة أن سببه الـرئـيـس هو جهل المتطوع بمفهوم العمل التطوعي وبالفكرة التي يتم تنفيذها وتفاصيلها، إذ إن االستغالل موجود في مجتمعنا «وال نستطيع أن نصفه بأنه مثالي»، مشيرًا إلى أن االستغالل يمنع المتطوعين عن خوض التجربة مرة أخرى. وقـــــال مـنـسـق الــعــاصــمــة فـــي هيئة شباب كلنا األردن عثمان الـعـبـادي، إن ظـــروف الـشـبـاب االقـتـصـاديـة تـؤثـر على مــشــاركــتــهــم فـــي األنــشــطــة الـتـطـوعـيـة، وأن األنــشــطــة الــمــدفــوعــة الــتــي تغطّي تكاليف الــمــواصالت للمتطوعين يكون اإلقـبـال عليها أكـبـر، إذ إن نسبة كبيرة من الشباب ال يملكون أي مصدر دخل يساعدهم على تغطية هذه التكاليف. وأوضح العبادي أن األسباب ال تكون مــرتــبــطــة بــالــحــالــة الـــمـــاديـــة والــمــرحــلــة الــعــمــريــة، إنــمــا بـمـفـهـوم الــتــطــوع لـدى الشباب ونظرة المجتمع لفكرة التطوع. وفـي إطـار الدعم المقدّم للمبادرات الشبابية، أكد العبادي وجود دعم «كبير» مــن جــهــات مـخـتـلـفـة، مـثـل مـؤسـسـات المجتمع المدني، صندوق الملك عبد اهلل الثاني، ووزارة الشباب، ومؤسسة ولـــي الـعـهـد وغــيــرهــا مـــن الـمـؤسـسـات والجامعات. ويرى مسؤول السفراء في مؤسسة عـبـد الـحـمـيـد شــومــان يـــزن الـعـظـام أن قرار التطوع أو العزوف عنه يعتمد على مجموعة واسعة من العوامل، وتتضمن الــــــدوافــــــع الـــشـــخـــصـــيـــة واالجـــتـــمـــاعـــيـــة والـــمـــؤســـســـيـــة والـــعـــقـــبـــات الــعــمــلــيــة واالعتقادات الخاطئة، إذ تشمل الدوافع الشخصية القيم األخالقــيــة واالهـتـمـام بالتنمية الذاتية، في حين تؤثر العوامل االجتماعية مثل التأثير العائلي والثقافة المجتمعية على تحديد قدرة الفرد على المشاركة في العمل التطوعي. وأضاف العظام أن الوضع االقتصادي يـلـعـب دورًا مـهـمًــا، إذ يـمـكـن أن تكون التكاليف المرتبطة بـالـتـطـوع والـوضـع ا مـــحـــوريـــة الـــمـــالـــي لــلــشــخــص عـــــــــوام ًل فــي قــــراره، وتــضــاف إلـــى ذلـــك الـعـوامـل المؤسسية مثل الدعم التنظيمي وبيئة الـعـمـل، وكـذلـك التوقيت وااللـتـزامـات الشخصية مثل توفر الوقت وااللتزامات األخرى. ويــــرى الــعــظــام أن تـوفـيـر األنـشـطـة الـــتـــطـــوعـــيـــة الـــمـــتـــنـــوعـــة الــــتــــي تـــوافـــق اهـــتـــمـــامـــات الـــشـــبـــاب، وتـــقـــديـــم فــرص التطوير الشخصي والمهني، تزيد من احـتـمـالـيـة مـشـاركـتـهـم، وتـــعـــزز فعالية العمل التطوعي وتأثيره اإليجابي على المجتمع. وتـــابـــع: «عــلــى الــرغــم مــن أن تقديم الــمــكــافــآت يـمـكـن أن يـــكـــون لـــه تــأثــيــرًا إيجابيًا على حافزية الشباب للتطوع، إال أنه يجب أن يتم بحذر لتجنب تشويه الروح التطوعية، مع التركيز على تقديم ا عن المكافآت االمتيازات والتقدير بـدًل المادية». نظرة حزبيّة تواصلنا مع محمود أبـو غــزال، عضو الــمــكــتــب الــتــنــفــيــذي لـــرابـــطـــة الــشــبــاب الـديـمـقـراطـي األردنـــــي «رشــــــاد»، لفهم أهمية العمل التطوعي ودور المنظمات الشبابية في تبني البرامج السياسية لتحقيق رؤيتها الشاملة، إذ أكد أبو غزال على ضــرورة إتاحة الفرصة للمنظمات لـتـبـنـي الـــبـــرامـــج الــســيــاســيــة الــخــاصــة برابطتهم، مـشـيـرا إلــى أن ذلــك يترتب عليه التزامها بالسير وفق رؤيتهم التي تركز بشكل كبير على الجانب التطوعي واإلنساني، كجزء ال يتجزأ من منظومة القيم والمبادئ التي يطمحون لتحقيقها. وأشـــــــار أبـــــو غــــــزال إلـــــى أن الــقــنــاعــة بـالـبـرنـامـج الـسـيـاسـي واأليـــديـــولـــوجـــي، وفهمهما بعمق، ثم الممارسة واالنخراط فــي الـسـاحـة الـسـيـاسـيـة، مــن شـأنـه أن يـــعـــزز مـــن انـــتـــشـــار الـمـنـظـمـة وإيـــصـــال صوتها إلى الناس بشكل أوسع، فالعمل التطوعي ليس مجرد نشاط جانبي، بل هو عنصر أساسي يعكس مـدى تالحم النسيج الوطني وسعيه لتعزيز المبادئ الديمقراطية وخدمة القضايا اإلنسانية. وأكد أبو غزال أهمية التوعية بضرورة الـعـمـل الـتـطـوعـي، والــــذي يـسـاهـم في تحقيق الـلـحـمـة الـوطـنـيـة الــتــي يسعى لـهـا فــي كــافــة الـمـحـافـل الـديـمـقـراطـيـة، ولـتـحـقـيـق هـــذا الـــهـــدف، يـــرى أبـــو غـــزال أن الــحــوار الـبـنـاء والــواعــي هـو السبيل األفضل للوصول إلى آلية عمل مشتركة، حيث يتفق جميع األطـراف على برنامج ورؤيـــة مـوحـدة ال تتعارض مـع األهــداف المشتركة. وأوضــح أن الحوار السياسي الواعي والمبني على القدرة على اإلقناع، يساهم فــي جـــذب الـمـتـطـوعـيـن لالنــضــمــام إلـى المنظمة، فالثقة بالبرنامج السياسي والـــقـــدرة عـلـى تـقـديـمـه بـشـكـل جـــذاب، يـعـكـس صــــورة مُــثـلـى للمنظمة، األمــر الــــذي يــجــذب انــتــبــاه الـجـمـيـع مـــن دون الخلط بين أشكال العمل المختلفة. وشــــــدد أبـــــو غــــــزال عـــلـــى أن الـــتـــزام المنظمات بهذه الرؤية والعمل التطوعي ســــيــــؤدي إلـــــى انـــعـــكـــاس إيـــجـــابـــي عـلـى الـواقـع فـي كـافـة الـمـجـاالت االقتصادية واالجـتـمـاعـيـة والـثـقـافـيـة والـسـيـاسـيـة، وسيشكل هذا النهج حالة وطنية قائمة على أساس المصلحة العامة، مِمّا يعزز من دور المنظمات الشبابية في خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه اإلنسانية. األنشطة التطوعية في الجامعات «مناسبة» توجهنا نحو الجامعة األردنية، والتقى فـريـقـنـا مــع عـبـد الـرحـمـن بــزايــعــة، أحـد الـــقـــادة الـفـاعـلـيـن فــي الـعـمـل الكشفي ومـسـؤول لعدة أفـرقـة فـي كتلة «أهـل الهمة» و»لجنة القدس» في الجامعة األردنية، الذي سلّط الضوء على العوائق الـتـي تــواجــه الـشـبـاب فــي االنـــخـــراط في العمل التطوعي، مشيرًا إلى أن الجهل بالفوائد الكبيرة للعمل التطوعي يعد أحــد أهــم األســبــاب الـتـي تمنع الشباب من المشاركة. وقال البزايعة إن العمل التطوعي قادر على صقل شخصية الفرد وزيادة مهاراته في التحدث مع اآلخرين وتعليمه مهارات حياتية عملية، ولكن رغم ذلك، يُالح أن الكثير من الشباب ال يرون قيمة حقيقية في تطوير شخصياتهم من خالل العمل التطوعي، خاصة في بيئة الجامعة حيث يكون التركيز األكبر على الدراسة وأخذ المحاضرات فقط. وأشـار البزايعة إلى أن البعض يرون العمل التطوعي كأمر «تكميلي»، ألن الـفـرد لديه حرية االختيار فـي االنـخـراط فـــيـــه مــــن عــــدمــــه، مـــــؤكـــــدًا أن الــعــمــل التطوعي ضـروري للفرد، إذ يساهم في بناء شخصية جديدة ومختلفة. ويرى البزايعة أن األنشطة التطوعية فــــــي الـــــجـــــامـــــعـــــات «تـــــتـــــنـــــاســـــب» مــع اهـتـمـامـات وطــاقــات ومــيــول الـشـبـاب، األمر الذي يجعلها فرصة مثالية لتطوير الذات، موضحًا أن العمل التطوعي يجب أن يكون معبرًا عن فكرة سامية ويخدم المجتمع، «وأن الـجـهـود الـصـادقـة في هذا المجال البد أن تثمر وتحقق نتائج ملموسة». وقـــــال الــبــزايــعــة إن أســـبـــاب عـــزوف الشباب الجامعي هي أسباب «تقليدية» تتعلق بأوقات المحاضرات، واالختبارات، وغـــيـــرهـــا مــــن الــــمــــبــــررات األكـــاديـــمـــيـــة، موضحًا أن األنشطة «تأخذ حقها» في اإلعالن عنها أمام الطلبة. وعلى الرغم من الفوائد، أشار البزايعة إلى أن التجارب السلبية السابقة تلعب دورًا كبيرًا في تثبيط عزيمة الشباب عن المشاركة، متابعًا: «التجارب السلبية الـسـابـقـة سـتـؤثـر قـطـعًــا عـلـى مـشـاركـة الشاب في العمل التطوعي من عدمها»، ا على ذلك من خالل انتخابات ويعطي مثا ًل اتحاد الطلبة في الجامعات، حيث يكون هدف الطالب األساسي هو جلب مقعد للعشيرة أكـثـر مـن اهتمامه بالخدمة العامة والدفاع عن مصالح الطلبة. وذكـــر الـبـزايـعـة مـشـاركـتـه مــع حملة «فلنشعل قناديل صمودها»، إذ ساهم ألف دينار بجهود 700 في جمع ما يقارب شخصية دون مقابل أو مكافأة، مؤكدًا بذلك على أن فكرة المكافأة والمردود المادي «غير واردة في قاموس العمل التطوعي». يوضح أن العمل التطوعي يجب أن يـكـون مـعـبـرًا عـن فـكـرة سامية ويخدم الـمـجـتـمـع، وأن الـجـامـعـات هــي البيئة األولـى بأن يقدم لها كافة أشكال الدعم في سبيل تعزيز البرامج التطوعية فيها. وتـواصـل فريق التحقيق مـع النائب حــســن الـــريـــاطـــي عــضــو لـجـنـة الـتـنـمـيـة االجتماعية في مجلس الـنـواب، وتبين لنا أن اللجنة ليس لها عالقـــة بالعمل التطوعي، «وال يوجد هناك أي مشاريع لديها لتطوير وتنمية العمل التطوعي وأنشطتها بعيدة عن العمل التطوعي». 3 يمثل العمل التطوعي «القطاع الثالث في منظومة التنمية»، الذي يهدف إلى تحقيق معاني التعاون والخير لصالح أفراد المجتمع، وصو ًل ا إلى التنمية المستدامة. تتفاوت أشكال العمل التطوعي بين المجتمعات، من حيث مدى انتشاره، وحجمه، واتجاهاته، ودوافعه، وقد يظهر العمل التطوعي بصورة فردية، حيث يقوم به األفراد بدافع شخصي ورغبة ذاتية، مدفوعة باعتبارات دينية، أخالقية، اجتماعية، أو إنسانية، كما يمكن أن يتخذ العمل التطوعي طابعًا مؤسسيًا، يعتمد على أسس علمية وتنظيمية، من خالل التنسيق بين مختلف المؤسسات االجتماعية، سواء كانت حكومية أو من مؤسسات المجتمع المدني. ورغم أهمية العمل التطوعي، إال أنه يواجه تحديات متعددة، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، أو غيرها، مما قد يعيق تحقيق كامل إمكاناته، «لكن مع التخطيط الجيد والتنفيذ الفعّال»، يمكن للعمل التطوعي أن يقدم خدمات جليلة تستفيد منها مختلف فئات المجتمع. انطلقت صحافة اليرموك في رحلة استقصائية الستكشاف العوامل التي تقف وراء عزوف الشباب عن المشاركة في العمل التطوعي، ومع تزايد أهمية الدور الذي يلعبه التطوع في تنمية المجتمعات، أصبح من الضروري فهم العقبات التي تعترض طريق الشباب وتثنيهم عن اإلسهام في هذا المجال الحيوي. ويهدف هذا التحقيق إلى تسليط الضوء على الجوانب الخفية و»المسكوت عنها» في عالم التطوع، بما في ذلك استغالل المتطوعين واستنزاف طاقاتهم. الملف لماذا يعزف الشباب عن التطوع؟ متطوعون ضحايا استغالل واحتيال يسردون تجاربهم.. تحت مسمى مشروعات تطوعية مجانية.. أصحاب جمعيات يقبضون مبالغ طائلة لهم وألفراد أسرهم مقابل مبالغ زهيدة للشباب المتطوعين ࣯ ز عواملة � ت � ي دراغمة ومع � ي عياصرة وقص � ن � ي رموك – عو � صحافة ال

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=