صحافة اليرموك

٢٠٢٤ أيلول ١ _ ١٤٤٦ صفر ٢٨ األحد 5 سنابل ࣯ ج ق وطيف ابداح � ي رموك- شهد سن � صحافة ال أصبحت الفرق التطوعية والخيرية، التي تشهد نموًا ملحو ًظًا فـي عـددهـا، ركـيـزة أساسية فـي األردن، وتلعب دورًا حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة حيث تعتبر حاضنة للمجتمع، ووسيلة إيجابية في رسم صورة مشرقة عن التعاون بين فئات المجتمع المختلفة في مختلف الــمــجــاالت، ويــقــوم عـلـى هـــذه الــفــرق شــبــاب متطوعون ومـــبـــادرون ألعــمــال الـخـيـر فــي الـمـجـتـع، غـيـر أن العمل التطوعي، بالمقابل، يـواجـه العديد مـن التحديات أمـام استمراريتها وديمومة عملها األمر الذي يتطلب دعما من مختلف القطاعات. وقــــال الـخـبـيـر االجـتـمـاعـي مـحـمـد جـريـبـيـع إن الـفـرق التطوعية الخيرية تعد الـذراع التنموي األساسي للعمل االجتماعي في األردن، سـواء كانت تابعة لــوزارة التنمية االجتماعية أو تعمل ضمن القطاع التنموي بشكل عام. وأكد أن هذه الفرق تلعب دورًا محوريًا في المجتمع، من خالل تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى الوعي وزيادة المشاركة والتأهيل والتمكين لألفراد، بما في ذلك الشباب والنساء وذوي االحتياجات الخاصة وجميع فئات المجتمع األردني. وأشـــار جريبيع إلــى أن الـفـرق الخيرية تعتبر حاضنة أساسية للفعاليات االجتماعية، وقـد شهدت السنوات األخيرة زيادة ملحو ة في عددها، حيث تجاوز عدد الفرق آالف موزعة على مختلف 6 (الجمعيات الخيرية) في األردن محافظات المملكة، هـذا النمو يعكس األهمية الكبيرة لهذه المؤسسات واهتمام المجتمع بدورها الفعال. وحث جريبيع على ضرورة إدراك أن هذه الفرق الخيرية والمجتمعية تـؤدي دورًا تكميليًا وداعـمًــا لـدور الحكومة، بدال من أن تكون بديال عنها و هي تسهم في تعزيز جهود الحكومة وتوسيع نطاق الخدمات في المناطق التي قد تكون خارج نطاق التغطية الحكومية. و أكد أن هذا الـدور يتجلى بشكل واضـح في األزمـات التي يواجهها المجتمع، مثل األزمة السورية وزيادة عدد الالجئين في األردن، حيث قامت بدور حيوي في استيعاب هؤالء الالجئين وتوفير الرعاية الالزمة لهم وتنمية قدراتهم. ومن جانبه تحدث الناشط االجتماعي أسامه الخطابية عن تجربته في العمل التطوعي، حيث كانت بدايته في جامعة اليرموك بتسجيل بياناته في جواالت الجامعة، ثم انطلقت المبادرات المتعلقة بشؤون الطلبة. وأشــــار إلـــى الـقـضـايـا االجـتـمـاعـيـة الـتـي يعمل عليها للمساعدة فـي اإلفـــطـــارات، منها حـــمالت الخير، حـمالت التبرع بالدم وحــمالت التبرع بالمالبس والطعام ألهلنا فــي غـــزة، بـاإلضـافـة إلـــى تـدريـبـات أخـــرى تتعلق بالتغير المناخي والتوعية ضد السرطان وقد تشمل أيضًا التوعية السياسية بمختلف القضايا. وأوضـح الخطابية أن الفئة التي يعمل على دعمها، ال يستهدف بها فئة معينة حيث يدعم الشباب بشكل عام، وخاصة الـطالب الذين ال يعرفون كيف يبدأون في مجال الـتـطـوع، وكـيـف يكتسبون الــمــهــارات والــخــبــرات، وكيف يصقلون شخصياتهم. وتابع أنه ال توجد معايير محددة لالختيار، لكن التطور يـأتـي مــن الـخـيـر، حـيـث أي شـخـص يشعر أنـــه قـــادر على المساعدة وتعليم اآلخـريـن الـمـهـارات مرحب بـه، سـواء كان يحصل على مساعدة من الجامعة أو من برامج أخرى. وأشار إلى البرامج التي قد ال تقبل الجميع، إنما تختار األشخاص الذين يمتلكون بعض المهارات القوية، لتأمين توازن بين الطالب. وأكد الخطابية أن دور الشباب في العمل التطوعي جيد ولكن ليس كافيًا، كما أن هنالك العديد من الفرص التي يسأل عنها الشباب، مثل كيفية المشاركة. وتـابـع أنــه لـهـذا السبب أنـشـأت صفحة بـاسـم «جرعة تـطـوع»، حيث يـشـارك فيها الـفـرص التطوعية والتجارب السابقة وبعض المالحظات واألسئلة، و بالتالي يضع روابط وفرص جديدة ليستفيد منها الجميع؛ ألن الفرص متاحة للجميع ولكن هناك من يحتكرها. وعـــبّـــر الـخـطـابـيـة عـــن أســفــه مـــن عـــدم مـعـرفـة بعض الشباب الفرص المتاحة أو يشعرون بأنها غير مالئمة، كما أن صعوبة المواصالت وتكلفتها قد تكون عائقًا. وأكـــد أن هـنـاك بـعـض الـمـشـاكـل الـتـي تــواجــه العمل التطوعي، مثل صعوبة المواصالت وعدم وجود تعويضات مالية بدل المواصالت أو الطعام. وأضاف أنه قد يواجه البعض صعوبة في الحصول على الموافقاتداخلالجامعات،حيثاليقبلبعضالمدرسين األعذار المتعلقة بالغياب بسبب العمل التطوعي، مشيرا إلى أنه يتم في بعض األحيان تمويل النشاطات من قبل الــمــبــادرات نفسها أو مــن خالل الـمـنـظـمـات، ولـكـن هـذا التمويل قد يكون محدودًا. وقــال مـسـؤول فريق «أثــر التطوع» رائــد الخطيب إن األنـشـطـة الـتـي يقدمها الـفـريـق تـركـز عـلـى تـقـديـم الـدعـم للفئات الهشة في المجتمع، مثل أطفال متالزمة داون. وأشــار إلـى أن هـذه الفئات بحاجة إلـى دعـم كبير، كما أن العمل معهم يساعد في تحريك اإلنسانية من داخلنا ويعزز الوعي المجتمعي. وأضاف الخطيب أن الكثيرين ال يفهمون متالزمة داون بشكل صحيح، وهـم فئة مهمشة تخيف البعض لذلك، نحن نحاول تعريف المجتمع بهذه الفئة وتغيير النظرة السلبية اتجاهها، مّا يساعد في تعزيز التعامل اإليجابي معها. وأشار إلى التحديات التي واجهها عند بدء الفريق، ومن أبرزها مشكلة نقص الوعي بمفهوم التطوع، كما أن العديد من المتطوعين الذين ينضمون ال يفهمون حقيقة التطوع ويعتبرونه مجرد اسم. وتــابــع أن الـتـطـوع مـسـؤولـيـة كـبـيـرة، وهـــو كمسؤول يهدف إلى إسعاد فئة معينة مثل األيتام من خالل جمع المتطوعين ليتفاعلوا مع األطـفـال، مّــا يـؤدي إلـى سعادة المتطوعين واألطفال على حد سواء. وأكـــــد الـخـطـيـب أن دور الـمـتـطـوعـيـن مــهــم جـــــدًا في مجتمعنا، نحن نعمل على دمجهم في األنشطة بفعالية، إذ يمكن للطفل أن يرسم مع المتطوع أو يلعبوا ألعاب جماعية تساهم في تقوية الروابط بينهم. وأوضح الخطط المستقبلية للفريق، فهم يسعون إلى توسيع االفكار لتشمل أكبر عدد ممكن في الوطن العربي، كما يتطلعوا إلى الوصول لمستوى عالمي. وبـيـن أن تـلـك الــمــبــادرة بـــدأت نتيجة لـمـشـاركـتـه في العديد من األعمال التطوعية على مدى سنوات، حتى بدأ بتأسيس فريق «أثــر التطوع»، حيث شــارك في أنشطة تطوعية في األردن والسعودية وتركيا، مثل توزيع المياه وإفطار األيتام. وأضــاف أن اسـم «أثـر التطوع» تم اختياره ألن الهدف كان تحقيق تأثير إيجابي وملموس في المجتمع من خالل األعمال التطوعية. و من جانبه، لفت مسؤول فريق أوسكار التطوعي ربيع العليوات إلى أن األنشطة التي يقدمها الفريق حاليا تشمل دعم النشاطات االجتماعية والتعليمية، وتقديم المساعدة للفقراء وتنظيم األنشطة الترفيهية، كما يتعاون الفريق مع المؤسسات االجتماعية لتنفيذ مبادرات مجتمعية تهدف إلى خدمة المجتمع. وأشـــــار إلــــى الــتــحــديــات الـــتـــي واجــهــهــا الـــفـــريـــق، منها الـصـعـوبـات الـتـي تتعلق بـالـعـوامـل الـمـاديـة والمعنوية، باإلضافة إلى نقص الدعم النفسي والتواصل الفعّال، وبناء الثقة بين أعضاء الفريق وتحديد األهداف بوضوح وتوزيع المهام بشكل مناسب، مبينا أنه على الرغم من ذلك إال أن الفريق يعمل على حل هذه المشاكل، من خالل دراسة كل مشكلة على حـدا وتحديد األسباب الرئيسية ووضع الحلول المناسبة. وأكـــد الـعـلـيـوات أنـــه يسعى إلـــى دمـــج األشــخــاص في األنشطة من خالل توجيههم وتدريبهم على كيفية أداء المهام بكفاءة ثـم يتم تـوزيـع المهام بـنـاء على مـهـارات واهتمامات كل متطوع، مما يجعلهم يشعرون باالندماج والمساهمة الفعّالة في األنشطة. وذكر الخطط المستقبلية للفريق، منها التركيز على نشر التوعية في المجتمع حول أهمية الخدمات االجتماعية، وزيادة الفرص المتاحة لألفراد للمساهمة في هذا المجال. وأوضـح العليوات كيف بدأ الفريق بفكرة بسيطة من مجموعة شباب، وكانت الفكرة الرئيسية التي انطلقوا منها هي «أن الخدمة المجتمعية واجبة على كل فرد». وفي سياق متصل، قال مسؤول فريق «لحن الخير» مؤمن الصفدي إن هذه الفريق شبابي تطوعي ال يزال جديد نسبياً، إذ تأسس منذ حوالي أربعة أشهر. وذكر أن الفريق كما يقوم بتنظيم أنشطة متنوعة تهدف إلى الخير، من بينها تنظيم إفطار لأليتام ومبادرات وأيام ترفيهية لألطفال األيتام. وأشـــار الصفدي إلــى التحديات الـتـي واجهها الفريق، ومنها عدم وجود داعم محدد لهم أو راع (ممول)، مّا يجعل التمويل يعتمد على المتطوعين أنفسهم، حيث يقومون بجمع المبالغ الالزمة لتنفيذ األنشطة. وأضاف أن المتطوعين يشتركون في األنشطة من خالل تقسيمهم إلـى فـرق متخصصة، كفريق مختص بـاإلعالم والتصوير، وفريق يتحدث مع األطفال والجهات المعنية، وفريق آخر يقوم بالتخطيط، وكل شخص له دور محدد. وأكــــد أن خـطـط الـفـريـق المستقبلية تتمثل فــي أن يصبحوا أحـد أكبر الفرق التطوعية، والسعي للتسجيل ضمن منصة ولـي العهد، كما أنهم يعملون على تطوير أنفسهم بشكل مستمر. وأضاف أنه كان عضوا في العديد من الفرق التطوعية من قبل، وخالل تلك الفترة الحظ بعض األخطاء البسيطة التي دفعته بأخذ قرار إنشاء فريق «لحن الخير» بتاريخ لديهم حوالي 2024/8/16 واآلن بتاريخ 2024/2/17 متطوعا ثابتين، متأمال أن يزداد العدد أكثر 250 إلى 220 في المستقبل. الفرق التطوعية.. حاضنة مجتمعية وذراع تنموي أساسي في العمل االجتماعي متطوعو هيئة شباب كلنا األردن في أحد األنشطة أرشيفية ࣯ ي رموك- آيه سفيان � صحافة ال بعيدًا عن األنماط التقليدية للموضة، تفتح المصممة األردنـيـة زينب الكسواني آفاقًا جديدة من خالل تو يف رموز وأنماط التراث الوطني في تصاميمها الحديثة، من خالل هـذا المزج الفريد بين األصـالـة والمعاصرة، تنجح زينب في إعادة اكتشاف وإحياء الجمال األصيل للثقافة األردنية على منصات الموضة العالمية. ال تقتصر جهود زينب على مجرد إدخال لمسات تراثية على تصاميمها، بل تسعى إلى تأكيد قيمة الهوية الثقافية واالحتفاء بها في عصر العولمة، فمن خالل استلهام رموز الماضي وإعـادة صياغتها بلمسات معاصرة، تنقل زينب سحر الـتـراث األردنـــي إلـى متابعيها حـول العالم، مؤكدة أهمية الحفاظ على التميز واألصالة في مجال الموضة. قصة إِبداع زينب الكسواني في عالم األزياء األردنية المزدهر، برزت موهبة فريدة تخطف األنــظــار بـإبـداعـاتـهـا الـمـعـاصـرة والـمـسـتـوحـاة من التراث الوطني، استطاعت مصممة األزياء الشابة زينب الـكـسـوانـي أن تصنع لنفسها مـكـانـة مـرمـوقـة فــي وقـت قياسي على الساحة المحلية واإلقليمية. بدأت مُصممة األزياء األُردنية زينب الكسواني خُطاها قبل أن تُقرر التعمق ١٩٩١ في عالم الموضة منذ عـام بدراسة تصميم األزياء لتصبح حاليا من أشهر المصممين في الشرق األوسط. ،2017 بعد إنهاء دراستها في الموضة والتصميم عام انطلقت زيـنـب بحماس لتطبيق مـا تعلمته على أرض الواقع، وأطلقت مجموعتها األولـى من التصاميم والتي حظيت بإقبال وإشــادة كبيرة من قبل الجمهور والنقاد، وكان لمزج التراث األردني بلمسات معاصرة في تصاميمها السحر الخاص الذي جذب األنظار إليها. لم تكتف زينب بالنجاح المحلي، بل سرعان ما شاركت في عـروض األزيــاء اإلقليمية المرموقة، مسجلة حضورا الفتا بمجموعاتها المتميزة، ومع كل موسم جديد، ازداد واحدة من أبرز 2021 إبداعها وتألقها، لتصبح بحلول عام مصممي األزياء الشباب في األردن. تـؤمـن زيـنـب بـــأن الـمـوضـة هــي وسـيـلـة إلبــــراز الهوية والثقافة الوطنية، وهذا ما يتجلى بوضوح في تصاميمها التي تحمل بصمات واضحة من التراث األردنـي. واليوم، تـتـطـلـع هـــذه الـمـبـدعـة الــشــابــة إلـــى مــواصــلــة مسيرتها الناجحة، وإطالق عالمتها التجارية الخاصة لتكون واحدة من أبرز رائدات الموضة في المنطقة. إبراز الثقافة األردنية في عالم الموضة تتميز تـصـامـيـم زيـنـب بـالـبـصـمـات الــواضــحــة للتراث األردنــي، والتي تظهر في الخامات المستخدمة واأللـوان والطبعات المميزة، فمن التطريز الـيـدوي إلـى التطريز الـبـدوي، ومـن األقمشة المنسوجة محليًا إلـى الطبعات المستوحاة من الفنون الشعبية، كل ذلك يمنح تصاميمها ا ينم عن هويتها األردنية األصيلة. طابعًا أصي ًل وال تكتفي زينب بمجرد إدراج هـذه العناصر التراثية في مجموعاتها، بل تسعى إلبراز الثقافة الوطنية بشكل أعـمـق، فالتصاميم التي تقدمها هـي فـي الـواقـع قصص مصورة تروي تاريخ األردن وتراثه العريق، من خالل هذه التصاميم، تتيح زينب للمرتدين فرصة التعبير عن هويتهم الثقافية بأناقة وأصالة. في كل موسم جديد، تزداد براعة زينب في تو يف هذه العناصر التراثية بطريقة معاصرة وجذابة، وهذا ما جعلها إحــدى أبــرز رائـــدات الموضة فـي المنطقة، حيث تسعى لتمثيل الهوية األردنية على أكمل وجه من خالل إبداعاتها المتميزة. دعم صناعة الموضة الوطنية في ل المنافسة المتزايدة من المالبس المستوردة، تـؤكـد المصممة األردنــيــة زيـنـب الـكـسـوانـي على أهمية الحفاظ على الهوية المحلية فـي صناعة األزيـــاء، وتقول «نحن نمتلك ثروة هائلة من التراث والتطريز التقليدي األردنـــــي، والــتــي يـجـب علينا تو يفها بطريقة معاصرة لتقديم تصاميم أنيقة وأصيلة». وعــلــى الــرغــم مــن الـتـحـديـات الـتـمـويـلـيـة الــتــي تـواجـه مصممي األزياء في األردن، إال أن زينب متفائلة بإمكانات هـذه الصناعة، مشيرة إلـى وجــود دعـم حكومي محدود، لكننا بحاجة إلى مزيد من البرامج والمبادرات التي تساعد المصممين على تطوير مهاراتهم وتسويق منتجاتهم. وتتطلع زينب إلى التواجد على الساحة العالمية من خالل تسويق تصاميمها فـي األســــواق الـخـارجـيـة، قائلة «نريد أن نمثل الثقافة األردنية ونـروج لها على مستوى دولي، لكن هذا يتطلب دعما أكبر للبنية التحتية والتدريب المتخصص». وفي ل التحديات التي تواجه صناعة الموضة األردنية، خـرجـت المصممة األردنــيــة زيـنـب الـكـسـوانـي بـعـدد من المقترحات الرامية إلى تعزيز قدرة التصاميم الوطنية على المنافسة عربيا وعالمياً. ودعـــت الـكـسـوانـي إلــى ضـــرورة تطوير البنية التحتية والمنصات الرقمية المتخصصة في هذا القطاع، مّا يساهم في تمكين المصممين المحليين من الوصول إلى أسواق أوســع وتسويق منتجاتهم بفاعلية، كما طالبت بـإطالق مبادرات حكومية لتوفير التمويل الالزم لتطوير العالمات التجارية األردنية وتعزيز قدراتها التنافسية. وأضافت الكسواني أن تنفيذ برامج تدريبية وتسويقية متخصصة سيساهم في بناء قدرات المصممين المحليين وتأهيلهم لخوض غمار المنافسة مع نظرائهم في المنطقة والعالم، مشددة على ضرورة إنشاء معرض دائم للموضة الوطنية يعزز الهوية والثقافة األردنية ويرسخ مكانتها في األسواق اإلقليمية والعالمية. وأشــــارت إلــى أن تُـــراث فلسطين الـعـريـق يمتد آلالف السنين، إذ تتجلى هــذه األصـالـة فـي التطريزات والغرز الفالحية التقليدية التي تتنوع بأشكالها وألوانها من مدينة إلى أخرى، ولكن لفترة طويلة لم تكن الحرف اليدوية محط اهتمام الكثير من الفتيات المُعاصرات إذ يشعرن بأنه غير مناسب ألَعمارهم وال تناسب رغباتهم في اللباس العصري. وأوضحت أن التراث الثقافي ليس بحاجة إلى التغيير الكلي، بل إلى عملية تحديث مستمرة تحافظ على الجوهر وتواكب التطورات الحديثة، مؤكدة أن التراث ليس جامدا، بل قيد التحديث والتطوير باستمرار لكي يظل حيًا ومرتبطًا بواقع المجتمع المعاصر. وبينت زينب أن واحدة من أهم التحديات التي واجهتها في بداية عملها كان رفض الكثير من الناس لفكرة تطوير الثوب التقليدي إلى تصميم مُعاصر، مشيرة إلى أنه مع مـــرور الــوقــت، أصبحت هــذه التصاميم الـجـديـدة ملفتة لألنظار ومقبولة بشكل أكبر من قبل المجتمع. وعبّرت الكسواني عن مخاوفها من التقنيات الحديثة التي قـد تــؤدي إلــى انـدثـار الـحـرف الـيـدويـة التقليدية في المنطقة وتـحـولـهـا إلـــى مـجـرد «آالت وطــبــاعــة»، مـؤكـدة ضــرورة الحفاظ على الشغل الـيـدوي كجزء أساسي من الهوية المحلية. وأوضحت أنها تستلهم بشكل خاص من ألوان وأنماط التطريز والنسيج التقليدية في مختلف مناطق األردن، وتقول إن «اعتزازها بهذا التراث ليس طبيعياً»، بل إنه ينبع من إدراكها العميق ألهميته في الحفاظ على الهوية الثقافية. وأضـــافـــت أنــهــا نـجـحـت فـــي تـجـسـيـد هـــذا الـــتـــراث عبر تصاميم الـعـبـاءات والـجـاكـيـت والفساتين بطريقة غير تقليدية، فبدال من المظهر «الفضفاض»، كانت التصاميم منسجمة بشكل جميل مع التراث، مّا أدى إلى نجاح غير متوقع. وشرحت الكسواني الفرق األساسي بين الغرزة األردنية والفلسطينية، فالغرزة الفلسطينية تنشغل على الكنبة األردنية باستخدام إبرتين، مّا يُضفي أشكاال هندسية أكثر من الورود على التطريزات، وبدال من االقتصار على األلوان التقليدية، تمزج المرأة في السلط اللون األسود واألزرق في القماش مع المناجل المطرزة بإبرتين، مّا يُضفي طابعًا معاصرًا على هذا المنتج التقليدي. وتابعت أنها ال تهدف للتخلي عن هوية السلط، بل تعمل على إدمـــاج الـتـطـريـزات بطريقة راقـيـة تناسب مختلف المناسبات، وبذلك، أصبح التراث الفلسطيني-األردني يشكل إرثًا عالميًا متميزًا، سيستحوذ على إعجاب العالم أجمع. ولفتت إلـى أن بالدنــا مليئة بالخيرات وان التصاميم مستوحاة من الجبال والوديان ففي مدينة الخليل نجد أحد أبرز تجليات هذا التراث (الكنة والحماي) وهو تصميم مستوحى من الحياة والواقع الذي نعيشه وألوان التراث الخضار والترابي والتي تعيد ذاكرتنا إلى ثمار الحمضيات في بالدنا كُلها عناصر تشكل هذه الثروة الحضارية الغنية. الكسواني.. مصممة أزياء أردنية وضعت التُراث األردني على خارطة الموضة العالمية الكسواني تتوسط عارضات ألزياء من تصاميمها

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=