٢٠٢٤ أيلول ١ _ ١٤٤٦ صفر ٢٨ األحد 8 للتواصل شارك في التحرير من الطلبة مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول قاسم محاسنة د . علي الزينات د. خالد هيالت اإلخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية اإلعالم ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo األخيرة يالزمني كالم «إدواردو غاليانو» في كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل».. «مــرة كـل أسـبـوع، يـهـرُب المشجع من بينه، ويهرع إلى االستاد، ترفرف الرايات، تـــدوّي الـنـواقـيـس الخشبية، واأللـعـاب الـــنـــاريّـــة، والـــطـــبـــول، تـهـطـل أمـــطـــار من الـشـرائـط، وقـصـاصـات الـــورق الملوّنة، المدينة تختفي، الروتين يُنسى، وال يبقى أي شيء، سوى المعبد، وفي هذا الحيّز المقدس، التي ال وجــود لملحدين بين معتنقيها.. المشجع هنا يلوّح بالمنديل، يبتلع لعابًا، مغلوب، يبتلع سمًا، يأكل قبعته، يهمس بـصـلـوات، ولـعـنـات، ثم يمزّق حنجرته بهتاف مـدوٍ، ويقفز مثل بـرغـوث، معانقًا المجهول الــذي يصرخ بجانبه، معلنًا الهدف». هــــذا كــلــه يــدفــعــك نــحــو مــعــرفــة هــذا الــعــالــم، «الـــسّـــاحـــرة الــمــســتــديــرة»، أن تعرف هذا الهوس، واالندفاع، والتعلّق، وليس هناك أفضل من معلّق رياضيّ، وصـــحـــفـــيّ، ذو خـــبـــرة طـــويـــلـــة، وثــقــافــة واسعة، جعل من خزانات المياه «كبينة تعليق»، يُشاركك رحلته مع هذا العالم، وكم المعاناة، مع هذه الفاتنة العنيدة، الـتـي رضـخـت أخـــيـــرًا، لـمـن أعـطـاهـا حـق متعتها وسحرها. صحافة اليرموك تلتقي محمد علي «الـشـيـكـس»، لتخوض فـي سـيـرة هذا النموذج األردنـــي الـعـربـيّ، وبصمته في عـالـم التعليق الــعــربــيّ، ولـلـحـديـث في بعض القضايا الكرويّة. «شيكس».. ما القصة وراء ه ا االسم؟ يـــقـــول مــحــمــد عــلــي إن «شــيــكــس» هــو لـقـب لـــوالـــدي، وهـــو اخــتــصــار السـم «شيكسبير».. والـدي -رحمه اهلل- من أوائل أساتذة اللغة اإلنجليزية الذين تم ابتعاثهم من المملكة األردنيّة الهاشميّة إلـى عُــمـان، وقــام بالتدّريس فـي بعض القُرى العُمانيّة، التي لم تكن تعلم شيئا عن اللغة االنجليزيّة، فكان أبي الشّرارة األولى لتعليم اللغة فيها. وعندما عاد والدي، درّس في مدرسة «شفيق ارشيدات» في إربد، والحظ خطأ في تدريس قواعد اللغة االنجليزية، ونّبه زميلَه بـوجـود ذلـك الخطأ، فأنكر زميلُه ذلك، وأقاما تحديًا بينهما، بإثبات صحة هذا الخطأ المشكوك فيه، ألنه بالطبع ال يمكن تدريس الطالب شيء خاطئ. ويتابع أنه بعد الدراسة والبحث، تبيّن أن والدي على حق، وحينها قال زميلُهما «جــايــيــن تــتــحــدوا شـكـسـبـيـر؟»، ومنها أُطلِق على والدي هذا اللقب. ويضيف أن لقبُه انتشر بين الـكـادر ا ب.. وحين رُزِق التدريسيّ، ثُم بين الط ّل أبـــي بـأخـي األوّل، الـــذي ســمّــوه الـنـاس «ويليام شكسبير»، وولـــدت أنــا، فصار اسمي «شكسبير» أيـضًــا، ومـع الوقت حُرِف وصار «شيكسبي»، وهكذا إلى أن صار «شيكس». كرة قدم الحارات والحياة البسيطة مـــحـــمـــد عـــلـــي مــــن مـــوالـــيـــد «الـــحـــي الشّمالي» في إربــد، ثم انتقل للعيش في حي «المطارق» في نفس المدينة، يـعـتـبـر «شــيــكــس» أن هــــذه الـمـنـاطـق لَــبِــنـة كُــــرة الــقــدم فــي إربــــد، ولـربـمـا في الـشّــمـال، وكلّها تعتبر حـــارات شعبيّة، ومثل هذه المناطق أخرجت لنا مفهوم كُرة القدم الخماسيّة بشكلها البرازيلي 3 الـمـعـروف، فـي كـل شـــارع هـنـاك مـن منتخبات، هنا ال نتكلم عن أندية 5 إلى العبين فقط، بل منتخبات، وفي 5 فيها العب، وهذا إن دل على 11 كل منتخب شيء، يدل على عشق الشارع في تلك المناطق لكرة الـقـدم، فالتنافس قوي، ا ، وفــكــرة وإثــــبــــات الــــوجــــود لــيــس ســــــه ًل أن تلتحق بــنــادي صـعـبـة، وتُــعـتـبـر من أعـظـم اإلنــجــازات حينها، بسبب الحالة االقتصاديّة وقتها. في هذه المناطق، المتنفس الوحيد لها ليس حديقة عامّة وال رحلة، في هذه المناطق ننتظر إلـى أن يَــفـرُغ «مجمع الباصات» وقت العصر، وعند المخازن، التي تتحول إلى «جول إنجليزي»، هذه هي المتنفّس الوحيد لطاقات الشّباب، نجتمع ونـلـعـب كــأفــرقــة أمــــام جمهور غفير، نلعب كرة قدم «الـحـواري»، من دون انضباط تكتيكيّ، ومن دون أي أمور فنيّة، وهـذا ما يميّز كرة قدم الحارات، فالمهارة الفردية، والموهبة الفطرية، هي أسـاس هذه اللُعبة، لم يكن هناك أندية رسميّة، أو تدريب وتطوير، كما هو الحال اآلن. يستذكر تلك األيـــام، حـيـث، بحسب قــولــه، تــذهــب لـلّــعـب عــــاري الـقـدمـيـن، وتـعـود بــأقــدام مهترئة، وكـــان الطموح األقصى أن يتم اختيارك لتلعب مع فريق المدرسة، كان هذا الهدف أهم من الفوز بكأس العالم، وذلك بسبب التنافسيّة الــقــويّــة عـلـى مـسـتـوى تـلـك الـمـنـاطـق، و»شيكس» أمضى حياته في كرة قدم الحارات والحواري، وهذا ما انعكس على شخصيتي. ومــن جـانـب التعلق بـاألنـديـة، يقول «شــيــكــس» كــنــا مـحـكـومـيـن بـــالـــدوري االيــــــطــــــالــــــيّ، والـــــــــــــدوري اإلنــــجــــلــــيــــزيّ، والمنتخبات، فكان التعلّق بكرة القدم مختلف عـن الـوقـت الـحـالـي، فــإذا كنت تــمــثّــل أي العــــب مـــن الالعـــبـــيـــن الـكـبـار بـمـهـارتـه، أو حـتـى مــن نـاحـيـة الـشـكـل، وقصّة الشعر، هذا كان حلم، وانعكاس لشخصيتك، فـكُــرَة القدم هي الوحيدة التي كانت تعطيك مساحة للعب، ألن البيئة الحاضنة ال يوجد فيها مساحات تعليميّة،أو نشاطات،أو حتى حدائق، ال يوجد غير كرة القدم، فأصبحت مُجبرًا أن تتجه لهذه اللُعبة، و»شيكس» لم يكن العبًا مميزًا، كنت العبًا عاديًا، لكن «ما عليه العين»، وبسبب شغفي بكرة الـــقـــدم، دخــلــت مــجــال الـتـعـلـيـق، وقـت ،2003 بطولة «كوبا ليبرتادوريس» في وفازت فيها «بوكا جونيورز»، ولَعِبَت في نهائي كأس العالم لألندية مع «آي سي ميالن»، وكان وقتها التعليق بالنسبة لي «خيال». «صدفة» بـــدأ شـغـف محمد عـلـي فــي المجال الرياضي «صدفةً»، بسبب موقف حصل معه في عطلة «يوم المعلّم»، ويتحدث عن تلك «الصدفة»، حيث أُقيمَت مباراة بين األساتذة والطلبة، وصدمني األستاذ المشرف آنذاك بإقصائي عن اللعب في الــمــبــاراة، وطـلـب مني عِــوضًــا عـن ذلك التعليق في المباراة النهائية، وكان ذلك شرطه ليدخلني فريق المدرسة أيضًا، ا قـبـلـت الـطـلـب مُـــجـــازِفًـــا، وكـانـت وفــــع ًل أصعب مباراة أعلِق عليها.. أُشاد األستاذ بـأدائـي وقــال لـي»هـذه بداية الطريق»، لكنّي لم أقتنع. وصــــار مــعــروفًــا أن شـيـكـس مـعـلّــق، ، إلى أن أتت ٢٠٠٩ و ٢٠٠٨ بين عامي بـطـولـة «ســـداســـي إربـــــد»، كــانــت تضم فـريـق، مـا بين ٦٤ أنـديـة مختلفة فيها أندية رمضانيّة، وأندية الدرجة الثانية، وفــــــرق الـــــحـــــارات والــــــحــــــواري، وقـــامـــت ٤٠٠٠ المباراة النهائية أمام جمهور بلغ مُشجع، نادوا «شيكس» يعلّق، مضيفا أنه مع التشجيع والهُتاف «طلعوني فوق الخزانات»، بعدها صدر خبر في جريدة الدستور «الشوّالي يعلّق على مباراة في سداسيات الكرة في إربد». وعن تجربته في تلك المباراة، يقول إن كل هذا جرى بعد تعليقي على مباراة ، «طرت وخف ٢٠٠٩ مدتها ساعتان في عـقـلـي»، أيُــعـقـل هــذا مستقبلي؟..هل أُكـمـل فـي هــذا الـمـجـال؟.. وأنـــا أكملت الــثــانــويــة الــعــامــة وتــوقــفــت، ثـــم دخـلـت .٢٠١٤ المسرح وعملت فيه إلى عام وبــعــد ذلـــك بـــدأ مـحـمـد عـلـي العمل 9 فــــي إذاعــــــــة «جــــــي بــــي ســــــي» قـــبـــل ســــنــــوات، وقـــــت مـــونـــديـــال الـــبـــرازيـــل، وكانت هذه نقطة التحوّل، وقرر العودة للتعليق الرياضيّ، وبدأ بصناعة المواد االستقصائيّة، وتحاليل رياضيّة، وكذلك عمل كشّاف ومراقبة لبعض الالعبين، واستمر بهذا العمل إلى اآلن. وعــــن تــعــلّــقــه بـــهـــذا الـــمـــجـــال، يـرجـع سببه إلى رغبته بكسر حواجز كثيرة في حياته، ولتعريف الناس بالكرة، وبأميركا الجنوبيّة، وبحضارات العالم، وليشارك معرفته مع الناس. مسيرة حافلة فــــي إذاعــــــة»جــــــي بــــي ســـــــي»، عــلّــق مباراة، عبر 650 «شيكس» فيها على اإلذاعـــة، ويقول إن هـذا صعب جــدًا، أن تـكـون معلقًا ريــاضــيًــا، ومــذيــعًــا، ونـــاق ًل ا الــصــورة إلـــى صـــوت، كـــان هـــذا مــن عـام حيث ٢٠١٨ ، وفــي ٢٠١٨ إلــى ٢٠١٤ حصل على جائزة «أفضل معلق عربي من قنوات بي إن سبورت»، وعلّق على نـهـائـي «كــيــيــف» بـيـن «ريـــــال مــدريــد» و»ليفربول». انـــضـــم لــقــنــوات ٢٠٢٠ وفـــــي عــــــام الجزيرة «او تو»، التي هي منصة تابعة للجزيرة األم، وقـــدّم برنامج «شيكس تـــــاديـــــوم»، بـــرنـــامـــج تـحـلـيـلـي قـصـصـي، ثـم ارتـفـع لمستوى أعـلـى مـن التعليق الـريـاضـي، إلــى كتابة الــمــواد الصحفية االســتــقــصــائــيّــة، وقــصــص الالعـــبـــيـــن، أو الـوجـه اآلخـــر لـكـرة الـقـدم، أدبـيًــا وثقاقيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وتسليط الضّوء عـــلـــى كـــثـــيـــر مـــــن األمــــــــــور، بــــعــــيــــدًا عـن المستطيل األخـضـر، تــوّج هـذه التجربة بالمركز الخامس 2021 بالفوز في عام على مستوى آسيا في البرامج الرياضية. وفـــي نـفـس الــعــام قـــدّم محمد علي مادة بعنوان «الوجه اآلخر لخوان رومان ريكيلمي» وهو العب أرجنتينيّ، فاز فيها بـجـائـزة أفـضـل تحقيق استقصائي من «المجلة الصحفية الرياضيّة العالميّة» فــــي الـــــدوحـــــة، عـــلـــى مـــســـتـــوى الـــعـــالـــم، منافسًا وقتها لـ «بي بي سي»، و»سي ان ان»، و»اس بي سي»، وغيرها الكثير، حيث سلط الضوء على الالعب إنسانيًا أكثر من كونه العبًا لكرة قــدم، وحصل على المركز األول على آسيا، واألول على المنطقة العربيّة. الكاريزما الالتينية في التعليق يـــقـــول «شـــيـــكـــس» إن ســبــب حُــبـي ألمــريــكــا الـجـنـوبـيـة، وثـقـافـتـهـا، وأدبـــهـــا، وفـنّــهـا، وأفالمـــهـــا، وتـاريـخـهـا، وأبـطـالـهـا، ألنـــهـــم مَـــهـــد الــــكــــرة ال غـــيـــرهـــم، مـهـمـا حـاولـت أوروبــــا، فالتعليق هـنـاك أشبه بالموسيقى، المعلق العربي يقدّم لك شعرًا، المعلق االنجليزي هــادئ، يقدّم مــعــلــومــات، الـمـعـلـق الالتـــيـــنـــي يمضي دقيقة يهتف مع الجمهور، فهذا ما ٩٠ جعلني أتـخـذ الـمـدرسـة الالتـيـنـيـة، على حــســاب مــدرســة الـشـعـر الــعــربــيّــة، وأنــا كذلك درست المدرسة األوروبيّة، فهي جميلة، ومقبولة، وتعطيك معلومات، لكن ال أفضّل مدرسة الشعر العربيّة في التعليق، فالالتينية توصِل المعلومات مع اإلحساس بالحماس. الفرق بين التعليق العربي والتعليق الالتيني واألوروبي يعتقد محمد علي بأن العربي يميل إلى السجع أكثر، فالمشاهدون يحبون المشاعر، من يضخّم األفـعـال، ويتغنّى بها، أمـا بأمريكا الجنوبية، ال يوجد هذا الــتــضــخــيــم،وتــســتــطــيــع ســـمـــاع صـــوت الجمهور وهتافه، ألن المعلق الالتيني يُعطي مساحة للجمهور، عكس المعلق العربي الذي ال يصمت أبدًا، حتى تجد في بعض األحيان المعلق العربي يتنمّر على العـب إذا لـم يجد موضوعًا كـرويًــا يعلّق عليه، وهذا تصرف غير سليم إطالقًا. القدوة والمُلهم يـــعـــتـــبـــر «شــــيــــكــــس» أن الـــمـــعـــلّـــق التونسي حسني الـزغـدودي هو قدوته في التّعليق الـرّيـاضـيّ، فقد كـان معلقًا عـــلـــى بـــطـــولـــة «كــــوبــــا ســـــود أمـــريـــكـــانـــا» و»كوبا ليبرتادوريس»، وعلّق أيضًا على «الــــدوري األرجـنـتـيـنـي»، ويـــرى أن هذه الشخصية بالنسبة لي كانت «خيال»، ، وأتذكر 2008 – 2007 وهـذا في عـام تعليقه حينها على نهائي بطولة «كوبا لــيــبــرتــادوريــس» بـيـن فـــرق «غـريـمـيـو» و»بوكا جونيورز»، وهذه مباراة يصعب أن تتكرر. ويـؤكـد أن حسني الـــزغـــدودي قـد أثر عـلـى أســلــوبــي، وأعــطــانــي اإللـــهـــام، لكن بالطبع لـكـل شـخـص أُسـلـوبـه الـخـاص، وهو أُسلوبه مختلف، وال يوجد شخص يُــولَــد ومـعـه أُســلــوب، حـتّــى «الـمُــغَــنّــي» يبدأ بتقليد النجوم، ومع الممارسة يبدأ باكتشاف أسلوبه الخاص، وكذلك األمر في التّعليق. جائزة الكرة ال هبية للصحافة الرياضية يـــقـــول مـحـمـد عــلــي « دار فـــي بـالـي حـيـنـهـا عــــدم تــقــديــر الــبــلــد لـمـوهـبـتـي، وخـــوف المَعنيين مِـــن الـتـجـديـد، ألنهم بـبـسـاطـة «ديـــنـــاصـــورات»، وال يــريــدون مـــن الـجـيـل الـصـغـيـر الــصّــاعــد أن يـأخـذ مكانهم، ويـحـدثـوا التّغيير، والمؤسف هو وجود مئات وآالف الحاالت الشبيهة لحالتي، ال يأخذون الفرص الكافية إل هار مواهبهم.» ويعبّر عن مدى سعادته حين استالم الجائزة، «ألنني لم أتوقع أبــدًا أن أصِــل إلى هذا المكان، ولحظتها «أنا ارتحت» وقـــلـــت لـنـفـسـي «خــــلــــص.. أنــــا عملت الـلـي عـلـي»، وكـنـت مصممًا على هذه الـجـائـزة «رح أفـــوز فيها يعني رح أفـوز فيها»، واجـتـهـدت فـي سبيلها، وكتبت مادة صحفية سَهِرت عليها ليال طويلة، وأنجزت المادة وصنعت منها «فيديو» على «الجزيرة»، ورسمت في يوم من األيام أن أكون مُعلّقًا على نهائي «دوري أبطال أوروبا».. وفعلتها. تجربة الجزيرة «او تو» في برنامج «شيكس تاديوم» يـقـول محمد عـلـي إن هـــذه التجربة أخرجتني من اإلطار المحليّ، و»الجزيرة» تــــطــــوّرك، ألنــــك تـدخـلـهـا مـــن احــتــرافــيّــة إلـــى احـتـرافـيـة «قـــصـــوى»، جـــزء بسيط مـن الخطأ ممنوع، فتتعلم هـذا الصّبر واالحــتــرافــيّــة، وتطلقك لجمهور عـربـي واسـع، و»الجزيرة» جمهورها ال يقتصر عــلــى قــطــر والــخــلــيــج، وهــــي ال تـخـاطـب الـشـبـاب فـقـط بــل تـخـاطـب شخصيات مرموقة وعلى مستوى عالٍ، فتترك فيك األثر، و»الجزيرة» هي من صدرتني إلى العالم العربيّ. ويرى أن فكرة الحصول على مساحة فــــي الــتــعــلــيــق الــــريــــاضــــي، والــصــحــافــة الـــريـــاضـــيـــة فــــي «الـــــسّـــــوق» الـــمـــصـــري مـسـتـحـيـلـة، ألن «الــــسّــــوق» الــمــصــري صعب للغاية، لكن «الجزيرة» فرضتني فيها، وفرضتني في الجزائر، والمغرب، وفرضتني في السعوديّة، وبالتالي لها الفَضل الكبير، فأنا لـم أكــن أعلم كيف أسرد القصص، لكن «الجزيرة» علمتني ذلـــــك، وعـلـمـتـنـي كــيــف أقـــــوم بـالـبـحـث والكتابة، وكيفيّة إدخال مصادر حقيقيّة في القصّة، وأن تصنع قصة من ال شيء. الشغف بالرياضة الالتينية يـــؤكـــد «شـــيـــكـــس» أن طــفــولــتــه ومــا عــاصــره مــن كـــرة الــقــدم لــه األثـــر الكبير بشغفه بـكـرة الـقـدم بأمريكا الالتينية، وكمية المواهب التي رأيناها في أميركا الجنوبيّة ال تُعَد وال تُحصى، وال يُقارن بها الالعـــب األوروبــــي، أي كـان هـذا الالعــب، ال يُقارن بروعة، وإبــداع، ومهارة الالعب الالتـــيـــنـــي، والـمـنـتـخـب الــبــرازيــلــي كــرة القدم عنده رقــص، وسحر، والمنتخب األرجـــنـــتـــيـــنـــي كــــذلــــك، والـــشـــغـــف عـنـد الالعــبــيــن غـيـر مـــوجـــود فـــي أوروبـــــا كما هـو فـي أمـيـركـا الجنوبية، الجماهيريّة كذلك غير مـوجـودة في أوروبـــا كما في الـــدول الالتـيـنـيّــة، واللغة المحكيّة لغة جميلة ومن اللغات الرومانسيّة، واللغة اإلسـبـانـيّــة فـي لكنات أمـيـركـا الجنوبيّة هي المقرّبة لقلبي، وأحــب أن أقــرأ في أدب أميركا الجنوبيّة، وأحب الموسيقى والـــرقـــصـــات الالتـــيـــنـــيّـــة.. «الــكــومــبــيــا» و»السامبا» و»السالسا» و»التانغو». ويشير إلى أن هذا يوضّح قوّة اختالف الثقافات من سكان أصليين لمهاجرين لــمــواطــنــيــن الســتــعــبــاد جــــاء مـــن قِــبَــل «األوروبيين»، واألميركي الجنوبي شبيه جـدًا للعربيّ، واألوروبــيــون ال يشبهوننا، «لو تكلمت مع شخص التيني ستكتشف وكـأنـك تتكلم مـع عـربـيّ، وال تشعر بأنه غريب عليك»، واللغة اإلسبانيّة ليست صعبة، والالتينيّة قريبة من اإلنجليزيّة، ومُطعَمَة باللغة العربيّة. تناقض الفيفا وازدواجية المعايير يرى «شيكس» أن كرة القدم ليست فقط رياضة، هي انعكاس ثقافي ديني ســيــاســي اجــتــمــاعــي عــلــى الـمـنـظـومـة، ومـــثـــال ذلـــــك، عــنــدمــا نـتـكـلـم عـــن منع «الفيفا» لمشاركة أندية روسيا بسبب اجتياحها ألوكرانيا، وبنفس الوقت يتم دعــــم أنـــديـــة الـمـسـتـوطـنـات الــتــي تـقـام عـلـى أراضــــي الـضـفـة الـغـربـيـة، وال أقــوم بالتصفيق على عدم إدانتها، فأنا شريك في هـذا األمــر، وعندما تعطي «الفيفا» صالحية لبعض الدول األوروبية أن تنظر إلــى المنطقة العربية كأنهم قـــرود، وال تقوم بمعالجة العنصرية لديهم، وتنظر لنا نحن كمجرمين، وبنفس الوقت هي تدعم عمالة المهاجرين غير الشرعيين في بناء المالعب في أوروبا. ويـتـابـع «نـحـن نعيش فـي ازدواجــيــة معايير، فيجب على «الفيفا»أن تبتعد عـن الـسـيـاسـة، وإبــعــاد الـريـاضـة بشكل كـلّــي عــن الـسـيـاسـة، ولـكـن عـنـدمـا يتم فـــرض أمــــور ال تـتـنـاسـب مـــع الـمـفـهـوم الثقافي على األقـــل، وبما أن «الفيفا» تتقبل اآلخرين، فيجب عليها أّل ا تتحول إلى محكمة تفتيش.» ويعتقد بــأن «الفيفا» لـم تـدافـع عن الالعبين ذوي البشرة السمراء، الذين يتعرضون ألسـوأ أشكال العنصرية في ايـطـالـيـا، «الـفـيـفـا» لـم تـدافـع عـن كمية الشعارات النازيّة الفاشية التي تنطلق من شرق أوروبا، وعن «اإلسالموفوبيا» الموجودة هناك في مالعب كرة القدم، «الفيفا» تتخذ معاييرا مزدوجة، وكذلك هــــي تـــدعـــم آلـــــة الــــحــــرب لـــــدى الــكــيــان الغاصب، وتدعم صــورة الرجل األبيض األميركي. تأثير ازدواجية المعايير على متعة كرة القدم يعتقد «شيكس» بأن يعود هذا إلى ثقافة المشاهد، فالمشاهد الذي ال يتخذ موقفًا في حياته، هذا مشاهد «وهم»، عـنـدمـا أرادوا أن يــذهــب كـــأس الـعـالـم إلـــى مكسيك، خـرجـت نـفـس األصـــوات ــهــرت فــي مـونـديـال «الـــنـــاقـــدة» الــتــي قطر، فمشكلتهم ليست مـع قطر، بل مــع دول الـعـالـم الــثــالــث، لـديـهـم عقدة من منظورهم للشخص أو لباقي العالم بأنهم أقــل منهم، «الـفـيـفـا» نفسها لم تدافع عن هذا الشيء، لكن من يتحدث عـــن أي دولــــة أوروبــــيّــــة فــــإن «الـفـيـفـا» ستعاقبه، وهذه أكبر ازدواجية معايير، فعندما يقوم الالعب «ليفاندوفيسكي» بـكـتـابـة رأيــــه الــشــخــصــيّ، بــأنــه يـجـب أ ّل ا تلعب روسيا، ويتم التصفيق له، وبنفس الوقت االتحادات العربية تقوم بتقديم طلب «للفيفا»، بــأن هنالك انتهاكات إسرائيلية بحق الالعبين الفلسطينيين بتطهير ممنهج، وتطهير عرقي، وتطهير واضـح، واستهداف واضـح، و»الفيفا» ال تفتح تحقيق أبـدًا!.. وعندما تتحدث عن حريّة التعبير، «مسعود أوزيـــل» قُهِر، وقُتِل رياضيّا، عندما تحدث عن مسلمي اإليغور، ولم تدافع عنه «الفيفا». جماهير الكرة الالتينية يقول إن هذا يفسّره كتاب «إدواردو غـــالـــيـــانـــو» بـــعـــنـــوان «كــــــرة الــــقــــدم بـيـن الــشــمــس والــــظــــل»، الــشــغــب بـأمـيـركـا الجنوبية هو انعكاس للحالة االجتماعية، والقهر الــذي تعيشه أميركا الجنوبية، بسبب الـسـيـاسـات الـدكـتـاتـوريـة، على ســبــيــل الـــمـــثـــال، رقـــصـــة «الـــســـامـــبـــا»، ـــهـــرت مـــن أجــل هـــي رقـــصـــة الــعــبــيــد، مقاومة االستعمار، وكذلك «التانغو»، فـــنـــحـــن نـــتـــحـــدث عـــــن تـــــاريـــــخ مـــؤصّـــل فــي أمــيــركــا الـجـنـوبـيـة فــي الـتـعـبـيـر عن ا في أنفسهم، فأنت عندما تكون عـــامًل منجم فـحـم ويـومـيـتـك دوالر، فالمكان الوحيد الـقـادر أن تفرغ غضبك فيه هو الملعب، فكما تحدث «إدواردو غاليانو» عـــن أمــيــركــا الــجــنــوبــيّــة، وصــــل عـنـدهـم التشجيع وحالوة الطقوس، وتحديدًا في األرجنتين، لو تعمقت أكثر لوجدت أن الجماهير يتمنون عند موتهم أن يُكفنوا بـــأعالم األنـديـة التي يشجعونها!..وهذا جـــاء بسبب حبهم وتعلقهم بـالـنـادي، ويـعـتـبـرونـه انـعـكـاس لــهــم، مجتمعات فقيرة تفرّغ حزنها وتعبها بكرة القدم، وفــي األرجـنـتـيـن، الـــدوري المحلي فيها أهم من «دوري أبطال أوروبا»، وأهم من «كأس العالم»، واألندية تقسّم حسب المناطق، وحـالـة التشجيع هـذه جـاءت بسبب الفقر الـمـدقـع، نسبة التضخم في األرجنتين عالية جدًا، والعملة فقدت قيمتها، وهــذا كلّه خلق حالة تنافسيّة عظيمة جدًا. مُعلّق «الغالبة» محمد علي «الشيكس».. من التعليق فوق «الخزانات» إلى التعليق على نهائي أبطال أوروبا.. ࣯ ي عياصرة وعبد الرحمن راشد � ن � ي رموك – عو � صحافة ال ࣯ ي رموك- نسرين هشام � صحافة ال «الزم انا بدي أخاطر بحالي و بروحي مش مشكلة المهم اوصل الصورة واوصل قذارة االحتالل اللي بعملها فينا». يـروي الصحفي الفلسطيني محمد ابـو عبيد من خان يونس الذي يعمل على تغطية جرائم االحتالل االسرائيلي ومعاناة الشعب واألطفال في قطاع غزة متنقال بين رفح وخان يونس في قطاع غزة. يعود أبو عبيد بالذاكرة إلى بداية تغطيته قائال «بداية الحرب كنت أغطي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، في مكان تمركز الصحفيين، وبعد النزوح من غزة نزحت على خــان يـونـس وبـدأنـا التغطية مـن مستشفى ناصر، ثـم على رفــح المستشفى الكويتي واآلن فـي المحافظة الوسطى بعد أن خرجت من رفح، وأتردد ما بين خان يونس ورفح اآلن». وبحسب مكتب اإلعالم الحكومي في القطاع ارتفعت حـصـيـلـة الــشــهــداء الـصـحـفـيـيـن نـتـيـجـة عـــــدوان االحــــتالل شهيدا. ١٧٢ اإلسرائيلي المتواصل على غزة إلى ويتابع حديثه عن معاناته خالل التغطية وبالرغم من أن الصحفيين يحيدون عن األماكن الخطرة ونبتعد عنها ونقف في مكان بعيد، إال أن االحتالل يعمد إلى استهداف الصحفيين بشكل ممنهج وهذا ما أعانيه خالل التغطية، فهو لديه الطائرات المسيرة التي تحتوي على كاميرات عالية الدقة تطلق علينا النار وتقصفنا،» مشيرا إلـى أن االحــتــ ل يستطيع التمييز ومـعـرفـة الصحفيين إال أنـه «يتعمد قصفنا وقتلنا وترهيبنا وإبعادنا عن تغطية الصورة ونقل الحقيقة في قطاع غزة». وفي لحظة السترجاعه قصص قصف االحـتالل لمنزله تابع أبو عبيد «وصلني خبر استهداف منزلي حين كنت أعمل على التغطية في مكان قريب منه خرجت أركض من مكان التغطية مع سيارات اإلسعاف ألتفقد إن كان أهلي بخير أم ال والحمد هلل كانوا بخير و بصحة جيدة لكن منزل الجيران كله تهدم وكان بينهم شهداء وإصابات، وأكملنا التغطية». كان أبو عبيد يعمل في أحد األيام على التغطية كعادته فتفاجأ بخبر استهداف منزل قريب من مكان التغطية وفيه عدد من الشهداء فتحرك مع سيارات اإلسعاف التي تبقت إلسعاف المصابين والشهداء لتغطية هذا الخبر. ويقول «حين بـدأت التصوير كنت أتساءل عن هوية الشهداء فـوجـدت زوج أختي بين الشهداء فلم أتمالك نفسي،» مضيفا «تعبت وتألمت ووقفت يوما كامال عن التغطية لم أستطع أن أعمل كنت مصدوما من الخبر و من الواقع، دفنته بيدي وبعد يومين كان علي أن أكمل التغطية». ويـضـيـف فــي حــادثــة ثـالـثـة «ذهــبــت ألغـطـي اسـتـهـداف مـجـمـع الــــــهالل األحـــمـــر مـسـتـشـفـى الــــــهالل األحـــمـــر في مدينة خان يونس، فكنت موجودا هناك لتغطية جريمة االحـتالل فقد قصفوا المرضى، وبينما كنت أقوم بعملي تم استهدافي وأصبت بشظايا في الدرع وفي قدمي وفي نظارة الحماية التي كنت أرتديها». ويكمل روايـــة مـا حــدث معه قـــائال: «قـلـت فـي نفسي لـوهـلـة أنـــا ضـحـيـت بـــروحـــي وكــنــت سـأسـتـشـهـد بسبب تغطيتي اإلخبارية فسوف أتراجع ولكن في نفس الوقت ذهـبـت المستشفى تـعـالـجـت،» مبينا أنـــه عـــاد إلكـمـال التغطية، قائال «هذه بلدنا». يـحـافـظ أبـــو عبيد عـلـى الـــتـــوازن النفسي بـيـن العمل الــصــحــفــي والـــتـــأثـــر بــــاألحــــداث الـــصـــادمـــة، فـبـعـد الـتـعـب والصدمات يحاول أن يكون قويا إليصال الحقيقة حول ما يفعله االحـتالل بالمدنيين ويقول «وصلنا لمرحلة يجب علينا أن نتعايش مع هذا األلم وهذا الفقد وهذه المرارة وهــذه الحياة الصعبة» التي يعيشها كل من في داخل القطاع. فقد محمد بيته الذي قضا حياته يعمل على بنائه وفقد زوج أخته وإخـوانـه وأوالد إخوته ولكنه في كل مـرة كان يحاول العودة إلى صوابه ويتعايش مع كل هذه األحداث ليعود لممارسة عمله الصحفي. يكتم أبـو عبيد األلـم في قلبه ليظهر بشخصية البطل الذي عليه أن يكمل في تغطية جرائم االحتالل. عين الحقيقة وسط نيران االحتالل ... محمد أبو عبيد يتحدى رصاص االحتالل لنقل معاناة غزة المعلق محمد علي «الشيكس» المصدر : بيت الصحافة - فلسطين
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=