صحافة اليرموك

٢٠٢٤ تشرين الثاني ١٠ _ ١٤٤٦ جماد أول ٨ األحد 4 شرفات ࣯ ي رموك- حمزة زقوت � صحافة ال رسم الكاريكاتير أحد أشكال التعبير الفني الـتـي تجمع بين النقد والسخرية مـن خالل خطوط وألوان قد تبدو بسيطة للوهلة األولى، لكنها فـي الحقيقة تتجاوز الـحـواجـز اللغوية والثقافية لتصل إلـى جمهور واســع، وتحوي في ثناياها معاني كثيرة قد ال يستطيع الكالم إيصالها، وقد أصبح الكاريكاتير في السنوات األخيرة أداة قوية لتوجيه الــرأي العام وإثـارة النقاشات حول القضايا الساخنة في العالم. وفـي حـوار أجرته جريدة صحافة اليرموك مع رسـام الكاريكاتير عمر الـعـبـدالالت، الذي يـعـد مــن أبـــرز الفنانين الـمـؤثـريـن مــن خالل رسوماته حول القضايا اإلنسانية والسياسية والـثـقـافـيـة، تــحــدث عــن دور الـكـاريـكـاتـيـر في تسلط الضوء على القضية الفلسطينية، وكيف أثرت مواقع التواصل االجتماعي على انتشار هذا الفن، وحال الكاريكاتير في الوطن العربي، وغيره من المحاور التي سنتعرف عليها خليها خالل هذا اللقاء. ويرى العبدالالت أن دور هذا الفن مهم جدا وخاصة في إيصال الرسائل والتعبير عن الرأي دون الحاجة إلى الكتابة أو الكالم، موضحًا أن «رسمة واحدة تغنيك عن مئات المقاالت». ولفت إلى دور رسـام الكاريكاتير في نشر الوعي بالقضايا اإلنسانية والثقافية من خالل الرسومات، إذ إن فعالية الكاريكاتير كبيرة في استقطاب الرأي العام نوح هذه القضايا. دور الرسم الكاريكاتيري في دعم القضية الفلسطينية يؤكد العبدالالت على الدور األساسي الذي يلعبه فن الكاريكاتير في تسليط الضوء على األحــداث الراهنة وتوجيه الـرأي العام العربي نحو موقف حقيقي من القضية الفلسطينية. وقـال إن للكاريكاتير دور مهم في إيصال تـــاريـــخ الـــصـــراعـــات وتـفـاصـيـل األحــــــداث على أرض الـــواقـــع للمتلقي فــي الــغــرب أو خــارج الوطن العربي، مشيرًا إلى أن الكاريكاتير قادر على اختزال المئات من المقاالت في صورة واحـــدة، مما يسهم فـي زيـــادة الـوعـي وإظهار عــدالــة الـقـضـيـة الفلسطينية وحـــق الشعب الفلسطيني في أرضه. وأضاف العبدالالت أن التغيير الحقيقي ال يـأتـي مــن الـكـاريـكـاتـيـر وحــــده، بــل حـيـن يقف رســام الكاريكاتير بجانب الناشط واإلعالمــي والدبلوماسي لتوصيل الرسالة ذاتها، مشيرًا إلى إمكانية إحداث تغيير كبير عندما يجتمع رسامو الكاريكاتير في الوطن العربي والغربي فــــي وحــــــدة وتــــوافــــق حـــــول عــــدالــــة الـقـضـيـة الفلسطينية. ولفت إلى أهمية التوازن بين الجانب الفني والسياسي في أعماله، موضحًا أن على الرسام متابعة األحداث باستمرار حتى تضيف العمق ألفكاره وتبعدها عن السطحية، وتجنب الوقوع في مصيدة خطاب الكراهية والتحريض، إذ إن هذه المتابعة العميقة تظهر في الرسائل الموجهة للجمهور من خالل الرسومات وتعزز مصداقية رسائله. وأكــد الـعـبـدالالت على ضـــرورة أن يتناول الرسام القضايا من منظور محايد، بحيث تكون قراراته نابعة من التحليل المتأني والعقالني وليس من منطلقات عاطفية. وأوضح أن مواجهة التحديات في رسوماته المتعلقة بالقضية الفلسطينية تتطلب تبني الحيادية في الطرح لكسب تأييد عالمي واسع ا ، قيم واستقطاب أكبر عـدد من الجمهور أوًل التعبير عند الرأي بوضوح. وحــــذر الـــعـــبـــدالالت مـــن الــتــنــاول الضيق لـلـمـسـائـل حــتــى ال تُــفــهــم الـــرســـالـــة بـطـريـقـة مغايرة للهدف المقصود، مّــا قـد يسيء إلى الفكرة األساسية ويبعد الجمهور عن الرسالة، مــشــددًا على ضـــرورة تحكيم العقل وتجنب االنحياز العاطفي في اتخاذ الـقـرارات لضمان المصداقية والموضوعية. أثر مواقع التواصل االجتماعي على الكاريكاتير ولفت العبدالالت إلى دور وسائل التواصل االجتماعي في تعزيز انتشار فن الكاريكاتير، مشيرا إلى أنه لم يكن محظوظا في الوسائل الــورقــيــة الـتـقـلـيـديـة، لـكـن وســـائـــل الـتـواصـل قـدمـت لـه منصة واسـعـة للتعريف بأعماله والــتــواصــل مــع كــبــار فـنـانـي الـكـاريـكـاتـيـر في العالم، وسهّلت عليه المشاركة في فعاليات وورش عمل كمتحدث، مّــا أتـــاح لـه الفرصة لعرض أعماله في معارض دولية. وفـــــي حـــديـــثـــه عــــن تـــأثـــيـــر الـــرقـــمـــنـــة عـلـى طبيعة الـجـمـهـور وردود أفـعـالـهـم، أشـــار إلـى أن «طوفان الخوارزميات» أصبح عائقًا كبيرا أمــــام انــتــشــار األعـــمـــال الــفــنــيــة، مــوضــحًــا أن القواعد والخوارزميات التي تعتمدها منصات الــتــواصــل االجـتـمـاعـي بــهــدف زيــــادة الـعـوائـد التجارية، تؤثر سلبًا على مصداقية المحتوى وتحد من وصوله للجمهور. وأضاف العبدالالت أن «تلك القواعد التي وضعتها هذه المواقع، ومعظمها في أميركا وآسيا، تجعل من الصعب على الفنانين إيجاد فرص لنشر أعمالهم بشكل فعّال، فالمفاهيم الثقافية تختلف من مكان آلخر، مّا يؤثر على كيفية استقبال الجمهور لألعمال الفنية». النقد الفني وتأثيراته وأوضــح أن النقد البنّاء هو ما يدعم تطور الفنان ومـشـروعـه، إذ إنــه يــرى ردود الفعل، حتى لو كانت متباينة، تعزز من حيوية النقاش وتثري الفكرة. وأكـــد أهـمـيـة االســتــفــادة مــن الـمالحـظـات المقدمة من الخبراء في مجال فن الكاريكاتير، إذ إنها تساهم في تحسين األفكار والمحتوى، محذرا في المقابل من النقد السلبي الذي ال يضيف قيمة إيجابية ويعد عائقا أمام التطور الشخصي والمهني. وبــيّــن الــعــبــدالالت أن الـنـجـاح الحقيقي ال يُقاس باألرقام أو عدد المتابعين، بل يكمن في قيمة العطاء والمصداقية التي يحملها الفنان، ا «إن التأثير ال يعني الوصول إلى ماليين قائ ًل األشخاص، بل يمكن التأثير الحقيقي أن يحدث إذا تمكنت من إلهام ولو عدد قليل من الناس ودفعهم للتغيير وإعطائهم صوتًا أقوى». حال الرسم الكاريكاتير في الوطن العربي وأشـــار الـعـبـدالالت إلـى أن فـن الكاريكاتير العربي يمر بمرحلة تراجع مقارنة مع الفنانين في الدول الديمقراطية، مضيفا أنه مع بداية الـربـيـع الـعـربـي كـــان هــنــاك نـهـضـة فــي حرية التعبير، لكن تـم قمعها الحـقـاً، مّــا خلق حالة من الخوف بين صناع المحتوى. وأوضح العبدالالت أن فن الكاريكاتير علّمه منذ انـطالق الربيع العربي أن يكون جـزءا من هذا العالم والبشرية، مشيرا إلى أن تحقيق إعمار حقيقي في األرض يتطلب من اإلنسان الـــشـــعـــور بــمــســؤولــيــتــه تـــجـــاه هــــذا الــكــوكــب والبشرية، والمساهمة في نهضة الشعوب وتقديم دعم حقيقي للحضارات والثقافات. وخــتــم الـــعـــبـــدالالت ذاكــــــرًا أن الـكـثـيـر من الشخصيات النضالية تلهمه، مثل نيلسون مانديال والمهاتما غاندي، ومن أبطال النضال العربي ضد االستعمار، كما أشــاد بالناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ لصوتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومعارضتها الزدواجـيـة العالم واهتمامه بالقضايا البيئية وتـرك القضايا اإلنسانية، معبرا عن أمله بأن تتحلى البشرية بروح النضال من أجل الحرية والحق، تماما كما فعل هؤالء الشخصيات. رسام الكاريكاتير العبدالالت: رسمة واحدة تغنيك عن مئات المقاالت ًتراجع الكاريكاتير في الوطن العربي.. خوارزميات مواقع التواصل االجتماعي تحد من انتشار الكاريكاتير وحرية التعبير تم قمعها عربيا ࣯ ج ميلة منصور � - ي رموك � صحافة ال في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتنوع فيه مصادرها، أصبح من الضروري أن نتناول تأثير مـواقـع الـتـواصـل االجتماعي على معايير الجمال وكيفية تشكيلها للهوية الفردية. تطرح هذه الظاهرة تساؤالت عميقة حول تأثير المحتوى المرئي على تقدير الــذات، حيث يواجه األفــراد تحديات نفسية نتيجة المقارنات المستمرة مع صور مثالية غالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع. على الرغم من أن الكثيرين يتفاعلون مع هذه المعايير بشكل يومي، فإن الضغوط الناتجة عنها قـد تــؤدي إلــى مشاعر عــدم الـكـفـاءة والـقـلـق. ومع استمرار انتشار هذه المعايير، يصبح من الضروري أن نُعزز الوعي بأهمية الصحة النفسية ودعم األفراد في تطوير نظرة إيجابية تجاه أنفسهم. يتطلب هذا األمـر استراتيجيات فعالة من المختصين لتوفير الدعم واإلرشـاد، مّا يسهم في خلق بيئة أكثر تقب ًل ا وتنوعًا للجمال، ويعزز من قدرة األفراد على مواجهة التحديات النفسية المرتبطة بهذه المعايير وتعتقد األخصائية في علم النفس إيمان الزعبي بأن معايير الجمال المتداولة عبر وسائل التواصل ا على األفراد، مّا االجتماعي تُشكِل ضغطًا نفسيًا هائ ًل قد يؤدي إلى مشاعر القلق واالكتئاب، معتبرة هذه المعايير غالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع. وفيما يتعلق بتأثير المقارنات االجتماعية، تشير الزعبي إلى أن األفـراد يميلون إلى مقارنة أنفسهم باآلخرين، مّا يعزز مشاعر النقص وعدم الرضا عن الــذات، الفتة إلـى أن هـذه المقارنات قد تـؤدي إلى إحباط شديد، وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية. أمــا عـن دور وسـائـل اإلعالم، فتؤكد الـزعـبـي أن وســائــل اإلعالم تلعب دورًا مــحــوريًــا فــي تشكيل مفهوم الجمال لـدى الشباب والمراهقين، حيث تـعـرض صــــورًا مثالية ومـعـدلـة، مّـــا يـعـزز فـكـرة أن الـجـمـال مـرتـبـط بـالـنـجـاح والــســعــادة، وهـــذا يخلق ضغطًا نفسيًا كبيرًا، بحسب رأيها. وعـن الـعالمـات التي تشير إلـى التأثير السلبي لمفاهيم الجمال المتداولة على وسائل التواصل االجتماعي، توضح الزعبي أن االنسحاب االجتماعي، انخفاض مستويات الطاقة، والتغيرات في الشهية أو الوزن، تمثل جميعها مؤشرات على أن الشخص قد يعاني من آثار سلبية نتيجة لهذه المفاهيم. ولـتـعـزيـز قــبــول الـــــذات، تـنـصـح الـزعـبـي األفــــراد بالتفاعل مع محتوى إيجابي على منصات التواصل االجتماعي، وتعزيز العالقات االجتماعية الصحية، والتركيز على الصفات الداخلية بــدال مـن المظهر الخارجي. وبالنسبة لالستراتيجيات التي يمكن أن يتبناها المختصون، تقول الزعبي إنـه يجب تقديم الـعالج النفسي، وتنظيم ورش عمل حـول قبول الــذات، وتعليم مهارات التعامل مع الضغوط، مؤكدة على ضــــرورة تـعـزيـز الــوعــي حـــول تـأثـيـر وســائــل اإلعالم وتقديم الدعم االجتماعي لألفراد. وفيما يتعلق بدور اآلباء والمربين، تؤكد الزعبي على أهمية تعزيز الــحــوار المفتوح حــول معايير الـجـمـال، وتـقـديـم نـمـاذج إيجابية للقبول الـذاتـي، وتشجيع الشباب على تقدير الصفات الداخلية. أما عن الدراسات التي تدعم العالقة بين استخدام وسائل التواصل االجتماعي وزيـادة مشاعر القلق واالكـتـئـاب، فتشير الزعبي إلـى أن هـذا الموضوع يحظى باهتمام متزايد من الباحثين، حيث يرتبط استخدام هذه المنصات بالعديد من االضطرابات النفسية مثل االكتئاب وقلق صورة الجسد. وأخــــيــــرًا، تــقــدم الــزعــبــي نـصـائـح لألفــــــراد الـذيـن يشعرون بالضغط النفسي بسبب الصور المثالية، مثل «تقليل وقت االستخدام، وتحويل المحتوى إلى محتوى إيجابي، والتركيز على الصفات الجمالية الفريدة لديهم،» مشيرة إلى أنه وفي حال تفاقم الـــوضـــع، فـمـن الـمـهـم اســتــشــارة أخـصـائـي نفسي للحصول على الدعم المناسب. الجمال في عيون مواقع التواصل االجتماعي.. هل نحن محاصرون بمعايير غير واقعية؟ إحدى رسومات الفنان العبدالالت خلق استخدام الفالتر فروقات في الشكل بين العالم االفتراضي و الواقع

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=