٢٠٢٤ تشرين الثاني ٢٤ _ ١٤٤٦ جماد أول ٢٢ الأحد 5 سنابل ࣯ ي رموك- حلا الدباس ولمى العتوم � صحافة ال تميزت مدينة السلط بأحيائها القديمة ذات الصبغة المعمارية الفريدة المبنية من الحجر الأصفر بحيث تعود معظمها إلى العصر الذهبي للمدينة في الفترة الواقعة وبحكم طبيعة المنطقة المكونة 1920 و 1890 بين عامي من سلاسل جبلية وعرة فقد تم تكوين هذه الأحياء بطريقة أقرب ما تكون إلى البناء التراكمي بين الشوارع الضيقة والأدراج الـمـوصـولـة، بحيث تميزت بفتحات الشبابيك وأقواس الأبواب المنحوتة بمهارة فائقة. قـال مدير مديرية سياحه السلط عماد الرواحنة إن قطاع السياحة في مدينة السلط شهد تراجعا ملحوظا بسبب جـائـحـة كــورونــا، 2019 مـرتـيـن، الأولــــى فــي عـــام بسبب الأوضــاع في غزة، 2023 والثانية في أواخــر عـام مضيف ًًا أن هذه الأحداث أدت إلى انخفاض كبير في أعداد الزوار للمملكة بشكل عام وللمدينة بشكل خاص. وأضاف الرواحنة أن منذ إدراج مدينة السلط على قائمة بفضل تميزها في التسامح 2021 التراث العالمي في عام والضيافة الحضرية شهدت المدينة زيادة كبيرة في عدد الزوار سواء من العرب أو المحليين أو الوفود الأجنبية. وتابع الرواحنة أن هذا الإقبال يعزى إلى موقعها القريب مـن العاصمة عـمـان، وإلـــى الـتـنـوع الـثـقـافـي، الـحـضـاري، التاريخي والتراثي الذي تمتاز به، لافتًًا إلى أن السلط من أهم وأكبر المدن التي تحتضن مبان تراثية على مستوى مبنى تراثي في 659 المملكة إذ تحتوي على ما يزيد عن وسطها التاريخي. وذكر الرواحنة عدة عوامل في دعم التطور السياحي وزيـادة أعداد الـزوار إلى السلط منها توقيع اتفاقيات مع جامعة البلقاء التطبيقية، ومؤسسة إعمار السلط، وبلدية السلط الكبرى. وقال الرواحنة إن توجد مشاريع تطويرية قائمة تنفذها بلدية السلط الكبرى لتطوير وســط المدينة مـن بينها مـشـروع إعـــادة تبليط الـشـارع السياحي، متوقعا تنفيذ تستهدف تـطـويـر الـوسـط 2025 مـشـاريـع جــديــدة عـــام التراثي وتعزيز البنية التحتية السياحية. وأضـــاف الـرواحـنـة أن المدينة تشهد اهـتـمـامـا بدعم سيدات المجتمع المحلي من خلال الأنشطة، الفعاليات، والـــمـــبـــادرات، مـمـا يسهم فــي إثــــراء الـتـجـربـة السياحية للزوار ويعزز من دور المجتمع المحلي في تطوير القطاع السياحي. بيت أبو جابر فلكلور مدينة السلط وفيما يتعلق بمتحف بيت أبو جابر، قال الرواحنة إن تم تأسيس هذا المتحف بناء على أهميته من عدة قيم مترابطة المعالم من الناحية التاريخية يعرض المتحف جزء من تاريخ مدينة السلط في أوج ازدهارها ويرتبط هذا المبنى بشخصيات بارزة على رأسها الملك المؤسس عبد الله الأول. وتابع الرواحنة أن المتحف، الذي يقع في ساحة العين وسط مدينة السلط، هو أكبر بيت في السلط بمساحة متر مربع ويتميز بقربه من مبنى السرايا 1750 إجمالية ، مضيف ًًا أن أهم ما يميز هذا المبنى 1886 الذي بُُني عام من الناحية المعمارية موثوقيته وعراقته ويعرض مراحل تطور الـعـمـارة فـي مدينة السلط والأســلــوب المعماري الرفيع. وبيّّن أن المتحف يعرض تاريخ وثقافة وفلكلور مدينة السلط ما بين منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وهي الفترة التي شهدت فيها المدينة ازدهارًًا سكاني وعمراني وتـجـاري وتعليمي وأطـلـق عليها اسم العصر الذهبي للمدينة. وذكـــر الــرواحــنــة أن الـمـتـحـف يـعـرض مقتنيات التي اسـتـخـدمـت فــي مـديـنـة الـسـلـط ومـــن هـــذه المقتنيات، مقتنيات زراعـيـة، وفلكلورية، وادوات مطبخ وجميع ما استخدم في مدينة السلط في العصر الذهبي والقطع التاريخية النادرة مثل العملات والمقتنيات المضافة من الاسلحة والذخائر، الوثائق، لافتا إلى أن جميع المقتنيات يتم المحافظة عليها وصيانتها باستمرار. وأكد أن المتحف يعد بمثابة نقطة جذب وانطلاق الزائر عبر المسارات السياحية المستوحاة من المدينة ونقاط الجذب، مشير ًًا إلى النشاطات الثقافية والترفيهية لتقديم المصادر المعلوماتية عن المقتنيات للسياح. وأضــاف أن المتحف يتلقى دعما من وزارة السياحة والآثار ومشاريع دولية التي تساعد على ترميمه وديمومته والحفاظ عليه وتطويره. وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها المتحف، قال الرواحنة إن المتحف يعاني من نقص في الكوادر الفنية وقلة معرفة الموظفين بالمعلومات عن المتحف وعدم الخبرة الكافية للمحافظة على مقتنيات المتحف والحاجة الى وجود أدلاء مدربين. من جهته، قال المؤرخ ابراهيم المصري إن بيت أبو جـابـر تـم بـنـاءه على أربـعـة مـراحـل مختلفة حيث بـدأت بعد شراء عائلة الجوابرة الأرض 1890 عملية البناء عام متر مربع، مضيفًًا 700 والتي تبلغ مساحتها الإجمالية أنــه تـم هــدم الـمـنـزل الـقـديـم ليبدأ بـنـاء الـطـابـق الأرضــي من الجهة الشرقية 1893 على مرحلتين الأولى في عام باستخدام الحجر الأبيض الـذي جُُلب من منطقة وادي شعيب أمـــا الـمـرحـلـة الـثـانـيـة تـمـت مــن الـجـهـة الغربية باستخدام الحجر الأصفر الذي ج ُُلب من منطقة السلالم .1896 في السلط عام وتــابــع الـمـصـري أن مــع تحسن الأوضــــاع الاقـتـصـاديـة استجابة لزيادة 1902 للعائلة، بدأ بناء الطابق الأول عام عدد أفـراد العائلة وارتفاع احتياجاتهم الأساسية وقُُس ّّم الطابق إلى ثلاث شقق مستقلة؛ حيث استقرت العائلة في هذا الطابق وخص ّّص لاستقبال الضيوف وإقامة الولائم وكما است ُُخدم الطابق الأرضي بالكامل كمضافة ومستودع للغلال وإسطبل للدواب ومكان لاستراحة الضيوف، أما .1906 الطابق الأخير، فقد اكتمل بناؤه عام وذكــــر الــمــصــري أن مــن بـيـن أبــــرز الـشـخـصـيـات التي سكنت هذا البيت كان الملك المؤسس عبد الله الأول، وكما استضاف البيت شكيب أرسلان الذي زاره وأقام فيه بدعوة من عائلة أبو جابر وتـرك شكيب أرسلان في هذا البيت أبياتا شعرية تعبيرا عن امتنانه للحفاوة والكرم الذي لقيه في مدينة السلط. لعبة المنقلة موروث حضاري وفيما يتعلق بلعبة المنقلة قــال المصري إن لعبة المنقلة تعد من الألعاب التراثية التي اشتهرت في مدينة السلط، حيث توارثتها الأجيال وما زالت ت ُُمار ََس حتى اليوم خاصة من قِِبََل كبار السن في ساحة العين لقضاء أمتع الأوقــات، مضيفًًا أن يُُرج ََّح أصل هذه اللعبة نبطي حيث اشـتـهـرت فـي مناطق وســط إفريقيا وبلاد الـشـام خلال العصر العثماني وكانت مدينة البتراء الأردنـيـة من أبرز المدن التي مارست ألعاب الطاولة ومنها لعبة المنقلة. وتابع المصري أن كلمة منقلة تعود إلى الفعل نقل بمعنى التحرك أو الانتقال وتُُصنع المنقلة مـن خشب البلوط الم ُُنقوع في زيت الزيتون ويُُقدر عمر هذه اللعبة عام إذ تعود جذورها إلى الحضارة النبطية. 2000 بأكثر من وأوضح المصري أن اللعبة كانت تُُمارََس قديم ًًا بشكل رئيسي من ق ِِب ََل كبار السن، ولكن تم البدء بمبادرة جديدة تهدف إلـى إعــادة إحياء هـذه اللعبة التراثية عبر إشـراك المجتمع المحلي وتدريبهم عليها وتشمل المبادرة تقديم تدريبات مجانية لسكان المدينة خاصة طلاب الجامعات والمدارس، بالإضافة إلى عرض اللعبة على زوّّار السلط لتعريفهم بهذا الإرث الحضاري. وبين المصري أن مدينة السلط الوحيدة التي حافظت على هذا الموروث الحضاري منذ دخول العثمانيين قبل عام وحتى اليوم ت ُُمار ََس لعبة المنقلة يومي ًًا 400 أكثر من في محلات الروزنة بساحة العين مجان ًًا من الساعة الثامنة صباح ًًا وحتى السابعة مساء ًً. ووصف المصري لعبة المنقلة أنها ليست مجرد لعبة مسلية، بل تمثل جزء ًًا من الهوية الثقافية لمدينة السلط مما يجعل الحفاظ عليها واجبًًا تاريخيًًا وحضاريًًا. «الخلقة» السلطية.. ثوب الحشامة والوقار وقالت مؤسسة مبادرة مهدبات الهدب وصحابة بيت خيرات السلط ثائرة العربيات إن الخلقة السلطية يعود تاريخها إلــى أواخـــر الـقـرن التاسع عشر وبــدايــات القرن العشرين، مضيفة أن هذا الثوب كان يُُع ََد لباس ًًا للعروس ترتديه عند انتقالها من بيت أهلها إلـى بيت زوجـهـا، ثم أصبح يُُلبس في الأفراح والمناسبات وهناك أيض ًًا نسخة تُُستخدم في الأتراح. وأضــــافــــت الــعــربــيــات أن الـــثـــوب يـصـنـع مـــن قـمـاش %، وتبلغ كمية القماش 100 “الت ُُّوب ََي ْْت” وهو قطن بنسبة المستخدمة فيه من ستة عشر إلى اثنين وعشرين ذراع ًًا حسب حجم الـعـروس، أمـا طوله فيتراوح من ثلاثـة إلى أربـعـة أمـتـار ونـصـف، ويـوضـع على الخصر “الس ِِّفََّيفة”، ويتميز باتساعه عند الأطـــراف بفضل الأكـمـام الواسعة مما يوفر سهولة في الحركة. وتابعتالعربياتأنالمرأةتلبسالثوببوضعالحزامأو السفيفة على الخصر، ثم يتم رفعه لتشكيل طي ّّة ت ُُستخدم لحمل المونة الجافة عندما كانت المرأة السلطية تساند زوجها في موسم الحصاد كما يُُضاف الرِِد ََن الش ََّم ََال على الرأس مع العصبة الح ََم ْْرََاء المنسوجة من خيوط الحرير المخلوطة بالفضة، وفــي بعض الــعــائلات يُُــضـاف خيوط الذهب حسب القدرة المادية، وكانت تُُستورد عن طريق الدواجين من مدينة حلب السورية. وأضافت أن «الدارة» هي رمز من رموز الثوب السلطي الـمـوجـودة أسـفـل الـثـوب حيث يبلغ طولها ثلاثـــة أمتار تقريبا، وذلك لتسه ّّل عملية نزولها وصعودها إلى السوق أو إلى ينابيع المياه لأن السلط قديم ًًا كانت تتكون من عقبات ثم تطورت لاحق ًًا إلى أدراج. ولفتت العربيات إلى القطب الموجودة على الثوب التي تتضمن من قطبة العريجة والسلسلة وقــرط المرجان والفناجين المستوحاة من طبيعة المدينة فالسلسلة ترمز إلى تتابع هذه المدينة وترابطها، أما العريجات فترمز إلى تعرج تضاريسها. وتابعت العربيات أن الألوان المستخدمة في التطريز تشمل اللون الأخضر الذي يرمز إلى حبات العنب والتين، واللون الأحمر الذي يرمز إلى حبات السماق والرمان. ونوهت العربيات أن ثوب القراص أو الطارة استُُخدم في الحياة اليومية كلباس مناسب للأعمال المنزلية مثل العجين والطهي والغسيل. وقالت العربيات إن الخلقة السلطية ليست محصورة فــقــط عــلــى مــديــنــة الــســلــط فــقــد قـــامـــت أيـــضـــا أخــواتــنــا المسيحيات فــي الفحيص بصناعتها والـحـفـاظ عليها، مضيفة أن لا توجد «خلقة» تشبه الأخرى لأن كل واحدة منها صنعت بقصتها وجمالها الخاص فالشكل الأساسي متشابه تقريب ًًا لكن تختلف التفاصيل فبعضها يحتوي على تطريز على القبة أو على الصدر، وبعضها أُُضيف له تطريز على الأكمام. وذكرت العربيات أن التطريز كان في معظم الخلقات يتم يدويًًا فالخلقات التي يبلغ عمرها حوالي مئة وثمانين أو مئة وخمسين سنة كانت مصنوعة يدويًًا بالكامل لكن مع وصول ماكينة “سنجر” التي تعمل بالعجل أو بالقدم، بدأت النساء بالتطريز باستخدام الطارة حيث يتم وضع خيط الحرير في بيت المكوك والخيط الآخر في المكوك العلوي. وأوضــحــت الـعـربـيـات ان الخلقة السلطية هــي ثـوب “الحشامة والوقار” وهو لباس يعبر عن شخصية المرأة السلطية بوصفها شخصية قيادية، مضيفة أنهم قاموا بإعادة إحياء هذا الثوب من جديد من خلال جعله جزء ًًا من طقوس ليلة الحناء، وتنظيم جلسات تصوير للمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي وإتاحة الفرصة للزوار لتجربة ارتدائه. وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهتها للحفاظ على الـثـوب الـتـراثـي، قـالـت الـعـربـيـات إن الفتيات كـانـت في الماضي يمِِلن إلـى متابعة الموضة أكثر من تمس ّّكهن بالزي التقليدي، إذ كن يخجلن أحيانًًا من ارتـداء الخلقة، ولكنها أصـــرت على إحـيـاء هــذا الـتـراث مـن خلال تنظيم عروض أزياء تراثية في الجامعات والمدارس بهدف تعزيز حب الفتيات لهذه الأزياء وتحفيزهن على ارتدائها. وذكرت العربيات أن القماش التراثي لم يعد متوفرا كما % لذلك 100 كان نظرا لارتفاع سعره لكونه طبيعي ًًّا بنسبة استبدلوا بقماش أقل تكلفة وهو قماش الحبر. السلط الثانوية.. مهد صناع القرار قال مدير مدرسة السلط الثانوية للبنين الحالي محمد الخرابشة إن تم وضع حجر الأساس من ق ِِبل جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين -طيب الله ثراه- ، مضيف ًًا 1923 كأول مدرسة ثانوية في مدينة السلط عام غرفة منها 20 أنها كانت عبارة عن طابق أرضي مكون من أربع خارجية وتم بناء الطابق الثاني في فترة الخمسينيات ومازال يستخدم كغرف صفية وأدوية ومكتبة. وتـابـع الخرابشة أن أول مرحله لها كـانـت عـبـارة عن مؤقتًًا فـي أسماء 1919 مـدرسـة فـي حـي الجدعة عــام مختلفة منها الــمــدرســة السلطانية ومـــدرســـة السلط الأمـــيـــريـــة والـــمـــدرســـة الـتـجـهـيـزيـة ومـــدرســـة الـــتـــل وأم المدارس، حيث تم افتتاح المدرسة بشكل رسمي عام ، لافت ًًا إلى تطور التعليم في بدايات تأسيس الأمارة 1925 الأردنية ويأتي لها الطلبة للتعلم من مختلف المناطق من فلسطين وبلاد الشام وكل أرجاء الإمارة في ذلك الوقت. وذكــــر أن الــمــدرســة مــزجــت وخـــرّّجـــت الـكـثـيـريـن من الشخصيات الوطنية والقيادية مـن رجـــالات الأردن من رؤســاء الـــوزارات والـــوزراء وقــادة الجيش وغيرهم ممن تولوا مناصب رفيعة في الدولة منهم وصفي التل. وبي ّّن الخرابشة أن المدرسة عكست هندسة البناء في المدرسة للفترة التي تم بناء المبنى فيها بنفس هندسة مباني مدينة السلط التاريخية. وأشار إلى أنه لم يتم إدخال أي تعديلات او توسيعات على المبنى الأصلي، ولكن تم إضافة مباني جديدة الى حـــرم الــمــدرســة تشمل مبنى الـلـجـنـة الملكية لتطوير مدرسه الثانوية ومبنى جديد للمكتبة. ولـفـت الـخـرابـشـة إلــى نـــادي خريجي مـدرسـة السلط الثانوية للبنين الـذي يعقد سنويًًا بالتعاون مع خريجي المدرسة ويقومون الفعاليات لــطلاب المدرسة وحفل تكريم للطلبة الخريجين. واستذكر الخرابشة قـول صاحب الجلالة المغفور له الملك الـبـانـي الحسين بـن طلال - طيب الله ثـــراه -: « فلست أجد مدرسة ولا مؤسسة في بلدنا ارتبط تاريخها بتاريخ الوطن، واتصل استمرارها ببناء الدولة وتطورها كمدرسة السلط العريقة». السلط.. جوهرة التراث الأردني ومركز السياحة الثقافية ࣯ ي ر � ج � ي رموك – ليان ح � صحافة ال إربـد زكريا المومني SOS كشف مدير قرية اطفال عن تنفيذ مشروع جديد، بالتعاون مع السفارة الكندية، يستهدف شباب وشابات القرية ومتطوعين من داخل المجتمع لإعــــادة إحــيــاء الـغـابـات فــي مـحـاولـة لـزيـادة الوعي البيئي والحد من انبعاث الكربون وتقديم نموذج يحتذى به في الاستدامة البيئية. وأوضح المومني «أن كل طفل ينتمي لعائلة ويجب أن ينمو فـي بيئة مليئة بالحب والاحــتــرام والأمـــان،» مؤكدا أن رسالة القرية هي أن يحظى كل طفل بحاجة لمساعدة بأسرة ومساعدتهم في تشكيل مستقبلهم وتــنــمــيــة مـجـتـمـعـاتـهـم وتـــوفـــيـــر الـــرعـــايـــة الـمـتـكـامـلـة للأطــفــال والـشـبـاب لديهم بـالإضـافـة إلــى العمل على تغطية كافة الجوانب من حماية وآمن وتأمين الغذاء والمسكن والتعليم والرعاية الصحية والنفسية والأمان الاقتصادي ودمج المجتمعي. وأشـــار إلــى أن قــرى الأطــفــال منذ بـدايـة تأسيسها قامت على فكرة تأسيس أُُسر مشابهة للأسر الطبيعية ، ترعى الأطفال في القرية الأم البديلة او مقدمة الرعاية وبحسب سياسة الجمعية تقدم الرعاية للأطفال وفقا لحاجاته وظروفه إذا كان سيعيش للأبد في القرية يكون مع ام بديلة ترعاه من كافة الجوانب كـالأم الطبيعية ومقدمة الرعاية إذا كانت الرعاية قصيرة الأمد من ثلاثة أشهر لثلاث سنوات، مضيفا كل ستة أطفال يعيشون في بيت مستقل كالأخوة والأخوات مع الأم البديلة او مقدمة الرعاية. وفي السياق ذاته ، قال المومني إن الأمهات البديلات يـوفـرن للأطـفـال بيئة شبيهة بـالأسـرة الطبيعية منذ سنة ، تقدم الحنان ١٤ لحظة دخولهم القرية حتى سن والرعاية كالأم الحقيقية يعيش الأطفال كعائلة واحدة، يحصلون على الـمـأوى والـغـذاء والمتابعة التعليمية وتوفر لهم جو قائم على المحبة والاحترام والتعاون. وأوضــــح أن اخـتـيـار الأطــفــال يـكـون مــن قِِــبـل وزارة التنمية أو حماية الأســــرة، وهــم مـن فـاقـدي الرعاية الأبــويــة نتيجة الــوفــاة أو التفكك الأســــري أو العنف، مشيرا إلى أنه يتم استقبالهم وتوضع لكل طفل خطة تنمية فردية بالتعاون مع الأمهات ومقدمات الرعاية والفريق التربوي والاختصاصيين ومنسقي الأنشطة والتعليم، لضمان تقديم كافة الخدمات اللازمة لنموه وانـدمـاجـه بشكل طبيعي، وتحقيق بيئة قريبة من الحياة الأسـريـة الطبيعية تغطي كافة جـوانـب الدعم الاجتماعي والنفسي والتعليمي، لضمان حياة نفسية سوية ودمج جيد مع المجتمع المحلي . وعلى صعيد متصل، قال المومني إن القرية تدعم الأطفال من خلال برامج تعليمية ومهنية شاملة بحسب خطة التنمية الموضوعة لكل طفل حيث يقدم الدعم نفسي للأطفال المحتاجين لذلك من قبل أخصائيين نفسيين ومجتمعيين محليين، وتتم متابعة وضعهم اليومي داخل القرية من قبل اخصائيات وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع لمنع شعورهم بالعزلة والتمييز. دعم المواهب أوضح المومني أنه يتم استكشاف وتنمية مواهب الأطـفـال وميولهم مـن خلال الأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى شغل اوقـات فراغهم حيث يُُشجع الأطفال على الـمـشـاركـة فـي أنشطة ترفيهية وتنموية تنمي مهاراتهم في المجالات الرياضية والفنية. وفي الجانب الرياضي، لفت إلى أن الأطفال يبرزون في الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة، وكذلك في الرياضات الفردية مثل ألعاب الدفاع عن النفس والسباحة، حيث يشاركون في بطولات وطنية وعالمية بالتعاون مع أندية محلية كـ «نـادي الحسن الرياضي» واتحاد السباحة. وأشـــار المومني إلـى مشاركة الأطـفـال فـي أنشطة الموسيقى فرقة « الـكـورال» في القرية، إضافة إلى الرسم والأشغال اليدوية مما يسهم في تطوير قدراتهم الفنية وقــد شــارك بعضهم فـي بـطـولات عالمية مثل بطولة كأس العالم للأطفال في بولندا. وأكـد أن هذه الأنشطة تؤثر ايجابًًا على الأطفال، إذ تعزز ثقتهم بأنفسهم وتظهر مهاراتهم بشكل فردي مما يتيح لهم فرصا للتنمية وتزيد من تفاعلهم واندماجهم مـــع الـمـجـتـمـع الـمـحـيـط حــيــث تـــمـــارس غـالـبـيـة هــذه الأنشطة ضمن مراكز وأنـديـة محلية مما يخلق بيئة داعمة لتطورهم. دعم متعدد وقـال المومني إن المراهقين والشباب يتاح لهم الـمـشـاركـة فــي مـــبـــادرات مجتمعية مـثـل الـمـبـادرات البيئية مما يوسع آفاقهم ويعزز وعيهم المجتمعي، حيث شـــارك أربـعـة منهم فـي مؤتمر بيئي دولـــي في كينيا. وأوضــــح أن الــقــرى تمكنت مــن دعـــم الأطـــفـــال في مجالات مختلفة، حيث حقق بعضهم إنجازات مميزة على المستويين الأكاديمي والمهني حيث أكمل عدد من الشباب والشابات دراستهم العليا في الخارج مثل ألمانيا وأمـريـكـا وفــي مـجـالات متنوعة مـن الهندسة إلــى الـطـب، مّّــا يعكس تـنـوع التخصصات والمجالات التي يبدعون فيها، مشيرا إلى أنهم تميزوا في جانب الرياضي أيضا مثل كرة القدم والتايكوندو والسباحة وألعاب الدفاع عن النفس وحصلوا على ميداليات في البطولات. وبين المومني أن الرعاية تمتد لهؤلاء الشباب حتى عامًًا تحت مسمى «الرعاية اللاحـقـة»، التي 24 سن تشمل تغطية التكاليف الدراسية للجامعات وتوفير السكن والمصروفات الأساسية خلال فترة الدراسة كما يحصلون على دعم في التدريب المهني والتمكين الاقتصادي لإعدادهم لدخول سوق العمل والمنافسة فيه. تحديات وطموحات وأكـــد المومني أن رغــم الـنـجـاح الـــذي حققته قرى الأطفال فلا تزال هناك تحديات يواجهها بعض الشباب مثل صعوبة الاندماج في المجتمع أو اعتمادهم على أنفسهم بشكل كـامـل لــهــذا، وتـسـعـى قـــرى الأطـفـال لدعمهم مــن خلال تـطـويـر مـهـاراتـهـم وبــنــاء قـدراتـهـم وتـوفـيـر فــرص تدريبية وتشغيلية لهم تمكنهم من النجاح، بالإضافة إلـى تعزيز اندماجهم في المجتمع بشكل طبيعي، مبينا أن العديد منهم متزوجون ولديهم عائلات مما يعكس استقرارهم وتكيفهم الاجتماعي. من جهة أخرى، أشار المومني إلى أن قرى الأطفال توسعت في السنوات الأربع الماضية في تقديم خدمات الدعم للنساء المعنفات وأطفالهن، حيث تم التركيز على عدم فصل الأم عن طفلها و تشمل هذه الخدمات الـدعـم الاجتماعي والنفسي، بالإضافة إلـى الـمـأوى و الدعم القانوني والتمكين الاقتصادي، مؤكدا أن الهدف من هذه المبادرات إعادة بناء الأسرة وتمكينها للعيش حياة مستقرة وطويلة الأمد. تتعاون مع SOS وأضاف المومني أن قرى الأطفال العديد من المنظمات التي تعمل على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتقديم الدعم الشامل للنساء والأطفال المتضررين. وأكـــد سـعـي قـــرى الأطـــفـــال إلـــى ضـمـان حـيـاة آمنة ومـسـتـدامـة لـهـذه الـفـئـات مــن خلال تـقـديـم خـدمـات متعددة الأبعاد تساهم في تحسين ظروفهم النفسية والاجتماعية، وتعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات والعيش بكرامة. وأشاد المومني بالمجتمع الأردني انه مجتمع خيّّر و متعاون، وعند التعامل معهم يكتشف رسالة القرية، لافتا إلى نشر الوعي حول رسالة القرية من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن دعم المجتمع يعد ركيزة أساسية لتمكين الأطفال من العيش بكرامة والاندماج بنجاح ليصبحوا أفراد ًًا فاعلين في المجتمع. وأشار المومني إلى التحديات المادية الكبيرة التي تـواجـه الـقـريـة مما يجعل الاسـتـمـراريـة والــجــودة في تقديم الخدمات مرهونة بمدى توفر التمويل المحلي والـشـراكـات مع مؤسسات المجتمع ، موضحا أنـه لا يوجد زيادة في عدد الأطفال حيث يتم إدخال الاطفال بحسب الطاقة الاستيعابية لديهم . وثم ّّن المومني جهود قرى الأطفال بقوله إنها رائدة في جلب الرعاية الأسرية وجعل الأطفال يعيشون فيها كالأسر الحقيقية وهو ما يميزها عن مؤسسات الرعاية الجماعية التقليدية . وأضــاف أن القرية تعمل على مواكبة المتغيرات البيئية من خلال العديد من المشاريع مثل «القرى الـخـضـراء» الـتـي تـهـدف لجعل القرية صديقة للبيئة لتقليل انبعاثات الكربون عبر الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة. وأكد المومني أن قرى الأطفال تسعى إلى أن تصبح نـمـوذجـا إقليميا وعالميا فـي تقديم الـرعـايـة البديلة والتنمية المستدامة مـن خلال تعزيز ثقافة البناء الصديق للبيئة والدمج الاجتماعي، مضيفا أنها تسعى لتنمية مهارات الأطفال وتساعدهم في الاعتماد على أنفسهم ليكونوا عناصر فعالة في مجتمعاتهم. المومني: قرى الأطفال نموذج رائد في الرعاية الأسرية المستدامة والوعي البيئي تمتلك السلط مواقع تاريخية وعادات شعبية متنوعة
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=