صحافة اليرموك

سلسة أمريكا و اللوبي الصهيوني .. كيف استطاع اللوبي الصهيوني التحكم بتشكيل السياسات الأمريكية؟ «الآيباك» من المجلس الصهيوني- الأمريكي الى قوة سياسية ضاربة ٢٠٢٤ كانون الأول ١ _ ١٤٤٦ جمادى الأولى ٢٩ الأحد السنة الثانية و الأربعون ٧٧٦ العدد صفحات 8 1982 تأسست عام أسبوعية QR الموقع الرسمي للجريدة صفحة الفيسبوك على مفترق طرق.. هل يستطيع النشامى تجاوز التحديات التكتيكية لتحقيق حلم التأهل للمونديال؟ مدير سياحة جرش: المهرجانات الثقافية تعزز مكانة جرش وترفع جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية الفنانة عجاوي: رسام الجرافيتي يجب أن يعبر عن قضايا الناس بصدق وحريّّة وبعيد ًًا عن أي قيود مس ّّاد: المحافظة على «ألق اليرموك» مسؤولية مشتركة نتحملها جميعا 2 ص 4 ص ٥ ص 7 ص إعلام .. بلا هوية ؟! أسبوعية شاملة ࣯ ي رموك– محمد خراشقة � صحافة ال قــال رئـيـس بلدية الوسطية عـمـاد محمد الــعــزام إن البلدية تـوصـلـت لاتــفــاق مــع مستثمر جــديــد لتشغيل مـصـنـع كـفـرعـان للخياطة والمملوك للبلدية، مبينا أن القرار جاء عقب إنهاء التعاقد مع المستثمر القديم للمصنع الذي كان يختص بتصنيع الحلويات. وأضــــاف الـــعـــزام لـصـحـافـة الــيــرمــوك أن الـبـلـديـة تـسـعـى وفقا سيدة بالمرحلة الأولـى وصولا 150 للاتفاقية لتشغيل وتدريب سيدة بداية العام القادم، مؤكدا أن البلدية تحرص على 200 إلى دعم الاستثمار في اللواء بهدف توفير فرص عمل وتخفيف نسب البطالة. وأوضـح العزام أن البلدية قدمت كافة التسهيلات الضرورية لإنـجـاح الـمـشـروع، بـــدءًًا مـن تذليل العقبات أمــام المستثمرين ا إلــى التنسيق مع للحصول على الـمـوافـقـات المطلوبة، وصـــولًا وزارة العمل لتقديم التسهيلات الحكومية اللازمــة، لافتا إلى أن التسهيلات تضمنت إعفاء المستثمر من رسوم السنتين الأوليين عاملا ًً، مع تقديم إعفاءات إضافية إذا زاد عدد 175 مقابل تشغيل العاملين. وأكد أن البلدية دعمت المشروع عبر تسخيرها كوادرها وآلياتها الأولـــيـــة، وتتطلع إلـــى خـلـق الـمـزيـد مــن فـــرص الـعـمـل مــن خلال شراكات مع القطاع الخاص والمبادرات الملكية، م ّّا يدعم التنمية المستدامة في المنطقة. أما عن المنتجات، فأوضح العزام أن المصنع سيركز على صناعة الملابس الجاهزة، مثل الألبسة الداخلية والرياضية، مستهدفًًا الأسواق المحلية والدولية، م ّّا يزيد من تنافسية المنتجات الأردنية ويسهم في رفع مستوى دخل العائلات المستفيدة. وأشـــار إلــى أهمية مـشـروع مصنع الخياطة فـي توفير فرص لأبناء المنطقة، وتعزيز دخل الأسر والتخفيف من أعبائها المالية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكدا أن المصنع ايضا سيعود بالنفع على أصحاب وسائط النقل الصغيرة والمتوسطة الذين سيعملون في نقل العاملين والمواد الأولية والمنتجات الجاهزة م ّّا يساهم في إنعاش النشاط الاقتصادي في المنطقة. وأوضح العزام أن المصنع يعتمد حاليًًا على العمالة النسائية، لكن من المتوقع تشغيل الذكور في مراحل لاحقة، نظرًًا لاحتياج بعض مراحل الإنتاج لأيدي عاملة ذكورية المشروع. 6 التفاصيل .. ص قال رئيس بلدية دير أبي سعيد عـادل بني عيسى إن المشاريع التي ستنفذ في الفترة القادمة في انتظار توفير التمويل اللازم لتنفيذها، ومنها مشروع إنشاء مجمع باصات، مؤكدا أنه سيخدم جميع أبناء اللواء. وأضاف بني عيسى لصحافة اليرموك أن المشاريع ٪ من 70 تعتمد عـلـى الــمــوازنــة والـمـنـح، مبينا أن واردات البلدية تذهب لتغطية النفقات الأساسية، مثل الرواتب والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وغيرها. ولـفـت بـنـي عيسى إلـــى الـمـشـاريـع الـخـدمـيـة التي نفذتها البلدية، ومنها فتح بعض الـشـوارع الرئيسية والـفـرعـيـة فــي معظم مـنـاطـق بـلـديـة ديـــر ابـــي سعيد، وتــم تنفيذ مـشـروع تصريف مياه الأمـطـار فـي جميع المناطق، وعمل صيانات للشوارع، وتركيب كندرين للعديد من الشوارع في المنطقة، ومشروع استبدال وحدات الإنارة بوحدات موفرة للطاقة. وأشـار بني عيسى إلى أن البلدية تتلقى الشكاوي المتعلقة بالطرق وتتابعها في كل منطقة من مناطق البلدية، وتقوم على حلها أولا بأول، مؤكدا أن مديرية الخدمات الهندسية تقوم بهذا الواجب بالتنسيق مع مختلف القطاعات والمناطق. وأقــر بوجود صعوبات تواجهها البلدية في تمويل المشاريع، مبينا في الوقت نفسه أن البلدية، ومن خلال المنح والجهود الشخصية، نجحت بالتشبيك مع الكثير من المنظمات والجهات التي مولت الكثير من المشاريع. وقال بني عيسى إنه لا يوجد أي مشاريع صرف صحي في لواء الكوره، مشيرا إلى أن تنفيذ مشاريع الصرف الصحي فوق إمكانيات البلديات بشكل عام، وتنفذ من سلطة المياه او وزارة المياه بالتعاون مع البلديات من خلال منح خارجية. وأكد بني عيسى أن المشاريع التنموية تهدف إلى تحسين وضـع الـمـواطـن، مشيرا إلـى أن الشراكة مع القطاع الخاص يسهم في توفير بيئة عمل آمنة في مختلف مناطق البلدية، وتعمل على إيجاد فرص عمل للمواطنين، خاصة في قطاع الشباب والمرأة، وتوفير دخل مستدام ومستمر. وأوضح بني عيسى أن الموازنة الخاصة التي تحددها الحكومة لا تكفي لإنشاء فرص عمل وغير قـادرة على إنشاء مشاريع استثمارية وتنموية، لأن المبالغ التي % فقط من موازنة 90 ُُ يتم تحديدها تشكل ما نسبته الـبـلـديـات، كما أنـهـا لا تكفي للمصاريف التشغيلية، %مـــن قيمة الـمـوازنـة مـن الإيــــرادات 60 ويـتـم توفير الذاتية للبلديات، ولا يوجد أي عوائد مادية على البلدية سوى توفير بعض فرص عمل، أوتحسين جودة الحياة للمواطنين ولتحسين س ُُبل العيش. بني عيسى: تنفيذ مشروع صرف صحي في مناطق «دير أبي سعيد» فوق إمكانية البلدية ٣ .. ص salyarmouk ࣯ ي رموك- بشرى الحايك � صحافة ال قــال رئـيـس مجلس محافظة عجلون عمر المومني إن المحافظة تشهد تحضيرا مكثفا لإطلاق أربـع مشاريع تنموية كـبـرى ضمن المخطط الشمولي، بـهـدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فـي المحافظة وجـذب الاستثمارات الكبرى لتحويل عجلون إلـى وجهة تنموية بارزة. وأوضــــح الـمـومـنـي لصحافة الــيــرمــوك أن المشاريع تـشـمـل أكــاديــمــيــة لـلـطـهـي ومـسـتـشـفـى علاجــــي و قـريـة تراثية و ومنتزه قومي، لافتا إلى أن كل مشروع من هذه المشاريع يملك خصائص استثمارية فريدة ويأتي ضمن بـإشـراف وزيـر 2019 المخطط الشمولي الــذي بــدأ عــام الإدارة المحلية وبمشاركة ثمانية وزراء ومحافظ عجلون ورئيس البلدية ورئيس مجلس المحافظة. وأشار إلى أن المشروع الأول يتمثل في إنشاء أكاديمية للطهي، والتي تعد أكاديمية مشهورة على مستوى الوطن دونـــمـــا فــي منطقتي عنجرة 80 الــعــربــي، عـلـى مـسـاحـة فرصة عمل مباشرة، مؤكدا أن تجهيز 80 وكفرنجة، ستوفر البنية التحتية اللازمة من كهرباء وماء بالإضافة إلى تمديد الطريق المؤدي إليها المتوقع اكتماله خلال شهر. وفــي نفس الـسـيـاق، ذكــر المومني الـمـشـروع الثاني مستشفى علاجـي يقع على بعد ثلاثـة كيلومترات تحت دونما في منطقة تنموية، 40 قلعة عجلون على مساحة مليون دولار، إذ تهدف 35 لافتا إلى أن قيمة المشروع تبلغ وزارة الاستثمار إلــى جــذب مستثمرين لتنفيذه بهدف توفير خدمات صحية متقدمة للسكان والزوار. وفيما يتعلق بالمشروع الثالث، لفت إلى إنشاء قرية تـراثـيـة تـهـدف إلــى تحويل قـريـة ديــر الـصـمـاديـة الجنوبي إلــى وجهة سياحية فـريـدة عبر إعـــادة اسـتـخـدام البيوت التراثية والأحواش لتقديم فعاليات مستوحاة من الحياة الريفية، مبينا أن المشروع سيركز على تجربة السكن الريفي و تعريف الـزوار بتقاليد الحصاد والطهي المحلي و دمج الصناعات اليدوية والتفاعل بين السياح والسكان المحليين لتعزيز الفهم الثقافي ذاكرا ان تكلفة المشروع مليون دولار. 4 تبلغ وقـــال إن الـمـشـروع الــرابــع هــو مــشــروع بيئي يتعلق بمنتزه عجلون القومي، ويهدف إلى توفير وجهة مثالية لـلـرحلات العائلية والترفيهية مع التركيز على استدامة البيئة و يتضمن المشروع مناطق تنزه حرجية، مطاعم ومقاهي شعبية، إضـافـة إلــى الـخـدمـات الأسـاسـيـة مثل مواقف السيارات ودورات المياه، مبينا أن المشروع يقع ملايين دولار. 8 بجوار التلفريك وتكلفته تصل إلى وأوضح المومني أن البنية التحتية اللازمـة للمشاريع قد اكتملت، بما في ذلك توسيع الشوارع وتجهيز شبكات المياه والكهرباء، مّّــا يجعل المشاريع جاهزة للبدء في أي لحظة، مشددا على أن التنفيذ العملي يعتمد بشكل رئيسي على جذب المستثمرين إذ لا توجد مواعيد محددة لبدء العمل حتى الآن. وأشـــار إلـى التحديات التي واجـهـت فـرق العمل أثناء تجهيز البنية التحتية وتمثلت التحديات الرئيسية في وجود الأشجار الحرجية التي تطلبت معالجات بيئية، إلى جـانـب طبيعة المنطقة الصخرية الـتـي صعّّبت توسيع الطرق ومد شبكات الخدمات الأساسية وأشاد المومني بالأهداف الإستراتيجية لهذه المشاريع مـن خــال إسهامها فـي توظيف الـشـبـاب العاطلين عن العمل من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتطوير السياحة الداخلية والخارجية، مّا يجعل عجلون وجهة سياحية بارزة و تعزيز مكانة عجلون كوجهة زراعية وسياحية فريدة، تجمع بين الطبيعة والتراث. ولـفـت إلـــى خـطـط لـمـشـاريـع مستقبلية جــديــدة قيد الـدراسـة ستضيف مـزيـدا من القيمة التنموية لعجلون 20 منها مصنع للصناعات الغذائية يمتد على مساحة دونما في منطقة باعون شمال عجلون، إذ يهدف إلى دعم القطاع الزراعي والصناعات التحويلية و مشروع للأشتال الزراعية لدعم الزراعة المستدامة وتوفير المواد الزراعية للسكان المحليين والمستثمرين. 180 وأفـاد بأن هناك رؤيـة طويلة الأمـد تشمل إطلاق 2020 عاما وذلك في الفترة ما بين عام 20 مشروعا خلال ، مّّــا يضع عجلون على خارطة التنمية 2040 وحتى عـام المستدامة كمنطقة جاذبة للاستثمار والسياحة. وأكد المومني أن هذه المشاريع خطوة واعدة في مسار التنمية الشاملة لعجلون لكنها تعتمد بشكل كبير على تفاعل القطاع الخاص والمستثمرين لتحقيق الأهــداف المرجوة وبـرغـم التحديات إن عجلون تسير بثبات نحو تحقيق رؤيتها كمركز تنموي وسياحي رائد. ࣯ ج اء � يم أبو الهي � ي رموك- رن � صحافة ال قال الناطق الإعلامي باسم بلدية إربد الكبرى غيث التل إن البلدية نفذت هذا العام عددا كبيرا من مشاريع تصريف مياه الأمطار في العديد من شـوارع وأحياء المدينة بتكلفة زادت ألف دينار. 350 على وأضاف التل لصحافة اليرموك أن هذه المشاريع شملت خـط لتصريف مـيـاه الأمــطــار فـي شـــارع الإمـــام مـالـك وإنـهـاء معاناة كبيرة استمرت سـنـوات لسكان المنطقة، وشــارع وادي السريج، وشــارع الـــرازي، ومواقع متفرقة في منطقة الروضة والمدينة الصناعية وعـدد من الشوارع في منطقة الرابية، وعلعال، ومنطقتي إيدون والصريح قبل فصلهما عن بلدية إربد. وأشار إلى الانتهاء من إعادة تأهيل العديد من الطرق التي كانت تشهد تجمعا لمياه الأمطار مثل الشارع الواقع أمام مبنى قصر العدل في الحي الشرقي. آلـيـة 100 وقـــــال الـــتـــل إن الــبــلــديــة خـصـصـت أكـــثـــر مـــن متخصصة لتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الآليات تتولى مهام شفط المياه وإزالة الثلوج وتنظيف الشوارع وإصلاح الطرق المتضررة وغيرها من المهام التي تضمن استمرارية الحياة بشكل طبيعي. غرف طوارئ استعدادا لفصل 3 وأضاف أن البلدية شكلت الشتاء، الأولى وهي الرئيسية ومقرها شارع عطية بني هاني والتي تم تزويدها بعدد كبير من الآلـيـات والمعدات والتي تقدم الخدمة لكافة مناطق المدينة، والثانية مقرها في مبنى منطقة حكما وتقوم بتقديم الخدمة للمناطق الشمالية في المدينة، والثالثة داخــل مبنى محافظة إربــد وتتولى تلقي الشكاوي وتمريرها ومتابعتها حتى الانتهاء. ودعــا التل الـى التعاون في الحفاظ على نظافة المدينة والالـــتـــزام بالقوانين والأنـظـمـة بالتخلص مـن الـنـفـايـات في الأمــاكــن المخصصة لـهـا، لافـتـا إلــى أن الـتـحـدي الأكـبـر الـذي تواجهه البلدية خلال فصل الشتاء هو انسداد مناهل تصاريف المياه وارتفاع منسوب المياه في الشوارع وتلف الممتلكات العامة والخاصة والتي تستنزف جهود كوادر البلدية ويزيد من أعبائها. وأوضــح أن عـدم وجــود الغطاسات وتفقد المواطنين لها ولمستلزمات الـسلامـة العامة وخـاصـة فـي شقق التسوية يؤدي لغمر المياه لهذه الشقق التي تتطلب جهودا مضاعفة من كوادر البلدية للتعامل معها، مشيرا إلى أن قيام بعض المواطنين بربط مجاري منازلهم على خطوط تصريف مياه الأمطار يؤدي لفيضانها وتلفها وتقليل كفاءة عملها. وتابع أن مراقبة الاجسام الصلبة في الشوارع مثل آرمات المحال وغيرها خلال وجود الرياح القوية يشكل تحديات أخرى للبلدية. وبين أن البلدية تتعامل مع شكاوى المواطنين خلال فصل الشتاء بكفاءة عالية من خلال نظام متصل مباشرة بغرفة العمليات المركزية يتم تحريك فريق متخصص فـور تلقي الشكوى ومتابعة حلها بشكل دقيق وسريع، لافتا إلى أنه يتم تسجيل جميع الإجــراءات المتخذة لحين الانتهاء منها ويتم التعامل مع القضايا المعقدة التي تتطلب مشاريع إنشائية ضمن خطط البلدية المستقبلية. وقـــال إنـــه رغـــم الالـــتـــزام الــواضــح مــن غالبية المواطنين بإرشادات البلدية إلا أن تصرفات البعض المخالفة للقواعد قد أثرت سلب ًًا على جهود البلدية في التعامل مع الظروف الجوية الصعبة وهذه السلوكيات غير المسؤولة تسببت في عرقلة عمل الفرق الميدانية وتفاقم المشاكل. وأشار التل إلى أن البلدية تضع خططها خلال فصل الشتاء في أوقات مبكرة من العام بتشكيل فرق الطوارئ من أصحاب الخبرة والدراية المهندسين والفنيين والعمال، مضيفا أن البلدية تبدأ قبل بعدة أشهر بتنظيف مناهل تصريف مياه الأمطار»الجريلات» التي تتراكم فيها النفايات والأتربة بفعل الـهـواء والـريـاح والأمـطـار وتنظيف وصيانة العبارات الناقلة والمجاري والوديان لضمان انسياب المياه فيها نحو السدود. «إربد الكبرى»: البلدية نفذت مشروعات تصريف مياه الأمطار العام الحالي بتكلفة ألف دينار 350 زادت على المومني: مجلس المحافظة يطلق مشاريع تنموية كبرى لتعزيز التنمية المحلية في عجلون العزام: اتفاقية استثمارية لتشغيل مصنع خياطة في لواء الوسطية عماد العزام ࣯ ي يونس � ن � ي و ايمان ب � ب � ي رموك - ملاك الزع � صحافة ال

٢٠٢٤ كانون الأول ١ _ ١٤٤٦ جمادى أول ٢٩ الأحد الجامعة 2 ࣯ ج نة � ي رموك- نور هيا � صحافة ال قال عميد شؤون الطلبة في جامعة اليرموك الدكتور أحمد أبو دلو إن النشاطات التي تطرحها الـعـمـادة متنوعة وتـهـدف إلــى صقل شخصية الطالب و تنمية مهارات التواصل والحوار وزيادة الثقة، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة تمثل الدور الأساسي للعمادة. وأضاف أبو دلو لصحافة اليرموك أن العمادة تقوم بدورها من خلال الدوائر المختلفة، مثل دائرة النشاط الثقافي والفني والرياضي وأيض ًًا دائرة رعاية الطلبة الوافدين. واشار إلى أن هناك أنشطة مرتبطة بالأندية الـطلابـيـة المختلفة مثل نـــادي الــحــوار والفكر ونــــادي الـــثـــورة الـعـربـيـة، مـشـيـرا إلـــى الأنـشـطـة التي تزود الطلبة بمهارات خاصة مثل مهارات الكتابة الإبـداعـيـة، ومــهــارات المسرح ، وأيضا الجانب الفني، والموسيقى، والغناء والفلكلور، وتنمية الهوايات والمواهب لدى الطلبة داخل العمادة، إلى جانب الأنشطة المتعلقة بالتنمية السياسية. وتـــابـــع أن هــنــاك نــشــاطــات تـعـنـى بـالـجـانـب الثقافي، منها أنشطة ثقافية متصلة بــالأدب، والشعر، والقصة، والمسرح وهناك دورات و ورشات عمل لتدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم في مجالات متعددة، حيث لا تقتصر المشاركة فقط على استقبال المواهب، ولكنها تضم أيضا من يريد المحاولة. واعتبر أن الشهادة لا تكفي للانخراط في سوق العمل بعد الـتـخـرج، حيث يجب أن يكتسب الطالب الخبرات، مؤكدا أن هـذا دور الجامعة في تبني هذه الأنشطة وتوفيرها للطلبة. وأكد أبو دلو أن العمادة تواكب التغير الذي يحصل في المجتمع، وتغيير النهج نحو تفعيل دور الـطلاب والشباب، وأبـرز جانب هو الجانب السياسي خاصة مع فكرة الأحزاب والرغبة في تطوير هذه الفكرة بحيث أن تصبح قاعدة مهمة جدا داخل الدولة، مؤكدا «نحن دورنـا مهم في التعامل مع جميع الـطلاب المنتمين للأحزاب بطريقة موضوعية، و نحاول طرح الأنشطة التي يقترحها الطلبة فـي هـذا الـمـوضـوع بشرط أن تتماشى مع تعليمات الجامعة وتشريعاتها.» وتابع أن هـذا يعطي الطالب ثقة بأنه يسير على الطريق الصحيح من خلال تغيير الصورة القديمة والنمطية المرتبطة بالأحزاب والخوف من الانضمام لها، مؤكدا أن الأمر تغير بالتأكيد والـجـامـعـة هــي الـمـكـان الأســاســي لتغيير هـذا الفكر. ولفت أبو دلو إلى التعاون ما بين عماد شؤون الطلبة وهيئات المجتمع المحلي والمؤسسات مع تشاركية واضحة وقوية مع الهيئة المستقلة للانتخاب، وما يتفرع منها من بعض المبادرات، مشيرا إلى مبادرة أنا أشـارك من خلال مكتبها في العمادة، وصندوق الملك عبد الله أيضا الذي يقوم بدور مهم جدا في دورات الإرشاد الوظيفي وتـزويـد الـــطلاب بمهارات يكتسبونها مـن أجل سوق العمل. وأشاد أبو دلو بالدور المهم الذي تؤديه دائرة الرعاية للطلبة الوافدين التي تضم طلبة من دولــة حـول العالم، مؤكدا حرص 50 أكثر مـن العمادة على نقل صــورة جميلة عـن الجامعة والأردن عند رجوعهم لبلادهم وعن العلم الذي يتلقونه في جامعة اليرموك. وعن النشاط الرياضي، أكد أن العمادة تدعم وتنمي الطلبة الـذيـن لديهم مـهـارات رياضية، كما أن هذا الدعم يعود ببطولات على مستوى المملكة مع الجامعات الأخرى من خلال الف ِِرق الرياضية التي يتعدى عدد المنتسبين لها المئة طـالـب، مـؤكـدا سعي الجامعة لتأمين قــدر ما تستطيع من متطلباتهم الرياضية. وأضاف أن العمل المطلوب من العمادة كبير جــدًًا، مشيرًًا إلـى الجهود المبذولة لبناء الثقة بينها وبين الطلبة، لتكون المكان الذي يلجأ إليه الطالب سواء لطلب مساعدة أو لتنمية موهبة أو هـــوايـــة، مـــؤكـــد ًًا «هــدفــنــا الأســـاســـي ومـحـور اهتمامنا دائم ًًا هو الطالب». واعـتـبـر أن الــعــمــادة تـــؤدي دورًًا وطـنـيًًــا في تقديم هذه الخدمات، مشدد ًًا على أهمية تطوير الأنشطة داخل كل دائرة وقسم بما يتماشى مع مصلحة الجامعة والبلد، مضيفا «نسعى دائم ًًا إلــى أن نـكـون جهة الـدعـم الأولـــى الـتـي تثق بها الطلبة في مختلف احتياجاتهم». مـــن جـهـة أخـــــرى، قـــال أبـــو دلـــو إن الـعـمـادة تـوفـر بــرامــج قـــروض مـتـعـددة، منها الـقـروض الــمــســتــردة، حـيـث يُُــطـلـب مــن الــطــالــب إعـــادة المبالغ الـتـي اسـتـفـاد منها بعد تـخـرجـه، مثل قـــرض الــســاعــات الفصلية الـتـسـع، كـمـا تقدم الجامعة منح ًًا ومساعدات لذوي الحاجة الكبرى، بما في ذلك راتب شهري للطالبة المحتاجة عبر صندوق الطالبات المحتاجات. وأكــــــد وجــــــود مـــتـــابـــعـــة دقـــيـــقـــة لــلــصــنــاديــق الشخصية داخـل الجامعة، بالإضافة إلـى توفر منح مقدمة من الدكتور أشـرف الـكـردي، التي تُُخصص لتدريس عـدد من الــطلاب في كليات معينة، مؤكدا أن عملية اختيار المستفيدين تتم بناء على الحاجة الحقيقية للطلبة، بهدف ضمان استفادة الأكثر حاجة. واِِشـــــار أبـــو دلـــو إلـــى الأقـــســـام المتخصصة بـالإرشـاد النفسي وبــذوي الاحتياجات الخاصة الـتـابـعـة لـلـعـمـادة، مبينا أنـهـا جـــاءت لدمجهم بالمجتمع ولكي لا يشعروا بأنهم مختلفين عن الآخرين إلا بالقدر الظاهر. وأكد اهتمام العمادة بالإرشاد النفسي من خلال مجموعة مــن الأســـاتـــذة الــذيــن يعملون مع الـطلاب بشكل يضمن الخصوصية الكاملة للطالب الذي يلجأ إلى هذا القسم. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بــقــســم ذوي الاحـــتـــيـــاجـــات الـخـاصـة، قــال أبــو دلــو إنـنـا قطعنا شـوطـا مهما جدا في هذا المجال، ونريد الأكثر فيما يتعلق بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى أن الطلبة ذوي الحاجات السمعية يحتاجون منا توفير مترجم إشارة مدرب ومؤهل لكل طالب منهم ليذهب معه في كل محاضراته، و يرافقه في كل المحاضرات، وتقوم الجامعة تدفع راتبا لهذا المرافق والمترجم الذي يبقى معه. أبو دلو: «شؤون الطلبة» تنفذ أنشطة متنوعة لصقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته مبنى العمادة ࣯ ي رموك � صحافة ال قـــال رئــيــس جـامـعـة الـيـرمـوك الدكتور إسلام مس ّّاد إن المحافظة على «ألـــق الـيـرمـوك» هـو واجـب ومـسـؤولـيـة مـشـتـركـة تـقـع على عاتق أسرتها من أعضاء الهيئتين الــتــدريــســيــة والإداريــــــــة والـطـلـبـة وحتى الخريجين، من خلال البناء عـلـى مــا حققته هـــذه المؤسسة الأكاديمية الوطنية من إنجازات ومواجهة تحدياتها بالعمل الجاد للمحافظة على سمعتها وعراقتها الأكـــاديـــمـــيـــة، إلــــى جــانــب تـخـريـج الــــكــــفــــاءات الـــبـــشـــريـــة الــمــؤهــلــة والمدربة القادرة على التمييز في سوق العمل. وأضـــــاف مـــس ّّـــاد، خلال لـقـائـه، بـحـضـور نــــواب رئــيــس الـجـامـعـة، أعــــضــــاء الــهــيــئــتــيــن الــتــدريــســيــة والإداريـــــــــــة فــــي كـــلـــيـــات الــتــربــيــة البدنية وعلوم الرياضة، والإعلام، والــســيــاحــة والـــفـــنـــادق، والـــطـــب، والــــصــــيــــدلــــة، والــــتــــمــــريــــض، أن «واجــــب الــيــرمــوك» يُُــحـتـم علينا تعميق مفهوم الجودة الأكاديمية ونشر ثقافتها بين أسرة الكليات والـــطـــلـــبـــة، وصــــــولا إلـــــى الـــجـــودة الشاملة التي تسعى «اليرموك» إلـى تحقيقها فـي جميع برامجها الأكاديمية، مشددا على أن الجودة لم تعد ترفا أكاديميا وإنما متطلبا أساسيا، لـه انعكاساته الإيجابية عــلــى سـمـعـة خــريــجــي الـجـامـعـة وتصنيفها محليا وإقليميا ودوليا. وأكــــد مــس ّّــاد سـعـي الـجـامـعـة، وانـــــطلاقـــــا مـــــن رؤى الــتــحــديــث الاقـــتـــصـــادي والإداري، إلــــى بـنـاء خطة إستراتيجية واضحة المعالم ينبثق عنها خطة تنفيذية قابلة للتطبيق واقعيا، مبينا أن الإصلاح الإداري هو الأسـاس في الوصول إلى الإصلاح المالي. وأشـــــــار إلـــــى أن «الـــيـــرمـــوك» تـــســـعـــى إلــــــى تـــحـــســـيـــن خـطـتـهـا الاستثمارية مما ينعكس إيجابا على وضع الجامعة المالي. ودعا أعضاء الهيئة التدريسية إلـــــى مـــواصـــلـــة الــتــعــلــم وتــعــزيــز مــهــاراتــهــم وإثـــــراء مـعـارفـهـم من خلال الاطلاع على تجارب وخبرات مــخــتــلــف الـــجـــامـــعـــات الـــدولـــيـــة، مّّـــا ينعكس عـلـى سـيـر العملية التعليمية والبحثية في الجامعة. بــــــــــــدوره، أكـــــــد نــــائــــب رئـــيـــس الــجــامــعــة لـــلـــشـــؤون الأكــاديــمــيــة الـــدكـــتـــور مـــوســـى ربـــابـــعـــة، عـلـى أهـــمـــيـــة مــــوضــــوع تــقــيــيــم الأداء لأعضاء الهيئة التدريسية سيما وأنه يجعل عضو هيئة التدريس يسعى دائما نحو تطوير معارفه وقـــدراتـــه والاطلاع عـلـى مختلف الـــمـــســـتـــجـــدات والــــتــــطــــورات فـي مجال تخصصه مما ينعكس إيجابا على سير العملية التدريسية في الجامعة. فـــي ذات الــســيــاق، أكـــد نـائـب رئيس الجامعة لشؤون الإداريــة والمالية الدكتور يوسف عبيدات، على أهمية عملية تقييم الأداء الإداري لـلـمـوظـفـيـن الــــذي يجب ان يـتـضـمـن أدلـــــة ووثــــائــــق تـعـزز وتساعد الرئيس المباشر والأعلى في حُُسن التقييم، وتقديم أدلة مـن الـرئـيـس المباشر أو الأعلى على ضعف العلامة في التقييم، مــشــددا عـلـى أن الـنـجـاح يتطلب منا الـتـزامـا جماعيا مـن لتحقيق الـــرؤيـــة الـمـسـتـقـبـلـيـة لـلـجـامـعـة، مــســتــعــرضــا حـــقـــوق الـمـوظـفـيـن الإداريين والواجبات، وآليات نقل الموظفين والتكليف والتعيين بالوظائف الإشراقية. مـــن جــهــتــه، اســـتـــعـــرض نـائـب رئيس الجامعة لشؤون التطوير والـتـصـنـيـفـات الـعـالـمـيـة الـدكـتـور موفق العتوم، مكانة «اليرموك» فـــــــي الــــتــــصــــنــــيــــفــــات الـــمـــحـــلـــيـــة والعالمية والإنــجــاز الــذي حققته في السنوات الأخيرة في مختلف التصنيفات، داعـيـا إلــى مواصلة الــــجــــهــــود فـــــي مـــخـــتـــلـــف كــلــيــات الجامعة لتتمكن «اليرموك» من مواصلة هذه الإنجازات وتحسين تصنيف الجامعة في التصنيفات الــدولــيــة المختلفة، مــؤكــدا على ضــــرورة تشكيل الــفــرق البحثية فـــي مـخـتـلـف الــكــلــيــات لتتمكن مـــن تـنـفـيـذ الـــمـــشـــاريـــع الــدولــيــة والحصول على دعم من مختلف الجهات الداعمة. مـــــن جـــهـــتـــهـــا، شـــــــددت نـــائـــب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والجودة والبحث العلمي الدكتورة فاديا مياس، على أهمية تحقيق مفهوم الجودة الشاملة في جامعة اليرموك بمختلف أنواعها سواء الأكاديمية، أو البحثية، أو الإدارية، أو البنية التحتية، بحيث يتحقق ذلك من خلال تحسين مخرجات التعليم والبحث العلمي وزيـادة التنافسية، والتحسين المستمر للأداء الأكاديمي والإداري وضمان الــكــفــاءة الـمـسـتـدامـة، وتحسين الخدمات الجامعية والمجتمعية، وترتيب وتصنيف الجامعة محليا وعــالــمــيــاًً، بــالإضــافــة إلـــى تحقيق الاعــــتــــمــــاد الـــــدولـــــي والاعـــــتـــــراف الأكـاديـمـي، ورفــع مستوى الرضا لـــــدى الـــطـــلـــبـــة وأعـــــضـــــاء الــهــيــئــة الـــتـــدريـــســـيـــة والإداريــــــــــة وأربــــــاب العمل. وخلال اللقاء دار نقاش موسع أجــاب مـن خلالــه رئيس الجامعة ونوابه على أسئلة واستفسارات عمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإداريـة من مختلف الكليات. خلال لقائه بالكادرين الأكاديمي والإداري مس ّّاد: المحافظة على «ألق اليرموك» مسؤولية مشتركة نتحملها جميعا - نسعى لبناء خطة إستراتيجية ينبثق عنها خطة تنفيذية قابلة للتطبيق واقعيا - الجودة لم تعد ترفا.. وإنما متطلبا لها أثرها الإيجابي على سمعة خريجي الجامعة وتصنيفاتها - نسعى لتحسين الخطة الاستثمارية بما ينعكس إيجابا على الوضع المالي للجامعة من اللقاء

٢٠٢٤ كانون الأول ١ _ ١٤٤٦ جمادى أول ٢٩ الأحد يعد الإعلام بأشكاله المختلفة أحد أقوى الأدوات في بناء ثقافات الشعوب وصياغة وعيها، لا سيما فـــي الـــــبلاد الــعــربــيــة وخـــاصـــة بعد الـــتـــحـــولات الــهــائــلــة الـــتـــي مـــر بها الإعلام العربي، وانتقاله من الأدوار التقليدية للإعلام إلـى أخــرى أكثر تـعـقـيـد ًًا مـثـل الـتـأثـيـر عـلـى الـــرأي العام وتشكيل الهويّّة الثقافية. وفي سياق بناء الثقافة، يفترض بـــــالإعلام الــعــربــي أن يــكــون مـنـبـرًًا يـعـزّّز الانـتـمـاء والـهـويّّــة، ويحميها من محاولات تذويبها في الثقافات الأخــــرى، خـاصـة فـي ظـل العولمة المتسارعة الـتـي تسعى لطمس الفروقات الثقافية وتحويل العالم إلى مكان ذا صوت واحد. ونــــــذهــــــب هــــنــــا إلـــــــى ضـــــــرورة التساؤل «هل نجح الإعلام العربي ا في تحقيق هذا الدور؟» فعل ًا بين بناء الهوية وزعزعتها الإجابة عن هذا السؤال تحمل وجـوه ًًــا عـــدّّة؛ فمن جـهـة، تمكّّنت بعض المؤسسات العربيّّة -إلـى حد جيّّد- من تعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية، سواء من خلال إنتاج محتوى ثقافي غني يعكس الــتــنــوّّع الـكـبـيـر فـــي المجتمعات الـــعـــربـــيّّـــة، أو مـــن خلال تسليط الـضـوء على قضاياها المصيرية، ولـكـن مـن جهة أخـــرى، فــإن جــزء ًًا كـــبـــيـــرًًا مـــن الإعلام الـــعـــربـــي وقــع فــي فـــخ الاسـتـهلاكـيـة، إذ انشغل بالسعي وراء الـربـح على حساب المحتوى القيمي والثقافي. بين صرخة المذياع الأولى وثورة الشاشات تـخـيـل شـــابًًـــا عــربــيًًــا مـــن الـقـرن الماضي، يجلس حول مذياع قديم مـــع أفـــــراد عــائــلــتــه، يـنـتـظـر نـشـرة الأخـبـار التي ستحدثهم عن كفاح الـشـعـوب، مطلقة تلك الـعـبـارات الــــوطــــنــــيّّــــة الــــقــــومــــيّّــــة، وتـــجـــيّّـــش جـمـهـورهـا بمسمى «الــعــروبــة»، كان الإعلام في ذلك الوقت نافذة أمل وصوتًًا للحرية. الآن، أصبحنا في عصر الهواتف الــذكــيــة، حـيـث يـجـد ذلـــك الـشـاب -الـــذي أصـبـح الـيـوم جـــد ًًا- نفسه غـــارق ًًـــا وســـط سـيـل مـــن الـقـنـوات والــمــواقــع الــتــي تــصــرخ كــل منها برسالة مختلفة. وهنا يُُطرح السؤال «هل تغيّّر الإعلام العربي مـن وسيلة تُُوحد الناس حول رسالة سامية إلى أداة تشتتهم؟ وما الـذي حدث لمهمة الإعلام في بناء الثقافة؟». لنعد خطوة إلى الوراء، ونبدأ في تفكيك هذا الدور وننظر في كفاءته وتأثيره اليوم.. التباين في الإعلام العربي.. يقول مدير مكتب قناة الجزيرة فـــي الأردن حــســن الــشــوبــكــي إن المحتوى الإعلامــي العربي يعاني من ضعف ملحوظ، مرجع ًًا السبب إلى غياب التناغم بين مؤسسات الإعلام العربي واخــتلاف ملكياتها وســـيـــاســـات الـــــــدول الـمـسـيـطـرة عليها. وأشــــــــــــــــار إلـــــــــــى أن «الــــــحــــــق الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــي»، عــــلــــى ســبــيــل الـــمـــثـــال، لا يــظــهــر بــشــكــل مـوحـد وقــــــوي فــــي الـــمـــحـــتـــوى الإعلامــــــي الـعـربـي الـمـنـشـور عـلـى «الشبكة العنكبوتيّّة»، مبيّّنًًا أن هذا التباين لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يضر بها. وأوضـــــح الـشـوبـكـي أن الإعلام الــعــربــي يـفـتـقـر لــلــقــوة الـقـانـونـيـة والتنسيق المشترك الـذي يمكّّنه من الدفاع عن القضايا الجوهرية، مؤكدًًا أن المواقف الإعلامية تتبع سياسات الدول المعني ّّة، كل وفق مـصـالـحـه ومــواقــفــه مـــن الـقـضـايـا المختلفة. ولفت الشوبكي إلى أن الإعلام الـــعـــربـــي لـــم يــكــن فـــي الـمـسـتـوى الــــمــــطــــلــــوب لـــلـــتـــعـــبـــيـــر عــــــن حــق الـفـلـسـطـيـنـيـيـن الــــــذي وصـــفـــه بــ 76 «الــحــق الأبـــلـــج» الـمـمـتـد عـبـر عـــام ًًـــا مـــن الاحـــــــتلال الإســرائــيــلــي والــنــكــبــات الـــتـــي تـــطـــول الـشـعـب الفلسطيني وتشتته. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي لـــم يـقـتـصـر أثـــــره عــلــى فلسطين ا عربية فقط، بل امتد ليشمل دولًا أخرى، وأثر في المنظومة العربية ككل وفي الديمقراطية والجغرافيا الـــســـيـــاســـيـــة لــلــمــنــطــقــة، واصـــف ًًـــا الــمــحــتــوى الإعلامـــــــي فـــي الــوطــن العربي بـ «المشتت والضعيف»، وهـو بحاجة إلـى جهد كبير لإعـادة إطلاقـه من جديد ليكون أكثر قوة وتأثير ًًا. التبعية السياسية.. وضعف المحتوى في الإعلام العربي يــــقــــول الـــشـــوبـــكـــي إن ضـعـف المحتوى الإعلامــــي الـعـربـي يعود إلـى عـدة أسباب جوهرية، أبرزها الــتــبــعــيــة الــســيــاســيــة والـمـلـكـيـة الموجهة لوسائل الإعلام، مشيرًًا إلــى أن الإعلام العربي يفتقر إلى الاســتــقلالــيــة، إذ تـمـت الـسـيـطـرة عليه إمــا مـن الحكومات أو رجـال الأعـــمـــال، وبـالـتـالـي نـــرى محتوى غير موضوعي ولا يخدم السرديات الــعــربــيــة أو الــقــضــايــا الــمــحــوريــة بشكل فع ّّال. وتــابــع أن هـــذه الـتـبـعـيـة تــؤدي إلى «رسائل إعلامية غير واضحة» وغياب التناغم بين وسائل الإعلام العربيّّة، مضيفًًا أن الإعلام العربي «موجه بشكل كبير من السلطة الـــســـيـــاســـيـــة»، إذ إنـــــه أثـــــر سـلـبًًــا على جــودة المحتوى وجعله غير مــتــرابــط، وعـكـس حـالـة الانـقـسـام السياسي في العالم العربي. ولـــــفـــــت الــــشــــوبــــكــــي إلــــــــى أن المحتوى الإعلامــي العربي يعاني مـــن ضـعـف واضـــــح، مـبـيّّــنًًــا وجـــود حـالـة تخبط كـبـيـرة فــي المحتوى الإعلامــــي، فهو فـي أغلبه إمــا تابع للسلطة أو للقطاع الخاص، الذي يضع الأربـــاح فـي مقدمة أولوياته على حساب المضمون الإعلامي. وأشـــــــار إلـــــى غـــيـــاب تـحـقـيـقـات استقصائية جـادة تتناول القضايا الحقوقية والإنـسـانـيـة فـي العالم العربي، إذ إن التركيز منصب على المواد الاستهلاكية والدعائية التي لا تضيف قيمة حقيقية للجمهور. وأضـاف الشوبكي أن المحتوى الإعلامـــــــــــي يـــعـــانـــي مـــــن انـــتـــشـــار التضليل والـفـبـركـات، خـاصـة عبر الـمـنـصـات الـرقـمـيـة، م ّّـــا يـزيـد من حالة الفوضى الإعلامـيـة ويضعف قـــدرة الإعلام الـعـربـي على تقديم سـرديـة متماسكة تـخـدم القضايا المصيرية. ويـــــرى أن الإعلام الـــعـــربـــي لم ينجح في إيصال السردية العربية والفلسطينية إلــى العالم بشكل كـــبـــيـــر، مـــرجـــع ًًـــا ذلـــــك إلـــــى ضـعـف الـــمـــحـــتـــوى وزيـــــــــادة «الـــفـــبـــركـــة» والـتـضـلـيـل وغــيــاب الـتـرجـمـة إلـى لغات أجنبية. وقال الشوبكي إن هناك فرصة مهدورة لتعزيز الحضور الحضاري ا ًا الــعــربــي مـــن خلال الإعلام، قـــائل ا أخـرى بالمعنى «إنّّــا لم نغزو دولًا الـحـضـاري والـثـقـافـي، ولــم نوصل رسالتنا بشكل قوي». وانتقد مـحـاولات وزراء الإعلام العرب لضبط المحتوى الإعلامـي، مــشــيــرًًا إلـــى أن هـــذه الــمــحــاولات تركزت فقط على الجوانب المالية والــتــجــاريــة، مـثـل الإعلانــــــات على المنصات الرقمية الكبيرة، دون الانـــتـــبـــاه إلــــى خـــطـــورة الـمـحـتـوى وجودته. وأوضــــــح أن هــــذه الـــجـــهـــود لم تـــتـــطـــرق إلـــــى جـــوهـــر الــمــشــكــلــة، وهـــي ضـعـف الـمـحـتـوى الإعلامــــي و»ركـــاكـــتـــه»، وعـــــدم قـــدرتـــه على الــمــنــافــســة أو إيـــصـــال الــرســائــل الإعلامية بشكل فعال. أزمة الثقة بالإعلام ومتصد ّّرو المشهد الإعلامي؟ يشير الكاتب والأكـاديـمـي عبد الستار قاسم، في مقاله المنشور عـــلـــى «الــــجــــزيــــرة.نــــت»، إلـــــى أن الإعلام العربي يعاني من أزمة ثقة عميقة بينه وبين الجمهور، وهي أزمـة تراكمت بفعل عدة عوامل، فقد اعتاد المواطن العربي سماع روايات إعلامية تتناقض مع الواقع الـذي يعيشه، حيث بـات الخطاب الإعلامي مشبع ًًا بأخبار الانتصارات والإنجازات المزعومة التي لا تمت للحقيقة بص ِِلة. وتـــابـــع «هـــــذا الانـــفـــصـــام جعل الــفــرد الـعـربـي يميل إلـــى تصديق ما تـراه عينه وتكذيب ما تسمعه أذنـــــه، م ّّـــا أدى إلـــى تـــدهـــور صـــورة الإعلام العربي إلى حد أن الكثيرين يرون أن الأخبار الوحيدة الصادقة فيه هي تلك المتعلقة بالوفيات والتعازي». الإعلام الــــعــــربــــي، كـــمـــا يـشـيـر قـــاســـم، يـفـتـقـر فـــي مـعـظـمـه إلــى الاستقلالية، حيث تسوده هيمنة الأنظمة السياسية التي تستغله كــــأداة لتلميع صـورتـهـا والـتـرويـج لها، وهذا الارتباط الوثيق بالأنظمة حو ّّل الإعلاميين إلى مجرد وسطاء لتكرار خطاب السلطة، مما زاد من فقدان المصداقية لدى الجمهور. وفي هذا السياق، تبرز معضلة «الــم ُُــثــق ّّــف الـــعـــربـــي»، الــــذي فقد هـو الآخـــر مكانته كمصدر للوعي والـــتـــنـــويـــر، مـــقـــارنـــة بــنــظــرائــه في الغرب، الذين ساهموا في إطلاق ثورات وتحقيق إصلاحات سياسية واجتماعية، يبدو المُُثقّّف العربي في حالة من الخضوع والتواطؤ مع الأنـظـمـة، وهـــذه الـصـورة السلبية تمتد إلى الأكاديميين والمثقفين الــــذيــــن يـــظـــهـــرون عـــلـــى شـــاشـــات الفضائيات للدفاع عـن سياسات الأنــــظــــمــــة، م ّّـــــا يـــعـــم ّّـــق إحـــســـاس الـــجـــمـــهـــور بــــالــــيــــأس مـــــن وجـــــود شخصيات نزيهة تقود التغيير. ويـــرى قـاسـم أن هــذه الأزمـــة لا تقتصر على الإعلام والمثقفين، بـــل تـشـمـل كـــذلـــك الــمــؤســســات التعليمية، إذ يخشى المعلمون والأسـاتـذة الجامعيون بـث الوعي بـــيـــن الـــطـــلـــبـــة خـــشـــيـــة الـــتـــعـــرض للعقوبات من أجهزة الأمن، وهذه الـحـالـة مــن الــخــوف والاســـتـــسلام أضــعــفــت دور الـتـعـلـيـم فـــي بـنـاء الـوعـي، مما زاد مـن شـعـور الفرد العربي بالعزلة عن منظومة تنمية حـقـيـقـيـة تـــقـــوم عــلــى الـشـفـافـيـة والثقة. منصات التواصل الاجتماعي.. التفاهة «شطارة» وفــــي حــديــثــه خلال حـلـقـة من بـــرنـــامـــج «إيـــنـــغـــمـــا» عــلــى منصة يــوتــيــوب، تــنــاول الــدكــتــور مـأمـون عـلـوانـي الـتـحـولات العميقة التي تــشــهــدهــا الـمـجـتـمـعـات الـعـربـيـة فــي ظــل الـعـصـر الـرقـمـي، مشيرًًا إلــى أن مفهوم التحضر والثقافة أصبحا اليوم يُُقاسان وفق معايير سطحية. وأوضــــــح أن الــشــخــصــيــة الـتـي تـــــــروج عـــبـــر مـــنـــصـــات الـــتـــواصـــل الاجتماعي للموضة أو الـعـبـارات الرائجة، وتستعرض أسلوب حياة فائق الجمال، تُُعتبر اليوم مظهرًًا من مظاهر التحضر، رغـم أن هذا لا يعكس جوهر الثقافة أو التطور الاجتماعي. وأضـــــــــــاف عـــــلـــــوانـــــي أن هــــذه الــــظــــاهــــرة أســـهـــمـــت فــــي تــعــزيــز الانـحـطـاط الأخلاقـــــي، الـــذي أصبح يُُنظر إلـيـه على أنــه «شــطــارة» أو سمة من سمات الحياة الحديثة، وهـــو مـــا تـجـسـد فـــي ظــهــور بعض الشخصيات المثيرة للجدل. وتطرق علواني إلى تأثير منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت مـن أدوات للتبادل الثقافي إلى وسيلة ترويج للمحتوى الترفيهي ا «أصــبــحــنــا نعيش الـــتـــافـــه، قــــــائلًا فـــي عـصـر تـتـسـابـق فـيـه منصات الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي فــي تقديم الـقـصـص السطحية حـــول الحياة الــشــخــصــيــة، بـيـنـمـا تـــهـــدد الـقـيـم الثقافية الأساسية للشعوب». وحـــــــذر عــــلــــوانــــي مــــن أن هـــذا الــتــحــول فـــي الـمـحـتـوى الإعلامــــي يعكس تغيرات أعمق في أولويات المجتمع، حيث ابتعدت وسائل الإعلام عـــن تــقــديــم الـــمـــواد الـتـي تعزز الثقافة والفكر وتتبنى القيم الأخلاقـيـة، متابعًًا «إن ما نشهده الــــيــــوم هــــو مـــحـــاولـــة لـلـتـشـويـش عـــلـــى الـــقـــضـــايـــا الـــجـــوهـــريـــة الــتــي تـــمـــس مـــصـــيـــر الــــشــــعــــوب، مـثـل القضايا السياسية والاجتماعية الــكــبــرى، مـــن خلال الـتـركـيـز على مـواضـيـع تافهة كـالـريـاضـة والفن الاستعراضي». وفـي إطـار الحديث عن وسائل الإعلام ودورهــــا فــي نـقـل الثقافة العربية، يشير علواني إلى أهمية الـــوعـــي الــجــمــعــي لــــدى الـجـمـهـور الـــعـــربـــي وتـــطـــور وســـائـــل الإعلام بـشـكـل عــــام، مــوضــح ًًــا أن معظم القنوات العربية اليوم تعتمد على تقديم المحتوى الموجه للجمهور بشكل غير نقدي، وبالتالي تكون الرسالة الإعلامية سطحية ولا تثير تساؤلات حقيقية حول ما يُُعرض. وأضــــــــاف أن الإعلام الـــعـــربـــي أصـبـح أكـثـر توجيهًًا نحو التسلية والترفيه، مما يساهم فـي تعزيز فــكــرة الـسـلـبـيـة واللامــــبــــالاة لــدى المتابعين، بدلا من تحفيزهم على التفكير النقدي. وأشــــار عـلـوانـي إلـــى أن الإعلام قـد يتخذ أدوارًًا متعددة فـي بناء الثقافة، لكن هــذه الأدوار لا تـزال تقتصر في كثير من الأحيان على تكرار الأفكار السائدة وعدم تقديم مـحـتـوى يـتـحـدى الـــواقـــع أو يحث على الإصلاح، معتبرًًا أن التحول إلــى إعلام هـــادف يتطلب تجديدًًا في المفاهيم والتركيز على طرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الواقع العربي. وأضاف أن التحدي الأكبر الذي يــواجــه الإعلام الـعـربـي الــيــوم هو الاستقلالية وعدم التأثر بالتوجهات الـسـيـاسـيـة الــتــي قــد تـضـعـف من مصداقية المؤسسات الإعلامية. ويــــرى -مــــن جــهــة أخـــــرى- أن وسائل الإعلام الجديدة، بما فيها منصات الإنـتـرنـت، تمنح الفرصة للتعبير عـن رأي الجمهور بشكل أكبر، «لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هــــــذه الــــوســــائــــل خـــالـــيـــة مـن التحديات»، خصوص ًًا فيما يتعلق بالمعلومات المضللة والتضليل الإعلامي. تدريس الصحافة في الوطن العربي.. الواقع والتحد ّّيات وفي عصر باتت فيه المعلومة قوة استراتيجية، والإعلام معيارًًا لـنـهـضـة الـــشـــعـــوب، تــجــد كــلــيّّــات ومـــعـــاهـــد الـــصـــحـــافـــة فــــي الـــوطـــن الــعــربــي نـفـسـهـا أمــــام مـسـؤولـيـة كبيرة: إعداد جيل من الصحفيين الـقـادريـن على مــجــاراة التحولات السريعة فـي الصناعة الإعلامـيـة، ورغــم تنامي الاهتمام الأكاديمي بهذا المجال أكثر من قبل، إلا أن الــتــحــد ّّيــات لا تــــزال تـلـقـي بـظلالـهـا عـلـى واقـــع الــتــدريــس، فالمناهج الـــتـــقـــلـــيـــديـــة تـــعـــجـــز عــــن مـــواكـــبـــة متطلّّبات الـعـصـر الـرقـمـي، فيما يـــعـــانـــي الــــــــطلاب مــــن نـــقـــص فـي التدريب العملي الذي يُُعد أساس ًًا لــصــقــل الــــمــــهــــارات، إضــــافــــة إلـــى غــيــاب الـتـنـسـيـق بـيـن الـجـامـعـات والــمــؤســســات الإعلامــــيــــة، مـــا قد يعكس اختلافًًا واضحًًا في الرؤية حـــول أولـــويـــات التعليم الإعلامـــي واحتياجات السوق. ت ــــطــــر ح � ، فــــــي هــــــــذا الـــــســـــيـــــاق تـــســـاؤلات جــوهــريــة: هـــل يـواكـب تـــعـــلـــيـــم الـــصـــحـــافـــة فـــــي الـــوطـــن الـعـربـي الاحــتــيــاجــات المتسارعة لـلـسـوق الإعلامـــــي؟ وهـــل تتمكّّن المؤسسات الإعلامــيــة مـن إعــداد صـحـفـيـيـن قــــادريــــن عـــلـــى خـــوض معارك الــرأي والحقيقة في عصر التحول الرقمي وحرب السردي ّّات؟ منتدى كلي ّّات الصحافة.. محاولة وفي محاولة لتغيير هذا الواقع وتحقيق نقلة نوعية فـي التعليم الإعلامـــي في العالم العربي، عقد مـعـهـد الـــجـــزيـــرة للإعلام مـنـتـدى كليات الصحافة في محاولة لجمع المؤسسات الأكاديمية والمعاهد الجامعية المتخصصة في تدريس الإعلام والصحافة، وليكون بمثابة خـطـوة جـــادة نـحـو تحسين جــودة التعليم الإعلامـــــي فــي المنطقة، بــجــمــع أكـــاديـــمـــيـــيـــن وصـحـفـيـيـن ومـهـنـيـيـن مـــن مـخـتـلـف الــبــلــدان الـعـربـيـة، لتحديد أبـــرز التحديات الـتـي يـواجـهـهـا التعليم الصحفي فـــــي ظـــــل الــــتــــحــــولات الـــســـريـــعـــة الـتـي يشهدها الـمـجـال الإعلامـــي، وتسليط الضوء على الفجوة بين الـتـعـلـيـم الأكــاديــمــي واحـتـيـاجـات سوق العمل. نظم 2023 في تشرين الثاني مـعـهـد الــجــزيــرة للإعلام، منتدى كـــلـــيـــات الـــصـــحـــافـــة فـــــي الـــعـــالـــم الــــعــــربــــي، بــــهــــدف بـــحـــث مــنــاهــج وأسـالـيـب تــدريــس الـصـحـافـة في المنطقة، وتحديد أبــرز التحديات الــتــي تـــواجـــه الـتـعـلـيـم الـصـحـفـي، حيث سلط المنتدى الضوء على قضايا رئيسية أبرزها الفجوة بين الـمـنـاهـج الأكـاديـمـيـة ومتطلبات سوق العمل، إذ شدد المشاركون عـــلـــى أهـــمـــيـــة تـــحـــديـــث الــمــنــاهــج لتواكب التطورات المتسارعة في الإعلام، لا سيما في ظل التحولات الرقمية التي تستدعي اكتساب مهارات وتقنيات جديدة. وأشـــــــار الـــمـــنـــتـــدى إلـــــى نـقـص الــتــركــيــز عــلــى الـــتـــدريـــب الـعـمـلـي داخل كليات الصحافة، م ّّا يعكس ضعف ارتباطها بالمشهد الإعلامي ومتطلبات المهنة. وأوضـح الأكاديميون أن برامج الـتـدريـب المهني غـالـبًًــا مــا تكون «جـزئـيـة وغـيـر كــافــيــة»، مــا يحرم الـــطلاب مـن الـمـهـارات الأساسية اللازمـــــــة لــلــمــمــارســة الـصـحـفـيـة، وهــذا الـواقـع يــؤدي إلــى صعوبات في تأهيل الخريجين للتعامل مع التحديات المهنية بعد التخرج. وتطرق المشاركون إلى مشكلة محدودية الوصول إلى المعلومات فـي بعض الـــدول الـعـربـيـة، والتي تشكل عائق ًًا أمام عمل الصحفيين وتـــحـــد مـــن قـــدرتـــهـــم عــلــى تـقـديـم تقارير دقيقة وموثوقة، موضحين أن هـــذا الــواقــع يـقـف حــاجــزًًا أمــام تطوير المشهد الإعلامـــي العربي، مــــا يــنــعــكــس ســـلـــبًًـــا عـــلـــى كـــفـــاءة الصحفيين وقدرتهم على التحقيق والبحث. ونــــــاقــــــش الــــمــــنــــتــــدى ضــعــف تضمين الـعـلـوم الاجـتـمـاعـيـة في مناهج كليات الصحافة، مشددين على أهمية هذه الخلفية المعرفية لفهم السياقات المحيطة بالأحداث الإعلامية. واعتبر المتحدثون أن غياب هذا التكامل يضعف قـدرة الصحفيين على إنتاج محتوى مهني متوازن ومـبـنـي عـلـى أســـس علمية، مما يـــؤثـــر عــلــى مــوضــوعــيــة الـصـحـافـة ومصداقيتها. وأبرز المنتدى التفاوت الواضح في مناهج وأساليب التعليم بين الجامعات العربية، وهـو ما يؤدي إلــى غـيـاب التوحيد فـي المعايير الأكاديمية. وأكــــــــد الــــمــــشــــاركــــون أن هـــذا التفاوت ينعكس على مستويات الكفاءة بين الـــطلاب، مـا يحد من قدرتهم على التنافس فـي سوق العمل الإقليمي والدولي. وخلص المنتدى إلـى توصيات بضرورة تعزيز التنسيق بين كليات الصحافة في العالم العربي، وتطوير الـمـنـاهـج لـتـتـوافـق مــع متطلبات العصر الرقمي، إضافة إلى تعزيز الـتـدريـب العملي والـتـكـامـل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، بما يسهم في تخريج جيل جديد من الصحفيين القادرين على مواجهة التحديات المهنية والمساهمة في تطوير الإعلام العربي. ا .. الأردن مثالًا تقول الصحفية هدى أبو هاشم فــي مــقــال لـهـا عـلـى منصة معهد الـــجـــزيـــرة للإعلام، إن الــتــحــولات الكبيرة التي شهدها الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، أبرزت دور الإعلام في إحداث التغيير وإدارته، لكنها فــي الــوقــت نفسه كشفت عن حجم التشوّّهات التي يعاني منها الإعلام العربي، مشيرة إلى الـفـجـوة الـواضـحـة بين مـا يــدرّّس فـي كليّّات الإعلام فـي الجامعات الأردنـــيـــة -عــلــى سـبـيـل الــمــثــال لا الحصر-، وبين ما يحدث فعلي ًًّا في المؤسسات الإعلامية. وتشير أبو هاشم إلى أن الأردن بـــدأ تـعـلـيـم الـصـحـافـة الأكــاديــمــي ، حـيـنـمـا أُُســـس 1981 فـــي عــــام أول قــســم صــحــافــة فـــي جـامـعـة الــيــرمــوك، الـــذي تـحـول فيما بعد ،2008 إلـى كلية للإعلام في عـام كانت هناك 2019 وبحلول عــام سـبـع مـؤسـسـات تعليمية تقدم تخصصات الإعلام فـي الأردن، مّّا يعكس اهتمام الـبلاد بتطوير هذا المجال الأكاديمي. آلية القبول والضعف في الجوانب المهنية لـكـن وبـحـسـب كلامـــهـــا، يعاني الـــنـــظـــام الأكــــاديــــمــــي فــــي الأردن مـن خلل فـي آلـيـة قـبـول الـــطلاب، فأصبح القبول في كليات الإعلام يعتمد بشكل أساسي على معدل الثانوية العامة فقط، وهو ما جعل تـخـصـص الإعلام اخـــتـــيـــارًًا لـكـثـيـر مـــن الــــــطلاب الـــذيـــن لا يـمـتـلـكـون الرغبة أو الاستعداد المهني لهذه المهنة، مؤكدة أن «غياب مقابلات القبول أتاح للطلاب غير المهتمين بالصحافة الدخول إلى هذا المجال، ما يؤثر سلبًًا على مستوى الجودة الأكاديمية والتدريب العملي». الفجوة الجيلية والمناهج العتيقة وتـــنـــتـــقـــد أبـــــو هــــاشــــم الـــفـــجـــوة الجيلية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، إذ يفتقر بعض الأساتذة إلـــى الــخــبــرة الـعـمـلـيـة الـمـيـدانـيـة ويـعـجـزون عـن مواكبة التطورات التكنولوجية في الإعلام، م ّّا أد ّّى إلى تراجع جــودة التعليم، حيث يظل التدريس محصورًًا في الأساليب الـتـقـلـيـديـة الــتــي لا تـتـمـاشـى مع الاحتياجات المتجددة للطلاب في عصر الإعلام الرقمي. وأشــارت إلى أن مناهج الإعلام فـي الـجـامـعـات الأردنــيــة لا تواكب الــتــطــورات الـسـريـعـة فــي المجال الإعلامـــــــي، إذ تـفـتـقـر الــعــديــد من الـــكـــلـــيـــات إلــــــى تـــحـــديـــث الــــمــــواد الدراسية بشكل مستمر، ما يترك الطلاب في مواجهة تحديات كبيرة في المستقبل المهني، موضحة أن العديد من الكراسات الدراسية تعتمد على مراجع قديمة، أو حتى نقل حـرفـي مـن مناهج جامعات أخـــــرى، دون أي تـحـديـث يـواكـب التغيرات المستمرة في الإعلام. ضرورة الإصلاح الجذري في كليات الإعلام وتــؤكــد أبـــو هــاشــم، أن الإصلاح فــي كـلـيـات الإعلام يـجـب أن يبدأ من الإلـغـاء الكامل لنظام القبول الـمـعـتـمـد عــلــى مـــعـــدل الــثــانــويــة الـــعـــامـــة فـــقـــط، «ويــــجــــب أن يـتـم استبداله بنظام أكثر دقـة يعتمد على اختبارات ومقابلات شخصية لـتـحـديـد مـــدى اســتــعــداد الـــطلاب لـهـذا التخصص»، مــؤكّّــدة أهمية تطوير المناهج الأكاديمية لتصبح أكـثـر تـــوازنًًـــا بـيـن الـجـانـب النظري والــعــمــلــي، مـــع ضـــــرورة تحديثها بشكل مستمر لتواكب التطورات التكنولوجية. وتــــــــرى أن هــــــذه الإصلاحـــــــــات يجب أن تتم أيـض ًًــا على مستوى الهيئة التدريسية، إذ يجب اختيار الأسـاتـذة بناء على معايير دقيقة تــضــمــن قـــدرتـــهـــم عـــلـــى تـــدريـــس الإعلام بشكل فعال ومتطور. هل نحن بحاجة لإعلام يصنع نهضة أم لأساس يدفعه لذلك؟ إن الانشغال بالبحث عن إعلام يعزز الهويّّة العربيّّة ويدافع عنها، يغيّّب الغاية الحقيقيّّة وراء هذا السعي، لأن انتظار النتيجة يدخلنا فـي حلقة مفرغة مـن التساؤلات والرهانات، ويحيطنا ببيئة عبثيّّة، باعتبار أن كل نتائج هـذا السعي تصبح شم ّّاعة للركود والانتظار. الإعلام يجب أن يـكـون وسيلة تــعــزيــز لــيــس أكـــثـــر، أي أن الــــدور الحقيقي يقع على عاتق كل عربي ّّ، في الاعتزاز بهويته وتاريخه، وليس هـــذا فـحـسـب، بــل يـسـعـى جــاهــد ًًا للإشــــــارة لــهــا فـــي تـفـاصـيـل يـومـه الـبـسـيـطـة وفــــي تـــعـــاملاتـــه، يــربّّــي أبــنــاءه عليها، ويـتـحـدث عنها في كل محفل، وهكذا يحقق الجانب النظري والعملي من هذا السعي، ولا يسقط فــي فــخ التنظير الــذي أهلكنا لأعوام طويلة. أما اليوم، ومع انعدام الأسباب والدوافع وفساد الأساس، لا ننتظر تعزيزًًا من الإعلام بالطريقة التي نطمح إليها، بل أصبحنا ننتظر على الأقـــل أن يـبـذل مـحـاولـة حقيقيّّة تخلق دافع ًًا عند جمهوره، وهذا لا يخفي ضـرورة فهم أن الأمـر ليس بتلك الـسـهـولـة، لأن تغييرًًا كهذا ا لمنظومة فاسدة يجر وراءه تبديل ًا عــمــلــت لـــســـنـــوات خــلــف مـصـالـح «غير مفهومة». 3 في زمن أصبحت فيه أشد الحروب فتك ًًا تخاض في ميادين الفكرة لا على ساحات السلاح، تمتلك الثقافة قوة ناعمة في سبيلها تغيير واقع الشعوب، وغرس الهوي ّّة في وجدانها، وصياغة وعيها أمام التيارات المعاكسة وحروب الفكر التي تسعى لأن تنسيها نفسها ومن تكون، وفي هذا السياق، يُُعد الإعلام والفن والأدب أُُطر ًًا أساسية تجس ّّد موردات الثقافة التي تقاوم هذا التآكل، وتساعد الشعوب على أن تتنق ّّل بين فصول تاريخها وتصنع واقعها ومستقبلها. فهذه الصور الثلاث من موردات الثقافة العربي ّّة، تعد نوافذ ًًا مشر ّّعة على العالم، بإمكانها أن تقد ّّم الفكرة وتؤط ّّرها وترس ّّخها، فتنق ُُل الناس بذلك إلى أبعاد بإمكانها أن توس ّّع إدراكهم وتثري ذاكرتهم الجمعية، وبإمكانها أيض ًًا أن تنقلهم إلى أبعاد أخرى ترس ّّخ في عقولهم أفكارًًا مشو ّّهة واتجاهات هد ّّامة، كما يفعل اليوم الإعلام والأدب الموج ّّهان، والفن الاستهلاكي. الملف موردات الثقافة العربي ّّة.. الإعلام والفن والمكتبة نماذج ًًا.. ࣯ ج ود مقدادي � إشراف: س ࣯ إعداد: حمزة زقوت ࣯ ي عياصرة � ن � عو الإعلام العربي.. وسيلة بناء أم أداة هدم؟ ما دور الإعلام العربي في بناء ثقافة الشعوب العربي ّّة؟ ا ؟ ا ًا؟ وهل أد ّّى دوره فعل ١ ج

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=