٢٠٢٤ كانون الأول ١ _ ١٤٤٦ جمادى أول ٢٩ الأحد 4 شرفات ࣯ ج ود مقدادي � ي رموك- س � صحافة ال أصبح الفن الجرافيتي اليوم لغة حية وفاعلة، تحو ّّل الجداريات إلى منصات تعبير حرّّة، تروي حـكـايـات الــنــاس وتُُــبـقـي قـضـايـاهـم عـالـقـة في ذاكرة المكان والصورة، حيث يتداخل الخط مع اللون ليصبحا نابضين بحكاية مـا، فكل لوحة على الجدار هي وثيقة صامتة، تشاغب الحدود والزمان وتُُرس ّّخ الفكرة بجسارة، ورغم اختلاف الآراء حول مكانته الفنية، يبقى الجرافيتي أحد أهم أدوات التعبير الفنّّي في وقتنا هذا. ويُُعتبر الجرافيتي في الوطن العربي وسيلة نابضة للتعبير عن قضايا المجتمع وهمومه، إذ يجد الفنانون في الجدران مساحة مفتوحة لنقل رسائلهم حول العدالة والحرية والهوية، م ّّا يجعله انعكاس ًًا صادقًًا لنبض الشارع ومشاعر الجماهير، إلا أنـه يواجه في كثير من الأحيان قيود ًًا اجتماعية وقانونية تثير التساؤلات حول دوره وحــدود تأثيره ومـدى قدرته على تثبيت مكانته في بلادنا كصوت فني مشروع يعب ّّر عن قضايا شعوبنا. تقول الفنانة الجرافيتية ليلى عجاوي، في هذا السياق، إن هذا الفن شهد اهتمام ًًا متزايد ًًا في العالم العربي بعد أحــداث الربيع العربي، مّّــا جعله وسيلة شعبية للتعبير عن مواقف اجـتـمـاعـيـة وســيــاســيــة، مـوضـحـة أنـــه «أصـبـح الجرافيتي أكثر من مجرد رسوم على الجدران، فقد تحول إلى منصة تعبر عن قضايا الشعوب وتصف حالاتها»، وأنـه كـان يقتصر في بداياته على التعبير عن الــذات، لكن مع مـرور الوقت توسع ليشمل قضايا أكثر تعقيد ًًا وعمق ًًا. وتضيف عجاوي أن هذا الفن يمكن أن يتخذ ا متنوعة؛ حيث يُُمكن أن يكون عبارة عن أشكال ًا أعمال فنية تحمل رسائل واضحة، أو رسومات تعبيرية تـهـدف إلــى إظـهـار الـهـويـة الشخصية للفنان فقط. وتـــرى أن «الـجـرافـيـتـي يمكن أن يـكـون ذو وجـهـيـن، أحـدهـمـا يحمل رسـالـة مجتمعية أو سياسية واضحة، والآخـر يعبر فقط عن الذات والتأكيد على الوجود الشخصي»، معتقدة بأنه رغم التباين في الغايات، فإن الجرافيتي يجب ا ، ويعبّّر عن قضايا اجتماعية أن يكون مسؤولًا ا من أن يقتصر على التعبير الفردي حقيقية بدلًا فقط. وتشير إلى أن الجرافيتي في الوطن العربي شـهـد تــطــورًًا مـلـحـوظ ًًــا فــي الـسـنـوات الأخــيــرة، خـاصـة بـعـد الـربـيـع الـعـربـي، حـيـث أصـبـح أداة تعبير حيوية بين الشباب، مبينة أن «العديد من الشباب رأوا في هذا الفن وسيلة لتفريغ مــشــاعــرهــم وأفــــكــــارهــــم، ولــكــنــنــي أؤمـــــن بــأن الجرافيتي المسؤول يجب أن يسود». وتؤكد أن الأعمال التي تحمل رسائل عميقة قليلة، وغـالـبًًــا مـا تتطلب تـصـاريـح رسمية أو تفويض مـن الـجـهـات المعنية، بينما العديد من الرسومات يتم تنفيذها بواسطة فنانين مجهولين أو تحت أسماء مستعارة، م ّّا يضفي عليه طابع الغموض والغرابة. من جانب آخر، تطر ّّقت عجاوي إلى الدور الذي يلعبه الجرافيتي في القضية الفلسطينية، وترى أن الفنانين الفلسطينيين وجدوا في الجرافيتي وســيــلــة لـلـتـعـبـيـر عـــن مـعـانـاتـهـم وقـضـيـتـهـم، مضيفة «عندما أعمل في المخيمات، أشعر أنني أقوم بدور مهم في الحفاظ على الارتباط بين الأجيال الجديدة وقضية فلسطين». وتـــعـــتـــبـــر أن الــــرســــومــــات الــــجــــداريــــة فـي المخيمات تمثّّل جـزءًًا من هذا الالتزام، حيث لا تحتاج إلى تصاريح أمنية كما هو الحال في الأماكن الأخرى، وتستطيع فيها أن تعبّّر بحريّّة عن واقع الناس. وتـــعـــبّّـــر عــــجــــاوي عــــن مـــــدى صــدمــتــهــا مـن «الــصــمــت الــعــالــمــي» الــــذي يـحـيـط بالقضية الفلسطينية، مـشـيـرة إلـــى أنـهـا كـانـت تـحـاول التعبير عـن معاناة الشعب الفلسطيني من خلال لوحات جدارية في عدة معارض دولية، لكن «هذه الأعمال تتعرض للتعتيم والتجاهل من قبل العديد من المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن الحقوق الإنسانية». وتشير إلـى تعرّّض أعمالها للتقليص على منصات الإنترنت، خاصة عندما تتعلق بالوضع فـي غـــزة، هـو تـحـد جـديـد تـواجـهـه، مشيرة إلى أن «جميع المنص ّّات تحاول الحد من انتشار محتوى يعبر عن معاناة الفلسطينيين». أما فيما يتعلق بالنقد الفني، تؤكد عجاوي أن الفنان يجب أن يكون لديه «أداة قياس خاصة» لتقييم أعماله من خلال تأثيرها في المجتمع، دون أن يتأثر بالنقد السلبي أو الإيجابي بشكل مفرط، مشيرة إلى أن «النقد الفني في العالم الــعــربــي غــالــبًًــا مــا يـخـلـط بـيـن الـنـقـد الحقيقي والتعليقات الجارحة، وهو ما يجعل الفنان يتأثر بشكل سلبي أو يتوقف عن الإبداع». وترى أن النقد الجاد والموضوعي يمكن أن يسهم في تطوير الفنان، بينما النقد غير الناضج قد يؤدي إلى تراجع الإبداع. وتعتقد بأن التحدي الأكبر بالنسبة للفنانين هــو الــمــوازنــة بـيـن الـجـانـب الـفـنـي والسياسي في أعمالهم، إذ تقول «عـن نفسي لا أقبل أن أعمل إلا إذا كانت الأعمال تتماشى مع قناعاتي الشخصية»، وأنها -مـع ذلــك- تؤمن بـأن هذا التوجه قد يضع الفنان في مواجهة مع العديد مــن الــقــيــود، ســـواء عـلـى الـمـسـتـوى الـفـنـي أو التجاري. وبـــالـــحـــديـــث عــــن أعـــمـــالـــهـــا فــــي مــخــيّّــمــات اللاجئين، تـرى عجاوي أن المخيم هو الفضاء الأكثر صدق ًًا وتأثيرًًا في إيصال الرسائل الفنية، معبّّرة عن ذلك بقولها أن «المخيم هو المكان الذي يعبر عن حقيقة الناس، وأنا أعتبره جزء ًًا أساسيًًا من حياتي الفنية لأنني أرسم فيه دون تقييدات.» وتــقــول إن فــن الـجـرافـيـتـي يـجـب أن يكون صـوت الـشـارع، بعيدًًا عن أي قيود، ليعبر عن قضايا الناس بصدق وحريّّة. الفنانة عجاوي: رسام الجرافيتي يجب أن يعبر عن قضايا الناس بصدق وحريّّة وبعيد ًًا عن أي قيود مع مــرور أكثر من عـام على الحرب الشرسة التي شنها الاحـتلال على غزة، تكشفت أقنعت حـكـومـات وسياسات وشــعــوب الـعـالـم أجــمــع، ليظهر الـوجـه الحقيقي للشعوب الغربية التي سرعان ما تنبهت لحرب الإبادة وعبرت عن دعمها للقضية الفلسطينية بشتى الوسائل والـطـرق، فلم يخلو الشارع الغربي من أصوات المؤيدين لغزة بحناجرهم الحرة الهاتفة بالنصر للقضية التاريخية، إذ وصل عدد المظاهرات الداعمة لفلسطين لغاية شهر آب الـمـاضـي، وفـقـا للمركز الأوروبــي الفلسطيني للإعلام «إيبال»، ألف مظاهرة موزعة على ٢٢ لأكثر من بلدا أوروبيا، وتظهر ٢٠ مدينة في ٦٠٥ المؤشرات أن المظاهرات مستمرة ولن تتوقف، وتتجه إلى ازدياد، على الرغم من محاولات التضييق والتقييد لمنعها. وقـــال أسـتـاذ الـعـلـوم السياسية في جـامـعـة الــيــرمــوك الــدكــتــور مـحـمـد بني سلامة إن المظاهرات الغربية ساهمت في دعم القضية الفلسطينية من خلال تعزيز الوعي العام بمعاناة الفلسطينيين وتسليط الـضـوء على انتهاكات حقوق الإنـــســـان الــتــي تـمـارسـهـا إســـرائـــيـــل، إذ شهدت هذه المسيرات مشاركة واسعة مّّـــا يعكس مــا يمكن وصـفـه بــ»صـحـوة الـضـمـيـر» لـــدى الـمـجـتـمـعـات الـغـربـيـة، وخاصة بين الشباب وطلاب الجامعات. وأكـــــد بــنــي سلامـــــة أن الــمــظــاهــرات الغربية لا تشكل «كـــرت ضغط كبير» ولكنها تعتبر وسيلة ضغط فع ّّالة، إذ أدى الـحـراك الشعبي فـي بعض الـــدول إلى مراجعة سياسات الدعم غير المشروط لإســـرائـــيـــل، بـيـنـمـا اســتــمــرت حـكـومـات أخـــرى فــي مـواقـفـهـا الـتـقـلـيـديـة، مـؤكـدا على أن هذه المظاهرات أثارت نقاشات حـــيـــويـــة داخــــــل الأوســـــــــاط الأكـــاديـــمـــيـــة والإعلامية حول سياسات الدعم الغربي لإسرائيل. وتابع أن تأثير هذه المظاهرات على الحكومات الغربية تـتـفـاوت فـي بعض الـــــدول مـثـل إيــرلــنــدا وإســبــانــيــا، كـانـت هـــنـــاك اســـتـــجـــابـــة ســيــاســيــة مـــحـــدودة تتماشى مع المشاعر الشعبية المؤيدة لـلـفـلـسـطـيـنـيـيـن، أمـــــا فــــي دول مـثـل الولايات المتحدة فقد أثارت المظاهرات خـــصـــوص ًًـــا فــــي الـــجـــامـــعـــات الــنــخــبــويــة نـقـاشـات سـيـاسـيـة وإعلامـــيـــة واســعــة، لـكـنـهـا لـــم تـصـل إلـــى تـغـيـيـر جــــذري في السياسة الخارجية بسبب النفوذ القوي لجماعات الضغط الـمـؤيـدة لإسـرائـيـل، إذ يـعـكـس هـــذا الـتـبـايـن الـتـحـدي الــذي تواجهه الحكومات في تحقيق توازن بين المصالح السياسية والاقتصادية وبين الضغوط الشعبية المتزايدة. ويــتــوقــع بـنـي سلامــــة أن تـــزايـــد هـذا الــزخـم الشعبي مــن الممكن أن يفتح الباب أمام تغييرات مستقبلية تدريجية في المواقف السياسية. وكـــمـــا نــــوه إلــــى الأبــــعــــاد الـسـيـاسـيـة المهمة التي تحملها المظاهرات الغربية، بـالـضـغـط عـلـى صــنــاع الـــقـــرار لـمـراجـعـة السياسات الخارجية المتعلقة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وإعادة التفكير فــي الــدعــم غـيـر الــمــشــروط لإســرائــيــل، وفـي حـال استمرت المسيرات وزادت زخـمًًــا مـن المحتمل أن تـزيـد الضغوط الـبـرلـمـانـيـة عــلــى الــحــكــومــات لـتـعـديـل مواقفها، وتتسع رقعة النقاشات حول القضية الفلسطينية في الإعلام الغربي، وتنشأ حملات تضامن عالمية قد تؤدي إلـــى فـــرض عــقــوبــات عـلـى إســرائــيــل أو دعم حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية. ولفت بني سلامة إلى الدور المحوري الـذي يلعبه الإعلام الغربي في تسليط الـــضـــوء عــلــى الـــمـــظـــاهـــرات أو مـحـاولـة تضليلها، إذ تـقـوم بـعـض المؤسسات الإعلامــيــة بتغطية شاملة تُُــبـرز معاناة الفلسطينيين والمطالب الشعبية بإنهاء الاحتلال، م ّّا يساهم في تعزيز التعاطف العام، وفي المقابل تحاول وسائل إعلام أخــــرى خــاصــة تـلـك الـمـرتـبـطـة بمصالح سياسية معينة التقليل من شأن هذه المسيرات أو تصويرها كتحركات معادية لإسرائيل بهدف تشويه صـورة القضية الفلسطينية. بــدوره، قـال المحلل السياسي خالد شــنــيــكــات إن لا شـــك أي تــظــاهــرة في العالم الغربي هو بالنهاية دعما للقضية الفلسطينية وبالنهاية تشكل جزءا من الوجدان والوعي بقضية فلسطين. وأشـــار شنيكات إلــى أن الـــرأي العام يتأثر حسب الـدولـة، فمثلا الــرأي العام فـــي الــــولايــــات الــمــتــحــدة الأمــريــكــيــة لم يتأثروا كثيرا بدعم القضية الفلسطينية، فــلــم نــجــد أن الــــــرأي الـــعـــام الأمــريــكــي وضــع على أجندته العليا دعــم القضية الفلسطينية فـي الانـتـخـابـات الرئاسية الامريكية وانتخابات الكونغرس، فلم تترجم هذه التظاهرات على تغيير برامج الأحـــزاب السياسية الأمريكية و بقيت عـلـى مـواقـفـهـا الـتـقـلـيـديـة مـــن الــصــراع بشكل خاص بتأييد إسرائيل. وتـــابـــع فـــي حــيــن نــجــد فـــي إسـبـانـيـا وإيرلندا تظاهرات عارمة وأيضا في دول أوروبـا الغربية، لكن لم يترجم الى تأثير عـلـى الـحـكـومـات الـغـربـيـة تـأثـيـرا كبيرا، ولاحظنا مظاهرات كبيرة فـي بريطانيا لكن هـذه المظاهرات لم تنعكس على الحكومات الغربية بشكل كبير. وقـــــال إنــــه مـــن الـمـحـتـمـل أن يظهر تــــغــــيــــرات فـــيـــمـــا يـــتـــعـــلـــق بـــالـــمـــواقـــف والمؤسسات الدولية ، وتحديدا الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وجــالانــت، وهـــذه الـــدول بحكم وقـعـت عـلـى مـيـثـاق رومـــا وهـــو ميثاق ذو تأثير في المحكمة تجد هنا نفسها مضطرة لأن تؤيد قرار المحكمة . ويــرى أسـتـاذ علم الاجـتـمـاع والإعلام الـدكـتـور حلمي الـسـاري أن المسيرات في المجتمع الغربي شكل من أشكال التعبير عن رفض الـرأي العام لسياسة الــدولــة بشكل سلمي، مـؤكـدا على أن هناك أربع مزايا حققتها هذه المسيرات الغربية، إذ نبهت الرأي العام الغربي إلى سياسة حكوماتها الظالمة. وتــابــع الـــســـاري أن هـــذه الـمـسـيـرات شـكـلـت ضـغـطـا كـبـيـرا عـلـى الـحـكـومـات لتعيد النظر في كثير من القضايا ومنها الدعم اللامحدود من الجامعات الغربية للمجتمع والـجـامـعـات الإسـرائـيـلـيـة، إذ أوقفت الكثير من الجامعات الأمريكية والـبـريـطـانـيـة الــتــعــاون مـــع الـجـامـعـات الإسـرائـيـلـيـة، معتبرا هـــذا إنــجــازا كبيرا جدا، وذلك لعدم معرفة العرب بالدعم والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية الغربية وإسرائيل. وكـــــمـــــا اعــــتــــبــــر الـــــــســـــــاري أن هــــذه المسيرات جعلت القضية الفلسطينية مــــحــــورا أســـاســـيـــا مــــن مــــحــــاور الــحــيــاة اليومية في المجتمع الغربي، إذ كادت القضية الفلسطينية أن تنسى وتحديدا فــي الــحــرب الأوكــرانــيــة الــروســيــة، إذ ما فعلته غزة والمقاومة من بطولات وما فعلته إســرائــيــل مــن تنكيل وتـوحـش عـــلـــى الإنــــســــان الـــعـــربـــي الـفـلـسـطـيـنـي المسلم والمسيحي جعل الـغـرب من منظور إنساني يعيد النظر بدعمه غير المشروط للكيان، مؤكدا أن المسيرات عــمــلــت عــلــى اســتــقــطــاب دعــــم وتــأيــيــد القضية الفلسطينية. مـــن جـهـتـه، قـــال الإعلامـــــي فـــي قـنـاة رؤيـــا محمد عمر إن مفهوم الحيادية في الإعلام الغربي، خاصة فيما يتعلق بـالـقـضـيـة الـفـلـسـطـيـنـيـة، أصــبــح مـجـرد أكذوبة كبرى، وهو ما ظهر بوضوح خلال تغطية المسيرات الداعمة لفلسطين حول العالم. وأضاف عمر أنه لا يمكن الحديث عن حيادية في وسائل الإعلام الغربية عندما نرى قمعًًا ممنهج ًًا للمسيرات المؤيدة لفلسطين في ألمانيا، أو التهديد بفصل الــــطلاب فــي الـــولايـــات الـمـتـحـدة بسبب مشاركتهم في مظاهرات واعتصامات داعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هـــذه الـوقـائـع تثبت أن الإعلام الغربي يتبنى وجـهـة النظر الصهيونية بشكل كامل. وأكد أن ما يحدث الآن في فلسطين يكشف عن دعم غربي مطلق لإسرائيل، خــاصــة مــن جــانــب الـــولايـــات الـمـتـحـدة، مـشـيـرا إلـــى أن واشــنــطــن اسـتـخـدمـت قبل أيــام حق النقض (الفيتو) لإفشال مـشـروع قـــرار فـي مجلس الأمـــن الـذي يدعو إلى وقف العدوان على قطاع غزة. وأوضح أن أحداث «طوفان الأقصى» الأخيرة عززت القناعة بعدم وجود حيادية ا : «كنا حقيقية في الإعلام الغربي، قــائلًا نـدرك دائمًًا أن الحيادية الإعلامية تجاه القضية الفلسطينية مجرد وهــم، لكن الأحـداث الأخيرة أكـدت لنا بشكل قاطع أن هـذا المصطلح ليس أكثر من كذبة تتستر خلفها وسائل الإعلام الغربية.» واعـتـبـر أن الإعلام الـغـربـي بــات أداة لـــدعـــم الـــســـيـــاســـات الإســـرائـــيـــلـــيـــة على حـسـاب حـقـوق الفلسطينيين، مشيرًًا إلى أن هذا الانحياز الواضح ليس فقط يـــــا، بـــل يــشــمــل أيـــض ًًـــا الــمــواقــف � إعلامـــــ السياسية الغربية التي تسعى لإدامـة العدوان على الشعب الفلسطيني. ونـــــوه عــمــر إلــــى أن الإعلام الـغـربـي يتعامل مع الانتقادات الموجهة لانحيازه نحو الرواية الصهيونية بأساليب تتنوع بين التجاهل الـتـام أو خلق مواجهات مصطنعة لإظــهــار صــــورة زائــفــة لحرية التعبير. ولفت عمر إلى أنه غالب ًًا ما يتم تجاهل الانـــتـــقـــادات، لـكـن عـنـد مــواجــهــة مـقـدم أجنبي متحيز مع شخص صاحب حجة قوية، تحدث تصادمات مباشرة ينتصر فيها الحق لصالح القضية الفلسطينية، ومع ذلك، الهدف الأساسي هو الترويج لـفـكـرة أن الإعلام الــغــربــي يـتـيـح حـريـة الرأي.» وقــــــــال إن اســـتـــضـــافـــة شــخــصــيــات عــربــيــة داعـــمـــة لـلـقـضـيـة الفلسطينية تــــهــــدف بـــــالأســـــاس إلـــــى إظــــهــــار صــــورة ديمقراطية زائفة، مشيرا إلى أن الإعلام الـغـربـي يستضيفهم لإثــبــات أنـــه عــادل وديمقراطي، بينما يستغلهم لتجميل صورته مع الحفاظ على دعمه لإسرائيل. وأكــــــــد عـــمـــر أن الـــــهـــــدف مـــــن هـــذه الــمــواجــهــات لـيـس نـقـل الـحـقـيـقـة، بل تعزيز الرواية الغربية المؤيدة لإسرائيل، مشيرًًا إلى أن هذه الممارسات تكشف التناقض بين ما يدعيه الإعلام الغربي وما يفعله فعلي ًًا لدعم الرواية الإسرائيلية على حساب حقوق الفلسطينيين. وأوضــــح عـمـر أن الـمـوقـع الجغرافي يـلـعـب دورًًا رئـيـسـيًًــا فــي تـحـديـد قيمة الخبر وتأثيره، وهو ما يتجلى في الأخبار التقليدية مثل المسيرات أو الأحــداث اليومية، مضيفا «الموقع الجغرافي مهم جد ًًا، فإذا أضيف إليه عدد المشاركين أو الجهة المنظمة، يصبح للخبر وزن وثقل أكبر، فمسيرة تضم ألف شخص ليست كمسيرة تضم مليونًًا.» وأشـــــــار إلـــــى أن حـــجـــم الـــخـــبـــر يـتـأثـر بـعـوامـل أخـــرى، منها عــدد المشاركين والـــقـــرب الــجــغــرافــي وارتـــبـــاط المتلقي بالقضية، مبينا، عـلـى سبيل الـمـثـال، مـسـيـرة فــي تــل أبـيـب تـطـالـب بإسقاط نتنياهو تضم الآلاف تختلف عن مسيرة تضم الملايين، فالثقل هنا يتحدد بالعدد والموقع والارتباط الشخصي بالقضية. وأضـــاف عمر أن نــوع الخبر ذاتـــه قد يجعل تأثيره عالميًًا، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، مستشهدا بحادثة التي 2020 مـقـتـل جــــورج فـلـويـد عـــام انتشرت عالميًًا بسبب بعدها الإنساني والعنصري، وكذلك اغتيال الشيخ أحمد ياسين أو استشهاد الطفل محمد الدرة، حيث خرجت مسيرات في عواصم عربية تضامنًًا مع هذه القضايا الإنسانية. وأكــــد أن الــحــرب عـلـى غــــزة، أحـدثـت ا كبيرًًا في وعـي الشعوب الغربية تحول ًا تجاه القضية الفلسطينية، رغم التضليل الإعلامي الذي ساد في بداية الحرب. وقال عمر إن الإعلام الغربي بدأ الحرب بموقف منحاز، لكن لاحقًًا، بـدأت بعض القنوات بتغطية ما يحدث، لافتا إلى دور الـقـنـوات العربية الناطقة بالإنجليزية، مثل الجزيرة الإنجليزية، التي ساهمت في نشر الوعي بين الشعوب الغربية. وأضاف أن تطور وسائل الاتصال لعب دورًًا محوريًًا فـي نشر الحقائق، مؤكدا أن الناس لم يعد يعتمدون فقط على الإعلام التقليدي. وتــــابــــع أن هــــنــــاك أشــــخــــاص داخــــل غــــزة، يـتـحـدثـون الإنـجـلـيـزيـة ويـنـشـرون مـقـاطـع فـيـديـو تـوضـح الـــواقـــع مباشرة للعالم، معتبرا أنها أدت لـزيـادة الوعي لــــدى الــجــمــهــور الــغــربــي حــــول القضية الفلسطينية. وأوضح عمر أن القضية الفلسطينية بـاتـت قضية عالمية تجمع الـنـاس من مختلف الجنسيات، حيث شهد العالم مــســيــرات ضـخـمـة لـــم يـسـبـق أن خـرج مثلها لقضية واحدة، مشيرا إلى أن هذه المسيرات الشعبية لعبت دور ًًا كبير ًًا في تسليط الضوء على جرائم الاحتلال، ودفع المحكمة الجنائية الـدولـيـة للنظر في قضايا جرائم الحرب ضد الفلسطينيين. وأكـــد أن مــن أبـــرز إيـجـابـيـات طـوفـان الأقـــصـــى أنـــه تـمـكـن مـــن قـلـب مــوازيــن الوعي الغربي تجاه القضية الفلسطينية، وجـعـلـهـا قـضـيـة إنـسـانـيـة عـالـمـيـة رغـم التضليل المستمر. المظاهرات تغزو شوارع أوروبا دعما لفلسطين ورفضا لجرائم الاحتلال كيف أحرجت المسيرات المؤيدة لفلسطين الحكومات الغربية وفضحت ازدواجية الإعلام الغربي ؟ ࣯ ج ودي سمارة � ي عيسى و � ن � يم بنات واسيل ب � ي رموك- إبراه � صحافة ال الجرافيتية ليلى عجاوي
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=