٢٠٢٤ كانون الأول 8 _ ١٤٤٦ جمادى الآخرة 7 الأحد 7 الرياضية ࣯ ج ياتنه � ي رموك- عبدالله � صحافة ال الإعلام الرياضي ليس مجرد أداة لنقل الأخبار وتحليل النتائج، بل هو قوة فاعلة قـادرة على التأثير في المستطيل الأخضر، وأبعد من ذلك ليصل إلى القلوب والعقول، وفي رحلة المنتخب الوطني نحو حلم التأهل إلى كأس العالم لأول مرة، يكبر دور الإعلام الرياضي، ليكون وسيط ًًا مهم ًًا في تعزيز الروح القتالية للاعبين والمدير الفني، وتوحيد صفوف الجماهير، وإظهار صورة وطنية تعكس طموح الجماهير. والإعلام الرياضي في هذه المرحلة الحساسة ليس طرفًًا محايد ًًا، بل هو من أساسيات هذه المرحلة، وهو قادر على أن يرفع سقف الآمال أو يكبلها بضغوط سلبية، وما حدث في كأس آسيا الأخيرة في قطر خير برهان، حين دعم الإعلام والجماهير المنتخب بشكل كبير، ووصل لأول مرة في تاريخه إلى النهائي، هو خير مثال على كيفية صناعة الحلم الوطني بروح جماعية. ولكن حين يسيء الإعلام استخدام قوته، يتحول من حافز للتقدم إلى معول هدم، وهذا يبين الحاجة إلى خطاب إعلامي يوازن بين النقد البناء والدعم الإيجابي. ويبقى الـسـؤال هـل يــدرك الإعلام الرياضي فــي المملكة دوره الـكـبـيـر فــي هـــذه المرحلة المصيرية؟ وهل يمكن للإعلام أن يسهم بشكل إيجابي في رفع معنويات اللاعبين والجماهير؟ أم أنـــه سيظل مـحـصـورًًا فــي الـنـقـد والتحليل السلبي؟ مما يؤثر على الحالة النفسية للفريق والجماهير، وكيف سيكون هناك نقد بناء ودعم الفعّّال يساهم فـي تحقيق الحلم الأردنـــي في كأس العالم؟ وقـــال الإعلامــــي الـريـاضـي المخضرم لطفي الزعبي إن الإعلام يلعب دورًًا أساسيًًا ومحوريًًا فــي دعـــم مـسـيـرة المنتخب الأردنـــــي، مـشـددًًا على ضرورة أن يكون الإعلام شريك ًًا حقيقيًًا في النجاح، لا مجرد ناقلا للأحداث أو ناقد ًًا. وأضاف أن الإعلام هو البوصلة التي تعكس طــمــوحــات الـجـمـاهـيـر وآمـــالـــهـــم، وهـــــذا يـدعـم المنتخب نحو الأفضل، إن أُُحسن استخدامه. وأوضـــــح الــزعــبــي أن الـنـقـد الإعلامـــــي أشـبـه بـــــسلاح ذي حـــديـــن، يــمــكــن أن يـــكـــون مــحــفــزًًا للبحث عن الأفضل، أو عائقًًا نفسيًًا إذا أُُسيء استخدامه، مـشـددًًا على أن الإعلام أن يُُــدرك اللحظة، إذ عليه أن يقرر ما إذا يحتاج المنتخب إلى رفع معنوياته، أم إلى التنبيه حول الأخطاء، والتوقيت هنا هو السر. وأشار الزعبي إلى أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي همايخلقان حالة من الثقة المتبادلة مع اللاعبين والجهاز الفني، موضح ًًا أن الاحتفاء بالمجهود قبل النتائج وتسليط الـضـوء على الإنجازات الصغيرة يمكن أن ي ُُعيد تشكيل الروح المعنوية للمنتخب، ويجعل اللاعبين يشعرون أن الإعلام جزء من رحلتهم، وليس عائق ًًا أمامها. وحــــول أســـلـــوب الـتـحـلـيـل الإعلامــــــي، انتقد الـــزعـــبـــي مـــا وصـــفـــه بـــ»الــمــبــالــغــة فـــي الـتـأثـيـر الـشـخـصـي والانـــطـــبـــاعـــات الــعــاطــفــيــة»، داعـــيًًـــا إلـى التركيز على لغة الأرقـــام والفنيات لا على العواطف. واضـاف نرى أحيانًًا التحليل الإعلامــي أشبه بـــ «مـــبــاراة إضـافـيـة لـكـن بلا حــكــم»، والتحليل المهني يتطلب الاعتراف بالعيوب بلغة التفاؤل، وإبـــراز الإيجابيات لإبـقـاء شعلة الأمــل متقدة، مشدد ًًا على أن النقد البناء يجب أن يهدف إلى تقديم الحلول، لا التشهير. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بــــــدور الإعلام فــــي تـوجـيـه الجماهير، قال الزعبي الإعلام هو البوصلة التي توجه الجمهور، إذا اختار التركيز على الإيجابيات، سينعكس ذلك على دعم الجماهير للمنتخب والعكس صحيح. وأكد أن بناء الوحدة بين الجماهير يبدأ من خلال تقديم المنتخب كحلم وطني مشترك، مـضـيـفًًــا أن الإعلام يـجـب أن يُُــركــز عـلـى القيم المشتركة مـثـل الـفـخـر والانــتــمــاء، لا الخطاب المفرّّق، وعندما يشعر الجمهور أن المنتخب يمثلهم، يصبح داعم ًًا لا ناقد ًًا. وحول دور الإعلام في التصفيات الحاسمة، شــــدد الــزعــبــي عــلــى أهــمــيــة الــنــقــد الــمــســؤول فــي الأوقــــات الـصـعـبـة، مـوضـح ًًــا أن عـنـد فشل المنتخب، النقد الهدام يشبه النفخ على «جرح مفتوح» والأصـــح أن يبحث عـن الأسـبـاب دون جلد الذات. وأضاف في مثل هذه الأوقات، يمكن للإعلام أن يُُعيد إحياء الأغاني الوطنية وقصص الكفاح لي ُُذكر الجميع بأن المنتخب هو مرآة طموحاتنا. وقـال الزعبي «رسالتنا كإعلاميين يجب أن تكون واضحة نحن مع المنتخب في كل الظروف فالفوز مجرد محطة، والطريق هو الأهم». من جهته، يرى الصحفي الرياضي المخضرم مفيد حسونة أن الإعلام يلعب دورًًا محوريًًا في تعزيز الثقة لدى لاعبي المنتخب الوطني ورفع الـــروح المعنوية لـديـهـم، مــشــددًًا على ضــرورة الفصل بين الإعلام المهني التقليدي ووسائل الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي عـنـد الـحـديـث عــن تأثير الإعلام. وأوضح الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب لــه تـأثـيـر كبير عـلـى الـحـالـة النفسية للاعبين والجهاز الفني، مشيرا إلى أن دوره لا يقتصر فقط على النقد، بل يجب أن يكون دائم ًًا أداة داعمة، خاصة في الأوقات الحرجة. وأكـــد حـسـونـة أن التحليل الإعلامــــي للأداء الفني فـي الأردن يعاني مـن نقص فـي العمق والاحـتـرافـيـة، مشيرًًا إلــى أن هنالك مجموعة كبيرة من المحللين أو غير المحللين يفتقرون لـلـخـبـرة فـــي كـــرة الـــقـــدم، وأنـــهـــم يـحـلـلـون عبر الـشـاشـات او مـواقـع الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، م ّّا يؤدي إلى تأثيرات شخصية ومبالغات قد تكون ضارة. وأضاف أن النقد يجب أن يكون بناء ويهدف إلى تحسين الأداء، وليس إلى الهدم، مؤكدا أن النقد الفني المدروس يمكن أن يضيف قيمة حقيقية للمنتخب. ودعا إلى تغطية تدريبات ومباريات المنتخب بـأسـلـوب إيـجـابـي يــرفــع مــن الـحـالـة المعنوية للاعـبـيـن، مــشــددًًا على أهمية أن يـكـون النقد الإعلامــــــي مــوجــه ًًــا نــحــو تــقــديــم إضـــافـــات فنية ملموسة بدلا من التركيز على السلبيات. وفيما يتعلق بعلاقة الإعلام بالجمهور، أشار حـسـونـة إلـــى أن الإعلام لــه تـأثـيـر كـبـيـر، ســواء كان إيجابيًًا أو سلبيًًا، على الجماهير واللاعبين أنفسهم. ويرى أن من واجب الإعلام توجيه الجمهور نحو دعـم المنتخب ورفــع معنويات اللاعبين، فلا بــد أن يــكــون خــطــاب الإعلام خـطـابًًــا وطـنـيًًــا يعزز الثقة ويبتعد عن الهجمات السلبية التي نشهدها أحيانًًا مع تعثر المنتخب، مستشهدا بالمباراة الاخيرة ضد الكويت كدليل على قوله. وحذر من أن الانتقادات اللاذعة على وسائل الـــتـــواصـــل قـــد تــؤثــر بـشـكـل كـبـيـر عــلــى الـحـالـة النفسية للاعبين، داعي ًًا الإعلام لتوجيه الجمهور نحو مساندة المنتخب بطريقة إيجابية. وقال حسونة إن الإعلام دوره مساند وليس حــاســم ًًــا، فـهـنـاك جــهــاز فـنـي ولاعـــبـــون واتــحــاد يتحملون المسؤولية الأسـاسـيـة، موضحًًا أن دوره هو رفع الحالة المعنوية ودعم المنظومة، لكنه ليس سببًًا رئيسا في الإخفاق أو النجاح. وانتقد ضعف استجابة الاتحاد الأردنـي لكرة القدم لجهود الإعلام، قائلا إن الاتحاد بعيد كل البعد عن الإعلام ولا يستجيب للملاحظات التي يقدمها الإعلاميون،معتبرا أن هذه القطيعة تؤثر سلبًًا على تطوير كرة القدم في المملكة. وأشـــــار حـسـونـة إلـــى غــيــاب الـــدائـــرة الفنية داخل الاتحاد التي تعنى بتحليل العمل الفني والإداري. بين كبوات المنتخب الوطني وانتصاراته.. «الإعلام الرياضي» البوصلة التي توجه الجماهير الأردنية الزعبي: النقد الإعلامي البناء يجب أن يهدف إلى تقديم الحلول وليس للتشهير حسونة: القطيعة بين الاتحاد والإعلاميين تؤثر سلب ًًا على تطوير كرة القدم يلعب الإعلام الرياضي دورا هاما في تطور الكرة الأردنية ࣯ ي رموك- عبد الرحمن راشد � صحافة ال امـتـزجـت الـعـاطـفـة بالشغف لتشكل جــوهــرا يسعى لتحقيق الاحلام والأمــانــي، بين الـوهـم والحقيقة يحتفظ بقصاصات الصور واسم كل ما هو بالمباراة لتشكل لديه مخزونا معرفيا يحلق به لشاشات التلفاز وكتابة أكثر من ألف مقال في كرة القدم. 24 يكشف المحلل الرياضي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي محمد حلمي المعروف بلقب «الحقيقي»، عن سر اللقب الــذي خـرج بالصدفة، بحسب قوله، فقد اعتاد في حديثه استخدام عبارات مثل «حقيقي شكراًً» و»حقيقي تفضل»، إلى أن لفت انتباه أحد الأشخاص الذي قال له: «إنت والله الحقيقي»، ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الكلمة علامـة مميزة له، وأخـذ الكثير يرددونها عند الحديث عنه، مضيفًًا أن «الحقيقي» هي كلمة تعبر عن كل شيء جميل وبسيط، دون مبالغة أو تصنّّع. ويشير حلمي إلى أن مسارات الحياة رغم اعتقادنا في كثير من الأحيان أننا نتحكم بها، تظل في النهاية غير قابلة للتوقع، حيث نكتشف يوما بعد يوم أن ما هو مكتوب لنا قد يتخذ مسارا غير قابل للفهم أو التفسير. بداية شغف «الحقيقي» بدأ حلمي «الحقيقي» شغفه بكرة القدم مع أول مباراة شاهدها على التلفاز، وتحديدا مع لحظات مميزة من بطولة ، حين حققت «الدنمارك» فوزها التاريخي، 1992 يـورو ، والذي شهد ظهور 1994 بعدها، جاء المونديال الأيقوني نجمين بارزين مثل «روبرتو باجيو» و»روماريو». وتابع حلمي «تلك اللحظات شكلت نقطة تحول في شـغـفـي، حـيـث بـــدأ الأطـــفـــال يتخيلون أن كــل شـــيء في الحياة قابل للتحقيق، وهذه حقيقة قد يغفل عنها الكثير من الكبار، فكل شيء ممكن إذا آمنا به». وقال حلمي إن تلك كانت بداية شغفه الحقيقي بكرة القدم، شغف لم يكن مرتبطا بالتحليل أو الكتابة أو حتى النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل كـان مجرد كرة وطفل وسعادة خالصة، كانت الطفولة نفسها بمثابة الحافز الأول له ليعيش حلمه. الطفولة والمجلات الرياضية يقول حلمي إن «المجلات التي كنا ننتظرها اسبوعيا وكثيرا شهريا لكي نحصل عليها لنقوم بقص صور لاعبينا المفضلين، وقــراءة أسماء اللاعبين والحكم والملاعب، ثقافة الحصول على الأمور بشكل صعب كانت حقا كنزا، هذا شيء له قيمة استثنائية»، مضيفا أن الرائع في تلك الفترة أنه كان لديه تصور، أنه يستطيع صناعة مجلة. كان لدى حلمي وإخوته مهمة 1998 ففي مونديال تسجيل كل أسماء اللاعبين من كافة المنتخبات وتوقيت الأهــداف ومن سجل والكروت الصفراء، وعند كل موعد صلاة يجب أن يبقى واحد منا في المنزل ونتناوب حسب الأصــغــر عــمــرا لتسجيل أحــــداث الــمــبــاراة، ومـــن الـجـرائـد والمجلات نأخذ صور ونلصقها صانعين مجلة خاصة بنا. حذاء صنع حلم الطفولة ، ظهر حــذاء ‹توتال 2002 قـال حلمي «فـي مونديال › من ‹نايكي›، حيث ارتداه ‹رونالدينيو› النسخة ذات 90 اللونين الأسـود والأبيض، ومع الأداء المميز الـذي قدمه رونالدينيو، أصبح لدينا، نحن الأطـفـال، قناعة بـأن ارتـداء هذا الحذاء وحـده سيمنحنا مهاراته الخارقة في ملاعب الحي والمدرسة.» وأضاف «بدأت حينها رحلتي في البحث عن هذا الحذاء، إذ لم يكن بالإمكان شراؤه من ‹نايكي› مباشرة، لعدم وجود مراكز تجارية أو محلات بيع كبرى آنذاك، لذلك، توجهت إلى سوق البالة، وهناك واصلت البحث من محل إلى آخر، وفي نهاية المطاف، وجدته،» معبرا عن فرحته بتلك اللحظة التي لا يمكن وصفها من السعادة، «ليس لي وحدي، بل أيضا لأصدقائي الذين شاركوني فرحة الاكتشاف، إذ كنا نرقص فرحا بوجوده أخيرا بين أيدينا، بل إن الحذاء تحول إلى قطعة مميزة، كنا نرتديها بفخر مع ملابس العيد.» المسيرة الإبداعية ألــف مـقـال، قــال حلمي «لم 24 عـن نـشـره لأكـثـر مـن أتخيل يوما أن أكتب هذا العدد من المقالات، تماما كما لم أتخيل أن أجيب عن هـذه الأسئلة بكل هـذا الكم من الكلمات، لكن عندما يتعلق الأمر بالتحدث عن السعادة، ألف 24 يصبح الحديث ممتداًً، وهذا ما حدث مع أكثر من منشور.» وأضاف «تظهر الحقيقة بوضوح في نظرتي لكرة القدم، فهي ليست مجرد أرقام أو انتصارات، على الرغم من أهمية التحليل الفني للمباريات، لكنني دائم ًًا أحرص على الحفاظ على الجانب الأصيل للعبة، الذي بدأ يختفي تدريجيا.» وأوضح حلمي «الشغف بكرة القدم جعلني أرتبط يومي ّّا بـأمـريـن أساسيين: الـــصلاة وكـــرة الــقــدم، توقيتي أصبح مترابطا معهما، وأعتقد أنه في التحليل يمكنني أن أرى كل شيء في الحياة كحكاية أو مباراة من مباريات كرة القدم». «الحقيقي».. رحلة حلم من الطفولة إلى التحليل الرياضي في عالم كرة القدم «الحقيقي» نجح بتحقيق حلم طفولته
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=