٢٠٢٤ كانون الأول 22 _ ١٤٤٦ جمادى الآخرة 21 الأحد 8 للتواصل مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ي عيسى � ن � أسيل ب عند النظر هنا وهناك والالتفات للشرق والغرب لا نرى سواء سياسات متعطشة لسفك الدماء والرقص فوق جثث المدنيين. والمحزن بالأمر أن هذه الجثث والدماء التي تسفك في العالم الحديث الذي يدعي التحضر أغلبها دماء عربية، تخطط لقتلها أعظم دول العالم والتي «صدعت رؤوسنا» بـشعاراتها الرحمانية التي تدعو للسلام والأمان. تـؤكـد لنا هــذه الـــدول أن هــذه الـشـعـارات «مفع ّّلة» فقط داخل حدودها الجغرافية، وبمجرد الخروج من هذه الحدود تصبح محظورة وممنوعة ويحاسب كل من ينادي بها لأنه خاصة بهذه الـدول فحسب، ونحن كعرب ليس بنظرهم إلا «حثالة» لا نستحق الحياة. هذه السياسات الغربية المستبدة تخنقنا، تلعب بنا كلاعب كرة قدم يقوم باستعراض مهاراته الرياضية أمام جمهوره الذي يصفق له بكل حرارة، والموجع في هذا أننا نحن الجمهور والكرة في نفس التوقيت، فنحن من يتم التلاعب بنا، ونحن من نصفق لهم بحرارة. بعد كل هذا البطش والتنكيل للمواطن العربي من قبل السياسات الغربية الظالمة، ما زال هناك مواطنون بدم عربي يرون أن من الأفضل لنا هو اتباع سياساتهم، وأن نصرة دولنا لا تكون إلا على أيديهم، وما يحصل لنا هو من صنع أيدينا، ونسوا ما تحيكه السياسات الغربية من مؤامرات ضدنا، فهذه الفئة هي جزء من هذه المؤامرة التي تكون عن طريق طمس هويته العربية وجعله كفيفا في أخطائهم كغربيين. ألم يح ِِن الوقت لدخول مرحلة التنوير والفهم المستنير والنظر الصحيح لما تفعله هذه الأنظمة الحاكمة؟ ألم يأن لنا لتحرير أفكارنا وعقولنا والخروج من الأنظمة الغربية ودحرها؟ وأن يعود دورنـا وتعود أمجادنا ويعود تاريخنا المشرق من جديد؟ إذا لم يكن الآن فمتى سيكون؟؟؟ قط ّّاع طرق متحضرون تــعــرّّف ثــائــرة عـربـيـات نفسها بـــثلاث كلمات: «باحثة بالتراث الأردني» وهو ما يعكس مسيرتها المهنية وشغفها بالحفاظ على الموروث الثقافي، حيث بدأت رحلتها مع مشروع «مهدبات الهدب» من خلال شغفها بحرفة التهديب التقليدية. لاحظت ثائرة خطر اندثار هذه الحرفة التراثية فقررت العمل على إحيائها وضمان استمراريتها. مـشـروع «مـهـدبـات الــهــدب» يـهـدف، بحسب صاحبته ثائرة، إلى تحقيق الاستدامة في الحرف اليدوية الأردنـيـة وإيـجـاد فـرص تمكين وتشغيل للنساء، كما أطلقت «بيت خيرات السلط» الذي يقع في مبنى أبو جابر بمدينة السلط ليكون مركز ًًا يجمع بين الحفاظ على التراث وتعزيز السياحة المحلية إذ يوفر البيت تجربة تفاعلية للزوار من خلال تعريفهم بـالأزيـاء التراثية وفنون التهديب بالتعاون مع مديرية سياحة البلقاء. وترى عربيات في هذه المشاريع رسالة لتعزيز الانتماء الوطني وهي تفخر بدورها في إدراج مدينة السلط ضمن مواقع التراث العالمي، إضافة إلى مشاركاتها الإقليمية مثل عـرض الأزيــاء الأردنية وحـــرفـــة الــتــهــديــب فـــي الـــريـــاض خلال الأســـبـــوع السعودي للتراث. و تـؤكـد أن إيـمـانـهـا بـــدورهـــا فــي هـــذا المجال يدفعها للاستمرار، إذ ترى أن العمل المجتمعي جزء أساسي من رؤيتها، وتؤكد أن دعمها للشباب والسيدات ساهم في تحويل العديد من التحديات إلى فرص من خلال هيئة شباب البلقاء. سيدة 700 تمكنت ثائرة من تدريب أكثر من على مهارات الحرف اليدوية ووفـرت فرص عمل منهن. 90 مباشرة لحوالي تطمح عربيات إلى إنشاء مشغل كبير لإحياء الأثواب الأردنية التقليدي وتعمل على ابتكار أفكار جديدة لتعزيز الحرف التراثية وتوسيع نطاقها، وتؤمن بأهمية إشـراك الشباب في الحفاظ على الـــتـــراث لـيـس فـقـط كـوسـيـلـة لحمايته بــل أيـض ًًــا كفرصة اقتصادية تسهم في تحسين حياتهم. بالنسبة لها، فـإن الحفاظ على الـتـراث ليس مـــجـــرد مـهـمـة ثـقـافـيـة بـــل هـــو مـــشـــروع تـنـمـوي متكامل يربط الماضي بالحاضر ويسهم في بناء مستقبل يعكس هوية الأردن. قصة مصورة ࣯ ي رموك- رؤى العُمَري � صحافة ال ثائرة عربيات.. إحياء التراث الأردني بمشاريع تنموية مبتكرة يواجه الأردن تحديات كبيرة في مجال الزراعة والأمن الغذائي بسبب مواردها الطبيعية المحدودة وظروفها المناخية الـــقـــاســـيـــة، و تــعــد الـمـمـلـكـة مـــن أفـقـر دول العالم مـن حيث الــمــوارد المائية وأصبحت مـؤخـرا بالمرتبة الاولـــى على مستوى العالم بفقر المياه. فهذا يؤثر بشكل مباشر على القطاع الزراعي الذي يسهم بنسبة صغيرة في الناتج المحلي، وبالرغم من ذلك تبقى الزراعة أحد سبل العيش للعديد من الأسر الأردنية. ويــعــتــمــد الأردن بـشـكـل كـبـيـر على استيرادالموادالغذائيةلتلبيةاحتياجاته، م ّّا يزيد من حجم الواردات ويؤدي ذلك إلى عجز في الميزان التجاري، و تشكل %بينما نسبة 40-50 نسبة الاستيراد .%20-30 التصدير وصلت إلى كما يـواجـه القطاع الـزراعـي تحديات كــبــيــرة تـــؤثـــر عــلــى إنـتـاجـيـتـه وكــفــاءتــه، مـثـل نـقـص الـمـيـاه وضــعــف اسـتـخـدام التكنولوجيا الحديثة، وبعض المشكلات في التسويق والتمويل، فهذا يؤدي إلى ضعف فـي الأداء الـزراعـي وصعوبة في تحسين مستوى هذا القطاع الحيوي. وقــــال مــديــر عــــام اتـــحـــاد الــمــزارعــيــن المهندس محمد العوران إن أداء القطاع الــــزراعــــي كــــان مــتــواضــعــا خلال الـفـتـرة الأخـــيـــرة، بـسـبـب الــتــغــيــرات الـمـنـاخـيـة التي حدثت هــذا الـمـوسـم، مشيرا إلى أن المملكة شهدت ارتفاعا في درجات الـــحـــرارة مـنـذ بــدايــة شـهـر آذار وانـتـهـاء الـــمـــوســـم الـــمـــطـــري مـــبـــكـــرا فـــي بعض المناطق، خاصة في المناطق الجنوبية من المملكة. وأشـــار الــعــوران إلــى أن أداء القطاع الــــزراعــــي يـتـطـلـب تــــوازنــــا بــيــن الـمـنـتـج والمستهلك، مبينا أن الأسعار لم تكن عـادلـة، حيث كـانـت فـي بـدايـة الموسم تـمـيـل لــصــالــح الـمـسـتـهـلـك، مـــع تـدنـي مــلــحــوظ فـــي الأســــعــــار، بـيـنـمـا ارتـفـعـت الأسعار بشكل غير مبرر في نهاية تموز و أن هذه المعادلة غير المتوازنة أثرت سلبا على كل من المنتج والمستهلك. وأوضــح أن الأحـــداث الجيوسياسية، أكــتــوبــر، كـــان لـهـا تأثير 7 مـثـل أحــــداث ســلــبــي عــلــى الـــقـــطـــاع الـــــزراعـــــي، حيث أدت إلـى ضعف الـقـوة الشرائية نتيجة التوترات الإقليمية والارتباط مع الأشقاء في غزة والضفة. وفيما يتعلق بتأثير نقص المياه على الإنـتـاج الــزراعــي، أكــد الــعــوران أن الأمـن الــغــذائــي يـرتـبـط ارتــبــاطــا وثــيــقــا بـالأمـن المائي، فالأمن المائي في الأردن ليس مستتبا، مستشهدا بقلة كميات المياه المحصودة مقارنة مع الهطول المطري، مشيرا إلى أن كمية المياه المحصودة لا تتناسب مع الكميات المتاحة وان هناك 7.5 فـقـدا كبيرا فـي المياه بلغ حـوالـي مليار متر مكعب. وأضـاف أن الــوزارة لم تتخذ إجـراءات فعالة لمعالجة مشكلة الـمـيـاه، وأداء المسؤولين في هذا الملف كان أقل من المتوقع، مؤكدا أن معالجة مشكلة شح المياه تتطلب توجيه ًًا من وزارة الزراعة، وهـــي الـجـهـة المعنية بــالأمــن الـغـذائـي بـالإضـافـة إلــى أهــم الـحـلـول الـتـي يجب أن تشمل إجراء أبحاث علمية، ومتابعة المائية، وإنشاء السدود والحفائر. مــن جـانـبـه، أكـــد نقيب المهندسين الزراعيين السابق المهندس عبد الهادي الـــفلاحـــات أن الأمــــن الــغــذائــي كـمـا هو متعارف عليه عالمياًً، يعني تمتع الناس بالحصول على غذاء كاف وسليم ومغذ يلبي احتياجاتهم لحياة نشطة وصحية. وبين الفلاحات أن الأردن يُُعتبر من الدول التي تتمتع بأداء جيد في مجالات تـوفـيـر الـــغـــذاء، وقــــدرة تحمل تكاليفه، وجودته وسلامته، مؤكدا ضرورة تعزيز ثـقـافـة الـنـمـط الـغـذائـي الــمــتــوازن الــذي يـلـبـي احــتــيــاجــات الـــمـــواطـــن مـــن حيث الــجــودة والـكـمـيـة، مثل الـكـربـوهـيـدرات والبروتينات والفيتامينات والدهون. وأوضح أن هذا يتطلب معالجة العديد من التحديات، أبرزها التخزين المناسب للمحاصيل، والبحث والتطوير، والنقل، وما يطرأ عليه من مشكلات، خاصة في أوقــات الأزمــات السياسية أو الإغلاقــات (جائحة كورونا) ونـــــــوه الـــــفلاحـــــات بـــــأن الــتــغــيــيــرات المناخية لها تأثيرات كبيرة على الأمن الغذائي فـي الأردن، كما هـو الـحـال في بقية دول الـعـالـم، بسبب تأثيرها على وفـرة المياه وتدهور الأراضــي الزراعية، وخاصة الهامشية، وانخفاض معدلات الأمـطـار وارتـفـاع درجـــات الــحــرارة، حيث ارتفعت درجات الحرارة في الأردن خلال درجة مئوية، 45 العقود الماضية بنحو مــؤكــدا أن هـــذا يتطلب الـنـظـر للقطاع الـــزراعـــي بـشـكـل يـتـجـاوز الـبـعـد الـمـالـي إلــى أبـعـاد اجتماعية واقـتـصـاديـة وأمـن مـجـتـمـعـي، مـــع الـعـمـل عـلـى الــحــد من الهجرة إلى المدن وخلق فرص عمل. وأضـــاف أن الاسـتـفـادة مـن التقنيات الحديثة، مثل الزراعة المائية، لها تأثير إيجابي في زيادة الكميات المنتجة من الـــمـــواد الـغـذائـيـة ومــواجــهــة الـتـحـديـات مثل وفـرة المياه وتدهور التربة، مبينا أنــــه بـــالـــرغـــم مـــن أن الــــزراعــــة الـمـائـيـة تُُعتبر مكلفة من حيث الإنشاء والبنية التحتية مقارنة بالزراعة التقليدية، إلا أنها ضرورية. وأكـــد الــفلاحــات أهمية التركيز على كيفية الـحـفـاظ عـلـى الـــمـــوارد المتاحة وإدارتـــهـــا بـكـفـاءة عـالـيـة، مـشـيـرًًا إلــى أن هناك محاصيل فيها فائض كبير يحتاج إلــــى مـعـالـجـة تــســويــقــيــة، بـيـنـمـا تـوجـد محاصيل أخــرى تعاني مـن نقص. كما نــوه إلــى أن هـنـاك هـــدرًًا وفــاقــد ًًا غذائيًًا يتجاوز مليون طن من المواد الغذائية، وفــاقــد ًًا مـن الإنـتـاج الــزراعــي يقدر بنحو ألـف طـن، مـؤكـدا ضـــرورة تحسين 300 إدارة الموارد وإيجاد حلول منطقية لها، فضلا عن تحفيز القطاع الزراعي والنظر إليه من منظور الرعاية بدلا من الجباية، هو السبيل للتقدم في هذا المجال. و عـلـى صـعـيـد مـتـصـل، قـــال الأمـيـن العام لـــوزارة الـزراعـة المهندس محمد الــحــيــاري إن نـقـص الــمــيــاه والـتـغـيـرات المناخية يُُع ََد ّّان من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في الأردن، مشيرًًا إلى أن المؤشرات تُُظهر أن المملكة من أفقر دول العالم من حيث حصة الفرد من المياه. وأوضح أن المياه المخصصة للزراعة مليون متر مكعب، 500 تبلغ حـوالـي مليون متر مكعب من 180-170 منها المياه المعالجة، م ّّا يجعل الأردن الدولة الأولى في إعادة استخدام هذه المياه. وأضـاف الحياري أن كفاءة استخدام المياه هي التي تمكن البلاد من تحقيق نسب إنتاج زراعي جيدة في المحاصيل التي يمكن المنافسة بها. وأشــــار إلـــى أن الأردن يحقق اكـتـفـاء % فـــي الـعـديـد 61-60 ذاتـــيًًـــا يــتــجــاوز من القطاعات، إلا أن نقص المحاصيل الـرئـيـسـيـة، خــاصــة الحقلية والعلفية، يـــعـــود بــشــكــل رئـــيـــســـي إلـــــى انــخــفــاض الـهـطـولات المطرية، مبينا أن التحدي الحالي يتمثل في إدارة الموارد المائية بدقة، بحيث لا يمكن تحويل الميزانية المائية لــزراعــة محاصيل على حساب أخرى، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي في معظم الخضروات والفواكه ومنتجات مثل (البيض، اللحوم، الدواجن، الحليب، زيت الزيتون، والنخيل). وفي إطـار تعزيز الأمـن الغذائي، ذكر الـحـيـاري أن وزارة الــزراعــة تعمل على تنفيذ عدة مشاريع، منها إنشاء مجلس الأمــــن الــغــذائــي بــرئــاســة وزيــــر الـــزراعـــة وعضوية الجهات الحكومية الرئيسية ومـمـثـلـيـن مـــن الــقــطــاع الـــخـــاص بـهـدف ضمان تلبية احتياجات الأردن الغذائية، ســـــواء مـــن خلال الإنــــتــــاج الــمــحــلــي أو الـتـخـزيـن الـداخـلـي بـالـتـعـاون مــع وزارة الصناعة والتجارة والقطاع الخاص. وفـيـمـا يتعلق بــالاســتــدامــة وتـطـويـر البنية التحتية للقطاع الـــزراعـــي، أشـار الـــحـــيـــاري إلـــــى أن الـــــــــوزارة تــنــفــذ عـــدة مـسـارات لدعم قطاع التصنيع الزراعي باعتباره أكبر رافد للأمن الغذائي. واضـــاف الـحـيـاري أنــه تـم إنـشـاء بنية تحتية للقطاع الــخــاص لإقــامــة خمسة خطوط إنـتـاج فـي مناطق غـور الصافي، بتمويل من موازنة وزارة الزراعة وبدعم كـبـيـر مـــن الــحــكــومــة، مـتـوقـعـا أن يـبـدأ الـعـمـل فـــي هـــذه الــخــطــوط قـبـل نهاية العام، وستشمل مصانع لتجميد وتفريز الـخـضـار والــفــواكــه، بـالإضـافـة إلــى إنتاج مركزات البندورة، مّّا يسهم في سحب الفائض من الخضار في مناطق الأغـوار الجنوبية وتحويلها إلـى منتجات قابلة للتصدير أو الاستهلاك المحلي، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي والحد من الاعتماد على الاستيراد. مـــن جــانــبــهــا، أوضـــحـــت الـمـهـنـدسـة الــزراعــيــة فــي مـديـريـة الـــزراعـــة فــي بني كنانه ميادة عبيدات أن مؤشرات الأمن الــغــذائــي تـعـكـس وضــع ًًــا مـقـلـق ًًــا، حيث وفـقًًــا لمؤشر 64 احتل الأردن المرتبة 133 الأمـن الغذائي العالمي من أصـل ، بينما ارتـفـعـت 2019 دولــــة فــي عـــام .2020 في عام 62 مرتبته إلى % مــن الأســر 3 وأكــــدت عـبـيـدات أن الأردنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلـى أن الأردن يعد من البلدان الـــمـــســـتـــوردة لـــلـــغـــذاء، حــيــث يــســتــورد % من حاجاته الغذائية لتلبية 90 نحو احتياجات سكانه، وأن الزيادة السكانية الــكــبــيــرة فـــرضـــت عــلــى الأردن جـــهـــودًًا مضاعفة لتوفير الغذاء لجميع السكان. وقـالـت إن الـقـطـاع الــزراعــي يعد من أكــثــر الــقــطــاعــات تـــأثـــرًًا بــظــاهــرة التغير المستمر في المناخ، وأن الجفاف في الـفـتـرة الأخــيــرة أدى إلــى تـدهـور الإنـتـاج الزراعي وتدهور خواص التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية، م ّّا زاد من تعرضها للانجراف، مشيرة إلى أن تذبذب درجات الـحـرارة قد خلق بيئة مليئة بالأمراض والآفــات الزراعية التي تسهم في زيادة التصحر، مّّــا أسفر عن خسائر متلاحقة للمزارعين. وأشارت عبيدات إلى الاستراتيجيات والـخـطـط الوطنية الـتـي وضعتها وزارة الزراعة لتطوير القطاع الزراعي والحد من تأثير التغيرات المناخية بهدف تحسين اسـتـدامـتـه فـي ظـل الــظــروف المناخية المتغيرة، مؤكدة أن الحكومة الأردنية تولي القطاع الزراعي أهمية خاصة، وقد وجهت جهودها للنهوض بهذا القطاع. وأكــــدت أن الـخـطـة الـوطـنـيـة لـلـزراعـة الـــمـــســـتـــدامـــة، الـــتـــي تـبـنـتـهـا الـحـكـومـة ، تـعـكـس 2022 الأردنــــــيــــــة فـــــي عــــــام السياسات الزراعية الحالية الهادفة إلى تطوير القطاع الزراعي. وأضـــافـــت عــبــيــدات أن هـــذه الخطة تركز على دعـم مشاريع الـزراعـة الذكية والتكنولوجية، كمشاريع الزراعة المائية، بــهــدف تـطـويـر الـقـطـاع الـــزراعـــي وزيــــادة الناتج المحلي، والـوصـول إلـى الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية. وفي السياق ذاته، قال مدير جمعية اللوزيات التعاونية الزراعية المهندس ا ًا خــلــدون الـزعـبـي إن الأردن شـهـد تـحـول جـــذريًًـــا عـلـى جـمـيـع الـمـسـتـويـات فيما يتعلق بالأمن الغذائي بعد جائحة كورونا، حيث إن الـقـطـاع الــزراعــي هـو الأســاس في تحقيق الأمـن الغذائي، مؤكدا أن لا أمن اجتماعي دون أمن غذائي، ولا أمن غذائي دون زراعة. وأشـــار الزعبي إلــى أن الأردن يتمتع بثلاثة أقاليم موزعة بشكل منتظم على مدار العام من حيث المناخ وهي: الإقليم الغوري الـذي يتميز بشتاء معتدل إلى دافئ، وإقليم الشفا الغوري الذي يتميز بـغـزارة الأمـطـار شتاء واعـتـدال الطقس صيفًًا، بالإضافة إلـى إقليم المرتفعات الـذي يتميز بدرجات حــرارة بــاردة صيفًًا وشتاء ًً. وأضـــاف أن هــذا الـتـنـوع فـي الأقاليم يشكل ثروة طبيعية للأردن، حيث يمكن إنتاج محاصيل زراعية في فصل الشتاء بينما تعجز الـــدول المتقدمة عـن ذلك بـسـبـب بـــــرودة الــطــقــس، م ّّـــا يــعــزز من فرص التصدير، وينطبق هذا أيض ًًا على فـصـل الـصـيـف الــــذي يـنـتـج فـيـه الأردن العديد من المنتجات الزراعية التي تُُعد ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي. وقـال الزعبي إنـه لا يمكن إنكار تأثير التغيرات المناخية على الأردن، والتي تجسدت في تراجع معدلات الهطولات المطرية السنوية وانحسار مدة الموسم المطري. وأكــــــد أن الأردنــــيــــيــــن قــــــــادرون عـلـى تحويل هذه التحديات إلى فرص نجاح، كـمـا تـجـلـى ذلـــك خلال جـائـحـة كــورونــا، مـــشـــددا عــلــى أهــمــيــة الاســـتـــفـــادة من العلم وتوظيف التكنولوجيا مثل الزراعة المائية أو الزراعة في تربة معزولة، إلى جانب وعـي الأردنيين والاطلاع المهني على تجارب الآخرين، م ّّا يمكن أن يحول هذه التحديات إلى فرص لتحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي. وتابع الزعبي أن هذا التحول يمكن أن يسهم في حل مشاكل الفقر والبطالة، ويــــؤدي إلـــى تحقيق الـنـمـو الاقـتـصـادي الحقيقي، معتبرا أن هذه المعطيات، لو و ُُجدت في أشد الدول فقر ًًا وصعوبة، لتم استغلالها واستثمارها بشكل فعال. كـمـا أكـــد أن التغير الـمـنـاخـي أصبح شـمـاعـة يعلق عليها بـعـض الأشـخـاص السلبيين فشلهم، م ّّا يزرع روح اليأس والإحــبــاط فـي نـفـوس الـشـبـاب، مضيفا أن الإرادة الأردنية الحقيقية تتجسد في التوجه نحو الــزراعــات الاقتصادية ذات الـقـيـمـة الـمـضـافـة، وهـــو مــا يـتـضـح من الـتـوجـيـهـات الملكية الـسـامـيـة وإطلاق الاستراتيجية الزراعية للنهوض بالقطاع الزراعي والحفاظ على استدامته. وقـــــال الــزعــبــي إن مـــن يـلـتـقـط هــذه الإشـــــارات ويـسـتـثـمـرهـا يمكنه تحقيق النجاح المنشود. الزراعة في الأردن.. تحت ضغوط التغير المناخي ونقص المياه .. دعوات للجوء إلى الزراعة المائية لمواجهة التحديات مدير عام اتحاد المزارعين: الوزارة لم تتخذ إجراءات فعالة لمعالجة مشكلة المياه الحياري: الوزارة تنفذ عدة مسارات لدعم قطاع التصنيع الزراعي باعتباره أكبر رافد للأمن الغذائي ࣯ ي رموك- روعة عبيدات وطيف إبداح وعمر السعودي � صحافة ال تواجه الزراعة مشكلات عديدة أبرزها نقص المياه
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=