٢٠٢٤ كانون الأول 29 _ ١٤٤٦ جمادى الآخرة 28 الأحد 3 الملف ࣯ ي رموك- قاسم المحاسنة � صحافة ال يعيش السوريون هـذه الفترة فرحة عارمة لا تـوصـف مـع نـجـاح ثـورتـهـم بعد مـا يـزيـد على عاما على انـطلاقـهـا، فقد قــادت المعارضة 14 السورية بقيادة هيئة تحرير الشام والجيش الـــوطـــنـــي الــــســــوري عـمـلـيـة عــســكــريــة خـاطـفـة مستغلة ضعف النظام وحلفائه لتنهي بذلك حكم عائلة الأسد الذي استمر خمسة عقود بعد سيطرتها على مدينة حلب والعاصمة دمشق، معلنة تحرير دمـشـق فـي الـثـامـن مـن الشهر الجاري مع هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى موسكو. مشاعر «لا توصف» لسقوط بش ّّار وبــــهــــذا الــــصــــدد، قـــالـــت الـــنـــاشـــطـــة الـــثـــوريـــة الـسـوريـة صباح الـكـردي إن فرحتها وشعورها لا يمكن وصفها عند اقــتلاع نظام أمني قمعي استبدادي، فقد كنا على يقين أنه لا يحق إلا الحق فلم نستسلم ولم نهادن، سلاحنا القلم والكلمة وأحبطنا ثم نهضنا لكي نتابع ونـزرع الأمـل في النفوس على كل معاناة يعيشها السوريون في مخيمات النزوح وفي معتقلات الإجرام. وأضـــافـــت أنـــه يـجـب وضـــع نـصـب أعـيـنـنـا ما عاناه الشعب السوري من هذه العصابة، وأن نلم جراحنا ونضع أيدينا بأيدي بعضنا كسوريين بدون أي انتماء أو إقصاء أو اجتثاث لأي مكون سوري لنبني بلدنا بالعلم والعمل، فنحن شعب متعايش مع بعضنا لأبعد الحدود. وأشارت الكردي أن بشار الأسد هو المعارض الـوحـيـد لإرادة الـشـعـب الــســوري وهـــذا سبب سـقـوطـه وهــروبــه ونـهـايـة دولـــة الـكـبـتـاجـون، إذ فرحنا بانتصار إرادة الشعب الـسـوري بجميع أطيافه، وانتابنا حزن عميق لمشاهد السجون و التعذيب و الفقدان. وقـــالـــت الـصـحـفـيـة الـــســـوريـــة الـــســـرحـــان إن مشاعرها تجاه كل هذه الأحداث كانت ولا تزال مزيج ًًا من الألم والفخر، إذ تشعر بألم عميق لما تعرض له السوريون من قتل وتشريد وتدمير، وما شهدته بنفسها أثناء توثيق جرائم النظام كان صادم ًًا، معبرة في الوقت نفسه عن فخرها الكبير بالشجاعة التي أظهرها أبناء بلدها، خاصة أولئك الذين خاطروا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة. وأضافت أنها تفتخر كثيرًًا بقدرة المعارضة على تـجـاوز الـشـروخ والانقسامات التي كانت مـــوجـــودة فـــي الـــبـــدايـــة، والـــنـــجـــاح فـــي تحقيق الانـتـصـارات على الأرض رغـم الـظـروف الصعبة والـــتـــحـــديـــات الــكــبــيــرة، وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن قلة الإمكانيات والتآمر الـدولـي، مبينة أنها أثبتت قدرتها على الصمود والعمل من أجل أهداف الثورة، وكانت هناك لحظات من الوحدة والعمل المشترك التي أظهرت قوة الإرادة السورية، وهو ما يعطيها الأمل بمستقبل أفضل. ومن جهتهِِ، قال المواطن السوري علي أبو جــود إن انتصار الـثـورة يعني بـدايـة عهد جديد يتمتع فيه السوريون بالحرية والديمقراطية، مّّــا يتيح لهم بناء وطـن يحترم حقوق الجميع دون تمييز، مشيرا إلــى أن هــذا التحول يوفر فرصة لبناء مجتمع أكثر عدلا وشمولية، يضمن حقوق الأفـراد ويحترم الحريات الأساسية لكل المواطنين. وأضاف أن هذا الانتصار يمكن أن يكون فرصة لإقامة نظام قضائي عادل يُُحاسب المسؤولين عــن الــجــرائــم والانــتــهــاكــات الــتــي ارتـكـبـت بحق الـشـعـب الـــســـوري، مــؤكــدا أن محاسبة هــؤلاء الـمـسـؤولـيـن سـتـسـاعـد فـــي إعـــــادة الـثـقـة في مــؤســســات الـــدولـــة وتـجـعـلـهـا أكــثــر قــــدرة على ضمان حقوق المواطنين وحمايتها. وفي سياق متصل، قال المواطن حمود أبو كــروم إنـه يشعر بسعادة عارمة في قلبه بعد التخلص من قاتل إرهابي ومجرم فاق إجرامه الـتـتـار والـمـغـول، على حـد وصـفـه، مشيرا إلى أنه لم يسبق لطاغية أن قتل الأجنّّة في بطون أمهاتها، وأذاب المعتقلين بالأسيد سوى نظام الأسد. وبــــــــدوره ِِ، قــــال رئـــيـــس الـمـجـلـس الـــســـوري الموحد للبناء قاسم الحريري إن شعوره لا يمكن وصفه بسهولة فقد انتصرنا في إسقاط النظام، مشيرا إلى أن هناك نصر أكبر يجب تحقيقه وهو محاسبة رأس النظام بشار الأسد، وأعوانه الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب السوري، سواء من ضباط الأمن أو من الميليشيات التي عبرت الحدود، مثل تلك التابعة لإيران وحزب الله. وأضـــــاف أن الــفــرحــة لـــن تـكـتـمـل كــمــا يـريـد الشعب السوري، فبعد خروج المعتقلين تبين أن بعضهم ماتوا في سجن صيدنايا بعد تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب، مثل كيس الجثث سواء كــانــوا أحــيــاء أو أمـــواتًًـــا وتـذويـبـهـم فــي خـزانـات الأسيد، فقد أفقدت هذه الأحــداث الفرحة بعد اكتشاف أن الكثير منهم خرجوا أموات. وفي الوقت ذاته ِِ، قال الصحفي السوري أحمد هميش إنه يشعر بالفرح والتحرر والإحساس بطعم الحرية والخلاص من نظام الدكتاتور بشار الأسد الظالم الذي عانى منه السوريون، إذ لم تسجل أي جرائم ضد الإنسانية أو ضد الأقليات أثناء هذا التحرير خلال المعارك، مضيفا نحن مع محاسبة المجرمين على جرائمهم، ولكننا ضـد عمليات الانـتـقـام، ســـواء كـانـت طائفية أو عرقية. ردود فعلهم وأشـار الحريري إلى أنه كان دائم ًًا ينظر إلى الأمور بشكل عميق، فقد قلت سابقا إنه في حال بدأت إسرائيل ضرباتها العسكرية ضد حزب الله وقوى إيران في المنطقة، فمن الواضح أن ضرب حــزب الله والميليشيات الإيـرانـيـة فـي سوريا يضعف النظام عسكريًًا مع يُُسهل إسقاطه مع الاستغناء عن خدمات بشار الأسد. وبين أنه من خلال هذه الضربات العسكرية ضـــد إيــــــران وحـــــزب الله، أصــبــحــت الــمــعــارضــة والفصائل المسلحة قادرة على التحرك بسرعة ا أكبر وأوسع للتحرك على الأرض م ّّا أتاح لها مجال ًا على الأرض وإسقاط النظام. ومن جهتها، بينت الكردي أنها لم تتفاجأ بما حدث؛ لأن الشعب السوري بكامل أطيافه لا يريد أن يحكمه مجرم سفاح كبشار الأسد، متمنية أن يعم الهدوء والسلام في سوريا وجميع دول الإقليم لأن دولة «الكبتاجون» انهارت. ولـفـتـت الــســرحــان إلـــى أنـهـا تـفـاجـأت بحجم الجرائم التي ارتكبها النظام، رغم علمها بنظامه الديكتاتوري وقسوته قبل الثورة، إلا أن مشاهد الــقــصــف الــعــشــوائــي والاعـــتـــقـــالات الـجـمـاعـيـة والتعذيب في السجون تـجـاوزت كل ما كانت تـتـوقـعـه، وتـفـاجـأت مــن مــواقــف بـعـض الـــدول والمجتمع الدولي الذي بدا عاجزًًا أو غير مهتم بوقف المأساة السورية. وأكــــد أبـــو كــــروم أنـــه لــم يـتـفـاجـأ فـيـمـا حـدث فكله متوقع، فانهيار الأنظمة الديكتاتورية أمر محتوم وأمـلـنـا بــالله كبير ولـكـن المفاجئ هو سرعة سقوطه فكانت قواته كفقاعة الصابون بعدما تخلت عنه روسيا وحلفائه وانحسار دون إيران والقضاء على حزب الله اللبناني، مبين ًًا أنه في منتهى سعادته لأنه نازح في خيمة منذ عام .٢٠١٢ وأضــــاف أن الــبــدايــة كـانـت سيئة جـــدا فمع تمكن الثوار من دمشق بدأت إسرائيل بالقصف المكثف على سوريا واستهدفت بمئات الغارات دمـشـق ومحيطها ومحافظات حـمـاه وحمص والحسكة، وهذا يضع الثورة والثوار على المحك، مشيرا إلى أنه سيكون أمام الثورة في المرحلة المقبلة تحديات كبيرة منها تشكيل حكومة تكنوقراط ذات خبرات كبيرة وجمع السلاح من الأهالي، والإسراع في عمليات محاسبة القتلة قبل أن تبدأ عمليات الانتقام. وتــمــنــى أبــــو كــــروم أن يــعــم الأمــــن والأمــــان لكامل التراب السوري الذي عانى القتل والدمار والتهجير وعدم حدوث فوضى، وأن يكون هناك بالتوازي مع الحكومة الانتقالية عدالة انتقالية، مع تفعيل دور المحاكم لكي يأخذ كل صاحب حق حقه من خلال المحاكم. ووصف هميش مشاهد المعتقلات سجون صيدنايا والبالونة وحماة وحلب وحرستا بأنها تبكي الحجر قبل أن تبكي البشر، لأنها ارتكبت بــحــق أهــلــنــا فـــي ســـوريـــا وبــحــقــه شــخــصــيــاًً، إذ تعرضت للظلم من خلال مجزرة قرية سنين في ريف حمص الشمالي، مبينا أن والـده كان أحد الضحايا الذين ح ُُرقوا أحياء وقتلوا وهو في شهداء من 110 السبعين من عمره، إضافة إلى أبناء قريته، بينهم أربعة أطفال وحوالي خمسة عشر امرأة. وبين أنـه لم يتفاجأ لأنـه كـان يتابع الأحـداث يوميا في سوريا، فقد كان النظام متهالكا ولم يكن لديه القوة الكافية لدعم الجغرافيا السورية، كما أن ضعف الميليشيات الـمـتـواجـدة مثل حـــزب الله وإيـــــران، وانــشــغــال روســيــا بـمـعـارك أوكرانيا، جعل النظام ضعيفا جداًً. ، تم تحرير 2014 وتابع هميش أنه في عام % من الأراضــي السورية، ولـولا دخـول هذه 75 الميليشيات وروسيا، لما استمر النظام حتى اليوم، علاوة على ذلك نظمت قوات المعارضة نفسها في تشكيلات عسكرية. المرحلة الم ُُقبلة وأوضــحــت الـسـرحـان أن الـمـرحـلـة المقبلة تعتمد على عوامل عدة، منها قدرة السوريين فـــي الــــداخــــل والــــخــــارج عــلــى اســـتـــعـــادة زمـــام المبادرة، إذ تتوقع استمرار الوضع الحالي من الجمود لبعض الوقت، ولكنها تؤمن أن التغيير سيأتي، ســواء كـان ذلـك عبر تسوية سياسية تضمن حقوق الشعب الــســوري، أو مـن خلال جـهـود جــديــدة تعيد لـلـثـورة زخـمـهـا الحقيقي، مــؤكــدة أن الـمـهـم هــو الـتـركـيـز عـلـى بـنـاء وعـي مجتمعي يحافظ على أهداف الثورة ورفض أي شكل من أشكال التطرف أو الاستسلام. وبــدورهِِ، بيّّن أبو جود أنه مع انتهاء الصراع، تبدأ جهود إعـادة بناء المدن والقرى المدمرة، إذ سيكون مـن الممكن للاجئين والمهجرين العودة إلى ديارهم، م ّّا يساهم في إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، وهذه الجهود ستساعد على ترميم ما دمرته الحرب وتحقيق الاستقرار في المناطق التي عانت لأعوام طويلة. وأشار إلى أن انتصار الثورة ربما يكون دافع ًًا لـتـجـاوز الانــقــســامــات بـيـن مـكـونـات المجتمع الـسـوري المختلفة وتعزيز التضامن الوطني، معتبرا أن هــذا الانـتـصـار سيساهم فـي إعــادة الــوحــدة الـوطـنـيـة، م ّّـــا يـعـزز مــن قـــدرة الشعب السوري على العمل مع ًًا لبناء مستقبل أفضل للجميع. ولفت أبو جود إلى أنه، بعودة الاستقرار إلى سوريا، يمكن جذب الاستثمارات وخلق فرص عــمــل جـــديـــدة تـسـهـم فـــي تـحـسـيـن الاقــتــصــاد السوري، وهذا سيساعد الشعب السوري على تحسين مستوى معيشته وتوفير فرص حياتية أفضل للجميع، وتحريرها من قيود القمع يعيد الحيوية للمشهد الثقافي والاجتماعي، م ّّا يعزز الإبــداع والفن والمبادرات المجتمعية وتنمية وتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية لسوريا، ويـمـنـح الــنــاس الـفـرصـة للتعبير عــن أنفسهم بحرية. وقال الحريري إن هناك شرخ سياسي قادم، خاصة أن الكثير من السياسيين في الخارج لن يقبلوا أن يكونوا خارج نطاق تشكيل الحكومة، ومـــن الـمـحـتـمـل أن يـتـم اسـتـغلالـهـم لأغـــراض سياسية وأجـــنـــدات خــارجــيــة، وهـــذا يـعـود إلـى وعي الشعب السوري في اختيار الشخصيات المناسبة لتشكيل حكومة، والأهم هو أن تبقى كلمة الشعب هي السائدة وألا يسود الفوضى داخل البلاد. وأوضــــح أنـــه يـجـب ضـبـط الـــشـــارع الــســوري ودمج الشباب في الجيش، وهذه عملية يجب أن تبدأ لتوفير فرص للشباب ومساعدتهم على الاندماج في الجيش والعمل بشكل فعال، مع تقليص مدة الخدمة العسكرية، ربما إلى سنة أو أقل، لتخفيف الضغط على الشعب السوري من ضغط النظام وبطشه، كي لا يعود إلى نفس الظروف التي عاشها في ظل النظام السابق. ولفت هميش إلى أنه يأمل أن تعود سوريا إلى حضنها العربي والإقليمي، وتستعيد مكانتها كــدولــة حـضـاريـة متمتعة بمستقبل مـشـرق، وإعـــادة إعـمـار سـوريـا وعـــودة المهجرين الذين 13 أو 11 باتوا بعيدين عن وطنهم منذ أكثر من عام ًًا، وهم يمتلكون كفاءات علمية واقتصادية نتيجة انـدمـاجـهـم فـي مجتمعات مثل الأردن ومصر وتركيا وأوروبا. سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.. عاما 14 سوريون يصفون مشاعرهم بانتصار الثورة السورية بعد تعزيز الوحدة الوطنية.. إعادة الإعمار وعودة المهجرين ملفات كبيرة تواجه سوريا الجديدة الصفدي أول وزير خارجية عربي زار دمشق ساحة الأمويين كما بدت خلال الاحتفالات بانتصار الثورة السورية
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=