صحافة اليرموك

٢٠٢٥ نيسان ٢٠ _ ١٤٤٦ شوال ٢٢ الأحد 5 سنابل ࣯ ي دراغمة � ي رموك- قص � صحافة ال أصـبـح الـعـمـل الـتـطـوعـي جــــزءا لا يـتـجـزأ من الجهود التي تدعم السياحة المحلية وتحافظ على التراث الثقافي والبيئي، من خلال مساهمة المتطوعين فــي تنظيم الأنـشـطـة السياحية، وإعـــــــادة تــأهــيــل الـــمـــواقـــع الـــتـــراثـــيـــة، وتــوعــيــة المجتمعات بأهميتها، ويتجلى تأثيرهم في تعزيز جاذبية الوجهات السياحية، هذه الجهود لا تعكس فقط روح العطاء والعمل الجماعي، بل تسهم أيض ًا في تحقيق التنمية المستدامة الـتـي تـربـط بين حماية الـتـراث وتنشيط حركة الـسـيـاحـة، مما يفتح آفــاقًًــا جـديـدة لمستقبل القطاع السياحي. قــال أسـتـاذ السياحة فـي جامعة اليرموك الـدكـتـور زاهـــر الـخـصـاونـة إن العمل التطوعي يحمل العديد من الإيجابيات، خاصة في القطاع السياحي، مشيرا إلـى أن السياحة فـي الأردن تعتمد على نوعين من العمل السياحي هما المباشر وغير المباشر. وأضاف الخصاونة أن العمل المباشر يشمل الوظائف في المؤسسات والمنشآت السياحية، بينما يتمثل العمل غير المباشر في الجهود التطوعية داخل القطاع السياحي. وأشــار إلـى أن العمل التطوعي يساهم في تحسين جودة الخدمات السياحية بشكل لافت، حيث يلعب المتطوعون دورًًا مهم ًًا في توجيه الزوار ومساعدتهم، سواء في استخدام المرافق العامة أو التنقل داخل المواقع السياحية. وأوضح أن وجود متطوعين مؤهلين يسهم بشكل كبير في تعزيز تجربة السائح، م ّّا ينعكس إيجابًًا على القطاع السياحي ككل. وتــابــع الـخـصـاونـة أن الـعـمـل الـتـطـوعـي في الـقـطـاع الـسـيـاحـي لا يقتصر فـقـط عـلـى تقديم خدمات مباشرة للسائحين، بل يمتد ليشمل مساهمات فعالة في تنظيم الفعاليات الوطنية والـمـحـلـيـة، وإعـــــادة تـأهـيـل وتــرمــيــم المناطق السياحية التي تحتاج إلى ذلك، مؤكدا أن تنظيم حـــملات تنظيف الــمــواقــع الـسـيـاحـيـة بـإشـراف الـجـهـات المعنية يـعـزز جـاذبـيـة هـــذه الأمـاكـن ويرفع من مستوى الخدمات المقدمة. ونــبّّــه الـخـصـاونـة لأهـمـيـة امــــتلاك المتطوع السياحي درايــة كافية بالمعلومات المتعلقة بــالــمــواقــع الــتــي يـعـمـل فـيـهـا، لـضـمـان تقديم معلومات دقيقة للزوار، م ّّا يعزز تجربتهم ويزيد من رضاهم. وبـــيّّـــن أن الــعــمــل الــتــطــوعــي يـحـقـق فــوائــد اقتصادية غير مباشرة، مثل تقليل التكاليف على الـدولـة، وتحسين البنية التحتية للقطاع السياحي، ودعم الاقتصاد المحلي عبر تسويق الـــحـــرف الــيــدويــة والــســلــع الــتــراثــيــة مـــن خلال الدورات وورش العمل المتعلقة بهذا المجال. وقال الخصاونة إن العمل التطوعي يسهم أيـض ًًــا فـي دعــم الـمـشـاريـع الصغيرة مـن خلال الترويج لها وتنظيم رحلات سياحية تستهدف هـذه المشاريع، مّّــا يساعد في توسعها وخلق فــرص عمل جـديـدة، وبالتالي المساهمة في تقليل نسبة البطالة. وذكــر أن للجهود التطوعية دورًًا مهمًًا في الحفاظ على الثقافة والتراث من خلال التسويق للعادات والتقاليد والأزيـاء الشعبية، مما يعزز الوعي الثقافي لدى الـزوار والسكان المحليين على حد سواء. وأكــــد الــخــصــاونــة أن الـعـمـل الـتـطـوعـي في السياحة ينعكس إيجابي ًًا على الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي البيئي، من خلال تنظيم حملات ومـحـاضـرات عـن الاسـتـدامـة البيئية، وتنظيم رحلات إلـــى الـمـحـمـيـات الـطـبـيـعـيـة، وتسليط الـضـوء على أهمية هــذه المناطق وأهـدافـهـا، مّّــا يعزز مفهوم السياحة البيئية المستدامة ويضمن استدامة السياحة المحلية في الأردن. التطوع والسياحة… علاقة إيجابية من جهته قـال أستاذ السياحة في جامعة الـيـرمـوك الـدكـتـور محمد طبيشات إن العمل الـتـطـوعـي عـمـل عظيم يجلب الـخـيـر للإنـسـان ويُُــسـهـم فــي اســتــدامــة الـعـطـاء عـلـى مستوى الأســـرة والمجتمع، وأن العمل التطوعي هو فعل إيـجـابـي يـهـدف لتحقيق منفعة للآخـريـن دون انتظار مقابل مادي، مع الحفاظ على القيم الإنسانية والسمات الحسنة. وأضــــاف أن الــعلاقــة بـيـن الـعـمـل التطوعي والسياحة تتميز بالإيجابية، حيث تمثل السياحة التطوعية أحد أشكال السياحة التي تهدف إلى الحفاظ على المواقع السياحية والتراثية. وأوضــــح طبيشات أن الـسـيـاحـة التطوعية تتمثل في انتقال الأشخاص من أماكن إقامتهم الدائمة إلى أماكن إقامة مؤقتة لفترات قصيرة، بــهــدف تـنـفـيـذ أنــشــطــة تـطـوعـيـة مــثــل تنظيف المواقع السياحية، وحماية الغابات والنظام البيئي، أو التعاون مع الجهات الحكومية لترميم المواقع التراثية، بما يعزز استدامتها. وبيّّن أن المتطوع يُُعد عنصرًًا أساسيًًا في نجاح السياحة التطوعية، فمن خلال جهوده، يتم تحسين البنية التحتية للمواقع السياحية، والمساهمة في إعادة تأهيلها. وتــابــع «يــــؤدي الـمـتـطـوع دورًًا مــحــوريًًــا في تــوعــيــة الـمـجـتـمـع الـمـحـلـي بـأهـمـيـة الــمــواقــع التراثية، والتشجيع على ممارسات إيجابية مثل المحافظة على نظافة المواقع ومنع السلوكيات الخاطئة، بالإضافة إلى ذلك، يسهم المتطوعون فـي تعزيز تجربة الـسـيـاح عبر الترحيب بهم، وتوزيع النشرات التوعوية عليهم ، وتوجيههم نحو المرافق وكيفية استخدامها». ونو ّّه الطبيشات بالأ ثر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للسياحة التطوعية في الأردن، م ُُرجع ًًا ذلك إلى المبادرات الملكية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولـي العهد الأمير الحسين بن عبدالله. وقــال إن إطلاق جـائـزة الحسين بـن عبدالله الـثـانـي للعمل التطوعي يـأتـي كـجـزء مـن هذه الجهود لتعزيز ثقافة التطوع، ودعــم الشراكة بين الحكومة والشباب المتطوعين من مختلف الجنسيات. ودعــا الشباب الأردنـــي للانـخـراط فـي العمل التطوعي، مؤكد ًًا أن المشاركة في هذه الأنشطة تُُسهم في تحقيق استدامة المواقع السياحية، وتحسين صورتها كوجهات جذب عالمي. كما دعـا الشباب للتعاون مع المؤسسات الـــداعـــمـــة لـلـعـمـل الــتــطــوعــي مــثــل مـؤسـسـة ولـي العهد، لتعزيز ريــادة الأعـمـال الاجتماعية والتواصل مع الثقافات الأخرى، بما يدعم رؤية الأردن للنهوض بقطاع السياحة. التجارب المحلية عنصر جذب أساسي Aqaba By وقـــــــال مــــؤســــس مــــشــــروع الشاب غيث المومني، إن المشروع Locals حقق نجاحات بارزة في دعم السياحة المحلية، أبرزها تحويل التجارب المحلية إلى عنصر جذب أساسي في العقبة. وأضـــاف أن تنظيم جــولات سياحية شاملة، مثل زيــارة محطة علوم البحار ومحمية طيور العقبة، ساعد في تسليط الضوء على التنوع البيئي للمنطقة، مشيرًًا إلى أن هذه الجولات، لم تكتف بإبراز جمال العقبة فقط، بل شجعت السكان المحليين على الانخراط في تقديم هذه التجارب، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي ورفــع مستوى الـوعـي بقيمة المنطقة البيئية والتراثية. وأشار المومني إلى التحديات التي واجهها الــمــشــروع، كضعف الــوعــي بـأهـمـيـة السياحة الــمــســتــدامــة وقـــلـــة الــــمــــوارد الــمــتــاحــة لـدعـم الأنشطة المحلية. وتـــابـــع «لــمــواجــهــة هـــذه الــصــعــوبــات، عمل المشروع على بناء شـراكـات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية مثل (مبادرة الأردن الأخـضـر)، إلـى جانب تدريب الشباب ليصبحوا مـــرشـــديـــن سـيـاحـيـيـن مــؤهــلــيــن، إضـــافـــة إلــى استراتيجيات تسويقية مبتكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف شريحة أوسع من الجمهور بتكاليف منخفضة». وبي ّّن المومني أن المشروع ساهم في جذب سياح مهتمين بالتجارب المحلية الأصيلة بعيدا عـن السياحة التقليدية، وفـعّّــل دور المجتمع شخصاًً 50 المحلي من خلال إشـراك أكثر من مـــن ســـكـــان الــعــقــبــة، بــمــا فـــي ذلــــك حــرفــيــون وفنانون ومرشدون سياحيون، كما تم تسليط الضوء على مواقع أثرية كانت «مهم ّّشة»، مثل الأسواق القديمة، وتحويلها إلى جزء من التجربة السياحية. سفير الريادة الأول وفــــي ســـيـــاق حــديــثــه عـــن قــصــص الــنــجــاح الشخصية، اسـتـعـرض الـمـومـنـي فـــوزه بلقب «سفير الــريــادة الأول» فـي محافظة العقبة، موضح ًًا أن هذا الإنجاز جاء بعد منافسة قوية في مسابقة سفراء الريادة› وأكـــد الـمـومـنـي أن الـتـجـربـة لــم تـكـن مجرد مسابقة، بل كانت فرصة لتمثيل رؤية جديدة للسياحة تعتمد على الاستدامة والابتكار. وقـــال إن الــفــوز باللقب شـكّّــل نقطة تحول في مسيرته، حيث منحه الثقة والإصـــرار على الـمـضـي قــدمــا فــي تحقيق أهــــداف الـمـشـروع، موضح ًًا أنه يسعى حاليا لنقل تجربته للشباب في العقبة، إيمانا منه بأن نجاح فرد واحد يمكن أن يكون بداية لسلسلة نجاحات تُُحدث تغييرا إيجابيا في مستقبل المنطقة بأكملها. ا إن الـــريـــادة وخــتــم الــمــومــنــي حــديــثــه قـــــائلًا لا تقتصر عـلـى الأفـــكـــار الــجــديــدة، بــل تتجسد فـي الـقـدرة على تحويل هـذه الأفـكـار إلـى واقـع ملموس يخدم المجتمع، مشيرًًا إلى أن الإنجاز الـذي حققه يلهمه لمواصلة الابتكار وتشجيع الآخرين على الإبداع. العمل التطوعي.. بوابة لتنمية السياحة المحلية وإحياء التراث أحد الأنشطة لـ إحدى المبادرات التطوعية محمد الشحادات شاب سوري أجبر على ترك أرضه وكان بسبب 2012 عاما، حيث غادر محمد سوريا عام 16 يبلغ الثورة وتصاعد الاحداث في نفس العام، ولم يعلم أنه على أبواب مرحلة جديدة من عمره وأن مغادرة بلاده تعني أن العودة صعبة، فكيف قد يتخيل الإنسان أن الحضن الذي نما بين ذراعيه سيصبح فجأة بعيدا عن ناظريه. ويقول محمد ”عندما وصلت إلى الأردن، كنت كغيري من السوريين، اعتقدت أن بقائي سيكون مؤقتًًا بسبب الأوضاع، فكنت أقول لنفسي إن الحرب سوف تنتهي خلال ستة أشهر او سنة أو سنتين وسأعود إلى سوريا، هذي الفكرة الخاطئة أثرت على قراراتي، وما أكملت تعليمي في البداية لأني كنت أظن أني سوف ارجع قريبا“، وكان محمد لم يكمل المرحلة الثانوية في المدرسة بعد. وحين وصل إلى الأردن أكمل دارسته الثانوية وبقي فيها ، أي فترة امتدت لعشر سنوات، 2022 حتى نهاية عـام وصــف تلك الـسـنـوات بأنها كـانـت مـزيـج ًًــا مـن التحديات والصعوبات والنجاحات في التعليم والعمل والعلاقات الاجتماعية. انطلاقة المبادرات والتجارب الشخصية محمد كـان محبا للعلم والمعرفة وكــان هـذا مفتاحه للأبواب المغلقة، حيث تلقى تشجيعا من أحد أساتذته في الجامعة بسبب تفوقه، وكان ذلك بمثابة الباب الأول الذي فتح له من تلك الأبواب فحصل على دعوة من اليونسكو في عم ّّان نتيجة أدائه الجامعي المميز، وشعر محمد بأن ذلك بمثابة اعتراف بجهوده وشجعه على الاستمرار في التعلم الذاتي. وتـــدرج محمد فـي حياته ودفـعـه شغفه لـلـقـراءة عن اليونسكو والمنظمات الدولية وأسس عملها، خاصة خلال فترة انتشار كورونا عندما انتقلت الأنشطة التعليمية إلى ، التي لم يكن يعرفها مسبق ًًا. Zoom منصات مثل واستنارت أفكار محمد ففكر حينها في إطلاق مبادرة لتسهيل الوصول إلى التعليم بطرق مبتكرة، سـواء عبر الهاتف أو اللقاءات المباشرة، ويقول انضممنا إلى منصة ا كبيرًًا «نحن» التي يدعمها الأمير الحسين، ووجدنا إقبالًا على الأنشطة التي قدمناها، وهــذه التجربة كانت غنية بالدروس والدوافع لمواصلة العمل والتعلم. بـدأت فكرة محمد خلال فترة جائحة كورونا ويتحدث «عندما كنا جميعًًا محصورين في المنزل بدون أنشطة تُُذكر، قررت استغلال الوقت في عمل مفيد لي وللآخرين، مـع زيـــادة الـخـبـرة، تـطـور العمل إلــى مــبــادرات تعليمية موجهة للاجئين فـي المخيمات، حيث قدمنا كورسات تعليمية مبسطة باستخدام محتوى سهل الوصول». لاحقا، فاز محمد وفريقه بمسابقة مع منظمة «دوت»، وص ُُنِِّفت مبادرة تعليم اللاجئين عبر الكورسات، كواحدة مــن أكـثـر خـمـس مـــبـــادرات تعليمية تــأثــيــرًًا فــي الـشـرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الجائحة، وأيضا فاز محمد بين خمسة آخـريـن مـن قبل منظمة «دوت للشباب»، كأكثر الشباب المؤثرين في مجال دعـم تعليم الشباب الأقل حظا في المخيمات. وكـانـت تلك دفعة قوية لمحمد أدت بـه الـى تأسيس منظمته «يــوث فــور بـيـس»، التي عملت على مشاريع Global 100« تدعم التعليم وبناء السلام، مثل مشروع »، الـــذي يـهـدف إلــى إعـــداد الشباب ليصبحوا Citizens مواطنين عالميين قادرين على مواجهة تحديات العالم وتعزيز التنوع الثقافي. أما عن تجاربه الشخصية، فكان محمد دائم ًًا يشارك في العديد من البرامج مثل برامج مع المعهد السويدي، ولكن لم تكن تنجح دائم ًًا بسبب مشكلات مختلفة مثل الفيزا أو حتى الكورونا. وتم اختيار محمد كمتحدث باسم الشباب السوريين لمؤتمر اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في .2020 سبتمبر نقطة التحول تفتحت عينا محمد على الدنيا وبـدأ 2015 فـي عــام ينظر للأمــور بطريقة مختلفة، كـان أصـدقـاؤه قد انطلقوا في مشوار دراستهم الجامعية، على عكسه هو كان ينتظر الأيام حتى تهدأ الأوضاع في سوريا، فلم يكمل دراسته، هذا الوضع دفعه للتفكير في مستقبله بشكل جدي، فاستيقظ من غفلته وقـرر أن يكمل تعليمه، ولكن لصعود الجبل عليك باجتياز الـعـوائـق، فكانت المشكلة فـي التكاليف الباهظة والتنافس الشديد على المنح الدراسية. يذكر محمد أنه بدأ العمل بغرض التعرف على المجتمع الأردني ولسد الفراغ، إذ عمل كمندوب مبيعات مع شركة أمـنـيـة، وكـانـت تلك الوظيفة فـرصـة جـيـدة لفهم الناس والتواصل معهم رغم أنها لم تكن مجدية ماليًًا. مع مرور الزمن، تشجع محمد أكثر على إكمال تعليمه، فوهبه الله بهبة إذ تمكن من الحصول على منحة دراسية مـن منظمة اليونسكو، بـالـتـعـاون مـع الـسـفـارة الكورية الجنوبية، في كلية لومينوس، وتخصص دبلوم في إدارة الاعمال، وهذا ما شحن طاقته بشكل كبير وأنار الدروب أمامه. يقول محمد هذه التجربة علمتني أهمية المسؤولية والتخطيط للمستقبل، أدركت أن الظروف الصعبة يمكن أن تـدفـع الإنـسـان للتفكير بشكل أعـمـق واتـخـاذ قـــرارات مصيرية تغير مجرى حياته. بعد دخوله المجال، ذات مـرة، قـام الدكتور الجامعي المشرف عليه بطلب واجب يتم تصحيحه بنظام التقييم البريطاني الـدولـي الـذي يعتمد على التقييم عبر تقديم ا من الامتحانات التقليدية، وكان الأبحاث والتكليفات بدلًا محمد قد تعامل مع النظام فالسابق، مما جعلها صدفة وفرصة في آن واحد كونه تعامل معها في السابق، وعندما قام الدكتور بتقييم عمله وصفه بالاحترافي، وأخبره بأنه يرغب بمساعد ته في تصحيح تكليفات الــطلاب، ووعده بتقديم دعم مادي من المنحة الجامعية، وهذا جعل الأمر أشبه ب «ضربة حظ». ويصرح محمد أن هذه كانت نقطة التحول في حياته، حيث بــدأ يـؤمـن بنفسه أكـثـر، وأدرك أن هـنـاك أشخاص ًًا يمكنهم إما دعمك إيجابيًًا أو تثبيطك سلبيًًا، هذا الدكتور كـان دائـم التشجيع له وكـان سببا في أن تكون هـذه هي نقطة التحول في حياة محمد، فحتى بعد ما أصابه مأسي وجود شخص داعم كالدكتور كان كفيلا بتغيير حياته. الهدف من المبادرات كـمـا أن لـكـل غـــرض فـكـرة وهـــدف كـــان لمحمد أيـضـا، ،%100 ويوضح أن فكرته هي أن تغير عقلية الشخص ويـقـول عندما نتحدث مـع الشباب يقولون: «أنــا مقتنع بكل ما تقول، لكن المجتمع الذي أعيش فيه لا يسمح لي بذلك» بسبب القوانين وعادات البلد، نجيبهم بأن التغيير يجب أن يبدأ منهم أولاًً. ويشير أنهم لا يريدون من الناس تحليل العالم كله، بل الأهم هو أن يقرأوا ويتعلموا باستمرار، وألا يتركوا فكرة أن العلم قد انتهى العلم لا ينتهي أبداًً، حتى أولئك الذين حصلوا على الدكتوراه، يواصلون القراءة والتعلم يومياًً. وعندما أسس محمد مبادرات تعليمية موجهة للاجئين في المخيمات، حيث أنشأ محمد منصة للتعلم الإلكتروني للشباب الذين يتمركزون في مخيمات اللاجئين في الأردن تحت مسمى «شـــؤون الـــطلاب المغتربين»، لتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز قدراتهم في مجال إدارة الأعمال والتسويق والتنمية الذاتية، واللغة العربية. كان هدفه أن يقدم شيئًًا جديدًًا، وكان كثيرًًا ما يسأل الـنـاس عـن فـائـدة هـذه الـمـبـادرة لهم، خصوص ًًا بالنسبة للاجئين، فيجيبون أنهم لا يستطيعون السفر، وبالتالي لا يتاح لهم فرصة التعرف على ثقافات أخرى، وهذا كان سبب ًًا أساسيًًا لإطلاق هذه الفكرة. مغادرة الأردن بـالـرغـم أن محمد كـافـح الــظــروف واسـتـقـر فـي الأردن وحقق إنـجـازات غيرت حياة الكثيرين فـي الأردن إلـى أن شــاءت الاقـــدار بمغادرة محمد للأردن، يتحدث محمد» جاءني عـرض للمشاركة في برنامج في ٢٠٢٢ في عـام Kofi Annan Changemake“« سويسرا، وكان اسمه وهذا البرنامج كان مميزًًا جد ًًا، لذلك قررت أن أقدم على هـذا البرنامج رغـم أنني لم أكـن أفهم كل التفاصيل في البداية، ولم أكن مهتم ًًا بشكل كبير بالموضوع في ذلك الوقت، لكن عندما قرأت المزيد عن البرنامج، شعرت أنه فرصة يجب أن أستغلها». وبعد تقديمه للطلب، تفاجأ بعد شهرين بأنه تم قبوله في البرنامج، ويذكر محمد أن هذا البرنامج كان له فكرة رائعة، حيث كان يتمحور حول «حوار بين الأجيال»، أي أنك تكون جزء ًًا من فريق يتضمن دبلوماسيين وخبراء عملوا مع كوفي عنان، وكانت هذه فرصة لتعلم الكثير من هؤلاء الأشخاص ذوي الخبرة العميقة. وكــــان مـحـمـد بـحـاجـة لـلـحـصـول عـلـى تــأشــيــرة للسفر لسويسرا، قدم محمد على “الفيزا» التأشيرة وتم قبوله في السفارة السويسرية، وبعدها حصل على التأشيرة وسـافـر، في تلك الفترة، كـان قد حصل أيضا على قبول جامعي في كندا، ولديه منحة جزئية. ســـافـــر مــحــمــد إلـــــى ســـويـــســـرا وكــــــان عـــنـــده « فـــيـــزا» سويسرية، لكن عند وصوله إلى المطار في عمان تفاجأ محمد، حيث تم التحقيق معه من قبل الأجهزة الأمنية، بعدما تم التحقيق معه، اكتشف أنـه بسبب دخوله إلى سويسرا لأول مرة، أصبح خاضع ًًا لاتفاقية دبلن التي تنص إنه يجب على اللاجئين تقديم طلب اللجوء في أول بلد دخلوا إليه من دول الاتحاد الأوروبي، وعليه تم رفض طلبه للجوء في كندا أو أي دولة أخرى، وخسر منحته الجامعية. وواجه محمد عائق ًًا كبيرًًا بعد ذلك لأن سويسرا فرضت عليّّه أن يقدم طلب اللجوء هناك بسبب الاتفاقية، وكان هـــذا الـحـل الـوحـيـد الـمـتـاح لـــه، وكــانــت الإجـــــراءات شاقة وطويلة عليه، ولكن حصل على القرار النهائي وهو القبول في وقت أقل مما كنت أتوقع. ويرى أن من الصعب التكيف مع الحياة في سويسرا خاصة بسبب تنوع اللغات، حيث يتحدث الناس الألمانية، الفرنسية، والإيطالية، وكان ذلك يمثل تحديًًا في التواصل له، ورغم كل هذه الصعوبات، كان محمد يؤمن أن التعليم هو الطريق الوحيد للتطوير والتحسين. عاما وهو عضو في مجموعة شباب 28 محمد الان يبلغ EU Jeel ”، وم ُُوصل الشباب الأوروبي « GYC اليونسكو “ »، ومــؤســس منظمة الـشـبـاب مــن أجـل Connecter .“Youth for peace السلام “ محمد شحادات .... من باحث عن التعليم الى معلم لمئات اللاجئين ࣯ ي رموك- عرار الروسان ومحمد العزام � صحافة ال الشاب محمد شحادات

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=