٢٠٢٥ نيسان ٢٠ _ ١٤٤٦ شوال ٢٢ الأحد 6 من هنا و هناك تحتفظ الأردن بجمالها وتراثها العريق، لكنها تجد نفسها أمام تحديات غير مسبوقة نتيجة توترات ونزاعات في الدول المجاورة لها، وبينما تستمر الجهود للحفاظ على جاذبية الوجهات السياحية وتعزيز الأمن والاستقرار، يبقى الأمل مرجو ًًا من قدرة القطاع السياحي على الصمود والتكيف مع المتغيرات التي تؤثر بشكل غير مباشر على القطاع وتلقي بظلالها على حركة الزوار وتدفق السياح. وتجنبت مجموعات سياحية تنفيذ رحلات ، على 2023 إلـى الأردن منذ الـربـع الأخـيـر مـن خـلـفـيـة قـــرب الـــــبلاد مـــن الـــصـــراع فـــي الـشـرق الأوســـط، حيث تشن اسـرائـيـل حربا مستعرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين ، حسب ما جاء في تقرير لموقع 2023 الأول الجزيرة الإخباري. وبـحـسـب تـقـريـر سـيـاحـي صـــادر عــن وزارة السياحة والآثـــار، فـإن قطاع السياحة فـي عام شهد مستويات قياسية من حيث عدد 2023 السياح والدخل السياحي المتأتي منهم، فقد 6.354 إلى 2023 وصل عدد السياح في عام % مقارنة بعام 28.5 مليون سائح بزيادة قدرها .2019 % مقارنة 18.5 ، وزيادة قدرها 2022 ومع تصاعد الأمور وتزايد التوتر في المنطقة، انخفاضا 2024 فقد شهد الربع الأول من العام % في عـدد السياح مقارنة بنفس 9.7 بنسبة ، فــانــخــفــضــت الإيـــــــرادات 2023 الـــفـــتـــرة مـــن % على مدى نفس الفترة. 5.6 الإجمالية بنسبة وبــــحــــســــب تــــقــــريــــر صــــــــــادر عــــــن مـــنـــتـــدى الاســتــراتــيــجــيــات الأردنـــــــي, فــــإن اجــمــالــي عــدد ألفا، 58 العاملين في قطاع السياحة بلغ نحو % من 20 و شكلت العمالة الوافدة ما نسبته إجمالي عمالة القطاع. وأشـــــار الــتــقــريــر إلــــى ارتـــفـــاع اجــمــالــي عــدد %114 , و 2021 % عـام 90.2 السياح بنسبة , في حين بلغ عددهم خلال الأشهر 2022 عام مليون 5.01 نحو 2023 التسعة الأولى من عام سائح, أي بنسبة تزيد قليلا عن مستوى عام كاملا. 2022 الجهود المبذولة لتعزيز السياحة وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة السياحة الـدكـتـور أحـمـد رفــاعــي إن مخصصات برنامج ملايين دينار، 5 بلغت 2024 “أردننا جنة” لعام مشيرًًا إلى أن الـوزارة تعمل على تطوير ودعم هـذا البرنامج السياحي الوطني نظرًًا لأهميته في تنشيط السياحة الداخلية. وأضـــاف أن الهدف الرئيسي من البرنامج، الــذي تدعمه الـــوزارة وهيئة تنشيط السياحة %، هو تعزيز حركة السياحة 50 بنسبة تتجاوز الداخلية مـن خلال تنظيم رحلات إلـى العديد مـن الـوجـهـات السياحية المتنوعة التي تزخر بها المملكة، وبأسعار تناسب مختلف شرائح المجتمع. وأوضح رفاعي أن إطلاق البرنامج جاء بهدف التخفيف مــن الـخـسـائـر الـتـي تكبدها القطاع السياحي نتيجة جائحة كــورونــا، والمساهمة فــي تـعـافـيـه، ويـشـمـل الــدعــم إشــــراك مختلف مكونات القطاع السياحي، بما في ذلك المكاتب السياحية التي تتولى تنظيم وتنفيذ الـرحلات، ا ء السياحيين، والطيران والنقل السياحي، والأدل ّا ًا ل عـــن الــعــديــد مـــن الـمـنـشـآت الـــداخـــلـــي، فـــــاض السياحية مثل الفنادق والمطاعم والمخيمات، ومـقـدمـي الـخـدمـات السياحية كــالــرحلات في منطقة البترا وسيارات الدفع الرباعي في وادي رم. ا ًا وأشار إلى أن برنامج “أردننا جنة” يوفر نقل مجانيًًا عبر حـــافلات سياحية مجهزة وحديثة تـنـطـلـق مـــن جـمـيـع مـحـافـظـات الـمـمـلـكـة نحو الـوجـهـات السياحية الـمـحـددة فــي الـبـرنـامـج، إضافة إلى تخصيص دليل سياحي مرافق لكل رحلة، وتوفير وجبات الطعام للمشاركين. وبــيّّــن رفــاعــي أن عـــدد الـــحـــافلات السياحية 2024 المشاركة في البرنامج منذ بداية العام آلاف 10 وحتى منتصف تشرين الثاني بلغ نحو مكتب ًًا 170 حافلة، فيما شــارك فـي البرنامج منشأة 89 مطعمًًا سياحيًًا، و 111 سياحيًًا، و من الفنادق والمخيمات السياحية. وتـابـع «عــدد المشاركين فـي البرنامج منذ بلغ 2024 كانون الأول 15 بداية العام وحتى ألف مشارك، ما يعكس نجاح البرنامج 316 نحو في تحقيق أهدافه بتنشيط السياحة الداخلية». تعزيز البنية التحتية بمبادرات محلية وقال مدير جمعية درب الأردن الدكتور علي برقاوي إن الظروف الإقليمية تسببت في تراجع أعـــداد السياح الدوليين القادمين مـن بعض الأســـــواق الـتـقـلـيـديـة، نتيجة الــمــخــاوف بشأن الاستقرار الإقليمي. وأضـــاف أن هــذه الــظــروف أثـــرت سلبًًا على الـدعـم الـمـادي المخصص مـن بعض الجهات الدولية المانحة لتطوير السياحة. وأشار إلى أن الجمعية استثمرت في تحسين مــســار درب الأردن وتــعــزيــز الـبـنـيـة التحتية، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، وبالاعتماد على تمويل القطاع الخاص المحلي، مما ساهم في تحسين التجربة العامة للمشاركين. وأشـــار بـرقـاوي إلــى أن جمعية درب الأردن تسهم بشكل كبير فـي تحسين صــورة الأردن كــوجــهــة آمـــنـــة ومــســتــقــرة مـــن خلال تنظيم فعالية مسير درب الأردن السنوية، التي تجذب مـشـاركـيـن مـحـلـيـيـن ودولـــيـــيـــن، وتـــبـــرز جـمـال الطبيعة الأردنــيــة وتـراثـهـا الغني، مّّــا يعزز ثقة الزوار. وقال برقاوي إن فعالية مسير درب الأردن لهذا العام شهدت تأثيرًًا بسيط ًًا على أعـداد السياح الـدولـيـيـن الـمـشـاركـيـن، إلا أنـهـا شـهـدت إقـبـالا محليًًا متزايد ًًا، حيث أصبحت الأنشطة البيئية والمغامرات بديلا مفض ًلا للسياحة الخارجية في ظل التحديات الإقليمية والاقتصادية. وأوضـــــح أن الـجـمـعـيـة تـعـمـل عــلــى تـعـزيـز السياحة الداخلية عبر الترويج لفعالية مسير درب الأردن السنوية من خلال القنوات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، وتقديم خيارات مـتـعـددة تـنـاسـب مختلف فـئـات المشاركين المحليين، لتشجيع الأردنـيـيـن على اكتشاف بلدهم عبر التجربة الفريدة للمشي لمسافة كم. 675 وتابع برقاوي «الجمعية تتعاون مع جهات محلية ودولــيــة وشــركــاء سياحيين عالميين لـــلـــتـــرويـــج لــــــدرب الأردن كــــواحــــد مــــن أفــضــل مسارات المشي الطويلة في العالم، من خلال حملات إعلامية واستضافة صحفيين ومدونين عالميين». وفيما يتعلق بـالـتـحـديـات، ذكــر بــرقــاوي أن انـخـفـاض أعــــداد الـسـيـاح الـدولـيـيـن يـؤثـر على مجمل الإيــــرادات لقطاع السياحة، ومـع ذلـك، تتجلى الـفـرص فـي تعزيز السياحة المحلية والإقليمية، وجعل درب الأردن منصة لتعريف العالم بقدرة الأردن على تقديم تجربة سياحية فريدة ومستقرة، واستقطاب الـزوار الباحثين عن وجهات آمنة ومغامرة فريدة من نوعها. تأثيرات واضحة قــال عضو جمعية الـفـنـادق الأردنــيــة السيد محمد الـقـاسـم إن الــتــوتــرات الإقليمية أثــرت بشكل واضـح على قطاع السياحة في الأردن، مشيرا إلــى أن هـنـاك تـراجـعـا كبيرا فـي أعــداد السياح، خاصة القادمين من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وأضــاف أن هـذه الفئة من السياح عــادة ما تسافر على هيئة «قـروبـات سياحية»، وهذه الـــقـــروبـــات لـهـا دور كـبـيـر فـــي تـحـريـك الـقـطـاع السياحي بأكمله، من مكاتب النقل إلى الفنادق والمطاعم والأدلاء السياحيين. وأوضـح القاسم أن التحذيرات الصادرة من بـعـض الـحـكـومـات لـرعـايـاهـا بـعـدم الـسـفـر إلـى المنطقة أسهمت بشكل كبير في هذا التراجع، رغم أن الأردن يعد منطقة آمنة. وتابع «شركات الطيران منخفضة التكاليف تأثرت أيضا، حيث ارتفعت تكاليف التأمين، م ّّا أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات إلى الأردن». وأشار القاسم إلى أن المناطق السياحية في الأردن تأثرت بشكل كبير، خاصة في الجنوب مـثـل الـبـتـرا ووادي رم، وكــذلــك مــأدبــا، وحتى العاصمة عمان تأثرت ولـو بشكل أقـل، مؤكدا أن الموقع «الجيوسياسي» للأردن يجعله دائما عرضة للتأثر بالأحداث الإقليمية. وقال القاسم إن الحل يكمن في فتح أسواق سياحية جــديــدة وتـعـزيـز الـتـوعـيـة بـــأن الأردن منطقة آمنة, مشددا على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الموازنات المخصصة للترويج السياحي، وتقديم الحوافز لجذب المزيد من السياح. وتـــابـــع «دور الإعلام فـــي تـحـسـيـن الــصــورة الذهنية عن الأردن لا يمكن تجاهله، فــالإعلام له القدرة على تغيير الصورة النمطية وتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية آمنة». وفيما يتعلق بالقطاعات السياحية المتأثرة، قال القاسم إن جميع القطاعات تقريبا تأثرت، خـاصـة قـطـاعـات الـسـيـاحـة الـثـقـافـيـة وسياحة الـمـغـامـرات البيئية مـثـل زيــــارة الـبـتـرا، البحر الميت، ووادي رم. وأكــــــد أهـــمـــيـــة الـــقـــطـــاع ســـيـــاحـــي بـالـنـسـبـة للاقتصاد الأردنـي، حيث يساهم برفد الاقتصاد % وأكثر من الناتج المحلي 15 الأردنـي بنسبة الإجمالي. مـن جهته، قــال أسـتـاذ التسويق السياحي في جامعة اليرموك الدكتور سالم حراحشة إن السياحة في الأردن تأثرت بشكل كبير بسبب الــتــوتــرات الإقـلـيـمـيـة الـمـتـصـاعـدة فــي الـشـرق الأوســــــط، وهــــذه الـــتـــوتـــرات كــــان لــهــا تــأثــيــرات مباشرة وغير مباشرة على تدفق السياح إلى المملكة. وأضــــاف أن الــتــوتــرات السياسية تـزيـد من شـعـور السياح بـعـدم الأمـــان، مّّــا يدفعهم إلى تجنب زيارة الأردن في فترات الأزمات. وتابع «هناك العديد من شركات السياحة ألـغـت رحلاتــهــا إلــى المملكة، بسبب الـظـروف السياسية المضطربة فـي المنطقة، وبعض الدول تصدر تحذيرات سفر لمواطنيها، ما يؤثر سلبًًا على السياحة الأردنية». ولفت حراحشة إلى أن التوترات الإقليمية تؤثر أيـض ًًــا على البنية التحتية السياحية في الأردن، فـقـد يـتـم تـحـويـل الـــمـــوارد إلـــى تعزيز الإجـــراءات الأمنية بــدلا من تحسين الخدمات السياحية، كما أن الظروف السياسية قد تؤدي إلى تراجع الاقتصاد الكلي، مّّا يـؤدي إلى زيادة الأسعار وتراجع جودة الخدمات، وبالتالي يقلل من جاذبية الأردن للسياح. وقـــال إن انـخـفـاض عــدد الـسـيـاح يـــؤدي إلى تراجع الإيـــرادات السياحية، مّّا يؤثر سلبًًا على الاقـتـصـاد الأردنـــــي، مـوضـح ًًــا أن تــراجــع القطاع الـسـيـاحـي يـــؤدي إلـــى زيــــادة مــعــدلات البطالة، حيث أن السياحة هي مصدر رئيسي للوظائف في الأردن. وأكـــد حـراحـشـة أن تـراجـع الثقة فـي الأمــان والاستقرار يعد أحـد التحديات الرئيسية التي يواجهها قطاع السياحة في الأردن، مضيفًًا أن انتشار الصراعات في الــدول المجاورة يجعل السياح يــتــرددون فـي زيـــارة الأردن، خـاصـة أن بعض الــدول تصدر تحذيرات سفر لمواطنيها رغم استقرار الأوضاع في المملكة. وذكــر حراحشة أن انخفاض أعـــداد السياح يـؤدي إلـى تراجع الإيـــرادات السياحية، وهـو ما يؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام، إضافة إلى تسب ّّبه بزيادة البطالة في القطاع السياحي، وتــأثــيــره عـلـى الـقـطـاعـات الأخــــرى مـثـل النقل والفنادق. وأوضح أن دور الاعلام كبير في تغيير الصورة الذهنية عن الأردن، مشيرًًا إلى أهمية الإعلام المحلي فــي تصحيح الـمـعـلـومـات المغلوطة حول الأوضاع الأمنية في المملكة. وأضــاف حراحشة أن الإعلام الـدولـي يمكنه أن يسهم فـي بـنـاء صـــورة إيجابية عـن الأردن، من خلال الترويج لمقومات السياحة وتغطية الفعاليات الدولية التي تُُنظم في المملكة. وتحدث عن تأثير عـودة الاستقرار إلـى دول مثل مصر ولبنان على قطاع السياحة الأردني، مـؤكـدًًا أن هـذه المنافسة تشكل ضغطًًا على الأردن لتقديم عروض سياحية جذابة. وأوضــــــح أن هــــذه الــــــدول بـــــدأت فـــي جــذب الـسـيـاح مــن خلال حـــملات تسويقية مكثفة، مما يجعل الأردن أمام تحد كبير للحفاظ على جاذبيتها كوجهة سياحية. وشـــــدّّد حــراحــشــة عــلــى ضـــــرورة أن يعمل الأردن عـلـى تـنـويـع الـــعـــروض الـسـيـاحـيـة التي يقدمها، إضافة إلـى تحديث المنتج السياحي لـيـتـمـاشـى مـــع تـــغـــيـــرات تـــفـــضـــيلات الــســيــاح، وتكثيف الجهود التسويقية وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير البنية التحتية السياحية. وفـــي ظـــل هـــذه الــتــحــديــات، قـــال حـراحـشـة إن الأردن يمتلك الـعـديـد مـن الـفـرص لتعزيز قطاع السياحة، مثل التراث الثقافي والتاريخي الغني والطبيعة الخلابة التي تمتلكها المملكة، إضافة إلى استقرارها الأمني الذي يجعلها وجهة سياحية آمنة في المنطقة. وبـيّّــن أن الـقـطـاعـات السياحية الأكـثـر تـأثـرًًا بــالــظــروف الإقـلـيـمـيـة هــي الـسـيـاحـة الثقافية والأثـــريـــة، حـيـث أن الــمــواقــع الـسـيـاحـيـة مثل البتراء وجرش تشكل العمود الفقري للقطاع السياحي. ونـبـه حـراحـشـة إلـــى ضــــرورة تكثيف جهود الأردن لإعـــادة بـنـاء الثقة فـي قـطـاع السياحة، مؤكدًًا أن المملكة بحاجة إلى إبـراز المقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها، مثل التراث الثقافي والطبيعة المتنوعة، وجعلها وجهة سياحية آمنة ومستقرة. تحديات وآفاق تعافي قطاع السياحة وقــــال الـخـبـيـر الاقـــتـــصـــادي الـــدكـــتـــور قـاسـم الـــحـــمـــوري إن قــطــاع الــســيــاحــة يــعــد مـــن أهــم القطاعات المؤثرة باقتصاد الأردن، حيث يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل لعدد كبير من الإردنيين. وأضاف أن الظروف الأقليمية والاضطرابات التي تشهدها المنطقة تؤثر بشكل كبير على السياحة المحلية، مما أدى إلى تراجع الدخل السياحي. وأشار الحموري إلى أن السياح الأجانب غالبا ما يكونون غير مدركين للجغرافيا التفصيلية للمنطقة، وبالتالي يعتقدون أن أي اضطراب يحدث في المنطقة كأحداث غزة وسوريا، يعني أن الأردن أيضا غير مناسب للسياحة. وأكد الحموري أن هناك حاجة ملحة لإيصال رسالة واضحة المعالم بأن الأردن بلد مستقرا داخليا، وأن الاضطرابات في المنطقة لا تؤثر على الأمن والأمان داخل المملكة. وتـــابـــع «هــــذا الــجــانــب يـجـب أن تــركــز عليه الحكومة بشكل أكبر، لتطمين السياح وإقناعهم بأن الأردن وجهة سياحية آمنة». وفــيــمــا يـتـعـلـق بـالـسـيـاحـة الـــداخـــلـــيـــة، قــال الحموري «أنا مؤمن أن السياحة الداخلية إذا لم تنجح، فلن تنجح السياحة الخارجية أو الدولية، لذلك من الضروري أن تعمل الجهات المعنية على إقناع المواطنين بأهمية السياحة المحلية وتطويرها». وأضــاف أن تشجيع السياحة الداخلية يعد خطوة أساسية لجذب السياح الأجانب، مشيرا إلى أن الحملات الترويجية الحالية مثل «أردننا جنة» تحقق نتائج جيدة فـي تعزيز السياحة الداخلية. ولفت إلى أن تطوير السياحة الداخلية يسهم في تعزيزالقطاع السياحي بشكل عام، ويظهر للعالم أن الأردن يمتلك مقومات سياحية قوية تجعل منه وجهة مميزة على مستوى المنطقة. وفـي السياق ذاتـــه، قـال الخبير الاقتصادي فائق حجازين إن قطاع السياحة الأردنــي يتأثر بشكل كبير بالاضطرابات السياسية والأمنية في الدول المجاورة، مضيفا أن أي حدث أمني أو سياسي في الإقليم ينعكس مباشرة على السياحة في الأردن، ومع ذلك, تؤدي الظروف التي تحدث في المنطقة إلى تراجع رغبة السياح في القدوم، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى إلغاء الحجوزات. وتطرق حجازين إلى أثر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن السياحة الأجنبية فــي الأردن عـنـات مــن تــراجــع كبير مـنـذ وقــوع الأحداث. وأوضح أن بعض الأشهر شهدت توقفا شبه كامل للسياحة الأجنبية, باستثناء السياحة العربية التي ساهمت جزئيا في تعويض هذا النقص. وتـــابـــع « عــلــى الـــرغـــم مـــن اســـتـــقـــرار الأردن الـسـيـاسـي والأمـــنـــي, فـــإن مـوقـعـه فـــي إقليم مــضــطــرب يـجـعـلـه يــتــأثــر بـشـكـل غــيــر مـبـاشـر بالأحداث في الدول المجاورة». وأكد حجازين أن السياحة الداخلية لا تعوض كثيرا عـن تـراجـع السياحة الأجـنـبـيـة، والـدخـل السياحي يعتمد بشكل رئيسي على السياحة الأجنبية الوافدة. ونبه إلى أن السياحة الداخلية تساهم فقط في تحريك المنشآت السياحية المحلية، لكنها لا تعوض النقص في السياحة الوافدة. وأشــار حجازين إلـى أن الحملات الترويجية سـاهـمـت فــي تخفيف آثــــار الاضـــطـــرابـــات على الــســيــاحــة, مـــوضـــح ًًـــا أن الـــتـــراجـــع فـــي الــدخــل السياحي كان طفيفا مقارنة بالأعوام الماضية, بفضل الجهود المبذولة في الترويج للسياحة والبرامج السياحية المختلفة. وتـــجـــدر الإشـــــــارة بــــأن قـــطـــاع الــســيــاحــة في الأردن يواجه تحديات متعددة نتيجة التوترات الإقـلـيـمـيـة الـمـسـتـمـرة، إلا أن المملكة تُُظهر قـــدرة مـلـحـوظـة عـلـى الـتـكـيـف والــصــمــود أمــام هذه الظروف، ورغم التراجع الذي شهدته حركة ، تظل المبادرات 2024 السياح في بداية عام الوطنية حافز ًًا رئيسي ًًا لتعزيز السياحة الداخلية وتــعــويــض بــعــض الــخــســائــر الــنــاتــجــة عـــن قلة السياح الأجانب، فت ُُظهر الأرقام المتعلقة بزيادة أعـداد السياح في الأعـوام السابقة، إضافة إلى النمو الكبير في إيرادات القطاع، أن الأردن قادر على التعافي بفضل استقرار الأوضــاع الأمنية وتضافر جهود الجهات المعنية، وبحسب تقرير منتدى الاستراتيجيات الأردني، فإن هذه الجهود 58,000 قـد ساهمت فـي الـحـفـاظ على نحو وظيفة في قطاع السياحة، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي المستمر للتطوير في هذا المجال، رغم التحديات المتصاعدة. التوترات الإقليمية تهدد السياحة الأردنية وتضعف قدرتها على التعافي السياحة: الوزارة تعمل على تطوير ودعم برنامج “أردننا جنة” الوطني مبادرات محلية لتحسين صورة الأردن السياحية ࣯ ز العواملة � ت � ي دراغمة ومع � ي رموك – قص � صحافة ال تلفريك عجلون ࣯ ج وابرة � ي رموك - شروق � صحافة ال يعتبر قطاع الصيدلة في الأردن أحد أهم القطاعات الصحية، لما لـه مـن أثــر مباشر على صحة الـمـواطـن، أن عدد الصيادلة 2023 وذكر تقرير نقابة الصيادلة للعام ألف 30 المنتسبين لنقابة الصيادلة قد وصـل لقرابة عضو، م ّّا يدل على الأعداد الكبيرة العاملة في المجال. كما أن للقطاع أهمية اقتصادية كـبـيـرة، فبحسب احصائية العام الحالي لغرفة صناعة عمان وصل حجم الإنتاج السنوي للصناعات العلاجية واللوازم الطبية لما % من 8 مليار دينار، ليشكل بذلك ما نسبته 5.1 يقد ّّر بـ إجمالي الإنتاج القائم للقطاع الصناعي الأردني، وتسهم %من الناتج المحلي 2 الصناعات الدوائية بما نسبته الإجمالي. كلية في جامعات 20 ومن الناحية الأكاديمية، تقوم المملكة الرسمية والخاصة بتدريس تخصص الصيدلة، ألــف طـالـب صيدلة، 17 وهـنـاك على مقاعد الــدراســة بحسب تقرير نشرته وزارة التعليم العالي عبر موقعها .2024 في العام ولكن تحدي البطالة يلقي بظلاله على القطاع، فنسبة بالمئة بحسب 30 البطالة بين الصيادلة وصلت إلـى تصنيف ديـوان الخدمة المدنية الـذي تم توقيف عمله 4 ، وتخرج الجامعات سنويا نحو 2023 في نهاية العام آلاف صيدلي ودكتور صيدلي وحوالي الألف فقط يجدون عملا لهم في المملكة. وفــي هــذا الــصــدد، قــال أسـتـاذ الصيدلة فـي جامعة العلوم التطبيقية الـدكـتـور أحـمـد الـجـابـري فـي حديثه لـصـحـافـة الـــيـــرمـــوك، إن مـشـكـلـة الــبــطــالــة لـيـسـت في تخصص الـصـيـدلـة فحسب بــل هــي فــي الـبـلـد باكمله وبمختلف التخصصات، والركود حاليا موجود بشكل اكبر عند الصيدلانيات وليس الصيادلة الذكور. وأشـــار الـجـابـري لأهمية العمل والبحث عـن حلول لـمـشـكـلـة الــبــطــالــة، وتــحــديــد عــــدد مـعـيـن لـلـقـبـول في التخصص في كل عـام لتجنب الـركـود خاصة وأن عدد الطلبة الدوليين والمحليين المتقدمين لكليات الصيدلة كبير وفي ازدياد. وأفـاد الجابري بأن سوق العمل متعدد والجامعات تخرج الطلبة بحيث يكون لديهم أساسيات كل مجال من المجالات، ولكنها لا تستطيع تزويد السوق بالكفاءات المناسبة، إلا في بعض المجالات مثل الصيدلي الذي يعمل في صيدلية. وعلى صعيد منفصل، قـال الجابري إن الجامعات الأردنـــيـــة تهتم بـمـجـال الـبـحـث الـعـلـمـي فــي الـصـيـدلـة، وتمويل البحوث يعتبر من أولويات صندوق دعم البحث العلمي الأردني ولكن الدعم المادي لا يعتبر كافيا بعد. وأضاف الجابري أن هناك مضيعة للتمويل من قبل بعض الباحثين، مؤكدا وجوب العمل على تطوير آليات تقييم البحوث واختيارها لضمان الاستفادة من التمويل وعدم الهدر. وفـيـمـا يتعلق بالمناهج والـخـطـط الــدراســيــة، لفت ساعة دراسية 160 الجابري إلى أن التخصص يصل لـ تغطي الحد الأدنى للمجالات الثلاثة وهم الصيدلي في الصيدليات وقطاع المصانع والصيدلة السريرية، وآخر .2018 التعديلات على المناهج كانت في العام وأضاف الجابري أن محاولة تطوير الخطط امر صعب، لأن التطوير يشمل زيــادة عـدد ساعات التخصص وأي زيادة ستؤدي لطول مدة الدراسة. وأكــــد الــجــابــري ضـــــرورة الــتــقــاء الــجــامــعــات وتــبــادل الخبرات فيما بينهم من أجل التطوير والتحسين وأن يتم ذلك بالتعاون مع نقابة الصيادلة ووزارة التعليم العالي. وعــلــى صـعـيـد مـتـصـل، ذكـــر الــجــابــري أن الـتـدريـب الميداني أمر يعتمد على قدرات كل جامعة وانضباطها، ففي السابق التدريب لم يكن ضمن الخطة الدراسية. وتابع الجابري كان التدريب يتم بالصيدليات لمدة مـــحـــددة ويـتـنـهـي بــإحــضــار الــطــالــب لــشــهــادات وأوراق 6 موقعة من الصيدلية ونقابة الصيادلة، بينما الآن هناك ساعات مخصصة للتدريب العملي في الخطة الدراسية وبآلية جديدة ومختلفة. وفيما يتعلق بـدور نقابة الصيادلة، قال الجابري إن دورهـا غير فاعل، وهي تختلف عن غيرها من النقابات بسبب اختلاف المجالات والتخصصات ومنها الصيدلي الأكاديمي وهناك الـذي يعمل في صيدلية والعاملين فـــي الــمــصــانــع والـــشـــركـــات والــصــيــدلــة الــســريــريــة في المستشفيات. وأضـاف أن تعدد الوظائف يسبب مشكلة في تلبية الاحتياجات والمطالب، فالأكاديمي مثلا عندما يشتكي يحيلون شكوته لوزارة التعليم العالي وكل حسب الجهة الناظمة له، م ّّا يؤثر بشكل سلبي على دور النقابة ويصبح دورها غير فاعل بالنسبة للمنتسبين. وأفــاد الجابري بـأن تركيز النقابة الأكبر ينصب على الصيادلة في الصيدليات على حساب بقية الاختصاصات والمجالات. أمــا فـي قـطـاع صناعة الأدويــــة، ذكــر الـجـابـري العديد من التحديات التي تواجه القطاع، ومنها موقع الأردن الــجــغــرافــي وعـــــدم تـــوفـــر الـــمـــواد الـــخـــام والـــحـــاجـــة الــى استيرادها ومحدودية الوصول للموانىء البحرية. وأضاف الجابري كل المواد التي تدخل بصناعة الأدوية يتم استيرادها من الهند و الصين وفـي الآونــة الأخيرة حدثت مشكلة مضيق بـاب المندب وارتفعت بسببها الأسعار. ومـن الجدير بالذكر بـأن حركة الـنـاقلات عبر مضيق باب المندب، في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، شهدت انخفاضا حادا بسبب الهجمات على السفن في المنطقة وذلك إثر تداعيات الحرب على غزة. وتــابــع الــجــابــري ثــانــي الـتـحـديـات الــتــي تــواجــه قطاع الصناعة الدوائية هو تطور الأسواق والصناعات العربية وبالأخص دول الخليج العربي، في السابق كانت الأردن رائـــدة فـي مجال التصنيع بينما الـيـوم أصبحت هناك عشرات الشركات في دول الخليج والمنطقة العربية، م ّّا يؤثر سلبا على التصدير والسوق الأردنية. وأضـاف الجابري أن هناك تحدي يتعلق بصغر حجم ســوق بلد المنشأ، فـــإذا اقتصرت عمليات البيع على الــســوق المحلي الأردنــــي فـالـعـوائـد لــن تكفي لتغطية التكاليف. وفي السياق ذاته، نبه الجابري إلى التحدي المتعلق بارتفاع تكلفة الأيدي العاملة الأردنية بالمقارنة مع دول الخليج التي تعتمد على العمالة الوافدة من دول كالهند ومصر بتكلفة أقل. وأشار لارتفاع تكاليف الوقود والكهرباء ومصادر الطاقة بالرغم من تقديم الدعم والاعفاءات، فهي ما زالت مكلفة وتؤثر على ميزانية المصانع. وفي سياق آخر، قال الجابري إن القواعد والمتطلبات الـتـي تضعها الأردن لتسجيل الـــدواء عالية المستوى وتـحـكـمـهـا دســاتــيــر عـالـمـيـة مـثـل الــدســتــور الأمـريـكـي والبريطاني والياباني. واستدرك الجابري «ولكن يبقى الاشكال في مرحلة صناعة الــــدواء قـد يـكـون هـنـاك عــدم الــتــزام مـن بعض المصانع بالمعايير، وقد لا يتم إتلاف بعض الأدوية التي لم تحقق المواصفات». وتابع الجابري هنا يأتي دور مؤسسة الغذاء والدواء التي تقوم بدورها الرقابي وتضع معايير صارمة لعملية التصنيع الدوائي م ّّا يصب في مصلحة البلاد العامة. وأفـــاد الـجـابـري بــأن مـؤسـسـات الــغــذاء والــــدواء من الــدول الأخــرى تقوم بعمليات تفتيش دوريــة كل أربع وخـمـس أعـــوام على المصانع الأردنــيــة الـمـصـدرة لها، معتبرا دور الجهات الناظمة ضـروريـا لرفع المستوى والتأكد من مطابقة المصانع للمعايير. وأشــاد الجابري بمشاريع مؤسسة الـغـذاء والــدواء الأخيرة والتي تضمنت إشـراك الخريجين في المصانع ومـنـح الأولــويــة للأدويـــة والـصـنـاعـات المحلية، وتسهم المؤسسة في تطوير وتأهيل الخبرات ورفـع مستوى الإنتاج المحلي. وشــدد الـجـابـري على ضـــرورة العمل الـدائـم لتطوير القطاع، وتفعيل المؤسساتية بصورة حقيقية، والابتعاد عن العقلية غير المتطورة ومواكبة العصر. خبير في علم الأدوية: الجامعات الاردنية لا تستطيع تزويد السوق بالكفاءات المناسبة ... ودور نقابة الصيادلة غير فع ّّال
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=