صحافة اليرموك

٢٠٢٥ نيسان ٢٠ _ ١٤٤٦ شوال ٢٢ الأحد منذ طفولتها، شعرت آية جراروه بشغف عميق نحو الفن، جربت العديد من الحرف مثل الخياطة والمجلات الإبداعية المختلفة لكنها لم تجد نفسها إلا في عالم الفن والرسم، آيـة فتاة مثابرة وقصة إصــرار تلهم كل من يخطو خطواته الأولى نحو تحقيق شغفه رغم الصعوبات. ‏ بدأت فكرة الرسم بقدمها تراود آية منذ سنوات، تحديدا عندما كانت في الخامسة عـــشـــرة مـــن عـــمـــرهـــا، حــيــث لـــم تـــواجـــه أي صعوبات ت ُُذكر، استطاعت آية أن تعتمد على نفسها فـي كـافـة تفاصيل حياتها اليومية، تـصـلـي وتــتــنــاول طـعـامـهـا وتـــرتـــب غـرفـتـهـا، وتـجـهـز أدوات الــرســم عـلـى الأرض لأنــهــا لا تستطيع رفـع قدميها أثـنـاء الـرسـم لفترات طويلة، ورغم كل ذلك كانت تفعل كل شيء بقدمها بعزيمة. آيـــة لــم تــرســم بـيـديـهـا، بــل بـقـدمـهـا، «لا أتـذكـر متى أو كيف بـــدأت، ولكنني بمجرد أن مسكت الـقـلـم بـقـدمـي شـعـرت أن هـذا هــو الــطــريــق»، تـتـحـدث بفخر عــن الطريقة التي استعانت فيها بصاحب والدها ليطور مـوهـبـتـهـا، «الـــرســـم كـــان طـريـقـتـي لتفريغ طاقتي السلبية، إذا شعرت بضيق، أمسكت القلم وبدأت أرسم». تقول وهي تسترجع ذكرياتها عن سنواتها الأولى اللحظة التي ظهرت بها الموهبة، بينما كانت في الصف العاشر، كانت تمسك قلم ًًا وتحاول نقل رسومات شخصيات كرتونية بــســيــطــة، «كـــنـــت أنــقــلــهــا فــقــط كـــنـــوع من التسلية»، تروي بابتسامة، لم تكن تعلم أن هذا الحافز الصغير سيغير حياتها. طـــــــورت مــــن رســـمـــهـــا وبــــــــدأت بــطــبــاعــة رســومــات لفنانين مـثـل بـابـلـو بـيـكـاسـو، لم يكن اختيارها لهذه الرسومات عشوائياًً، بل كانت تسعى لترسم ما تـراه يحمل رسائل عميقة، أو تعبر عن مشاعر الحزن لدى بعض الفنانين. تلك الرسومات كانت بداية لرحلة طويلة في عالم الـرسـم، عندما رأى صديق والدها أسـتـاذ الـرسـم (أحـمـد شطناوي) رسوماتها طلب منها أن ترسم أمـامـه عـدة رسومات لتقييم موهبتها، بعدها طلب منها أن تشارك في معرض، وهنا افتتحت آية أول معرض لها في مركز البويضة بمكانها الصغير. عـلـى الــرغــم مــن أن آيـــة لــم تـكـن تطمح للشهرة، إلا أن موهبتها في الرسم بقدمها كانت كفيلة بلفت العديد مـن الـنـاس إلى فنها، حيث شاركت آية بأربعة معارض فنية. لكن اللحظة التي شعرت فيها بأهمية رســـمـــهـــا كـــانـــت مــــن خلال الـــفـــرصـــة الــتــي سنحت لـهـا بـالـمـشـاركـة فــي مـعـرض حضر فيه شخصيات مهمة مثل الأمـيـر حسين وأمــيــر بريطانيا ويـلـيـام، شـعـرت هـنـا بأنها وصلت مكان مختلف تماماًً، وأدركت حينها أن العزيمة والإرادة والثقة بالنفس طريق إلـى النجاح، والـوصـول إلـى القمم، وتحقيق الأحلام. تؤمن آية بأن الطريق إلى النجاح بما نريد لا يخلو من التحديات لذا تنصح قائلة «أريد أن اوصل رسالة لأصحاب الإعاقات: لا تقفوا عند الإحباط، بل اجعلوه دفعا للانجاز». الــــدعــــم الــــــذي تــلــقــتــه آيـــــة مــــن عـائـلـتـهـا وأصدقائها وأقـاربـهـا كـان دائـمـا دافـعـا كبيرا لها بأن تكمل، لم تلتفت لنظارات المجتمع السلبية، بل جعلته دافعا لتحقيق المزيد من النجاحات. ‏ ريشة الأمــل هـو الـوصـف الأمـثـل لحياة اية عبد الودود جراره، رسامة رسمت الحياة بألوان مختلفة رغم كل الظروف، وأثبتت أن العزيمة والإصــــرار يمكن أن يجعلها قــادرة على تجاوز كل التحديات. 8 للتواصل مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ي عيسى � ن � أسيل ب من عادة التاريخ إعادة تكرار نفسه في كل الأزمان وكأنه مشهد سينمائي يعيد بثه كل مدة، إلا أنه يغير الشخوص وربما الطريقة بينما النهاية تكون كما هي منذ الأزل. دائما ما تبدأ الحضارات من القاع وصــولا للقمة قد تقوم على البطش والقتل والاسـتـبـداد والظلم وسفك الـدمـاء، أو تقوم على العلم والمعرفة والبحث والثقافة، وما هي تصل وتلبث إلا وقد انهارت، وفي كلتا الحالتين تنتهي في نهاية المطاف، ولا يبقى منها إلا عبرة أو قدوة كلا على حسب ما صنع. واليوم مع تـأزم أوضــاع السياسة في العالم، تعود التنبؤات السياسية لمحللين وكتّّاب وخبراء ومفكرين إلى الساحة الإعلامية بقولها إن الولايات المتحدة الأمريكية متجهة إلى انهيار وانتهاء، ولم تكن هذه التنبؤات هي الأولى من نوعها. في هذا السياق «إن 1787 يقول السياسي الأمريكي باتريك هنري عام أمريكا تفقد حيويتها وشبابها» وكانت أمريكا في ذلـك الوقت في بدايات تأسيسها، واليوم هي تصل لأعلى قمة، حيث أنها تهيمن على العالم اقتصاديا وسياسيا، وتضع العالم تحت قبضتها، فهذه هي الذروة التي وصلتها الأمم السابقة وبعدها لقيت حتفها. وليس من الـضـروري أن يأخذ الانهيار أشهرا أو سنوات قليلة كما يظن الأغلب، أو كما يظن البعض الآخر أن أمريكا صامدة وباقية بسبب طول مدة سنة، ومن بعده الدولة 400 حكمها، وكأن النمرود ما حكم الدنيا قبل أمريكا 300 سنة، والتي ظلت تحتضر أكثر من 600 العثمانية التي تجاوز عمرها سنة كما ذكر أغلب المؤرخين. إذ قسم المؤرخ اللبناني محمد سهيل طقوش عمر الدولة العثمانية إلى لتدخل في مرحلة القوة 1512 وتنتهي بعام 1299 مرحلة تأسيس من عام م، حيث أن هذه الدولة التي عاشت ستة 1924 والتوسع وتنتهي بالانهيار قرون لم تكن ذروتها إلا أقل من قرن. وأمريكا اليوم التي تنتعش وتهيمن كما تشاء ما هي إلا في أواخر رغدها، ونضع في الحسبان أننا في عصر السرعة أي السرعة في التأسيس والقوة والانهيار، فإذا انهيار الدولة العثمانية كلفها ما يقارب ثلاثة قرون، فإن أمريكا من فترة استقلالها إلى انهيارها لن يتجاوز فترة احتضار الدولة العلية كلها. ولــو نظرنا جـيـدا للأوضـــاع الأمـريـكـيـة، لوجدنا أن الـمـؤشـرات الـيـوم تؤكد صدق التنبؤات، إذ إن الجبهات التي تفتحها أمريكا على مصارعها مع كندا والمكسيك والصين، ومن جهة أخرى عداوتها الأزلية مع روسيا وإيران، وما تفرضه على الفلسطينيين من تهجير قسري. إضافة إلى كتم صدور الشعوب العربية، وإظهار وجهها الحقيقة لشعبها بعد دعمها السافر لإسرائيل فـي طـوفـان الأقـصـى، ومـا تعانيه مـن كـوارث طبيعية إلهيّّة، ولا أحد يعلم ما يخطط له ترامب في المستقبل القريب لفتح جبهات أخرى على دولته، حيث يرى العالم عبارة عن حلبة مصارعة وهو من يقودها وهذه الحلبة لن تحرق إلا صاحبها. ليس مـن المهم متى ينتهي حكم أمريكا للعالم، الأهــم أنـه سينتهي لا محالة، ويغدو بطشها وهيمنتها وكل تاريخها الأسود عبرة لمن لا يعتبر عاجلا أو آجلا ًً، والتاريخ يؤكد أن أمريكا ما هي إلا قوة مثلها مثل أي قوة حكمت بالنار والسوط من قبلها وانتهى أجلها. الولايات المتحدة على حافة الهاوية؟! قصة مصورة ࣯ ج نه وميس علاونة � ي رموك-نور هيا � صحافة ال «ريشة الأمل»... آية التي رسمت الحياة بقدمها ࣯ ج وابرة � ي رموك - شروق � صحافة ال فــــــــارس الــــعــــجــــاوي هـــــو مـــوهـــبـــة تـــبـــلـــورت بجهود العائلة، وتتزين أزقـــة مخيم اللاجئين الفلسطينين في إربــد بلوحاته وآخــر ابداعاته، ويحترف مهنة الرسم ويتقن النوع «الجرافيتي» منه، وهــذا الـنـوع مـن الفنون ليس ســهلا، بل يحتاج لموهبة جريئة وأدوات مكلفة. وفي ظل نشأته في منطقة مخيم اللاجئين في اربد، وج ّّه فارس رسوماته لتكون عن القضية الفلسطينية والتي كانت دائما حاضرة في ذهنه وثابتة في معتقداته ومنتشرة في كل شيء حوله. وبــدأ بالتكلم عـن القضية فـي فنه لإيصالها 2019 للعالم وللأشخاص من حوله، وفي عام ضمن مبادرة تحت عنوان «كي لا ننسى» قام كل من فارس وابنة عمه ليلى برسم جداريات عن شهداء ومقاومين ورموز فلسطينين، وهذه الفكرة الخاصة بهم تهدف للتذكير بالشخصيات وتكريميهم والتعبير عنهم بصفتهم رموز ثورية وقدوة للجيل القادم. وبــسلاح لا يتجاوز الريشة، خط فـارس أمل العودة، ورسم قضية المقاوم، واخترق جدران بناها الإحتلال، وأوصل رسالته لما هو أبعد من الحدود وأعمق من القضبان، لأنه يؤمن بأن الفن سلاح للمقاومة وأن الجدران هي أرض المعركة التي تتسطر بها الأمجاد. ويعتبر فارس الرسومات المتعلقة بالقضية الفلسطينية أكـثـر مـن مـجـرد لــوحــات، بـل هي احدى طرق المقاومة فهو يقول إن «الفن في بعض الاحيان رسالة ووسيلة للمقاومة والدعم والرد على أفعال الإحتلال». كان لابنة عمه ليلى فضل كبير بتعليمه هذا النوع من الفنون وهو الرسم على الجدران او 2018 ما يعرف بالرسم «الجرافيتي»، وفي عام تعاون معها في إحدى المشاريع الخاصة بمحل تجاري في شارع البترا في محافظة اربد. أوقــدت ليلى في ابـن عمها شعلة الشغف تجاه الرسم الجرافيتي، ومن هنا انطلقت رحلة فارس في الرسم على الجدران في حيه الموجود بمنطقة مخيم اربد للاجئين الفلسطينين. ولكن هذا النوع من الرسم يواجه العديد من التحديات منها محاربته من قبل البعض ووصفه بالتشويه، ومحاولات تخريب الرسومات وعدم المحافظة عليها، وعــدم انتشار ثقافة الرسم الجرافيتي على نطاق واسع. ومــن الـتـحـديـات الـتـي تـواجـه فـــارس ارتـفـاع تكلفة الأدوات الخاصة بهذا النوع من الفنون، كـعـلـب الـــدهـــان والــــرش أو الــســبــراي، وسبب ارتـفـاع تكلفتها هـو أن نوعية الألـــوان مختلفة ومخصصة لتحمل الظروف الجوية والأمطار. يواجه فارس هذه التحديات عن طريق توعية مجتمعه وتعرفيهم بـهـذا الــنــوع مــن الـفـنـون، ويــحــاول أن يـواجـه الـتـحـديـات الاقـتـصـاديـة من خلال العمل بمشاريع تجارية وشـراء الأدوات من العوائد والأرباح. ويقوم فارس بالعمل على عدد من المشاريع منها مشروع الرسم على جـدران سلسلة من المدارس في الشونة وفي مخيم غزة في جرش وفي منطقة الحصن في محافظة إربد وغيرهم من المدارس في مختلف محافظات المملكة. بـــالإضـــافـــة لــلــعــمــل عـــلـــى مــــشــــروع تـحـويـل رسـومـات الأطـفـال الفلسطينيين فـي مـدارس الأونوروا في غزة والضفة الغرببة لجداريات في المراكز الصحية والمدارس التابعة للأونوروا في الأردن. وعند سؤاله عن المشروع المفضل لديه ذكر عاماًً 17 العجاوي تجربته الفريدة وهو في عمر بالتعاون مع آرسون كارلو، وهو فنان وسينمائي مختص بالرسم فـي مـواقـع تصوير الأفلام، إذ طلب منه كارلو أن يرسم حيوان الجمل على ورقة، وأُُعجب كارلو بموهبته وطلبه للعمل على مشروع الرسم لإحدى شركات الأفلام في موقع التصوير الواقع في الصحراء الآردنية السعودية، والذي استغرق أسبوع لإتمامه بسبب ضخامة الرسم وصعوبته. عاما نفسه 21 منذ نعومة أظفاره وجد ابن الـ محاطا بالفن، وأمامه مثله الأعلى والـده الذي امتهن فن الرسم ليؤمن قـوت يومه، ولطالما كان من المقدر له أن يمتهن الرسم فهي موهبة تسري في دماء أفراد العائلة. وكـــان والـــده خـطـاط ًًــا ونـحـاتًًــا ورســام ًًــا وفنانًًا ا يتقن العديد من أنــواع الفنون ويعمل شــامل ًا في تصميم آرمات المحال التجارية ،والتي كانت تُُرسم وتكتب يدويا انـذاك، هذا ما ألهم فارس ليحذو حـذو ابيه، وليبدء منذ صغره بالخروج معه لورشات العمل، ليتعلم أسس فن الرسم تدريجيا وبالممارسة العملية. ويـــتـــعـــاون فـــــارس ووالـــــــده مـــع الـمـنـظـمـات واللجان الموجودة بالمنطقة، ومع بلدية اربد الكبرى، فالرسم على الجدران بحاجة لموافقة وتـصـريـحـات مـن الـجـهـات الـنـاظـمـة، وهــم على تواصل دائم مع لجنة خدمات مخيم إربد للرسم على الجدران في شوارع المخيم. ويـــروج الـعـجـاوي لنفسه بأكثر مـن طريقة أحــــدهــــا هــــو صــفــحــاتــه عـــبـــر مــــواقــــع الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي، والـــتـــي يـنـشـر عــبــرهــا بـاسـتـمـرار أحدث أعماله، بالإضافة لاعتماده على معارفه وأصـــدقـــاءه وشـبـكـة علاقـــاتـــه وخـــاصـــة أصـحـاب المصالح التجارية. ولا يتوانى فارس عن إظهار موهبته في كل فرصة ممكنة، ويسعى للجمع بين أنواع الفنون المختلفة، ويهتم بــ «الـكـولـوجـرافـي» وهـو فن يجمع بين الرسم وفن الخط العربي، وهذا الفن بيتطلب معرفة ومــهــارة بـرسـم الـخـط العربي بمختلف أنـــواعـــه والـــزخـــرفـــة، كـالـخـط الـكـوفـي والديواني والثلث وغيرها. لا يزال فارس شاب في مقتبل العمر، ولديه الـعـديـد مـن الأحلام والـطـمـوحـات الـتـي يسعى جاهدًًا لتحقيقها، ومن خلال رسوماته والألوان يـأمـل إحـــداث التغيير ووضـــع بصمه لا تمحى بسهولة، ويعمل بجد لتغيير الصورة النمطية فـي المجتمع عـن الـفـن والـرسـامـيـن، ولـزيـادة الوعي ونشر ثقافة الرسم الجرافيتي. بسلاح لا يتجاوز الريشة.. العجاوي موهبة اتخذت من الجدران ساحة لأحلام المقاومة والحرية من أعمال العجاوي

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=