صحافة اليرموك

٢٠٢٥ نيسان ٢٧ _ ١٤٤٦ شوال ٢٩ الأحد على رصيف شــارع الهاشمي فـــي مــديــنــة إربـــــد يـجـلـس قـــدري الــــزعــــبــــي خـــلـــف واجـــــهـــــة مـحـلـه المتواضع متكئًًا على ذاكرة تمتد لأكثر مـن سبعين عـامـا، لـم يكن الزعبي مجرد بائع مشروبات بل أحد معالم اربد وشاهد حي على تحولات مرّّت بها المدينة. وافتتح 1935 ولد الزعبي عام وهـــو 1956 مــحــلــه الأول عـــــام لا يـــزال شــابًًــا، تعلم المهنة من شقيقه الأكبر، وبـدأ مشواره في بيع مـشـروبـات طبيعية كالتمر الهندي والليمون محافظًًا على نـفـس الـطـعـم حـتـى يـومـنـا هــذا، ويقول « بعده الإقبال كبير مثل زمـــان لأنـــي مــا غــيّّــرت شغلي ولا غشيت.» كـــانـــت إربـــــد فـــي تــلــك الـفـتـرة مدينة صغيرة لم يكن في وسطها ســـوى شــــارع الـهـاشـمـي وكـانـت الحسبة المركزية وجهة للفلاحين من القرى الذين يأتون بخضارهم وفواكههم، في ذلك الوقت شك ّّل محل الزعبي نقطة التقاء للتجار. يـــروي الـزعـبـي كيف كــان يعد المشروبات يدويًًا دون إضافات صـنـاعـيـة أو مـــــواد حــافــظــة، كــان يـــصـــنـــع تـــمـــر هــــنــــدي ولـــيـــمـــون الطبيعي، مضيفًًا أن حرصه على الجودة جعله مقصد ًًا للزبائن من خارج المدينة وخارج البلاد. ويــســتــذكــر زيـــــارة شخصين مـــن ألـمـانـيـا لـتـجـربـة مـشـروبـاتـه متفاجئا بسمعته الـتـي وصلت خــارج الـــبلاد، وقـد وصلت شهرة مـشـروبـاتـه إلـــى الـقـصـر الملكي، إذ يـــــروي بــــأن الــمــلــك الـحـسـيـن بـن طلال رحمه الله خلال إحـدى زياراته إلى إربد طلب أن يحضر له شراب الليمون من يدي الزعبي. افتتح محلا 1970 وفـي عـام ثــانــيًًــا أكــبــر مـــن الأول لـكـنـه بقي وفـيًًــا للوصفة نفسها ولــم يبدّّل مــا تعلمه مــن شقيقه بالنسبة له الحفاظ على الطعم الأصلي هو ســر نـجـاحـه وهـــو مــا جـعـل محله يستمر في ظل تغيرات السوق. رغم تقدم الزعبي في السن، إلا أنـــــه لا يـــــــزال يـــعـــمـــل بـنـفـس الـــــــروح مــؤمــنــا أن إخلاصــــــه في العمل وصـدقـه مـع الـزبـائـن هما ما أبقى اسمه حاضرًًا، قـائلا «أنا مــــا اشـــتـــغـــلـــت عــــشــــان الـــشـــهـــرة اشتغلت بإخلاص والله باركلي.» 8 للتواصل مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ي � ب � يم الزع � رن تشكّّل الأغاني الثورية جـزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي الفلسطيني، إذ تجس ّّد معاني الصمود والمقاومة عبر الكلمات والألحان، وتتنوع هذه الأغاني بين الوطنية والرومانسية التي تعانق الأرض، والدعوات للتحرير، لتكون مـرآة تعكس تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله، وقد لعبت دورًًا كبيرًًا في ترسيخ الهوية الوطنية وإيصال صوت القضية إلى العالم. بدأت الأغنية الثورية الفلسطينية بالظهور في زمن الانتداب البريطاني، وواصلت حضورها القوي خلال الاحتلال الإسرائيلي، لتبلغ أوجها في القرن العشرين على يد نخبة من الفنانين الفلسطينيين في الداخل والخارج. وتنوّّعت قوالب الأغاني المستخدمة بين القصيدة، الموشح، الموال، الطقطوقة، النشيد، والـمـونـولـوج، لتعبّّر عـن القضية مـن زوايـــا متعددة وتستنهض الهمم، ومن بين هذه الأشكال، برزت المولالة، وهو نوع غنائي أدته النساء الفلسطينيات، اعتمد على إدخال حرف «اللام» في الكلمات كوسيلة تشفير لتمرير رسـائـل إلــى الأســـرى الفلسطينيين فـي سجون الاحــتلال البريطاني ومـن أبـرز الأغاني التي استخدمت هـذه الطريقة «يا طالعين عالجبال». أغنية «ظريف الطول» مثال آخر، بدأت بمدح جمال الشاب، ثم تحولت إلـى أيقونة تمدح المقاوم الفلسطيني، أمـا أغنية «والله لزرعك بالدار» للشاعر أحمد دحبور، فغدت نشيدًًا شعبيًًا وحد الفلسطينيين، وقدّّمتها فرقة العاشقين بشكل لافت. وتجلّّت الأغاني التي تتغنى بجمال الأرض المسلوبة في أعمال مثل «زهـرة المدائن»، من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وغناء فيروز، فيما غنت أم كلثوم قصيدة «أصبح عندي الآن بندقية» لنزار قباني، بألحان محمد عبد الوهاب، تحية للكفاح الفلسطيني. كما لحن مارسيل خليفة قصائد محمود درويش، مثل «ريتا والبندقية» و»أمي»، في تجربة جمعت بين رمزية الشعر ودفء العود، لتكون صدى للقضية ونداء للمقاومة في مرحلة ما بعد النكسة. ولا يمكن إغفال قصيدة «موطني» للشاعر إبراهيم طوقان، التي لح ّّنها ، والـتـي أصبحت بمثابة النشيد الوطني غير 1934 محمد فليفل عــام الرسمي لفلسطين إلا أن نسخها الحديثة طغى عليها الحزن واليأس، ما أفقدها وهج الأمل الذي كانت تحمله سابق ًًا. فـي العصر الـحـديـث، ظـهـرت مـوجـة جـديـدة مـن الأغـانـي الـثـوريـة بـروح مــعــاصــرة، مـنـهـا «تــلــك قـضـيـة» لـفـرقـة كــايــروكــي عـقـب عملية «طــوفــان الأقصى»، وأغنية «اخلع نعلك يا موسى» لرولا عازر، و»أصحاب الأرض» لأصالة نصري، وجميعها تسعى لتسليط الضوء على القضية من منظور فني جديد. ورغم أن المشهد الموسيقي القومي تغي ّّر، وتراجعت الأغاني الحماسية أمام موجة من الأغاني التي توحي باليأس والاستسلام، تبقى الموسيقى الثورية الفلسطينية صـوتًًــا حيًًا لا يخبو فهي الـشـراع الــذي يحمل الأمـل والتغيير، والنغمة التي تُُزف بها أرواح الشهداء في عرس الوطن، لتختلط فيها دموع الفخر بالحزن، وتعزف أنغام الحرية على أوتار التحرير. العزف على أوتار التحرير قصة مصورة ࣯ ي � ن � ي رموك- رؤى العمري و ولاء الموم � صحافة ال قدري الزعبي.. تسعون عام ًًا من النكهة الأصيلة في قلب إربد ࣯ ن � ي � ي ياس � ن � ي رموك - خالد عبدالله ب � صحافة ال تعد قََلْْعََة تبنة الزيدانية، التي تقع في بلدة تبنة في لواء الكورة في محافظة اربد، حصنا منيعا يشي َّّد في موقع يصعب الــوصــول إلــيــه، وتعتبر القلعة جــــزءًًا مــن شبكة الدفاع، والتي بنيت في العهد العثماني. قال الباحث في الشؤون الأثرية والسياحية في لواء الكورة الدكتور احمد الشريدة إن القلعة بنيت في قرية ميلادي على أثر حركه التمرد التي قام بها 1750 تبنة عام ظاهر العمر الزيداني في منطقة الجليل ضد العثمانيين حيث طلب مـن ابـنـه أحـمـد أن يتوجه إلــى جبل عجلون لإقامة إمارة زيدانية في شمال الأردن، وقد اتخذ من قرية تبنة مركزا للحكم والإدارة وأسـس قلعة تبنة والمسجد الزيداني وعدد من الأبنية الدينية والمدنية في هذه القرية. وأضـــاف الـشـريـدة أن قلعة تبنة عـبـارة عـن بناء مربع الشكل بمساحه ثلاثة دونمات وتقع في مكان استراتيجي يشرف على منطقة الجليل وشـمـال فلسطين وهضبه الجولان وسهل حوران وتتكون القلعة من عدد من الغرف لغايات الحكم والإدارة وغــرف للاستقبال وأخـــرى للجند والعسكر. واوضـح الشريدة أن أحمد ظاهر العمر قام بتأسيس عــدد مـن الأمـــور المعمارية خـــارج أســـوار القلعة أهمها المسجد الزيداني والبرك لجمع المياه والأبـــراج لغايات الحماية والمراقبة وقد أخذت قلعة تبنه الزيدانية طابع العمارة العثمانية وهي ذات شكل دفاعي وقد بنيت من الحجر الكلسي الأبيض، وكان الهدف منها تثبيت سلطة الحكم الزيداني على مناطق جبل عجلون وسهول حوران، لتكون نقطة ارتكاز لحماية المنطقة ضد هجمات الدولة العثمانية. وقال أستاذ التاريخ والباحث الاجتماعي ناصر الرباع، من سكان قرية تبنة، إن القلعة ذات موقع استراتيجي ومحاطة بـالأوديـة ومحصنة من جميع الجهات ويصعب الـوصـول إليها وهـي مشابهة لقلعة عجلون لا بـل يعتبر موقع وتحصينات. وأكـد أن قلعة تبنه أقـوى من موقع وتحصينات قلعة عجلون حيث أن موقع قلعة تبنه استراتيجي مع وجود مناطق متقدمة لحماية القلاع لغايات الإنذار المبكر مثل تل الحصين وتل البرج للأخبار عن أي غزو من جهة الشمال وهي الجهة التي تسمح فقط بتقدم العدو. ويرى الصحفي ناصر الشريدة أن القلعة لم تأخذ العناية والاهتمام منذ ايام الحكم العثماني بشكل متعمد بسبب العداوة ما بين العثمانيين والزيادنة وتم تخريب أجزاء كثيره منها، ولا زالت لغاية الآن تعاني من الإهمال وعدم الاهتمام رغم أن قانون الآثار في الأردن يحمي كل شيء الا أن مسألة الحفاظ عليها بقيت تراوح ما 1800 قبل عام بين وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة وبلدية تبنة. وتابع أنه ومع تعدي المواطنين عليها وإقامة المباني والبيوت الاسمنتية والسكن فيها، لم يتبقى من شكلها القديم إلا أجزاء قليلة منها، ومن الصعوبة بمكان صيانتها أو ترميمها لإعادة الحياة إليها. وأكد الصحفي ناصر الشريدة أن القلعة مهملة ولا يوجد أدنى اهتمام بها رغم المطالبة من دائرة الآثار أن تعيرها الاهتمام وأن تكون ضمن أولوياتها. واشار أستاذ التاريخ الحديث الدكتور مراد بني ياسين إلى غياب الاهتمام من قبل الجهات المختصة بقلعة تبنه، حيث أصبح موقع القلعة يشكل مكرهة صحية للسكان المجاورين. ونــاشــد الـجـهـات المختصة بــــإيلاء الـعـنـايـة والاهـتـمـام وتوفير جميع الاحتياجات لهذه المواقع الأثرية لكي تنهض قيمة الموقع الأثري في الأردن. قلعة تبنة الزيدانية في لواء الكورة من تاريخ ساطع إلى مكرهة صحية قلعة تبنة

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=