٢٠٢٥ أيار 4 _ ١٤٤٦ ذو القعدة ٦ الأحد 5 سنابل في قلب جبال عجلون حيث يلتقي سحر الطبيعة بروح التحدي، و ُُلدت قصة استثنائية بطلها عبد الرحمن الصمادي، طفل صغير كـان يركض بحماسة على أرض ملعب بعيد عن الخدمات، لم يكن يـــدري أن لحظة واحــــدة ستغير حياته ليصبح عــقلا مبدعا يـقـود شـركـة تقنية وهو على مقاعد الدراسة. كـــانـــت الـــبـــدايـــة قــبــل ســبــع ســنــوات عاماًً، كان عبد الرحمن يلعب 13 بعمر بــحــمــاســة عــلــى أرض مــلــعــب عـجـلـون الذي يقع بين أحضان الطبيعة والبعيد عن الخدمات، لكن لحظة غير متوقعة غيّّرت مجرى حياته بالكامل إصابة قوية أفقدته القدرة على الوقوف، ليجد نفسه ا إلـى المستشفى تلك التجربة محمول ًا لم تكن مجرد اختبار لقوته الجسدية، بل ولادة لفكرة قلبت موازين حياته وزرعت ا ملح ًًا: «مــاذا لو كنت في ذهنه تـسـاؤلًا بمفردي؟ ماذا لو لم أجد من يسعفني؟ ماذا لو حدث هذا لشخص آخر ولم يجد من يساعده؟» هذا التساؤل العميق أشعل في عبد الرحمن شغفًًا غير عـــادي للابـتـكـار، بدأ يفكر بطريقة عملية لحل هذا التحدي، وخـــطـــر فـــي بـــالـــه ســـــؤال بـسـيـط ولـكـنـه مبتكر: «لماذا لا يكون هناك تطبيق على الهاتف يعمل كطبيب افتراضي يُُقدّّم تقارير طبية ومساعدة فورية؟» ومـــــن ســــــؤال الــبــســيــط ومـــــن قـلـب Your ملعب عجلون ولدت فكرة تطبيق ، التي أصبحت Doctor Is With You لاحـقـا دافــع ًًــا قــويًًــا لتطوير مـهـاراتـه في البرمجة والتكنولوجيا. الــــيــــوم عـــبـــد الــــرحــــمــــن لـــيـــس فـقـط عــامــاًً، بل 17 طـالـب «توجيهي» بعمر يـحـمـل لــقــب مـــط ّّـــور ومــبــرمــج ويـعـمـل كمدرب روبوتكس في عدة جهات، وهو الـمـؤسـس والـمـديـر التنفيذي لشركة » التي تعمل على SASS GROUP« مشاريع تقنية مبتكرة تسعى لخدمة الـمـجـتـمـع، وخلال مـسـيـرتـه أثــبــت أن الحلم يمكن أن يبدأ من تساؤل بسيط، وأن الإبداع لا يعترف بالعمر أو الحدود. عبد الرحمن منذ صغره ع ُُرف بفطرته أحــب دائـمـا اكـتـشـاف الـجـديـد والخفي، أمسك اول جهاز حاسوب بعمر سابعة وبــــدأ بـاكـتـشـاف مــكــونــاتــه، وكــــان دائـمـا ا ًا يملك الـشـغـف بـــأن يـكـون عــضــوًًا فـــاعل فـي مجتمعه، ولــم يكن يــرى فـي عمره الصغير عائق ًًا بل تحديًًا ممتع ًًا . وفي يوم أعلنت مدرسته عن معرض للعلوم والتكنولوجيا وهو معرض وطني مـــؤه ِِّـــل لـمـنـافـسـة عـالـمـيـة ، قـــــرّّر عبد الرحمن أن يشترك في المعرض بفكرة تطبيق يُُحاكي دور الطبيب الافتراضي your doctor is أطـلـق عليه اســـم « » ، تـطـبـيـقـه الـمـبـتـكـر كـان with you يتميز بـقـدرتـه على التمييز بين أنــواع الإصــابــات الـريـاضـيـة المختلفة ويقدم تقارير طبية شاملة، إذ صمم التطبيق ليعمل في جميع الحالات وخاصة حالة الــطــوارئ، ويساعد المستخدمين عبر تقديم نصائح طبية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. كـانـت الفكرة قائمة على خوارزمية متقدمة تشبه محركات البحث، حيث يــطــرح الـتـطـبـيـق أسـئـلـة قـصـيـرة لفهم حـالـة الـمـريـض ويـقـدم تـوصـيـات طبية، مع إمكانية التواصل مع المستشفيات والعيادات. صمّّم الفكرة وعرضها في المعرض، وتـمـكّّــن مـشـروعـه مــن أن يـكـون ضمن أفــضــل عــشــرة مـشـاريـع عـلـى مستوى المملكة، لكن لجنة التحكيم لم تؤهله لــلــتــنــافــس الـــعـــالـــمـــي، بـــســـبـــب حــاجــة ١٣ التطبيق إلـى البرمجة وطفل بعمر عاما لا يمتلك هذه المهارة بعد. واجه عبد الرحمن العديد من العقبات في أثناء تنفيذ تطبيقه مثل عدم إلمامه بالبرمجة فــي الــبــدايــة، ونـقـص الخبرة الطبية اللازمة لبناء تطبيق بهذا الحجم، وغــيــاب الـجـهـات الـداعـمـة وعـــدم وجــود فريق تقني م ّّا أدى إلى توقفه. خــــرج عــبــد الـــرحـــمـــن مـــن الــمــعــرض حزين ًًا، لكنه قر ّّر في تلك اللحظة أن يتعل ّّم البرمجة ويحقق حلمه، ولم يكن مجرد كلام عـابـر بالفعل تـعـلّّــم عـبـد الرحمن البرمجة بكثافة وفي وقت قياسي وأتقن عدة لغات أخرى في البرمجة. فكرة عبد الرحمن كانت كبيرة بقدر أحلامـــه ، لكنها واجـهـت عـواقـب كبيرة تـجـاوزت قدرته كطالب، إن تطبيق عبد الرحمن متوقف حاليا بسبب مواجهاته لعدة مشكلات وهي نفسها المشكلات الــتــي اخــرجــتــه مـــن الـمـنـافـسـة، أبــرزهــا افـتـقـاره للخبرة فـي البرمجة والعلوم الطبية وعــدم وجــود كــادر طبي وتقني، بالإضافة إلى غياب الدعم المالي والفرق المتخصصة ،فـكـل مـا تـم تحقيقه كان بمجهود فردي لكن لم يكن كافي ًًا لتحقيق الهدف الكامل. ومــــــع ظــــهــــور أفـــــكـــــار مـــشـــابـــهـــة فـي السنوات الأخـيـرة، بـدأ عبد الرحمن في التفكير بـمـشـاريـع جــديــدة أكـثـر تـطـورًًا ،ورغــم توقف المشروع الحالي، لا يزال الأمل موجودًًا حيث يخطط للعودة إلى تطويره أو ابتكار أفكار أخـرى بعد إنهاء مرحلة التوجيهي، آملا في تحويل حلمه إلى واقع يخدم المجتمع. وبــعــد أن تــوجــهــت الأنـــظـــار إلــــى عبد الرحمن هذا الطفل المُُبدع، بدأ بتعلم أساسيات البرمجة وتقنيات الروبوتيك، كما تعهد نفسه واكتسب العديد من الخبرات عملية في تصميم المشاريع وإدارتــــهــــا، هـــذه الـمـعـرفـة جـعـلـتـه يـبـرز كموهبة شغوفة بالبرمجة، وتع ّّلم ريادة الأعمال مما ساعده فيما بعد أن يفتتح شركته الخاصة فيه. وتــــوس ّّــــع لاحـــق ًًـــا فـــي مـــجـــال الـتـقـنـيـة وتعلّّم الروبوتيك حتى أصبح مدرّّبًًا في هذا المجال، وبدأ بترجمة الخوارزميات التي يتعلّّمها إلى مشاريع عملية، أخذ البرمجة كهواية وشغف وتـحـول لاحقًًا إلـى مهنة أساسية وهـو ما أدى به إلى .»SASS إطلاق مشروعه الحالي « انطلاق مشروعه عـلـى مـــدى أربــــع ســنــوات تـعـلـم عبد الـــرحـــمـــن أســـاســـيـــات الــبــرمــجــة خـطـوة بـخـطـوة، م ّّـــا أدى إلـــى زيــــادة خـبـرتـه في مـجـال البرمجة والتقنيات وبـــدأ يطبّّق الخوارزميات التي تعل ّّمها على مشكلات يواجها في حياته اليومية، كان يستغرب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التماس الكهربائي وتسبب الحرائق الكهربائية أو تعطل الأجـهـزة المنزلية، وتـسـاءل عن سبب تلف المصابيح الكهربائية المتكرر وبدأ في البحث عن الأسباب . وعندما شهد حادثة حريق كهربائي لـدى مقربين منه، بـدأ يفكر بجدية في تطوير حل لهذه المشكلة وكان تساءل عن تعلّّم المزيد عن المايكروكنترولر - واخـتـص في هذا المجال، ليطور MCU .»SASS فكرة نظام « بـــدأ عـبـد الــرحــمــن الـعـمـل عـلـى هـذا الـــمـــشـــروع عــنــدمــا كــــان فـــي الــســادســة عــشــرة مـــن عـــمـــره، اسـتـمـر فـــي تطوير الــفــكــرة وحـــصـــل عــلــى دعــــم مـــــادي من مؤسسة نهر الأردن ضمن برنامج «أردن MVP مبتكر»، م ّّا مك ّّنه من بناء نموذج لـلـمـشـروع وتـشـغـيـلـه، وأجـــــرى أبـحـاث علميًًا واستبيانات لـدراسـة احتياجات الـمـجـتـمـع والـــمـــشـــكلات الــتــي يعالجها الـــمـــشـــروع، م ّّــــا ســـاعـــده عــلــى تحسين الفكرة وتحويلها إلى منتج عملي. وفـــــي قـــلـــب الـــعـــديـــد مــــن الـــمـــنـــازل تكمن هـنـاك مشكلة كبيرة لا يلاحظها الــكــثــيــرون، وهـــي الــطــاقــة الـضـائـعـة قد تـصـل هـــذه الـطـاقـة إلـــى نسبة مرتفعة % بـعـض 46 % حـــتـــى 39 تـــصـــل إلـــــى الأحـــيـــان، م ّّـــا يعني أن جــــزءا كـبـيـرا من الطاقة يتم دفع ثمنها ولا نستفيد منها بشكل كامل وهذه الخسائر لا تؤثر على ميزانية الأسرة فقط بل تساهم ايضا في استنزاف الموارد الطبيعية. ولـــكـــن الـــيـــوم ومــــع وجـــــود مــشــروع «المخصص لتحسين كفاءة SASS« اسـتـهلاك الطاقة أصبح بإمكاننا تقليل % فقط، وهو 29 هذه النسبة لتصل إلى توفيرا ملحوظ فـي اسـتـهلاك الكهرباء وتقليل الخسائر الغير مرغوب فيها . » هو نظام ذكي شامل SASS نظام « يـهـدف إلـــى حـمـايـة الـمـنـازل مــن أخـطـار التيار الكهربائي وتوفير الطاقة يعمل النظام كحارس أمان للطاقة الكهربائية، ويوفر وظائف مشابهة لأنظمة المنازل الــذكــيــة، ويـتـمـيـز بتكلفته المنخفضة وســـهـــولـــة تــركــيــبــه حــيــث يـمـكـن دمـجـه مباشرة في لوحة المفاتيح الكهربائية دون الحاجة إلى تجهيزات خاصة ، يقد ّّم الـنـظـام أمــانًًــا عـالـيًًــا للطاقة الكهربائية ويتيح للمستخدمين تحويل منازلهم إلـى منازل ذكية دون تكاليف باهظة و يمكن استخدامه حتى في المنازل التي لا تحتوي على تجهيزات ذكية. » على منع حدوث SASS و يعمل « مــشــكلات الـتـيـار الـكـهـربـائـي المختلفة، مـثـل زيــــادة الـتـيـار عـنـد عـــودة الـكـهـربـاء بعد انقطاع ، حيث يقوم النظام بفصل التيار الكهربائي لفترة قصيرة عند حدوث خلل، مما يمنع تلف الأجهزة المنزلية، « عـــلـــى تــقــنــيــات SASS ويـــعـــتـــمـــد « متقدمة تشمل المايكروكنترولر ودارات كهربائية حساسة تكتشف أخطاء التيار الكهربائي، وتفعّّل الخوارزميات لتوفير الأمان الكامل. ويـــــرى عــبــد الـــرحـــمـــن أن مــشــروعــه » يــمــكــن أن يُُـــســـتـــخـــدم فـي SASS« الــمــصــانــع الــكــبــيــرة ولـــكـــن بـمـواصـفـات مختلفة نظرًًا لطبيعة الأنظمة الكهربائية المختلفة هناك وقــوة التيار الكهربائي العالية. وفــــــي عــــالــــم يــــــــزداد الاعــــتــــمــــاد عـلـى التكنولوجيا الحديثة أصبحت الحماية من المخاطر الكهربائية أمرا بالغ الأهمية « في SASS ، هنا يأتي دور النظام « كشف أي خطر يهدد المنزل، وآلية عمل « متصلا بهاتف SASS النظام يكون « صاحب المنزل، إذ يتيح له الاستخدام والـتـحـكـم الــكــامــل ويــتــم تنبيه صاحب الــمــنــزل مـــن خلال الـتـطـبـيـق فـــي حـالـة حدوث خطر. ومــن نقطة الصفر بــدأ عبد الرحمن كــان وســط عـالـم كبير تـائـه، ليس لديه فكرة واضحة كيف يبدا أو من أين يبدا لصغر سنه، لكن اليوم يؤمن بأن يجب عليه أن يتعلم مـن كـل شــيء ويطبقه على أرض الواقع ليزيد من خبرته. واجــــه عـبـد الـرحـمـن تـحـديـات كبيرة في مشروع ساس لم تقتصر فقط على البرمجة والخوارزميات، بل شملت أيض ًًا مـشـاكـل فــي تــيــار الــكــهــربــاء، إذ تعرض للعديد مـن الصعقات الكهربائية حتى تمكن من الوصول إلى نظام ممتاز، إن سعي عبد الرحمن ومثابرته مكنته من التغلب على جميع الصعاب . « التي SASS GROUP وشـركـة « أسـسـهـا عـبـد الـرحـمـن، تسعى لتقديم حلول تكنولوجية وتقنية مبتكرة تسه ّّل الـــحـــيـــاة الــيــومــيــة وتــلــبــي الاحــتــيــاجــات الــمــخــتــلــفــة، وهـــدفـــهـــا أن تـــحـــدث نقلة نوعية في طريقة استهلاك الطاقة داخل المنازل الأردنـيـة دون أن تكون التكلفة مشكلة أمـامـهـم، ويـظـهـر عـبـد الرحمن تفاؤله بتحقيق هذا الهدف خلال الأشهر الستة المقبلة، بإذن الله. يقول عبد الرحمن أن المشروع ما زال في مرحلة انتظار للحصول على بـراءة الاخــتــراع، حيث قامت الشركة بالفعل بتقديم طلب رسـمـي بـهـذا الخصوص، وهم حاليا بانتظار الموافقة النهائية. تـتـوجـه مــشــاريــع عـبـد الــرحــمــن نحو هــــدف مــشــتــرك وهــــو تــعــزيــز الـحـمـايـة ولـكـن كــل منهما يتبع مــســارًًا مختلفًًا لتحقيق هـــذا الــهــدف، الـمـشـروع الأول يركز على الوقاية من الإصابات الرياضية الـمـفـاجـئـة فــي حــــالات الـــطـــوارئ ،حيث كـان عبد الرحمن يطمح لإطلاق تطبيق يـعـزز الحماية مـن الإصــابــات الرياضية المفاجئة في حالات الطوارئ. ومـــشـــروعـــه الـــثـــانـــي يـــأخـــذ مـنـحـنـى مـخـتـلـفًًــا، إذ يــقــدم نـقـلـه نـوعـيـه للجيل الـــرابـــع مــن عــالــم إنـتـرنـت الأشـــيـــاء لكن هـدفـه كــان مشتركًًا فـي تحسين حياة الإنسان من خلال الابتكار التكنولوجي ، وفـي هـذا المشروع عمل عبد الرحمن عـلـى تـطـويـر تـجـربـة “الــمــنــزل الــذكــي”، حيث يهدف إلـى دمـج تقنيات متطورة ولكن بتكاليف منخفضة مع تقديم نظام أمان وحماية متكامل. ورغــم تنوع المشروعين التي عمل عليها يبقى الرابط بينهما واضح ًًا كلاهما يــســعــى لــتــعــزيــز الأمـــــــان والـــــراحـــــة فـي حـيـاة الــنــاس، ســـواء مـن خلال الوقاية مـن الإصــابــات الرياضية أو توفير بيئة منزلية ذكية وآمنة، وبينما يواجه عبد الرحمن تحديات في كل مشروع يبقى هدفه الأسمى واحـد ًًا وهو تقديم حلول تكنولوجية تساهم في رفاهية الإنسان وتضمن له حياة أفضل وأكثر أمانًًا. رحلته في ريادة الأعمال ودور الداعمين في نجاحه بــــدأت رحــلــة عـبـد الــرحــمــن فــي عالم عاما لم يكن الأمر ١٣ ريادة الأعمال بعمر ســـهلا لطفل بـعـمـره، تعلم أسـاسـيـات ريادة الأعمال، وحصل على لقب أصغر ريـــادي أعـمـال فـي الأردن فـي بـرنـامـج ( ) القادة الصغار. little leaders ورغـــم الـتـحـديـات والــصــعــاب استمر عـبـد الـرحـمـن فــي رحـلـتـه بـهـذا المجال SASS وشق الطريق لتأسيس شركته « »، كـــان عـبـد الــرحــمــن خلال GROUP رحـلـتـه الـمـلـيـئـة بـالـتـحـديـات والـطـمـوح يـحـصـل عـلـى الـــدعـــم مـــن وزيــــر العمل الأسبق نايف استيتية من خلال مكتب تـطـويـر الأعـــمـــال لـضـمـان حـصـولـه على .»SASS براءة اختراع لمشروعه « وأما عن الداعم الأولى في مسيرة عبد الرحمن عائلته التي حظي بها، وبفضل تشجيعهم والدعم المستمر استطاع أن يحقق ويصل إلى ما هو عليه الان. ومنذ أن بدأ خطواته الأولى في عالم الابــتــكــار، كـــان هــو المبتكر الـوحـيـد في عائلته حتى اكتشف أن هناك شخص ًًا آخر كـان قـدوة له والأثـر الأكبر في تحفيزه، وهـــو عـمـه الـمـثـقـف كـــان مــصــدر إلـهـام لعبد الرحمن، حيث كـان له تأثير كبير فـي العائلة والمجتمع، وكـــان يشجعه على أن يـكـون جـــزءًًا مـن التغيير مهما كان دوره أو ميوله. طريق النجاح ينشغل ذهــن عبد الرحمن بالعديد مــن الأفــكــار المستقبلية والـطـمـوحـات التي تتجاوز حدود دراسته الثانوية، يحلم بحلول عملية للكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع ويطمح إلى تحقيق مشاريع مبتكرة تترك أثـرا كبيراًً، ورغم ذلك يـدرك عبد الرحمن أن الطريق إلى النجاح ليس مفروش ًًا بالورود بل يتطلب وقتا وتركيزا مستمرين. ويركز عبد الرحمن حاليا على دراسة الـثـانـويـة الـعـامـة «تـوجـيـهـي» ويجعلها أولوية في الوقت الراهن، إذ إن الأفكار كـثـيـرة لـكـن يــحــرص عـلـى الــبــدء خطوة بــخــطــوة، عــبــد الــرحــمــن عــلــى يـقـيـن أن الـــتـــشـــتـــت بـــيـــن الــــعــــديــــد مـــــن الأفــــكــــار والـمـشـاريـع سـيـؤثـر سـلـبـا عـلـى قـدرتـه على التركيز في مواصلة سعيه لتحقيق أهـدافـه الأكاديمية، ويــدرك أن الدخول فـي عـالـم الأعــمــال وبـــدء مـشـروع جديد يتطلب تفكيرا عميقا وتخطيطا مدروساًً. ويــــــرى أن الـــبـــدايـــة فــــي الــمــشــاريــع الــجــديــدة صـعـبـة، إذ تـحـتـاج إلـــى وقـت وجهد كبيرين لذلك يركز على المشاريع الحالية التي يعمل عليها ويحرص على تقديم أفضل جودة ممكنة فيها. عـبـد الــرحــمــن شـــاب مــبــدع وطـمـوح يــوازن بين دراسته في الثانوية العامة ومــشــاريــعــه الـــريـــاديـــة بـابـتـكـار وطـمـوح كبير، ومنذ صغره كان مدركا أن النجاح لا يـتـوقـف عـلـى الــشــهــادات الأكـاديـمـيـة فحسب بـل يحتاج إلــى تـحـدي النفس واكتشاف قــدرات متعددة في مجالات متنوعة . ورغم التحديات التي يواجها في هذه المرحلة الدراسية يعتقد عبد الرحمن أن الثانوية العامة ليست نهاية العالم بل مرحلة مؤقتة، و يطمح في المستقبل إلى دراسة الهندسة الكهربائية أو علوم الكمبيوتر، إذ أن كلا الخيارين سيدفعانه إلــــى عـــالـــم الــتــقــنــيــات وابـــتـــكـــار الــمــزيــد مـن الـمـشـاريـع، وفيما يـواصـل تحقيق نجاحاته الدراسية يحرص على الموازنة بين دراسته وتطوير مهاراته التقنية أكثر كالبرمجة وبين حياته العائلية. عبد الرحمن يؤمن بـأن لكل شخص رسالة في الحياة ويطمح إلـى أن يكون مصدر إلهام للآخرين من خلال مشاريعه وأفكاره المبدعة، مؤكدا أن الشباب هم قادة التغيير في المجتمع. قصة عبد الرحمن هي مثال حي على كيف يمكن للإرادة والتعلم المستمر أن تتغلب على التحديات وتفتح أبواب النجاح، فمن فكرة تطبيق طبي في سن مبكرة إلــى أن أصـبـح مــدربًًــا فـي مجال البرمجة والروبوتيك، تمك ّّن عبد الرحمن من تحويل كل عقبة إلى فرصة للتعلم والنمو. اليوم وبعد سنوات من العمل الجاد والمثابرة، أصبح عبد الرحمن نموذجًًا لــلــشــبــاب الـــطـــمـــوح الــــذيــــن يـطـمـحـون لإحداث فرق في مجتمعاتهم، إن رحلته تثبت أن الطموح لا يتوقف عند العقبات بل يستمر في التطور مع كل خطوة نحو الأمام، ولا يوجد حدود لما يمكن تحقيقه عندما تكون العزيمة حاضرة. من إصابة صغيرة إلى فكرة كبيرة... الشرارة التي قادت عبد الرحمن الصمادي للابتكار في عالم التكنولوجيا المبتكر عبد الرحمن الصمادي ࣯ ي � ن � ي ر وندى الموم � ج � ي رموك- ليان ح � صحافة ال ࣯ ي رموك- زين الطراونة � صحافة ال تبدو مسؤولية التربية فـي العهد الرقمي أثقل عم ّّا قبل، فمشاركة (الانفلونسر) بالعملية مـن أبـــرز مـا يشتّّتها ويبطئ تحقيق أهدافها الإيجابية، فيُُطلب منّّا الـيـوم، في وقـت واحد وجهد مضاعف، أن نربّّي ونحافظ على أذهان الأطفال ونحو ّّطهم بحرصنا المعهود والمراقبة المستمرة ما دام هذا الهاتف بين أيدينا. وقــــــال الــخــبــيــر الـــتـــربـــوي الـــدكـــتـــور مـحـمـد أبــو عـمـارة شــارح ًًــا الــفــارق بين التربية قديم ًًا واليوم، إن التربية قديمًًا كانت مشتركة بين الأسـرة والجيران والأقــارب، وحتّّى المعلم في المدرسة، حيث كان المسؤولون عن الأبناء ه ُُم أشخاص ًًا حقيقين ليسوا افتراض ًًا، كما كان دور التلفزيون هامشيًًا، بحكم أنه وسيلة التواصل الرقمية الوحيدة، علاوة على تقديمه محتوًًى بسيط ًًا، لا يشبه زخم ما يبث اليوم، وعليه رقابة شديدة من جهات مختلفة أهمها وزارة الإعلام، فبالتالي كـان الجهد الأكبر في عملية التربية على الأشخاص. وأكمل أن (السوشال ميديا) اليوم لها دور كبير بتربية الأبـنـاء مـقـارنـة بـالآبـاء والأمـهـات، بسبب تأثر الأبـنـاء بنجوم (السوشال ميديا) والـمـحـتـوى الـمـقـدم لـهـم مــن قبلهم، مرجعا الـسـبـب إلـــى دراســـــة هــــؤلاء الــنــجــوم وص ُُـــنّّـــاع الـمـحـتـوى لــهــذا الـمـحـتـوى وكـيـفـيـة تـقـديـمـه، مثل دراســة علم النفس لاستخدام أساليب التشويق والـجـذب، علاوة على تركيزهم على الأهــــــداف الـمـحـقـقـة مـمـا يـــقـــد ّّمـــون، وهــــذا ما أضــعــف الــــدور الــواقــعــي للآبــــاء والأمـــهـــات في %30-20 الـتـربـيـة، ليصل تـأثـيـرهـم لـحـوالـي من العملية كاملة، والباقي يذهب لمنصات التواصل الاجتماعي ونجومها. وتعليقًًا على شكل المحتوى المُُقدّّم عبر المنصات الرقمية، قال أبو عمارة إن للتواصل الـرقـمـي فــوائــد عـــديـــدة، فــمــثلا بـفـتـرة انتشار فـــيـــروس كـــورونـــا والــحــجــر الـصـحـي اسـتـمـرت العملية التعليمية، لإنقاذ الطلبة والمدارس والـجـامـعـات مـن الـتـوقّّــف الــتــام، فيمكننا عن طريق التوعية تحقيق الأهـــداف المرجوة من عملية التعليم، مُُضيفًًا أن هناك العديد من المنصات والمشاهير الذين يقدمون محتوًًى علميًًا أو دينيًًا، ثقافيًًا وقيميًًا بطريقة فعّّالة، وهناك خطوات على الأبناء اتّّباعها، لأن وجود (الـسـوشـال ميديا) دون ضبط لا يجعل الأمـر سهلا في التعامل. وتابع أبو عمارة أن المحتوى السلبي بالعالم الرقمي أكثر من الإيجابي الذي نحاول استغلاله والاستفادة منه، خاص ّّة أن الطالب غير مسؤول وواع كـفـايـة، فغالبا مــا يـنـجـذب خـلـف رغباته ومتعته فحسب، مكملا أن الأمـر الآخـر عندما يكون المحتوى غير مناسب دينيًًا وأخلاقـيًًــا، ولا يتواءم و تربيتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما يدفع الشباب نحو مسألة مهمة وهي (التتفيــه) وتعني صناعة التفاهة فـي نـفـوس الشباب، عاما لا يمكنك النقاش 30 فتجد شابا بعمر معه بـأي موضوع سـواء أكـان ثقافيًًا أو دينيًًا، وحتّّى وطنيًًا، جاهلا بهويته وما دوره بالحياة، جـــازم ًًـــا أن ضــيــاع الـهـويـة مــن مـسـبـبـاتـه كثرة التعرّّض لهذا المحتوى بـ (السوشال ميديا). ونصح أبو عمارة الآباء والأمهات بتحديد عدد ساعات استخدام الهاتف ووسائل التواصل، ساعات 3 كساعة أو ساعتين بالأيام العادية، و بفترة العطلة، رافـض ًًــا فكرة استخدام الهاتف سـاعـة، بـالإضـافـة إلــى عــدم التهاون 24 لـمـدة بامتلاك الأطفال -خاص ّّة تحت سن السابعة- لحسابات على المنصات الرقمية، لعدم فائدتها لهم وتعريضهم للاستغلال، دينيًًا أو جنسيا أو فكريًًا، ويُُفض ّّل إنشاءها بسن متقدمّّة، عند ضمان امتلاكهم الوعي الكافي لتجن ّّب المخاطر التي يرِِد التعرّّض لها، فقد يكون الطفل جالس ًًا مع أسرته ولكن ذهنه بعالم آخـر، مُُستحضرًًا مثال استقطاب المنظمات الإرهابية للأفــراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبما يتعلّّق بساعات الاسـتـخـدام، ذكـر أبو عـــمـــارة، وبـــنـــاء عـلـى تـجـربـتـه بــالــمــدرســة، أنـه بكثير من الحالات يهم الطلبة بالنوم بالحص ّّة، وهـم يعانون من قلة في التركيز أيض ًًا، وعند الاستفسار منهم يرجعون السبب للعبة أو بــرنــامــج عـلـى الــهــاتــف اســتــمــروا عـلـيـه لـوقـت متأخر، ويكون هذا على حساب جـودة أدائهم في المدرسة. وفي السياق نفسه ، أكد أبو عمارة ضرورة مراقبة الصفحات والمواقع التي يدخل عليها الأبناء، لأن وجـود هذه المتابعة الدائمة تعزّّز من رقابة الابن لنفسه وتشعره بالمسؤولية، فمهم أن نضبط «و لا نبقي الــبــاب مفتوحًًا على مصراعيه»، مُُــشــدّّدًًا على أهمية الحزم والـصـرامـة فـي التعامل مـع الابــن عند دخوله لأحد المواقع غير المناسبة أخلاقيًًا أو فكريًًا، وعدم الاستهانة بذلك. وأكــمــل نصحه بــالأمــر الأهـــم الــواجــب على الآبــــاء والـمـربـيـن تطبيقه، وهـــو تـقـويـة الـــوازع الديني عند الأبناء منذ الصغر، فالدين الراسخ يمنع من الأخطاء ويصنع لهم حماية كافية لما يتعرّّضون، ويكون ذلك من خلال قراءة القرآن الكريم، الالتزام بالصلوات والأذكـار، وتذكيرهم الدائم بالصواب. وبــمــا يـتـعـلّّــق بـانـتـقـاء الـمـربـيـن للمحتوى التربوي المعروض لهم، أكد أبو عمارة أهميّّة اخـــتـــيـــار الآبــــــاء والأمــــهــــات الــمــحــتــوى الـصـالـح لأنـفـسـهـم، لأنــهــم أصــبــحــوا فـــي ســـن يـمـيّّــزون بـه بين الغث والسمين، فبعض مـن يشارك تــجــربــتــه قـــد لا تـصـلـح لــنــا كـمـجـتـمـع وديـــانـــة، فتجد حياته بالكامل على (السوشال ميديا) مختلفة عـــن حـيـاتـه الــواقــعــيــة، لافـــتًًـــا إلـــى أن مجتمعنا الأردني بطبعه ملتزم وأسري، أسرنا وعشائرنا متماسكة، وقد يكون هذا المحتوى لأسر مفككة، طبيعة لباسهم وطريقة كلامهم وأفكارهم لا تلائم بيئتنا وما نؤمن. وأضـــاف أنــه يـوجـد أيـض ًًــا مـن يـقـد ّّم محتوى تربويًًا صالح ًًا، فيكون دور الأم والأب أن يميّّزوا وينتقوا الأنسب للقيم والمبادئ والأفكار التي يملكون، وعملية الانتقاء سهلة، فقط تحتاج لمشاهدة بسيطة مع حس التمييز والتركيز، لأن بعض صنّّاع المحتوى (يدّّسون السم في الـعـسـل) ويــســرّّبــون مــا يـرغـبـون بخفية، كـأن يدخلوا معلومات لا داعي لها كالجنس الثالث والجندر وغيرها… وتابع أبو عمارة بما يتعلق بالمحتوى والأبناء «يؤثر المحتوى الرقمي على الطفل بتكوين شخصيته، فيصنع منه طفلا مشتت ًًا، وتؤثر عليه سلبًًا، فيبنى هذا المحتوى ثقافته ومعرفته، وردود فعله أيض ًًا، فلا يركز بأي موضوع، وقد تعزز عنده طباع ًًا سلبية، كالعنف الشديد، حيث أننا شهدنا كثيرًًا من الأخبار التي تنقل وقائع قتل أفراد لأمهاتهم أو زملائهم، وهذا النوع من العنف ليس فـي مجتمعاتنا، بـل هـو دخيل، عز ّّزه العالم الرقمي عندنا.» وردًًا على تساؤل كيف نرس ّّخ المعاني في نفوس الأطـفـال كمربين، أجــاب أبـو عـمـارة أن الخلل الأبرز يكمن في عملنا كمربين بعيد ًًا جدا عن عمل منصات التواصل الاجتماعي، فمثلا بعض الأفلام تصو ّّر السارق وشارب الخمر أنه البطل، وبالتالي يمتلك الابن قناعة إنه إن أردت امتلاك هذه البطولة علي أن أسرق أو أضرب أو أشرب الخمر، متناسيًًا أن بعض هذه الأفعال هي كبائر في ديننا. وفي السياق ذاتـه، أكمل أبو عمارة أن دور المربين هنا يركز على صناعة النموذج والقدوة التي تساعد الأبـنـاء عـن طريق عمل المربين على ذواتهم والانتباه لتصرفاتهم، فلا يمكنني أن أوج ّّه أبنائي للاستخدام الرشيد للهاتف، ثم أكـون غير منضبط ًًا وأقضي الساعات عليه، فـ (لا تنه عن خلق وتأتي بمثله) حتى في التربية، مؤكد ًًا عدم استجابة الابن للأب عند استمراره ممارسة هذا الممنوع، كما نقول في التربية «لا تقل لي ولكن دعني أراك، لا تنصحي بالأخلاق، دعني أراها في سلوكياتك». وعن كيفية ممارسة دور القدوة والنموذج، قــال أبــو عـمـارة إن التثقيف هـو إحــدى الطرق المهمة، فكثير مـن الأمـهـات والآبـــاء يجهلون الكثير في التربية، مـثلا ينبغي علينا كمربين أن ندرس علم نفس النمو، الذي يُُعنى بدراسة الـمـراحـل العمرية للفرد، والأخـــذ بخصوصية واهتمامات كل مرحلة، بالطفولة مثلاًً، يحتاج الطفل للحنان والعطف، فعندما أكــون قارئًًا بعلم نفس النمو أتعمد إظهار عاطفتي لأبنائي لأشبعهم حاجتهم، لأني لو لم أفعل كأب، سيلجأ لطرق أخرى للحصول على هذه العاطفة. واسـتـكـمـل أن الـمـراهـق يعيش حـالـة من التناقض، فيحاول الفتى إثبات رجولته بالصوت الــعــالــي وإعـــطـــاء الأوامــــــر، والــفــتــاة بـالاهـتـمـام المبالغ فـي شكلها وجمالها، مُُشيرا إلــى أنه عندما نستوعب أن هذا الأمر طبيعي، سنساعد أبناءنا في تخط ّّي المرحلة بهدوء. وحـول تعليم الأطفال التعامل الصح ّّي مع وسائل التواصل الاجتماعي، ذكر أبو عمارة عد ّّة طرق عملية مثل، الرقابة والتوجيه المستمر، بالإضافة إلـى التقويم الـذي يركّّز على الانتباه للأخطاء وتصويبها، وهذا ما يختلف عن التقييم وإعطاء الأحكام والصفات مثل: أنت مجتهد أو كسول فحسب. ونو ّّه إلى أن تعديل السلوك يحتاج لسنوات طـــويـــلـــة، فــعــنــد ملاحــــظــــة عــــــادة ســلــوكــيــة أو اجتماعية خاطئة على الابن كالكذب أو غيرها، فمن الممكن أن تأخذ رحلة التعديل سنوات عــديــدة، لـيـس يــوم ًًــا أو حـتّّــى أســبــوع ًًــا، مـؤكـد ًًا ضــــرورة الــحــرص عـلـى امــــتلاك الـصـبـر و(طـولـة الـبـال) على الابــن للتمكن من تعديل سلوكه من سلبي إلى إيجابي، والمطلوب منّّا كمربين المتابعة والمراقبة بشكل مستمر دون ملل، واستحضار أنه من الطبيعي أن يخطئ الأبناء ويستمروا بذلك ليتعلموا. وردًًا عــلــى تـــســـاؤل كــيــف يـنـعـكـس تـطـويـر المربي لـذاتـه وشخصيته على جــودة التربية التي يقدمها للأطـفـال، أجــاب أن الــذي يـدرس تصرفاته ليس كتارك أمــوره للص ُُدف، فـإن لم تكن لديك خطة لنفسك، أنـت ستكون ضمن خطط الآخرين، الأمر كذلك في التربية، شارح ًًا «عندما أكون عالم بما أريد لأبنائي، مثلا أريدهم أن يـكـونـوا ملتزمين، أوائـــل دراســيًًــا بالصف، ريـاضـيـيـن مــهــرة، أحـــدد مــا ينبغي عليهم أن يكونوا وأوجههم ضمن إمكانياتهم وميولهم ورغباتهم.» وأضـــــــاف أن هـــنـــاك مــــا يــســمــى «بــنــظــريــة الــــذكــــاءات الــمــتــعــددة» والـــتـــي يـنـبـغـي علينا كآباء ومربين أن نطلّّع عليها ونفهمها جيدًًا، فنستثمر بأبنائنا على هـذا الأســـاس، وننتبه لواقعية التطبيق، فلا أحد يمكنه أن يحرز علامة %، مضيفًًا أهمية تطبيق التوازن، فمثلا 100 قـد نجد المجتهد دراســيًًــا ضعيفًًا اجتماعيًًا، والمتقن لرياضة معينة ناجح اجتماعيًًا ولكنه ضعيف بالأمور المعرفية، فلا نريد من الأبناء أن يكونوا مثاليين في كل شيء، فلو حقق الإبداع في مجال واحد -على الأقل- لكان جيد ًًا. وبما يخص نظام العقوبة عند الخطأ، أشار أبو عمارة أن التربية لا تحتاج ردود فعل آنية، لأنـهـا عملية مستمرة لـسـنـوات طـويـلـة، فـإن كانت منظومة العقاب ضعيفة وغير ثابتة أو م ُُبررة قد يكتشفها الابن ولا تؤثر به، فقد يحفظ الطفل أن بعد هذا الفعل ستكون ردة الفعل كذا، فيجب أن يعرف الآباء ما الأمور التي تؤثر في أبنائهم، ويدركون ما الذي يحتاج عقوبة أو مكافأة، مضيفًًا أن العقوبة لا يشترط أن تكون ضـــربًًـــا فـحـسـب، فـمـن الـمـمـكـن أن نستخدم أســلــوب مــصــادرة الأشــيــاء الـتـي يـحـب الطفل مـؤقـتـا كـالـهـاتـف، أو الـتـجـاهـل ورفـــع الـصـوت، وطرق كثيرة يتعرّّف عليها الأهل أثناء رحلتهم بالتربية. ورد ًًا على مقولة «أريد تربية أبنائي كما فعل أبي» خالف أبو عمارة هذه الفكرة، مبررًًا «أنت الآن تــواجــه ابـنـك والـعـالـم مــن حـولـك بسبب الانترنت، والذين ينفقون المليارات ليتمكنوا مــن مخاطبة هـــذا الـجـيـل والـــوصـــول لـــه، على عكس تربية السابقين التي كانت مرتكزة على الأفراد فقط.» وأكـد أبو عمارة أن تعديل وتغيير السلوك ا نمل ا وصــبــرًًا، فيجب ألّا يحتاجان وقـتًًــا طـــويلًا ا تكون سـريـع ًًــا، بـالإضـافـة إلــى الـحـرص على ألّا قرارتنا عبارة عن ردود فعل آنية، ودراسة نظام العقوبة والمكافأة، بالإضافة إلى تقديم البدائل الـنـافـعـة بـمـا يـتـعـلّّــق بـالـمـحـتـوى، والـمـراقـبـة والمتابعة والحرص على التقويم، خاص ّّة عند استخدام الهاتف وانفراد الطفل بغرفته، ذاكرًًا عدم تفضيل امـتلاك الابـن غرفة لوحده، فمن الـــضـــروري أن يجتمع الأخــــوة بـغـرفـة واحــــدة؛ ليشكلّّوا منظومة مـراقـبـة عـلـى بعضهم، ما يصنع بداخلهم ضبط ًًا داخليًًا. الخبير التربوي أبو عمارة: التربية تحتاج إلى ضبط.. فلا تُُبقوا الباب مفتوح ًًا على مصراعيه
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=