صحافة اليرموك

٢٠٢٥ أيار 4 _ ١٤٤٦ ذو القعدة ٦ الأحد استطاعت الـسـيـدة خـولـة بني مصطفى أن تحيل ارتباطها بالحياة الريفية في قرية سوف، إحدى القرى الخلابة في جرش، إلى إنتاج وصناعة المنتجات الطبيعية، لتنجح في إطلاق مشروع «نشمية للمنتجات الطبيعية» ليكون مشروعا ناجحا استطاعت من خلاله أن تكون سيدة أعمال ناجحة وقوية. تعلمت الـسـيـدة خـولـة مـواجـهـة الـتـحـديـات بــمــفــردهــا بــعــد فـــقـــدان زوجـــهـــا، ورغـــــم صـعـوبـة الـتـجـربـة، حـرصـت على تلبية متطلبات أبنائها الجامعيين وتأمين مستقبلهم. وعـــــن بــــدايــــات فـــكـــرة الــــمــــشــــروع، تـسـتـعـيـد ذكرياتها قائلة إنها ذات يوم وبينما كانت منشغلة بالأعمال المنزلية، وتسترجع ذكرياتها مع زوجها قبل وفاته، خطرت ببالها فكرة مشروع استوحتها من حياة قريتها: صناعة الأجبان. كانت تصف تلك اللحظات التي تمضيها في صنع الأجبان والزبدة التقليدية بأنها رائعة، وتراها بمثابة شرارة للإلهام. قـــررت بـعـد ذلـــك أن تـحـول ذلـــك الإلــهــام إلـى مشروع، وانطلقت متحمسة إلى مزرعة الأغنام لـتـجـلـب الـحـلـيـب الــبــلــدي، وتـصـنـع مـنـه جميع مشتقات الحليب، كي تقوم ببيعها في قريتها. على الرغم مما واجهته خولة من صعوبات وخـاصـة فـي مجال التسويق، إلا أنها قــررت بدء مشروعها بخطوات صغيرة. بـــــدأت الــســيــدة خـــولـــة بـبـيـع الــلــبــن والـلـبـنـة والجميد والسمنة والـزبـدة البلدية، مستفيدة من خبرتها السابقة ومستمدة الإلهام والدعم من أولادها. ومع مرور الوقت، بدأت فكرة خولة تتوسع، وأصبحت منتجاتها منتشرة في قريتها، فلقد نال مشروعها إعجاب كبير من أهل القرية بما تصنعه، كما ساهموا بجلب زبائن لها. ســرعــان مــا امـتـد مـشـروعـهـا، حـتـى أصبحت معروفة بجودة منتجاتها العالية، ليس فقط في قريتها، بل في مناطق واسعة في المملكة، حتى شـاركـت بالعديد مـن المهرجانات وكـــان أبـرزهـا مهرجان الزيتون، وحصلت فيه على لقب «ملكة الألـبـان والأجــبــان» وحصولها أيـضـا على شهادة الايزو كدليل على جودة منتجاتها. ومـــع هـــذا الــنــجــاح، أخـــذت تفكر فــي توسيع مـشـروعـهـا الـــذي كـــان سـبـبـا فــي تغيير حياتها، ولم تكتف بمشروعها البيتي، بل عملت جاهدة في إنتاج منتجات أخرى كالزيتون والمقدوس، وحلويات مثل دبس الرمان والعنب والتين. كانت السيدة خولة تمتلك القدرة على تحقيق الــتــوازن بين حياتها الشخصية وعملها، حيث تولت بناتها أمور المنزل بينما هي تتفرغ لعملها. تـعـتـبـر خــولــة مـشـروعـهـا جـــــزءا لا يـتـجـزأ من حياتها، كما قالت: «مشروعي هو حياتي»، لأنه منحها القوة والثقة. 8 للتواصل مدير التحرير رئيس التحرير المسؤول د . علي الزينات د. خالد هيلات الإخراج الصـحـفي ليث القهوجي 6913 فرعي 02 7211111 : ت أسبوعية ـ شاملة تصدر عن قسم الصحافة ـ كلية الإعلام ـ جامعة اليرموك صحافة اليرموك 0797199954 sahafa@yu.edu.jo الأخيرة ࣯ ج ود مقدادي � س كـانـت وحــيــدة أمـــام الـــريـــاح، كـلّّــمـا غــزاهــا الـحـزن ا وح ُُــبًًــا، وحـاكـت بلحنها الأحلام شجت بـأوتـارهـا أملًا الأبدية التي مذ خ ُُلقت لم تتعلم كيف تموت، ورغم أن الريح كانت تفتك بها كلّّما مرت، إلا أنها لم تهبها ولا لمر ّّة واحدة، فرصة تدري بها أنها تتلاشى ويختفي أثرها، ولأنها لم تعرف الموت قط ولم تفهمه؛ كانت تثور على الحزن بأن تغن ّّي له، وترتمي مواسية نفسها بين الأشعار القادمة بحكايات من كل زمان ومكان، وتظن أنها بذلك تنتصر لنهايات الحكايات الحزينة، وتخلّّد السعيدة. لـطـالـمـا عــرفــت الـــطـــرق الــطــويــلــة، وجــلــســت مع المنتظرين على أرصفة المحطات الأولـى والأخيرة، وكانت تربّّت على حكاياتهم التي لم تجد من يرويها، وتبتسم لأحزانهم كما لو أن ابتسامتها بإمكانها أن تمحو كل الأحزان، ودوم ًًا ما تمن ّّت، أن تعزف حكايتها الخاص ّّة، وتغن ّّي لحن ًًا بدعته بنفسها، لحن ًًا تحاول به أن تجيب عن سؤالها المستمر لنفسها: ترى كيف وأين ستعزف السمفونية الأخيرة؟ وإلى أين ستذهب بعد محطتها الأخيرة؟ ا أملا، كانت الرياح وبينما كانت تحيك لحنها أملًا تجيء من جديد، وتسحب وترًًا من أملها، والوتر كان يترك خلفه فراغًًا لم تعرف هي يومًًا كيف تعوّّضه، ولـم تستطع يومًًا أن تـرى هـذا الفراغ بعين الواقع، إذ كانت تنجو بالوقت القليل الذي يتركها فيه الريح حرة، وتجرّّب حياكة لحن جديد.. ربما كانت الأوتار التي تتهاوى تحت سطوة الريح، هي الــدرس الوحيد الــذي كـان عليها أن تفهمه؛ أن الأشياء لا ترحل دفعة واحدة، بل تفقد صوتها وبريقها شيئًًا فشيئًًا، وأن الفقد لا يعلن نفسه مـرة واحـدة وبوضوح بل يتسلّّل خفيًًا بين النغمات، وأن تجاهل الحزن على فقد أحد الأوتار في كل مرة، لا يعني أنها سوف تعود.. وفي وترها الأخير، أمل أخير لم تمس ّّه الريح بعد، يتأرجح بين دفّّتيها، كأنه آخر سر في قلب القيثارة، تحاول أن تحميه من الريح التي تتربّّص بها، وتعطيه الوعود الكثيرة، لكنها في ذات الوقت كانت ترتجف كلما دوت الـريـح حولها، خـوفًًــا مـن أن تعيش دون أن تشدو، لكن الريح كانت أقوى، وفي مساء بارد.. ق ُُطع الوتر الأخير، حتى أصبحت دون أوتار، فلم تصل المحطة الأخيرة ولم تعد تشدو.. قيثارة قصة مصورة ࣯ ج ق و هديل زريقات � ي رموك- شهد سن � صحافة ال «ملكة الألبان والأجبان».. قصة شغف وإصرار نشمية جرشية في عالم المنتجات الطبيعية ࣯ ي رموك- وعد العزام و نبأ صرايرة � صحافة ال الـقـطـط حـيـوانـات ألـيـفـة عـهـدنـاهـا تسكن فــي منازلنا تملؤها الفرح والـــروح هي أصـدقـاء أوفـيـاء يعزفون لغة الحب بهدوء ويعلموننا قواعد الحب غير المشروط فهي حيوانات غير مؤذية ومحبوبة ولكن في كثير من الأوقات تتعرض لأصناف من الأذى وبشتى الطرق البشعة وهذا ما ألهم يزيد ربابعة بافتتاح مقهى يحمل فكرة فريدة من نوعها تجمع بين رعاية القطط وتقديم مشروبات وأجواء ترفيهية لزائري المقهى. يزيد شاب أردني طموح محب للحيوانات لطالما راودته فكرة افتتاح مقهى يجمع بين حماية ورعاية الحيوانات المشردة وتقديم المشروبات كـأي مقهى عــادي ولكن ظروفه ومستقبله في ذلك الوقت كانت أقوى وأهم من افتتاح المشروع في سن صغيرة. تـوجـه يـزيـد إلــى بريطانيا لإكـمـال دراســـة الماجستير في تخصص العلوم الطبية والمخبرية وبعد الانتهاء من دراسته عمل في مستشفى في لندن لمدة سنة كاملة؛ وفي هذه الأثناء كان يخطط ويرسم الخطة التي سينفذ بها مشروعه في افتتاح المقهى، وقال يزيد إنه كان يخطط لافتتاح المقهى بلندن ورسم الجدول وحدد الميزانية بناء على ذلك، وكان يدخر نقوده لأجل هذا المشروع فقط. فـي أثـنـاء عمله فـي لندن كــان يزيد يتلقى مكالمات كثيره من والدته من أجل العودة إليهم، موضح ًًا أن والديه كـبـرا بالسن وأصـبـح مـن اللازم بقائه بجانبهم، فاضطر لاتخاذ أهم وأصعب قرار في حياته والتضحية بالمستقبل الذي رسمه لنفسه في لندن والعودة الى الأردن ليبدأ من جديد برسم خطة وتمويلها بهدف تحقيق حلمه في افتتاح المقهى. من التحدي إلى الإبداع واجــه المشروع الكثير مـن العقبات والتحديات في البداية من ناحية الموقع وتصميم المكان ليتكيف مع القطط وردود فعل المجتمع بتطبيقه والـوضـع المادي الذي لم يكن يسمح بافتتاح مشروع كهذا. وقال يزيد إنه لم يكن يملك الكثير من النقود لافتتاح المقهى كما هو في مخيلته وذلـك لأنـه لم يعمل سوى سنة واحـــدة فـي لـنـدن فلم تتح لـه الـفـرصـة بــادخــار قدر أكبر من النقود، مضيفا أنه اختار موقعا لم يكن يرغب به تماشيا مع الوضع المادي. وبين يزيد أن الفكرة بحد ذاتها كانت غريبة بالنسبة للزبائن، كما أن اقناعهم بأن يدفعوا دينار واحدا كل ربع ساعة في غرفة القطط لم يكن بالأمر السهل. وتابع أن السبب ليس فقط لجمع المال لنفسه بل إن هـذا المال يعود للاهتمام بالقطط من أكـل وأدوات تنظيفها وألـعـابـهـا وعلاجـــهـــا، مستشهدا بـمـثـال أن أحـد دينار أردني وأن 700 القطط كانت تكلفة علاجه أكثر من القط كان يعاني من مرض نادر في المعدة. رحلة تتجاوز حب الحيوانات وقــــال يــزيــد إن الــقــصــة بــــدأت مـــع أربــــع قــطــط وكـــان اختيارها سهل، وعثر على شخص في الحي لديه ملجأ صغيرا للقطط في منزله وهو شخص جيد يقوم برعاية وإطعام قطط الشارع، وطلب المساعدة منه في اختيار القطط المناسبة فقد كان يعرف أنـواع القطط وصفاتها جيد واختار قطط ًًا لطيفة هادئة وذات شخصيات محبوبة لا تسبب المشاكل. وأضـاف أنه بعد أن أخذ القطط منه بدأت الأمـور تأخذ منحنى آخر وأصبح هنالك إقبال للناس الذين يـزورون المقهى ويشاركون قصصهم عن قططهم، فكل واحد منهم يطلب مساعدة حسب ظروفه. وبين أن اختيار القطط يتم بما يتناسب وضعها مع المقهى والقطط، فـمـثلا، وجـــدوا قطا أعمى فـي الشارع مصابًًا بحادث دهس وكان يعاني من مرض الهربس الذي أدى إلى إصابة عينيه نتيجة الإهمال الشديد من أصحابه السابقين الذين تركوه وبالطبع تم التواصل مع بيطري وعلاج القط. وقال إن جميع القطط كانت متبناه ولم يتم شراء أي منها باستثناء واحدة فقط، مضيفا «كانت تلك القطة في قفص مع والدها عندما رأيتها وكـان الزبون الـذي ينوي شراءها يضربها ليختبر ردة فعلها وما إذا كانت عدوانية فـلـم أتـمـكـن مــن تحمل هـــذا المشهد فاشتريتها على الفور». وأشـــار إلــى وجـــود طبيبة بيطرية دائـمـة فـي المقهى تعتني بالقطط على مـدار اليوم، لافتا إلـى تعاقدهم مع عيادة بيطرية لتقديم الرعاية الصحية بشكل دوري للقطط. الثقة أساس النجاح جـمـيـع مـــن يـعـمـل فـــي الــمــقــهــى تـجـمـعـهـم نـقـطـتـان مشتركتان وهي حب الحيوانات والإيمان بفكرة المقهى وتطوره، وأعرب يزيد عن خطته وأماله المستقبلية بشكل واضـــح فـهـو يطمح إلـــى افـتـتـاح فـــروع أكـثـر مــن المقهى ليشمل كل محافظات الأردن. وعـبّّــر عـن طموحه لعمل جمعية خيرية غير ربحية تعتني بالحيوانات الـمـشـردة، مضيفًًا أنـه عندما يصبح المقهى يـعـود بـدخـل جيد سيقتطع جـــزءا مـن الـفـاتـورة لإصلاح المكان الــذي يقع بـه المقهى دون الانـتـظـار من البلديات بإصلاحه. لا يوجد عقود رسمية بين إدارة المكان وفريق العمل؛ بل كانت الثقة هي الأساس، وكانت هناك لحظات كثيرة كان فيها الموظفون يأتون في ساعات متأخرة من الليل أو في أوقات غير متوقعة وكانت مهمتهم لا تقتصر فقط على العمل بل على توفير بيئة مريحة للقطط والزوار على حد سواء. لـم يكن الـمـكـان مصممًًا فقط لحب القطط بـل كان يحمل في طياته رسالة للمجتمع حـول كيفية التفاعل مع هذه الكائنات، ويتم التعامل مع الزبائن الذين يعانون من الحساسية أو الخوف من القطط بحذر ورقة؛ م ّّا جعل الكثير منهم يعود بعد تجربة إيجابية. وكـان إتاحة الفرصة للزبائن بـأن يتعاملوا مع القطط تدريجيًًا خطوة كبيرة في تحقيق النجاح خاصة بعد أن أصبح المكان يحظى بشعبية كبيرة بين الـعـائلات التي ترى في المكان بيئة آمنة ومريحة لأطفالها. شغف الفريق يقود النجاح لم يكن النجاح في « كاتبتشينو» مجرد أمرا تجاريا؛ بل كـان نجاحا لفريق عمل يؤمن بالفكرة، فالموظفون هنا لم يعملوا فقط من أجل الراتب بل يقدمون حبهم واهتمامهم بكل تفاصيل المكان، فانعكس هذا الشغف على طريقة تعاملهم مع القطط وكذلك مع الزبائن الذين أصبحوا جزء ًًا من هذا العالم. النظرة الإنسانية التي تُُعطى لكل زائر ولكل قط كانت سر النجاح حتى عندما كان هناك تردد أو خوف من الزبائن تجاه القطط كـان الفريق جـاهـزًًا لتوفير الـدعـم النفسي والمعلومات اللازمة ليشعروا بالراحة وكان هناك اهتمام خاص بالعائلات والأطفال؛ م ّّا جعل المكان يحقق شهرة خاصة بين هذه الفئات. الــنــجــاح الـكـبـيـر الــــذي حـقـقـه «كـاتـبـتـشـيـنـو» لـــم يكن مــجــرد نتيجة لــحــملات دعـائـيـة بــل جـــاء بـفـضـل الـزبـائـن أنفسهم الذين كانوا يسهمون في نشر الكلمة والصور والفيديوهات العفوية التي التقطها الزبائن داخل المكان، فقد كانت أكثر تأثيرًًا مـن أي حملة تسويقية مدفوعة وبالفعل أصبح المكان مع مرور الوقت الوجهة المفضلة للكثيرين، حيث بدأ الزبائن بإحضار عائلاتهم وأصدقائهم وأصبح «كاتبتشينو» مكانًًا يتجدد فيه اللقاء العائلي. فـ»كاتبتشينو» لا يـــزال فـي مرحلة النمو مـع خطط مستقبلية لتوسيع فكرة المكان وتطوير الخدمات التي يقدمها، والفريق لا يزال مؤمنًًا بأن النجاح الحقيقي يأتي من الشغف والتفاؤل في العمل وأن التواصل مع الناس والحيوانات هو سر التميز الذي سيبقى دائم ًًا في صميم هذه التجربة الفريدة. تجربة فريدة.. مقهى يجمع بين تقديم المشروبات للزبائن ورعاية القطط المشردة قطة داخل المقهى

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=