صحافة اليرموك

يُُظهر تراجعا حاد ّّا في مستوى الحريات الصحفية 2025 مؤشر حرية الصحافة لعام صحفيون يشخصون أسباب تراجع الصحافة في الأردن.. ويقر ّّون: قانون الجرائم الالكترونية أحد أبرز الأسباب ٢٠٢٥ أيار ١١ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ١٣ الأحد السنة الثالثة و الأربعون ٧٨٤ العدد صفحات 8 1982 تأسست عام أسبوعية QR الموقع الرسمي للجريدة صفحة الفيسبوك الكرة الأردنية تحتاج إلى ثورة حقيقية في لم تعد خيارًًا VAR بيئة الحكام.. وتقنية بل ضرورة بيت الكشافة.. نقطة تحول في الحركة الكشفية الأردنية خلف الميكرفون وعلى خشبة المسرح.. مدرب إلقاء يوضح كيف يمكن أن تفهم مهارات صوتك بتنظيمها ندوة «الحريات الصحفية في العصر الرقمي».. «إعلام اليرموك» تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة 2 ص 4 ص ٥ ص 7 ص شهادة للإيجار أسبوعية شاملة ࣯ ج رادات و أرام عبابنة � ي رموك- فرح � صحافة ال قال نقيب الصحفيين طارق المومني إن نقابة الصحفيين تعمل حاليًًا على إعادة إصدار تقرير يتناول واقع الحريات الصحفية في الأردن. وأضــاف المومني، في تصريح لصحافة اليرموك، أن التقرير يهدف إلى قياس مستوى الحريات بدقة في المرحلة المقبلة. وأشـار المومني إلى أن الذكاء الاصطناعي بات اليوم أحد أبرز القضايا المؤثرة على حرية الإعلام. وتابع المومني أن اليونسكو اخـتـارت في شعارها لهذا العام التركيز على «التغطية الصحفية فـي عالم جــريء وشـجـاع» مع تسليط الضوء على أثر الذكاء الاصطناعي. وشــدد المومني على أن حرية الصحافة تمر عالميًًا بظروف صعبة للغاية م ّّا يستدعي جهدًًا جماعيًًا للانتقال إلى مرحلة أكثر حرية خلال العام المقبل. ودعا المومني إلى اتخاذ بعض الإجراءات الضرورية في الأردن وعلى رأسها تعديل قانون الجرائم الإلكترونية. واعتبر المومني الـقـانـون مـن أبــرز مـؤشـرات تـراجـع مستوى الحريات هذا العام وفق التقارير الدولية. وأشـار إلى أن الأردن يعيش مرحلة جيدة نسبيًًا مقارنة بعدد من دول العالم. وكـــان المومني قـد شـــارك فـي نـــدوة نظمتها كلية الإعلام في جامعة اليرموك بعنوان « الحريات الصحفية في العصر الرقمي» بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار من كل عام. 6 التفاصيل .. ص ࣯ خرابشة � ي رموك- معتصم ال � صحافة ال أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة أن الأردن يواصل تقدمه في مشاريع الطاقة المتجددة، مبينا أن نسبة % من إجمالي توليد الكهرباء في 27 هذه المشاريع تشكل نحو المملكة. وأضاف أن هذه النسبة من أعلى النسب في العالم، والأعلى على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. 30 وأشـــار الـخـرابـشـة إلــى أن الأردن يضم الـيـوم أكـثـر مـن مشروعًًا للطاقة 30 مشروعًًا للطاقة المتجددة منها حوالي مشاريع لطاقة الــريــاح، مبينا أن معظم هذه 6 الشمسية و المشاريع تتركز في محافظة معان جنوب المملكة، والتي تُُعد من أكثر المناطق إشراق ًًا وتتميز بشدة الإشعاع الشمسي وعدد كبير من الأيـام المشمسة مما يجعلها بيئة مثالية لاستغلال الطاقة الشمسية وأوضــــح الــخــرابــشــة أن عـــدد الـمـواطـنـيـن الــذيــن يمتلكون ألف مواطن، فيما 60 مشاريع طاقة شمسية خاصة بلغ نحو يستفيد جميع سكان الأردن مـن الكهرباء المنتََجة مـن هذه المشاريع الوطنية والتي ت ُُنقل عبر الشبكة العامة وت ُُدمج ضمن خليط الطاقة الوطني. وفيما يتعلق بنظام احتساب الطاقة أوضح الخرابشة أنه تم الانتقال من نظام «صاف القياس» إلى نظام «صاف القيمة» وذلــك بهدف تحقيق عـدالـة أكبر بين المستهلكين وشركات الكهرباء، مشيرا إلى أن النظام الجديد يعتمد على تقييم قيمة الكهرباء المنتجة مالي ًًا بدلا من المقايضة بالكميات، وتم تطبيق بما يتماشى مع المعايير العالمية. 2024 هذا النظام منذ عام وبـالـنـسـبـة لـلـثـروات الـمـعـدنـيـة، أكـــد الـخـرابـشـة أن الأردن يمتلك مـخـزونًًــا غـنـيًًــا مــن الـفـوسـفـات والــبــوتــاس إضــافــة إلـى اكتشافات حديثة في المنطقة الشرقية ويجري العمل حاليًًا على استكشاف معادن أخرى مثل النحاس و الذهب والعناصر الأرضية النادرة خاصة في منطقة وادي عربة. وأشـار الخرابشة إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود احـتـيـاطـيـات جيولوجية بـملايـيـن الأطـــنـــان، لافــتًًــا إلـــى أن سعر آلاف دولار مّّــا يجعل هذه 10 طـن النحاس عالميًًا يصل إلـى الاكتشافات واعدة وقد ت ُُدر على المملكة مليارات الدولارات رغم أن مشاريع التعدين تحتاج إلى وقت طويل للاستغلال الكامل. وفيما يخص الغاز الطبيعي، قـال إن حقل الريشة الغازي شهد في السنوات الأخيرة نشاط ًًا استكشافيًًا مكثفًًا من قبل 12 شركة البترول الوطنية، مّّــا أسفر عـن اكتشافات تُُــقـدّّر بــ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ويمكن استخراج نحو تريليون قدم مكعب. 6 % منها، أي ما يعادل 40 وأكد الخرابشة أن هذه الكمية تكفي حاجة الأردن من الغاز عامًًا حيث 40 المستخدم في توليد الكهرباء لمدة تصل إلى مليون قدم مكعب، مبينا 340 يُُقد ّّر الاستهلاك اليومي بحوالي أن المملكة تعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لاستغلال هذا المورد الاستراتيجي بما يعزز أمن الطاقة الوطني. وأضـــاف الخرابشة أن حجم الاحتياطي مـن الـغـاز الطبيعي داخـل جوف الأرض وقبل البدء بعمليات الحفر والتأهيل في تـرلـيـون قـــدم مـكـعـب، بمعامل 11.990 الـمـتـوسـط يــقــدر بـــ % وبالتالي تبلغ الكميات المتوقعة مبدئيا 39 استخراج نسبته ترليون قدم مكعب. 4.675 والقابلة للاستخراج منه وزير الطاقة: الأردن يتصدر دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في استخدام الطاقة المتجددة ٣ .. ص salyarmouk ࣯ ي رموك- راما الزبن � صحافة ال تـعـد مـبـرة الـمـلـك حسين مـؤسـسـة خـيـريـة أهلية ، وتهدف إلى 1956 تطوعية غير ربحية تأسست عـام تقديم الدعم والرعاية للأيتام والأســر المحتاجة، تركز المبرة على توفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للأطفال وتسعى الى تمكينهم ورفع مستوى حياتهم. وقالت مديرة مبرة الملك حسين الخيرية للأيتام فريال الجراح، إن الجمعية تقدم خدمات رعاية وتعليمية للأيتام فقط، أي أنهم مختصين في تقديم كفالات للأيتام ورعاية الأطفال من سنة الى ثمانية عشر سنة. وأكــــــدت الــــجــــراح عــلــى وجـــــود جــمــعــيــات مختصة تقدم خـدمـات للأيـتـام بعد عمر الثمانية عشر الذين يتخرجون بكتاب رسمي من المبرة، لافتة إلى أن إحدى % من المساعدات لذوي 30 المؤسسات توفر نسبة الاحتياجات والناس الأقل دخلا في هذه المجتمع. وأوضحت أن المبرة تضم قسمين؛ قسم خارجي سنة، 18 ويـشـمـل رعــايــة الايـــتـــام مــن ولادتـــهـــم حـتـى والقسم الداخلي متخصص لتلبية احتياجات الطفل لرعاية وحماية داخلية. وأضــافــت أنــه لا يتم دمــج الــذكــور بعد سـن الثانية عشرة مع الإناث مراعاة لأصول الشرع والعادات. وأوضـحـت الـجـراح أن مبرة الملك حسين جمعية خيرية أهلية تطوعية، قائمة على تبرعات المواطنين وأهل الخير محليا فقط، مشيرة إلى أن الجمعية تتلقى هبة ملكية مـن جلالـــة الملك عبد الله الـثـانـي بقيمة دينار سنويا. 10.000 وقالت الجراح إن الهدف الأساسي تسعى إليه المبرة في إعطاء كل طفل يتيم حقه في التعليم والرعاية، وأن يكون لديه منزل سليم وحق الحصول على رعاية صحية ونفسية مثل أي طفل في كل بيت أردني سليم. وأضافت أنه يتم التعاقد بشكل سنوي مع طبيب يأتي شهريا مرة واحدة لفحص جميع الأيتام ومن يحتاج مراجعة يراجع المؤسسات الحكومية بكتاب رسمي. وأكدت الجراح في القسمين تقام أنشطة ترفيهية وتعليميه للطفل وتعوضه عما فقد، ليتعايش مع فكرة فقدان أهله، لكن من الصعب خلق الجو الأسري الكامل لان لا يوجد شــيء يعوض مكان الأم والأب، وللقسم الخارجي أم موجودة يهون على الطفل نفسياًً. وأشـارت إلى أن باب التطوع مفتوح دائما للشباب تم إطلاق 2024 من الجامعات، لافتة إلى أنه في عام مبادرة قسم متطوعين. وأضافت أن فرص الانتساب لقسم المتطوعين لمدة ثلاثة أشهر بواقع ساعتين أسبوعيا داخلياًً، ثم يصبح متطوعا دائما يشارك في الأنشطة، ويوقع على تعهد بحفظ أســـرار الجمعية وأســـرار الأطـفـال والمنتفعين وكــل مـن فيها، وبـعـد سنة يحصل على شـهـادة خبرة تطوع سنة في الجمعية مثل أي شهادة أكاديمية أخرى. وأكدت أن هذا البرنامج يساعد الشباب في الحصول على الخبرة، إضافة إلى فرصة أن يصبح عضوا في الهيئة العامة للجمعية. الجراح: مبرة الملك حسين تسعى لتعزيز الصحة النفسية وتقديم الخدمات التعليمية للأيتام المومني: نقابة الصحفيين تعكف على إصدار تقرير عن واقع الحريات الصحفية طارق المومني ࣯ ي رموك- سرى القرعان � صحافة ال قال رئيس جمعية فرسان الصفا الخيرية في لواء الكورة فهمي المستريحي إن العمل الخيري الذي تقوم به الجمعية ينطلق من مبدأ التكافل والمساندة. وأضــاف المستريحي أن الجمعية تسعى إلـى أن تكون جسرًًا يصل بين القلوب الرحيمة واحتياجات الأسر العفيفة، وتعمل بروح إنسانية صادقة تهدف إلى غرس الأمل ومساعدة كل من ضاقت به السبل، إيمان ًًا بأن «العطاء بركة، والخير طريق لا ي ُُضل سالكه». وأشــــــار إلــــى أن رســـالـــة الــجــمــعــيــة كــغــيــرهــا من الجمعيات الخيرية، تقوم على أن تكون رائـــدة في العمل الخيري وفـق مفهوم علمي معاصر وآليات فاعلة، ت ُُمك ّّنها من تحقيق تنمية مستدامة لمواردها ، مؤكدا سعي الجمعية لتطوير العمل الخيري بأسلوب مؤسسي متميّّز، لكسب ثقة المجتمع. وفيما يتعلق بالفئات المستفيدة مـن خدمات الجمعية، أوضـــح المستريحي أنـهـا تشمل الأيـتـام، الأرامل، كبار السن، والمحتاجين بشكل عام، مشيرا إلى أن الجمعية تتكفل بجميع احتياجات المتوفى في حال الوفاة، بحيث لا يتحمل الأهالي أية تكاليف وقت المصاب. وأكد سعي الجمعية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية ،كما تُُولي اهتمامًًا خاص ًًا بـرعاية ذوي الاحـــتـــيـــاجـــات الــخــاصــة مـــن خلال تــوفــيــر الــمــعــدات الطبية والأدوات المساعدة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم. وأكد أن الجمعية تسعى أيض ًًا إلى تمكين المرأة من خلال برامج تدريب مهني وتعليمي، لتمكينها اقتصاديًًا واجتماعيًًا، بالإضافة إلى دعم حقوق المرأة ومكافحة العنف ضدها. ولـفـت إلــى وجـــود عــدد مـن المتطوعين الشباب ا يعكس ~ الذين يعملون مع الجمعية وقت الحاجة، م الروح التعاونية في المجتمع. وفــــــي ســــيــــاق الـــحـــديـــث عــــن الــــتــــحــــديــــات، أشــــار المستريحي إلى أن الجمعية تعاني من ضعف كبير في التمويل المالي سواء الحكومي أو غير الحكومي، م ّّا يجعلها تعتمد على العلاقات الشخصية في توفير الدعم. ونو ّّه إلى عدم وجود مشاريع مستدامة حتى الآن ا ثابتًًا للجمعية، بـل إن الأنشطة تركز على تـدر دخلًا خدمة المجتمع المحلي. وأشـــــار الـمـسـتـريـحـي أن الـجـمـعـيـة تــضــع ضمن خـطـطـهـا الـمـسـتـقـبـلـيـة امـــــتلاك قـطـعـة أرض وبــنــاء مقر خاص للجمعية ومرافقها، بالإضافة إلى إقامة مشاريع مــدرّّة للدخل لدعم الجمعية مـاديًًــا، وفتح ريــاض أطـفـال ضمن نشاطاتها، إلـى جانب التعاون والتشبيك مع جمعيات أخرى للاستفادة من خبراتها. المستريحي: جمعية فرسان الصفا الخيرية تسعى لدعم احتياجات الأسر العفيفة وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة

٢٠٢٥ أيار ١١ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ١٣ الأحد الجامعة 2 احتفلت كلية الإعلام فـي جامعة الـيـرمـوك، الأسبوع الماضي، باليوم العالمي لحرية الصحافة، الـذي يصادف في الثالث من أيار من كل عام. وتضمنت الاحتفالية عقد نــدوة «الـحـريـات الصحفية في العصر الرقمي» برعاية نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور موسى ربابعة مندوب ًًا عن رئيس جامعة اليرموك، وشارك فيها نقيب الصحفيين طارق المومني، والـصـحـفـي الاسـتـقـصـائـي جـــواد الـعـمـري، وحـضـرهـا عـدد من أعضاء مجلس النقابة، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة. وقال ربابعة، في كلمته الافتتاحية، إن احتفال جامعة الـيـرمـوك بـالـيـوم العالمي لحرية الصحافة لـه أكـثـر من معنى، إذ إن كلية الإعلام من أهم الكليات في الجامعة التي تعد موئلا للعلم والعلماء، وأن اليرموك استطاعت عبر رحلتها الطويلة أن تصبح أيقونة من أيقونات الوطن الغالي، ولا تـزال تحمل مشاعل العلم والتنوير، وتعتبر نبراس من نبراسات العلم والمعرفة والتميز. وتابع أن حرية التعبير تمثل جوهر الحياة الديمقراطية وأحد أعمدة المجتمعات المدنية، وتلعب دورها المحوري في تشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة المساءلة والحوار البنّّاء، مشددًًا على أهمية بناء إعلام حر ملتزم يخدم الصالح العام. وأكــد ربابعة أن التحديات أمــام حرية الصحافة تـزداد تعقيدا في ظل زمن الإعلام الرقمي، مؤكدا على أن الإعلام الـرقـمـي يشكل معطيات جـديـدة ويفتح آفـاقـا للتعبير، ويـشـكـل تـحـديـا فـيـر مـسـبـوق فـــي إطــــار علاقــــة الإنــســان المعاصر بالمعلومة من حيث الإنتاج والاستهلاك وأكـد أن التحديات التي تواجه حرية الصحافة بحاجة إلى مراجعة، وخاصة المنصات التي تنشر أخبارا زائفة، والتي تقوم بالتضليل والتحريض وانتهاك الخصوصيات، مشددا على أن حرية الصحافة والإعلام الرقمي تتطلب بيئة قانونية ومجتمعية تعزز النزاهة والشفافية. ودعـا ربابعة إلى العمل على تأسيس إعلام رقمي حر ومهني وأخلاقــي يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، لتحقيق الرسالة بصحافة حرة منفتحة ومحصنة بالوعي، داعيا في الوقت نفسه إلى مواصلة العمل من أجل فضاء إعلامــــي رقـمـي يـعـزز الـمـعـرفـة، ويُُــعـلـي مــن مـكـانـة الـفـرد ويخدم الحقيقة دون مواربة أو تحيز. وفيما أكــد عميد الكلية الـدكـتـور أمـجـد الـقـاضـي على أهمية ترسيخ مبادئ المهنية والموضوعية في العمل الإعلامــــــي، مـــؤكـــدا عـلـى أن كـلـيـة الإعلام تـسـعـى بشكل مستمر إلى تهيئة بيئة تعليمية تطبيقية تواكب التغيرات المتسارعة في مجال الإعلام الرقمي، وتعمل على إعداد طلبة قادرين على التعامل مع التحديات الإعلامية الحديثة بكفاءة ومسؤولية. وشـــــدد عــلــى ضــــــرورة الـتـمـيـيـز بــيــن الإعلام الـمـهـنـي الــمــســؤول والاســـتـــخـــدام الـعـشـوائـي لـوسـائـل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، وعـلـى ضـــرورة تبني ثقافة قانونية ومهنية تحمي الصحفي وتدعم حرية التعبير ضمن أطر مسؤولة، مشيرا إلــى كلية الإعلام فـي جامعة الـيـرمـوك تـؤمـن أن الصحافة ليست مجرد مهنة وإنما رسالة سامية قائمة على نقل الحقيقة وخدمة المجتمع، من جهته، أشار رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي الدكتور عصمت حداد إلى أهمية احترام حقوق الإنسان ومحاربة الفساد، وإلى أهمية الصحافة الوطنية في دعم مسيرة التنمية، مؤكدا على أن الصحفي الحقيقي هو من يحمل هم الوطن وينقل الحقيقة بمهنية والتزام. وأكد حداد أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة هو محطة مهمة للتأمل في واقع المهنة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الصحفيين، في ظل الأوضـاع الصعبة التي تشهدها المنطقة تحديدا في غزة، إذ تجاوز صحفي، وهو ما يعكس حجم 200 عدد شهداء الصحافة المخاطر والتضحيات التي يقدمها الصحفيون في سبيل إيصال صوت الحقيقة. وخلال ندوة «الحريات الصحفية في العصر الرقمي»، التي أدارهــا عميد الكلية الدكتور أمجد القاضي، وتحدث فيها كل من المومني والإعلامـــي جــواد العمري، تحدث المومني عن التحديات المهنية والضغوط التي يتعرض لها الصحفيين، مؤكدًًا أهمية الدفاع عن حرية الصحافة والارتقاء بأداء الإعلام المهني، وأن نقابة الصحفيين عازمة على توسيع قاعدة عضويتها وحماية الصحفي المحترف. وأعلن المومني أن مجلس النقابة قـرر إعــادة إصـدار ،2017 تقرير الحريات الصحفية الــذي توقف منذ عـام مؤكدا على إنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية الـصـحـافـة تـسـيـل دمــــاء الإعلامـــيـــيـــن الفلسطينيين في ضــواحــي غـــزة الـــذي وصـــل عـــدد الصحفيين الــذيــن قتلوا صحفيا، بينهم 220 منذ بدء الإبادة الإسرائيلية على غزة مراسلون ومصورون ومحررون يعملون في وسائل إعلام محلية ودولية. وأضاف أن الإعلام الرقمي يعتبر أحدث تقنيات تغطية المعلومات، ويمتلك خصائص جعلت منه أكثر انتشارا عـلـى شـبـكـة الانــتــرنــت، مــؤكــدا عــلــى أن الإعلام الـرقـمـي استطاع أن يفرض واقعا مختلفا على الصعيد الإعلامـي والثقافي والسياسي والفكري، بوصفه الوسيلة الإعلامية التي شملت كل ما سبقها من المحتويات على الوسائل الإعلامـيـة الأخـــرى مـن خلال انتشار المواقع الالكترونية والمدونات والمنصات الالكترونية. وفي حين، حذر العمري من «الرصاصة المرتدة» التي قد تصيب الصحفي نفسه إن لم يتحل بالمهنية والوعي القانوني، مؤكدا أن المهنية الصحفية هي الدرع الحامي لحرية التعبير، وهي التي توس ّّع سقف الحرية دون التورط في مخالفة القوانين أو أخلاقيات المهنة. وتطرق العمري إلـى أهـم التحديات التي تعيق حرية الصحافة، وهي عدم تمكن الصحفي من أدواتـه، واختيار الــزاويــة المناسبة قبل الــشــروع بالمهنة والـتـي تعكس نظرية الرصاصة المرتدة. وبين المطلوب من الصحفيين قبل خوض غمار العمل الصحفي بـأن يتأكدوا من مهاراتهم وامكانياتهم حتى لا يقعوا بالمحظور الذي من الممكن أن يتسبب في اقافهم من العمل الصحفي، مشددا على ضــرورة الحفاظ على أخلاقيات العمل الصحفي في أداء الرسالة حتى لا تخرج عن نطاق المسؤولية بكافة أنواعها. وفي نهاية الندوة، دار حوار ونقاش موسع، أجاب فيه المتحدثين على أسئلة واستفسارات الحضور حـول ما تناولته وطرحته من أفكار ووجهات نظر. وكان رئيس الجامعة الدكتور إسلام مس ّّاد، قد التقى المومني وعدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وأكد على اعتزاز جامعة اليرموك بالعلاقة والشراكة مع نقابة الصحفيين، وما تمثله من قيمة ومكانة فكرية ومهنية ساهمت وتساهم في تعميق مسيرة الإعلام الوطني. لقاءات على هامش الندوة وأكـد نقيب الصحفيين طـارق المومني، على هامش الــنــدوة، أن تنظيم هــذه الفعالية يـأتـي انـسـجـامًًــا مـع ما يشهده العالم مـن تـطـورات نتيجة الـثـورة المعلوماتية والتكنولوجية وما أنتجته من تحديات جديدة أبرزها الذكاء الاصطناعي. ومـــن جـانـبـه أوضــــح نــائــب رئــيــس الـجـامـعـة لـلـشـؤون الأكاديمية الدكتور موسى الربابعه أن الندوة تحمل أهمية بالغة خاصة في ظل التحول المتسارع نحو العصر الرقمي الذي تجاوز حدود الصحافة التقليدية ليصل إلى صحافة أكثر حداثة تعتمد على التقنيات التكنولوجية المتقدمة لكن في الوقت نفسه إلى أن هذه الحريات الرقمية يجب أن تكون منضبطة ومؤطرة بقوانين ومعايير ثابتة تجنبًًا للفوضى والتضليل الإعلامي. ولـــفـــت الـــربـــابـــعـــة إلــــى أن الإقــــبــــال الــكــبــيــر مـــن طلبة الجامعة على الندوة يعكس مدى اهتمامهم بالنشاطات اللامنهجية، مؤكدًًا أن سياسة الجامعة تقوم على دمج الطلبة فـي هـذه الفعاليات لما لها مـن فـوائـد جمة على مستواهم الأكاديمي والشخصي. وأكـــد الإعلامــــي الاستقصائي جـــواد الـعـمـري أن اليوم شـكّّــل فـرصـة حقيقية لإعــــادة الـنـظـر فــي واقـــع الـحـريـات الصحفية في الأردن. وأوضح أن الصحفيين يواجهون سلسلة من التحديات الـمـتـشـابـكـة مـنـهـا مـــا يـتـعـلـق بـالـتـشـريـعـات والــقــوانــيــن المقيدة ومنها مـا يمس حياتهم الشخصية ومهنيتهم اليومية بالإضافة إلى الصعوبات المرتبطة بالحصول على المعلومات والقيود المفروضة عليها. فيما أشـــار عميد كلية الإعلام أمـجـد الـقـاضـي إلــى أن تنظيم هـذه الـنـدوة يأتي ضمن سلسلة فعاليات الكلية بمناسبة اليوم العالمي للحريات الصحفية، مؤكد ًًا حرص الكلية على إبقاء طلابها وأعضاء الهيئة التدريسية على تواصل مستمر مع المؤسسات الإعلامـيـة وعلى رأسها نقابة الصحفيين. وبـيّّــن القاضي أن مـوضـوع الإعلام الرقمي والحريات الإعلامية يمثل شعار المرحلة الحالية، مشدد ًًا على أهمية الـدخـول إلـى هـذا المجال العلمي بــرؤى واستراتيجيات وخطط علمية مبنية على البحوث. وأكــد أن الكلية تسعى لعقد مزيد من هـذه الندوات ا مستذكرًًا محاضرة أُُقيمت الأسـبـوع الماضي مستقبل ًا حول الأخطار الزائفة ذات العلاقة بالإعلام. بتنظيمها ندوة «الحريات الصحفية في العصر الرقمي».. «إعلام اليرموك» تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة ࣯ ي و رؤى العمري � ن � جردات و آرام عبابنة و ولاء الموم � ي رموك –فرح ال � صحافة ال جانب من الحضور ࣯ ي رموك- محمد الحموري وعبد الرحمن العبادة � صحافة ال تؤكد جامعة اليرموك دورها الحيوي في تعزيز الأمن المجتمعي، ليس فقط من خلال دورهـا الأكاديمي، بل عبر بناء وعي طلابها وترسيخ قيم المواطنة والانتماء والحوار، وفي لقاءات صحفية عدة، برزت جهود عمادة شؤون الطلبة في الجامعة في إيجاد بيئة جامعية متوازنة تُُمكّّن الطلبة من التعبير عن ذواتهم، والانخراط في العمل المجتمعي، ليكونوا عناصر فاعلة في مواجهة التحديات وصناعة مستقبل الوطن. وأكد طلبة من جامعة اليرموك على الدور الحيوي للجامعة في تعزيز أمن المجتمع واستقراره، معتبرين أن الجامعة تهدف إلى نشر ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على نسيج المجتمع وتماسكه. وشــــددوا عـلـى أن إدمــــاج الطلبة فــي الـعـمـل الـتـطـوعـي والــمــبــادرات المجتمعية يسهم في رفع حس المسؤولية لديهم. ولفتوا إلى أن الإعلام أحد الأدوات المهمة في تشكيل وعي الشباب، مـؤكـديـن ضـــرورة أن تستثمر الجامعات منصاتها الإعلامــيــة ومـراكـزهـا الثقافية في توجيه رسائل توعوية تخدم أمـن المجتمع وتـواجـه الفكر المتطرف. وقال طالب كلية الآداب في الجامعة رعد البواعنة إن الجامعات لها دور ًًا محوري ًًا في بناء المجتمعات وتعزيز أمنها واستقرارها، مضيف ًًا أن الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي بيئة حاضنة للعقول والطاقات الشابة على حد قوله. وأوضح أن المرحلة الجامعية تمثل محطة حاسمة في حياة الإنسان، إذ عام ًًا، التي تعد الأكثر حيوية وقدرة على 25 إلى 18 تضم الفئة العمرية من التأثير في مستقبل الوطن، مبينًًا أهمية غرس القيم النبيلة والمفاهيم الصحية والاجتماعية السليمة فـي نفوس الشباب، لما لذلك مـن أثر مباشر على استدامة تطور المجتمع. ونو ّّه البواعنة إلى دور الجامعات الأردنية وعلى رأسها جامعة اليرموك في ترسيخ المبادئ الأخلاقية وتعزيز قيم الانتماء والعمل المجتمعي، معتبرًًا إياها نموذج ًًا في تربية جيل واع ومسؤول. ودعا إلى ضرورة تطوير وتكثيف أدوات التواصل مع الطلبة، من خلال تنظيم الندوات والأنشطة التي تعبّّر عن اهتمامات الشباب وتستثمر طاقاتهم، لما لها من دور فاعل في تحصين المجتمع فكريًًا وسلوكيًًا. وفــي الـسـيـاق ذاتـــه، قــال طـالـب كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب أحمد الخطيب إن الجامعة لها دور حيوي في تعزيز أمن المجتمع واستقراره، مشيرا إلى أن المؤسسة الأكاديمية ليست فقط مكانًًا للعلم والمعرفة، بل منصة لتشكيل وعي الشباب وبناء قيم المواطنة والانتماء. وأضــاف أن الجامعة تهدف إلـى نشر ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على نسيج المجتمع وتماسكه. وفي سياق متصل، أكد طالب كلية العلوم حمزة البطاينة أن الإعلام يعد أحد الأدوات المهمة في تشكيل وعي الشباب، مضيف ًًا أنه من الضرورة أن تستثمر الجامعات منصاتها الإعلامية ومراكزها الثقافية في توجيه رسائل توعوية تخدم أمن المجتمع وتواجه الفكر المتطرف. وشــــددوا على أهمية تعزيز الصحة النفسية للطلبة داخـــل الحرم الجامعي، معتبرين أن الأمن المجتمعي يبدأ من الفرد، وأن الجامعات مطالبة بتوفير بيئة نفسية وصحية سليمة تُُمكّّن الطلبة من الإبــداع والمشاركة الإيجابية. ودعـا الطلبة إلى ضـرورة تمكين الشباب الجامعي من خلال البرامج التدريبية والتواصل الفع ّّال معهم، ومشاركتهم في صناعة القرار الجامعي، لما لذلك من أثر مباشر في ترسيخ الأمن والاستقرار في المجتمع. من جانبه، قال عميد شؤون الطلبة في جامعة اليرموك الدكتور أحمد أبو دلو إن العمادة تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز الأمن المجتمعي داخل الحرم الجامعي، باعتباره من أبرز مسؤولياتها، مشيرًًا إلى أهمية تهيئة بيئة جامعية آمنة تسهم في بناء شخصية الطالب أكاديميًًا واجتماعيًًا. وأضـاف أبو دلو أن العمادة تضع برامج متكاملة تجمع بين الجانبين النظري والعملي، بهدف تعزيز الأمن النفسي لدى الطلبة، بما يجعلهم يشعرون بـالأمـان والطمأنينة، ويسهم فـي الحد مـن المشكلات داخـل الجامعة، مبين ًًا أن الدور الأساسي للطالب هو التحصيل العلمي والمعرفي، إلا أن العمادة تسعى إلى تنمية طاقاته بشكل شامل. وأشار إلى أن العمادة تركز على تطوير الطلبة من خلال تفعيل مختلف الأنشطة الثقافية والفكرية والأدبــيــة، والسياسية والذهنية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية التي أثبتت الدراسات أهميتها في نشر السعادة وتعزيز الشعور بالاستقرار النفسي والاجتماعي. كما شدد أبو دلو على الدور الكبير الذي تلعبه الفنون في تعزيز ثقافة الأمن المجتمعي مثل المسرح والموسيقى، والغناء والفلكلور الشعبي، لافتًًا إلى أن فرقة جامعة اليرموك الفنية تُُعد من الأفضل على مستوى الجامعات الأردنية ولها تاريخ طويل في هذا المجال. وفي إطـار تعزيز الانتماء الوطني، أكد أبو دلو أن العمادة تسعى إلى ترسيخ هذا المفهوم بشكل عملي من خلال تمكين الطلبة ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمع قوي بعيد عن المشاكل والتحديات، مشيرًًا إلى وجود شراكات فعالة مع مؤسسات وطنية، ومنها مديرية الأمن العام، وخاصة مديرية السلم المجتمعي والشرطة المجتمعية، من أجل نشر ثقافة الأمن والسلم المجتمعي بين الطلبة والمجتمع المحلي. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الجامعة، أوضح أبو دلو أن الخلفيات المجتمعية للطلبة تمثل أبرز هذه التحديات، إذ يأتي بعض الطلبة من بيئات يسودها التعصب العائلي أو المناطقي، م ّّا يؤدي أحيانًًا إلى ظهور تكتلات داخل الجامعة قد تتسبب بمشاكل اجتماعية. وأضاف «نحرص على ترسيخ مبدأ المساواة بين جميع الطلبة داخل الجامعة، وإبعادهم عن أشكال التمييز أو الانقسام، بحيث يكون التميز قائم ًًا على الأداء الأكاديمي والاجتماعي والإنساني فقط». وأشار أبو دلو إلى وجود دائرة متخصصة في الرعاية الطلابية والإرشاد النفسي، تقدم خدمات إرشادية باحترام كامل لخصوصيات الطلبة، وتعمل بالتعاون مع الكليات المختلفة على توعيتهم بقضايا مهمة، ومنها العنف والمشاجرات الجامعية، بهدف خلق بيئة جامعية صحية وآمنة للجميع. عميد شؤون الطلبة: برامج شاملة في الجامعة لبناء شخصية الطلبة وتعزيز الصحة النفسية طلبة اليرموك: الجامعة مكانا لبناء الوعي والعلم وتعزيز السلم المجتمعي مبنى عمادة شؤون الطلبة جانب من الندوة

٢٠٢٥ أيار ١١ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ١٣ الأحد 3 الملف ࣯ إشراف:حمزة زقوت ࣯ ي عياصرة � ن � عو ࣯ ي ـــرمـــوك- دانــــا الـنـقـرش � صـحـافـة الـــ وسلسبيلا العتال في عمق المشهد الصحي، حيث يُُفترض أن تتقدّّم الكفاءة والمسؤولية على ما سواهما، تـــبـــرز ظـــاهـــرة مـقـلـقـة تـــهـــدد لــيــس فــقــط مـبـدأ النزاهة المهنية، بل أساس الثقة بين المريض والمنظومة الطبية. مـا بــدأ كممارسة فـرديـة مـعـزولـة لمواجهة ضغوط البطالة وغياب الفرص، تحول تدريجيًًا إلــى ســوق غير رسـمـي يعمل فـي الـظـل، يضم وسطاء، مستفيدين، وأصحاب شهادات قرروا الـتـخـلـي عـــن مــمــارســة الـمـهـنـة مـقـابـل «دخـــل ثـابـت»، فيما تُُستغل أسماؤهم فـي ترخيص مراكز صحية وهمية أو تعمل بلا إشراف حقيقي. النتائج لا تُُقاس فقط على مستوى القانون، بـــل عـلـى أرض الـــواقـــع حـيـث يـتـلـقـى الـمـرضـى علاجات على يد من لا يحملون التأهيل، وت ُُرتكب أخطاء طبية تترك آثارًًا صحية ونفسية ومهنية، وسط غياب رقابة فعالة واكتفاء بعض الجهات بالتنظيم الورقي دون تتبّّع فعلي للممارسات الميدانية. قـصـص لأطــبــاء ومـمـرضـيـن وصــيــادلــة بـاعـوا هويتهم المهنية تحت ضغط الحاجة، واعترافات لمستثمرين كشفوا خفايا السوق، وشهادات لـمـتـضـرريـن تــحــول علاجـــهـــم إلـــى مــعــانــاة، إلـى جانب مواقف قانونية ورقابية تكشف الفجوة بين النص والتطبيق. وفي ظل هذا الواقع، يُُطرح سؤال جوهري: أيــن تتوقف الـحـاجـة وتـبـدأ الـمـسـؤولـيـة؟ وهل يمكن تبرير خيانة المهنة تحت عنوان «الظرف الاقتصادي»؟ أم أن الوقت قد حـان لفتح هذا الملف على مصراعيه، قبل أن ينهار ما تبقى من ثقة؟ بيع بدافع الحاجة المادية الـطـبـيـب «أ.ط»، الـــذي أجـــر شـهـادتـه لمدة ثلاث سـنـوات، يقر بـأن الحاجة المالية وتراكم الديون بعد التخرج كانا الدافع الرئيسي خلف ا : «لم أجد وظيفة ثابتة، وكانت الديون قراره،قائل ًا تـــــزداد، وشــعــرت أن الـتـأجـيـر هــو طـــوق الـنـجـاة الوحيد». وأضــــاف «أ.ط» أن الاتـــفـــاق تــم عـبـر وسيط متخصص فـي هــذا الـنـوع مـن الترتيبات، وأن دوره اقتصر على توقيع أوراق قانونية لاستخدام الشهادة في ترخيص مركز تجميل غير موثق دينار شهريًًا. 1500 رسميًًا، مقابل ووصف الصيدلاني «ح.ن» الاتفاق بأنه «حل مؤقت» لتحسين وضعه الـمـادي، موضحًًا أن الاتفاق كان شفهيًًا دون توثيق رسمي، واستمر لمدة عام مقابل مبلغ شهري، وأن القلق كان يــرافــقــه دائـــم ًًـــا، وشــعــر بـالـخـطـر عـلـى سمعته المهنية، وقرر إنهاء الأمر حين عرض المستثمر إعادة الشهادة». المرضى يدفعون ثمن البطالة الــظــاهــرة لا تقتصر عـلـى الـــحـــالات الـفـرديـة، 1000 الطبيب «ع.غ»، الذي أجر شهادته مقابل ا : دينار شهريًًا، يقر بانتشار هذه الممارسة قائلًا % من المراكز الطبية تعتمد 50 «ما لا يقل عن على تأجير الشهادات». ويـــرى أن هــذه «صفقة مفيدة للطرفين»، موضح ًًا أنه لا يشعر بالقلق طالما أن كل شيء يـسـيـر وفــــق الاتــــفــــاق، وهـــنـــاك تــفــاهــم شفهي واضح». لم تختلف كثيرًًا دوافــع الممرضة «ن.ب»، إذ بـدأت العمل في الرعاية الصحية المنزلية، لكن انخفاض الدخل دفعها لقبول عرض تأجير شهادتها، قائلة «كنت أدرك أنه غير قانوني، لكنه كان المخرج الوحيد أمامي». وتــابــعــت «مــــع مـــــرور الـــوقـــت بـــــدأت أشـعـر بالذنب، وقررت بعد انتهاء العقد أن أبحث عن عمل قانوني يحفظ مهنتي». فيما تحكي الطبيبة «س.ع» عـن حماسها بعد التخرج، الذي اصطدم بواقع مهني مزدحم بــالأطــبــاء وقــلــة الـــفـــرص، وعـنـدمـا عـــرض عليها 1200 أحـــد الــمــراكــز تـأجـيـر شـهـادتـهـا مـقـابـل ديـنـار شـهـريًًــا، وافـقـت «تحت الـضـغـط»، لكنها أدركت لاحق ًًا أن الضرر يتجاوز الشخص، ويصل إلـى المهنة كلها والمريض الــذي يُُــخـدع باسم الطبيب. سوق تحت الأرض.. وعروض مغرية الصيدلي «ف.م» أشـار إلـى أن زميل والـده هو من عرض عليه تأجير الشهادة، موضح ًًا أنه دينار شهريًًا، إضافة لنسبة 800 تم الاتفاق على مــن أربــــاح الـصـيـدلـيـة، ولـــم يـكـن «ف.م» يعلم أن هـذه الممارسة، رغـم شيوعها، قـد تُُعرضه لـمـسـاءلـة قـانـونـيـة شـــديـــدة، خـاصـة مــع غياب التوثيق القانوني السليم. من جانبه، كشف «م.ص»، أحد المستأجرين، ا إن«الطلب عن طبيعة هذا السوق الموازي، قائل ًا المتزايد على خدمات طبية متخصصة ووجود فــجــوات فــي الــســوق دفـــع الـبـعـض نـحـو شــراء ا من تعيين أطباء حقيقيين». الشهادات بدلًا وتـــابـــع: «نـــتـــواصـــل مـــع أطـــبـــاء لا يــمــارســون مـهـنـتـهـم، ونـمـنـحـهـم عـــروض ًًـــا مــغــريــة مـقـابـل استخدام اسمهم فقط». وأشار إلى أن الاتفاقات تتم «بسرية تامة»، وغالبًًا ما تكون شفوية، متابعًًا: «نحرص على عدم التسبب بأي ضرر قانوني أو مهني، ولدينا مستشارون قانونيون لمواجهة أي طارئ، لكن إذا تم الكشف عن هذه الممارسات، فإن الجميع سيتعرض للمساءلة». هـــذه الـظـاهـرة لا تمثل فـقـط خــرقًًــا قـانـونـيًًــا، بـــل تـــهـــدد سلامـــــة الـــمـــرضـــى وثـــقـــة الـمـجـتـمـع بالمؤسسات الطبية، حيث يعتمد كثير من الــمــرضــى عــلــى الأســـمـــاء الـمـعـلـنـة عــنــد اتــخــاذ قراراتهم الصحية، ليفاجؤوا لاحق ًًا بأن من يحمل الاسم ليس هو من يعالجهم. ولا يمكن النظر إلى تأجير الشهادات الطبية على أنه «حل عملي» كما يراه البعض، بل هو فعل يحمل في طياته خيانة لأخلاقيات المهنة وتـــهـــديـــد لــصــحــة الـــنـــاس وسلامــــــة الـمـجـتـمـع، والظاهرة، وإن كانت تنمو في الظل، فإن نتائجها قد تكون كارثية إذا ما تركت بلا رقابة أو مساءلة حقيقية. ا هامًًا، هل تـؤدي الظروف ليطرح هنا ســؤالًا الاقــتــصــاديــة الـقـاسـيـة إلـــى شـرعـنـة مـثـل هـذه الــتــجــاوزات؟ أم أن الــوقــت قــد حـــان لفتح هـذا الملف رسميًًا؟ ضحايا «تأجير الشهادات الطبية».. خسائر مهنية وأحكام قضائية تـتـوالـى الــشــهــادات الــتــي تـكـشـف عــن حجم الأضــرار الناجمة عن ظاهرة «تأجير الشهادات الطبية» فـي الأردن، والـتـي باتت تهدد سلامـة المرضى، وتسيء إلى سمعة القطاع الصحي، وقصص متعددة يرويها متضررون، تتراوح بين مضاعفات صحية خطيرة وخسائر مهنية فادحة، فـي ظـل غـيـاب رقـابـة حقيقية على الـمـؤهلات الطبية للعاملين في بعض المراكز والعيادات. وقال محمود صمادي، وهو أحد المتضررين، إنــه كــان يعاني مـن سـعـال مستمر ومشاكل تنفسية قبل عام، فتوجه إلى عيادة متخصصة بأمراض الصدر حيث تلقى علاج ًًا أدى إلى تدهور حالته بشكل حاد، وبعد مراجعة مستشفى آخر، تبين أنه مصاب بالتهاب رئوي حاد نتيجة وصفة طبية خاطئة. لاحقًًا، اكتشف بمساعدة محام أن الطبيب الـــذي عـالـجـه لا يحمل شــهــادة طبية حقيقية، بل يعمل باستخدام شهادة مستأجرة، وهي جريمة قانونية يعاقب عليها الـقـانـون، وبعد تــقــديــم شــكــوى رســمــيــة، صــــدر حــكــم لصالحه بالحصول على تعويض قـدره ثلاثـة آلاف دينار، وإغلاق العيادة، وتغريم مالكها، وسجن الطبيب ا ، واصف ًًا التجربة بأنها «قاسية المزيف عام ًًا كامل ًا ومـــؤلـــمـــة»، لـكـنـهـا عـلـمـتـه أهــمــيــة الــتــأكــد من مؤهلات الطبيب قبل بدء أي علاج. في شهادة أخرى، تروي «م.ن»، وهي طالبة طب تخرجت حديثًًا، كيف تحولت أولى تجاربها المهنية إلــى كـابـوس، بعد قبولها للعمل في مركز طبي في إربد، اكتشفت لاحقًًا أن الطبيب المسؤول لا يحضر إلـى العيادة، بل كـان يؤجر اســمــه وشــهــادتــه مـقـابـل مـبـلـغ مـــالـــي، وتبين أن الـمـركـز لا يـضـم أي كــــوادر مـؤهـلـة، وجميع التشخيصات والــوصــفــات الطبية تُُــقــدََّم دون إشراف. ورغم اعتراضها، ط ُُلب منها الاستقالة إذا لم يناسبها الـوضـع، وتفاقمت الأمـــور حين وُُضـع اسمها في شكوى من أحد المرضى دون علمها، مما أضر بسمعتها المهنية وأدخلها في دوامة قضائية، قائلة: «بــات الخوف يرافقني في أي وظيفة جــديــدة، وهـــذه الـظـاهـرة تظلم الأطـبـاء الحقيقيين». وقـــال «ح.ي» إنــه عمل فـي عـيـادة مرخصة باسم طبيب مشهور لكنه لم يكن يشرف عليها فعليًًا، مضيفًًا أن الأجهزة المتطورة في المركز تُُستخدم من قِِبل أشخاص غير مؤهلين، وأن بعض العاملين يحملون شــهــادات مـــزورة أو مستأجرة. وتـابـع: «كنا نُُطلب أحيانًًا بـأن نقدم أنفسنا كخبراء بينما لا نملك الـمـؤهلات المطلوبة»، معترفًًا بأنه كـان يشعر يوميًًا بخطر التسبب بــأذى للمرضى، لكن الضغوط الـمـاديـة هـي ما يمنعه من ترك العمل رغم معرفته بأن ما يجري داخل العيادة «غير قانوني وخطير». ومـــن جـانـبـهـا، تــقــول «ر.ع»، إنــهــا خضعت لعملية جراحية في اليد لعلاج تمزق في الأوتار، لكنها عانت لاحقًًا من آلام شديدة ومضاعفات صحية تبين لاحـقًًــا أنها نتيجة إجـرائـهـا على يد طبيب غير مؤهل، موضحة أنها كانت قد اختارت العيادة بناء على حملاتها الترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكتشف لاحقًًا الحقيقة الصادمة بعد التحقيق. وروى «ي.ج» تجربته مع عيادة أسنان أعلن عنها طبيب شهير، لكنه فوجئ بأن من عالجه شـخـص آخــــر، وبــعــد يـــوم مــن الـــــعلاج، سقطت الأسنان المزروعة وتعرض لالتهاب حـاد، فيما أنكرت العيادة مسؤوليتها، وبعد تهديده بكشف الحقيقة، حصل على علاج من الطبيب الشهير ا : «علمت لاحق ًًا نفسه الذي اعترف بخطئه، قائلًا أن الطبيب يؤجر شهادته للعيادة، ولولا تهديدي لهم لكان الضرر أكبر». تسلط هــذه الـشـهـادات الـضـوء على ظاهرة مقلقة تهدد المنظومة الصحية، وتدق ناقوس الخطر بشأن ضـــرورة مراقبة تراخيص المهن الطبية والـتـأكـد مــن أهـلـيـة الـعـامـلـيـن، حماية للمجتمع، وصونًًا لثقة الناس في مؤسساتهم الصحية. تأجير الشهادات حل للكثيرين وقال مستشار الأعمال الصيدلانية، الدكتور خالد الشوبكي، إن من أبرز العوامل التي تدفع الأفـراد إلى تأجير شهاداتهم الطبية هو العامل المالي، حيث يجد العديد منهم في ذلك وسيلة للحصول على دخل شهري ثابت. وأضاف الشوبكي أن ظاهرة تأجير الشهادات ا لـلـكـثـيـر مـــن الأفــــــراد في الـطـبـيـة أصـبـحـت حلًا مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب، خصوصًًا الصيادلة الذين لا يجدون فـرص عمل تناسب تخصصاتهم. وأوضـــح الشوبكي أن هــذه الـظـاهـرة تحمل مخاطر كبيرة على الـصـيـادلـة والمستثمرين على حد سواء،مضيف ًًا أن الصيدلاني الذي يؤجر ا قانوني ًًا أمام صيدليته للمستثمر يبقى مسؤولًا السلطات عن جميع جوانب الصيدلية، سواء فيما يتعلق بالأخطاء الطبية أو الأمــور المالية مثل الضمان الاجتماعي والضرائب، ومن جهة أخــرى، يواجه المستثمر خطرًًا كبيرًًا في حال قـام الصيدلي بــإغلاق الصيدلية دون أي إثبات للمستثمر عـلـى ملكية الـبـضـائـع أو الأدوات الموجودة داخلها. ويـــــرى الــشــوبــكــي أن الـــحـــل الأنـــســـب لـهـذه الظاهرة يكمن في إعادة تنظيم القطاع الصيدلي بما يتلاءم مع احتياجات السوق المحلي، مشير ًًا إلى أن عدد خريجي كليات الصيدلة في الأردن قد ازداد بشكل كبير، في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة في سوق العمل. مـــن جــهــتــه، قــــال الـخـبـيـر الاقـــتـــصـــادي فـايـق حجازين إن وزارة الصحة الأردنية تقوم بدور مهم فـي مراقبة جميع الـعـيـادات الصحية وتخضع جميعها لإجراءات الترخيص والاعتماد من قبل الـوزارة، مشيرًًا إلى أن ظاهرة تأجير الشهادات الطبية، رغم ما تحمله من جدل، تحمل بعض الجوانب الإيجابية التي تتمثل في تمكين الأفراد مــن الاسـتـثـمـار فــي الـقـطـاع الـصـحـي مــن خلال افتتاح صيدليات وعيادات «تحت إشراف أطباء مرخصين». وأشـــار حجازين إلـى أن التكلفة الاقتصادية تعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تدفع بعض الأطباء والصيادلة إلى تأجير شهاداتهم، موضح ًًا أن هـــذه التكلفة يمكن أن تـكـون إيـجـابـيـة من حيث توفير فرص عمل لأولئك الذين يحملون شـــهـــادات مـــزاولـــة الـمـهـنـة، لكنهم لا يمتلكون الـقـدرة المالية لافتتاح مشاريع صحية خاصة بهم. ويرى حجازين أن الدمج بين الاستثمار في القطاع الصحي والـقـدرة على تقديم الخدمات الـطـبـيـة يُُــعــد «مـنـفـعـة مـتـبـادلـة» بـيـن الأطــبــاء والمستثمرين، مبين ًًا أن هذه الممارسة ليست ا من أشكال الفساد، بل وسيلة لتحسين شكل ًا الوضع الاقتصادي. قصور رقابي وقالت دكتورة الطب العام لين السواعير إن تأجير الشهادات الطبية يشكل «خطرًًا كبيرًًا» عــلــى سـمـعـة الأطـــبـــاء والــمــؤســســات الـطـبـيـة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل سلبي على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. وأضــــافــــت الـــســـواعـــيـــر أن الـــشـــخـــص الــــذي يــســتــأجــر شـــهـــادة طـبـيـة دون أن يـــكـــون لـديـه المهارات والخبرة اللازمة يمكن أن يسبب ضررًًا كبيرًًا للمريض، مشيرة إلى أن هناك «قصورًًا رقابيًًا» في بعض الأماكن الطبية، وهو ما يمكن معالجته من خلال منع استيراد الشهادات من مصادر معروفة بممارسة تأجير الشهادات. وأوضـحـت السواعير أنـه في حـال استمرت ظاهرة تأجير الشهادات الطبية، ستفقد الناس الثقة في القطاع الطبي بشكل عام، مما سيؤثر سـلـبًًــا عـلـى سـمـعـة الأطـــبـــاء فـــي الأردن وعـلـى الصعيدين المحلي والدولي، داعية إلى ضرورة تقوية الرقابة على الشهادات الطبية والموافقة فقط على الشهادات المحلية والدولية المعترف بها من دول موثوقة. وقالت الصيدلانية وعد الدن إن هذه الظاهرة تضر بسمعة المهنة وتهدد سلامة المرضى، إذ إن الشخص الــذي يؤجر شهادته قـد لا يمتلك الخبرة والمهارات الطبية اللازمـة لتقديم رعاية صحية فعالة، مبينة أن النساء يشكلن نسبة كبيرة من المتورطين في هذه الظاهرة، ويجدن ا لتحسين وضعهن المادي في ظل قلة فيها حلًا الفرص الوظيفية المتاحة. ورغــــم أن تـأجـيـر الــشــهــادات لا يــؤثــر بشكل مباشر على ثقة الـمـرضـى بـالـصـيـدلانـي، حيث يظل المريض يتعامل مع شخص يرتدي الزي الأبيض ويقدم النصائح الطبية، مضيفة الدن أن هذه الممارسات تؤثر على سمعة القطاع بشكل عام،قائلة إن المريض يحكم على الصيدلي بناء على تعامله معه وليس من خلال الشهادات الـرسـمـيـة، م ّّـــا يخلق حـالـة مــن عـــدم الـثـقـة قد تــؤدي إلـى تـدهـور جــودة الخدمة المقدمة في الصيدليات. أبو جاموس: شروط صارمة لفتح الصيدليات وأوضحت رئيسة قسم ترخيص المؤسسات الصحية فــي وزارة الـصـحـة، الــدكــتــورة إخلاص أبـــو جـــامـــوس، أن الـصـيـدلـي الــــذي يــرغــب في فتح صيدلية يجب أن يـكـون قـد أمـضـى ثلاث سـنـوات فـي مـزاولـة المهنة، وأنــه لا يُُسمح له بفتح صيدلية قبل مـرور هـذه الـمـدة، مضيفة أن جميع الصيدليات تعمل بموافقة الـــوزارة ونقابة الصيادلة، وأنـه في حال تم الكشف عن أن الترخيص مبني على معلومات غير صحيحة أو أن الصيدلي غير مسجل في قانون الغذاء والدواء، يتم إلغاء ترخيص الصيدلية فورًًا. وقالت أبـو جاموس إن النقابة تقوم باتخاذ إجــــراءات تأديبية بحق الـصـيـادلـة المخالفين، وهــــذه الإجـــــــراءات قـــد تـشـمـل فـــرض غــرامــات مالية أو منع الصيدلي من مزاولة المهنة لفترة زمنية محددة، مشيرة إلى أن المديرية لا تملك الـصلاحـيـة إلا فـي إلـغـاء تـراخـيـص الصيدليات، ولكن ذلك يتم بناء على مستندات ووثائق تؤكد أن الصيدلية ليست باسم الصيدلي. وأضافت أن الوزارة لا ت ُُر ََخ ِِص أي صيدلية إلا إذا تم تقديم الأوراق اللازمة التي ت ُُثبت أن الصيدلية باسم الصيدلي، مثل عقد الإيجار، سند الملكية، والـسـجـل الــتــجــاري، مـشـيـرة إلـــى أن الاتفاقية المبرمة بين وزارة الصحة والمؤسسة العامة للغذاء والـــدواء، التي تتولى مسؤولية الرقابة على الصيدليات، فـي حين تقتصر مسؤولية الوزارة على إصدار التراخيص. وتابعت أبـو جاموس أن المؤسسة العامة للغذاء والـدواء هي الجهة المسؤولة عن تلقي جميع الشكاوى المتعلقة بتأجير الشهادات، ويشمل ذلك القيام بزيارات ميدانية للتأكد من صحة الشكاوى. تأجير الشهادات تحت المجهر النقابي والرقابي وقــــال مـسـاعـد أمــيــن صــنــدوق الـتـقـاعـد في نقابة الصيادلة، الدكتور رامي عـواد، إن النقابة لا تمتلك إحصائية دقيقة حــول ظـاهـرة تأجير الـــشـــهـــادات، ولـكـنـهـا تـتـابـع جـمـيـع الــمــعــاملات الـمـتـعـلـقـة بـالـصـيـدلـيـات عــبــر قــســم تـرخـيـص الصيدليات، ويتم التحقق منها للتأكد من عدم تأجير الشهادات، موضح ًًا أن النقابة تقوم بإحالة أي صيدلي مشكوك فيه إلى لجنة للتحقيق في حال وجود أي شكوك. وأضـــــــاف عــــــواد أن الـــنـــقـــابـــة تـــقـــوم بــرفــض المعاملات أو إقناع الصيدلي بسحب طلباته إذا تم التأكد من وجود تأجير للشهادة، كما تواصل التنسيق مع وزارة الصحة بشأن ذلك، مبينًًا أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة هو قلة الوعي بعواقب تأجير الـشـهـادات، إلى جانب غياب الثقة بين الصيدلي والشخص الذي يقد ّّم له عرض تأجير الشهادة. وأشار عواد إلى أن النقابة تعمل على تنفيذ حملة توعوية جديدة تهدف إلـى تعزيز الوعي حول مخاطر هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تعزيز القوانين والـتـأكـد مـن صحة جميع الشهادات المقدمة. وتــابــع: «الـنـقـابـة تتابع وضــع الـصـيـادلـة عبر قـسـم مـخـصـص لـلـتـوظـيـف، حـيـث يـتـم إجـــراء تفتيش دوري على الصيدليات بالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والـــــدواء»، موضحًًا أن النقابة تقوم بتنظيم ورشـات عمل ودورات تدريبية وتوزيع منشورات توعوية لزيادة الوعي بين الصيادلة حول هذه الظاهرة. وأكـدت نقابة اختصاصي المختبرات الطبية الأردنــيــة أنـهـا تتبع عــدة إجــــراءات للتحقق من صحة الشهادات المستخدمة في المختبرات الطبية، وتشمل هـذه الإجـــراءات التواصل مع الـمـؤسـسـات التعليمية المانحة للشهادات، بالإضافة إلى مراجعة السجلات الرسمية للتأكد من مطابقة البيانات المقدمة مع تلك المسجلة لدى الجهات المختصة في وزارة الصحة الأردنية. وأشــــــــارت الـــنـــقـــابـــة إلـــــى أن وزارة الـصـحـة والجهات الرقابية تقوم بزيارات ميدانية مفاجئة للمختبرات الطبية لضمان الالـتـزام بالمعايير القانونية والتأكد من صحة الشهادات. وقالت النقابة إن هناك تحديات تواجه عملية الكشف عـن المخالفات، أبـرزهـا نقص الـمـوارد البشرية المتخصصة فـي الـرقـابـة، واستخدام بعض الأفــراد وسائل احتيالية متقدمة لإخفاء الــمــخــالــفــات، بـــالإضـــافـــة إلــــى ضــعــف الــتــعــاون مـن بعض الـجـهـات أو الأفــــراد الـذيـن يعرقلون التحقيقات. وأوضحت النقابة أن وزارة الصحة، بالتعاون مــع الـجـهـات الـمـعـنـيـة، تــقــوم بتنظيم حــملات توعوية وورش عمل تستهدف العاملين في الـقـطـاع الـصـحـي لـتـعـزيـز الــوعــي بـالـمـمـارسـات المهنية السليمة والـتـحـذيـر مــن المخالفات الناتجة عن ضعف الرقابة. وتابعت:»هناك إجـراءات صارمة تتخذ بحق الخريجين المتورطين فـي تأجير شهاداتهم، بما في ذلك سحب الترخيص المهني ومنعهم من ممارسة المهنة، بالإضافة إلى إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجـــراءات القانونية المناسبة». مــن جـانـبـه، نـفـى نـقـيـب الأطـــبـــاء الأردنــيــيــن، الـــدكـــتـــور زيـــــاد الـــزعـــبـــي، وجـــــود ظـــاهـــرة تـأجـيـر الـــشـــهـــادات الـطـبـيـة بـيـن الأطـــبـــاء، مــوضــح ًًــا أن طبيعة مهنة الـطـب ومسؤولياتها تمنع مثل هذه الممارسات. وقـــال الـزعـبـي إن كــل طبيب يحمل هويته المهنية المستقلة التي تميزه عـن غيره من الأطباء، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك ظاهرة تأجير شهادات في هذا المجال. تأجير الشهادات الطبية في ميزان القانون قــــال الــمــحــامــي قــصــي الـــنـــقـــرش إن تـأجـيـر الـــشـــهـــادات الـطـبـيـة يُُــعــد أحـــد أشـــكـــال الـتـزويـر والاحتيال التي يجرّّمها قانون العقوبات الأردني، مـــؤكـــدًًا أن هـــذه الــمــمــارســة تُُــصــنّّــف كجريمة متعددة الأبعاد، تتضمن تزوير وثائق رسمية، وانــتــحــال صــفــة، ومــمــارســة مـهـنـة طـبـيـة دون تـرخـيـص، مـا يجعلها مـن الـجـرائـم الـتـي تمس النظام العام وسلامة الأشخاص. وأضــــاف أن الــقــانــون يـعـاقـب مـرتـكـبـي هـذه الجريمة بعقوبات تصل إلى الحبس، والغرامة المالية، وشطب المخالف من السجل المهني، بالإضافة إلى إغلاق المنشأة الطبية المتورطة، لما تشكله هذه الممارسات من تهديد مباشر لصحة وسلامة المرضى. وأشـــار الـنـقـرش إلــى مـا نـص ّّــت عليه الـمـادة /ب) من قانون الصحة العامة، والتي تحظر 5( مـمـارسـة أي مهنة طبية أو صحية أو القيام بأعمال دعاية دون الحصول على ترخيص من /أ) من 9( وزيــر الصحة. كما أوضــح أن الـمـادة القانون ذاته تنص على معاقبة كل من يمارس المهنة دون ترخيص، وتجيز إغلاق المحل لحين صدور حكم قضائي قطعي. /ب) 62( وفـي ذات السياق، بيّّن أن المادة من القانون تنص على الحبس من ثلاثة أشهر إلـــى سـنـتـيـن، أو الــغــرامــة مــن ألـفـي ديــنــار إلـى خمسة آلاف ديــنــار، أو بكلتا العقوبتين لمن يـمـارس المهنة دون تـرخـيـص. كما أشـــار إلى ) مـن قـانـون الـعـقـوبـات الأردنـــي، 265( الــمــادة التي تعاقب على التزوير في الوثائق الرسمية أو في أي بيانات ضمن نظام معلومات رسمي بـالأشـغـال المؤقتة، مـا لـم ينص الـقـانـون على خلاف ذلك. وأوضـــــح الــنــقــرش أن وزارة الـصـحـة تتولى التحقق من تراخيص الـكـوادر الطبية العاملة، وتدقيقها للتأكد من مطابقتها للمعايير المهنية، كما تتلقى وتحقق في الشكاوى المقدمة ضد الأطــبــاء والـمـؤسـسـات الصحية. فـي المقابل، تتولى النيابة العامة التحقيق في قضايا التزوير وانـتـحـال الـصـفـة، بينما يُُــعـهـد للقضاء إصـــدار الأحـكـام المناسبة بحق المخالفين، ويضطلع جهاز الأمن العام بجمع الأدلة اللازمة. كما شدد النقرش على دور النقابات المهنية، الــتــي تـمـثـل خــط الـــدفـــاع الأول ضــد مـثـل هـذه الممارسات المخالفة لأخلاقيات المهنة، حيث يقع على عاتقها التحقق من صحة الشهادات المقدمة من الأعضاء وفرض العقوبات التأديبية بـحـق الـمـخـالـفـيـن، بـمـا فــي ذلـــك حــــالات تأجير الشهادات. المتاجرة بالشهادات الطبية وسط غياب الرقابة الرسمية أصحاب شهادات طبية يؤجرون شهاداتهم بمبلغ شهري لمستثمرين.. والمريض هو الضحية منشورات رصدها فريق التحقيق عن عرض و طلب شهادات للإيجار

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=