٢٠٢٥ أيار ١١ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ١٣ الأحد 4 شرفات ࣯ ي رموك- زين الطراونة � صحافة ال أن تعرف كيف تستخدم صوتك، راغبًا بذلك إعطاء الرسالة وزنًــا وثباتًا في الأذهـــان، يشكل الصوت عنصرًا جوهريًا في التواصل الإنساني ومفتاحًا قويًّا لنقل الشعور والمعنى، والأهـم تـحـقـيـق الأثــــر وامــــتــــداده، ومـــع تـغـيّــر أسـالـيـب توظيف الصوت عبر الأزمـنـة لا زالــت الموجات الإنسانية تصنع صدًى وتصل، بحسن الاستثمار والتوظيف والفهم الواقعي. وقـــال الـــمـــدرّّب فــي مـجـال الإلــقــاء والـقـيـادة المذيع عبدالله حمدان إن ما حصل عبر الأزمنة لـلـصـوت كــــأداة تعبير فـطـريـة إلـــى مــهــارة يتم التدر ّّب عليها ليس تحولا ًً، بقدر ما أنه أمر طبيعي موهوب من الله ومعتادين على استخدامه منذ زمن، فإن ما جرى اليوم هو تأطير له كعلم، طارح ًًا أمثلة واقعية، لافتا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته في بعض المواقف، ويخفض إصبعه بمواضع ويحم ّّر وجهه بأخرى، وامــــتلاك عمر بـن الـخـطـاب صـوتًًــا جـهـوريـا عند حديثه وهو من أبرز متطلبات الخطابة، كل هذا يسم ّّى مهارات الإلقاء والصوت ولغة الجسد. وأضـاف أن ما شكّّل نظرة مختلفة لمهارات الإلـــقـــاء وأهــمــيــة عــنــاصــرهــا، مــنــاظــرة الـرئـاسـة بـــيـــن جـــــون كـيـنـيـدي 1960 الأمـــريـــكـــيـــة عـــــام وريـتـشـارد نيكسون، حيث كانت أول مناظرة رئاسيـة تعرض على التلفاز آنـذاك، بعد إنهائها وجـــدوا أن مـن شاهد المناظرة عبر التلفاز أو بالقاعة جـزمـوا بفوز جــون كينيدي، بينما من سمعها عبر الـراديـو شعروا بالحيرة بين جون وريتشارد، فلما تم الأخذ بآراء الناس وتفصيلها بسؤالهم واختبارهم تحليليًًا، توصل الباحثون إلى أن الجمهور الذي فض ّّل جون وجد أنه يمتلك لغة جسد مميزة جد ًًا، على عكس ريتشارد الذي لم تكن لغة جسده مقنعة، مركزًًا على ذكر لغة الجسد بالتزامن مع الصوت، لأنه لا يخرج سليم ًًا مـا لـم تكن لغة الجسد منضبطة، كــأن يحاول شخص ًًا وجهه حزين أن يُُخرج صوتًًا سعيد ًًا. وأشـــار حـمـدان إلــى تقسيم الـبـاحـث وعالم النفس ألبرت مهاربيا وفريقه لعناصر التواصل، وهو المحتوى الذي يشكّل تأثيره على مشاعر % الـمـتـمـثّــل بـاخـتـيـار 7 الـمـتـلـقـيـن مـــا نـسـبـتـه الكلمات والألــفــاظ المستخدمة، ثـم بعد ذلك %، ولـغـة الجسد 38 الـصـوت والـمـؤثـر بنسبة %، لافتًا إلى أن كثيرًا من الباحثين 55 بنسبة % محتوى، 7 : أشـــاروا إلـى تعديل النسب إلــى % لـغـة الــجــســد، لـضـمّــهـم الـــصـــوت للغة 93 و الجسد. وبنفس السياق، تابع أن الفكرة باستخدام الصوت سابقًًا والـيـوم تكمن بأنهم لم يطوروا الصوت كأداة تعبير فطرية، إنما راقبوا سلوك البشر ووجدوا ما هو مشترك ووضعوا له نظرية، فلا يستلزم الحديث بنفس الطريقة دوم ًًا، مؤكدا أن هـنـاك فـــوارق بين الأصــــوات المستخدمة، فصوت مذيع الأخبار مختلف تمامًًا عن صوت المحاضر في الجامعة. وعـن صـوت الملقي للجماهير مثل منصة تيد اكــس، قــال: «مـذيـع الأخـبـار يريد أن يظهر الحيادية في عرضه فلا يغيّر من صوتـه محافظًا على طبقة واحـــدة تسمى طبقة الـقـرار ليظهر بها الثقة والمصداقية والـقـوة، والمحاضر في الجامعة يتحدث عـن حقائق علمية لا مشاعر فيها، أما الملقي على المنصة فيحتاج أن يصل لمشاعر الجمهور باستخدام التنوّع الصوتي». ولفت إلى أنه بالرغم من اختلاف الشخصيات وأنماط تعبيرها، فجميع البشر يتشابهون في استخدام لغة الجسد، ففي مجال التدريب عادة لا يتم التعامل مع أصحاب اضطرابات التوحد مــثــا بــاخــتــاف، لأنـــه يستطيع فـعـل مــا يفعله البقية، إلا أن الفارق يكون بالمدة المستغرقة 3 لإظهار الأمر اجتماعيًا أمام الناس، كأن يأخذ ساعات لإتمام التمرين بدلا من ساعة، فإذا 4 أو تم التعامل معه على أساس محدودية قدرته لن يتجاوز هذا الحد الذي صُنع له. وإشارة إلى فطرية لغة الجسد، قال حمدان «نـحـن نشاهد الطفل كيف يتعامل مـع أمـه، تجده يضحك ويبكي ويغيّّر من تعابير وجهه، فـــالإشـــكـــال الـــــذي يـظـهـر عــنــدمــا نـكـبـر ونــخــرج أمــام الـنـاس هـو الـخـوف، مـن الخطأ والنسيان والارتـــبـــاك، فيبدأ الـفـرد بـالانـكـمـاش بــأن يكون صوته مرتبكًًا وأعضاؤه مرتجفة، وجهه يتعرّّق وقلبه يـــدّّق،» مبينا أن هــذه الأعـــراض ليست مرتبطة بالإلقاء، إنما هي بالخـوف. وأشار إلى أهمية البدء بالتدريب بالممارسة، من خلال الوقوف أمـام الجمهور مـرات عديدة لاكتساب الثقة أولاً، ولا بأس بالخطأ عدّة مرات بالإلقاء والصوت ولغة الجسد، وبعد اكتساب الراحة أمـام الجمهور ننتقل لمرحلة اكتساب الـــمـــهـــارات الـــجـــديـــدة، مــنــوهًــا إلــــى أن الــهــدف الأسمى في الحديث عامّة هو التأثير، وكي تصل للمتحدّث لا بد أن تعرف كيف تستخدم صوتك ولغة جسدك. وبما يتعلّق بأقسام لغة الجسد، ذكر حمدان أنها تتمثل في التواصل البصري، ثم الإيماءات وحركة اليدين، ثم تعابير الوجه، ووضعية الجسد سواء كنت واقفًا أو جالسًا، وكيف تسيطر على الحركة وتضبطها. وبالنسبة للتواصل البصري، رك ّّز على أهمية تــوزيــع الـبـصـر عـلـى الـجـمـهـور بـشـكـل منتظم، فنشهد في حياتنا اليومية ارتفاع نبرة الصوت أثناء التحدث عبر الهاتف، مؤكدا حاجة المتحدث لبذل قصارى جهده لإيصال شعوره من خلف السماعة، لانعدام القرب الواقعي. أم ّّـــــا عـــن تـعـابـيـر الـــوجـــه، قــــال حـــمـــدان إنـهـا جـزء من السياق الـذي نقرأ الناس بـه، بالكلام الذي يقولونه وطريقته، كما أنها تعطي تمثيلا أوضـحًًــا للمشاعر، مضيفًًا «نعلّّم المشاركين أثناء التدريب على كيفية تغيير تعابيرهم مع الكلام، فنعطي بالبداية مجموعة من القصص التي تملك مشاعر كثيرة وشخصيات مختلفة ليعتادوا على تغيير الشعور لآخــر، حيث تبدأ عضلات الوجه تتحرّّك ويبدأ يشعر أن هذا الأمر طبيعي ًًا». وانتقل إلى الإيماءات، والمقصود بها حركة اليدان نفسها، فهما تعبّّران عن كل شـيء، إذ يستطيع الملقي أن يظهر أن الأمـــر عظيم أو صغير من خلالهما، أو أن يعدّّد على الأصابع، معبّّرًًا أن اليد هي أداة مساعدة ترسم تخيّّلا للصورة المراد إيصالها، وتصنع نوع ًًا من المواقع البصرية على المسرح للمتلقي. وبــالــنــســبــة لــوضــعــيــة الـــجـــســـد، فـــأشـــار إلــى وجوب بقاء الجسد مستقيمًا، الصدر والقدمان والرأس والكتفان، لأن هذا يعطي شعورًا بالثقة للملقي، والارتـــيـــاح مــن طـــرف الـمـتـلـقـي، وبما يتعلّق بالحركة على المسرح، مؤكدا أن الأصل في الحركة الثبات إلا إذا كان هناك حاجة، وقد تكون الحاجة لكسر الروتين أو الملل خصوصًا إذا كان الخطاب طويلاً. وبسياق آخـر، ذكـر حمدان أن للصوت ثلاثة مـفـاتـيـح أســاســيــة، الأول الـــوضـــوح فــي النطق وسلامة مخارج الحروف، والثاني الوقف والذي وصفه بـ «نصف الصوت»، والأخير النبر أو (الشد والتركيز). وبالنسبة للمفتاح الأول، أكـــد حــمــدان أن الملقي يـحـتـاج أن أن يـقـرأ كـثـيـرًًا، وأن يتعوّّد عــلـى نــطـق الأحــــــرف، فـيـتـم إعـــطـــاء الـمـتـدربـيـن أحيانًًا بعض الأحجيات اللغوية، مثل الأحجية المشهورة عند العرب (وقبر حرب بمكان قفر وليس قُُــرْْب قبْْر ح ََــرْْب قبرُُ)، بحروف متشابهة ومكررة ليتمكّّن من التعوّّد على نطق الأحرف بشكل صحيح، بالإضافة إلى عدد من التمارين العملية مثل تمرين القلم المشهور، بأن يضع القلم بين أسنانه ويحاول قدر الإمكان أن يتكلّّم بوضوح ولا يعيق القلم كلامـه، فيقوّّي عضلات اللسان ويخرج الحروف بشكل أفضل. وانتقل للمفتاح الثاني موضح ًًا أنواع الوقف، أولــهــا الـــتـــام، والــــذي يــكــون ســريــع ًًــا عـنـد نهاية المعنى، والثاني المعلّّق الـذي يأتي بمنتصف الــــكلام حـيـن لا يـكـون مـكـتـملا وفـيـه شـــيء من الـضـغـط والــمــد ليشعر الـجـمـهـور أن هـنـاك ما سيقال بعد الكلمة، ويعينهم على فهم المعنى بشكل سليم. وتـطـرّّق للمفتاح الأخـيـر وهـو النبر أو الشد والــتــركــيــز، ويـــكـــون بـالـضـغـط نـطـق ًًــا عـلـى حـرف معين في منتصف الكلمة لبيان أهميتها وشد انـتـبـاه الـجـمـهـور للتركيز عليها، بحيث يكون إخــراج الكلمة بطيئًًا فيأخذ الجمهور وقته في استيعابها ويدرك أهميتها. وأكــمــل حــمــدان أنـــه بـعـد تعليم أسـاسـيـات الـــصـــوت، يـتـم الانــتــقــال لـمـسـائـل أخــــرى مثل الـسـرعـة والـــبـــطء، فيعلّّم مـدرّّبـيـه أن السرعة مهمة في حشو الكلام والمضامين غير المهمة، والبطء عند الـكلام المهم، مضيفًًا أهمية فهم طـبـقـات الــصــوت لـمـعـرفـة كيفية الـتـحـكّّــم بها، وهما طبقة الجواب والتي يكون بها رقة وارتفاع مثل قُُـــرّّاء الـقـرآن بالعصر الحديث المعيقلي والعجمي، وطبقة الــقــرار وبـهـا خشونة وجــدّّة وعمق التي يستخدمها مذيعو الأخبار أو القرّّاء القدامى أصحاب الأصوات العريضة كالمنشاوي والحصري. ولفت إلـى أن الملقي بشكل عـام لا يحتاج طبقة صوت متخصصة، فالطبقة التي أعطاها الله إيـــاهـــا -رجلا كـــان أو امــــــرأة- مـنـاسـبـة ما دام يستخدمها بشكل صحيح، إلا فـي حـالات استثنائية كالوظائف التي تقتصر على طبقة معينة، مثل مذيعي الأخبار والأفلام الوثائقية. ورد ًًا على تساؤل حول أبرز الفوارق بين الفئات العمرية التي يدرّّبها، أجاب حمدان «أعمل في التدريب في مجال الإلقاء والخطابة والقيادة منذ أحد عشر عام ًًا، وخلال هذه السنوات أدركت أن أبرز فارق بين الفئات العمرية المختلفة هي أن الأطفال أقل تحفظ ًًا وحرج ًًا من الكبار -خصوص ًًا من هم تحت سن التاسعة- فلا يخاف الـكلام ولا الخطأ، فبعض الطلبة في مرحلة المراهقة -الثانوية والإعــداديّّــة- يشعرون بالحرج كثيرًًا عند التجربة، ويخشون على منظرهم من الخطأ أمام العامة». وأكــمــل بـنـفـس الــســيــاق، أن الـطـلـبـة بـدايـة دخـولـهـم الجامعة يمتلكون الشغف بالتعلّّم وتطوير المهارات، بهدف الاستفادة بعد التخر ّّج أو سوق العمل، فلا مانع لديه من الخطأ مرارًًا، ولكن عند وصول الفرد لمنصب في وظيفة أو تسلّّمه مسؤولية معينة يشعر بالثقل بمسألة الـخـطـأ، ويــحــرج مــن نفسه لـــم لــم يتعلّّم هـذه المهارات بوقت أبكر، فيعود للتحف ّّظ مرة أخرى، مع ضــرورة الإشـــارة إلـى وجـود الـفـروق الفردية بجميع الأعمار المذكورة. وبالنسبة لتجربته مع كبار السن أو -كبار القدر كما وصفهم- فكانت فريدة من نوعها، لفت حمدان إلى أن انطلاقهم ورغبتهم بالتعلّّم رائعة جد ًًا، وكل ما في الأمر أنك تحتاج لإعطائهم مجالهم والفرصة فـي التعبير، مـكـملا أن كبار السن يحتاجون منك احترام ًًا متبادلا ًً، بأن تسمع منهم وتصبر عليهم. فـــكـــان الــــمــــدرب حـــمـــدان يــنــقــل كـــل شــيء لخبرتهم هــم، كــأن يتحدث عـن الــوقــوف أمـام الجمهور، ويكون من ضمن المتلقين معلمة، فـيـسـقـط الـــشـــرح عـلـيـهـا بـسـؤالـهـا كـيـف كـنـت تشرحين للطلبة وكيف تتعاملين، ويلخ ّّص الأمر بـأن المفتاح هـو أن تأخذ مـن خبرتهم وتكمل عليها، وتشعرهم بعد هذه السنوات بأنك تتعل ّّم مما طبّّقوه سابقًًا، وتؤطر خبرتهم وتصرفاتهم الفطرية بحكم الخبرة والسنين خلال الشرح. وبـمـا يتعلّّق بطبيعة المحتوى ومناسبته الـفـئـة الـمـسـتـهـدفـة، بـيّّــن حــمــدان أن محتوى التدريب لا يختلف بين الفئات العمرية عموم ًًا، لــكــن الـمـخـتـلـف هـــو كــيــف تــطــو ّّعــه وتـسـتـخـدم أسلوبك كمدرّّب، وكيف تتحدث مع كل فئة وما التمارين التي تركز عليها لفئة عن غيرها، مثلا هناك تمرين بلغة الجسد لكثيري الحركة على المسرح وهو أن نضع كتابًًا على رأسه ونجعله ا دون أن يسقط الكتاب، يلقي الـخـطـاب كـــاملًا مـشـيـرًًا إلــى أن تمرينًًا كـهـذا لا يفعل مـع كبار السن، لأنهم قد يشعرون بقلة الاحترام مع عدم مناسبة هـذه الأمــور لأوضاعهم الصحية مـثلاًً، فالأمر يختلف في الأسلوب واختيار التمارين المناسبة لكل فئة. وانـتـقـالا لخشبة الـمـسـرح، ذكــر حـمـدان أن صناعة الخطاب تحتاج إلى ثلاثة أمور رئيسية، الأول أن يكون قريب ًًا للمتحدث، والثاني أن يكون مناسبًًا للجمهور بمراعاة اهتماماتهم، والثالث أن يكون مهيكلا بشكل سليم. وتفصيلا لما ذُُكر، أشار إلى أن مراعاة القرب من الجمهور تكون من خلال ما يسم ّّى بالتشب ّّع، ويعني إجراء عملية بحث شاملة عن الموضوع المراد إلقائه، حتى لو لم يتم استخدام كل شيء، فالهدف الأســـاس توسيع الـحـدود والاستعداد لأي سؤال قد يُُطرح. واستكمالا لحديثه عن صناعة الخطاب، قال حمدان إن مناسبة الموضوع للجمهور تكون من خلال معرفة وفهم الجمهور أكثر، بالتركيز على كيفية ربـط الموضوع بما يناسبهم، كأن يلقي مهندس محاضرة لأطـبـاء، فيشرح لهم آلــيــة عـمـل الــمــعــدات الـطـبـيـة وكــيــف يمكنهم اســتــخــدامــهــا أنــســب اســـتـــخـــدام، بــذلــك يـكـون الملقي ربط بين تخصصه وما يناسب الجمهور. وبـالـنـسـبـة لـلـهـيـكـل، فــذكــر أنـــه مـحـتـاج إلـى أمـــريـــن، أولـهـمـا الـتـأسـيـس الـسـلـيـم، بتمكين المقدمة جيدًًا، ثم تقسيم الأفكار على المتن، والختام، والثاني الأجندة والمساندات. وتــفــصــيلا للهيكل الـسـلـيـم، أشــــار حــمــدان، بما يتعلّّق بالتأسيس، إلى أن الناس يأخذون ثانية من حديثك، وبعض 45 الانطباع من أول ثانية، بمجرد وقوفك 20 أو 30 الدراسات تقول أمــــام الــنــاس ونـظـرتـك لـهـم ووقـفـتـك قـبـل أن تتكلّّم، لافـتًًــا إلــى أن المقدمة تساعد بكيفية صياغة أول جملة تقولها والحرص على أن تكون جـاذبـة بالنسبة لما تتقن، كــأن تـبـدأ فـي بيت شعر وتلقيه بشكل مناسب، أو تستخدم قصة ا ، أو الصدمة وهي أن تبدأ بشيء مؤثرة أو سؤالًا غير متوقع، مشيرا إلى أن أقرب مثال للصدمة المعلم عند دخوله الصف - ويفعلها كثير منهم دون أن يعرفوا تسميتها- حين يجد أن جميع الطلبة يتحدثون يقف أمامهم ويصمت، فيصدم الطلبة حين يرونه، ثم يصمتون لأنه فعل عكس ما توقع ّّوا منه. وأضــاف أن المتن يركّز على كيفية تقسيم الأفكار، بالتسلسل الزماني أو المكاني، أو من العام للخاص والعكس، أو من الجزئيات الدقيقة للشموليات والعكس، فالمهم أن يكون هناك ترتيب واضح يستطيع الجمهور أن يتبعه معك. وتــابــع أن الـخـاتـمـة يلزمها أن تـكـون جـاذبـة كالمقدمة وتترك أثر ًًا بالجمهور، فتحوي ملخص ًًا سريع ًًا لما قيل، ولو كان الخطاب ساعة يلخ ّّص دقائق، مواصلا حديثه بأهمية أن تملك 3-2 في الخاتمة دعــوة إلـى فعل شـيء مـا، مــثلا عندما يكون الموضوع عـن التبرّّع بـالـدم، يتم إرشـاد الجمهور بالختام إلـى أماكن للتبرّّع، بالإضافة إلـــى تـــرك ســـؤال مـفـتـوح للتفكير بــه ومـحـاولـة الإجابة عليه بأسلوب حياتهم بعد ذلك. واخـــتـــتـــام ًًـــا لــمــتــطــلــبــات الـــهـــيـــكـــل، ذكـــــر أن المساندات هي لإثبات ما قيل، مفصلا بأنواع الأدلـــــة، وهـــي الـنـقـلـيـة وتـعـنـي الاســتــشــهــادات كالآيات أو الأحاديث والشعر، ثم العقلية وتكون بــشــرح شـــيء لا يستطيع الـعـقـل فـهـمـه دون مـسـانـدة، فعملية الإلــقــاء نفسها تعتبر دلــيلا عقليًًا بسيط ًًا، ثم الأدلة المادية كأن أشرح على شيء يراه الناس، المجسم مثلاًً. وأشار حمدان إلى أن كل إنسان يمكنه صناعة محتوى بسيط وقوي باعتماده على مسألتين، الأولـى التشبّع، فكلما تشبّع استطاع أن يبني محتوى أقــوى لفهمه، والثانية هـي المراجعة والعرض، بأن يراجع نفسه بداية ثم يعرض على الآخرين من لديهم الخبرة، إضافة إلى اللجوء للمصادر جامدة كانت أو حية، مرشدًا الملقي إلى أهمية التشبّع من المصادر الجامدة قبل اللجوء للحيّة، لسؤال المصدر الحي عن النقص المبني على البحث المسبق. واخـتـتـم حــمــدان كلامـــه بـذكـر أهـمـيـة تعلّّم الإنسان كيف يحكي ويؤثر، كما في قوله تعالى (وعـظـهـم وقـــل لـهـم فــي أنفسهم قـــولا بليغًًا)، منوها إلى امـتلاك الجميع ما ينقلونه للناس، سواء أكانت مشاريع ًًا على وجه التنفيذ أو أفكار ًًا كبيرة، ولكن ما ينقص هذه الأفكار والمشاريع العائمة في العقول هو عـرض مميز لها حتى يلتقطها الناس بسرعة. خلف الميكرفون وعلى خشبة المسرح.. مدرب إلقاء يوضح كيف يمكن أن تفهم مهارات صوتك تعبيرية ࣯ ي رموك – راما عمارنة � صحافة ال في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا، وجد الـذي وُُلـد في مطلع الألفية الجديدة، Z جيل نفسه في قلب ثـورة رقمية غير مسبوقة، إذ أن هذا الجيل الذي نشأ وسط الأجهزة الذكية ووســائــل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، يــواجــه الـيـوم تــحــديــات نـفـسـيـة واجـتـمـاعـيـة تـتـطـلـب وقـفـة جادة لفهم تأثير الهوية الرقمية على سلوكهم وتقديرهم لذاتهم وقدرتهم على بناء علاقات حقيقية. وقال الأخصائي في الطب النفسي ومعالجة الإدمـــــان الــدكــتــور مـحـمـد الــصــمــادي لصحافة وهو جيل ما بعد الألفين، Z اليرموك إن جيل نشأ في كنف التكنولوجيا الحديثة منذ نعومة أظـفـاره، مّّــا جعله أقـل ارتباط ًًا بالواقع مقارنة بالأجيال السابقة، مشيرا إلـى أنـه في الوقت الــــذي كـــان فـيـه أطــفــال الأمــــس يــخـرجــون إلـى الشارع للعب وركوب الدراجات، نجد اليوم أن متعة هذا الجيل تكمن في التعامل مع الأجهزة والجمادات، لا مع البشر. وأضاف الصمادي أن التواصل البشري مهم جـــدًًا لتكوين الشخصية واكـتـسـاب الـخـبـرات، مـــوضـــح ًًـــا أن الـــتـــعـــرض لـــلـــمـــواقـــف الـحـيـاتـيـة المختلفة، مثل الـخلافـات أو الـرفـض أو حتى الصدمات البسيطة، يعلّّم الطفل كيف يتأقلم فقد تفاعله مع محيطه Z ويتفاعل، أمـا جيل مما جعلته غير قـادر على التعامل مع أبسط المواقف، إذ يفس ّّرها على أنها صدمات نفسية، رغـم أنها قد تكون مواقف عادية جـدًًا في نظر الأجيال السابقة. وأشـار إلى أن التعامل المحدود مع البشر ولّّد ضعفًًا في المهارات الاجتماعية لدى جيل فالشاب اليوم قد لا يعرف كيف يبدأ محادثة Z ا يؤدي إلى التردد ~ أو كيف يشارك في نقاش، م وعدم الثقة بالنفس وأحيان ًًا للرهاب الاجتماعي. لا يمتلك المرونة النفسية Z وأكد أن جيل الكافية للتعامل مع النقد، سواء كان إيجابي ًًا أم سلبيًًا، مبينا أنه عندما يتعرض لتعليق سلبي فإنه يتأثر بشكل كبير، ما ينعكس على ثقته بنفسه وقد يولد لديه شعورًًا بالدونية، وهذا ناجم عن اعتياده على التفاعل الرقمي الذي ًّش ًا أمام أي رأي يفتقر إلى العمق، ما جعله ه أو تقييم خارجي. ويقول الصمادي إن التفاعل الرقمي يقلل كثير ًًا من قدرة الأفراد على بناء علاقات إنسانية حقيقية، لأنهم لا يفهمون أساسيات العلاقات ولا يمتلكون الخبرات الكافية لتكوين صداقات متينة، ولهذا السبب، نجد أن علاقاتهم غالبًًا ما تكون سطحية وغير مبنية على أهداف أو قيم مشتركة. وتابع هناك بالفعل العديد من الـدراسـات التي تتناول هـذا الموضوع، لكنها غير كافية، برأيه، معتبرا أن الدراسات النفسية والسلوكية تحتاج إلى وقت طويل – من عشرين إلى ثلاثين عـامًًــا – حتى تُُظهِِر نتائج دقيقة ومبنية على أسس علمية متينة. ولفت إلـى أن معظم مـا لدينا الآن هـو آراء وملاحـظـات ميدانية، لكنها تشير بوضوح إلى وجود خلل يحتاج إلى متابعة جادة. وشـدد على أهمية الرقابة الأبوية المبكرة، إذ ينبغي على الأهــل متابعة المحتوى الـذي يـــشـــاهـــده الأطــــفــــال مــنــذ صـــغـــرهـــم، وتـفـعـيـل أدوات الحجب والـرقـابـة الإلـكـتـرونـيـة، مشيرا إلـــى أن لـيـس كــل مــا يُُــعــرض سـلـبـيًًــا، فهناك برامج تعليمية مفيدة، تعزز المهارات وتطور الــقــدرات اللغوية والحسابية، لكن بالمقابل هناك محتوى يشتت الطفل ويؤثر سلبًًا على نموه النفسي والاجتماعي. ونصح الشباب بــأن يـدركـوا أنهم يعيشون داخـل فقاعة إلكترونية، ويجب أن يسألوا من حـولـهـم عــن جـــودة الـمـحـتـوى الـــذي يتابعونه، ويـسـتـشـيـروا الآخــريــن بـشـأن مــا يـشـاهـدونـه، مـعـتـبـرا أن الــتــفــاعــل الإيـــجـــابـــي مـــع الـمـحـيـط الحقيقي مهم لتكوين رؤية متوازنة، خاصة أن بعض المحتويات الرقمية قـد تـكـون مضللة لكنها تُُقدم بطريقة جذابة. وبالنسبة لكيفية تحقيق تـوازن صحي بين حياتهم الرقمية والـواقـعـيـة، شــدد الصمادي على ضرورة أن يحدد الشباب ساعات محددة لاستخدام الأجـهـزة الذكية ووسـائـل التواصل الاجتماعي، وألا يتركوا يومهم بالكامل لهذه العوالم الافتراضية، علاوة على أن عليهم أن يــكــونــوا واعـــيـــن لـلـمـحـتـوى الــــذي يستهلكونه ويـتـحـقـقـوا مـــن مـصـداقـيـة الأشـــخـــاص الـذيـن يتابعونهم، والأهم من ذلك، أن يحيطوا أنفسهم بـأشـخـاص إيجابيين وطـمـوحـيـن يشاركونهم نفس الأهداف. »المنهمك في البيئة الرقمية... أخصائي يوضح خصائصه النفسية Z جيل « تعبيرية
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=