٢٠٢٥ أيار ١١ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ١٣ الأحد 7 الرياضية ࣯ ج ياتنه � ي رموك- عبدالله � صحافة ال شهد الدوري الأردني للمحترفين في موسمه الأخير تحولات استثنائية، جعلته مختلف ًًا عن أي موسم سابق من حيث التنافس، والضغوط، والأداء العام، فالبطولة هذا العام لم تكن مجرد سباق نحو اللقب، بل كانت مسرح ًًا لصراعات محتدمة من القمة وحتى الـقـاع، وسـط أجـواء فنية مرتبكة وتحديات إدارية ومالية طغت على المشهد. وعلى صعيد المنافسة، برزت فرق الحسين والــوحــدات والفيصلي فـي صـــدارة الترتيب، إذ تمكن الحسين مـن اقتناص اللقب التاريخي الثاني له، فيما خيب الوحدات والفيصلي آمال جـمـاهـيـرهـمـا رغـــم مـــحـــاولات الـلـحـاق بـالـركـب، فــــإن فــــرق الــمــقــدمــة كـالـفـيـصـلـي والــــوحــــدات والحسين أربـد ظلت في دائــرة التنافس، لكن فريق الفيصلي ابتعد مبكرًًا بسبب التغييرات أجهزة) وسوء 4( المتكررة في أجهزته الفنية التعاقد مع المحترفين. أما في قاع الترتيب، فقد كان المشهد أكثر قسوة، حيث سقطت أربعة فرق دفعة واحدة إلــى الـدرجـة الأولـــى، فـي سابقة لـم تحدث منذ عقود، وكانت مغير السرحان والصريح وشباب العقبة ومـعـان، وكلها عانت من تدهور إداري ومالي أثر مباشرة في أدائها ونتائجها. ومع نهاية موسم اتسم بالمتغيرات الحادة والتذبذب في المستوى، يأتي تساؤل جوهري هـــل يــمــه ّّــد هــــذا الــمــوســم لانـــطلاقـــة إصلاحــيــة حقيقية فـي كــرة الـقـدم الأردنــيــة، أم أنــه مجرد حلقة أخــرى فـي مسلسل التراجع والارتـبـاك؟ وهل تتعلم الأندية من أخطائها لتستعيد ثقة الجماهير، أم أن الـمـواسـم الـقـادمـة ستشهد المزيد من الإخفاقات؟ قـال الصحفي الرياضي يحيى قطيشات إن الموسم المنصرم تميز بنقطة فريدة لم تحصل منذ زمن طويل، وهي هبوط أربع فرق، م ّّا جعل التنافس بين الأندية للهروب من شبح الهبوط عالي ًًا جد ًًا، مضيف ًًا أن هذا التنافس انعكس سلب ًًا على المستوى الفني، لأن الفرق باتت تبحث عن النقاط أكثر من الأداء، وهو ما يفسر نسبة الـتـعـادلات المرتفعة فـي الــــدوري، فالكل كان يبحث عن نقطة قد تنقذه في نهاية المشوار. فـــرق عـانـت حتى 7 إلـــى 6 وأوضــــح أن نـحـو اللحظات الأخيرة من خطر الهبوط، وهذا جعل مستواها غير مطمئن وغير مستقر. وفـي ما يتعلق بالتحكيم، أكـد قطيشات أن التحكيم كان من أبرز المشاكل، إذ كانت جميع الأندية تقريب ًًا لها ملاحظات وشكاوى، مشير ًًا إلى أن الضغط على الحكام أدى إلـى أخطاء مؤثرة على مستوى الصراع في المقدمة والهبوط. وعـــن الـجـوانـب الـفـنـيـة، أشـــار إلـــى أن أغلب الأنــــديــــة، بـاسـتـثـنـاء مـغـيـر الـــســـرحـــان وشــبــاب العقبة، أجرت تغييرات فنية، لافت ًًا إلى أن البطل الحسين أربـــد غـيّّــر جــهــازه الـفـنـي ثلاث مـــرات، والوحدات مرتين، والفيصلي أربع مرات. ورأى قطيشات أن هذا الحال جعل المباريات بلا استقرار فني أو تكتيك واضح، وأصبح الدوري باهت وضعيف جماهيريًًا، باستثناء مباراة أو اثنتين، لم يكن هناك ما يثير الاهتمام فنيًًا. وقال إن هذا الموسم يعد من أضعف النسخ فنيا، وقد تأثر بعوامل مالية، وسـوء تعاقدات محلية، وضـعـف مـسـتـوى الـــملاعـــب، وانــعــدام التأثير الإيجابي على المنتخب الوطني الذي تألق بفضل المحترفين في الخارج فقط. من جانبه، اعتبر المحلل الرياضي عبدالله الـدويـري أن التنافس في الـــدوري الأردنـــي ظل عـالـيًًــا حتى اللحظات الأخــيــرة، وهــو مـا يعكس طبيعة البطولة في السنوات الأخيرة، موضحًًا دقائق من عمره 5 أن الـــدوري حسم في آخـر هـذا الموسم، وفـي الموسم الماضي فـي آخر دقائق، وهذه دلالة على استمرارية التنافس 10 حتى الرمق الأخير، وهو أمر يصب في مصلحة الكرة الأردنية. وأشار الدويري إلى أن تطور الفرق فني ًًا يرتبط بميزانياتها وقدرتها على التعاقد مع محترفين مؤثرين، لكن الواقع أن معظم المحترفين لم يـقـدمـوا الـمـطـلـوب، باستثناء بـعـض الأسـمـاء مثل سيزار في الوحدات، أمـادو في الفيصلي، وإيتالو سيلفا مع الحسين، فإن نسبة النجاح كانت ضئيلة جد ًًا. وفي تقييمه للبنية التحتية، قال إن الملاعب هي ذاتها المتاحة منذ سنوات، أربعة ملاعب دولية فقط كانت تغطي جميع مباريات الدوري، وهذا لا يواكب متطلبات الاحتراف. ورغم ذلك، أكد الدويري أن الدوري يسير من الناحية الإداريـة في الطريق الصحيح من حيث الجدولة وتناسبها مع استحقاقات المنتخب، لكن يبقى العائق المالي هـو المعضلة الأكبر الـــتـــي تـــؤثـــر عــلــى كـــل شـــــيء، مـــن اسـتـقـطـاب محترفين إلى تنفيذ أفكار المدربين. مـن جهته، وصــف الصحفي الـريـاضـي حاتم ظاظا الــدوري بأنه «ضعيف ولا يليق بمستوى الكرة الأردنية»، مضيف ًًا أنه على رغم أن الحسم جـــاء فــي الــجــولــة الأخـــيـــرة، فـــإن الـسـبـب ليس التنافسية بل الجهل الفني لدى الأجهزة الفنية، وقرارات الإدارات المتسرعة وغير المدروسة. وأوضــــح ظــاظــا أن التنظيم التكتيكي شبه غائب، فمعظم الأهــداف جـاءت من مجهودات فــــرديــــة، والـــمـــدربـــون يــفــتــقــرون لـلـفـكـر الـفـنـي الــحــديــث، مــوضــح ًًــا أنـــه لا يــوجــد تطبيق للكرة الحديثة، بل نلعب بأسلوب بدائي يعتمد على التراجع والدفاع والاعتماد على الهجمة المرتدة. ولفت إلى تدخل الإدارات في عمل الأجهزة الفنية، مؤكدًًا أن الإدارات لا تسمح للمدربين بالعمل بحرية لبناء فـرق بأسلوب واضــح، بل تريد نتائج فورية وتقيل المدربين دون منطق. أمـا فيما يتعلق بالتحكيم والــملاعــب، فأكد ظـاظـا أن التحكيم مـلـيء بـالأخـطـاء، وكــل جولة شهدت تـأمـرت واضـحـة، ورئـيـس لجنة الحكام يرفض الاعتراف بالأخطاء. ومــن ناحية الــملاعــب، أشـــار إلــى أن ملعب القويسمة كان مغلق منذ عامين، وستاد عمان بـأرضـيـة مـهـتـرئـة، وملعبا الـحـسـن والـــزرقـــاء لا ا وزارة الشباب يصلحان لدوري محترفين، محمل ًا المسؤولية بسبب تقصيرها. وفــي ملف المحترفين، قــال أنـهـم مجهولو الهوية والإحــصــاءات ولا يقدمون الإضــافــة، بل يشكلون عبئًًا ماليًًا، ونصح بمنع التعاقد معهم لأنهم سبب دمار للأندية الأردنية. ورأى ظاظا أن الدوري لا يسير نحو الاحتراف يــــا، وأن نظامه المستحدث في � لا فنيًًا ولا إدار الموسم القادم قديم، مبيّّنًًا أن استمراره على هذا النحو فالموسم القادم سيكون كارثيًًا. الحسين تو ّّج بلقب تاريخي... والوحدات يدفع ثمن أخطائه ورأى الـصـحـفـي قـطـيـشـات أن فــريــق نـــادي الحسين استحق اللقب عن جدارة، مستند ًًا إلى عـدة عناصر، أبـرزهـا الـجـودة العالية لتشكيلته الـتـي ضمت عـــددًًا كـبـيـرًًا مـن لاعـبـي المنتخب الوطني والأولمبي، بالإضافة إلى الالتزام المالي الواضح، خاصة في مراحل مهمة من الموسم، رغم تأخر الرواتب في آخر أربعة أشهر. كما أشار إلى أن إدارة النادي كانت ناجحة في أغلب تعاقداتها، وفـي التعامل مع التغييرات الفنية، إذ كــان الــمــدرب البرتغالي جـــواو موتا ا باستثناء الـمـبـاريـات الأخــيــرة، فــي حين فـعــال ًا شكل المدرب أحمد هايل قيمة مضافة للفريق ويفترض أن يتم تثبيته للموسم المقبل. وفــيــمــا يــخــص اللاعـــبـــيـــن، اعــتــبــر قـطـيـشـات أن الـحـسـيـن امـتـلـك فـريـقـيـن متكافئين بين الأسـاسـيـيـن والـــبـــدلاء، م ّّـــا مـنـح الـجـهـاز الفني مـرونـة كـبـيـرة، مثنيًًا على أداء أسـمـاء مؤثرة مثل مجدي العطار، يوسف أبو جلبوش، يزيد أبو ليلى وعبدالله نصيب، مشيرًًا إلى تراجع نسبي في عطائهم بسبب ضغط المعسكرات الخارجية والالتزامات الدولية المتكررة. أما المحلل الدويري، أكد أن نجاح الحسين لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة مشروع متكامل استمر لعامين، بفضل قدرة مالية وفنية وإدارية واضحة، مؤكدا أن التبديلات في الجهاز الفني لم تزعزع الاستقرار، إذ إن العناصر الأساسية بقيت ثابتة، وامتلك اللاعبون المرونة التكتيكية الكافية لتطبيق أفكار مختلفة. وأشار إلى أن الحسين تعامل بذكاء مع ضغط المرحلة الأخيرة، خصوص ًًا في مواجهة التحديات الـبـدنـيـة والـذهـنـيـة، ونـجـح فــي تجميع النقاط المطلوبة حتى وإن تعثر في بعض المحطات. واعتبر الدويري أن اللقب لم يكن فقط بسبب تميز الحسين، بل أيض ًًا نتيجة استغلاله لتعثر الـوحـدات في اللحظات الحاسمة، لاسيما بعد هـدف الرمثا القاتل في مرمى منافسه، الذي غـيـر وجــهــة الـلـقـب فــي الـلـحـظـات الأخـــيـــرة من الجولة الختامية. ونوه إلى أن المطلوب من الحسين الآن هو تثبيت الجهاز الفني، وتقليل متوسط أعمار اللاعبين، واستقطاب محترفين على مستوى أعلى تحضيرًًا للمشاركة القارية. ومن جهة فريق الوحدات، وصف قطيشات فريق الوحدات بأنه لم يكن مهيّّأ لحصد اللقب منذ الـبـدايـة، فـي ظـل فشل ملف المحترفين بـشـكـل شــبــه كـــامـــل، إذ لـــم يـنـجـح مـــن بينهم سوى سيزار، فيما لم يقدم الآخرون أي إضافة تذكر، مؤكد ًًا أن تغيير الجهاز الفني كان إيجابيًًا نسبيًًا، إذ أدار قيس اليعقوبي تسع مباريات دون خسارة، لكنه لم يستطع انتزاع اللقب في النهاية. ويرى قطيشات أن جماهير الوحدات تعودت على التتويج، لذلك لم تتقبل أي إخـفـاق، رغم أن أداء الفريق لم يكن مقنعًًا، واستحق لقب «الوصيف بطعم الخسارة». وأشـــــار إلـــى أن الـــنـــادي بـحـاجـة لإعـــــادة نظر شاملة، بدء ًًا من طريقة إدارة ملف المحترفين، مـــــرورًًا بــوجــود لـجـنـة فـنـيـة متخصصة لاخـتـيـار المدربين واللاعبين، وانتهاء بضرورة الالتزام بسداد الرواتب وتوفير بيئة مستقرة للفريق. أما الدويري فاعتبر أن الفريق أضـاع اللقب بأخطائه، لا بسبب تـفـوّّق المنافس فحسب، مشير ًًا إلى أن اللاعبين دخلوا المباراة الحاسمة أمـام الرمثا باستهتار وتعالٍٍ، وكأنهم ضامنون للتتويج، م ّّا أدى إلى انهيار التركيز وفقدان اللقب في اللحظة الأخيرة. وشدد على أن التغييرات الفنية لم تكن هي المشكلة، بل أداء اللاعبين الأساسيين الذين لـم يظهروا بمستوى يليق بطموحات الـنـادي، مؤكدًًا أن الفريق بحاجة إلى «تقليب» شامل على مستوى التشكيلة، من الدفاع إلى الهجوم. أربعة فرق استحقت الهبوط وأكــد قطيشات أن شباب العقبة هـو الآخـر عانى في مرحلة الـذهـاب، متأثرًًا بحرمانه من التعاقد، وواقــع مالي صعب ألقى بظلاله على النتائج، ورغم التحسن في الإياب، إلا أن ما فاته كان كبيرًًا، في حين لم يكن حال معان مختلف ًًا، فـقـد شـهـد هــو الآخـــر تـغـيـيـرات فنية متتالية، ومـطـالـبـات مـالـيـة مستمرة للاعـبـيـن والـجـهـاز الفني أضعفت من تماسكه. وبـــــــرأي قـــطـــيـــشـــات، فـــــإن تـــســـع أنــــديــــة مـن تعاني من الظروف ذاتها، من تراجع 12 أصـل الموارد وتخبط إداري، مستثنيًًا فقط الفيصلي والـوحـدات والحسين، الذين يمتلكون عناصر من الثبات والاستقرار النسبي. لكنه لفت إلـى أن بعض الأنـديـة نجحت في تـــجـــاوز هــــذه الـــظـــروف بـفـضـل الــتــدخــل الـفـنـي والإداري الصحيح، كما حصل مع الجزيرة بعد التعاقد مع المدرب إسلام جلال، ومع السلط الــــذي شــهــد تـــطـــورًًا كــبــيــرًًا تــحــت قـــيـــادة هيثم الشبول، ونجح في الظفر بدرع الاتحاد. أما الصريح، فأشار إلى أنه حـاول التماسك حتى الـجـولات الأخـيـرة، لكنه دفـع ثمن الهزات الفنية الـمـتـكـررة، وتــراجــع نوعية المحترفين، وعدم الاستقرار الإداري. ووجـه حاتم ظاظا نقدًًا واضح ًًا لقرار تقليص عـدد أندية دوري المحترفين إلـى عشرة فرق، واصف ًًا إياه بغير المدروس، خاصة بعد أن أُُعلن بشكل مفاجئ، ثم أعيد النظر فيه قبل تثبيته، ما أحـدث حالة من الإربــاك لدى إدارات الأندية، وشتت خططها للموسم. وعلى الـرغـم مـن ذلــك، يـرى ظاظا أن الفرق الهابطة لم تظهر بالشكل الذي يضمن لها البقاء، بـل افتقدت إلــى بنية فنية وتنظيمية تؤهلها للاستمرار، متهمًًا هذه الأندية بعدم الاكتراث بتطوير الفئات العمرية أو الاستثمار الحقيقي في عناصر شابة، مما جعل سقوطها أمر ًًا حتمي ًًا. موسم استثنائي يغلق ستاره بين بطل تاريخي.. وأربعة فرق إلى المظاليم محللون: محترفون بلا فاعلية... عبء مالي لا يثمر في الملعب.. ومستوى فني باهت ولا يلبي الطموح من تتويج الحسين إربد بطلا للدوري للمرة الثانية على التوالي ࣯ ج ياتنه � ي رموك- عبدالله � صحافة ال التحكيم كان ولا يزال أحد الأعمدة الأساسية في نجاح أي منظومة كروية، فهو الضامن الأول لتحقيق العدالة داخل الملعب، والركيزة التي تبنى عليها مصداقية المنافسات. وفـــي الــوقــت الـــذي تتسابق فـيـه الاتــحــادات الـقـاريـة والمحلية لتطوير أداء الحكام وتبني أحدث التقنيات، يواجه التحكيم الأردني تحديات مـتـراكـمـة ألــقــت بـظلالـهـا عـلـى سـيـر الـبـطـولات الـمـحـلـيـة، وأثـــــارت الـكـثـيـر مــن الــتــســاؤلات في الشارع الرياضي. فالمسألة ليست مجرد خطأ تحكيمي عرضي، بل تجاوزت ذلك، لتلامس قضايا بنيوية تتعلق بآليات التأهيل، وتوزيع المهام، والبيئة النفسية والإدارية التي يعمل فيها الحكم. ومـــع تـأخـر إدخــــال تقنية الـفـيـديـو المساعد )) يـتـسـع الـــفـــارق بيننا وبــيــن الـــدوريـــات VAR المتقدمة، وتزداد الضغوط على الحكم المحلي، الذي غالب ًًا ما يتحمل عبء منظومة غير مكتملة. فهل أصبح إصلاح التحكيم الأردنـــي ضـرورة لا تـحـتـمـل الــتــأجــيــل؟ وأيــــن يــقــف الاتـــحـــاد من VAR متطلبات المرحلة؟ وهـل باتت تقنية الــ مجرد ترف كروي، أم أنها المفتاح الأول لتحقيق العدالة داخل الملعب؟ وإذا تم إدخال التقنية ما هي متطلباتها وتكاليفها؟ ويـرى أستاذ التربية الرياضية في الجامعة الــهــاشــمــيــة والـــمـــراقـــب والــخــبــيــر الـتـحـكـيـمـي السابق في الاتحاد الأردنـي لكرة القدم الدكتور حـسـن الــخــالــدي الـمـحـاضـر الــدولــي والآســيــوي للحكام والخبير في الإدارة والتدريب في كرة القدم، إن واقـع التحكيم في الأردن يمر بأزمة عميقة، تتطلب رؤية إصلاحية شاملة لا تقتصر على الحلول «الترقيعية»، بل تقوم على بناء منظومة متكاملة تتعامل بجدية مع التطوير والتأهيل. وأوضــح الخالدي إن العمل في التحكيم لم يعد يحتمل العشوائية أو المجاملات، مضيفًًا «نــحــتــاج إلــــى اســـتـــقـــرار وبــيــئــة عــمــل سليمة، وتأهيل الحكام من كافة الجوانب بدنيًًا، فنيًًا، نفسيًًا، وذهنيًًا». وتـابـع أن الـشـارع الـريـاضـي والـكـرة الأردنـيـة لا يــريــدان مـدربـيـن للحكام للاسـتـعـراض أمـام المسؤولين فقط، بل مدربين أكفاء حقيقيين يؤمنون بالتطوير الحقيقي للحكم الأردني. وأكد الخالدي أن اختيار الحكم يجب أن يتم وفق معايير صارمة، تشمل الصفات الجسمانية والذهنية والبدنية العالية، مبي ّّن ًًا أن رغم الأموال الطائلة التي تنفق، يبقى المردود في كثير من ا أو غير صحيح «وأقولها لمن يملك الأحيان ضئيل ًا الجرأة لتقبل ذلك». عوامل تدمير الحكم نفسية وإدارية وبدنية وأوضح الخالدي أن الأخطاء التي تحدث في دوري المحترفين ليست بـالـضـرورة أن تكون متعمدة، لكنها نتاج تـراكـمـات عـديـدة، أبرزها غـيـاب الـراحـة النفسية للحكم، ووجـــود أخطاء إدارية من قبل القائمين على التحكيم، وغياب العدالة في التعامل مع الحكام، بالإضافة إلى عدم وجود معايير حقيقية لتقييم المستويات، ووضع الحكام تحت اختبارات بدنية وفنية مبالغ فيها. كما أشـــار إلــى مشكلة تأخير المستحقات المالية، وغـيـاب منظومة تعليم مـوحـدة، إلى الــنــظــام الـتـقـيـيـمـي الــــذي لا يــخــدم إلا مـصـالـح شـخـصـيـة، مـضـيـف ًًــا «لا تـوجـد مـنـظـومـة واحـــدة للتعليم، ولا تقييم فني وتحكيمي حقيقي، بل هناك ارتـجـال فـي التقييم، واخـتـيـار حكام غير مناسبين أو غير ناضجين أو لا يفقهون مـواد القانون بشكل سليم». وتابع بعض الحكام يكلفون بـإدارة مباريات تـفـوق قـدراتـهـم الفنية والـبـدنـيـة، فــي وقـــت لا يـكـون فـيـه الـحـكـم مـسـتـقـرًًا نـفـسـيًًــا، ولا جـاهـزًًا بـدنـيًًــا، ولا يملك مــهــارة الـتـعـامـل مــع الـحـالات الفنية، موضح ًًا أن الحكم أحيانًًا يدخل المباراة وهـو بمزاج متقلب ويخرج منها بمزاج أسـوأ، والنتيجة قرارات عشوائية وخاطئة. غياب اللوائح والتقييم الحقيقي.. والاتحاد يتحمل المسؤولية وأشار الخالدي إلى أن أبرز مشاكل التحكيم في الأردن هي غياب اللوائح التنظيمية الواضحة، لا سيما ما يتعلق بالتقييم الفني، متابعًًا من المفترض أن هناك لائحة تقييم تحاسب الحكم بناء على مستواه وسلوكه، لكن ما نراه هو تركيز على العقوبات فقط، دون وجود حوافز حقيقية. وأضاف أن الاتحاد الأردني لكرة القدم لم يدرك بعد أهمية التحكيم، مؤكد ًًا أن التحكيم هو اليد الرئيسية لإدارة الموسم، والاتحاد مطالب بإعادة النظر فـي دائـــرة التحكيم، وتفعيل دور رقابي حقيقي، ووقــف التعليم القائم على «الأهـــواء والــمــزاج»، إذ يقرر البعض مـن يصلح ومــن لا يصلح وفق رؤيته الخاصة لا وفق معايير مهنية. ورأى أن مـن المعيب اسـتـمـرار هــذا النهج الذي جعل الكرة الأردنية خارج السياق الآسيوي، مضيف ًًا أنها في مؤخرة القارة، ولا يمكن أن تتقدم وهي تفتقد لأدوات التحكيم العادل، وأولها تقنية .)VAR( دوري بلا روح.. وتحكيم بلا دافع وفــــي حــديــثــه عـــن واقـــــع الـــــــدوري الأردنــــــي، قـــال الـخـالـدي إن الـبـطـولـة مــا زالـــت متوسطة المستوى، وتتكرر فيها نفس الأزمـات، موضح ًًا أن الدوري يملك ثلاث أو أربع فرق فقط تنافس على الـبـطـولات، بينما البقية تـصـارع مـن أجل النجاة. وأكــد أن الحكم الأردنـــي فـي ظـل هـذا الواقع يعمل بلا دافــع ولا طـمـوح، ويعاني مـن ضعف الـلـيـاقـة، وبـــطء ردة الـفـعـل، وضـعـف الـرشـاقـة، وسوء التمركز، وانعدام زوايا الرؤية. وأكد أن هذه العوامل تجعل من اتخاذ القرار التحكيمي الصائب أمر ًًا بالغ الصعوبة، مضيف ًًا أن لم تأتي لتساعد الحكم فقط، بل VAR تقنية لحمايته وتمكينه من اتخاذ القرار الصحيح، ومع ذلك، لا تزال أخطاء الحكام تتكرر، لذات الأسباب المتراكمة. الإصلاح يبدأ بخطة قابلة للتطبيق وشدد الخالدي على أن العمل الإداري يحتاج إلــــى خــطــط عـمـلـيـة ولــيــســت مــجــرد شـــعـــارات، «نـحـتـاج إلـــى خـطـة واضــحــة الـمـعـالـم، أهـدافـهـا واقـــعـــيـــة، ومــرتــبــطــة بــــجــــداول زمــنــيــة دقـيـقـة، وبمؤشرات أداء قابلة للقياس»، مضيف ًًا «يجب محاسبة كل من يعرقل التنفيذ، والاعتماد على كـفـاءات بشرية مهنية تملك الـرؤيـة والـقـدرة على الإنجاز، في بيئة عمل خالية من الفوضى والتقلبات الإدارية». ولـفـت إلـــى ضــــرورة التخلص مــن الأمـــراض الإداريـــــة الـمـتـفـشـيـة، الـحـقـد، الــغــيــرة، كـراهـيـة ا إن الغالبية يـظـهـرون عـكـس ما الـنـجـاح، قــــائلًا يبطنون، وهذا مرض لا يمكن معالجته إلا بإرادة صارمة من القيادة الرياضية. تقنية الفيديو ألية التطبيق والتكلفة ، قـــال VAR وحــــــول تــقــنــيــة حـــكـــم الـــفـــيـــديـــو VOR الـــخـــالـــدي، إن الـتـقـنـيـة تــبــدأ مـــن غــرفــة قريبة من الملعب أو منشأة مركزية، وتحتاج كاميرا، وفـريـق تقني متكامل من 16–8 إلـى مشغلين وحكام فيديو متخصصين. وكـــشـــف أن الـتـكـلـفـة الأولــــيــــة تــــتــــراوح بين دولار، والتشغيلية 1,200,000 إلى 500,000 دولار للمباراة الواحدة. 6,200 إلى 3,200 من VAR وأشـــار إلـى وجــود نظام مخفف يدعى ، يـمـكـن اعـــتـــمـــاده كـمـرحـلـة انـتـقـالـيـة، Light كـــامـــيـــرات وغـــرفـــة تحكم 8–4 ويـعـتـمـد عــلــى بسيطة، ويغطي عـددًًا محدودًًا من المباريات، 500,000 إلــى 200,000 بتكلفة أولـيـة مـن دولار، وتشغيلية سنوية تصل إلى مليون دينار أردني في السياق المحلي. المزايا والسلبيات بين الواقع والطموح واســـتـــعـــرض الـــخـــالـــدي إيــجــابــيــات الـتـقـنـيـة، مؤكدًًا أنها تُُعزز العدالة، وتقلل الأخطاء، وتحد من حـالات التمثيل والخداع، وتعيد الثقة بين الجماهير والتحكيم. لـكـنـه أشــــار فـــي الـــوقـــت ذاتــــه إلـــى عـــدد من السلبيات، مثل التأثير على إيـقـاع الـمـبـاراة، وتفاوت التفسير من حكم لآخر، وارتفاع تكلفة ا عن الضغوط النفسية التي قد التنفيذ، فــضلًا تفرض على الحكم بعد مراجعة قراراته. وختم الخالدي برسالة واضحة للاتحاد «نأمل من الاتحاد، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير علي بـن الحسين، أن يلبي طموحات الشارع وتحسين VAR الـــكـــروي، مــن خلال تـوفـيـر ال المنشآت، ودعم الأندية والكوادر، لأن الوصول إلـــــى كـــــأس الـــعـــالـــم لا يــتــحــقــق بـــالـــصـــدفـــة، بـل بالتحضير الشامل والبنية التحتية المتكاملة، ونقطة الانطلاق تبدأ من التحكيم». لم تعد خيار ًًا بل ضرورة VAR الكرة الأردنية تحتاج إلى ثورة حقيقية في بيئة الحكام.. وتقنية خبير تحكيمي: لا يمكن التقدم في ظل افتقادها لأدوات التحكيم العادل وأولها تقنية الفيديو الحكم الأردني مخادمة يستخدم تقنية الفار في إحدى المباريات الآسيوية
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=