صحافة اليرموك

٢٠٢٥ أيار ٢٥ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ٢٧ الأحد الجامعة 2 تشكل الحياة الجامعية مرحلة حـاسـمـة فــي حــيــاة الـطـلـبـة، حيث يواجهون تحديات دراسية ونفسية واجتماعية مـتـعـددة، وفــي خضم نظام أكاديمي يتفاوت تأثيره من طـــالـــب لآخـــــر، تـــبـــرز قــضــايــا تتعلق بـــضـــغـــط الــــمــــحــــاضــــرات وضـــعـــف الأنـشـطـة، وغـيـاب الـدعـم النفسي الكافي. وقــــالــــت طـــالـــبـــة الـــصـــحـــافـــة فـي جـامـعـة الــيــرمــوك رقــيــة نــوفــل إن النظام الـدراسـي الحالي مناسب نوع ًًا ما بالنسبة لها من حيث عدد الــمــحــاضــرات، إذ إن هــنــاك تــوازنًًــا ا بين الدراسة ووقت الراحة، مقبول ًا خــاصــة وأن الـــــدوام مقتصر على يومين في الأسبوع. وتقترح أن يكون هناك إمكانية لتحسين الجدول الدراسي، وذلك بـــــأن يـــكـــون الــــــــدوام يـــومـــي الأحــــد ا مـن الأحـــد والــثلاثــاء والـــثلاثـــاء بـــدلًا والـــخـــمـــيـــس لــتــخــفــيــف الــضــغــط الأسبوعي. وفيما يخص المواد الدراسية، قالت نوفل إن هناك مواد لا فائدة ق ـــــــا، مـضـيـفـة أنــــه يجب � مـنـهـا إطلا تحسين محتوى الـمـواد العملية وتـوفـيـر دورات متخصصة تخدم طلبة الإعلام بشكل أفضل. أمـــــا فـــيـــمـــا يــتــعــلــق بــالأنــشــطــة الجامعية، أكدت أن الأنشطة ليست كافية، مؤكدة أنها لا تجد الأنشطة الــحــالــيــة ملائـــمـــة لاهـتـمـامـاتـهـا أو محفزة على الـمـشـاركـة، وأنـــه من الأفــضــل تصميم أنـشـطـة موجهة لـكـل كـلـيـة عـلـى حــــدة، وأن تخدم اهــتــمــامــات وتــخــصــصــات الـطـلـبـة بشكل مباشر. وفــــي جـــانـــب الـــدعـــم الـنـفـسـي، كشفت نـوفـل أنـهـا مـــرت بتجربة صعبة لكنها تجاوزتها، مبينة أنها كانت تعلم بـوجـود قسم للإرشــاد الـنـفـسـي فــي الـجـامـعـة، إلا أنــهــا لا تستطيع دائم ًًا التعبير عن ما يثقل كاهلها على حد قولها. وفي سياق متصل، قال طالب إدارة الأعـــمـــال فــي كـلـيـة الأعــمــال في جامعة اليرموك جلال الشلبي إن هــنــاك عـــــددًًا مـــن الــملاحــظــات الـجـوهـريـة الـتـي تـؤثـر عـلـى تجربة الطلبة الجامعية، مشيرا إلــى أن هـنـاك غـيـابًًــا واضــح ًًــا لـلـتـوازن بين الدراسة ووقت الراحة. واقترح بأن يكون هناك يومان ا مـن يوم للراحة فـي الأسـبـوع بــدلًا واحد، م ّّا يساعد الطلبة على تجديد طاقاتهم وتحسين إنتاجيتهم. وأكـد أنـه لا يطالب بتقليل أيام الــــدوام الـرسـمـي، بـل بــزيــادة عدد أيام الراحة لدعم الصحة النفسية للطلبة، مبينًًا أن فــقــدان الـهـدف وضياع الشغف والنسيان المتكرر، أصــبــحــت مـــشـــكلات شــائــعــة بين الطلبة، مّّــا يستدعي إعـــادة النظر في طرق التعليم والمناهج. وأشــــار الشلبي إلـــى أن الملل داخــــــل الـــمـــحـــاضـــرات يـــرجـــع إلـــى محتوى بعض المواد التي وصفها بـ «الجافة وغير المفيدة عمليًًا»، داعيًًا إلى دمج الجانب العملي في جميع المناهج الـدراسـيـة، لتكون أكثر ارتباط ًًا بواقع سوق العمل. وأكــد أنــه مـن المهم أن نعرف، عـلـى سـبـيـل الــمــثــال، كـيـف نبني شـركـة عـلـى أرض الـــواقـــع، وليس فقط في الكتب. وحـول الأنشطة الجامعية، قال الشلبي إن غيابها الــواضــح يحرم الطلبة من فرصة تفريغ طاقاتهم والتخفيف من الضغوط النفسية، مضيف ًًا أن الأنشطة ستساعد كثير ًًا على الـحـمـاس وتـطـويـر الـمـهـارات الاجتماعية. ولفت إلى أنه شارك في نشاط جـــامـــعـــي بـــهـــدف تـــطـــويـــر مـــهـــاراتـــه الاجتماعية والتعرف إلى أشخاص يتوافقون فكريًًا معه. وشــــــــــدد عــــلــــى أهــــمــــيــــة هــــذه الــفــعــالــيــات فـــي تـحـسـيـن تـجـربـة الطلبة، موضح ًًا أن قسم ًًا منها قد لا ا من الطلبة، ما يستدعي يلقى إقبال ًا التفكير بأنشطة جذابة ومفيدة. وفــــــــي ذات الــــــســــــيــــــاق، قــــال طـالـب الـطـب فــي جـامـعـة العلوم والـتـكـنـولـوجـيـا راشـــد بـنـي ياسين إنــــه يـــحـــرص عــلــى تـحـقـيـق تــــوازن فــع ّّــال بـيـن الـــدراســـة والـمـشـاركـة فــي الأنـشـطـة الـجـامـعـيـة، مضيفًًا أن الطالب الـذي ينظم وقته جيدًًا يـمـكـنـه الــمــشــاركــة فـــي الأنـشـطـة المختلفة دون أن يتأثر تحصيله الأكاديمي. ويـــرى بني ياسين أن معضلة البطالة بعد التخرج تعود بشكل كبير إلى طبيعة النظام التعليمي الـــذي يميل إلـــى الـجـانـب النظري بــشــكــل أكـــبـــر، مــبــيــنًًــا أن الـطـلـبـة يحتاجون إلــى تعليم أكـثـر مرونة يـــــركـــــز عــــلــــى الـــــجـــــانـــــب الـــعـــمـــلـــي والـــــمـــــهـــــارات الـــمـــرتـــبـــطـــة بــســوق الـعـمـل، ليكون للخريجين فرص أفضل في الحصول على وظائف. وفيما يتعلق بتطوير المهارات، قــــــال بـــنـــي يـــاســـيـــن إنــــــه يـــشـــارك بفاعلية فــي الأنـشـطـة الجامعية، الــتــي يـعـتـبـرهـا وسـيـلـة للتسلية، وبـنـاء الــعلاقــات، وتنمية الـقـدرات الــشــخــصــيــة، مــضــيــفًًــا أن أفـــض ّّـــل الــــدورات الطبية ودورات اللغات لأنها تسهم فـي تعزيز مستقبلي المهني. وأشـــــــار إلـــــى مــعــرفــتــه الــجــيــدة بخدمات الجامعة ومرافقها، والتي اسـتـفـاد منها بشكل ملحوظ في مسيرته الـدراسـيـة، مثل خدمات الـتـسـجـيـل، والــمــكــتــبــة، والــرعــايــة الصحية. مــــــن جـــــانـــــبـــــه، قـــــالـــــت طـــالـــبـــة الــصــحــافــة والإعلام الـــرقـــمـــي في جـامـعـة الــيــرمــوك لـيـنـا الــعــمــارات إن عـدد المحاضرات يتناسب مع عـــدد الــســاعــات الـمـعـتـمـدة خلال الفصل، إلا أن توقيت المحاضرات يعد تحديًًا حقيقيًًا، إذ تُُعقد بعض المحاضرات في ساعات مبكرة جد ًًا من الصباح. وأضافت أن ذلك يسبب صعوبة فــــي الــــوصــــول إلـــيـــهـــا فــــي الـــوقـــت المناسب، خاصة للطلبة القادمين من مناطق بعيدة مثل عم ّّان وما بعدها، أما المحاضرات المسائية، 4 بعد الظهر وحتى 2 التي تمتد من عصر ًًا، غالب ًًا ما تتعارض مع مواعيد الصلاة، م ّّا يشكل عبئًًا إضافيًًا على الطلبة. وأشارت العمارات إلى أن هناك توازنًًا نسبي ًًا بين الوقت المخصص لـلـدراسـة والـــراحـــة، إلا أن صعوبة الـــمـــواد الـــدراســـيـــة، لا سـيـمـا من حيث البحوث، والحفظ، والتحضير للاخــتــبــارات النصفية، تجعل من هـذا الـتـوازن أمــرًًا صعب التحقيق في كثير من الأحيان. وأوضحت أن عدد المحاضرات والأيـام، يعتمد على عدد الساعات التي يسجلها الطالب في الفصل، مـقـتـرحـة فـتـح مـزيـد مــن الش ُُعب لـــبـــعـــض الــــمــــســــاقــــات لــتــخــفــيــف الضغط وتـنـويـع الــخــيــارات، داعية إلى توزيع الشعب بين أيـام الأحد والثلاثاء والخميس، وأيض ًًا الاثنين والأربـــعـــاء، مــع إمـكـانـيـة دمـــج يـوم السبت للأنشطة والاختبارات عبر منصة التعلم الإلكتروني. وبــيّّــنــت الـــعـــمـــارات أن فــقــدان الشغف والـحـمـاس غـالـبًًــا مـا يبدأ صـبـاح ًًــا، 9 مــن مـحـاضـرة الـسـاعـة خــاصــة لـطـلـبـة الـمـنـاطـق الـبـعـيـدة الــذيــن يـضـطـرون إلـــى بـــدء يومهم في وقـت مبكر جــدًًا، بينما تنتهي محاضراتهم في وقـت متأخر من بعد الظهر، بعد فترات راحة طويلة وغير فعالة بين الـمـحـاضـرات، مّّا يـؤدي إلى استنزاف طاقاتهم قبل نهاية اليوم الدراسي. وشـــددت على ضـــرورة تحسين طريقة تعامل بعض أعضاء هيئة التدريس مع الطلبة، قائلة»يجب أن يتغير نــظــام تـعـامـل الـدكـاتـرة معنا، بحيث لا يكون هناك ظلم في الــعلامــات، ويجب أن يكون هناك فـهـم بـأنـنـا نــــدرس عـــدة مـسـاقـات ولـيـس مـسـاق ًًــا واحـــــد ًًا فـقـط، وإن ركزنا على مادة معينة فقد نهمل الأخرى دون قصد.» وفــــــــي جـــــانـــــب آخــــــــــر، نــــو ّّهــــت العمارات إلى الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تقدمها الجامعة، إذ إنها غنية ومثمرة، مشيرة إلى أن هـنـاك فعاليات جميلة ومتنوعة وكــــافــــيــــة، إضــــافــــة إلـــــى الــــــــدورات الـــتـــدريـــبـــيـــة والـــمـــحـــاضـــرات الــتــي تساهم في بناء فكر سليم للطلبة، وتــعــزز مــن مــهــارات الـنـقـد الـبـنّّــاء، مــع احــتــرام الــــرأي والـتـعـبـيـر عنه، كما تشهد حضور شخصيات بارزة من معلمين وأكاديميين يحيون محاضرات قيّّمة تثري معرفتنا. وتــــــرى أن الـــشـــعـــور بـالـضـغـط الــنــفــســي أمـــــر طــبــيــعــي ومـــؤقـــت فـــي مــرحــلــة الـــطـــالـــب الـجـامـعـيـة، إلا أن الـخـطـورة تكمن فـي فقدان السيطرة عليه وتـركـه يـؤثـر سلبًًا على التحصيل الأكاديمي. وأكــــدّّت الـعـمـارات أهمية دعم الأصدقاء والأوقــات الممتعة التي يقضيها الطالب، معتبرة أن هذه الـــعـــوامـــل تـــســـاهـــم بــشــكــل كـبـيـر فــي تخفيف الــعــبء النفسي عن الطلبة، وتمنحهم قدرة أفضل على مواجهة التحديات اليومية. وشددت العمارات على ضرورة وجــود قسم للإرشـــاد النفسي في كـل كلية جامعية، ليكون المكان الآمن للطلبة الراغبين في التعبير عن مخاوفهم وضغوطهم، موضحة أن الـمـرشـد النفسي هــو شخص «نفضفض له بكل راحة، وهو أمين على أسرارنا». واقـــــتـــــرحـــــت عــــلــــى الإداريــــــيــــــن والــــمــــســــؤولــــيــــن فــــــي الـــجـــامـــعـــة الاستفادة من خريجي الجامعات وطلبة الدراسات العليا في تقديم الدعم النفسي والإرشادي للطلبة، مّّــا يـعـود بـالـفـائـدة على الطرفين، إذ يـــســـاعـــد الـــطـــلـــبـــة عـــلـــى تـــجـــاوز صــعــوبــاتــهــم الـــيـــومـــيـــة، ويُُـــك ْْـــس ِِـــب الخريجين خـبـرة عملية قـد تعزز من سيرهم الذاتية، سيما إذا تم منحهم شهادات تدريبية رسمية من الجامعة. وفي السياق ذاتـه، قالت طالبة تصميم جـرافـيـكـي فــي كلية إربــد الجامعية آمنة الـدبـور إنها تعاني يوميًًا من الضغط الدراسي وضيق الوقت، إذ إن عدد المحاضرات كبير خاصة وأنـه تخصص عملي، وكل محاضرة ساعتين ونصف وبمعدل محاضرات كل يوم. 3 وأضافت أن أغلب وقت يومها يكون في الجامعة ولا يوجد وقت للراحة، مشيرة إلى ضرورة التقليل مـن وقــت الـمـحـاضـرات، ورغـــم أن الـــمـــواد تـرتـبـط بــســوق الـعـمـل، إلا أن الـحـمـاس يغيب عنها بسبب مــحــدوديــة الــخــيــارات وعــــدم تنوع المناهج. وأوضــــحــــت الــــدبــــور «لا يــوجــد شيء يشجعني، المواد لها علاقة بـسـوق الـعـمـل لكنها ليست من اهـــتـــمـــامـــاتـــي، يــجــب عــلــى الـــكـــادر الـتـعـلـيـمـي أن يـتـغـيـر ويــوســعــوا نطاق التعليم للجرافيك، ويطوروا البرمجيات التي نستخدمها». أمـــــا عـــلـــى صــعــيــد الـــنـــشـــاطـــات الطلابية، فأشارت إلى عدم إقامة فعاليات في كليتها. وفـــي الــجــانــب الـنـفـسـي، قالت الدبور إن التحديات النفسية لا تقل أهمية عن التحديات الأكاديمية، خاصة وأنها في هذه الفترة تعاني كثيرًًا بسبب الدراسة والمشاريع الـعـمـلـيـة، مبينا أنــهــا لـيـسـت من اهتماماتها وبـيـن أنـهـا غير قــادرة على المواكبة. وتـمـنـت أن يـتـم إنــشــاء مكتب إرشــــاد نـفـسـي فــي كــل قـسـم من أقسام الجامعة. وفــــــي ســــيــــاق مـــتـــصـــل، قـــالـــت أســتــاذة كلية الإعلام فــي جامعة اليرموك الدكتورة دعاء الشكري إن استجابة الطلبة للوضع الأكاديمي مــتــفــاوتــة، وفـــقًًـــا لطبيعة الفصل الدراسي. وفــيــمــا يــخــص بــتــأثــيــر الـضـغـط الأكـاديـمـي على الطلبة وصحتهم الـنـفـسـيـة، أوضـــحـــت الــشــكــري أن الأربع سنوات التي يقضيها الطالب في الجامعة هي «سنوات إنجاز»، وأنه قادر على إدارة وقته بطريقة مـــنـــظـــمـــة، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن هـــذا الضغط مـفـروض عليه ومحتمل في آن واحد. وقـــالـــت «لا أعـتـقـد أن الـطـالـب غير قادر على تنظيم جهده أو على الأقــــل مــواجــهــة تــحــديــات دراســتــه %، إلا أنه وبشكل 70-60 بنسبة عام هناك العديد من الأكاديميين والـــطـــلـــبـــة يـــفـــتـــقـــرون إلـــــى ثــقــافــة التخطيط والتنظيم». وأضـــافـــت الـشـكـري أن الطلبة لديهم الكثير مـن الملهيات مثل مواقع التواصل الاجتماعي، وأنهم يهدرون معظم أوقاتهم في أشياء غير مفيدة لهم، إلا أن هذا الضغط يكون لفترة مؤقتة، ويستطيعون اســتــغلالــه بشكل أفـضـل ومنظم على حد قولها. وفـيـمـا يتعلق بـمـرونـة الـنـظـام الجامعي، بيّّنت أن تعديل الخطط الـدراسـيـة واجــب وجــزء مـن ثقافة المؤسسة الجامعية بشكل عام، إذ إنه يجب أن يكون هناك تعديل سـنـوات بـإضـافـة أو 4 للخطة كـل إلغاء مساقات وفقًًا لحاجة سوق العمل ومواكبة العصر الحديث، لافـتـة إلــى أن كلية الإعلام تعمل على ذلك. وأردفـــت الشكري أنّّــه يجب أن يـــكـــون هـــنـــاك اســـتـــحـــداث لبعض الـتـخـصـصـات الـــتـــي تـتـنـاسـب مع الـتـطـور الـتـكـنـولـوجـي والـمـعـرفـي، بالإضافة إلى تطوير الكادر البشري لتحقيق أهــــداف الـمـسـاق بشكل عام. مـــن جــانــبــه، قــــال أســـتـــاذ كلية العلوم التربوية في جامعة اليرموك الدكتور محمد الحموري إن هناك مجموعة مـن الـعـوامـل النفسية التي تهدد طلبة الجامعات، مضيف ًًا أن المرحلة الجامعية تمثل بيئة خــصــبــة لــظــهــور مـــشـــكلات الـقـلـق والاكــــتــــئــــاب، بــســبــب الـــتـــحـــديـــات الانتقالية التي يواجهها الطلبة في هذه المرحلة من حياتهم. وأوضـــــح الـــحـــمـــوري أن انـتـقـال الــطــلــبــة مــــن الــبــيــئــة الــمــدرســيــة الــــمــــحــــدودة إلـــــى بـــيـــئـــة جــامــعــيــة منفتحة ومتنوعة ثقافي ًًا واجتماعي ًًا وفكريًًا، يفرض عليهم التكيّّف مع ا في واقـــــع جـــديـــد يـتـطـلـب تــــعــــديلًا الـعـادات والـمـمـارسـات، وقـد يولد ضغط ًًا نفسيًًا كبيرًًا. وأشـار إلى أن اختيار التخصص الـــجـــامـــعـــي دون مـــــراعـــــاة مــيــول الطالب وقدراته، يسهم في ظهور أعراض نفسية كالاكتئاب والقلق، مبينًًا أن آلـيـات القبول الجامعي الحالية قـد لا تـأخـذ بعين الاعتبار الــكــفــاءة الـنـفـسـيـة أو الاســتــعــداد الفعلي للطلبة. وفــــيــــمــــا يـــتـــعـــلـــق بـــالـــضـــغـــوط الأكـــاديـــمـــيـــة، قــــال الـــحـــمـــوري إن لها دورًًا كبيرًًا فـي تـدهـور الصحة النفسية لـــدى الـطـلـبـة، لافــتًًــا إلـى أن كـــثـــرة الـــمـــهـــام مــثــل تسجيل المساقات والامتحانات المتعددة والـــواجـــبـــات، تـخـلـق بـيـئـة ضاغطة تؤثر على التركيز العقلي والراحة النفسية والجسدية لديهم. وأضـاف «استعجال الطلبة في الــتــخــرج مـــن خلال تـسـجـيـل عـدد كبير من الساعات يفوق طاقتهم، يدخلهم في دوامة من التوتر، وأن بعضهم يلجأ للدروس الخصوصية ذات التكلفة المرتفعة لمواكبة متطلبات المساقات». وأكّّــد الحموري أن هناك نقص ًًا فــــي الــــوعــــي الـــنـــفـــســـي لـــــدى فـئـة واسعة من الطلبة، بالإضافة إلى وصـم «الـمـرض النفسي» التي لا تـزال سائدة في المجتمع، والـذي يعتقد البعض بأنه يؤثر على فرص الــزواج أو الحصول على وظيفة أو تأثر الـعلاقـات الاجتماعية للأفــراد والأســــرة مــع محيطهم، مبينًًا أن بعض الأســر تعارض تلقي أبنائها لأي نوع من العلاج النفسي، خوفًًا مــن تـأثـيـر ذلـــك عـلـى مستقبلهم الاجتماعي أو المهني. وأشار إلى أن الجامعات لها دورًًا مهمًًا فـي تقديم الـدعـم النفسي، من خلال وحدات الإرشاد النفسي التابعة لعمادات شؤون الطلبة، إلا أن الخدمات المقدمة لا تزال دون المستوى المأمول، مقترح ًًا إنشاء وحـــــدات مــســانــدة نـفـسـيـة داخـــل الكليات نفسها تسهل الوصول إلى الـخـدمـات، وتـقـدم بـرامـج توعوية وعلاجية فع ّّالة. وحــول تعزيز الصحة النفسية لـدى الطلبة، شـدد الحموري على أهـمـيـة نـشـر الــوعــي النفسي من خلال الــــمــــحــــاضــــرات والـــــنـــــدوات والـــــورش، وتضمين مـسـاق حـول الــصــحــة الــنــفــســيــة خـــاصـــة ضمن متطلبات السنة الجامعية الأولى، يُُعرّّف الطلبة بالمشكلات النفسية وأساليب التعامل معها. ولــــــفــــــت إلـــــــــى أثـــــــــر الــــضــــغــــوط الاقتصادية والبطالة المستقبلية، مؤكد ًًا أن انشغال الطلبة بتكاليف الدراسة أو إعالة أسرهم يدفعهم للالـــتـــحـــاق بـــوظـــائـــف مــؤقــتــة تـؤثـر على وقتهم وجهدهم الأكاديمي، إضافة إلى القلق المستمر بشأن فرص التوظيف بعد التخرج، م ّّا قد يُُضعف دافعهم للتعلم ويزيد من أعبائهم النفسية. وقال الحموري إن طريقة تعامل الـجـامـعـات مــع الـقـضـايـا النفسية للطلبة «ليست بالجدية الكافية»، مضيفًًا أن النقص الكبير في عدد المرشدين وغياب الثقافة النفسية لدى بعض أعضاء هيئة التدريس تـزيـد مـن المعاناة النفسية لدى الطلبة. وأك ّّد ضرورة ربط تقديم خدمات الصحة النفسية بمعايير الاعتماد الأكـــاديـــمـــي لــلــجــامــعــات، كــمــا هو مـــعـــمـــول بـــــه فـــــي بـــعـــض الــــــدول الــــمــــجــــاورة، وذلـــــك لــضــمــان بيئة جامعية صحية نفسيًًا وتعليميًًا. جامعيون يطالبون بتحسين نظام التعليم والأنشطة الجامعية والاهتمام بالدعم النفسي ࣯ ي رموك- محمد الحموري وعبد الرحمن العبادة � صحافة ال من النشاطات اللامنهجية في جامعة اليرموك ࣯ ي رموك- آرام الشراري � صحافة ال قـــال نـائـب مـديـر مـركـز الأمــيــرة بسمة فــي جامعة اليرموك الدكتور طارق الناصر إن رؤية المركز تنسجم تـمـامـا مــع رؤيــــة الـجـامـعـة بـاعـتـبـاره الـــــذراع التنموي المتخصص في قضايا المرأة والأسـرة، مشيرا إلى أن المركز يسعى إلــى تمكين الـمـرأة وتعزيز دورهـــا في المجتمع، بما ينعكس إيجابا على استقراره ونموه. وأضــــاف أن رســالــة الـمـركـز تـتـركـز فــي دعـــم الـمـرأة داخل الجامعة كمجتمع أكاديمي، سواء كانت طالبة أو موظفة إدارية أو أكاديمية، وكذلك دعم النساء في المجتمع المحلي، بالتعاون مـع شـركـاء فعّّالين من مختلف الجهات المعنية بقضايا المرأة. وبـيّّــن الناصر أن المركز يوظف الـكـفـاءات البحثية المتوفرة في مختلف كليات الجامعة لإجراء دراسات علمية متخصصة في قضايا المرأة والأسرة، مشيرا إلى أن هذه الدراسات تُُنفذ بالشراكة مع مؤسسات دولية ومحلية، أو من خلال جهود المركز والجامعة بشكل منفرد، بهدف توفير بيانات دقيقة تخدم صنّّاع القرار والمؤسسات التي تعمل على مشاريع تنموية موجهة للمرأة، خاصة في محافظات الشمال ومحافظة إربد. وأشار إلى أن المركز لا يقتصر على الجوانب البحثية، بل ينفذ برامج ومشاريع تستهدف تطوير المهارات الاقتصادية والعملية للطالبات والطلاب على حد سواء، بما يساهم في تأهيلهم لسوق العمل بعد التخرج. وأضــاف أن المركز يعمل أيضا على إيصال رسائل توعوية وتنموية إلـى المجتمع النسوي فـي مختلف المناطق، ويولي اهتماما خاصا بالمشاريع المرتبطة بالجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وأكـد الناصر حرص المركز على توطيد علاقاته مع المؤسسات الوطنية المعنية بالشأن السياسي، كوزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، ويعمل على تقديم نـمـاذج ناجحة مـن الـقـيـادات النسائية فـي المجالات السياسية والاقـتـصـاديـة والاجـتـمـاعـيـة، بـهـدف تحفيز الطلبة وتشجيعهم على الانخراط في الحياة العامة. ولفت إلى تنفيذ دراسة مشتركة مع اللجنة الوطنية لشؤون المرأة حـول أثـر مخرجات تحديث المنظومة السياسية على مشاركة الطلبة في اتحاداتهم، مبينا أنها تُُنفذ على مستوى الجامعات الأردنـيـة من خلال فريق بحثي متخصص. وأضاف أن المركز يضم شبكة بحثية تضم نخبة من أعـضـاء الهيئة التدريسية مـن مختلف التخصصات، ممن يملكون اهتماما علميا بقضايا المرأة ويعملون على إنتاج دراسات ترتبط باحتياجاتها وتطلعاتها. وأشار الناصر إلى أن المركز لا ينظر للمرأة باعتبارها مــن الـفـئـات المهمشة، خـاصـة وأن الأردنـــيـــات ومنذ تـأسـيـس الــدولــة الأردنـــيـــة حققن إنـــجـــازات كـبـيـرة في مـخـتـلـف الـــقـــطـــاعـــات، وشـــاركـــن فـــي عـمـلـيـة التنمية الشاملة خـاصـة فـي الـسـنـوات الأخــيــرة وذلـــك بفضل الـرؤيـة الملكية الـداعـمـة للمرأة وأدوارهـــــا، مـا ساهم بتعزيز مكانتها وتمكينها في الحياة العامة. وأكـد سعي المركز نحو استدامة العمل التنموي، مــن خلال تنفيذ ورش ودورات تـدريـبـيـة تـهـدف إلـى تحقيق أهداف قابلة للقياس، والعمل على خلق بيئة إيجابية وداعمة للمرأة في مختلف المجالات. وأشار إلى أن المرأة الأردنية أثبتت قدرتها على تجاوز التحديات وتحقيق النجاحات. مـؤكـدا أن مساهمتها تمثل ركنا أساسيا في بناء الأردن وتقدمه. ووصـــف الــنــســاء الأردنـــيـــات بـأنـهـن الـعـز والـكـرامـة والـــشـــرف وهــــن جــــزء لا يــتــجــزأ مـــن مــســيــرة التنمية والنمو ومسيرة تعزيز البناء التي يقودها جلالة الملك وسمو ولي العهد الأمين، مشيرا إلى أن المطلوب من المرأة كثير وكبير وتستطيع المرأة الأردنية تجاوز كل التحديات وتقديم كل ما يمكنها تقديمه للأردن وللأمة مع الحفاظ على قيمها الوطنية والدينية والاجتماعية. وأكد أن رسالة المرأة تبدأ من كونها أم تربي وتدير أســـرة ولا تنتهي بكونها قـائـد فـي إحـــدى المؤسسات الوطنية التي تعمل مـن أجـل الأردن ومـن أجـل اسم الأردن. الناصر: مركز الأميرة بسمة في الجامعة يسعى لتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع ࣯ ي رموك- سرى القرعان � صحافة ال قالت مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك الدكتورة ربـى العكش إن المركز يُُعنى برصد وتحليل أوضاع اللاجئين من مختلف الجنسيات المقيمة في الأردن، بما في ذلك السوريون والفلسطينيون والعراقيون والليبيون واليمنيون. وأضـــافـــت الـعـكـش أن الـمـركـز بـحـثـي بـحـت ولا يقدم خـــدمـــات مـــبـــاشـــرة، بـــل يـعـتـمـد عــلــى مــشــاريــع دراســيــة مدعومة من جهات دولية. وشــــددت الـعـكـش عـلـى أن الـمـركـز يُُــعــد جـهـة بحثية مستقلة، لا تقدم خدمات مباشرة، بل تعتمد في تمويل دراساتها على مشاريع دورية بالتعاون مع جهات دولية، أبرزها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ا للاجئين، وقالت إن الأردن يُُعد من أكثر الدول استقبالًا جنسية، وفقا لإحصائيات 57 حيث يستضيف لاجئين من المفوضية السامية للأمـــم المتحدة لـشـؤون اللاجئين )، مشيرة إلــى أن نحو ربــع سـكـان المملكة UNHCR( هم من اللاجئين، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على قطاعات البنية التحتية والصحة والتعليم. وأشــارت إلى أن اللاجئين السوريين والفلسطينيين أصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي الأردني، م ّّا دفع المركز إلى إجراء دراسات لقياس أثر هذا الاندماج على المجتمع المحلي، مؤكدة أن التركيز الأكبر للاجئين السوريين يتركز في محافظات العاصمة عم ّّان، والمفرق، وإربد. وأوضـحـت العكش أن محافظة إربـــد تضم مخيمين للاجئين الفلسطينيين هما مخيم الشهيد عزمي المفتي ومـخـيـم إربــــد، فــي حـيـن تـوجـد عـــدة مخيمات مخصصة للاجئين السوريين أبرزها مخيم الزعتري الذي يُُعد الأكبر ألف لاجئ، 80 على مستوى الوطن العربي، ويقطنه نحو ليشكل رابــع أكبر تجمع سكاني في المملكة، بالإضافة إلـــى مـخـيـم الأزرق، ومـخـيـم مــراجــيــب الــفــهــود، ومخيم السايبرستي في الرمثا. % من اللاجئين السوريين يقيمون خارج 80 وأكدت أن % فقط داخلها، وهو ما يشير 20 المخيمات، بينما يعيش إلى حالة اندماج متزايدة داخل المجتمعات المستضيفة. ولـفـتـت إلـــى أن تــدفّّــق اللاجــئــيــن، لاسـيـمـا السوريين ألف، أحدث تغييرات 300 الذين بلغ عددهم نحو مليون و ديموغرافية أثرت على مختلف القطاعات، لا سيما التعليم والصحة وسوق العمل، مضيفة أن المركز يسلّّط الضوء أيضا على الآثار الثقافية والاجتماعية الإيجابية الناتجة عن التداخل الثقافي بين اللاجئين والمجتمع المحلي. العكش: مركز دراسات اللاجئين في الجامعة يرصد تأثير اللجوء على البنية التحتية والمجتمع الأردني من إحدى فعاليات المركز إحدى ندوات المركز

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=