٢٠٢٥ أيار ٢٥ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ٢٧ الأحد 3 الملف يحتفل الأردن بمناسبة الاسـتـقلال فــي الـخـامـس والـعـشـريـن مــن أيـــار من كل عـام، وهـي ليست مجرد ذكــرى، بل مسيرة مستمرة مـن العمل والـبـنـاء، تــتــجــســد فـــيـــه مـــعـــانـــي الاســـــتـــــقلال فـي تــحــديــث الـــحـــيـــاة الــســيــاســيــة، وتــقــويــة الاقتصاد ودعـم الشباب، والحفاظ على الهوية الوطنية من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ومـــع الاحــتــفــال الــتــاســع والسبعين لاسـتـقلال المملكة هـذا الـعـام، شهدت الــمــجــالات كــافــة جـمـلـة مـــن الــتــطــورات والـــتـــغـــيـــرات فــــي مــــجــــالات الــســيــاســة والاقـــتـــصـــاد والــثــقــافــة، ويــــرى محللون ونـــاشـــطـــون ومــثــقــفــون ضـــــرورة تـدعـيـم قيم الاســتــقلال مـن خلال التأكيد على منظومة التحديث في مختلف المجالات لمواصلة المسيرة بنجاح. تحفيز المشاركة السياسية وقــــال الــنــائــب الــدكــتــور عـبـد الـنـاصـر الـخـصـاونـة إن جلالـــة الملك منذ توليه سلطاته الدستورية قاد مهمة التحديث السياسي وتطوير البنية المؤسساتية الأردنية بما ينعكس على الواقع الأردني بشكل إيجابي وعملي. وأضـــــــاف الـــخـــصـــاونـــة «بــــدأنــــا الـــيـــوم حصد ثمار هــذا التعزيز فـي البناء من خلال مجموعة مـن المخرجات، أهمها وجود الأحزاب بشكل فاعل في الساحة السياسية والاجتماعية، وفـي مجلس الـــنـــواب، بــالإضــافــة إلـــى وجــــود قــيــادات اجتماعية وسياسية جديدة ومتجددة في المشهد السياسي العام». وأكــــــد أن الــعــمــل عــلــى رؤيـــــة جلالـــة الملك ركيزة ينبغي أن يُُبنى عليها من أجل تدعيم قيم الاستقلال لدى الشباب الأردنـــــــي، وتـحـفـيـزهـم عــلــى الـمـشـاركـة السياسية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، وتعزيز الـتـواصـل الـفـعّّــال بين الأحــزاب الـسـيـاسـيـة، بــالإضــافــة إلـــى الـمـجـالـس الـتـشـريـعـيـة والـــحـــكـــومـــة مـــع الـشـبـاب بشكل إيجابي. ولـفـت الخصاونة إلــى أن ذلــك يفتح الــــقــــنــــوات والأبــــــــــواب أمـــــــام الـــشـــبـــاب؛ لتمثيل اتجاهاتهم وتياراتهم وميولهم واهتماماتهم، والعمل من أجل الأردن وتــعــزيــز قـيـم الاســـتـــقلال بـشـكـل فاعل وحقيقي. وقـــال نـائـب عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور زهير الطاهات إن الاســـتـــقلال لا ينبغي أن يُُــفـهـم فقط بوصفه حدثًًا تاريخي ًًا، بل هو ثورة شاملة يجب أن تمتد إلى جميع مجالات الحياة، مضيفًًا أن الاسـتـقلال الحقيقي يتحقق عـنـدمـا ننجح فــي بـنـاء الاكـتـفـاء الـذاتـي فـــي الــجــوانــب الـــزراعـــيـــة والاقــتــصــاديــة، والاجــتــمــاعــيــة، وغــيــرهــا مــن الـقـطـاعـات الحيوية. وأشــــــار إلــــى أهــمــيــة اســـتـــذكـــار هــذه القيم فـي كـل مناسبة وطنية، لما لها من دور في تعزيز الوعي بأهمية تطوير أدوات الـمـسـتـقـبـل والانــــــــطلاق نـحـوه بثقة بعيدًًا عن التبعية، مستندين إلى كفاءات وطنية خلاقة ومبدعة، مشددًًا على ضـــرورة استقطاب هـذه الكفاءات ورعـايـتـهـا، وتمكينها لتكون فـي طليعة المبادرات التنموية. ودعــا الـطـاهـات إلــى تفعيل الطاقات الــــذاتــــيــــة الإبــــداعــــيــــة فــــي الـــــوطـــــن، مـن خلال إجـــراء مـسـوحـات شاملة ثقافية واقــتــصــاديــة وبــيــئــيــة، تـشـمـل الـــمـــوارد الـطـبـيـعـيـة والـــمـــعـــادن وغــيــرهــا، بـهـدف اسـتـثـمـارهـا بـشـكـل عـلـمـي ومــــدروس، وتوجيهها نحو تنمية القطاعات الإنتاجية كـالـزراعـة والصناعة، وكـل مـا مـن شأنه دفع عجلة التقدم. وأكــــــد الـــطـــاهـــات ضـــــــرورة أن تــقــوم مؤسسات الدولة بإعادة هيكلة بنيتها، ووضـع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تحقيق الاستقلال الشامل، وتعزيز مبدأ الاعتماد على الذات في مختلف مناحي الحياة. أمــــــــا عــــلــــى الــــصــــعــــيــــد الــــســــيــــاســــي، قــــال الــشــيــخ نـــاجـــي الــــعــــزام إن تـعـزيـز الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة والـــمـــشـــاركـــة الــفــاعــلــة للمواطنين فــي الانـتـخـابـات والعملية السياسية يمثلان حجر الزاوية في مسار الاستقلال، بالإضافة إلى ضرورة محاربة الفساد وتعزيز الشفافية في مؤسسات الدولة. وأكد العزام أهمية التواصل المستمر مـع المجتمع الـمـدنـي، والاسـتـمـاع إلى تــطــلــعــات الــمــواطــنــيــن واحــتــيــاجــاتــهــم، لـلـحـفـاظ عـلـى تــــوازن واســتــقــرار الـــبلاد، مشيرًًا إلـى أن العشائر الأردنـيـة تلعب دورًًا مـحـوريًًــا فـي ترسيخ قيم ومـبـادئ الاستقلال، موضح ًًا أنها تسهم في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني، وتغرس قيم الاعتزاز بالتراث والتاريخ الأردني. تحقيق الاستقلال الاقتصادي أكــــــــد أســــــتــــــاذ الإدارة والـــــقـــــيـــــادة والسياسات التربوية في جامعة العين الإماراتية الدكتور رامي العودات ضرورة إعادة النظر في أولويات سياسة التنمية الاقتصادية الوطنية بما يضمن تحقيق اســــتــــقلال اقــــتــــصــــادي فــعــلــي وتــجــنــب التبعية الخارجية، من خلال التركيز على الـهـويـة الاقـتـصـاديـة الوطنية والانـــطلاق مـن الخصوصية الثقافية والجغرافية والاجتماعية التي تمتلكها البلاد. وأشـار إلى أنه ومن خلال هذا الفهم نستطيع بناء سردية اقتصادية متفردة تميزنا عن الآخرين وتجعل من منتجاتنا وخـــدمـــاتـــنـــا قـــصـــة تــســتــحــق الــتــســويــق والدعم. وأكد العودات أن التسويق لا يجب أن يكون مجرد أداة مؤقتة بل يجب أن ي ُُبنى كعملية مستدامة تتعزز عبر التعليم والتنشئة المبكرة، لإنـتـاج جيل يؤمن بذاته وقدرته على البناء دون تقليد أو تبعية. وحــــول أهـمـيـة الـمـشـاريـع الصغيرة والـمـتـوسـطـة، وصـفـهـا بـأنـهـا «مـشـاريـع رشيقة»، مشيرًًا إلى أنها تتميز بسهولة التأسيس والإدارة والتطور، موضحًًا أن رواد هـذه المشاريع غالبًًا ما يتمتعون بــطــمــوح عـــــال يــدفــعــهــم نــحــو الــتــوســع والـتـحـول إلــى شـركـات كـبـرى، مـا يخلق ديناميكية اقتصادية صحية في السوق المحلي. وأكــد أن لهذه المشاريع دورًًا كبيرًًا في كسر الاحتكار وتحقيق الـتـوازن في الـــســـوق، خـصـوص ًًــا وأنــهــا تـــدار بتكاليف أقل وتتمتع بمرونة أكبر في التكيف مع المتغيرات. وحول دور البنية التحتية في تحقيق الأمــــن الاقـــتـــصـــادي، قـــال الـــعـــودات إنها الحاضنة الأسـاسـيـة للتنمية بمختلف أشـكـالـهـا، مضيفًًا أن» البنية التحتية ليست فقط داعــم ًًــا للاقـتـصـاد، بـل هي جزء من منظومة أوسع تشمل السلم الاجتماعي ومــؤشــرات الـسـعـادة وبيئة جاذبة للسياحة». وأشار إلى أن الحديث عن القطاعات يــــجــــب أن يــــتــــطــــور إلـــــــى حـــــديـــــث عــن «مـــنـــظـــومـــات»، مـــوضـــح ًًـــا أنــــه لا يمكن فـصـل الـسـيـاحـة عـــن الـنـقـل أو الـطـاقـة عـــن الــصــنــاعــة، مـــشـــيـــرًًا إلــــى أن بعض الـــدول المتقدمة تصل فيها السرعات المسموح بها على الطرق السريعة إلى كـم/س، م ّّا يقلل الزمن والتكلفة 160 ويزيد من كفاءة النقل، في حين تؤدي الطرق الرديئة في دول أخـرى إلى هدر في الوقت والطاقة. وشـــــــدد الـــــعـــــودات عـــلـــى أن ضـعـف البنية التحتية يـولـد انطباعات سلبية ويعرقل التنمية، داعيًًا إلى التخلص من التحديات والعقبات الإدارية التي تعرقل الاستثمار والتوسع. وفي سياق متصل، قال أستاذ كلية الأعــمــال فــي جـامـعـة الـيـرمـوك الـدكـتـور قاسم الـحـمـوري، إن مـن أبــرز الجوانب الـمـرتـبـطـة بــالاســتــقلال الاقــتــصــادي هو الاعتماد على الـــذات، وأن ذلـك يتطلب بـــنـــاء خـــطـــط اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة تُُـــغـــنـــي عـن المساعدات الخارجية في دعم الموازنة العامة. وأضــــاف الــحــمــوري أن الـــوصـــول إلـى هــذا الـهـدف يتطلب تهيئة بيئة جاذبة للاســتــثــمــار وتـشـجـيـعـه والــعــمــل على زيادته وتطويره، مشيرًًا إلى وجود علاقة طردية بين الصادرات والدخل القومي، ما يسهم في خلق فرص عمل وتقليل نسب البطالة. وشــدد الحموري على أن الاستقلال الاقـــتـــصـــادي الـحـقـيـقـي يـتـطـلـب تحقيق مـــعـــدلات نـمـو مـرتـفـعـة ورفــــع متوسط دخل الفرد، بالإضافة إلى تحقيق فائض في الميزان التجاري، موضحًًا أنـه وفي حـــال وجـــود عـجـز فــي الـمـيـزان الـتـجـاري والـــمـــوازنـــة الــعــامــة إلــــى جــانــب ارتــفــاع الـــبـــطـــالـــة، فـــــإن ذلـــــك يـــــدل عـــلـــى غــيــاب الاستقلال الاقتصادي واستمرار التبعية للمؤسسات الدولية. مــن جـانـبـه، قـــال الخبير الاقـتـصـادي الـــدكـــتـــور حــســام عـــايـــش، إن الاقــتــصــاد القوي لا ينعكس فقط على المؤشرات الـمـالـيـة، بــل يـشـك ّّــل ركــيــزة للاســتــقــرار الاجتماعي ونوعية الحياة، ويمثل شكلا من أشكال التحضر الحديث الذي يكون تفاعليًًا ومـرنًًــا، وقـــادرًًا على تحقيق نمو مستدام. وأضــــــــــاف عــــايــــش أن مـــــن ســـمـــات ا متناميًًا الاقتصاد السليم أن يوفّّر دخلًا للمواطنين عام ًًا بعد آخر، ما يمكنهم من مواجهة الطوارئ والجوائح والاضطرابات بـــأقـــل الــخــســائــر، مـــعـــززًًا قــدرتــهــم على امــتــصــاص الـــصـــدمـــات الـــعـــابـــرة حسب تعبيره، موضح ًًا أن قدرة الاقتصاد على تـوفـيـر فـــرص الـعـمـل وضــبــط الـظـواهـر الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق نمو في الـصـادرات وارتـفـاع الاحتياطات من الــعــملات الأجـنـبـيـة، جميعها مـؤشـرات على متانته. وأشار إلى أن تراجع العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات والموازنة إلـــى مـسـتـويـات يـمـكـن إدارتـــهـــا بـمـرونـة يعكس نـجـاح الـسـيـاسـات الاقـتـصـاديـة، خـصـوص ًًــا عـنـدمـا يـكـون الأداء فــي بيئة أعمال تفاعلية تتسم بالتنافسية وبأقل قدر من الفساد، وأعلى درجات الشفافية والنزاهة. وشدد عايش على أهمية الاستفادة من الأدوات التكنولوجية، ورأس المال البشري المؤهل الـقـادر على التفاعل السريع مـع التحديات، وإيـجـاد الحلول الــفــعــالــة، مـعـتـبـرًًا أن هـــذه الـمـنـظـومـة المتكاملة تمثل أحد أبرز أشكال «القوة الكبرى» للدول على حد قوله. وبيّّن أن الاقتصاد الوطني واجه على مــــدار الــســنــوات الـمـاضـيـة الــعــديــد من التحديات، ومع كل أزمـة كان يعود إلى مــســار الـنـمـو والإنـــجـــاز، رغـــم الـتـأثـيـرات السلبية على أدائه. وأشار عايش إلى أن الاستقرار المالي والــنــقــدي الــــذي يـتـمـتـع بـــه الأردن يُُــعـد ميزة متقدمة مقارنة بعديد مـن دول الإقليم والعالم، لافتًًا إلى الثقة الكبيرة فــي اسـتـقـرار سـعـر صـــرف الــديــنــار، ومـا لذلك من أثر مباشر على ثقة المواطن بمدخراته، مبينًًا أن ارتفاع الـودائـع في مليار 47.3 الجهاز المصرفي إلـى نحو ديــــنــــار، يــعــكــس حــجــم الــثــقــة بـالـقـطـاع المصرفي والاقتصاد الوطني بشكل عام. وأك ّّد أنه ورغم معدل النمو الاقتصادي ،%2.5 الـــذي لا يـــزال مـتـواضـع ًًــا بـحـدود إلا أن اســتــمــرار الـنـمـو فــي ظــل أزمـــات إقليمية، منها الحرب الإسرائيلية على غـزة، يُُظهر قـدرة الاقتصاد الأردنــي على التماسك وامتصاص التحديات، وإعادة التوجه نحو التعافي. وأوضــح عايش أن المرحلة المقبلة تتطلب نمو ًًا اقتصاديًًا أكبر بحيث لا يقل % سنويًًا، بـل ويفترض أن يصل 5 عـن % عـلـى الأقــــل، لـمـواكـبـة الــزيــادة 6 إلـــى السكانية وتطور احتياجات المواطنين والمقيمين. وأشــــــــــار إلـــــــى أن رؤيــــــــة الـــتـــحـــديـــث الاقـتـصـادي فـي الأردن تتطلب تحقيق معدلات نمو طموحة، تُُترج ََم إلى تحسن ملموس في حياة المواطنين وتوسيع الــقــاعــدة الإنــتــاجــيــة، وخــلــق مـــزيـــد ًًا من الفرص. وأكد عايش أن الاقتصاد الأردني ورغم التحديات، يبقى عنوانًًا بارزًًا من عناوين الاستقلال، بما يملكه من إمكانيات ذاتية وثقة مجتمعية واستقرار نقدي، يجب البناء عليه لتحقيق مـزيـد مـن التقدم والازدهار. من جانبه، قال المدير العام لجمعية رجــال الأعـمـال الأردنـيـيـن طــارق حجازي إن الأردنيين يجددون في عيد الاستقلال التاسع والسبعين عهد الوفاء والانتماء لوطنهم وقيادتهم الهاشمية. وأضـــاف أن مسيرة الـبـنـاء والنهضة مستمرة رغــم التحديات بقيادة جلالـة الملك عبدالله الثاني، إذ يمضي الأردن بثقة نحو مستقبل واعـــد كـدولـة قوية وعزيزة تحتضن أبناءها وتعتز بتاريخها، وتجعل من الإنجاز عنوانًًا دائمًًا لعزتها واستمراريتها. وشدد حجازي على أن الأردن سيظل م ـــــــا ثـــابـــتًًـــا فــــي مـــواقـــفـــه ومـتـمـسـك ًًــا � دو بــاســتــقلالــه ووحــــدتــــه، وسـيـبـقـى دائــمــا سـنـدا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على تـرابـه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وأشــــار حــجــازي إلـــى أن الأردن أثبت قـــــدرتـــــه وحـــكـــمـــتـــه فـــــي الـــتـــعـــامـــل مـع التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، إذ نجح في الحفاظ على استقراره المالي وتحقيق معدلات نمو إيجابية، وهـو ما أكـدتـه التصنيفات الائتمانية الـصـادرة عن الوكالات الدولية. وأوضــــــح أن الـمـمـلـكـة بـــــدأت تنفيذ إصلاحــــــات اقــتــصــاديــة جــــادة تستهدف تحقيق نـمـو مـسـتـدام، ومـــن أبـــرز هـذه المبادرات «رؤيــة التحديث الاقتصادي » الـــتـــي أطــلــقــهــا جلالـــــة الـمـلـك 2033 عـبـدالله الـثـانـي، والـتـي تـهـدف إلــى خلق مــلــيــون فــرصــة عــمــل جـــديـــدة، وتـعـزيـز مـــكـــانـــة الأردن كـــمـــركـــز إقـــلـــيـــمـــي فـي مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، والصناعات المتقدمة. وأضــــــاف أن الأردن شــهــد مـشـاريـع استثمارية كبرى في قطاعات اقتصادية رئيسية خاصة في قطاع الطاقة والمياه، والبنية التحتية بما يعكس رؤية ملكية شــامــلــة لــبــنــاء اقـــتـــصـــاد قــــوي وشــامــل يخدم جميع فئات المجتمع، ويعزز من اعتماده على الذات. وأكـــد حـجـازي أن الإصلاح السياسي والإداري يـشـكـل ركـــيـــزة أســاســيــة في مسيرة التحديث الشامل التي ينتهجها الأردن، إذ تـسـعـى الـــدولـــة إلــــى تـعـزيـز الــمــشــاركــة الـشـعـبـيـة، وتــرســيــخ دولـــة القانون والمؤسسات. وبـيّّــن أن الـجـهـود الـمـبـذولـة فـي هذا المجال تهدف إلى تمكين المواطنين من الانخراط الفاعل في صنع القرار، وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة، بما يرسخ الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مشيرًًا إلى أن هذه الإصلاحات، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، تـــمـــثـــل مـــنـــظـــومـــة مـــتـــكـــامـــلـــة تــؤســس لمرحلة جديدة من التنمية المستدامة والاستقرار الوطني. وفيما يتعلق بالجانب الاقـتـصـادي، شدد العزام على ضـرورة تنويع مصادر الاقــتــصــاد وتـشـجـيـع الاســتــثــمــارات في قـطـاعـات مـثـل الـسـيـاحـة والتكنولوجيا والصناعة لتقليل الاعتماد على القطاع العام أو الدعم الخارجي. ولــــفــــت الـــــعـــــزام إلــــــى أهـــمـــيـــة دعـــم الـمـشـاريـع الـصـغـيـرة والـمـتـوسـطـة من خلال تـوفـيـر الـتـمـويـل والـــتـــدريـــب، بما يعزز ريـادة الأعمال ويفتح آفاقًًا جديدة أمــــام الـشـبـاب الأردنـــــي، مـــؤكـــد ًًا أهمية تـحـفـيـز الــتــجــارة الــداخــلــيــة والــخــارجــيــة، عبر تحسين البنية التحتية وتسهيل الإجـــراءات التجارية بما ينعكس إيجابًًا على الاقتصاد الوطني. ترسيخ الاستقلال بتعزيز الهوية الوطنية قــال الشيخ ناجي الــعــزام، إن تعزيز نهج الاستقلال واستمراريته في الأردن لا يتحقق إلا من خلال تضافر الجهود في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية، مشددًًا على أهمية الدور الـذي يمكن أن تلعبه العشائر الأردنية في هذا الإطار. وأضــــاف أن الـجـانـب الـثـقـافـي يحتل أهمية كبرى في ترسيخ قيم الاستقلال، مــن خلال تـعـزيـز الـهـويـة الـوطـنـيـة عبر تطوير التعليم والمناهج الدراسية التي تزرع في الأجيال الشابة مشاعر الانتماء والاعتزاز بالهوية الأردنية وتاريخ الوطن. وأشـــــار إلــــى دعــــم الــفــنــون والـثـقـافـة المحلية عبر إبـــراز الــتــراث الأردنــــي من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي تــكــرّّس الـقـيـم الـوطـنـيـة، بــالإضــافــة إلـى تـعـزيـز الـلـغـة الـعـربـيـة بصفتها الـركـيـزة الأســاســيــة لـلـهـويـة الـثـقـافـيـة والـلـسـان الجامع للشعب الأردني. وقال العزام إن العشائر تقف داعم ًًا للقيادة الهاشمية وللقوات المسلحة والأجـهـزة الأمنية في جهودهم للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مبينا أنها تـــؤدي دورًًا مهمًًا فـي تعزيز الاسـتـقـرار الاجـــتـــمـــاعـــي مـــن خلال حـــل الـــنـــزاعـــات والمنازعات المحلية. وأضــــــــاف أن الــــقــــيــــادة تـــســـاهـــم فـي ترسيخ القيم المجتمعية الأصيلة مثل الـكـرم والشجاعة والــــولاء، الـتـي تشكل جزء ًًا من الهوية الثقافية الأردنية، مبينًًا أنها تشارك في جهود التنمية المحلية مـــن خلال دعــــم الــمــشــاريــع الـتـنـمـويـة والــمــبــادرات الخيرية والتطوعية التي تعود بالنفع على المجتمع. وأكّّد العزام أن نهج الاستقلال ليس مــجــرد ذكـــــرى، بـــل مــمــارســة مستمرة تـــتـــطـــلـــب تلاحــــــــم الــــجــــهــــود الـــرســـمـــيـــة والمجتمعية، مؤكد ًًا أن العشائر الأردنية ستبقى دوم ًًا جزء ًًا أساسيًًا من النسيج الوطني الحامي للهوية الأردنية والداعم لمسيرة البناء والنهضة. ويرى الدكتور رامي العودات أن فهم رأس المال الثقافي الذي نمتلكه كدولة هــو الـخـطـوة الأولـــــى، وأن ذلـــك يتطلب ا عميقًًا لكافة الــمــوارد المتوفرة تحليل ًا بما فـي ذلــك الطقس والـغـطـاء النباتي والجوانب التاريخية والاجتماعية. بدوره، أكد الكاتب المسرحي يوسف الـــنـــاجـــي أن لــلــســيــاســات الـتـعـلـيـمـيـة والثقافية دورا هـامًًــا فـي تعزيز الهوية الـــوطـــنـــيـــة، وذلـــــك مـــن خلال الأنــشــطــة اللامـنـهـجـيـة الــتــي تتمثل بـالاحـتـفـالات الوطنية وتعزيز القيم لدى الطلبة والأ ُُسر، ووصــــولا للنسيج الاجـتـمـاعـي الـوطـنـي، وهذا ما يجعله متراص ًًا يتغنّّى في حب الــوطــن، مضيفًًا أهـمـيـة إثــــراء المناهج التدريسية بالقيم والشخصيات الوطنية التي لها حضور واضح في التاريخ. ولـــبـــنـــاء جــســر ثـــابـــت بــيــن الــمــاضــي والــحــاضــر بـاسـتـقلالـيـة مــن خلال الفن والــتــراث، شــدد الناجي على أن التراث الشعبي لا ينقطع عـن الـفـن المعاصر، حـيـث أن كليهما نـتـج مــن ذات البيئة عـلـى اخــــتلاف أدواتــــــه، وفــكــرة دمجهما باتت ضرورية لبناء الجسور بينهما، لافت ًًا أن هذا دور (المبدع الخلاق) الذي يحتاج لأرضية خصبة ومهيأة من خلال فعاليات ومـشـاريـع وطـنـيـة تـولـي اهتمامها بما لديه. ورد ًًا على تساؤل ما دور المؤسسات في مواجهة الأفكار الخارجية المقوّّضة للاســـــتـــــقلال، أجـــــاب نـــاجـــي أنــــه ينبغي مراجعة ذواتنا بداية، والمحتوى الوطني الثقافي المقد ّّم للجمهور، وسبب تراجع هذا المحتوى وعدم ق ََبوله، وسبب انقياد الجمهور نحو المحتوى الغربي والعزوف عـن الـوطـنـي، ثـم يلي الإجــابــة على تلك الأســئــلــة الـــوقـــوف أمــــام اسـتـراتـيـجـيـات وطنية حقيقية تهتم بالتطوير والتوجه نحو الجمهور بشكل إيجابي وفع ّّال. مــن جـانـبـه، اعـتـبـر الـشـاعـر والـكـاتـب الأردنـــــــي حــســن نـــاجـــي أن الــســيــاســات التعليمية والـثـقـافـيـة تُُــعــزز مــن خلال عـــدة أمـــــور، مـنـهـا الـمـنـاهـج الـمـدرسـيـة -من الصف الأول حتى التوجيهي-التي يجب أن تحتوي على معلومات معززة بالصور حول مناطق المملكة الجغرافية والــتــاريــخــيــة والـمـنـجـز الــحــضــاري مثل الجامعات والمصانع مع الشرح الوافي لكل مرحلة ومـا يناسبها، والـشـرح عن شــخــصــيــات ســيــاســيــة وثــقــافــيــة، فنية وعلمية ودينية وتربوية، ونماذج إبداعية، كالشعر والقصة والرسم، بحيث تعطى الأولــــويــــة لـلـمـنـتـج الأردنــــــي ثـــم الـعـربـي فالعالمي. وتـــابـــع الــكــاتــب نــاجــي « كـمـا ينبغي اخـــتـــيـــار الــمــعــلــم الــمــنــاســب لــتــدريــس المادة المناسبة لتخصصه، وتحديد عدد الحصص المكلّّف بها حسب متطلبات الـمـادة المنهجية، بالإضافة إلـى تعزيز موقف المعلم من خلال تفوقه وتميزه بجوائز أمام الإعلام ووجود الطلبة». وبما يتعلّّق بالاستراتيجيات الممكنة لدعم الإنتاج الثقافي المحلي، أشار إلى أن الأعمال -من سينما ومسرح ونشر- تحتاج إلى التزام حقيقي من قبل الدولة لدعم هذا الإنتاج، فمتى ما كان الإنتاج قـويًًــا على الصعيد المحلي سينعكس ذلـــك عـلـى حــضــوره بـقـوة عـلـى الصعيد العربي والعالمي، متابعًًا «لا يجب أن نكتفي بإنتاج مهرجانات ثقافية أو فنية دون أن يـتـم دعـمـهـا إعلامـــيًًـــا ورقــمــيًًــا، ومـعـلـوم أن الـثـقـافـة والــفــن هـمـا مــرآة المجتمع والـسـفـيـر الحقيقي لـلـدول» داعـــيًًـــا إلـــى تـمـويـل الإبـــداعـــات المحلية ســواء عـن طريق نقابة الفنانين أو من خلال صـــنـــدوق دعــــم تـــم اقـــتـــراحـــه منذ سنوات ليكون الرافد الحقيقي للعجلة الفنية. و طـــرح نــاجــي اسـتـراتـيـجـيـات عـــد ّّة، تــتــمــثّّــل فــــي تــخــصــيــص مـــيـــزانـــيـــة مـن الوزارات المعنية والمؤسسات الوطنية لإنتاج الأعمال الفنية، واختيار الأعمال الــفــنــيــة الــمــكــتــوبــة الــمــنــاســبــة وطــنــيــا واجـتـمـاعـيـا وديــنــيــا وتـخـصـيـص أعـمـال خاصة بالطفل، بالإضافة إلى اختيار طاقم التمثيل المناسب لكل دور. ويرى أن هذه الأفكار تواجه من خلال تـشـكـيـل لـــجـــان ذات خـــبـــرة بــالــمــوروث الشعبي والمحلي والعربي، وأخرى فنية وثقافية وسياسية للإشــــراف على كل منتج للعرض المحلي أو المنوي شراؤه من الخارج، بالإضافة لدعم إنتاج الأعمال المختارة تلفزيونيًًا وإذاعيًًا. للمملكة.. تدعيم سياسي وتمكين لاستقلال 79 الاستقلال اقتصادي وترسيخ الهوية الثقافية لمواصلة مسيرة الاستقلال ࣯ إعداد: ࣯ ريم العبود ࣯ محمد الحموري ࣯ زين الطراونة ࣯ عبد الرحمن آل عبادة ࣯ ألاء البيطار يمثل الاستقلال يوما وطنيا بإمتياز
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=