٢٠٢٥ أيار ٢٥ _ ١٤٤٦ ذو القعدة ٢٧ الأحد 5 سنابل ࣯ ي عطا � ن � ي رموك- هديل ب � صحافة ال حرصت جمعية مبرة الملك الحسين للأيتام على توفير حق التعلم 1956 منذ تأسيسها عام لجميع أطفالها منذ اليوم الأول لدخولهم إليها وحتى خروجهم منها، لإيمانهم بأن التعليم بداية التمكين والتغيير. قالت مدير عام جمعية مبرة الملك الحسين للأيتام فريال الجراح إن الأطفال في الجمعية يـتـلـقـون تعليمهم فــي مــــدارس خــاصــة، ويتم اخـتـيـار هــذه الــمــدارس وفـقًًــا للحالة النفسية لـكـل طــفــل، وذلــــك لـضـمـان الـمـتـابـعـة الـفـرديـة والقدرة على دمجهم مع أقرانهم، مشيرة إلى أن المرحلة الدراسية تُُعد من أهم الأسس في اختيار المدرسة المناسبة. وأضـــــافـــــت الـــــجـــــراح أن بـــعـــض الــــمــــدارس الـمـتـعـاقـدة مــع الجمعية تـتـبـرع سـنـويًًــا بعدد ت ــــقــــد ّّم � مــــحــــدود مــــن الـــمـــقـــاعـــد الــــدراســــيــــة، و خصومات، فيما تتولى الجمعية تأمين المقاعد للأطفال الذين لم يحصلوا على مقاعد مجانية. وأكـدت أن صندوق الجمعية هو بمثابة رب الأسرة، فيؤم ّّن للأطفال مستلزماتهم الدراسية كـــافـــة، مــشــيــرة إلــــى أنــــه عــنــد وصــــول الأطــفــال إلـى مرحلة الثانوية العامة، يتم توفير دروس خصوصية لهم، حيث تتواصل بعض المراكز التعليمية مــع الجمعية لتخصيص عـــدد من المقاعد للطلبة. وأضافت الجراح أن الأطفال يكونون مخي ّّرين في كيفية تلقي هـذه الـــدروس، وذلـك بحسب رغبتهم واحتياجاتهم الفردية. وبيّّنت أن الجمعية تقد ّّم برامج دعم نفسي واجــتــمــاعــي للأطـــفـــال مـــن خلال الأخـصـائـيـيـن النفسيين والاجتماعيين العاملين لديها، بهدف مساعدتهم على التعلم والـتـكـيّّــف، مبينة أنه يتم الإشراف على الجوانب التعليمية من قبل الأم البديلة، التي تتلقى دورات تدريبية وورش عمل أثناء فترة عملها، بالإضافة إلى الاستعانة بمدرّّسين مختصين. وتـابـعـت الــجــراح أن الجمعية تــوفّّــر قـاعـات مجهّّزة لـلـدراسـة، لتوفير بيئة مناسبة تُُمكّّن الأطفال من التركيز وصقل مهاراتهم ومواهبهم، إلـــــى جـــانـــب تـــقـــديـــم دورات ودروس تـقـويـة ومسابقات تعليمية. وأكــــدت أن الــتــعــاون مــع الـــمـــدارس يشمل تقييم الفروقات الفردية، ومعاملة الأطفال كما يُُــعـامـل بـاقـي الطلبة، لضمان انسجامهم مع أقرانهم، مشددة على أن الطفل اليتيم يجب أن يتسلّّح بالعلم من أجل بناء مستقبله، وتحقيق فرص حقيقية في سوق العمل. وأضافت أن الجمعية تعمل كضابط ارتباط مع صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بعد تخرج الأطفال من المرحلة الثانوية، لمساعدتهم في الالتحاق بالجامعات، مشيرة إلى أن العديد من الطلبة يحققون نسب نجاح مرتفعة تؤهلهم لذلك. ووفق ًًا لبيانات صندوق الأمان المنشورة عبر ، فقد استفاد 2024 موقعه الإلكتروني لعام 4940 مـــن خــدمــاتــه مـنـذ تـأسـيـسـه أكــثــر مـــن شابًًا وشـابـة، وشكلت الإنــاث منهم ما نسبته منهم وبدؤوا حياتهم 3556 %. وقد تخرج 66 طالب ًًا تعليمهم 726 العملية، بينما يتلقى حالي ًًا شاب ًًا 902 الجامعي أو المهني، في حين استفاد من مناطق تُُصنّّف ضمن جيوب الفقر. ويقدم الصندوق منح ًًا دراسية كاملة، دعم ًًا ا نفسيًًا ومـهـنـيًًــا، مّّـــا يجعله معيشيًًا، وتـــأهـــيلًا شريكًًا أساسيًًا في تمكين هـؤلاء الشباب من استكمال تعليمهم وبناء مستقبلهم. من جهتها، قالت الأخصائية الاجتماعية في الجمعية منال ملحم إن الجمعية تتعامل مع الأطـفـال الـذيـن يرفضون الـدراسـة أو يفتقدون الحافز، من خلال استقدام معلمين مختصين، واســتــخــدام وســائــل تعليم إلـكـتـرونـيـة حديثة تُُضفي المتعة على عملية التعلم. وأشارت إلى أن الروتين الدراسي اليومي في الجمعية يشبه إلى حد كبير نمط الحياة الأسرية التقليدية، حيث يُُبنى التواصل بين المربيين والأطـــفـــال عـلـى أســـس الـرعـايـة والاهــتــمــام، م ّّــا يجعل الأطفال أكثر تعاونًًا مع الأم البديلة خلال فترة الدراسة. وأضافت ملحم أن من أبـرز التحديات التي تواجه الجمعية هو تدنّّي التحصيل الأكاديمي ونسب الذكاء عند بعض الأطفال، إلا أن المتابعة الـمـسـتـمـرة تـثـمـر عـــن تـــطـــورات واضـــحـــة على المستويين الأكاديمي والسلوكي. وفي السياق ذاتـه، قالت المرشدة التربوية ديما ملحس إن البيئة الأسرية غير المستقرة تؤثر على الطفل من الناحية النفسية والعقلية والـسـلـوكـيـة مــن خلال جـعـل الـطـفـل عــدوانــي ويكتسب سلوكيات سيئة تنعكس عليه في الـمـسـتـقـبـل، وكــمــا تــــؤدي الـــى فـــقـــدان الطفل إحساسه بالأمان العاطفي وتزداد حالات القلق والتوتر. وأضافت أن فقدان أحد الوالدين أو كليهما يـحـدث صـدمـة كبيرة على الطفل وأنـــه يصبح ا عن الآخـريـن، مؤكدة أن هذا انطوائي ومنعزلًا الفقدان يؤدي إلى تدني في التحصيل الدراسي وذلــك نتيجة للخوف والاكـتـئـاب الــذي يسيطر على الطفل. وذكــــرت ملحس أن صـعـوبـات الـتـعـلـم تعد تـربـويًًــا نقص ًًا فـي الــقــدرة فـي الـمـجـال تعليمي معين، ويـرجـع ذلــك إلــى وجـــود اضـطـرابـات في العمليات النفسية التي تتضمن سوء استخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة وشـعـور الطفل بالفشل والنقص. وأكــدت أن الأنشطة اللاصفية لها دور كبير في تعزيز الصحة النفسية لدى الطفل وتطوير مـهـاراتـه والتخفيف مـن الـتـوتـر والـحـفـاظ على التوازن النفسي. وأوضحت ملحس أنـه عندما يشعر الطفل ا واعتماد ًًا على نفسه بالأمان يصبح أكثر استقلال ًا ويصبح قادر ًًا على تحمل المسؤولية ويعزز ثقته بنفسه ويحسن من أدائه الأكاديمي. وذكـــــرت بــعــض الــــعلامــــات الــتــي تـشـيـر إلــى الـــحـــاجـــة لــلــدعــم الــنــفــســي الـمـتـخـصـص منها الـتـحـديـات السلوكية المستمرة كالعدوانية ونـوبـات الغضب الـحـادة والـمـتـكـررة، وصعوبة إدارة العواطف وتقلبات المزاج والتوتر، ونقص الـــمـــهـــارات الاجــتــمــاعــيــة وتـــكـــويـــن الـــصـــداقـــات والــــخلاف مــع الأقــــران وصـعـوبـة الانـضـمـام إلـى الأنشطة الاجتماعية ، والصعوبات الأكاديمية وتدني التحصيل الدراسي. وأضــافــت ملحس أنـــه قــد يـقـع المعلم في بعض الأحيان في مثل هذه الأخطاء تجاه الطفل الذي يعاني من فقدان أسري كعدم التواصل الفعال مع الطفل، أو عدم الوصول إلى حلول مع مشكلة الطفل، أو عدم استخدام أساليب تعليم مناسبة مع الطفل ومحاولة دمجه مع أقرانه. مبرة الملك الحسين للأيتام.. تاريخ طويل من تعليم الأيتام ورعايتهم نشاط سابق للمبرة ࣯ ج ابر � ي رموك- بيسان � صحافة ال تعد الدراما العربية أحد أشكال التعبير الفني الأكـثـر تـأثـيـرًًا فـي المجتمع حيث لا تقتصر على الترفيه فقط بـل تتجاوز ذلــك إلــى تقديم قضايا اجتماعية وفكرية تؤثر في الوعي العام، ومع تزايد الإنتاجات الدرامية في السنوات الأخيرة أصبح من الضروري التطرق إلى التحديات التي تواجه هذه الصناعة والتي أصبحت أكثر تعقيد ًًا من أي وقت مضى، من ضعف النصوص والضغوط التجارية إلى الأزمات الاقتصادية والتقنية هناك العديد من العقبات التي تحول دون تقديم أعمال درامية ذات قيمة فنية حقيقية. وأكد المخرج سامح شويطر أن الدراما الفنية قائمة على رؤى فكرية وجمالية تـحـاول إيصال رسالة أو إثارة نقاش حقيقي حول قضايا الإنسان والـمـجـتـمـع، و أن هـــذا الــنــوع مــن الأعــمــال قــد لا يحقق جماهيرية واسعة لكنه يبقى في الذاكرة لأنـه يلامــس القيم الإنسانية بعمق، مستشهدًًا بأعمال مثل «التغريبة الفلسطينية» و «ندم» كمثال على دراما فنية أصيلة لا تعتمد فقط على الأرقام بل على التأثير. وعن المقارنة بالدراما التجارية، أوضح شويطر في حديثه لصحافة اليرموك أن هذا النمط يركز على الإبهار السريع والتسويق ويُُبنى غالبًًا حول أسـمـاء نـجـوم أو حبكات مشوقة دون التعمق في المعنى، مضيفا أنـه ورغـم التباين الظاهري بين الدراما الفنية والتجارية فإن العلاقة بينهما ليست صراعية بالضرورة بل إن التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على الدمج بين العمق الفني والجاذبية الجماهيرية، وهـو ما يغيب في كثير من الإنتاجات العربية المعاصرة. وتـــطـــرق الـــمـــخـــرج ســـامـــر شــويــطــر إلــــى أزمـــة النصوص بوصفها «الـجـذر الحقيقي» لمشكلة الدراما العربية، مشيرًًا إلى أن الكثير من الأعمال تُُنتََج دون اهتمام كاف بالبنية الدرامية أو تطوير الشخصيات، معتبرا أن غياب الكُُتاب المؤثرين يعود جزئيًًا إلى نقص الحاضنات الإبداعية وغياب بيئة تحف ّّز الكتابة الحرة والمجازفة الفني. ورأى شويطر أن التكرار المفرط للأفكار ليس ولـيـد ضعف الإبــــداع فقط إذ إنــه نتيجة مباشرة لإنـتـاج متسرّّع يُُفض ّّل الاقتباس أو الاستنساخ عــلــى الــتــجــريــب، مـــؤكـــد ًًا أن الــكــتــاب الــشــبــاب لا يحصلون على فرص حقيقية وأن النص الجيد لم يعد أولوية في خطط الإنتاج مما يُُفرغ الدراما من جوهرها. وأضــــاف شـويـطـرأن تـأثـيـر الـمـنـصـات الرقمية والمعلنين على مضمون الأعمال الدرامية كبير و أن التوازن بين السوق والفن أصبح شبه معدوم، لافتا إلى أنه غالب ًًا ما ي ُُفرض على المخرج أو الكاتب أسماء بعينها لبطولة العمل أو تُُحدد مواضيع تلائم خوارزميات المشاهدة وأهداف الرعاة. وشــدد على أن هــذه السيطرة لا تتوقف عند اختيار الممثلين أو الإخراج إنما تمتد إلى تفاصيل السيناريو نفسها، مبينا أن المشاهد أو تُُحذف تُُعد ّّل وفق ما يُُناسب ذوق السوق. واعتبر أن هذه الظاهرة أضعفت الاستقلالية الفنية، وساهمت في تسليع الدراما بدل تطويرها. وفــــي حــديــثــه عـــن الـــرقـــابـــة، بـــيّّـــن شــويــطــر أن الرقابة الفنية غابت لتحل مكانها رقابات تجارية أو مجتمعية تُُقيّّد حرية التعبير، مبينًًا أن هذه الـرقـابـة لا تـهـدف لحماية الــــذوق الــعــام بـقـدر ما تسعى لتفادي الجدل أو الهجوم الإعلامي م ّّا يخلق بيئة ترفض التجرؤ وتُُكافئ السطحية. وأشار سامر شويطر إلى أن كثير ًًا من المواضيع الـمـهـمـة تُُــسـتـبـعـد مـسـبـق ًًــا بـسـبـب حـسـاسـيـات سـيـاسـيـة أو ديـنـيـة فــي حـيـن تـمـر أعــمــال تـــرو ّّج للعنف أو التفاهة دون اعتراض، واعتبر أن الرقابة المثالية هي تلك التي تُُشرف عليها لجان فنية محترفة تحترم حرية الإبداع، وتوجهه دون قمع. ولم يُُنكر شويطر أثر الأزمـات الاقتصادية على جـــودة الإنــتــاج، مـوضـحًًــا أن تخفيض الميزانيات ا عــلــى الــنــصــوص ثـــم عــلــى عـنـاصـر يـنـعـكـس أولًا أساسية كالإضاءة، الإخراج، وحتى التصوير، لكنه أشار في المقابل إلى وجود خلل في توزيع الموارد داخل الأعمال نفسها حيث تُُصرف مبالغ ضخمة على نجم واحد فيما ي ُُهمل الجانب الفني والتقني. وأك ّّد أن الإنتاج الذكي لا يعتمد فقط على المال بل على كيفية استثماره، فتجربة بعض الـدول أظهرت أن بإمكان فريق صغير وميزانية محدودة أن يقدّّم عـملا مؤثرًًا إذا ما توافرت رؤيـة واضحة وانضباط فني. ورأى شويطر أن النجومية أصبحت معيارًًا أوليًًا في اختيار المشاريع، مشيرًًا إلى أن معظم الشركات تبني خططها حول اسم لامع حتى لو لم يكن الدور مناسبًًا له فنيًًا. وأوضــح أن هـذا التوجه يضعف النص ويقتل فرصة الممثلين الـجـدد فـي إثـبـات قـدراتـهـم لأن الجمهور لا يرى إلا نفس الوجوه. واعتبر أن النجم لا يصنع العمل وحــده على الـعـكـسـإن الــنــص الـــقـــوي هـــو مـــن يـصـنـع النجم ويمنحه الأدوار التي ترفعه فنيًًا، و أن الاعتماد عــلــى نـــجـــوم الـــتـــواصـــل الاجــتــمــاعــي أو الأســـمـــاء التجارية أضر كثيرًًا بمستوى التمثيل والواقعية في الدراما. وتـــوقـــف شــويــطــر عــنــد مــســألــة الــواقــعــيــة في الدراما، معتبر ًًا أن الكثير من الأعمال إما تهرب من الواقع أو تُُفرط في تصويره بصورة مبالغ بها، وأن التناول المفرط للمثالية أو السلبية يُُفقد الدراما صدقها ويُُبعدها عن مشاكل الناس الفعلية. وأكــد شويطر أن المشاهد يبحث عن أعمال تــشــبــهــه، تــعــكــس يـــومـــيـــاتـــه ومــــخــــاوفــــه، لا عـن سيناريوهات خيالية منفصلة عن مجتمعه، و أن الواقعية لا تعني الملل بل الصدقوهو ما تفتقده كثير من المسلسلات الحديثة. وأشار شويطر إلى وجود أعمال تُُعتبر علامات فنية رغم أنها لم تحقق نجاح ًًا تجاريًًا مثل «ساق البامبو وغـــدا نلتقي»، مــؤكــدًًا أن هــذه النماذج تُُبرهن على أهمية المعالجة الجادة والموضوعية العميقة بعيد ًًا عن حسابات السوق. فـــي الــمــقــابــل، أشـــــار إلــــى وجـــــود مـسـلـسلات حققت جماهيرية واسـعـة دون أن تملك قيمة فنية حقيقية، لافتًًا إلى أن نجاح العمل تجاريًًا لا يُُعد دائم ًًا مقياس ًًا لجودته، وأن التوازن بين الفني والتجاري ممكن لكنه يتطلب شجاعة من الجهة المنتجة ووعي من الجمهور. وناقش شويطر التحديات التي تواجه المخرج، معتبرًًا أن «الـرؤيـة الإخراجية» أصبحت مهددة داخل المنظومة الإنتاجية الحالية، وأن كثيرًًا من المخرجين يُُجبرون على التنازل عن اختياراتهم لصالح قرارات تجارية بحتة مما يُُفرغ العمل من هويته البصرية والفكرية. ورأى أن المخرج الناجح اليوم ليس فقط من ي ُُخرج العمل فني ًًا إنه أيض ًًا من يعرف كيف ي ُُفاوض على رؤيته ويُُدافع عنها في وجه الضغط، مؤكدًًا أن استمرار الإبــداع يتطلب تمكين المخرجين لا تقليص دورهم إلى مجرّّد منفذين. وأكــــد أن إنــقــاذ الـــدرامـــا الـعـربـيـة مـمـكـن لكنه يحتاج إلى تحرك جماعي حقيقي، مشيرا إلى أن الحل يبدأ من دعم الك ُُتاب الشباب، مرورًًا بإعادة الاعـتـبـار لـلـنـص، ومـــــرورًًا بـــدور الــدولــة فــي تبني إنتاجات نوعية ترتقي بالذوق العام. وشــدد شويطر على أهمية دور الجمهور في تحديد نوعية المحتوى معتبر ًًا أن «وعي المشاهد هو أول حجر في بناء درامـا حقيقية»، داعيًًا إلى تفعيل دور النقابات وتشجيع التعاون الإقليمي وتأسيس صناديق تمويل للأعمال التي تجرؤ على طرح قضايا حقيقية. المخرج سامح شويطر: الدراما العربية تواجه أزمة كبيرة بين الفن والتجارة المخرج سامح شويطر ࣯ ي رموك- عبد الرحمن دهون و محمد خطابية � صحافة ال أعادني رنين الهاتف إلى الواقع، بعد أن كنت شارد الفكر بمقابلتي التي سأجريها بعد قليل مع أحد أفضل الروائيين العرب، هو الروائي الأردنـــي أيمن العتوم، المولود في قرية سـوف التابعة لمحافظة ، والجميل في الأمر أنها المكالمة المنتظرة كانت 1972 جرش عام من الدكتور أيمن، الحاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية عام ، لم أطق الانتظار أكثر 1999 وبكالوريوس اللغة العربية عام 1997 حملت الهاتف وفتحت الخط ، تحدثنا قليلا ومن ثم بادرته بسؤالي الأول كيف بــدأت علاقـتـك مـع الأدب؟ وقبل الإجـابـة تنهد تنهيدة عميقة تحمل فـي أكنافها كافة ذكـريـاتـه عـن الـبـدايـات ، وأجابني «بــدأت وشيجتي بــالأدب عندما كنت بالصف الـرابـع، حينها كنت مولعا بحب المعرفة والاستكشاف والاطلاع، وقد كانت القراءة هي من روضت هذا الحب في داخلي وبعدها بفترة بسيطة من القراءة - حينما أصبح لدي مخزون جيد من القراءات - بدأت كتاباتي الأولى، التي تعود إلى الصف الخامس وما كانت سوى محاولات بدائية، واصفا إياها بأنها «خداج ليست ناضجة». وهنا كان لابد أن أقاطعه لكي اسأله عن السبب الذي دفعة للبدء في هذا المجال, فسألته ثم ران صمت كما سكون الليل وأردف ا «لقد كنت أرى في نفسي كاتبا أو أطمح إلى أن كسيل بحر، قائلًا أصبح كاتبا فعملت لأجل ذلك كل هذه السنوات منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري إلى اليوم، ما زلت أقرأ بروح وحب ذلك الطفل الصغير» . يقول الروائي الأمريكي ستيفن كينغ «الإلهام هو النار التي تضيء في داخلنا عندما نكتب انـه القوة التي تدفعنا للبقاء مستمرين ومبدعين رغم التحديات والصعاب»، بادرته بالسؤال: من أين تأخذ الإلهام لكتابة رواياتك؟ لم يأخذ لحظة واحدة للتفكير في الأمر وكأنه كان مطلعا على السؤال من قبل، أجاب «هي مما أقرأ، أنت تقرأ مثلا رواية عن الحرية فتعجبك زاوية منها فتأخذ هذه الزاوية وتصوغها وتكتبها وتعيد إنتاجها بثقافتك وبأسلوبك، ومن المصادر المهمة أيضا السفر أحيانا والخبرة في الحياة والمواقف التي حدثت معك أحيانا أخرى تتيح لك أفكارا جديدة للكتابة، وكل هذه المنابع تمثل إلهاما بالنسبة لي ولكن يبقى أهمها كما ذكرت سابقا القراءة، فإن القراءة المستمرة التي أعيش بها إلى اليوم شكلت كثير من منابع أفكاري وصياغة كتاباتي «. لم أحاول أن اقطع حديثه، انتظرته حتى فرغ من كلامه ومن ثم سألته: هل لديك عادات معينة تتبعها في عملية الكتابة ؟ أجابني من غير تردد «الطقوس التي أتبعها في الكتابة حينما أقدم على عمل ما هي القراءة حول الفكرة التي أريد ان اكتب فيها ، فأحيانا كتاب 100 كتابا وأحيانا 50 موضوع ما إذا أردت الكتابة عنه أقرأ فيه كتاب من أجل أن اكتبه، ثم 400 وفي بعض الروايات قرأت أكثر من الاختلاء بالنفس إما في البيت أو سافر فأختلي في مكان من أجل أن أكتب هذا العمل الأدبي». وعن أهم الأعمال التي لها تأثير كبير على العتوم فيما تكتب، قال «لا أستطيع أن أقول إن هناك أعمالا محددة هي التي أثرت في كتابتي وإنما في كل مرحلة هناك مجموعة كتب، ليست الكتابة ناتجة أو نابعة من قراءتي بضعة كتب ثم انتهي بقول هذه أعظم كتب أثرت في كتاباتي، فكل كتاب هو عبارة عن كأس ماء تلقيه في بئر هذا العقل فأنت تكتب حينها تختلط هذه الكؤوس كلها معا في هذه البئر فيخرج منها ما يكون صالحا للكتابة فكما قلت لك إنه ليس هناك كتبا معينة أتعكز عليها في الكتابة، إنني فسيفساء من القراءات المتعددة لكتب قرأتها من أجل أن أتكئ عليها في كتابتي». وبعد إجابته عـن الـسـؤال بهذه الطريقة، تـــرددت لبرهة بطرح سؤالي التالي ولكني استجمعت شتات أفكاري وسألته ما هي أكثر الإنجازات الأدبية التي تفتخر بها؟ فأجابني «الحمد لله كل رواية اكتبها اشعر بهذا الإنجاز لأن القضية مقترنة بالإنجازات المتعددة لكتابة الروايات، لكن من أهم الإنجازات التي افتخر بها هو المشروع الكبير الــذي أعمل عليه، مشروع موسوعة المتنبي حيث بدأت بشرح ديوان المتنبي منذ حوالي ثلاث سنوات إلى اليوم». أعلمني، هل لديك مشروعات مستقبلية في عالم الكتابة؟ لم يدعني أكمل سؤالي حتى بادرني بالإجابة قائلا، «طبعا أنا لا تتوقف مشروعاتي، لدي حوالي ثلاثين أو أربعين فكرة لروايات محتملة في المستقبل، أنـا فقط أبحث عن الوقت الـذي أستطيع أن أنفذ فيه أفكاري فأنا لا أتوقف لا على الأفكار ولا على الكتابة فدائما لدي مشروعات، أمـا المشروع الــذي أكتب فيه الآن هو الجزء الثالث من ثلاثية المخطوطات هو الجزء الذي يتحدث عن حكاية أحمد بن حسين وهو المتنبي». يقول الــروائــي المصري نجيب محفوظ «الكتابة هـي وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والخواطر التي لا يمكن التعبير عنها بواسطة الكلام فقط،» فسألته ما هي غايته من الكتابة؟ أجابني، « أن تصل كلماتي إلى الناس وأن أؤثر فيهم وأن أوجه الناس إلى الخير والنفع والعون والصلاح وأن تكون هذه الكتابات هادية لكثير من الناس الذين يبحثون عن من يقول لهم كلمة حق وكلمة علما ونفع يهتدون بها في حياتهم». أيمن عتوم ...من طفل شغوف بالقراءة إلى مصاف الروائيين الأردنيين المبدعين
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=