صحافة اليرموك

٢٠٢٥ أيلول 7 _ ١٤٤٧ ربيع أول 15 الأحد 5 سنابل ࣯ ي عياصرة � ن � ي رموك- عو � صحافة ال منذ السابع من أكتوبر، تتعرض غزة لحرب مدمرة لم تستثن أحــدًًا، ووسط هـذا المشهد الـدمـوي، كـان للصحفيين نصيبهم من الخسارة والخطر، حيث باتوا أهـدافًًــا مباشرة للهجمات الإسرائيلية، فـي مشهد يعكس مـحـاولات ممنهجة لإسكات الصوت الإعلامي، وتقييد حرية نقل الحقيقة. يمثل استهداف الصحفيين في غزة، في ظل الأوضـاع الحالية، اعتداء صارخ ًًا عـلـى مـهـنـة يُُــفــتــرض أن تــكــون محمية بالقانون الدولي، فالصحفيون لا يحملون الــسلاح، بل ينقلون الـصـورة، والصوت، والـــحـــدث، ومـــع ذلــــك، فـقـد تــحــو ّّلــوا إلـى أهـــداف حربية، يتم تعقبهم، وقصفهم أحيانًًا بشكل مباشر، وتشير العديد من الـتـقـاريـر الحقوقية إلــى أن الصحفيين يُُستهدفون لأنهم يعكسون الواقع كما هو، ويوثقون الجرائم، ويوصلون رسالة أهل القطاع إلى الرأي العام العالمي. الــصــحــفــي أنــــس الـــشـــريـــف ومـحـمـد قـريـقـع وقـبـلـهـمـا الـصـحـفـي إسـمـاعـيـل الغول، الذين عرفوا بتغطيتهم الميدانية الــمــتــواصــلــة، لـــم يــكــونــوا فــقــط نـاقـلـيـن للأحـــــــداث، بـــل شــاهــديــن عـلـيـهـا، حيث عملوا على فضح الانـتـهـاكـات، وتوثيق تفاصيل الحياة اليومية تحت القصف، أما المصوّّر رامي الريفي، فكان يمتلك قدرة عالية على إبراز الواقع المرير من خلال عدسته، إذ نقل لحظات إنسانية دقـيـقـة، تعكس حجم الـكـارثـة فـي غـزة، ا على ويُُـــعـــد اســتــهــداف أمـثـالـهـمـا دلـــــيلًا الأثـر العميق الـذي تتركه تغطياتهم في تشكيل الرأي العام العالمي. إن الهجمات التي تطال الصحفيين لا يـمـكـن فـصـلـهـا عـــن الـبـعـد الـسـيـاسـي للصراع، فهي تتجاوز كونها حوادث فردية، لتشكل جزء ًًا من سياسة ممنهجة لقمع حرية التعبير، وتغييب الحقيقة، كما أن هذا الاستهداف يعد خرق ًًا واضح ًًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين، والعاملين فـي الـقـطـاع الإعلامــــي خلال النزاعات المسلحة. الإعلام في غزة أصبح عنصرًًا أساسيًًا فـــي نــقــل الــــصــــورة مـــن داخـــــل الـحـصـار والــــخــــطــــر، حـــيـــث يـــعـــمـــل الــصــحــفــيــون كمصدر رئيسي لتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها السكان، ويرتبط وجودهم الـمـيـدانـي بـحـيـاة الـمـدنـيـيـن، مــن خلال نقل معاناتهم، ومرافقة المسعفين في الميدان، والتواجد في المستشفيات، وحــتــى الـمـشـاركـة أحــيــانًًــا فــي عمليات الإنقاذ، قبل العودة إلى منصات النشر. الـــظـــروف الـمـيـدانـيـة الـقـاسـيـة الـتـي يـعـيـشـهـا الـصـحـفـيـون فـــي غـــزة تـتـجـاوز حـــدود الـخـطـر الـمـعـتـاد، إذ يـعـانـون من انقطاع الكهرباء، وشح المعدات، ونقص وســـائـــل الاتـــصـــال، إلـــى جــانــب الـتـهـديـد اليومي بالقتل أو الإصابة، وعلى الرغم من ذلك، يواصل هؤلاء الصحفيون أداء رسالتهم بإصرار، واضعين أرواحهم على المحك، من أجل إيصال الحقيقة. الصحافة في غزة بشكل خاص، باتت تمثل حالة من «المقاومة الإعلامية»، إذ تـقـوم بـــدور مــــزدوج، مـن جـهـة، توثّّق وتــكــشــف الــحــقــائــق، ومــــن جــهــة أخــــرى، تحشد الـدعـم الــدولــي، وتـؤثـر فـي الــرأي العام العالمي، وهو ما جعلها مستهدفة بشكل مباشر من قبل آلة الحرب. ولا تقتصر الـتـهـديـدات على القصف فـــقـــط، بـــل تــمــتــد لـتـشـمـل الانــتــهــاكــات الـرقـمـيـة، مــن تضييق عـلـى الحسابات الشخصية للصحفيين، إلـــى مـحـاولات حجب المحتوى، وتعطيل البث المباشر، والـتـشـويـش عـلـى شـبـكـات الاتـــصـــالات، هذه الممارسات تُُشكّّل جزء ًًا من حرب متكاملة، تـهـدف إلـــى تهميش الــروايــة الفلسطينية، وإفـسـاح المجال للرواية المقابلة في الإعلام الدولي. ورغــم التهديدات، لا تــزال التغطيات الـــقـــادمـــة مــــن غـــــزة تـــفـــرض حـــضـــورهـــا، وت ُُحدث أثر ًًا ملموس ًًا في الرأي العام، وهو ما يظهر من خلال حجم التفاعل الشعبي الدولي، وتزايد الضغوط على الحكومات، والـمـنـظـمـات، لـمـسـاءلـة إســرائــيــل عن أفعالها، فالصحفيون الغزيون، اليوم، لا يوثقون فقط التاريخ، بل يكتبونه بدمهم، وبتضحياتهم اليومية. فــي ظــل هـــذا الـــواقـــع، تـظـهـر الـحـاجـة الماس ّّة إلـى موقف دولــي أكثر صرامة لحماية الصحفيين فـي مناطق الـنـزاع، ومـــســـاءلـــة كــــل مــــن يـــخـــرق الــقــوانــيــن الـــدولـــيـــة، وضـــمـــان بــيــئــة آمـــنـــة لعمل الإعلامـــيـــيـــن، دون خـــوف مـــن التصفية الجسدية، أو القمع السياسي. محمد أحمد.. كاميرا معلّّقة بين ركام النصيرات ودموع الأمهات لا يبدأ الصباح في غزة كبقية المدن، ولا تـــشـــرق الـــشـــمـــس فــــي الــنــصــيــرات عـلـى وجـــه الــحــيــاة، بــل عـلـى أكــــوام من الركام، وأجساد لم تودع أحباءها، وعلى صحفيين ينهضون من نومهم المقط ّّع لا من أجل موعد تحرير أو مؤتمر صحفي، بل من أجل أن يوثقوا الموت، أن يحملوا الكاميرا ويمضوا وسـط الــردم بحثًًا عن شهادة جديدة على بشاعة ما يحدث. الصحفي الــغــزي محمد أحــمــد، أحـد أولـئـك الـذيـن قـــرروا أن يقفوا فـي وجه الــعــاصــفــة، لا بــكــلــمــات أو بـــيـــانـــات، بل بعدسة تحاول أن تلتقط الحقيقة قبل أن تنفلت من بين الغبار. يبدأ يومه عند الساعة الثامنة صباح ًًا، متوجه ًًا إلى مستشفى شهداء الأقصى، لا ليراقب أو يتابع، بل ليبدأ حكاية جديدة، حكاية قـد تـكـون أصـعـب مـن سابقتها، وأثقل على القلب والعين. «نـــحـــن نـــعـــد الـــقـــصـــص الإنـــســـانـــيـــة، نرصد وجـع الـنـاس، حياتهم، همومهم، مجازر الـعـدو، ونرسلها لـوكـالات الأنباء، هـــذه مهمتنا: تـوثـيـق الحقيقة وفضح الـــمـــجـــرم»، يــقــول مـحـمـد وهــــو يــحــاول استجماع شتات ذاكـرتـه اليومية التي تمتلئ بمشاهد لا تُُحتمل. لـيـسـت الــكــامــيــرا درع ًًــــــا، ولا الـسـتـرة الواقية ضمانًًا، فالصاروخ لا يسأل عن هويتك، ولا يميز بين طفل وصحفي. فــــي إحــــــدى الـــمـــهـــام الــصــحــفــيــة فـي منطقة الـسـوارحـة، توجّّه محمد برفقة فريقه إلى موقع تم قصفه حديثًًا، لكن ما إن اقتربوا حتى انهمر عليهم صاروخ جديد، سقط أمامهم مباشرة. «نجونا بأعجوبة، الـمـوت كــان أقـرب إلينا مـن ظـلـنـا»، يقولها وهــو يستعيد الرعشة الأولـى التي تجمد فيها الزمن، وظن أن نهايته قد كتبت. لكن محمد، الذي لم يتوقف عن العمل رغم كل شيء، لا يحمل فقط الكاميرا، بل يحمل جرح ًًا مفتوح ًًا لا يندمل. فـــقـــد زوجــــتــــه وأطــــفــــالــــه فــــي قـصـف إسرائيلي استهدف منزله، «منذ ذلك الـيـوم، تغيّّر كل شــيء، لم يعد للخوف مكان في قلبي»، يقول بصوت متهدج، ثــــم يـــضـــيـــف: «الــــخــــوف الـــوحـــيـــد الــــذي يرافقني هـو على والــدتــي، كلما سقط صاروخ قريب، يتوقف قلبي، هل كانت هناك؟ هل نجت؟». تتحول مشاعر محمد إلــى مشاهد يومية لا يمكن محوها، يتذكر حين وثّّق مـجـزرة مـروعـة فـي مستشفى شهداء الأقــــصــــى، كـــانـــت خــيــمــة لــلــنــازحــيــن قد قـصـفـت، فتحولت الأجــســاد إلـــى رمـــاد، وامتلأ الهواء برائحة الموت المحترق. «احـــــتـــــرق الـــجـــمـــيـــع، كـــــان الـمـشـهـد صادم ًًا، بعد انتهاء القصف وجدنا شظية ضخمة أمامنا، كانت كفيلة بقتلنا جميع ًًا ا »، يــروي وهـو يمسك لـو انحرفت قـلـيلًا بكاميرته وكأنها الشيء الوحيد الذي نجا. ومع كل خطر، وكل خبر عاجل، يعود محمد ليكرر المهمة، لا بصفته صحفيًًا فحسب، بل كمن فقد كل شيء، وبقي له شيء واحد فقط: أن يقول الحقيقة. «نحن كصحفيين غير محميين، في أي لحظة يمكن استهدافنا، لأننا ببساطة نحمل ما يفضحهم: الصورة». ثائر ماهر.. صحفي في ميدان النار ومنزل بلا كهرباء لا يـــفـــصـــل ثــــائــــر مـــــاهـــــر، الــصــحــفــي الفلسطيني، بين العمل والمحنة، فهو لا يــغــادر مـكـان عمله لـيـعـود إلـــى منزل آمن، ولا ينهي بثه المباشر ليجلس أمام طاولة طعام دافئة. في غزة، لا ترف للصحفي، ولا هامش للحياة الطبيعية، فكل لحظة تتداخل فيها المهنة بالنجاة، والكاميرا بالحطب. يـخـرج ثـائـر مــن خيمته الـتـي نصبها قـــرب مـسـتـشـفـى الــشــفــاء أو الأقــصــى، بعد أن ه ُُج ّّر من منزله، ويبدأ نهاره مع زملائــه بتبادل شحن الهواتف، وترتيب المهام، واستلام آخر الأخبار من الأجهزة اللاسلكية. «المستشفى فـي غــزة أصـبـح غرفة أخـبـار مـفـتـوحـة»، يـقـول بثقة ممتزجة بالإرهاق. كـــل خــبــر جـــديـــد هـــو دعـــــوة لـلـركـض، يـركـض ثـائـر إلــى مـوقـع الـقـصـف، يلاحـق دخــانًًــا يـرتـفـع، أو صــوتًًــا يـتـعـالـى، يـصـو ّّر، يوثق، يسأل، يكتب، ثم يعود إلى نقطة الــبــدايــة، حـيـث شـبـكـة الإنــتــرنــت بـالـكـاد تعمل، والهواء مليء بالغبار. لــكــن بــعــد انـــتـــهـــاء مــهــمــتــه، لا يـعـود ثائر إلـى راحــة أو استرخاء، يعود حـاملا الحطب، يبحث عـن مـيـاه، ويفكر كيف سيطهو العدس لأطفاله هذا المساء. «لا كهرباء، لا غاز، لا شيء، أعد الطعام بنفسي، أطفالي ينتظرون شيئًًا نضعه على النار، وأحيان ًًا لا نجد سوى العدس». غازي العالول.. مراسل بين النار والعدسة فـي حـي الـرمـال، الــذي كـان يـوم ًًــا من أرقـى أحياء غـزة، يعيش غـازي العالول، مراسل قناة رؤيــا، واقـعًًــا لم يعد يشبه ما قبله. يستيقظ عند السابعة صباحًًا، يجهز معداته، وينطلق إلـى الميدان، حيث لا مكان للتردد. «أقــــف فــي أي مــكــان، تـحـت الـمـطـر، وســـــط الـــغـــبـــار، أرســــــل الـــتـــقـــاريـــر ذات الطابع الإنساني، وأنقل ما يحدث لحظة بلحظة»، يقول غازي. بـيـن كــل بــث مـبـاشـر وآخــــر، يخوض معركة مع الإنترنت، يركض من حي إلى آخر بحثًًا عن تغطية مناسبة. «إن انــقــطــع الاتــــصــــال، اضــطــر لـتـرك الموقع، أو البحث عن شبكة، وفي بعض الأيام أركض من حي إلى آخر كي أُُكمل بثًًا مباشرًًا واحد ًًا»، يوضح. ورغم التعب، لا ينتهي اليوم بالنسبة لـغـازي بعد انـتـهـاء التغطية، يـعـود إلى أســرتــه، يشعل الــنــار، ويــبــدأ فــي إعـــداد وجبة المساء. «زوجتي وابنتي تهاني، وطفلي أشرف الـــذي وُُلـــد فــي قـلـب الــحــرب، ينتظرون الـــطـــعـــام، نــصــنــع مــــن الــــعــــدس كــــل مـا نستطيع، لأن لا شيء آخر في متناولنا». شاهد وضحية الصحفي في غزة ليس نـاقلا للحدث فــقــط، بـــل هـــو جـــزء مــنــه، أحـــد ضـحـايـاه وشهوده. يحمل الكاميرا في يد، ويحمل قلبه المثقل في الأخرى، يركض نحو الخطر لا هروبًًا منه، بل توثيق ًًا له. محمد، وثـائـر، وغـــازي، ليسوا مجرد أسماء خلف الشاشات، بل أرواح حية تُُصر على قول الحقيقة، رغم أن الطريق إليها مفخخ بالدم. «نـحـن نحمل الـكـامـيـرا، لأنـنـا نعرف ت ــــروََ، سـتُُــدفـن تحت � أن الحقيقة إذا لـم الــــركــــام»، يــقــول مـحـمـد، وكـــأنـــه يـصـرخ بــصــوت كـــل الـصـحـفـيـيـن الـــذيـــن فـقـدوا أحباءهم، أو بُُترت أطرافهم، أو احترقوا، ولم يتراجعوا. فــــي كــــل تـــقـــريـــر مــــن غــــــزة، لا تـظـهـر الكواليس، لا ت ُُعرض تفاصيل التنقل بين المستشفيات، أو الانهيار الصامت بعد تصوير جثة طفل، أو التوتر المصاحب لفتح الـبـريـد الإلـكـتـرونـي فــي مـكـان قد يكون هدف ًًا في أية لحظة. لـكـن هــنــاك، وســـط هـــذا الـجـحـيـم، ما زالـت الكاميرا تعمل، ومـا زالـت الأقلام تكتب، ومـا زال الصحفي الفلسطيني، رغم الألم والخسارات، يصر على أن تكون العدسة درعه، وصوته مقاومة، وصورته ذاكرة لا تنطفئ. الصحفيون في غزة… بين استهداف ممنهج ودور لا يمكن إسقاطه روايات من الداخل تكشف كلفة نقل الحقيقة زمن الحرب مشد استهداف الصحفيين في غزة تكرر مرات عديدة ࣯ ن � ي � ي ياس � ن � ي رموك - خالد عبدالله ب � صحافة ال تـعـتـبـر اقـــامـــة مـصـنـع لإنـــتـــاج الأســـمـــدة الـعـضـويـة من النفايات التي طالما شكلت تحديًًا كبيرًًا للمنطقة، نقطة انــطلاق خدمية للمواطن والـمـزارع بنفس الوقت، حيث عملت الأسمدة العضوية على زيـادة الوعي الصحي عند المستهلك الـــذي يـرغـب فـي شـــراء المنتجات العضوية الصحية والآمنة من (مخلفات الحيوانات الأبقار والاغنام والدواجن) والخالية من أثار الأسمدة الكيميائية التي تعتبر أقل تلوثا بالهرمون والمعادن الثقيلة الضارة والمبيدات وهذا ما يجعلها أكثر أمنا، كما أن المنتجات العضوية تتميز في النكهة والطعم والمذاق وتفوق في فائدتها الغذائية الكبيرة الأغـذيـة المزروعة بالطرق الاعتيادية (الأسمدة الكيماوية). تقول مديرة مصنع السماد العضوي في لـواء الكورة المهندسة دينا الرشدان إن فكرة إنشاء المصنع جاءت لإدارة الـنـفـايـات الـعـضـويـة فــي الــلــواء اسـتـجـابـة للحاجة الملحة لهذا المشروع الذي يتمـاشــــى واحتياجات مجتمع لـــواء الــكــورة ، بتحسين الــزراعــة المستدامة ، وقــد جاء تنفيذ المشروع بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ) وبتمويل مـن الحكومة الكندية الــذي ساهم UNDP( بتمويل وتطوير المصنع ضمن رؤية تنموية تهدف لخدمة المجتمع المحلي وتعزيز الاقتصاد الأخضر في لواء الكورة وايضا بهدف تمكين اقتصادي للمرأة بخلق فرص عمل لهن ، كما يهدف هـذا المشروع إلـى تقليل العبء على المكبات التي يتم تحويل كل المخلفات الحيوانية إليها. وأضــافــت الــرشــدان أن الـمـشـروع يـهـدف على المدى القريب لإنتاج سماد عضوي عالي الجودة يخدم المزارعين المحليين ويعزز خصوبة التربة مع التركيز على بناء قدرات العاملين وتمكين النساء والشباب من خلال التدريب وفرص العمل، أما على المدى البعيد فنتطلع إلى توسيع الإنتاج وتطوير خطوط معالجة جديدة والمساهمة في نشر ثقافة التسميد العضوي وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية مما يدعم الأمن الغذائي وحماية البيئة. وأشارت الرشدان إلى أن قدرة المصنع الإنتاجية تتراوح طن سنويًًا وأن المصنع ٥٠٠ بإدخال مـواد أولية بحجم كيلو غـرام ١٣ ألــف كيس سـمـاد حجم ٣٨ ًً ينتج يـومـيـا وكل سنه يتم زيـادة أو مضاعفة هذه الكمية من الإنتاج الـذي يخضع لرقابة وجـودة مستمرة لضمان توافقه مع المواصفات الزراعية. ونوهت الـرشـدان إلـى أن المصنع عكس فوائد كثيرة للمجتمع المحلي حيث يُُعد المصنع نموذجًًا للتنمية الـمـسـتـدامـة فــي الـمـنـطـقـة، ووفـــر فـــرص عـمـل مباشرة وقدم تدريبات عملية ومجانية للمهتمين بإنتاج السماد والزراعة العضوية وأسهم في تحسين جودة التربة والإنتاج الــزراعــي للمزارعين المحليين وعمل على إعـــادة تدوير النفايات وتقليل التلوث البيئي ، إضافة إلى تقديم اسعار تنافسيه للمزارعين. وذكـــــرت الـــرشـــدان أن أبــــرز الــتــحــديــات الــتــي واجـهـت الـمـشـروع فـي مرحلة التأسيس والتشغيل هـي كيفية تـوفـيـر الـــمـــواد الــخــام الـعـضـويـة بـشـكـل منتظم وكيفية اقناع وتوعية المجتمع المحلي بأهمية السماد العضوي والتعامل مع النفايات العضوية وعـدم توفر آليات لنقل المواد الأولية. من جهتها، بينت مديرة مشروع السماد المهندسة شـــرف شـديـفـات مــراحــل تنفيذ مــشــروع إدارة النفايات الصلبة الذي يبدأ من تجميع المخلفات وفرزها لضمان جـــودة الــمــواد الــخــام ثــم معالجة المخلفات باستخدام تقنيات مثل التخمير الهوائي. وأوضـحـت شديفات أن المشروع يساهم فـي تقليل كمية النفايات التي تذهب إلى المكبات الصحية وينتج سمادًًا عضويًًا عالي الجودة يمكن استخدامه في الزراعة، كما يساهم فـي تحسين خصوبة التربة وزيـــادة إنتاجية الزراعة، إضافة إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين جودة التربة والمياه. وفي ما يتعلق بتقنيات إنتاج السماد، بينت شديفات أن إنتاج السماد العضوي يتم من خلال تقنيات متنوعة تعتمد على تحويل الـمـواد العضوية إلــى سماد غني بالعناصر الغذائية للنباتات تشمل هذه التقنيات تحويل المخلفات الزراعية والمخلفات المنزلية، وروث الحيوانات، وتتضمن هذه التقنيات جمع المواد العضوية، وتخزينها، وتقليبها، وإضافة الماء، وتغطيتها، م ّّا يسهل عملية التحلل بواسطة البكتيريا والفطريات ثم استخدام التخمير الهوائي لتحويل المخلفات إلى سماد عضوي وتجفيف السماد العضوي وتعبئته لبيعه في الأسواق. بــدوره، أشـاد مدير زراعـة لـواء الكورة المهندس سالم الـخـصـاونـة بأهمية مـشـروع الـسـمـاد الـعـضـوي فـي دعم الـقـطـاع الــزراعــي، مـؤكـدا أن هــذا الـمـشـروع يمثل خطوة استراتيجية فـي دعـم وتطوير القطاع الـزراعـي فهو يعزز من الاستدامة البيئية والـزراعـيـة من خلال إعــادة تدوير الـمـخـلـفـات وتـحـويـلـهـا إلـــى ســمــاد عــضــوي عــالــي الــجــودة مّّــا يقلل الاعـتـمـاد على الأسـمـدة الكيماوية ويُُسهم في تحسين خصوبة التربة وزيـــادة إنتاجية المحاصيل كما يعكس هذا المشروع حرص الدولة على دعم المبادرات التي تخدم المزارعين والمجتمع المحلي وتحقق تنمية زراعية مستدامة. وبـيـن الـخـصـاونـة أن دور مـديـريـة زراعــــة الــكــورة حـول هـذا المشروع ينصب على الجانب الإرشـــادي من خلال تـوعـيـة الـمـزارعـيـن بأهمية اسـتـخـدام الـسـمـاد العضوي وتـقـديـم الإرشـــــادات الفنية حــول كيفية الاسـتـفـادة منه بطريقة صحيحة وآمنة كما نقوم بتنظيم لقاءات وورش عـمـل إرشـــاديـــة بـالـتـعـاون مــع المصنع لتعزيز المعرفة بالممارسات الزراعية السليمة وتشجيع المزارعين على التحول إلى الزراعة المستدامة. واشـــــــار الـــخـــصـــاونـــة إلـــــى أن الـــتـــعـــاون بــيـــن الـمـصـنـع والــمــزارعــيــن المحليين لا يـــزال مـــحـــدودًًا بسبب ضعف الإمـكـانـيـات لــدى الطرفين فالمصنع لا يـــزال فـي بداياته ويعمل ضمن قدرات فنية ومالية متواضعة والمزارعون بدورهم بحاجة إلى مزيد من الدعم والتوجيه لاستخدام السماد العضوي بشكل فع ّّال، مشددا على حرص مديرية الـزراعـة على تعزيز هـذا التعاون وتشجيع الطرفين على التفاعل بما يخدم المصلحة العامة ويُُسهم في تطوير الزراعة بشكل تدريجي. وأكـــد أن السماد العضوي لـه أثــر إيجابي واضـــح على جــودة التربة والمحاصيل فـي لــواء الـكـورة حيث يُُحسن من خصوبة التربة ويزيد قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة وي ُُقلل من تراكم المواد الكيميائية الضارة كما يساعد على تحسين بنية التربة ويُُسهم في نمو النبات بشكل صحي وطبيعي، مشيرا إلى ملاحظتهم خلال المتابعة الميدانية بـأن استخدام السماد العضوي أدى إلـى تحسين نوعية المحاصيل وزيـادة إنتاجيتها مما ينعكس بشكل مباشر على دخل المزارعين واستدامة الزراعة في المنطقة. وقـالـت عبير بني عيسى، ضابط ارتـبـاط جمعية تبنه التعاونية الـزراعـيـة مـع مصنع السماد العضوي، إنـه تم الـمـنـشـأ والـمـمـول UNDP اخـتـيـار الجمعية مــن قـبـل للمشروع لتقوم بإدارة المصنع والعاملين فيه، حيث تم توقيع اتفاقيه تفاهم بين الجمعية ومجلس الخدمات المشتركة لمحافظة اربد المالك للمصنع. وأضــــافــــت بــنــي عــيــســى أن دور الــجــمــعــيــة فـــي دعــم الـمـشـروع يتمثل فــي تـقـديـم كــل وســائــل الــدعــم الفني وتقديم المساعدة بالوصول للمسؤولين بكل ما يحتاجه المشروع، والمساهمة بـإدارة الأمـور المالية، إضافة إلى دعم عمليات التسويق للمنتج عن طريق الوصول لأصحاب المشاتل والمزارع والتسويق الإلكتروني بوسائل التواصل الاجتماعي وتوزيع المنشورات. ونوهت بني عيسى إلى وجـود مبادرات مشتركة بين الجمعية والمصنع من أجل تعزيز ونشر الوعي بأهمية موضوع السماد العضوي المعالج لما له من اهميه كبيرة من الناحيتين البيئية والزراعية، مشيرة إلى تنفيذ حملات توعية بمشاركة كادر المصنع إلى المدارس في لواء الكورة ومراكز الشباب والمزارعين والمجتمع المحلي كلا في موقعه للوصول لأفضل الطرق في تسويق المنتج. وأضافت أن الجمعيات والمشاريع الزراعية والمشاتل تستفيد بشكل كبير من المنتج الفعال بأقل الأسعار في تسميد المحاصيل بمنتج صحي معالج وفعال. ووصفت السيدة أريج بني يونس، عاملة في المصنع، تجربتها في المصنع بالرائعة من خلال العمل في محطة الـكـورة للسماد العضوي وذلــك من خلال التدريب على كيفية عـمـل الـسـمـاد الـعـضـوي، والـقـيـام يـومـيـا بقياس درجات الحرارة والرطوبة حتى يتم تجهيز الكمية كاملة على ضوء المعطيات الجوية ومن ثم نقوم على تعبئة السماد من خلال تنخيل السماد ووضعه في اكياس ثم خياطتها ووضعها في مكانها الخاص في المستودع. فيما بينت مهندسة الخلط في مصنع سماد الكورة العضوي المهندسة ياسمين المكونات الأساسية التي تـدخـل فـي معالجة الـسـمـاد هـي روث الـحـيـوانـات (ابـقـار دواجـن ، اغنام) بنسب معينة مع إضافة مصدر كربوني في الخلطة كنشارة الخشب أو بقايا النباتات ثم تتم عملية الخلط ضمن مواصفات ونسب معينة باستخدام الآلات لتبقى بعدها عملية المراقبة للحرارة والرطوبة والأكسجين طول فترة المعالجة التي قد تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويتم اعتماد المنتج بعد خضوعه لفحص مخبري في مركز البحوث الوطني والتأكد من مطابقته لجميع المواصفات والمقاييس. وأضـافـت أن السماد الكيماوي يحقق النمو السريع للنبتة لكنه سيئ للتربة والمياه الجوفية وللإنـسـان في حين أن السماد العضوي يزيد مـن خصوبة التربة على المدى البعيد ويوفر المواد العضوية الضرورية ويحسن تهوية الـتـربـة ويـوفـر الـكـائـنـات الحية الدقيقة الـتـي تفرز منشطات مهمة للتربة يوفر أغلب العناصر الأساسية للنبات (نيتروجين فسفور بوتاسيوم كـربـون كبريت)، بـالإضـافـة إلــى أنــه يحافظ على البيئة وآمـــن على البيئة المحيطة للإنـسـان، ويقاوم الجفاف ويحافظ على رطوبة الـتـربـة وبـالـتـالـي يــوفــر الــمــاء لــلــجــذور، كـمـا يـسـاعـد على مقاومة آثار وأضرار الملوحة، ويوفر استعمال المبيدات الفطرية والنيماتودا بتحسين البيئة حول الجذور ويزيد في الإنتاجية. المخلفات العضوية من ع ِِبء بيئي إلى مورد اقتصادي السماد العضوي يمنح فرص ًًا جديدة للعمل وتمكين النساء في لواء الكورة مشروع السماد العضوي في الكورة

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=