صحافة اليرموك

٢٠٢٥ أيلول 7 _ ١٤٤٧ ربيع أول 15 الأحد 7 الرياضية ࣯ ج ياتنه � ي رموك- عبد الله � صحافة ال رغـــم الـتـأهـل الـتـاريـخـي للمنتخب الـوطـنـي ، وما سبقه من 2026 الأردني إلى كأس العالم إنجاز استثنائي في نهائي كأس آسيا، إلا أن واقع الاحتراف الخارجي للاعب الأردني ما يزال يعاني من غياب البنية المؤسسية والتسويق المهني، وسط حضور فردي متناثر يخضع في كثير من الأحيان للعلاقات الشخصية والمعايير المادية، أكثر من خضوعه للتخطيط الفني أو البحث عن بيئة تنافسية حقيقية. وحـتـى بـعـد مـــرور الـنـصـف الأول مــن الـعـام الحالي ونحن على أبواب انطلاقة الدوريات، بلغ 41 عدد اللاعبين الأردنيين المحترفين خارجيًًا لاعبًًا، توزعوا على مجموعة من الدوريات، كان لاعب ًًا، 11 للدوري العراقي فيها الحص ّّة الأكبر بـ وهــو رقــم مـرشـح للارتـــفـــاع، فـي ظـل محدودية العروض القادمة من دوريات أخرى. 5 ويحتل الــدوري الكويتي المرتبة الثانية بـ لاعبين، يليه كل من الدوري القطري والماليزي لاعبين لكل منهما، فيما تواجد لاعب أردني 4 بـ واحـــد فقط فـي كـل مـن الـــدوريـــات الـسـعـودي، الع ُُماني، الإماراتي، والمصري. وعلى المستوى الآسيوي والأوروبي، يحترف لاعب أردنـي واحـد في كل من كوريا الجنوبية، إنجلترا، تركيا، فرنسا، ألمانيا، بولندا، وهولندا، إلى جانب لاعبين اثنين في قبرص. لكن اللافـــت أن الغالبية تتجه نحو دوريــات تعتبر متدنية، أو أن يكن احترافهم فيها ليس مــن أجـــل مــن أجـــل خـطـة طـويـلـة الأمـــد ومـسـار لرحلة احتراف ناجح، باستثناء قلة من التجارب اللامعة، أبرزها موسى التعمري الذي يمثل كرة الـقـدم الأردنـيـة فـي الــدوريــات الخمس الكبرى عبر نادي رين الفرنسي، ويزن العرب الذي يعد من الركائز الأساسية في نادي سيؤول الكوري الجنوبي. فهل نحن أمام واقع احتراف حقيقي يعكس نضوج اللاعب الأردني فني ًًا وذهني ًًا؟ أم أن التجارب المتوفرة ما تزال محصورة في اجتهادات فردية وظروف استثنائية؟ وما الذي ينقصنا كي نحول هذا الحضور الكمي إلى حضور نوعي فاعل في دوريات أكثر تقدم ًًا؟ وهل المشكلة في اللاعب، أم في غياب المؤسسات التي تهيئه وتسوقه بالشكل الصحيح؟ وفي هذا السياق قال الصحفي الرياضي في جريدة الغد، خالد خطاطبة، إن تجارب الاحتراف الحالية للاعب الأردني لا تعكس تطور ًًا حقيقي ًًا في شخصية اللاعب من الناحية الفنية أو الذهنية، مشيرًًا إلـى أن غالبية الصفقات مـا تــزال دون مستوى الطموح، باستثناء قلة من اللاعبين الذين نجحوا في اختيار وجهات احترافية نوعية. وأضـــــاف خـطـاطـبـة أن «مـــوســـى الـتـعـمـري، المحترف في نادي رين الفرنسي، ويزن العرب، المحترف في سيؤول الكوري الجنوبي، يمثلان استثناء مميزًًا في مشهد الاحتراف الأردنـي»، موضح ًًا أن التعمري على وجـه التحديد فض ّّل الاحتراف في ناد أوروبي يمكن أن يطور مستواه ا من الانخراط الفني ويقوده نحو العالمية، بدلًا في أندية عربية متواضعة رغـم ما قدمته من عروض مالية مغرية. ويرى أن قرار التعمري برفض تلك العروض المالية المرتفعة، مقابل اللعب فـي أوروبـــا، يؤكد امتلاكه لعقلية احترافية حقيقية، مشيرًًا إلى أن هذا ما يفتقده أغلب اللاعبين الحالين الذين يركضون خلف القيمة المالية دون النظر إلــى المستوى الفني لـلـدوري أو الـنـادي الـذي سيلتحقون به. وكشف خطاطبة عن أن العديد من اللاعبين الأردنـــيـــيـــن الــمــمــيــزيــن، الـــذيـــن كــــان يمكنهم الاحـتـراف فـي أنـديـة قـويـة، انتهى بهم المطاف فـــي دوريـــــــات مــتــواضــعــة فــقــط بــســبــب فـــارق فــي قيمة الـعـقـد، مـوضـحًًــا أن «وكلاء لاعبين وسماسرة يلعبون دورًًا سلبيًًا في هذا الجانب، إذ يدفعون اللاعب نحو أندية ضعيفة فني ًًا بهدف تحصيل عمولات مالية مجزية، ما يعكس ضعف التخطيط وضعف التفكير لدى اللاعب نفسه». وفــــي تـقـيـيـمـه لــلــجــانــب الـــذهـــنـــي والــبــدنــي لـــدى اللاعــبــيــن الـمـحـتـرفـيـن، أوضــــح خطاطبة أن «الاحــتــراف لـم يسهم فـي تطوير الجاهزية الذهنية والفنية للغالبية، بـل على العكس، فمعظم لاعبينا يحترفون في دوريـات أقل من الدوري المحلي من حيث التنافسية، ما يؤدي إلى تراجع مستواهم». وتــــابــــع: «هـــنـــاك عــــدد قــلــيــل مـــن اللاعــبــيــن استفادوا من الاحتراف نتيجة اختيار أندية ذات جــودة فنية وبنية تحتية متميزة، مـا انعكس إيجابيًًا على مستواهم مع المنتخب الوطني، ومـن بينهم موسى التعمري الــذي يلعب في واحد من الدوريات الخمسة الكبرى». واعتبر خطاطبة أن من أهم الإيجابيات التي يجنيها اللاعـب الأردنــي من الاحتراف الخارجي، هــــو تـــوفـــر الــــملاعــــب الـــصـــالـــحـــة والــتــجــهــيــزات اللوجستية والتدريبية عالية الـجـودة، وهـو ما يفتقر إلـيـه اللاعــــب مـحـلـيًًــا، مــؤكــد ًًا أن اللاعـــب الـمـحـتـرف يستفيد مــن البيئة الـتـدريـبـيـة في الخارج حتى لو لم يكن مستوى الــدوري أعلى من الدوري الأردني. ا قادرًًا وحول سؤال ما إذا كنا نشهد حالي ًًا جيل ًا على إحداث فرق حقيقي في الأندية الخارجية، قـــال خـطـاطـبـة إن اللاعــــب الأردنـــــي الــيــوم قــادر على إثراء أندية بمستوى مقارب لأنديتنا، مثل الأندية البحرينية والعراقية، ومن المتوقع أن يترك لاعبونا بصمة هناك، مستدرك ًًا بأن «هؤلاء اللاعبين لن يكونوا قادرين على إثبات أنفسهم في دوريات أكثر قوة، وهو ما يجعل من احتراف التعمري ويزن العرب حالة استثنائية». وتـطـرق خطاطبة إلــى تـزايـد تـوجـه اللاعبين الأردنيين إلى الدوري العراقي، مبينًًا أن الدوري العراقي بات الوجهة الأبرز للاعبين الأردنيين في الوقت الحالي، وذلـك لأسباب متعددة، أبرزها العروض المالية الجيدة مقارنة بباقي الأندية العربية. وأوضـــــــح أن مــــن الـــعـــوامـــل الأخـــــــرى الــتــي ساهمت في هذا التوجه، طول فترة استمرارية الــــدوري الــعــراقــي، وهـــو أمـــر ينسجم مــع رغبة الـجـهـاز الفني للمنتخب الـوطـنـي الـــذي يبحث عن لاعبين يشاركون باستمرار في المنافسات الرسمية استعداد ًًا للاستحقاقات المقبلة مثل كأس العرب في قطر. وحـــول مــا ينقص اللاعــــب الأردنــــي للانـتـقـال إلــى دوريــــات أكـثـر تــطــورًًا، شــدد خطاطبة على أن اللاعـب الأردنــي وبعد التأهل لكأس العالم، يستحق أن يلعب فــي دوريــــات أقـــوى وأنـديـة ا «مع الأسف، أكثر احترافية، لكنه استدرك قائلًا لم يتم استثمار هذا الإنجاز التاريخي بالشكل الأمثل، وما زلنا بحاجة لجهد كبير في تسويق اللاعب الأردني بطريقة احترافية». وطالب خطاطبة بضرورة «تثقيف اللاعبين» ورفــع درجــة وعيهم الاحـتـرافـي وتوجيههم نحو التفكير بالمستوى الفني والبيئة التنافسية، لا بالمكاسب المادية فقط، لأنهم الآن باتوا يمثلون بلد ًًا تأهل إلى كأس العالم، وهذا يضعهم أمام مـسـؤولـيـة جــديــدة لـرفـع قيمتهم التسويقية والفنية. من جانبه، قال الصحفي الرياضي ومراسل قنوات بي إن سبورتس، وفا صوقار، إن بعض اللاعـــبــيــن الأردنـــيـــيـــن الـمـحـتـرفـيـن فـــي الــوقــت الحالي أظهروا تطورًًا ملحوظ ًًا من الناحية الفنية والـذهـنـيـة، لـكـن هـــذا الـتـطـور لا يـــزال مـحـصـورًًا فـي تـجـارب فـرديـة، ولـم يتحول بعد إلـى مسار مؤسسي ممنهج. وأضاف «نحن بحاجة إلى بنية تحتية ذهنية وفنية تعد اللاعب للاحتراف الخارجي منذ سن مــبــكــرة، ولــيــس بـعـد الـــوصـــول إلـــى النجومية محليًًا»، مـؤكـدًًا أن العمل الـفـردي لا يمكن أن ا ًا. ا احترافي ًًا شامل يبني مستقبلًا وفي انتقاد مباشر لواقع انتقالات اللاعبين ٪ من 95 الأردنيين، رأى صوقار أن ما نسبته اللاعبين الأردنيين الذين يحترفون في الخارج، لا يعرفون اسم مدرب الفريق، ولا طريقة لعبه، مؤكد ًًا أن هذا بحد ذاته يعد كارثة احترافية. واعتبر أن العنصر المالي ما يزال هو المحدد الأساسي في قرارات الانتقال، إذ يجري التفاوض على نسبة العقد والراتب، دون التفكير إن كان هــــذا الـــنـــادي بـــالأصـــل سـيـسـهـم فـــي اســتــفــادة اللاعب فنيًًا. ورأى صـوقـار أن أي تجربة احترافية للاعـب أردنـي تعد مفيدة على الأقل من باب المقارنة مع «الفقر الكروي المحلي الذي يطول شرحه»، موضحًًا أن نسبة كبيرة مـن لاعبي المنتخب ٪» اســـتـــفـــادوا من 70 الـــوطـــنـــي «تــصــل إلــــى تجاربهم الاحترافية، وأسهم ذلـك في الوصول إلى كأس العالم. وأشـار إلى أنه رغم النجاحات الفردية، إلا أن الــفــرق الـخـارجـيـة لا تـــزال لا تبني خططها على اللاعب الأردني، باستثناء حالة نادرة تمثلت في موسى التعمري، الذي كان وقتها نجم الفريق الأول مع أبويل القبرصي، وتوّّج حينها بجائزتي أفضل محترف وأفضل لاعب في الدوري، لافتًًا إلى أنها تجربة فريدة لم تتكرر. وأكــد صوقار أن الاهتمام الــذي يُُظهره عدد من الأندية الخارجية تجاه اللاعبين الأردنيين في السنوات الأخيرة، لم يكن ليحدث لولا أن هؤلاء اللاعبين فـرضـوا أنفسهم بإمكانياتهم الفنية، مشددًًا على أن العروض التي يتلقاها اللاعب الأردني مؤخرًًا، هي نتاج مباشر لتألقه وجهده. وحـــول ظــاهــرة احــتــراف اللاعـبـيـن الأردنـيـيـن في الـدوري العراقي، أوضـح صوقار أن الـدوري العراقي يتمتع بجودة فنية جيدة، ويعد ممتازًًا من الناحية المادية، مضيفًًا أن اللاعب الأردني وجــــد فـــي هــــذا الــخــيــار راحــــة مـــن عــنــاء الـسـفـر الطويل، وقربًًا ثقافيًًا من حيث اللغة والعادات والطعام، وهي عوامل ساهمت في اتخاذ قرار سريع وسهل بالاتجاه نحو العراق دون الحاجة لبذل جهد تسويقي إضافي. وعـــنـــد ســـؤالـــه عـــن الــمــطــلــوب لـفـتـح أبــــواب الاحتراف في دوريات أكثر تطورًًا، أجاب صوقار بـــصـــراحـــة «كــــل شــــيء يــنــقــصــنــا»، فـــي إشــــارة إلــى حجم الفجوة الكبيرة بين واقعنا الحالي ومتطلبات الاحــتــراف الحقيقي فـي الــدوريــات المتقدمة. ضعف العقلية الاحترافية والتسويق يؤكد علي الضعيفي، وكيل اللاعبين ومالك لوكالة للاعبين، أن نجاح أي تجربة احترافية لا يقاس بقيمة العقد المالي بقدر ما يقاس بمدى التطور الفني الـذي يحققه اللاعــب، إضافة إلى ارتفاع قيمته السوقية مع مرور الوقت، وشدد على أن العائد الفني والتطور الشخصي يجب أن يكونا المعيار الأساسي لأي صفقة احتراف، لا المردود المالي فقط. وفي حديثه حول صـورة اللاعـب الأردنــي في سوق الانتقالات الإقليمي حاليًًا، قال الضعيفي إن الصورة ليست مثالية، رغم وصول المنتخب إلى كأس العالم، مرجع ًًا ذلك إلى غياب مفهوم «الوكيل الحصري» للاعب الأردني، وهو ما يؤدي إلــى دخـــول عــدة وكلاء فـي مـفـاوضـات الصفقة الـواحـدة، ما يربك الأندية ويجعلها تتراجع عن التعاقد. وأوضح أن دخول أكثر من وكيل على نفس اللاعـــب، خصوص ًًا فـي المنطقة ذاتـهـا، يضعف فــرصــة إتـــمـــام الـصـفـقـة، مـعـتـبـرًًا أن ذلـــك أحـد الأسباب التي جعلت معظم العقود الاحترافية الأخـــيـــرة للاعــبــيــن الأردنـــيـــيـــن تـــذهـــب لـــلـــدوري العراقي فقط، فـي ظـل انـعـدام العقود الجادة من باقي الدوريات الإقليمية. وعن دوافع قـرارات الاحتراف لدى اللاعبين، أوضح الضعيفي أن المال هو العامل الرئيسي في أغلب الحالات، مشير ًًا إلى أن اللاعب الأردني نادر ًًا ما يتخذ قراراته ضمن خطة طويلة الأمد، بل غالبًًا ما ينجرف نحو العرض المالي الأعلى حتى لو كان من ناد في بيئة ضعيفة فنيًًا. وأشــــار إلـــى أن الـجـيـل الـحـالـي يـضـم لاعبين يمتلكون عقلية احترافية واضـحـة مثل «نـور الروابدة ويزن العرب وموسى التعمري وعلي علوان»، لكنه أكد في الوقت ذاته أن عددًًا آخر من اللاعبين ما زال يفتقر للعقلية الاحترافية، وهو ما يصع ّّب احترافهم خارجيًًا. وفي تفسيره لازدياد أعداد اللاعبين الأردنيين فـــي الــــــدوري الـــعـــراقـــي، أوضـــــح الـضـعـيـفـي أن العروض من الدوريات الأخرى شبه معدومة، مضيف ًًا أن غياب الوكيل الحصري كما ذكر سابق ًًا هو السبب الأساسي في هذا التوجه الجماعي نحو العراق، الذي أصبح الخيار الأسهل والمتاح أمام اللاعب الأردني. وأكـد أن عـددًًا من اللاعبين الأردنيين دفعوا ثـمـن اخـــتـــيـــارات احــتــرافــيــة خــاطــئــة، مـبـيـنًًــا أن بعضهم لم ينجح في تجاربه، والبعض الآخر خرج مـن الـسـاحـة الرياضية تـمـامًًــا بسبب قــراراتــه، رغم امتلاكه الموهبة، لكنه افتقر إلى الذهنية المناسبة. وعــن أبـــرز الـعـوائـق الـتـي تـحـول دون وصـول اللاعـــب الأردنــــي إلــى دوريــــات أكـثـر تــطــورًًا، بيّّن الضعيفي أن «ضــعــف الـتـسـويـق الإحـصـائـي» لــلــدوري الأردنــــي يعد عـائـق ًًــا كـبـيـرًًا، مـوضـح ًًــا أن الأندية الخارجية تعتمد على برامج متخصصة لتحليل أداء اللاعبين، وهذه البرامج لا تتوفر بها إحصائيات كافية عن لاعبينا، ما يجعل الأندية تتجاهلهم لصالح لاعبين آخرين تتيح البيانات تقييمهم بشكل أفضل. وفيما يتعلق بدور الاتحاد الأردني والأندية في دعم اللاعبين، أكد الضعيفي أن الاتحاد لا يقصر في دعم لاعبي المنتخب الوطني، لكن الأندية المحلية تشكل عـائـقًًــا حقيقيًًا أمـــام احـتـراف لاعبيها، كاشفًًا أن بعض الأنـديـة تطلب عوائد ألف دينار مقابل التخلي 400 مبالغ بها مثل دينار، وهو ما 1000 عن لاعب راتبه لا يتجاوز يؤدي إلى إفشال عدد كبير من الصفقات. ورأى الضعيفي أن الاحتراف الخارجي يتطلب إصلاحــات عميقة، تبدأ من توثيق الإحصائيات الفنية للاعبين الأردنيين في برامج احترافية معتمدة دولـيًًــا، وتمر عبر تنظيم الـعلاقـة بين اللاعــب ووكيله، وتنتهي بتغيير ذهنية الأندية تـــجـــاه مــلــف الاحــــتــــراف، مـــشـــيـــرًًا إلــــى أن هــذه العوامل مجتمعة هي التي تفتح الأبـواب أمام اللاعب الأردني نحو دوريات أكثر تطور ًًا واحتراف ًًا. الدوري العراقي.. تجربة ناجحة تكتيك ًًيا وسلوك ًًيا وفيما يتلعق بعلاقة اللاعب الأردني والدوري العراقي، قال الصحفي الرياضي العراقي، زين العابدين علي، إن الـــدوري العراقي تحوّّل في السنوات الأخيرة إلى وجهة أولى للاعب الأردني، نظر ًًا لما يوفره من بيئة تنافسية قوية، ومستوى فني متقدم، إلى جانب حضور جماهيري كبير يشك ّّل دافع ًًا إضافيًًا لتقديم الأفضل. وأضــــاف عـلـي أن الــعــراق بـــات يمثل فرصة حقيقية للاعـــب الأردنــــي للحصول على دقائق لعب منتظمة، إلى جانب عقود مالية مناسبة، ضمن منظومة أنـديـة تمتلك احتياجًًا حقيقيًًا لنوعية اللاعـــب الأردنـــي «الـمـعـروف بالانضباط والالتزام». وأوضح أن ما يميز اللاعب الأردني في الدوري العراقي هو امتلاكه لانضباط تكتيكي وجهد بدني عال ٍٍ، مبي ًًن ًًا أن اللاعب الأردني يعرف بقدرته على تنفيذ تعليمات المدرب، وحفاظه على استقراره داخل المجموعة، دون التسبب بأي مشكلات خارج الملعب، وهو ما تبحث عنه معظم الفرق العراقية خاصة تحت ضغط الجماهير وتطلعات تحقيق نتائج سريعة. وأكد علي أن طبيعة الدوري العراقي تتناسب إلـى حد كبير مع قــدرات اللاعــب الأردنـــي، الذي يُُفضل اللعب التنافسي الـبـدنـي، مشيرًًا إلى أن اللاعـب الأردنـي يملك من الخبرة التكتيكية مــا يـسـاعـده عـلـى الـتـأقـلـم مــع أســلــوب اللعب العراقي. كــمــا نــــوّّه إلــــى أن الـبـيـئـة الــعــراقــيــة ليست سهلة، لكنها تتلاءم مع اللاعبين الذين يمتلكون الجاهزية الذهنية والبدنية، وهو ما يتوفر غالبًًا في اللاعب الأردني. وفــي تقييمه للتجربة الأردنــيــة فـي الـــدوري الــعــراقــي، وصـفـهـا عـلـي بـأنـهـا «نـاجـحـة بشكل عام»، موضح ًًا أن العقود المالية تعتبر ممتازة، والاســـتـــقـــرار الـفـنـي مـتـوفـر فــي عـــدد كـبـيـر من الأندية، كما أن اللاعـب الأردنــي يحظى باحترام كبير ويحصل على فرص حقيقية لإثبات نفسه. واستدرك بقوله «ليست كل التجارب مثالية، لكن نسبة النجاح مرتفعة عند مقارنتها بتجارب لاعبين من جنسيات أخــرى»، مشددًًا على أن اللاعب الأردني أثبت كفاءته، وأكد جدارته ليس فقط بمهاراته داخل الملعب، بل بأخلاقه العالية وسلوكه المنضبط خارجه. واختتم علي حديثه بتوجيه تحية للاعبين الأردنيين المشاركين حالي ًًا في الدوري العراقي، ا «اللاعـــــب الأردنـــــي بطبعه مـلـتـزم وجـــاد، قــــائل ًا ويستحق كل تقدير واحـتـرام، هو محبوب هنا في العراق،» متمنيا لهم التوفيق في تجاربهم الاحترافية، وأن يكونوا إضافة حقيقية ترفع من مستوى الدوري العراقي. من حلم العالمية إلى ممرات الدوريات المجاورة.. أين يقف اللاعب الأردني في خريطة الاحتراف؟ ࣯ ج ياتنه � ي رموك- عبدالله � صحافة ال بـعـد الإنــجــاز الـتـاريـخـي بـالـوصـول إلـــى كـــأس العالم ، بــدأ المنتخب الوطني الأردنـــي أولـــى محطاته 2026 آب 25 التحضيرية عبر التوقف الـدولـي الممتد مـن أيلول، إذ يشكل هذا التجمع الانطلاقة الفعلية 9 وحتى نحو المونديال، وفرصة لترسيخ الأسس الفنية والبدنية قبل خوض تحديات أكبر في الفترة المقبلة. والمعسكر الحالي يحمل أهمية خاصة كونه يجمع اللاعبين المحليين في الأيام الأولى، قبل أن يلتحق بهم المحترفون في الخارج، ليخوض «النشامى» مباراتين وديتين أمام روسيا والدومينيكان، تمثلان اختبارًًا مبكر ًًا لمدى الجاهزية وقـــدرة الفريق على مقارعة مـدارس كروية مختلفة. وفـي ظل الترقب الجماهيري الكبير، تتجه الأنظار نحو كيفية استثمار هذا التوقف ليكون خطوة تأسيسية قوية، فهل ينجح الجهاز الفني بقيادة النشامى في وضع حجر الأساس الصحيح، وتحويل المباريات الودية إلى انطلاقة عملية تليق بطموحات المشاركة التاريخية في المونديال؟ قــال المحلل والصحفي الـريـاضـي فـي جـريـدة الغد يحيى قطيشات إن فترة التوقف الدولية الحالية هي اللبنة الأولــــى فــي خـطـة تحضيرية شـامـلـة تمتد على خمس فترات توقف دولية. وأضـــاف أن الـهـدف مـن الـتـوقـف الـحـالـي، هـو حاجة منتخب النشامى، إلى فترات استعداد مكثفة ومباريات ودية ضد مدارس كروية متنوعة، بعد التأهل التاريخي للمونديال، مؤكد ًًا أن المسؤولية اليوم أكبر من مجرد المشاركة، بل يجب ترك بصمة فنية مميزة. وعــن تجمع اللاعـبـيـن المحليين أولا وتقييم فترة الخمسة أيام، اعتبر قطيشات جاهزية اللاعبين، سواء في الدوري المحلي أو المحترفين خارجي ًًا، بأنها مقبولة. وأوضـــــح أن «وجـــــود نـــاديـــي الــــوحــــدات والـحـسـيـن، بالإضافة إلى دوري المحترفين، يعني أن الانسجام في أول تجمع سيكون مقبولا ونأمل أن يتطور». وعن سؤال الانسجام بعد التحاق المحترفين، توقع أن يزداد الانسجام مع كل مباراة وبارتفاع الحالة البدنية والفنية للاعبين. وبخصوص مواجهة منتخب قـوي مثل روسيا في أيـلـول)، والتي تمثل اختبارًًا للقوة، أشار 4( عقر داره قطيشات إلى أنها تجربة إيجابية لكنها ليست مثالية، موضحا أن من دون شك المنتخب الروسي منتخب قوي وله حضور دائم في المونديالات، لكنه يتعرض حالي ًًا لعقوبات ويعتمد بشكل كبير على لاعبيه المحليين. وأضاف أن الاحتكاك مع مدرسة أوروبية أمر مفيد، لاختبار مدى عمق التكتيك واللياقة البدنية والذهنية للمنتخب. وعن سؤال الجاهزية البدنية والتكتيكية والذهنية لمواجهة خصم بمستوى روسيا، طالب المدير الفنّّي، للمنتخب الــوطــنــي، جــمــال الـــسلامـــي، بــعــدم البحث عـن النتيجة التنافسية فقط، بالرغم مـن أن النتيجة الإيجابية تعطي دافع ًًا كبيرًًا، موضح ًًا أن الأهم هو الأداء داخل الملعب، والعيون العالمية ستراقب المنتخب الأردنـــي، والمطلوب هـو تقديم صــورة إيجابية وقــادرة على المنافسة. مواجهة الدومينيكان 9( وشـــدد قطيشات على أن مــبــاراة الدومينيكان أيلول) هي فرصة ثمينة للتقييم وبناء العمق القوي للفريق، وذلك رد ًًا على سؤال حول ما إذا كانت المباراة فرصة لتجريب أسماء جديدة أو التركيز على الأساسيات. وبيّّن أنها فرصة مثالية للجهاز الفني لتجريب عدد من اللاعبين، والاطمئنان على الحالة البدنية والفنية للقاعدة، خاصة للاعبين العائدين من الإصابات، مضيف ًًا أن الـخـطـأ الآن مـفـيـد ونـسـتـطـيـع تـصـحـيـحـه فـــي هـذه المباريات. وردًًا عـلـى أسـئـلـة حـــول حـلـول ومـفـاتـيـح الـسلامـي وأبـرز نقاط التركيز، أكد قطيشات أن الأولوية هي بناء «منظومة متكاملة» وليس التركيز على خطوط فردية، قائلا «برأيي الشخصي، المنتخب الأردني اليوم لا يحتاج إلـى قـول ‹نحتاج حـارس ًًــا› أو ‹مدافعًًا› المختارون هم أفضل اللاعبين الموجودين، والمنتخب بحاجة إلى أن يكون منظومة جيدة في الحالتين الهجومية والدفاعية، ويجب على روح الجماعية أن تكون هي السائدة». وحول أولوية الانسجام التكتيكي أم الجانب البدني، أجاب قطيشات أن الانسجام مع كل مباراة سيزيد مع ارتفاع الحالة البدنية والفنية للاعبين، مشيرًًا إلى وجود مشاكل فنية مثل ضعف الجانب الأيسر، وعلى الجهاز الفني العمل على تصويبها. استراتيجية التوقفات القادمة وملف اللاعبين المغتربين ودعــــا قـطـيـشـات اتــحــاد الــكــرة إلـــى اخـتـيـار الـخـصـوم للمعسكرات القادمة بحكمة وبشكل استراتيجي يحاكي قرعة المونديال، ويركز على التنوع في مختلف القارات. وقــــال قـطـيـشـات إن الــنــشــامــى فـــي كــــأس الــعــالــم، سيلعب مع منتخبات من قارات مختلفة، من أوروبا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، لذلك؛ يجب أن يحض ّّر ضد كل هذه المدارس. وعن معايير فائدة المباريات الودية، أكد أنها يجب أن تختبر القوة واللياقة البدنية والبراعة الفنية والصمود التكتيكي. وعـــن مـلـف اللاعــبــيــن المغتربين وحـــول احتمالية استدعائهم رأى قطيشات، أن تجربة اللاعبين الأردنيين المغتربين ليست ناجحة بكثافة، موضح ًًا أن أخر تشكيلة أساسية كانت تعتمد بشكل كبير على محليي الدوري واللاعبين المحترفين غير المغتربين. ويعتقد بــأن حـضـور المغتربين فـي هــذا المعسكر ليس ضرورة ملحة، مؤكد ًًا أن انطباعه عن رؤية السلامي واضح ويعتمد على من يثق بهم، وقد نرى «إضافة لاعب أو اثنين تحت الضغط فقط». وحول العناصر الأساسية التي يجب التركيز عليها، شـــدد قـطـيـشـات عـلـى أن الـعـنـصـر الأهــــم لـلـنـجـاح في الـمـونـديـال هــو الــوحــدة والــــروح الـمـعـنـويـة، مـبـيّّــنًًــا أن الهدف الأكبر هو الوصول إلى المونديال في أفضل حالة فنية وبدنية وذهنية؛ ليظهر المنتخب بصورة مشرفة يستحقها الأردن والنشامى. احتكاك أوروبي أمام روسيا وتجربة تكتيكية أمام الدومينيكان.. كيف يستفيد النشامى قبل المونديال؟ تصميم: عبدالله جياتنة

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=