2025 تشرين الثاني 16 _ 1447 جمادى الأولى 25 الأحد 4 شرفات ࣯ ي ري � يـرمـوك- أسيد الكف � صحافة الـ وعرار الروسان يواصل الاحتلال الصهيوني انتهاكاته الصارخة وخرقه للقوانين الدولية بشكل متواصل تجاه العواصم والــدول العربية، وسـط صمت دولي واســــع وغـــيـــاب أي تــحــرك حـقـيـقـي يــــردع هــذه الــســيــاســات، إســرائــيــل تستغل هـــذا الصمت لتوسيع نفوذها على الأرض، من خلال مشاريع الاســتــيــطــان الـمـسـتـمـرة فـــي الـضـفـة الـغـربـيـة، ومــحــاولاتــهــا لـلـسـيـطـرة عـلـى غــــزة، إضــافــة إلـى تدخلاتها المتكررة في الجنوب السوري والجنوب اللبناني. هذه التحركات ليست عشوائية، بل تشكل جــزءًًا من استراتيجية ممنهجة لفرض الهيمنة وتغيير الـواقـع الجغرافي والسياسي للمنطقة، لفرض حلم «اسرائيل الكبرى» وهذا ما يتم الترويج له، في حين تبقى المؤسسات الدولية عاجزة عن فرض أي قيود أو تحقيق أي ردع فـع ّّــال، وبـذلـك، يثبت الاحـــتلال أنـه يواصل ســيــاســاتــه بلا قـــيـــود، مـــســـتـــغلا الانــقــســامــات والصراعات الإقليمية، ليعيد صياغة المعادلات على الأرض وفق رؤيته وأهدافه الخاصة، على حساب حقوق الشعوب العربية وسلامتها. الاعتداءات الاسرائيلية على العواصم العربية يقول المحلل السياسي الفلسطيني نعمان الـعـابـد إن حـكـومـة نـتـنـيـاهـو حـكـومـة عنصرية متطرفة وعقائدية لا تؤمن بـالـسلام ولا بإنهاء الاحــــتلال، مضيفًًا انـهـا لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته. واضـــــاف الــعــابــد ان هـــذه الـحـكـومـة تسعى إلــى توسيع رقـعـة دولـــة الاحــــتلال الإسـرائـيـلـي، سواء على حساب الأراضي الفلسطينية أو عبر محاولات استيطان واحتلال متجددة. وأشـار العابد إلى ما نشهده اليوم من إبادة جماعية في قطاع غزة ومحاولات للاستيلاء على أراض فلسطينية، إلـى جانب مـحـاولات تهويد القدس الشرقية والتمدد في الضفة الغربية، يعكس سياسة استيطانية متصلة تهدف إلى تقليص ما تبقى من الأرض الفلسطينية. وأوضــــح الـعـابـد ان هـــذه الـسـيـاسـات تقوم ا ًا على منطق الإخـضـاع والعنف، وتستهدف أول ا إلى إراقة الدم ثم غياب الأمن والـسلام، وصولًا توسيع النفوذ الجغرافي والأمـنـي والعسكري لدولة الاحتلال. واعتبر العابد أن الاعتداءات الإسرائيلية على بعض الـعـواصـم والـمـدن العربية، تـأتـي ضمن رؤية أوسع تهدف إلى توسع جغرافي مباشر أو إلى توسيع النفوذ الأمني والعسكري الإسرائيلي في المنطقة، من اجل ان تكون القوة المهيمنة أمنيا وعسكريا في الشرق الأوسط، مشيرًًا إلى أن بعض القوى العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تتبنى سياسات تسهم في إدامة هذا الدور الإسرائيلي. وتابع العابد أن الاستخدام للنفوذ السياسي والاقتصادي والإعلامــي، لا سيما عبر اللوبيات، يُُستغل للإيحاء بأن دولة الاحتلال كيان سيادي كبير الفاعلية، موضحًًا أنـه برغم صغر حجمها الجغرافي مقارنة بالدول المحيطة، لكن تأثيرها فـي ملفات الأمــن والاسـتـخـبـارات يجعلها لاعبًًا مؤثرًًا في النزاعات الإقليمية والدولية. وفي السياق ذاته، أشار العابد إلى أن ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المدن والعواصم العربية هـو مـحـاولـة لـفـرض سيطرتها الأمنية والعسكرية وإخضاع دول الإقليم لمنظور الأمن الإسرائيلي القائم على التفوق والاعتداء، ورفض احترام سيادة الدول والقانون الدولي والشرعية الدولية. وذكـــر العابد ان هنالك دول عربية أدركــت مخاطر هـذه السياسات وتـصـدت لها، مشيدًًا بـالـمـواقـف الأردنـــيـــة والـمـصـريـة مــن مـحـاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ونأمل أن تـــدرك بقية الـعـواصـم، ســـواء كـانـت تربطها علاقـات مع إسرائيل أم لا، أن هذه السياسات لا تحترم العهود والمواثيق ولها أطماع تتجاوز فلسطين التاريخية. وعلى الصعيد الـدولـي، أشـار العابد إلـى أن الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي وتجاوزها أحيانًًا للمؤسسات والقانون الدولي ساهمت فـي حـالـة مـن الصمت أو التبرير لما تـقـوم به إسرائيل، مشيرًًا إلى تحرك الشعوب في الدول الـغـربـيـة، وتــأثــيــره عـلـى ســيــاســات حـكـومـاتـهـا، والانتباه العالمي لجرائم ترتكب بحق الشعب الـفـلـسـطـيـنـي، دفـــع إلـــى تـــراجـــع حــالــة الصمت وفتح الباب أمام خطوات دولية داعمة لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلـك انتعاش الحديث عن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية. واكـــد العابد ضـــرورة استثمار هــذا التحول الدولي للضغط على الإدارة الأمريكية وغيرها من الدول الفاعلة كي تقدم رؤية حقيقية لحل الـنـزاع، وقيام دولــة فلسطينية تمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، عندها يمكن أن يهدأ الوضع وتتحقق مقومات الأمن والسلام في منطقة بأمس الحاجة إلى الاستقرار. ودعـا العابد الـدول العربية والإسلامـيـة على استثمار الانتهاكات الإسرائيلية للتركيز على الحلول الدبلوماسية، واستثمار علاقاتها مع الـمـنـظـمـات الـدولـيـة والــــدول الأوروبـــيـــة لطرح رؤيــة شاملة للضغط القانوني والدبلوماسي على إسرائيل، مضيفًًا أنه من الممكن تصعيد الـملاحـقـة فــي الـمـحـافـل الـدولـيـة مــن محكمة الــعــدل إلـــى محكمة الـجـنـايـات وغـيـرهـا لفضح الخروقات وفرض مسؤولية قانونية وسياسية، ا إلى تحقيق متطلبات السلام والعدالة. وصول ًا بدوره، قال المحلل السياسي طلعت طه إن قطر كانت تلعب دورا بارزًًا في مفاوضات وقف إطلاق الـنـار بين إسرائيل وحـمـاس منذ بداية الأحداث في أكتوبر، مبينا أنها كانت تسعى إلى إيـقـاف هــذه المعركة بشتى الـطـرق، كالضغط الاقــتــصــادي والـسـيـاسـي، والــتــحــرك مــع جميع الأطراف المجاورة مثل مصر. وتابع بأن الأمير القطري تميم بن حمد كان لــه دور مــحــوري فــي هـــذه الـقـضـيـة، مــن خلال استغلال قطر لعلاقاتها السياسية والاقتصادية بالولايات المتحدة والضغط لوقف الحرب. وذكر أن إسرائيل تكره كل من يخالفها، سواء كـان قطر أو غيرها، منبها بـأن قطر تريد حفظ الأمن، وأن توس ّّع دائرة الأمن في المنطقة، وأن تحفظ للفلسطينيين هويتهم، وعلى ذلك تصبح قطر «مبغوضة «من إسرائيل. وأوضــح طه أن هناك آلـة إعلامية «طاحنة» تديرها إسرائيل في بعض الدول الأوروبية وفي أمريكا، هدفها هو التشويش وتشويه كل من يعادي إسرائيل، أو من تريده إسرائيل، منوها أن قطر ستكون مستهدفة منها لأنها من قادت مهمة وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف أن إسرائيل تريد السيطرة السياسية والإعلامــيــة والاقـتـصـاديـة على الـشـرق الأوســط كاملا، ولا تريد أي منافس نهائيا لها، سواء كانت قطر، أو الإمارات، أو مصر، أو الأردن، أو غيرها. وأشار إلى أن إسرائيل تريد أن تسيطر على كـــل شــــيء، مـسـتـخـدمـة مـــا يُُــســم ّّــى بــــ “الــغــزو الــثــقــافــي»، مبينا أن إســرائــيــل لا تــريــد حسن الجوار، بل تريد فقط أن تُُعلي شأنها، وأن تمد نفوذها جو ّّا وسياسيا وجغرافياًً، وأن تعيد رسم المنطقة بما يخدم مصالحها. وفي ذات السياق، بين طه أن قطر تدخلت لأمرين، بداية لأنها دولـة عربية وتريد الـسلام، وأيضا لأن حركة حماس تقيم في دولة قطر ما يسهل عملية التواصل معها من أجل إنهاء هذه المعركة المميتة. تدهور الإعلام الإسرائيلي وقـــال طــه إن الإعلام الإسـرائـيـلـي يستخدم حـرب تُُسم ّّى حـرب الـصـورة أو سـرديـة الصورة والحكاية، في كل الأحوال التي تقع فيها إسرائيل، سواء» كانت ظالمة أو ظالمة – لأنها لم تكن أبدا مظلومة» – تقوم إسرائيل عندما تعتدي على الفلسطينيين بتصوير هذا المشهد، وتبرّّر أن هناك من سـوف يعتدي عليها أو من قد يولد من الأرض ليعتدي عليها. أكتوبر، كان هناك دول 7 وتابع أن في بدايات متعاطفة مع إسرائيل، منها فرنسا وبريطانيا، بسبب ما كان يصوره الإعلام الإسرائيلي، مثل أن هـنـاك اغـتـصـابـا للنساء والأطــفــال مـن قبل الفلسطينيين. وأضـاف أن هذه الصور كاذبة ولا أسـاس لها من الصحة، مبينا أن الصورة الحقيقية هي التي تصل إلـى الغرب أو إلـى الآخـريـن، والتي غيّّرت الرواية وأظهرت الحقائق. وأشــــار إلـــى أن إســرائــيــل تـسـتـخـدم الإعلام والإعلان والآلة الإعلامية من أجل إقناع الآخرين بــأنــهــا عــلــى صـــــواب، ومــــن أجــــل اسـتـعـطـافـهـم، لتظهر» كالمظلومة» التي تريد السلام. وذكـــر أن مكاتب إسـرائـيـل فـي أوروبــــا وفي أمريكا، هي مكاتب خاصة بالتقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، تُُستخدم من أجل اختلاق الأكاذيب، ومن أجل الردود، أو من أجل اد ّّعائهم أنهم عرب وبث الفتنة. وأكد أن هذا يخلق بعض مشكلات على الدول العربية، فينتج عن ذلك ضعف وعـدم ثقة من الجمهور أو الشعب بأي من هذه الدول. وأشـار طه إلى أن هذا المشهد تغيّّر تماماًً، فمعظم الـدول التي دعمت إسرائيل فالبداية تـغـيـر مــوقــفــهــا، مـسـتـشـهـدا بــمــواقــف فـرنـسـا وبريطانيا اللتين اعترفتا بدولة فلسطين قبل قرار وقف إطلاق النار. ونـوه بأن الإعلام الإسرائيلي فشل في هذه الـمـعـركـة الإعلامـــيـــة، مـشـيـرا إلـــى أن مــا زالــت هناك قنوات أمريكية تدعم الاعلام الإسرائيلي، وأن هــذه الـقـنـوات ستبقى كـذلـك، لأن دعمها وتمويلها من اللوبي الصهيوني. ويــرى طه بأنه لمواجهة الإعلام الإسرائيلي يـجـب أن تــكــون هـنـالـك جـبـهـة إعلامـــيـــة عربية موح ّّدة، مستبعدا إمكانية تكوينها حاليا بسبب اخــــــتلاف طــــرق الـــعـــرب أنــفــســهــم، مـــع وجــمــود إمكانية لتكوينها مستقبلا. مشروع ضم الضفة وحلم «اسرائيل الكبرى» وقــــــــال الـــخـــبـــيـــر بــــالــــشــــؤون الإســـرائـــيـــلـــيـــة الفلسطيني خليل أبـو كـرش إن مخطط الضم وحلم “إسرائيل الكبرى” ليس فكرة جديدة، بل مخطط قديم أعيدت كتابته وتطويره على يد تيارات يمينية متطرفة. وأشــار أبـو كـرش إلـى ظهور ملامحه بوضوح في خطط مثل مخطط «الحسم» الذي طرحت فـكـرتـه قـــيـــادات مـثـل سـمـوتـريـتـش فــي أعـــوام ، مضيفًًا ان ذلك المخطط حدد 2017–2016 خيارات قاسية للتعامل مع الفلسطينيين، مثل الهجرة أو الإبعاد، أو البقاء كمواطنين بدرجات متدنية، أو حتى القتل، تُُعرض هذه الأرض ما بين البحر والنهر كجغرافيا «يهودية خالصة» ويُُعتبر العنصر اليهودي وحده أساس ًًا للسيادة والتفوق. وأضــــاف أبـــو كـــرش أن هـــذه الــرؤيــة انتهزت فرصة السابع من أكتوبر لتخرج من الأدراج إلى طاولة التنفيذ، كما أن مفهوم الأمن لدى صانعي القرار في إسرائيل يتوسع، لم يعد مقصورًًا على الحدود الضيقة، بل يتجه نحو ضم أراض ذات كثافة سكانية أقل، لخلق «أرض أكثر يهودية» ودولة أكثر يهودية وقبل ذلك أقل ديمقراطية، لذلك تزداد محاولات إقامة حزام أمني وتمسك إسـرائـيـل بـوجـودهـا فـي مساحات مثل جنوب سوريا وجنوب لبنان، إضافة إلى تكرار الهيمنة في قطاع غزة والضفة الغربية. وذكــــر أبـــو كـــرش أن الـضـفـة الـغـربـيـة الـيـوم مــحــاصــرة مـــن أكــثــر مـــن جــهــة، المستوطنين مـن جهة، الجيش والسلطة الأمنية مـن جهة أخـــرى، يستهدف مخطط الحسم زيـــادة أعــداد المستوطنين وتعزيز البنية التحتية، حتى يصل ، مما يحول 2030 العدد إلى أرقام كبيرة بحلول المستوطنين إلى خزان انتخابي لليمين ويكرس واقع ًًا استيطانيًًا يصعب الرجوع عنه. وأوضـــح أبــو كــرش ان الـتـيـار المتطرف يرى الأرض بأنها حق ديني توراتي، وتغلب الاعتبارات الدينية على الاعتبارات السياسية والواقعية، وتُُبرر سياسة تكثيف الاستيطان، ورفع الحواجز، وتعزيز البنية العسكرية، وقطع أوصال المدن والقرى الفلسطينية إلى معازل معزولة. وبـــيّّـــن أبــــو كــــرش ان الأزمـــــة الــداخــلــيــة في إسرائيل ليست ولـيـدة هـذه الـحـرب فقط، بل امــتــداد لسلسلة أزمــــات سياسية وانتخابية وضــعــف اســتــقــرار فـــي إدارة الـــدولـــة، الــصــراع الـسـيـاسـي الــداخــلــي يـتـجـسـد فـــي مـشـروعـيـن مـتـضـاديـن، مــشــروع يـهـدف إلـــى الهيمنة على القضاء والمؤسسات والجيش لإرسـاء هيمنة الــيــمــيــن، ومــــا يُُــســمــى «الإصلاح الــقــضــائــي»، مـقـابـل مــشــروع مــضــاد يــدافــع عــن الليبرالية والمؤسسات وحماية حقوق المواطن، مضيفًًا أن تشكيل هذه الحكومة اليمينية بهذه التركيبة لأول مـرة أعطى اليمين فرصة لتعزيز وجـوده لسنوات مقبلة عبر تغيير آلـيـات اتـخـاذ القرار وإدخال شخصيات مقربة من التيار إلى مواقع حساسة، على حساب المهنية. وأكـــد أبــو كــرش أن الـسـابـع مـن أكـتـوبـر عزز الإجـــمـــاع الـــداخـــلـــي لــصــالــح الـــحـــرب والانـــتـــقـــام، واسـتُُــغـل هـــذا الإجــمــاع لتعزيز روايــــة اليمين وبـــنـــاء صــــورة عــدائــيــة عـــن الآخــــر الفلسطيني والــعــربــي، م ّّـــا زاد مــن الـمـيـل الـشـعـبـي لرفض إقامة دولة فلسطينية، وفق نتائج استطلاعات الـرأي، مشيرًًا إلى أن هذا الانزياح نحو التطرف السياسي قلّّص من فرص الوصول إلى حلول سياسية أو أفق تفاوضي يراعي حقوق الإنسان والشرعية الدولية. وتـابـع أبــو كــرش على مستوى الممارسات الـعـمـلـيـة، تــجــري عـمـلـيـة ضـــم صــامــت للأرض عبر الكتل والمستوطنات والبؤر الاستيطانية والهيمنة العسكرية والـمـنـاطـق المغلقة، مّّا يقود إلى تفريغ مساحات شاسعة من سكانها وخــلــق بـيـئـة طــــاردة تــهــدف إلـــى تقليص وجــود الفلسطينيين، مبينا أن وجود تسهيلات تنفيذية من ق ِِبل حكومات اليمين، كخفض عقبات البناء الاستيطاني وتسريع الإجـــراءات وفتح صنابير التمويل للمستوطنات، عزّّزت هذا الاتجاه، إلى جانب إفلات بعض المستوطنين من العقاب مما أتاح مزيد ًًا من الممارسات العنيفة. وأفـــاد أبــو كــرش بــأن إسـرائـيـل اعتمدت في هذه السياسات على منطق القوة العسكرية، معتبرة أن ما لا ينجز بالسياسة ينجز بالقوة، هـــذا الـنـهـج يـفـرض وقــائــع عـلـى الأرض يصعب ا ، وفـــي الــوقــت نـفـسـه يثير تــجــاوزهــا مـسـتـقـبلًا تـحـديـات اسـتـراتـيـجـة واســـتـــقـــرارًًا عـلـى الـمـدى الطويل للمجتمع الإسرائيلي والمنطقة بأسرها. الموقف الأردني وقـــال الخبير السياسي مـــروان شـحـادة أن التهديدات الإسرائيلية للأردن لا تزال متواصلة، بداية من الضغوطات الإعلامـيـة التي تمارسها إســــرائــــيــــل، عــــن طـــريـــق الـــهـــجـــمـــات الإعلامــــيــــة الممنهجة على الأردن، ومن خلال محاولة إحراج الأردن في المنابر الدولية. وأضـــــاف أن الـضـغـط لـــم يـقـتـصـر فـقـط على الـعـمـلـيـات الإعلامــــيــــة، بـــل أيــضــا عـلـى الــحــدود الأردنية عبر التحركات في الحدود الغربية في الأغوار من الجهة المحتلة. وتـــابـــع بــــأن فـــكـــرة مـــشـــروع الـــوطـــن الـبـديـل و»الـــتـــرانـــســـفـــيـــر»، الـــتـــي يــتــغــنّّــى بــهــا الـيـمـيـن الإسرائيلي باستمرار عبر عدة حكومات هي من الضغوط أيضا. وأشـــــار إلـــى أنـــه بــالــرغــم مـــن وجــــود اتـفـاقـيـة سلام بين الأردن وإسرائيل، إلا أن إسرائيل لا تتوانى عـن «ضـــرب الاتفاقية عــرض الحائط»، لافتا إلـى التصريحات المستمرة حـول تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وخاصة الذين يحملون الرقم الوطني الأردني. واعــتــبــر شـــحـــادة أن الــجــهــود الـدبـلـومـاسـيـة التي قادها الملك عبد الله الثاني في المحافل الدولية ساهمت في فضح ممارسات إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني من ناحية، وكذلك تقطع الطريق على الانتهاكات التي تقوم بها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد أن الحرب على قطاع غزة خلال العامين الماضيين قـد شكّّلت أكـبـر تـحـد على الأردن، وساهمت في رفع وتيرة الصدام مع إسرائيل على كافة المستويات، خاصة أن إسرائيل كانت تحاول دائما إقحام الأردن في هذا الصراع، وذلك من خلال الحديث في الإعلام عن مشروع الوطن البديل. وأشـار إلى أن مشروع الوطن البديل قديم، وإسرائيل تحاول الترويج له منذ وصول الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، والوقوف سد ّّا منيعا أمام أي حل عادل للقضية الفلسطينية. وذكر أن ترامب أراد حل القضية الفلسطينية عـلـى حــســاب الـــدولـــة الأردنــــيــــة، وعــلــى حـسـاب الـــمـــواطـــن الأردنــــــــي، و «عـــلـــى حـــســـاب الـهـويـة الأردنية». واعتبر أن جهود الأردن الدبلوماسية التي يترأسها الملك عبد الله، ساهمت في منع مثل هـــذه الـمـشـاريـع وتُُــسـاهـم بـاسـتـمـرار فــي دفـع القضية الفلسطينية إلى الأمام. الأردن والتهجير وأوضـــح شـحـادة أن مـشـروع الترانسفير أو التهجير الـقـسـري للفلسطينيين مــن الضفة الـغـربـيـة، يرتبط بـمـحـاولات الـكـيـان الصهيوني المستمرة لإعــادة تشكيل الواقع الديمغرافي والسياسي في المنطقة. ونوه إلى أن الأردن واجه محاولات من الكيان الصهيوني لتقزيم القضية الفلسطينية، بعد صـــدور قـــرار فــك الارتــبــاط بالضفة الغربية عام على يد الملك حسين بن طلال، لتحويل 1988 القضية من شأن إسلامي إلى عربي، ثم تحويلها إلى قضية فلسطينية – إسرائيلية داخلية، مبينا أنها محاولة لإضعاف الموقف الفلسطيني من خلال عزل الدول العربية عن التدخل في القضية الفلسطينية. وأضاف شحادة ان مشروع التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية، الذين كانوا مـرتـبـطـيـن إداريــــــا وسـيـاسـيـا بــالــدولــة الأردنــيــة ويُُــعــتــبــرون مـواطـنـيـن أردنــيــيــن، جـــاء بـعـد فـك الارتــبــاط حين حـاولـت الــدولــة الأردنــيــة الفصل بين أبناء الضفة، حتى لا يحدث هـذا التهجير، ولتحافظ على الهوية الأردنية، وفي الوقت نفسه على الهوية الفلسطينية، من خلال دعم صمود الشعب الفلسطيني والهوية الفلسطينية. وأشــــاد شــحــادة بـالـجـهـود الأردنـــيـــة مـنـذ عـام فـي ترسيخ فـكـرة الهوية الفلسطينية 1988 للشعب الصامد في الضفة الغربية، وإن كان بطريقة غير مباشرة، ترتبط بحقوق المواطنة لبعض الفلسطينيين الــذيــن يحملون الـرقـم الوطني الأردني. وذكـــر شـحـادة أن التفريق فـي التعامل مع الفلسطينيين سـيـاسـيـا واقــتــصــاديــا مــن قبل الــدولــة الأردنـــيـــة، كــان ذلــك يـصـب فـي مصلحة الفلسطينيين، لــدعــم صـمـودهـم مــن نـاحـيـة، ولقطع الطريق على اليمين الإسرائيلي الذي يحاول حـل القضية الفلسطينية على حساب الدولة الأردنية، من خلال مشروع ما يُُسم ّّى بـ الوطن البديل، وهي فكرة مستحيلة ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع. وأشـــار شـحـادة إلــى صمود الجبهة الوطنية الواحدة في الأردن، وكذلك النسيج الاجتماعي الـــذي يـرتـكـز إلـــى الـــوحـــدة الـوطـنـيـة، والـمـوقـف الداخلي الصلب تجاه مشاريع التوسع والتمدد الـصـهـيـونـيـة، كـلـهـا عــوامــل أســاســيــة فــي قطع الطريق دائما على هذه المشاريع اليمينية، من خلال الالتحام مع القيادة الأردنية في مواجهة تلك المخططات. تفريغ الضفة الغربية والتهجير والاعتداءات على الدول العربية.. حلم «اسرائيل الكبرى» تهديد صهيوني متطرف مستمر لاستقرار العالم العربي تزايدت اعتداءات المستوطنين على سكان الضفة الغربية ࣯ ي رموك- طيف إبداح � صحافة ال في شوارع الأردن وأزقته القديمة والحديثة، لا تقتصر الـــجـــدران عـلـى كـونـهـا مــجــرد أسطح إسـمـنـتـيـة صــامــتــة، بـــل تــحــو ّّلــت الـــجـــدران إلـى لوحات حية تنبض بالحياة، وتحمل بين ألوانها قصص ًًا وحكايات عـن تـاريـخ هـذا الـوطـن، تـروي الجداريات المنتشرة في مختلف المدن الأردنية تـفـاصـيـل مــن تـراثـنـا وهـويـتـنـا، وتُُــجـسـد رمــــوزًًا وطنية وثقافية، كما تعكس القضايا الاجتماعية بـــأســـلـــوب فــنــي مـــؤثـــر، مـــن خلال الـجـرافـيـتـي والفن الحضري، يُُعبّّر الفنانون عن مشاعرهم وأفـــكـــارهـــم، وتــتــحــو ّّل الـمـسـاحـات الـعـامـة إلـى منصات للتعبير الحر والإبداع. وقـــال رائـــد فـن الجرافيتي فـي الأردن مايك سردين إن هذا الفن يعود أصله إلى فن القطارات في أمريكا، مشيرا إلى أن ظهوره في الأردن بدأ مـع رســـام الجرافيتي وســـام شـديـد المعروف باسم «وايز وان». ونوه إلى أن المشهد الفني بدأ يتوسع منذ بفضل جـهـود عـــدد مــن الفنانين، 2014 عـــام كـآلاء قطام من المعهد البريطاني التي قامت بـمـشـروع مهم فـي جبل القلعة، ونهلة طباع ضمن مشروع «انـعـكـاس»، ولبنى جقى التي شاركت في مهرجان «بـلـدك»، مبينا أنـه تولى دور المدير الفني لخمسة دورات من المهرجان. وأكــد مـايـك مـدى اهتمامه العميق بالفن، وركــز على أن الجرافيتي بالنسبة لـه أكثر من مجرد اهتمام، بل حياة كاملة، مضيفا أنه أطلق » ليعمل 317 استوديو خاص به باسم «فضاء باستقلالية تامة. وأوضح أن رسالته الأساسية من أعماله هي «إحياء الحائط الميت والقديم»، ومنح اللون والخيال للحائط، قائلا «أنا أبخ إذا أنا موجود». وبين تأثير الجرافيتي على المشهد الثقافي فــي الأردن، مــؤكــدا أنـــه أصـبـح جــــزء ًًا مـهـم ًًــا من الـسـيـاحـة الـفـنـيـة، حـيـث يـعـكـس الــفــن جـهـود الرسامين الذين يعملون دون كلل، وغالبًًا على حسابهم الخاص، لرسم وتجميل الجدران. ولفت إلـى أن التحديات تراجعت مع مرور الوقت، باستثناء الجانب المادي الـذي لا يزال يـشـكّّــل الـعـائـق الأكـــبـــر، خـصـوص ًًــا فـيـمـا يتعلق بتكاليف أدوات الــرســم مـثـل «عـلـب الــبــخ» و «الدهانات». قال مايك إن تفاعل الناس مع جدارياته كان دائم ًًا إيجابيًًا، وإنـه يؤمن بقدرة الفن الحضري على إحداث تغيير ملموس في المجتمع، وإن الفن الجداري يُُعد مرآة لهوية المجتمع، خاصة في المدن القديمة والأحياء الشعبية، مشيرًًا إلـى أن اختيار الـجـدران يتم بعناية، مع مراعاة طبيعة الحي وسياق المكان، وأن أعماله تعكس ذاتـــه كـفـنـان وتـنـدمـج مــع المحيط الاجتماعي وتعبر عن روح المكان. وبـدوره، قال الفنان جرافيتي يامن الحطاب إنـه قريب جـد ًًا من فن الـشـارع، ويعمل ضمن فريق يضم فنانات، م ّّا يعكس توجهًًا مجتمعيًًا في أعماله. وبيّّن يامن أن الرسائل التي يسعى لإيصالها عـبـر جـــداريـــاتـــه تـخـتـلـف بـحـسـب الـمـنـطـقـة، إذ تكون أحيانًًا وطنية تعبر عن الانتماء أو القضية الفلسطينية، وأحيانًًا ثقافية بهدف إبراز جوانب من الثقافة العربية، مثل الأعمال التي نفذها فـــي شــــارع الــخــيــام والـــتـــي تــهــدف إلـــى تسليط الـضـوء على الثقافة العربية فـي منطقة ذات طابع خاص، مبينا أن بعض جدارياته تهدف إلى تجميل الأماكن وتحسين جودة الحياة البصرية للسكان. وأشـار إلى أن تأثير فن الشارع أكبر من أي نــوع آخــر مـن الـفـنـون، نـظـرًًا لتعرض الـنـاس له بشكل يومي ومستمر، مّّــا يتطلب من الفنان وعـــيًًـــا عـمـيـقًًــا بـاحـتـيـاجـات وظـــــروف المجتمع، ويمنحه قدرة أكبر على توصيل الرسائل والتأثير في الجمهور. وأكـــــد يـــامـــن أن الـــتـــحـــديـــات الـــتـــي يـواجـهـهـا فنانو الـشـارع كثيرة ومتنوعة، منها الحصول على الموافقات اللازمــة للرسم على الجدران، بالإضافة إلى ضرورة فهم ذوق الناس وتوقعاتهم تجاه الـجـداريـات، وهــو أمــر معقد ويحتاج إلى خبرة متراكمة. ولفت إلى أن الصعوبات في المحافظة على الإبــــداع وســط عـوامـل تشتيت مـتـعـددة، مثل تفاعل المارة والطلبات المستمرة للمشاركة في الرسم، مبينا أن تفاعل الناس مع جدارياته من أهم دوافعه للاستمرار، إذ يستمتع الناس بمشاهدته أثناء الرسم، خصوص ًًا في أحيائهم أو أماكن عملهم، وغالبًًا ما يطلبون المشاركة في العمل، سواء برسم إضافي أو كتابة تعليقات. وأكـد أن فن الشارع هو فن للناس وليس لـلـفـنـان فــقــط، مـــشـــددا عـلـى أهـمـيـة مـشـاركـة الجمهور في عملية الإبداع. من جانبه، قال رئيس قسم الموهبة والإبداع في وزارة الثقافة عبد الله الجريان، إن للجداريات دورًًا مهم ًًا في تعزيز الهوية الوطنية الأردنية، إذ تعتبر وسيلة حيوية للتعبير عـن تـاريـخ الـبلاد وتراثها، بالإضافة إلى كونها منصة للتعبير عن الـقـضـايـا الـوطـنـيـة ومــواقــف الفنانين تجاهها، وهــو مـا يتجلى بـوضـوح فـي الأسـالـيـب الفنية المستخدمة. وأكــــد الــجــريــان أن وزارة الـثـقـافـة تــولــي فن الجداريات اهتمام ًًا مستمرًًا، إذ تخصص نسبة من ميزانيات دعم المشاريع الفنية والثقافية لهذا المجال، إذ يتم سنويًًا إنجاز عدد كبير من مشاريع فن الجداريات في مختلف محافظات الأردن، مع انتشار واسـع لهذا الفن في الفترة الأخيرة. وأضــــاف أن فــن الـجـرافـيـتـي يعكس الهوية الوطنية الأردنية عبر التعبير عن التراث المادي، مثل المواقع الأثـريـة الشهيرة كالبتراء، التي تمثل حضارة تمتد لقرون، بالإضافة إلى أشكال تــراثــيــة أخـــــرى كـالـمـنـسـف والـــشـــمـــاغ الأحـــمـــر، والــــتــــراث غــيــر الــــمــــادي، مـــن عــــــادات وتـقـالـيـد كـالأعـراس والضيافة، مّّــا يعزز شعور الانتماء الوطني لدى الأردنيين. وأوضـــح الـجـريـان أن وزارة الثقافة منفتحة دومًًــــا عـلـى جميع الــمــبــادرات الـتـي تهتم بفن الـجـداريـات، حيث تم تنفيذ مشاريع في مدن السلط والطفيلة والعقبة ومأدبا، شملت رسم جــداريــات على الــجــدران فـي الــشــوارع العامة، بالإضافة إلـى دعـم مشاريع فـي الـمـدارس في المناطق النائية لإضفاء قيمة جمالية عليها. وأكـــد أن الـــــوزارة تـرحـب دائـــم ًًـــا بـــأي مـبـادرة إبداعية فـي هـذا المجال، مـؤكـدة حرصها على تعزيز فـن الجرافيتي والــجــداريــات كـجـزء من الثقافة الأردنية. فن الجرافيتي في الأردن.. لغة الشوارع وصوت المجتمع التي أحيت الجدران المي ّّتة جدارية من أعمال الفنان يامن الحطاب
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=