2025 تشرين الثاني 23 _ 1447 جماد ثاني 2 الأحد 4 شرفات ࣯ ي رموك- مالك الطيطي � صحافة ال بــــدأت حـكـايـة الــفــنــان مـحـمـد الـطـيـطـي قبل نحو ثلاثين عاماًً، ولد الطيطي في مخيم الفور جــنــوب مـديـنـة الـخـلـيـل، وســـط ظــــروف قاسية وصعبة، ويـقـول إن دخـولـه عالم التمثيل جاء بالصدفة، مشيرا الى حضوره الكبير في ديوان عائلة الطيطي كان له أثر كبير في رسم ملامح شخصيته، فقد اعـتـاد الاسـتـمـاع إلــى القصص والـنـكـات، مـع مـــرور الــوقــت، بــدأ بتقليد بعض الشخصيات الموجودة في الديوان ومن أفراد عـائـلـتـه وكــــان يـلـقـى الــقــبــول والاســتــمــتــاع من الحاضرين، ومـن هناك، بـدأت ملامـح موهبته في التمثيل والتقليد تتشك ّّل تدريجياًً. قال الطيطي إن اهتمامه بالمسرح بدأ وهو في الصف العاشر، كان صديقه وجاره وقتها خليل الشدفان، الذي كان يكتب المسرحيات كهواية، وأس ّّــس فرقة مسرحية باسم «فـي المخيم»، انـضـم الطيطي إلـــى الـفـرقـة مــع مجموعة من الشباب الهواة، وكان أصغرهم سناًً، كان خليل يكتب نصوص المسرحية، وقد ّّم أعضاء الفرقة عروضا مسرحية أمام الجمهور، من هناك بدأت أولى خطواته في عالم التمثيل. وذكــر الطيطي موقف يعتبر مهما جــدا في مسيرته، أن الـفـرقـة تلقّّت ورشـــة تمثيل من وزارة الثقافة، قدّّمها الفنان الفلسطيني نضال ايـــــام، تـعـلّّــم فـيـهـا كيفية 10 الـخـطـيـب بــمــدة استخدام الصوت واساسيات التمثيل، واعتبرها أول خطوة فعلية لدخوله عالم المسرح بشكل علمي بجانب الهواية. وأشار الطيطي إلى أن وزارة الثقافة عبر مدير مكتبها في الخليل يوسف الـتـرتـوري، رش ّّحت مـجـمـوعـة مـــن الــشــبــاب مـــن بـيـنـهـم الـطـيـطـي، للمشاركة في ورشة تمثيل مطو ّّلة مع مؤسسة 3 «أيام المسرح» الهولندية، استمر التدريب سنوات، تلقّّوا فيها تدريبات مكثفة، واختتمت كل سنة بإنتاج مسرحية. بعد انتهاء البرنامج، تحو ّّل المشاركون إلى ممثلين محترفين. واصل الطيطي وزملاؤه العمل مع المؤسسة فـي الخليل لمدة تقريبا عشر سـنـوات، حيث قـــدمـــوا عـــروضـــا وأنــشــطــة وورشـــــات مسرحية تعتمد على الدراما والتعبير الفني واستخدام فـــنـــون الـــــدرامـــــا والــــعــــاب الـــــدرامـــــا والـــمـــســـرح واستخدام المتعة في التمثيل. وتحدث الطيطي عن الصعوبات التي واجهها بداية مشواره الفني خاصة في المسرح، مشيرا إلــى أن المجتمع فـي ذلــك الـوقـت كــان يرفض فكرة التمثيل ويعتبرها شيئا مرفوضا أخلاقياًً. ويـــضـــيـــف أن بـــعـــض رجـــــــال الـــــديـــــن كـــانـــوا ينتقدونهم علنا في خطب المساجد، وأن النظرة المتعارف عليها للممثل كانت مرتبطة بصور نمطية سلبية مأخوذة من التلفزيون القديم، مثل «الخلاعة» و»الانحلال». ويتابع أن الناس في ذاك الوقت لم يكونوا مط ّّلعين على معنى الفن الحقيقي بسبب غياب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ما جعلهم ينظرون إلى الممثل كأنه شخص «مشبوه» أو منبوذ اجتماعياًً، ورغـم ذلـك اختار الطيطي أن يواجه هذه الانتقادات بطريقته الخاصة، فحو ّّلها 3« إلى مادة كوميدية وقدموا مسرحية سماها »، ذاكرا موقفا طريفا مع أحد جيرانه الذي 1 في كان ينتقده بطريقة استهزاء حين يـراه ذاهب إلى المسرح، معتبرا هذا «حكي فاضي». ولا ينسى الطيطي الـمـخـرج الـهـولـنـدي يان ويـلـيـامـز الــــذي آمـــن بـمـوهـبـتـه وشـجـعـه على الاستمرار في التمثيل، ووصفه بمثابة الاستاذ والـمـعـلـم الـــذي صـقـل موهبته وعـلـمـه كيفية الوقوف والتصرف على خشبة المسرح. وأستذكر الطيطي أول مسرحية قدمها أمام و أول دور بطولة له كان في مسرحية «كم سعر هـــذا الـحـديـد» للكاتب بـرتـولـت بـريـشـت، لكن تجربته الأبرز كانت خلال مشاركته في مسرحية «المقهى الزجاجي» لسعد الله ونــوس ضمن مـهـرجـان «ايـــام عـمـان المسرحية» فـي عمان هناك وقف لأول مرة أمام جمهور مثق ّّف وواعي وشعر برهبة كبيرة، ووصفها بأنها كانت من أجمل اللحظات في مسيرته. ويستذكر بدايته كممثل مسرح محليا من خلال العروض التي قدمها في مدينة الخليل، ولـــكـــن كــفــنــان مـــعـــروف جـــــاءت انـــطلاقـــتـــه عــام 603 من خلال مشاركته في مسرحية 2009 التي تناولت قضايا الأسـرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالتعاون مع الفنان عماد فراجين، من ثم شارك في أدوار صغيرة ضمن برنامج «وطـن ع وتـر»، الـذي شكل بوابته نحو الجمهور الأوســـع، وعـرفـه على الساحة الفنية خارج حدود مدينته. وتحدث الطيطي عن العقبات التي واجهته، مشيرا الى أن العمل في مدينة كمدينة الخليل لــم يـكـن سـهـل، إضــافــة إلـــى عـــدم وجـــود الـدعـم المادي للمسرح، وعم توفر المسارح الحقيقية المجهزة «قاعات مسرح مجهزة». وأضـــــاف أنـــه يـعـمـل حــالــيــا ضـمـن «مـسـرح نعم»، لكنه لا يزال يواجه صعوبات تتعلق بغياب المساحات المسرحية المناسبة بوصفها قاعات لا تصلح للمسرح. أما عن بداياته في التلفزيون، فأوضح الطيطي » عام 603« أنــه بعد مشاركته فـي مسرحية مع الفنان عماد فراجين، بدأ بالظهور في 2009 مشاهد صغيرة ضمن برنامج «وطـن ع وتر»، ومــع الـوقـت تـطـورت مشاركاته تدريجيا حتى بـدأ يأخذ أدوار أكبر ومـا ساهم هـذا فـي زيـادة حضوره التلفزيوني ووصوله إلى جمهور أوسع على مستوى فلسطين وخارجها. وتــحــدث بـتـأثـر عــن مسرحية مثّّلها بـإخـراج الفنان إيـهـاب زاهـــد، سماها «شـرشـوح» التي دمـج فـي كتابتها جــزءا مـن نصوص تشيخوف حول مضار التدخين وأفكارا من كتاباته الخاصة، حـيـث اســتــخــدم «الــــدخــــان» كــرمــز لاسـتـرجـاع طفولته في ديـوان عائلة الطيطي، معتبرا هذه المسرحية من الأقرب لقلبه، لأنه استرجع فيها ذكريات والده وجده الراحل، كما أن المسرحية كانت مزيجا بين الكوميديا والدراما، عبرت عن الضحك في وجه الألم. شارك الطيطي مؤخرا في تجربة جديدة في من خلال مسلسل فرج، واصفا 2025 رمضان الـتـجـربـة بالجميلة، لكنه يعتبر أن مشاركته الـسـابـقـة فــي وطـــن ع وتـــر كـانـت أكـثـر إثــــراء له كممثل، نظرا لتنوّّع الشخصيات والأدوار التي مثلها، رغم صعوبتها لكن كان فيها أبداع ومتعة. ورغم الشهرة التي حققها، يؤكد الطيطي أنه لم يتغير على المستوى الشخصي، ويقول: «أنا نفس الشخص الـذي ولـد وعـاش في المخيم، الشهرة زادتـنـي تـواضـع ومحبة للناس، وكلما كبر الإنسان تكبر أخلاقـه معه وإلا سيكون في طريق السقوط». ويـــــرى أن مـــا حـقـقـه حــتــى الآن لا يـمـثـل إلا جزءا بسيطا من طموحه، ويؤمن بأن التعلم لا يتوقف، ويطمح لمزيد من التطور، ولا يستبعد خوض تجارب جديدة منها تقديم برنامج خاص به، يعبّّر عن طموحه بثقة، متطلعا إلى انتشار أوسـع على المستوى العربي، والمشاركة في أعمال إلى جانب ممثلين أجانب. وقدم الطيطي نصيحة لمن يبدأون طريقهم الفني، بأن لا ينجروا وراء الشهرة فقط، مؤكدًًا أهـمـيـة الإيـــمـــان بـالـفـكـرة والــفــن الــــذي يـقـد ّّمـه الفنان، ويـرى أن غياب الهدف الحقيقي يجعل الاستمرار في هذا المجال بلا معنى. ويــصــف رحــلــتــه الـفـنـيـة بـكـلـمـة واحـــــدة هي «الإصـــــــرار»، مـوضـح ًًــا أن هـــذه الـكـلـمـة تختزل معاني الالــتــزام، التميز، والإرادة فـي مواصلة الطريق رغم التحديات. محمد الطيطي... من ديوان العائلة إلى خشبة المسرح والتلفزيون الفنان محمد الطيطي ࣯ ي ري � يـرمـوك- أسيد الكف � صحافة الـ ج ود بطاينة � وس بــعــد ســـقـــوط نـــظـــام بـــشـــار الأســـــد قــبــل نحو عام، تقف البلاد أمام مرحلة حساسة تتشابك فيها الـتـحـولات الداخلية مـع مـوجـات الانفتاح الـدبـلـومـاسـي الـمـتـسـارع، فـالـسـاحـة الـسـوريـة تشهد اليوم إعـادة تموضع سياسي وإقليمي، فـــي وقـــت تـعـمـل فـيـه دمــشــق عـلـى اسـتـعـادة حضورها الدبلوماسي وتوسيع قنوات التواصل مع مختلف الأطراف، ورغم بقاء بعض الهواجس المرتبطة بطبيعة السيطرة في عدد من المناطق، ومــا يرافقها مـن ترتيبات محلية خـاصـة، فإن الحراك في الجنوب وتنامي نفوذ الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي يظلان جـزءًًا من المشهد المعقد الذي تحاول الدولة التعامل معه ضمن إطــار الحفاظ على اسـتـقـرارهـا، وبينما تستمر أطـــراف إقليمية، ومنها الاحــــتلال الإسرائيلي، بمحاولة استثمار أي ثغرات لتحقيق مكاسب سياسية وأمـنـيـة، يبقى جـوهـر الـتـحـدي أمــام السوريين اليوم هو كيفية حماية وحدة البلاد وتثبيت مسار الانفتاح والدبلوماسية كمدخل لإعادة بناء الدولة ومستقبلها التوغل الإسرائيلي داخل سوريا قـــال الـصـحـفـي والـمـحـلـل الـسـيـاسـي احمد حاميش إن الأهداف الإسرائيلية من هذا التدخل هي اهداف توسعية، فقد أعلنت إسرائيل سابق ًًا أن دخولها إلى لبنان كان مؤقت ًًا لكنها لم تنسحب وكذلك الحال في سوريا، إذ أعلنت أكثر من مرة أن وجودها مؤقت ومع ذلك تستمر في التوسع نحو نقاط جديدة، وايض ًًا احتلالهم للمزارع في منطقة شبعا ومرتفعات الجولان السورية. وأكد حاميش على تمسك الحكومة السورية والتزامها بتحقيق الـسلام مع الـدول المجاورة وأعلنت الحكومة رسميًًا عبر وزيـــر الخارجية والـرئـيـس أحـمـد الـشـرع أن سـوريـا لـن تشكل تهديد ًًا لأي دولة مجاورة، مؤكد ًًا ان الدولة تسعى للسلام بين مكوناتها ومع دول الإقليم، وعلى الصعيد نفسه ترفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها حديثًًا في درعا والقنيطرة إضافة إلى الجولان المحتل الأمر الذي يجعل من المستحيل تحقيق سلام حقيقي في ظل وجود المحتل وعدم الانسحاب الكامل. وشـدد حاميش على أن الـسلام لا يمكن أن يتحقق إلا بشروط واضحة، وأهم هذه الشروط احترام سيادة الدولة السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، موضح ًًا أن التدخل الإسرائيلي ودعـــم الميليشيات المسلحة يــهــددان الأمـن والاستقرار داخل البلاد، ودعم تلك الميليشيات يعرقل التنمية والإعمار كما يخلقان بيئة غير صالحة لإقامة أي سلام حقيقي. وقال رئيس مركز الدراسات السياسية في مرصد طريق الـحـريـر- سـوريـا الـدكـتـور ساعود جـمـال ان إســرائــيــل تــواصــل تكثيف تحركاتها العسكرية والإعلامية في الساحة السورية، في ظل واقع جيوسياسي جديد أعقب سقوط نظام ، مشيرًًا إلى 2024 بـشـار الأســـد فـي ديسمبر أن الأهداف الإسرائيلية المعلنة تركز على منع تهديدات أمنية محتملة، إلا أن المراقبين يرون أن الأهــداف الحقيقية تتجاوز الجانب الدفاعي إلى إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. وبين ساعود ان من الناحية العسكرية، فقد 480 نفذت إسرائيل منذ بداية العام أكثر من غارة جوية استهدفت مواقع استراتيجية قرب دمشق، بينها مطارات عسكرية ومستودعات صواريخ، إلى جانب ضربات في حمص وتدمر لتعطيل أي خطوط إمداد محتملة، مشيرًًا إلى أن هــذه العمليات أسـفـرت عـن تدمير معظم الــــقــــدرات الــدفــاعــيــة الـــســـوريـــة، بــمــا فـــي ذلــك منظومات الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة، ا عن شل قدرات سلاح الجو السوري. فضل ًا وأكــد سـاعـود أن تـل أبيب تسعى مـن خلال هذه الاستراتيجية إلى فرض واقع أمني جديد يمنع ظـهـور سـوريـا قـويـة ومــوحــدة، مـع تعزيز دور إسرائيل كقوة مهيمنة في المنطقة، كما أن اسـتـمـرار الـضـربـات الجوية حتى أغسطس يهدف إلـى الحفاظ على حالة التفتيت 2025 الجغرافي والسياسي في سوريا، ومنع عودة أي نفوذ إيـرانـي أو إعـــادة تشكيل قــوات قــادرة على تهديد الحدود. وأضـاف ساعود أن الجيش السوري الجديد يـواجـه تـحـديـات كبيرة فـي إعـــادة بـنـاء قـدراتـه، مع محدودية الموارد والتكنولوجيا، وانخفاض تصنيف القوة العسكرية مقارنة بالمستويات الـــســـابـــقـــة، وتــشــيــر تـــقـــاريـــر عــســكــريــة إلــــى أن الترسانة السورية الحالية تعاني من نقص حاد، بعد تدمير مئات المواقع الاستراتيجية خلال غارة 500 الغارات الإسرائيلية التي تجاوز عددها منذ سقوط النظام السابق. وقال ساعود إن التدخل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسـد خطرا كبيرا على وحدة الأراضي السورية واستقرارها السياسي، فـي ظـل استمرار إسرائيل فـي السيطرة على مناطق حدودية ودعـم أطــراف محلية سياسيا وعسكرياًً، وهو ما يعم ّّق الانقسامات الطائفية ويعيق مسار الانتقال السياسي، مشيرًًا إلى ان هذه التحركات تأتي في إطار مساع إسرائيلية لإبـقـاء سـوريـا ضعيفة ومـجـزأة، بما يعزز حالة عدم الاستقرار الإقليمي. وأضـــــاف ســـاعـــود أن الـمـدنـيـيـن فـــي شـمـال وجــنــوب ســوريــا قــد تـــأثـــروا بـشـكـل كـبـيـر جــراء الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتيرتها بعد سقوط نظام الأســد فـي ديسمبر ، فقد استهدفت الغارات مواقع عسكرية 2024 ومــســتــودعــات أسـلـحـة، لكنها ألـحـقـت أضــــرارا جسيمة بالمدنيين، سواء على صعيد الخسائر الـبـشـريـة أو تـدمـيـر البنية التحتية أو الـنـزوح الجماعي. بــــــدوره، قـــال الـمـحـلـل الـسـيـاسـي الــســوري مصطفى النعيمي إن هـذه الـتـوغلات ستؤدي إلـى نتائج سلبية وستعطل مسار التفاهمات الــدولــيــة حـــول طبيعة الـــتـــوغلات ونــتــاج ذالــك وارتـداداتـهـا على سـوريـا وحـالـة عـدم الاستقرار ستنعكس سلبا على دول الجوار والمنظومة الدولية، مشير ًًا إلى أن هذا لا ترغب به المنظومة الـدولـيـة فـي هــذا التوقيت بالتحديد نـظـرا إلى أولـويـات واشنطن التي تنطلق من مبدأ انهاء الــتــوتــرات فــي منطقة الــشــرق الأوســـــط، وهـذ يـتـعـارض مــع الــــرؤى الإسـرائـيـلـيـة فــي تـوغلاتـه في الجنوب السوري، وعدم استقرار المنطقة سينعكس سلبا على العالم أجمع. وأكــد النعيمي أن القيادة السورية الحالية تسعى مــن خلال بـنـاء شــركــات استراتيجية، بـــدءا بانضمامها إلـــى قـــوات الـتـحـالـف الـدولـي لمحاربة الإرهاب، الى تحقيق تلك المكانة وذلك مــن أجـــل وقـــف الـــتـــوغلات الإسـرائـيـلـيـة البرية والـجـويـة بشتى الـوسـائـل وبـالـتـالـي مــع وجــود سوريا حليفة الولايات المتحدة حتما سيكون هنالك مراجعات للدور الإسرائيلي في الجنوب الـسـوري وستعمل الــولايــات المتحدة جاهدة مـن أجـل إنـهـاء حالة التوتر فـي الجنوب وذلـك مــن خلال الـضـغـوط الـقـصـوى الـتـي ستمارس على تل أبيب لثنيها عن تلك التوغلات والعودة ومن 1974 إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار للعام ثم وقف إطلاق نار شامل يعقبه استقرار على ضفتي الحدود مع الجولان المحتل. وقــــال الــبــاحــث والــكــاتــب الـسـيـاسـي بـسـام السليمان إن إسرائيل بلاء في هذه المنطقة، والـيـوم مـن الخطر أن تنجر سـوريـا إلـى أمرين اثنين، الأمـــر الأول هـو مـا تـريـده إسـرائـيـل من اتفاقية ت ُُهضم بموجبها حقوق السوريين، ويليها حقوق العرب، مضيفًًا أنه إذا فرطت سوريا في جزء من أرضها، فهذه س ُُنة قد تعتمدها إسرائيل وتجعلها تزيد مطامعها في المنطقة ككل، لذلك اليوم سوريا متمسكة بمبادئها، وبمبادئ الدول العربية كلها، بتمسكها بحقوقها. وتـابـع السليمان أن الـهـدف الثاني أن تنجر لأهـــداف إسـرائـيـل الثانية بعمل عسكري في حــال لـم تنجح اسـرائـيـل بالاتفاقية، مـن خلال الاســتــفــزازات، تـريـد أن تـقـوم سـوريـا بــالــرد، ما يهيئ لها جوا عالمي ًًا لشن عملية عسكرية جوية أو غيرها ضد الحكومة السورية الجديدة، وحينها تكون قادرة على نشر الفوضى، ليس فقط في سوريا، بل بالإقليم. وبالنسبة إلى ممر داود، قال حاميش إن ممر داوود يشكّّل مـسـارًًا يثير قلقًًا حقيقيًًا وخطرًًا كبير ًًا على وحدة الأرض السورية ووحدة الشعب السوري من خلال الدعم الذي تقدمه إسرائيل لـلـمـجـمـوعـات الإثـــنـــيـــة والــقــومــيــة والــفــصــائــل المسلحة الموجودة في تلك المناطق. وأشــار حاميش إلـى مناطق السيطرة وهي قـسـد ومـحـافـظـة الــســويــداء، ويــهــدف مـشـروع «ممر داوود» إلى فرض أمر واقع على الحكومة الـسـوريـة مــن خلال إقــامــة مـنـاطـق حـكـم ذاتــي أو إدارات محلية، مّّـــا يسهل تـمـريـر مـشـروع داوود الذي يربط جبل الشيخ بمحافظات درعا ا إلــى مناطق سيطرة قـوات والقنيطرة وصـــولًا ســوريــا الـديـمـقـراطـيـة الـمـعـروفـة بــاســم قسد وربطها بإقليم كردستان العراق. عودة سوريا للمسرح الدولي وقـــال النعيمي إن الـرسـائـل الـسـوريـة إلـى الإدارة الأمريكية واضـحـة المعالم بــأن سوريا تــريــد الـــعـــودة إلــــى الــمــحــافــل الـــدولـــيـــة بشكل إيجابي والانتهاء من حقبة العقوبات وارتداداتها على سوريا والإقليم والمنظومة الدولية برمتها، وسوريا بحاجه إلى الإستقرار كمسار للنهوض الـــشـــامـــل وهـــــذا يــــتــــواءم مـــع الــــــرؤى الــدولــيــة المتعلقة بأمن الطاقة والأمن الدولي، مضيفًًا ان مــرور خطوط الـغـاز والنفط عبر سـوريـا إلى دول الإتحاد الاوروبي يعتبر أولوية أمريكية في ظل الضغوط القصوى الأمريكية على روسيا، كما أن مشاركة سوريا في الاستقرار الدولي عـامـل مهم لكل الأطــــراف، والانـفـتـاح الـسـوري باتجاه المنظومة الدولية يثبت يوما بعد يوم بأن سوريا عادت إلى المحافل الدولية كمؤثرة لا متاثرة كما كان لها في السابق. وذكــــــر الــنــعــيــمــي أن الــــعلاقــــة بـــيـــن ســـوريـــا وروسيا اليوم تأتي في سياق علاقـات تكتيكية عكس علاقتهم مع الولايات المتحدة كعلاقات اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، وعـــــوامـــــل الـــــضـــــرورة تـتـطـلـب اسـتـكـمـال تـرمـيـم الـمـؤسـسـة العسكرية ذات الـمـرجـعـيـة الــروســيــة عـلـى مـسـتـوى الـتـدريـب والتسليح والعتاد المستخدم في البنية التي أسست في السابق، مشيرًًا إلـى عـدم إمكانية الاستغناء عنها. وأضـاف أن وجـود علاقـات تكتيكية لتحصيل مـكـاسـب لـلـدولـة الــســوريــة فــي تحقيق الأمــن الـسـوري يعتبر أحـد أهـم الملفات التي تبحث عنها الخارجية السورية في لقاءاتها المتعددة مع المنظومة الدولية والحاجة الروسية أيضا إلــى الحفاظ على المكاسب الـتـي حققتها في سـوريـا كتموضع عسكري واقـتـصـادي، مشيرا 14 إلى أن مشاركة روسيا في سوريا على مدار عاما كـان سلبيا من خلال الدعم لنظام الأسد وصـولا إلى المشاركة الفعلية في مطلع العام .2015 بينما قال السليمان إن اللقاء مع بوتين يأتي ضمن سياق أكبر، وهو أنه سوريا تلتزم اليوم بالدبلوماسية المتوازنة مع الجميع، وليس مع أحد ضد أحد أي أن النظام السابق الذي أدخل سوريا بحالة أحلاف ومشاكل قد انتهى، مبينا أن النظام الجديد لا يحتاج أحلاف، وحلفه الوحيد هو الشعب السوري، وإن كانت ثقته الأكبر هي في عمقه العربي، من الأردن إلى الخليج العربي، إلى مختلف دول العرب. وفـــي سـيـاق مـتـصـل، أكـــد النعيمي أن بناء التحالفات مع الولايات المتحدة تاتي في سياق تعزيز قـدرة سوريا ومكانتها من أجـل الضغط على الجانب الإسرائيلي لمنعه من تنفيذ أي انتهاكات في سوريا سواء على مستوى الجوي أو البري، موضح ًًا أن وجـود دولـة سورية قوية سيكون نتاجه انـسـحـاب إسـرائـيـل وبـنـاء هذه الاسـتـراتـيـجـيـة عـلـى أســـاس الـتـكـامـل سـيـؤدي إلــى الإسـتـقـرار المستدام فـي منطقة الشرق الأوسط. فيما أكد السليمان أن الزيارة السورية إلى البيت الأبيض لها عـدة أهـــداف، والـهـدف الأول هدف سياسي قانوني، وان على سوريا عقوبات أمريكية كبيرة، خاصة قيصر وعقوبات أممية كما يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دور ًًا هام ًًا في هذا الأمر، وإزالة العقوبات التي تصب في سياق متصل وهو عودة سوريا إلى المجتمع الـدولـي بشكل فـعـال، لذلك الـهـدف السياسي القانوني حاضر بقوة، والهدف الاقتصادي ايض ًًا، مشيرًًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى اقتصاد في العالم، وأقوى دولة عسكريًًا وأمنيًًا واقتصاديًًا ومن المهم جدًًا وجودها في عملية إعادة الإعمار. وتابع السليمان أن الاقتصاد يأتي في المرتبة الثالثة والمرتبة الثانية هي الأمني، ومن وجهة نظره أنه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دور ًًا هام ًًا على الصعيد الأمني والعسكري، حيث قــوات سـوريـا الديمقراطية مرتبطة بها، وهي أحد أهم التحديات التي تواجه إعادة مسار بناء الدولة السورية، كـذاك الكيان الصهيوني والسويداء، يمكن أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًًا هام ًًا بهذا الأمر. وفي السياق ذاته، قال النعيمي إن أي تحرك دبلوماسي أو سياسي للدولة الـسـوريـة ياتي في سياق تعزيز مكانتها في المنظومة الدولية برمتها والـخـطـوات المرنة التي أقـدمـت عليها سوريا في تعاطيها مع المتغيرات الدولية أثبتت للعالم أجمع بأن سوريا منفتحة على الاستقرار الـمـسـتـدام وهــي جــزء مـن الاسـتـقـرار الـدولـي، وانطلاقا من هذا الاستقرار تعمل سوريا على مد جسور التواصل مع الجميع بما ينعكس إيجابا على المواطن السوري من خدمات وتحسين لمستوى المعيشة بعد سـنـوات الـحـرب التي عاما. 14 أرهقته على مدار وأشــــــار الــســلــيــمــان إلــــى مـــســـار الــتــحــركــات الدبلوماسية السورية على المستوى الإقليمي والدولي كانت ناجحة بشكل كبير في استعادة مكانة سـوريـا للمنظومة الـدولـيـة، ورأيـنـا ذلك مــن خلال حـجـم الانـفـتـاح الــدولــي تـجـاه سـوريـا والزيارة التي جمعت الرئيسين دونالد ترامب واحـمـد الـشـرع فـي واشنطن تـدل على أهمية الاستقرار الـسـوري وانعكاساته على المنطقة العربية والشرق الاوسـط والمنظومة الدولية، والحاجة لهذا الاستقرار مشترك ويعمل حلفاء سوريا على تعزيز هذه الحالة من خلال عمقهم الاستراتيجي المتمثل في دور المملكة العربية السعودية للمساهمة قدما في دفع سوريا الى المنظومة الدولية وبالتالي تحقيق المكاسب المشتركة عربيا وإقليميا دوليا تأتي في ذات السياق لتعزيز الاستقرار المستدام في سوريا. بينما أوضــــح حـامـيـش أن ســوريــا لا يمكن عزلها عـن محيطها العربي والإقـلـيـمـي، مـؤكـدًًا أن الـرؤيـة السورية الجديدة تتقاطع مـع رؤيـة الدول العربية الصديقة التي سعت إلى مد يد الـعـون للحكومة السورية بعد سقوط النظام البائد والثورة السورية أعادت البلاد إلى حضنها العربي ووقفت بوجه المشاريع التي استهدفت تفتيت المنطقة وتحويلها إلـــى مـنـاطـق نفوذ لإيران والتمدد الطائفي وهو ما يرفضه الشعب ا ًا. السوري جملة وتفصيل وأشاد حاميش بإعادة فتح قنوات التواصل مــع الــــدول الـعـربـيـة والـغـربـيـة الـتـي تـهـدف إلـى تــحــقــيــق الاســــتــــقــــرار وإعــــــــادة الإعــــمــــار وعـــــودة الـمـهـجـريـن الــســوريــيــن بــمــا يـــخـــدم الـمـصـالـح المشتركة، مؤكدا أن الاستقرار في سوريا يخدم مـحـاربـة الإرهــــاب والـتـطـرف والـحـد مـن تهريب الـمـخـدرات وهـو مـا ينعكس إيجابًًا على الأمـن الإقليمي والدولي. وأضــــــاف حــامــيــش أن الاســـتـــقـــرار والــنــمــو الاقتصادي في سوريا يعود بالنفع على الشعب السوري خاصة وجميع شعوب المنطقة عامة، ويسهم فـي وقــف الـهـجـرة غير الشرعية التي ا عن تعزيز التعاون في تعاني منها أوروبا فضلًا مواجهة التنظيمات الإرهابية والفساد. مخاطر التقسيم في سوريا وقــــال الـصـحـفـي والـمـحـلـل الـسـيـاسـي عبد الكريم الثلجي إن تصاعد الحديث مـؤخـرًًا عن «الدولة الدرزية» لا يمكن قراءته إلا في سياق الفوضى التي زرعها النظام البائد، موضح ًًا ان هذا الطرح ليس تعبيرا حقيقيا عن رغبة مجتمعية درزيــة، بل يُُستثمر سياسيا من قـوى خارجية تسعى لإضـعـاف سـوريـا الــواحــدة المتماسكة، وشـكـل مـن أشـكـال الـتلاعـب الـخـارجـي المبني على استثمار مظلوميات حقيقية، لكنه يهدف إلى تفكيك النسيج الوطني. وأضاف الثلجي أن هناك العديد من الأطراف، لا سيما تلك التي لم تتوقف عن العبث بالجغرافيا السورية، والتي تحاول إلى الترويج لما تسميه «حماية الأقليات»، بينما في الواقع تستخدم هذا الغطاء لدفع نحو تقسيم ناعم في سوريا، م ّّا يُُطرح كضمانات درزية أو فيدرالية خاصة ليس سوى وسيلة لتكريس واقع انفصالي يتعارض مع مبادئ السيادة السورية ووحدة أراضيها. وبالنسبة إلـــى قـسـد، أشـــار الثلجي إلـــى أن الـمـفـاوضـات بين الحكومة الـسـوريـة الجديدة و»قـسـد» تـجـاوزت مرحلة جـس النبض وبناء الثقة، وأن هناك انفراجات قريبة في هذا الملف، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للزعيم الكردي مظلوم عبدي، مضيف ًًا أن ما يميز هذه المرحلة هو غياب الاستعلاء والاستقواء، بعد أن تراجع دور الداعمين الدوليين لـ «قسد» شكل الحوار يتجه نحو التفاوض الواقعي، مع بقاء المخاوف والشكوك. وأوضح الثلجي أنه حتى الآن لا يمكن الجزم بوجود اتفاق وشيك، فكل طرف ما زال متحصنًًا بمطالبه الأسـاسـيـة، مـشـيـرًًا إلــى أن الحكومة تسعى إلــى اسـتـعـادة الـسـيـادة الـكـامـلـة، فيما «قسد» تصر على نموذج لامركزية، سياسية موسعة جدا وأشبه بالفيدرالية، ومع ذلك، فإن استمرار المفاوضات، بحد ذاته، إشارة إيجابية على وجود مساحة للتقاطع. وذكـــر الثلجي أن الانـقـسـام داخـــل «قـسـد» واضـح، فهناك تيار يريد الاندماج ضمن الدولة الجديدة بشرط ضمانات دستورية وحقوقية، وهناك تيار ما زال يراهن على مشروع الحكم الـذاتـي الكامل، لافتا إلـى أن المطلوب هنا هو كسب التيار الوطني داخل «قسد» عبر مبادرات واضحة تحترم خصوصية المكونات دون المس بسيادة الدولة. وحـــول إمـكـانـيـة تــواجــد حـكـومـات لامـركـزيـة، اعـتـبـر الثلجي أن فـكـرة اللامــركــزيــة هــي فكرة إيـجـابـيـة، لـكـن ســوريــا الــيــوم بـحـاجـة لأن تكون دولـة قوية موحدة تفرض سيادتها على كامل أراضـــيـــهـــا، مـــؤكـــد ًًا أن هـــذه الـسـيـطـرة الـكـامـلـة لا تــكــون إلا بـحـكـم مـــركـــزي قـــوي فـــي الـمـرحـلـة الانتقالية في ظل التحديات الداخلية والخارجية الحالية، الذي يمهد لدستور دائم وممكن أن يتم اعتماد اللامركزية الادارية التي تتيح للمحليات صلاحيات تلائم خصوصية كل منطقة. وأكـــد الـثـلـجـي أن الـضـمـان الأســـاســـي لمنع مخاطر التقسيم هو وجـود دستور دائـم وعقد اجتماعي حقيقي بين كافة مكونات الشعب الـسـوري يحفظ حـقـوق جميع السوريين على أسس المواطنة والعدالة والقانون، مع وجود قـضـاء مستقل ومـجـتـمـع مـدنـي قـــوي يشكل صمام أمان ضد أي انحراف نحو الانفصال. وأشـــار الثلجي إلــى إمكانية وجـــود مجالس إقليمية هي وسيلة لبناء الثقة والتهدئة، إذا تم إدارتها بشفافية وشمول، لكن إن لم تُُستكمل بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، فقد تكون مجرد «هدنة مؤقتة» تنفجر لاحقا، مفتاح النجاح هو بناء دولة المواطنة والقانون، لا دولة المحاصصة أو الخصوصيات المفخخة. سوريا اليوم… انفتاح سياسي مع تحديات الحفاظ على وحدة الدولة و مواجهة خطر التقسيم سوريا الموحدة بعد التحرير
RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=