2025 تشرين الثاني 30 _ 1447 جماد ثاني 9 الأحد 6 من هنا و هناك لـم تعد الـــكلاب الضالة مجرد مشهد عابر فـي شـوارع الـقـرى والأطـــراف بـل تحولت إلـى معاناة يومية يعيشها الأهالي وتزرع الخوف في قلوبهم. وبات المصلون يخشون طريق الفجر إلى المساجد بعدما امتلأ بالصوت المفاجئ لنباح الكلاب واندفاعها فيما اضطر بعضهم إلى ترك صلاة الجماعة خوف ًًا من المطاردة. وفـي المقابل، سجلت المستشفيات حــالات متكررة مـن العقر تفاوتت بين إصـابـات بسيطة وأخـــرى خطيرة استدعت تعقيما ومطاعيم عاجلة وسط تحذيرات الأطباء من احتمالية الإصابة بداء الكلب القاتل. الأزمة لم تعد محصورة في القرى والأطراف بل امتدت إلـى الـمـدن والــشــوارع الرئيسية، مّّــا جعلها قضية عامة تتجاوز حدود «الإزعاج» إلى خطر حقيقي يهدد حياة الناس. وبينما يحمّّل المواطنون الجهات المسؤولة تبعات التباطؤ في إيجاد حلول لهذه المشكلة ويثير الملف في الوقت نفسه جدلا قانونيًًا وشرعيًًا حول حدود المسؤولية ووسائل المعالجة ليبقى عالقًًا بين خيارين إما استمرار الخطر الداهم أو غياب الحلول الجذرية. وأفاد أحد المواطنين الذين تعرضوا لهجوم كلاب ضالة، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن الحادثة وقعت أثناء رحلة مع أصدقائه إلى منطقة أحشاء وهي منطقة مشجرة اعتاد الناس قصدها للترفيه والابتعاد عن ضجيج القرى، وقال «فوجئنا بهجوم مجموعة من الـكلاب حيث أقـدم أحدها على عضي وإصابتي»، مضيفا أنه سبق أن واجه مواقف مشابهة إلا أن هــذه الـمـرة كـانـت أصـعـب بسبب العقر المباشر. وأوضح أن الحادثة لم تترك أثرا نفسيا كبيرا لديه إلا أن أثرها الجسدي كان واضحا في موضع الإصابة، مشيرًًا إلى أنه لم يواجه صعوبة في الحصول على الـعلاج أو اللقاح، قائلا «الحمد لله كل شيء كان متوفرا وسهلاًً.» وذكـر أن أصـدقـاءه شعروا بالخوف والقلق عند وقوع الحادثة، مؤكدا أن الكلاب الضالة باتت تمثل خطرا حقيقيا لا يمكن تجاهله. وفـي رسالته إلـى الجهات المسؤولة، طالب المصاب بضرورة التعامل الجاد مع المشكلة عبر إنشاء محميات أو أماكن مخصصة لتلك الحيوانات بعيدا عن المناطق السكنية أو عبر مكافحتها بطرق أخرى حتى لا تبقى خطرا يهدد حياة المواطنين. وختم حديثه موجها رسالة إلى الأهالي والأطفال، قائلا «ينبغي أن يكونوا حذرين جـدا لكن لا داعـي للقلق الزائد فالانتباه والوعي كفيلان بتجنب الخطر.» وقــال أبـو محمد (اســم مستعار)، وهـو أحـد المصلين المواظبين على صلاة الفجر في المسجد، إن طريقه إلى المسجد وقـت الفجر لـم يعد كما كـان إذ أصبح يسوده الخوف والرهبة نتيجة انتشار الكلاب الضالة التي تتجمع وتنبح بشكل مفاجئ. وأضـاف أنه تعرض أكثر من مرة لمطاردة من الكلاب، مؤكدا أن إحدى المرات كادت تنتهي بعضة لولا أنه تمكن من الهرب. وأشــار أبـو محمد إلـى أن عــددا من المصلين اضطروا إلـــى تـــرك صلاة الـفـجـر فــي الـمـسـجـد والاكــتــفــاء بــالــصلاة في منازلهم خوفًًا من الخروج في الــظلام، واصفًًا ذلـك بـ «الخسارة الكبيرة» لحرمان الناس من صلاة الجماعة. وطالب الجهات المسؤولة بإيجاد حل جـذري وسريع لهذه المشكلة التي وصفها بأنها «خطر حقيقي على حياة الناس» ليس فقط بسبب الإصابات والأمــراض التي قد تنتج عـن العقر وإنـمـا بسبب حالة الـرعـب التي يعيشها الأهالي يومياًً. وأكد أبو محمد أن على المجتمع المحلي دورا مكملا للبلديات من خلال التوعية والإبلاغ عن تجمعات الكلاب، مشيرًًا إلى أن المشكلة في القرى والأطراف أكثر وضوحا بسبب قلة الحركة على عكس المدن التي يخف فيها الخطر نسبيا ًً. وختم أبو محمد قائلا «نتمنى أن نرى إجراءات عملية وطرقا آمنة للتعامل مع الكلاب حتى نعود نشعر بالأمان ونحن ذاهبون إلى بيوت الله.» من جهتها، أكدت دائرة الإفتاء العام أن الأصل الشرعي هو حرمة تعقيم الحيوانات لغير المأكولة لما في ذلك من تغيير لخلق الله مستشهدة بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله «نهى عن صبر الروح وخصاء البهائم.» وبينت الـدائـرة أن التحريم ليس مطلقًًا بل يستثنى من ذلك الحالات التي يترتب عليها دفع ضرر متحقق أو مفسدة واقـعـة، موضحة أن الشريعة الإسلامـيـة جاءت بـرفـع الــحــرج عــن الــنــاس ودفـــع الــضــرر عنهم وأن بعض الفقهاء أجـــازوا التعقيم أو الخصاء إذا كــان فيه منفعة معتبرة أو دفع للأذى. وفيما يتعلق بقتل الـكلاب، أوضحت الإفتاء أن الأصل عدم جواز قتلها وأن الإحسان إليها واجب ولا يُُقتل الكلب إلا إذا كان عقورًًا يعتدي على حياة الناس وينشر الخوف بينهم على أن يتم ذلك بعد عرضه على الأطباء البيطريين والتأكد من أن إيذاءه لا يمكن دفعه إلا بالقتل. كما شددت الدائرة على ضرورة أن يكون القتل رحيم ًًا بلا تعذيب أو تمثيل التزام ًًا بالمقصد الشرعي في دفع الضرر لا الانتقام. ودعت الإفتاء إلى البحث عن بدائل إنسانية في التعامل مـع هــذه المشكلة مثل إيـــواء الـــكلاب الضالة فـي مراكز خاصة أو رعايتها من خلال جمعيات متخصصة، مؤكدة أن «الشريعة الإسلامية قدمت حياة الإنسان على حياة الحيوان عند التعارض لكن ذلـك لا يلغي وجـوب الرحمة بالحيوان ودرء الأذى عنه بقدر المستطاع.» بــــدوره، أكـــد الـمـحـامـي محمد بـنـي خـالـد أن البلديات تتحمل المسؤولية القانونية عن الأضرار التي قد تلحقها من 289 الـكلاب الضالة بالمواطنين استنادًًا إلى المادة القانون المدني المتعلقة بمسؤولية «حارس العجماء.» وأوضح أن البلديات هي الجهة المسؤولة عن إدارة ملف الكلاب الضالة وبالتالي فإن أي ضرر يصيب الأفراد نتيجة تقصيرها في التعامل مع هذه المشكلة يتيح للمصاب المطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية. وأضـاف بني خالد أن ترك الـكلاب الضالة دون معالجة يعتبر تقصير ًًا إداريًًا يمكن أن يُُرتب مسؤولية قانونية على الجهات المختصة إذا ثبت الإهمال. وفيما يتعلق بقتل الكلاب، أوضح أن النصوص القانونية تُُجرم قتل الحيوانات الأليفة أما الكلاب الضالة فلا تُُعامل بذات الصفة ومع ذلك إذا أقدم شخص على قتل حيوان «دون ضرورة» فإنه يُُعاقب بالحبس مدة تصل إلى ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز خمسين دينار ًًا وذلك وفق ًًا للمادة من قانون العقوبات. 452 من جانبه، قال رئيس جمعية فكرة الإنسانية الدكتور مـحـمـد الــحــجــاج إن الـجـمـعـيـة سـتـتـولـى إدارة مــشــروع إيـــواء الـــكلاب الضالة وتشغيله مـن خلال كـــوادر بيطرية متخصصة، بالإضافة إلـى تنفيذ برامج الإيـــواء والتطعيم والتعقيم وتـدريـب كــوادر البلدية عبر دورات متخصصة للتعامل مع الكلاب الضالة. وأضــــاف أن عـــدد الــــكلاب الــتــي سـيـتـم اسـتـقـبـالـهـا في آلاف كلب، وأن التعامل 8 إلى 5 المرحلة الأولى يتراوح بين مع الكلاب الضالة سيتم وفق التعليمات والأصول المتفق عليها بين البلدية ووزارة الزراعة وجمعية فكرة الإنسانية. وأشار الحجاج إلى أنه سيكون هناك قسم خاص لعلاج الكلاب الضالة، إضافة إلى وجود قسم حجر صحي للكلاب «المسعورة»، وذلــك عبر تأسيس عيادة بيطرية داخل المأوى بالشراكة مع الوزارة. وأضـــــاف أن الـمـرحـلـة الأولـــــى سـتـعـتـمـد عـلـى تمويل شخصي لتوفير خدمات الرعاية لعدد محدد من الكلاب، عـلـى أن يـتـم لاحــقًًــا فـتـح بـــاب الـشـراكـة أمـــام المنظمات والهيئات والمؤسسات مع ازدياد الأعداد وارتفاع متطلبات التشغيل. وأوضـــــح أنـــه سـيـتـم قــريــبًًــا فـتـح بـــاب الــتــقــدم للأطــبــاء البيطريين والعيادات البيطرية الراغبة بالمشاركة، ضمن آلية واضحة تضمن أفضل معايير الرعاية والخدمة. كما سيتم الإعلان عـن آلـيـة لمشاركة مختلف فئات المجتمع المدني في دعم المشروع والمساهمة فيه، نظر ًًا لكونه مطلبًًا شعبيًًا مهم ًًا ويحظى باهتمام واسع. وأكد الحجاج وجود تصميم هندسي متخصص للتعامل مع فضلات الكلاب باعتبارها من أخطر أنواع الفضلات وغير الصالحة للاستخدام مطلقًًا، مشيرًًا إلـى أن هـذا الجانب يحظى بدراسة فنية دقيقة لضمان إدارة آمنة وصحية. وفـــي الـسـيـاق ذاتــــه، كـشـف عــن إطلاق بــرامــج توعوية وتثقيفية تـهـدف للوصول إلــى مرحلة السياحة البيئية والحيوانية لأول مرة على مستوى المملكة، م ّّا يعزز الوعي المجتمعي ويدعم رؤية المشروع. بــدوره، قال مدير مديرية الأمــراض السارية في وزارة الصحة الـدكـتـور محمد الـــحـــوارات إن عــدد حـــالات العقر المسجلة رسـمـيًًــا فــي الأردن خلال الــعــام الـحـالـي حتى حالة مسجلا ارتفاع ًًا 8312 وصل إلى 45 الأسبوع الوبائي حالة في نفس الفترة من العام 8205 طفيفًًا مقارنة بـ الماضي. وأوضـــح أن المحافظات الـتـي سجلت أعـلـى معدلات 1498 حالة تلتها إربد بـ 1759 للإصابات كانت العاصمة بـ .1285 ثم المفرق بـ وأشــــار الـــحـــوارات إلـــى أن جميع حـــالات الـعـقـر تتلقى الإجـــــــــراءات الـــوقـــائـــيـــة لـــــداء الــكــلــب بــمــا فــيــهــا الأمـــصـــال والمطاعيم الكاملة بشكل إلزامي ومجاني، مؤكدا أن زيادة عدد الحالات أحدثت ضغطا على المخزون الاستراتيجي من الأمصال والمطاعيم م ّّا اضطر أحيانا إلى شراء كميات إضافية لتفادي النقص. وبـيّّــن أن وزارة الصحة ليست مسؤولة مباشرة عن مكافحة الـــكلاب الضالة بـل تركز على توعية المواطنين حـول المخاطر الصحية وكيفية التعامل مـع الحيوانات المشتبهة بإصابتها بالتعاون مع وزارات أخرى مثل وزارة الزراعة لتوفير بيانات دقيقة وفحص الحيوانات المشتبهة في المختبر الوطني لداء الكلب في شفا بدران. وحول أبرز التحديات، أشار الدكتور الحوارات إلى ارتفاع كلفة الـعلاج الوقائي لداء الكلب ازديـاد عدد حالات العقر في السنوات الأخيرة الضغط على المخزون الاستراتيجي للأمصال والمطاعيم ونقص الوعي لدى المواطنين حول طرق الوقاية والتعامل مع الحيوانات الضالة. من جهتها، أكـدت مستشارة شـؤون البيئة في وزارة الإدارة المحلية الـدكـتـورة أسـمـاء الـغـزاوي أن مسؤولية البلديات فـي التعامل مـع ملف الـــكلاب الضالة محددة مـن قـانـون الإدارة المحلية التي 16 بـوضـوح فـي الـمـادة تنص على أن الرقابة على الكلاب والتعامل مع الضالة منها والوقاية من أخطارها وإعداد أماكن لإيوائها هي من المهام الأساسية للبلديات. وأوضحت الغزاوي أن الوزارة تعمل حالي ًًا على تخصيص مواقع بالتعاون مع البلديات ومجالس الخدمات المشتركة لإنشاء مراكز إيواء للكلاب الضالة، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن المرحلة الأولى من برنامج وطني يجري العمل عليه لتوفير حلول مستدامة للمشكلة. وبينت أن آلية التعامل مع الـكلاب الضالة عالميًًا هي ABC آلية موحدة ومعروفة وتتضمن ما يُُعرف ببرنامج أي «السيطرة على توالد – Animal Birth Control الحيوانات» وهو البرنامج الـذي تعتمده منظمة الصحة والمنظمة العالمية لصحة الـحـيـوان WHO العالمية ويُُستخدم في العديد من الــدول وحقّّق نتائج WOHA إيجابية هناك. وأضـافـت أن الاخـــتلاف بين البلديات لا يتعلق بالآلية نفسها بل بقدرة كل بلدية على توفير الميزانية والإمكانات اللازمة لتنفيذ البرنامج واستدامته. وأشارت الغزاوي إلى أنها لا تمتلك بيانات دقيقة حول حجم الموازنات المخصصة في البلديات لهذا الملف. موقع ًًا في المرحلة 19 وكشفت الغزاوي أنه تم اختيار الأولــى ليتم تجهيزها كمراكز إيــواء بالتعاون بين الــوزارة والبلديات ومجالس الخدمات المشتركة، لافتة إلـى أن نسبة الضرر الناتجة عن الكلاب الضالة متقاربة في أغلب المحافظات وأن المشكلة لا تتركز في منطقة دون أخرى بشكل واضح. ولفتت الغزاوي إلى أن برنامج السيطرة على التوالد هو الخيار الأكثر فعالية وإنسانية عالميًًا، مبينة أن ABC الوزارة تعمل على تبنيه وتطبيقه تدريجيًًا وفق الإمكانات المتاحة بما يسهم في التخفيف من مخاطر الكلاب الضالة وحماية المواطنين دون الإضرار بالحيوان. ؟إصابات متزايدة وحلول غائبة .. من يتحم ّّل مسؤولية انتشار الكلاب الضالّّة ࣯ ي م بنات � ي رموك - يوسف الحايك وضياء ابو زيد وإبراه � صحافة ال ظاهرة الكلاب الضالة تقلق المواطنين دون حلول ملموسة تــروي ولية أمـر الطالبة سجى وليد قصة مؤثرة عن معاناة ابنة شقيقها مع صعوبات التعلم بدأت قصة سجى وليد منذ اللحظة التي رأت فيها النور وهي تكافح من أجل الحياة، توأم و ُُلدت قبل أوانـهـا، قضت عشرة أيـام في الحضانة تحت جهاز الأكسجين، ومع كل لحظة مرت، كانت الأسرة تراقب النمو البطيء لطفلتها التي لم تمش كما ينبغي في عمرها الطبيعي، ولم تجلس كما يفعل أطفال آخرون في سنها. حين دخلت سجى الصف الأول، لم تـكـن الأمــــور سـهـلـة، فـقـد كـــان جسدها صغير ًًا وضعيف ًًا، يعيقها عن مسك القلم بثقة، وإلـى جانب ذلك كان لديها قصر نـظـر شـديـد لــم يُُكتشف إلا بـعـد وقــت، حين ارتــدت نظارتها الطبية بـدأ العالم يبدو لها أوضح، لكن رحلة التعلم كانت بطيئة، ومساعدة المدارس الحكومية كــانــت قـلـيـلـة، مـــا جــعــل الــتــقــدم شبه معدوم. لـم تستسلم الأســــرة، نقلت سجى إلـــى مـــدرســـة خـــاصـــة، حـيـث بـــدأ الأمـــل يتجدد، وأخذت تتحسن خطوة بخطوة، من الحروف القليلة إلى الكلمات التي بــــدأت تــقــرأهــا بـصـعـوبـة، إلا أن جائحة كورونا قلبت الموازين وأوقفت التعليم المباشر، وتحول التعليم إلى فيديوهات على الواتساب لم تستطع الأسرة معها إيـصـال المعلومة بالشكل المطلوب، الأمر الذي سبب إحباط ًًا وضياع ًًا للكثير من الجهد والمال. ، بــدأت سجى تلقي 2021 فـي آذار تعليمها مع الأخصائية دانية سعيد، التي كانت بمثابة الضوء في نهاية النفق، إذ تـمـكـنـت خلال ســتــة أشـــهـــر فــقــط من جعلها تقرأ بطلاقة، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف سجى عن التقدم، حتى وصلت اليوم إلى مرحلة التوجيهي وهي تحقق نتائج تبشر بمستقبل أفضل. لـكـن لـــم تـكـن الــصــعــوبــات تعليمية فقط، فالتنمر في المدارس الحكومية ترك أثر ًًا نفسي ًًا عميق ًًا على سجى، ودفع الأسـرة للبحث عن دعم نفسي استمر لنحو عام كامل حتى استعادت سجى توازنها النفسي، وأصبحت أقوى. تقول ولية أمرها: “تعلمنا أن الصبر هـو مفتاح النجاح، وأن لا نيأس مهما كانت الصعوبات، فكل فرصة نعطيها لأطفالنا هـي استثمار فـي مستقبلهم ومستقبلنا”. وتــضــيــف: “نــطــالــب بـــضـــرورة وجـــود مـعـلـمـات مـتـخـصـصـات فـــي صـعـوبـات الـتـعـلـم داخــــل الـــمـــدارس الـحـكـومـيـة، لأن ليس كل الأســر قــادرة على تحمل تكاليف المدارس الخاصة، ووجود كوادر مخلصة يمكن أن يغير حياة الأطفال”. وتختم بالدعاء: “أدعو الله أن يحمي أطفالنا ويمنحهم الـقـوة والـدعـم، فهم يــســتــحــقــون فـــرصـــة مــتــكــامــلــة لـلـنـمـو والنجاح”. روت ولية أمر الطالب عز، البالغ من عاماًً، تفاصيل رحلتها 17 ًً العمر حاليا الطويلة مع ابنها منذ بدايات اكتشاف تأخره في النطق في عمر الثالثة. تقول: «بدأنا نلاحظ أن عز يتأخر في الكلام، فأجرينا لـه جميع الفحوصات الطبية والـعـضـويـة، والـحـمـد لله كـانـت النتائج سليمة، من بعدها توجهنا إلى أخصائي النطق، وتبين أنـه بحاجة إلـى نظارات، فــبــدأت رحـلـة الـجـلـسـات الـتـي شملت النطق والإدراك، وكـــان تفاعله إيجابيا للغاية، لكنه كان يصاب بالتوتر والخوف أحياناًً». وتضيف: «بعد المتابعة والتشخيص، تبين أنـــه يـعـانـي مــن صـعـوبـات تعلم. بدأنا بإلحاقه بمراكز الدعم، ثم التحق بـــالـــمـــدرســـة فـــي صـــف الــــروضــــة، لكنه لـم يتفاعل كثيرا مـع زملائـــه، فواصلنا الـــبـــحـــث حـــتـــى وجــــدنــــا مــــدرســــة تــوفــر قسما خاصا للدعم، وهناك عملوا على شخصيته وتنمية مهاراته الاجتماعية، واستمر فيها حتى الصف التاسع». وتشير إلـى أنها، من خلال تجربتها، اكـتـسـبـت خــبــرة فـــي مــجــال صـعـوبـات الــتــعــلــم، وبــــــدأت تـبـحـث عـــن خـــيـــارات مـسـتـقـبـلـيـة لـــه بــعــد الـــصـــف الــتــاســع، فاختارت له التعليم المهني في مجال الفندقة بحكم خبرتها العملية كشيف، ودعمته ليكتسب مهارات حياتية. لـــكـــن مـــرحـــلـــة الانـــتـــقـــال لـلـمـجـتـمـع الأوســــع لــم تـكـن سـهـلـة، حـيـث تـقـول: «مجتمعنا كان مغلقاًً، وعندما اندمج عـز فـي بيئة جـديـدة واجـــه صعوبة في الـتـواصـل، وشـعـر أحـيـانـا بـأنـه أقــل من أقـرانـه، مما سبب لـه عصبية مفرطة، إلا أن الأسرة وقفت إلى جانبه حتى بدأ يتأقلم ويتعلم ضبط انفعالاته». وتوضح ولية الأمر أنها أطلقت مبادرة شخصية لدعم أطفال صعوبات التعلم ودمجهم في أنشطة عملية، بالتعاون مع أكاديميات ومـــدارس تضم أقسام دعـــم، إضــافــة إلـــى عـقـد نــــدوات لتوعية أولــــيــــاء الأمــــــور بـكـيـفـيـة الــتــعــامــل مع أبنائهم. وتختم حديثها بالقول: «رحلة ابني لــم تـكـن سـهـلـة، لكنها علمتني الصبر والــمــثــابــرة، وأؤمــــن أن الاســتــمــرار في دعــمــه سيمنحه حــيــاة أفــضــل وفــرصــا أكبر». وأكـــــد اخــتــصــاصــي الـــطـــب الـنـفـسـي الـــدكـــتـــور أحــمــد الــســالــم عــلــى ضــــرورة التمييز بين صعوبات التعلم، وقصور الذكاء، والتوحد، إضافة إلى اضطرابات التواصل واللغة، مشيرًًا إلى أن الخلط بينها يـؤدي إلـى أخطاء في التشخيص والعلاج. وأوضـح السالم أن قصور الذكاء، أو مـا كــان يُُــعـرف قديمًًا بالتأخر العقلي، يتمثل فـي انخفاض الـقـدرات العقلية والاجـــتـــمـــاعـــيـــة لــلــطــفــل، بــحــيــث يظهر عـاجـزًًا عن تكوين صـداقـات أو التفاعل مع أقـرانـه، إلـى جانب ضعف أكاديمي واضح. وفي المقابل، لفت إلى أن صعوبات ا بمستوى ذكــاء التعلم تصيب أطــفــالًا طبيعي، وقد يكونون ناجحين اجتماعي ًًا، لـكـنـهـم يــعــانــون مـــن مـشـكـلـة مــحــددة، ع ُُشر في القراءة، أو ع ُُشر في الحساب، أو صعوبة تعلم اللغات. كـمـا أشــــار الــســالــم إلـــى أن الـتـوحـد يعد اضطرابًًا نمائيًًا يؤثر على التواصل والسلوك، ويتميز بأنماط متكررة في الـلـعـب أو تـنـفـيـذ الأنــشــطــة، مـبـيـنًًــا أن % من 15 الإحــــصــــاءات تـشـيـر إلـــى أن المصابين يمتلكون معدل ذكـاء أعلى % ذكاؤهم طبيعي، 15 من المتوسط، و % أقل من الطبيعي. 70 بينما وأضاف أن هناك ما يُُعرف بـ اضطراب الــتــواصــل، وهـــو خـلـل فــي الــقــدرة على الـتـفـاعـل مــع الآخــريــن وإيــصــال الأفـكـار دون وجود أنماط سلوكية متكررة كما في التوحد، إضافة إلى اضطراب اللغة الذي يحد من قدرة الشخص على تعلم لغة جديدة وفهمها قراءة وكتابة. وحــــذر الــســالــم مـــن أن الـخـلـط بين هذه الاضطرابات وفرط الحركة ونقص الانتباه شائع، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل الطفل دراسـيًًــا، ومـن ثم إصابته بالقلق والاكتئاب. وخــــتــــم قـــــــــــائلاًً: «الـــتـــشـــخـــيـــص ثــم الـــتـــشـــخـــيـــص ثــــم الـــتـــشـــخـــيـــص… هـو الأســــــاس الـــــذي يـــحـــدد طـــريـــق الــــعلاج الصحيح». قال د. فؤاد رضوان، أخصائي أسري وتعديل سلوك الأطـفـال، إن صعوبات التعلّّم تُُعد أحـد الاضـطـرابـات النمائية التي تؤثر على قدرة الطفل في اكتساب المعلومات أو الـمـهـارات أو الاحتفاظ بها وتطويرها، مما ينعكس على أدائه الأكــاديــمــي فــي الــمــدرســة، ويــــؤدي في كثير من الحالات إلى قصور في الذاكرة والانتباه. وأوضـــــح أن هــــذه الــصــعــوبــات تـؤثـر بشكل مباشر على نفسية الطفل، إذ تجعله ينظر إلى نفسه على أنه أقل من أقرانه، خاصة إذا واجه صعوبة في أداء المهام اليومية أو استيعاب التعليمات. وأضـــاف أن البيئة المحيطة تلعب دورًًا كبيرًًا فـي تعميق المشكلة، قد يتعرض الطفل للتنم ّّر أو النقد من أهله أو زملائه في المدرسة، بل وقد يشارك بعض المعلمين فـي ذلــك دون وعـي، الأمر الذي يضعف ثقته بنفسه ويدفعه إلى الانطواء أو السلوك العدواني. وأشار رضوان إلى أن بعض الأطفال قـــد يُُــظــهــرون سـلـوكـيـات مـثـل إهـمـال النظافة الشخصية أو المظهر الخارجي كـوسـيـلـة لـلـفـت الانـــتـــبـــاه، ومــــع مـــرور الــوقــت قــد تـتـطـور هـــذه الأعـــــراض إلـى قـلـق واكــتــئــاب، مـمـا يـؤثـر عـلـى نومهم وشهيتهم وعلاقاتهم بالآخرين. وأكد أن دور الأهل يبدأ بفهم طبيعة صـــعـــوبـــات الـــتـــعـــلّّـــم، ومـــعـــرفـــة قــــدرات طـفـلـهـم الـحـقـيـقـيـة، وتــجــنــب مـقـارنـتـه بغيره، مع تكليفه بالمهام التي تتناسب مع إمكاناته العقلية والمهارية. وحذ ّّر من تجاهل مراجعة الأخصائي الـنـفـسـي إذا ظــهــرت الأعـــــراض بشكل واضح، لأن المشكلة قد تتفاقم ويصبح من الصعب السيطرة عليها. وشدد على أهمية الدعم النفسي في إعادة بناء ثقة الطفل بنفسه، وتعليمه مهارات التعامل مع الآخرين، والتعاون بين الأخصائيين النفسيين ومعلمي التربية الـخـاصـة لتقديم خطة علاجية متكاملة تجمع بين الـدعـم الأكاديمي والنفسي. كما دعا المدارس إلى رصد الطلاب الــذيــن تظهر عليهم مـــؤشــرات العزلة أو الإهمال أو ضعف الأداء، وتحويلهم لــلــمــرشــديــن الـــتـــربـــويـــيـــن، إلـــــى جــانــب تنظيم فعاليات توعوية مثل الإذاعــات المدرسية والمحاضرات لأولياء الأمور، وتوفير غرف مصادر التعلم التي تتيح للطفل فرصة اللحاق بأقرانه أكاديميًًا. وختم رضــوان رسالته بالتأكيد على أن صعوبات التعلّّم ليست عائقًًا يمنع الطفل من النجاح، لكنها تحتاج إلى وعي مـن الأهـــل والمعلمين، وفـهـم لكيفية التعامل السليم، حتى لا تتحول إلى أزمة نفسية تهدد مستقبل الطفل. أكدت الأخصائية في مجال صعوبات الـتـعـلـم، دانــيــا سـعـيـد، أن الـعـديـد من الــطلاب يقفون في عالم التعليم أمام حواجز غير مرئية تمنعهم من الوصول إلــى كـامـل طاقتهم، موضحا أن هـؤلاء الأطــــفــــال لا يــفــتــقــرون إلــــى الــــذكــــاء أو الــدافــعــيــة، وإنـــمـــا يــعــانــون مـمـا يُُــعـرف بـ»صعوبات التعلم». وبيّّنت سعيد أن صعوبات التعلم عــبــارة عــن اضــطــرابــات نمائية عصبية تــؤثــر عـلـى قــــدرة الـطـفـل فــي اكـتـسـاب واسـتـخـدام الـمـهـارات الأسـاسـيـة مثل القراءة والكتابة والحساب، وذلك على الـــرغـــم مـــن تـمـتـعـهـم بــمــســتــوى ذكـــاء طبيعي أو أعلى من المتوسط، وتوافر بيئة تعليمية مناسبة. وأضافت أن هذه الصعوبات لا تعود إلى إعاقات سمعية أو بصرية أو ظروف اجتماعية، بل تنتج عن خلل في معالجة المعلومات داخل الدماغ. وأشــــــــارت إلـــــى وجــــــود مـصـطـلـحـات مـــتـــقـــاربـــة مـــثـــل «الـــتـــأخـــر الــــدراســــي» و»الإعاقة الذهنية»، لكنها تختلف عن صـعـوبـات التعلم فـي عــدة جــوانــب؛ إذ يتمتع الأطــفــال ذوو صـعـوبـات التعلم بــــذكــــاء طــبــيــعــي أو مــــرتــــفــــع، وتـــكـــون المشكلة مــحــدودة فـي مـهـارة معينة قابلة للتحسن بالتدخل المتخصص. أما من جانب التأخر الدراسي، قالت: «انـــه بينتج غـالـبًًــا عـن ظـــروف بيئية أو صحية ويكون مؤقت ًًا، فيما ترتبط الإعاقة الذهنية بانخفاض واضـح في مستوى الذكاء وضعف إدراكي شامل». وحول التحديات، لفتت سعيد إلى أن اكتشاف الحالة مبكر ًًا يعد التحدي الأول، و يخلط الكثير من الأهالي والمدارس بين صعوبات التعلم والكسل أو ضعف التركيز، وأما التحدي الثاني فيكمن في تصميم برامج تعليمية فردية تناسب قدرات كل طالب، بينما يتمثل التحدي الأكـبـر فـي كسر الـحـاجـز النفسي بين الطفل والمعلم والتغلب على الإحباط الناتج عن المقارنات مع زملائه. وأضافت سعيد أن محدودية الموارد فـي بعض الــمــدارس الحكومية، مثل نـقـص المتخصصين وغـــرف الـمـصـادر التعليمية، تشكل عـبـئًًــا إضـافـيًًــا على المعلمين، على عكس القطاع الخاص الذي يتميز بوجود كوادر مؤهلة وأعداد طلاب أقل ومرونة في تعديل المناهج والمتابعة الفردية ومـع ذلــك، أشـادت سـعـيـد بـــالـــمـــبـــادرات الــحــكــومــيــة الـتـي تسعى لتحسين بيئة التعليم الدامج وتـدريـب المعلمين على التعامل مع هذه الحالات. وشـــــــــــددت الأخـــــصـــــائـــــيـــــة عــــلــــى أن صـــعـــوبـــات الــتــعــلــم لا تـــؤثـــر فــقــط على التحصيل الدراسي، بل تمتد لتنعكس على الجانب النفسي للطفل، و يعاني الـكـثـيـرون مــن انـخـفـاض تـقـديـر الـــذات والانـــســـحـــاب الاجــتــمــاعــي والــخــجــل أو العدوانية كــردود فعل دفاعية، إضافة إلى القلق المستمر والشعور بالفشل. وتــابــعــت: «يـــبـــدأ الــطــالــب فـــي هـذه الــمــرحــلــة بـتـكـويـن صـــــورة سـلـبـيـة عن ا لـــمـــاذا يـنـجـح أقــرانــه نـفـسـه، مــتــســائلًا بسرعة بينما يتأخر هو عنهم». وأكد الخبير التربوي عايش النوايسة أن العديد من المدارس تواجه صعوبة في التمييز بدقة بين الفروقات الفردية لـــدى الـطـلـبـة، مــرجــع ًًــا ذلـــك إلـــى غياب الـــتـــدريـــب الــمــتــخــصــص لـلـمـعـلـمـيـن، ونقص أعــداد المشرفين والمرشدين الــتــربــويــيــن والأخــصــائــيــيــن النفسيين المؤهلين. وأوضــــح أن هـــذا الـنـقـص يــــؤدي في كثير مـن الـحـالات إلـى تصنيف الطلبة مــن ذوي صـعـوبـات التعلم عـلـى أنهم مــشــاغــبــون أو مــهــمــلــون، مــمــا يـدفـع للتعامل معهم بأسلوب عقابي بدلا من تبني أسلوب تربوي قائم على الاحتواء والدعم وأضاف النوايسة أن التشخيص في معظم الــمــدارس لا يـــزال يعتمد على اجتهادات فردية في ظل غياب منهجية واضـحـة، لافتًًا إلـى أن هـذه الاجتهادات غالبًًا ما تفتقر لأدوات قياس علمية أو نماذج معيارية معتمدة محليًًا أو عربيًًا أو دوليًًا. وأكد أن هذا القصور يؤدي إلى سوء فــهــم حــالــة الــطــالــب وتــقــديــم تــــدخلات غـيـر مـنـاسـبـة، مــا ينعكس عـلـى أدائـــه الأكاديمي ويضعف ثقته بنفسه، وقد يدفعه في نهاية المطاف إلى التسرب من المدرسة وفقدان فرص النجاح. وشــدد على أن الآثـــار المترتبة على ذلــك باهظة للغاية، إذ يُُــوصـم الطالب بــالــفــشــل ويـــفـــقـــد دافـــعـــيـــتـــه لـلـتـعـلـم، ويتعرض في كثير من الأحيان للتنمر والتهميش من قبل المعلمين، الأمر الــذي يؤثر سلبًًا على صحته النفسية ونموه الاجتماعي والعاطفي، ويضعف ثقته بنفسه، ويشعره بالعجز والدونية، تاركًًا أثرًًا نفسيًًا داخليًًا قد يلازمه لفترة زمنية طويلة وأوضح النوايسة أن النظام التعليمي يتحمل مسؤولية تهيئة بيئة تعليمية مــرنــة وداعـــمـــة، مـشــيـرًًا إلـــى أن هناك غيابًًا واضح ًًا لمبدأ “التعليم للجميع”، يفترض أن تتحمل المنظومة التعليمية مسؤولية التكيف مع احتياجات الطلبة المختلفة، لا أن تطلب منهم التكيف مع قوالب جامدة تتجاهل الفروق الفردية. وأكـــــد عــلــى ضــــــرورة تــقــديــم تعليم شــــامــــل يـــســـتـــوعـــب جـــمـــيـــع الـــفـــئـــات، ويشمل طلبة ذو الاحتياجات الخاصة وذو صــعــوبــات الــتــعــلــم، لافـــتًًـــا إلــــى أن وزارة التربية والتعليم تمتلك اليوم استراتيجيات مهمة في هـذا المجال، أبـرزهـا “استراتيجية التعليم الدامج” الــتــي تـسـتـنـد إلـــى تـــدريـــب المعلمين وتبني أساليب تدريس تراعي التنوع وتكفل حق التعلم للجميع. وفـــــي حـــــال إتــــاحــــة الـــفـــرصـــة لإعـــــادة تصميم سياسة وطنية للتعامل مع صعوبات التعلم، وضع النوايسة ثلاثة قــرارات أساسية، أولها ضــرورة تعميم نهج للكشف المبكر عـن الـحـالات، من خلال اعتماد إجـــراءات تشخيصية في بــدايــة كــل عـــام دراســــي تُُــنـفـذ مــن قبل الــمــعــلــمــيــن، بـــهـــدف تــحــديــد مـسـتـوى الطلبة واكتشاف أي خلل مبكرًًا. أما القرار الثاني، فيتمثل في توفير تــدريــب تــربــوي متخصص للمعلمين والمرشدين التربويين، يركز على تطوير مهارات التعامل مع صعوبات التعلم، عبر برامج معتمدة يقدمها مختصون لضمان المهنية في الأداء. وثـــالـــثًًـــا، دعــــا الــنــوايــســة إلــــى إنــشــاء وحــــــدات دعــــم تـــربـــوي ونــفــســي داخـــل المدارس، تُُزو ََّد بأخصائيين ومعالجين لوضع خطط تعليم فردية للطلبة الذين يــحــتــاجــون إلـــيـــهـــا، بــمــا يـضـمـن الــدمــج الـفـعّّــال وتمكين المعلمين مـن خلال دعـــــم مـــبـــاشـــر مــــن الــمــخــتــصــيــن عـلـى مستوى الـوزارة أو مديريات التربية أو المدارس. وشدد على أن هذه الإجراءات تمثل أساس نجاح أي سياسة تعليمية، خاصة إذا اسـتـنـدت إلـــى الـتـشـخـيـص المبكر كــمــمــارســة تــربــويــة مـــعـــززة بـالـتـأهـيـل والتدريب المستمر للمعلمين. الاهتمام بأطفال صعوبات التعلم... اختصاصيون يوضحون أهمية التشخيص المبكر ࣯ ج ق � ي رموك- شهد ذيابات وآرام عبابنة وشهد سُن � صحافة ال
RkJQdWJsaXNoZXIy MzI3NjE0Mw==