صحافة اليرموك

2025 كانون الأول 7 _ 1447 جماد ثاني 16 الأحد 4 شرفات ࣯ ن � ي � ي رموك – ميس الزوات � صحافة ال قال عضو مجلس نقابة الفنانين الأردنيين الـفـنـان عـاكـف نـجـم إن الـــدرامـــا الأردنـــيـــة تمر بمرحلة صعبة تكاد تصل إلى التوقف، مؤكدا أن هذا الواقع «ليس خافيا على أحد». واعتبر نجم أن غياب استراتيجية وطنية واضـــحـــة تــعــكــس إيـــمـــان الــــدولــــة والــجــهــات المعنية بــأن الــدرامــا «واجـهـة البلد الفكرية والــســيــاســيــة والــســيــاحــيــة والــثــقــافــيــة» هو السبب الرئيس في تراجع الصناعة، مشددا على أن هذا الإيمان يجب أن ينطلق من أعلى المستويات وعلى رأسها الحكومة، وبدون هذا الإيمان لن تنبعث الدراما الأردنية من جديد، على حد تعبيره. وأضــاف نجم أن معظم الإنتاجات الحالية مـــن جــهــود مـــحـــدودة ســــواء مـــن الـتـلـفـزيـون الأردنـــــي الــــذي وصــفــه بــأنــه يـعـمـل «بعملية قيصرية» نتيجة ضعف الميزانيات أو بشكل فردي من بعض المنتجين، موضحا ان هذه الصورة لا تشبه الدراما الأردنية التي كانت في الماضي منافسا قويا كما ونوعا ولها حضور عريض على الشاشات العربية بينما أصبح من الـنـادر اليوم أن تجد عــملا أردنـيـا يُُعرض على أي محطة عربية. وأشار إلى أن السوق المحلي محدود لقلّّة المحطات الأردنــيــة مـا يستوجب فتح حـوار واسع مع الفضائيات العربية ومنصات البث المختلفة لتسويق الدراما الأردنية، مؤكدا ان ذلــك يتطلب أولا جـهـدا جـــادا مـن التلفزيون الأردنـــي ومـن المنتجين فـي القطاع الخاص للارتقاء بمستوى الإنتاج شكلا ومضمونا حتى يكون قادرا على المنافسة عربياًً. عـلـى صعيد آخـــر، أكـــد نـجـم غـيـاب الهوية الأردنية الواضحة في الأعمال الدرامية خلال الــســنــوات الـعـشـر الأخـــيـــرة، مــشــيــرا إلـــى أن الدراما البدوية رغم أهميتها لا تكفي وحدها. وطالب صناع الدراما الأردنية بضرورة تناول قضايا المجتمع المعاصرة وإبـراز الإيجابيات وتعالج السلبيات وتستثمر الحكايات الغنية في الريف والبادية والمدينة، مؤكدا أن هذه الـقـصـص قـــــادرة عـلـى صـنـع أعـــمـــال ممتعة ومؤثرة تحمل فكرا وترفيها وتخدم السياحة وتوصل الرسائل الثقافية والسياسية الأردنية إلى وجدان المشاهدين. وأكـد نجم دور الفنان التنويري، مبينا أنه قائد فكري وأخلاقي في المجتمع، وأن حصره في السعي لكسب لقمة العيش فقط «يُُفرغ دوره العميق من قيمته.» ودعـــا إلــى النظر للفنان بـاعـتـبـاره صاحب رسالة يساهم في تهذيب الذوق العام وتعزيز الأخلاق ومعالجة العادات السلبية. وعـــن دور نـقـابـة الـفـنـانـيـن، قـــال نـجـم إن النقابة عملت بجهد كبير مـن خلال نقيبها ومجلسها وطرقت أبــواب الجهات الرسمية والتقت بأصحاب الـقـرار لوضع استراتيجية للنهوض بالدراما، موضحا أن هناك نجاحات أُُنجزت وإخفاقات حدثت لكن السعي مستمر. وشــــدد عــلــى أن الــنــقــابــة تـسـعـى لتجعل الدراما الأردنية موسما سنويا ثابتا لا موسما قائما على الاستجداء. وأكــد ضــرورة إنتاج أعمال درامـيـة قروية، اجتماعية ومدنية إلى جانب الدراما البدوية كما كان سابقا لتقديم المجتمع الأردني بكل تنوعه وحكاياته الجميلة. وأشار إلى أن التلفزيون الأردني كان متعاونا مع النقابة خصوصا بوجود النقيب في مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، مشيرا إلى خطوات حكومية عملية جـرى الاتـفـاق عليها سابقا وتتضمن ميزانيات مخصصة للدراما ستأخذ طريقها للتنفيذ مستقبلاًً. ولـــفـــت نــجــم إلــــى غـــيـــاب شـــركـــات الإنـــتـــاج الـكـبـرى ورأس الـمـال عـن الـسـاحـة، موضحا أن عقلية الإنـتـاج الخاصة قائمة على الربح ولا يمكن جذبها دون تقديم ضمانات واضحة من القطاع العام سواء تشريعيا أو تسويقيا لضمان انتشار الأعمال، معتبرا أنه من غير الـمـمـكـن للمنتج الأردنـــــي مـنـافـسـة الإنــتــاج العربي الضخم دون دعم مالي حقيقي. ودعا إلى صناعة نجوم شباب من الجنسين ومنحهم الفرصة الكاملة في جميع المواقع، معتبرا أن الوقت حان ليقود الشباب المشهد ويرفعوا الدراما الأردنية بدلا من حصر الأدوار في الوجوه نفسها. وأكــــد امـــــتلاك الأردن لـلـمـواهـب الـكـافـيـة في التمثيل والإخــراج والتقنيات، معتبرا أن التعاون مع رابطة الكتاب لتحويل الروايات الأردنــيــة إلــى أعـمـال تلفزيونية يمثل فرصة كبيرة لتطوير المحتوى. وأوضح نجم أن المشكلة الحقيقية ليست في المواهب أو الأفكار بل في “رأس المال الجبان” الذي ينتظر الضمانات الكافية قبل الدخول في الإنتاج، معربا عن تفاؤله بأن هذا سيتغير في المستقبل. وشـدد على أهمية التفاف الفنانين حول نقابتهم بعيدا عن أجــواء الانتخابات لتعزيز الحوار مع المؤسسات الداعمة للفن والدراما، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو تمكين الشباب وخلق حراك حقيقي بينهم لإنتاج دراما وطنية بهوية أردنية. وعب ّّر عن تفاؤله الكبير بالمشاريع القادمة، قــائلا إن هناك وعــودا إنتاجية إيجابية تبعث على الأمل بمستقبل أفضل للدراما الأردنية. على صعيد منفصل، أعلن الفنان عاكف نجم لصحافة اليرموك عن مشاركته في فيلم أردنـــي ملحمي جديد سيتم تصويره قريباًً، مـــؤكـــدا أنـــه عـمـل «رائـــــع ومـخـتـلـف» يشكل إضافة مهمة للمشهد الفني الأردني. الفنان عاكف نجم: الدراما الأردنية لن تنهض دون استراتيجية وطنية وإيمان حقيقي بدورها الفنان عاكف نجم ࣯ ي رموك- أيمن ذنيبات � صحافة ال يـسـتـذكـر الـفـنـان الـصـاعـد مـحـمـد الـرواحـنـة رحـلـتـه مــع الـفـن والـغـنـاء الـتـي بـــدأت فــي سن الثالثة عشر عندما غنى وشجعوه أهـلـه، مع مــرور الوقت وجـد شغفه وحبه للغناء ولاحظ حب الأصدقاء والناس حوله لصوته وموهبته وهنا بدأت حكايته. «أهــلــي شجعوني بـأنـي أكـمـل ومـــع الـزمـن اكتشفت شغفي، ومـن هنا بــدأت أفكر يمكن فـــعلا عـنـدي شــيء يجب أن أكـم ّّــل فـيـه.» لكن المشوار لم يبدأ فعليًًا إلا بعد سنوات. العود، تلك الآلة التي أحبها منذ صغره ظلّّت حلم ًًا مؤجلا حتى أنهى مرحلة دراسية حساسة في حياته. “مـــن سـنـتـيـن تــقــريــبًًــا، بــــدأت فـعـلـيًًــا أعـــزف وأتعلم على الـعـود، الان صـرت أمــارس العزف بشكل مستمر وجدي وبدأت أوصل لمستويات جيدة وأحاول أطور نفسي خطوة بخطوة.» تـــــدر ّّج مـحـمـد فـــي الــظــهــور أمـــــام الـجـمـهـور والـــبـــدايـــة كــانــت مـــن خلال مـــقـــابلات إعلامــيــة ،A One TV متفرقة، مثل ظهوره على قناة وإذاعة “هلا”، والتلفزيون الأردني. بـالـرغـم مــن أن هـــذه الــمــشــاركــات مــا زالــت محدودة، إلا أنها ساعدته في التعريف بنفسه. محمد يدرك تمام ًًا أن ما زال في بداياته، وأن الطريق طويل ومليء بالتحديات. ويشير إلى أن العمل الفني يحتاج إلى دعم، ســـواء مـن الأهـــل أو مـن محيطه، خـصـوص ًًــا أن الإنتاج والتسجيل والمشاركة تتطلب مصاريف لـيـسـت بسيطة ومـــع ذلـــك يــؤمــن أن الإصــــرار والاستمرارية أهم من أي شيء آخر. لا ينسى محمد الـتـجـارب الـتـي خـاضـهـا في الــــحــــفلات، ســـــواء فـــي جــامــعــتــه أو فـــي بعض الفعاليات والاحتفالات الخاصة. ويرى أن هذه اللحظات الصادقة والبسيطة، هي التي تبني الفنان الحقيقي، وتُُعزز علاقته مع جمهوره. محمد لا ينظر للفن كــــأداء فـقـط، بــل يــراه مساحة للتعبير، ولتمرير رسالة سلام، ومحبة، حب الوطن حب الأرض حب الملك وحب تراثنا وتـاريـخ جـدودنـا؛ لان الفن الأصيل لا يكتمل إلا برسالة السلام. ويؤكد أن أغانيه – حتى الآن – تحمل روح ًًــا وطنية، وشغف ًًا بالتاريخ والتراث وتمتلك طابعا خاصا، وأنه يسعى دوم ًًا لتقديم شيء صادق. ث ـــــروا في � حـيـن يـسـأل عــن الـفـنـانـيـن الــذيــن أ طريقه، لا يتردد في ذكـر ثلاثــة أسماء رئيسية أولــهــم ام كـلـثـوم الــــذي يعتبر صـوتـهـا الـمـثـال الحقيقي للغناء من القلب وبإحساس عالي، وثانيهم القيصر كاظم الساهر الذي يراه الفنان الـمـتـكـامـل بشخصيّّته الــراقــيــة وفــنــه الــهــادئ وطريقته المحترمة الخالية من التصنع، أما عن ثالثهم فهو الفنان الأردنـي متعب السقار الذي غنى للوطن وكـان صادقا بمحبته للوطن على حد وصفه. ويـرى الرواحنة أن لـدى الأردن طاقات فنية كبيرة، لكنها بحاجة إلى دعم ومساندة حقيقية، ويؤمن بأن بإمكان الفن الأردني أن يتطور، وأن يكون له طابع واضح على مستوى عربي واسع، بشرط أن يُُمنح الفرصة. طموح محمد في الفترة القادمة هو بسيط وواضـــح إنـهـاء مرحلته الجامعية حتى ينتقل إلى سوق العمل والحياة العملية بشكل أوسع وأفـضـل وأشـمـل، كاشفا أنـه سيكون لـه إنتاج عمل فني خاص باسمه، من كلماته وألحانه. بالنسبة لـــه، الـــتـــوازن بـيـن الـــدراســـة والـفـن والـــتـــدريـــب مــمــكــن حــيــث شــــدد عــلــى أهـمـيـة التنظيم، والمواظبة والجدية، ومعرفة الأولويات. من بين الأوتار.. موهبة الشاب محمد الرواحنة ࣯ ج ميلة منصور � – ي رموك � صحافة ال لم يكن الــدوبلاج في حقبتنا الذهبية السابقة مجرد عملية تقنية لاسـتـبـدال لـغـة بــأخــرى، بــل كـــان أشـبـه بـــ «مـصـفـاة ثـقـافـيـة» دقيقة، تُُعيد حياكة العمل الأجنبي ليرتدي عباءة عاداتنا ويحترم خصوصية مجتمعاتنا، م ّّا جعله ضيفا آمنا ومحبوبا في كل بيت، لكن اليوم ومع هيمنة عمالقة الإنتاج العالمي وتطبيقات البث المباشر تغيرت قواعد اللعبة جذرياًً، وبات المشهد الإعلامي أكثر تعقيدا وخطورة. فلم نعد أمــام مجرد عملية «نـقـل» للكلمات، بـل أمــام مـا يشبه «حصان طروادة» ناعم، يتسلل إلى شاشاتنا وغرف معيشتنا بلسان عربي فصيح، لكنه يحمل في جوفه قيما وسلوكيات قد تكون غريبة تماما عن هويتنا، تُُمرر إلينا دون «فلترة» أو رقابة ذاتية كما عهدنا في السابق، هـذا التحول الدراماتيكي يطرح تساؤلات وجودية حول مستقبل لغتنا وهويتنا فهل تـحـول الــــدوبلاج مـن أداة لــ «تقريب الثقافات» إلى وسيلة لـ «فرض الأجندات»؟ وهل لا تزال لغتنا العربية الفصحى قادرة على الصمود وحماية الذوق العام أمام طوفان اللهجات العامية الذي يجتاح الدراما الحديثة؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات، كان لا بد من وقفة مع «شاهد على العصرين»، الفنان القدير مــروان فـرحـات، الـذي يعد واحـــدا من أبرز أصـوات العصر الذهبي للدوبلاج العربي، حيث حفر صوته في ذاكرة جيل كامل من خلال أعمال «مركز الزهرة» (سبيستون) والعديد من الروائع العالمية، وبحكم خبرته الطويلة التي عاصرت مرحلتي «التعريب التقليدي» و»الانفتاح الرقمي»، يشخ ّّص فرحات واقع المهنة اليوم بعين الخبير، كاشفا عن كواليس الصراع بين الفن والتجارة. من التعريب إلى «قوانين» المنصات يرى فرحات أن الأمور تغيرت بشكل ملموس؛ فبينما كان «مركز الزهرة» سابقا يتبنى سياسة «التقريب» وتعديل كل ما هو غريب عن العادات والتقاليد العربية – وصولا إلى تغيير أسماء الشخصيات لتألفها الأذن العربية – نجد اليوم أن الشركات العالمية المنتجة بدأت تفرض سياساتها الـخـاصـة، مشيرا إلــى أن هــذه السياسات قلصت هامش التغيير، وحصرته في أضيق الحدود، الأمر الذي وضع المشاهد العربي أمام محتوى عالمي بصيغته الأصلية، فارضا بذلك تحديا جديدا ومسؤولية أكبر تقع على عاتق المشاهد في انتقاء ما يناسبه. وفي سياق الحديث عن الجودة الفنية، اعترض فرحات بشدة على مصطلح «الأداء الصوتي» الشائع، معتبرا إيـاه اختزالا مـخلا لعملية فنية معقدة، مشيرا إلى أن «الصوت هو مجرد أداة، لكنه يحتاج إلى إتقان اللغة، ومخارج الحروف، والقدرة على تقمص الحالة النفسية والاجتماعية للشخصية». وأكد أن المعيار الحقيقي ليس لمن يتم توجيه العمل – سواء كان للصغار أو للكبار كما في المسلسلات الدرامية – بل يكمن في صدق الأداء واحترافية الممثل وقدرته على الإقناع، بغض النظر عن التطور التقني الذي، ورغم أهميته، لا يمكنه أن يعو ّّض غياب الممثل المبدع. بين الفصحى واللهجات: لمن الغلبة؟ وعن الجدل الأزلـي بين الفصحى واللهجات العامية التي اجتاحت المسلسلات المدبلجة مؤخراًً، يراهن فرحات بوضوح على بقاء «اللغة العربية الفصحى»؛ فهي، بحسب وصفه، «الأقدر على الوصول إلى كل أنحاء الوطن العربي وتوحيد المشاهدين»، في حين قد تقف اللهجات المحلية عائقا أمام الفهم المشترك. ورغم دخول شركات جديدة في الأردن والخليج ولبنان إلى ساحة المنافسة، يــرى فـرحـات أن البقاء فـي النهاية سيكون للمصداقية والجودة التي تحترم عقلية الجمهور العربي والمنافسة هنا تصب في صالح المشاهد . وفي ختام رؤيته لمستقبل هذه الصناعة، يضع فرحات يده على الـجـرح الحقيقي، مـؤكـدا أن الـحـل الـجـذري لمواجهة تحديات الغزو الثقافي لا يكمن فقط في تحسين شروط الدوبلاج أو التمسك بالرقابة، بل في الخروج نهائيا من عباءة «المستورد». ويقول فرحات بلهجة ملؤها الأمل: «حلمنا وطموحنا أن ينتج العرب أعمالا خاصة بهم، نابعة من بيئتهم ومن تراثهم الغني جداًً، لينافسوا بها الأعمال الأجنبية»، مؤكدا أنها دعوة صريحة لامتلاك زمام المبادرة بدلا من أن ننشغل فقط بـ «تعريب» قصص الآخرين خوفا من «حصان طروادة» القادم إلينا، علينا أن نبني حصوننا الإبداعية الخاصة، ونصدر حكاياتنا للعالم بصوت وصورة وهوية عربية خالصة. الدوبلاج الحديث.. «حصان طروادة» ناعم يقتحم بيوتنا بطل مسلسل «الحفرة» المدبلج - أراس إينيملي الموهبة الشابة محمد الرواحنة

RkJQdWJsaXNoZXIy MzI3NjE0Mw==