2025 كانون الأول 7 _ 1447 جماد ثاني 16 الأحد في ظل الجدل المتصاعد حول التشريعات الإعلامـيـة التي تنظّّم العمل الصحفي في الأردن، تبرز أسـئـلـة مـلـح ّّــة حـــول مــوقــع طلبة كليات الإعلام فـي هــذا المشهد، ومــــــدى قـــدرتـــهـــم عـــلـــى مــمــارســة التدريب الميداني دون صعوبات أو التباس في الصفة المهنية. وبــيــن رؤيــــة نـقـابـة الصحفيين وسعيها الى ضبط مهنة الصحافة والإعلام وحمايتها مــن الــــدخلاء، يـكـشـف أســــاتــــذة وطــلــبــة الإعلام عــن واقــــع مـخـتـلـف، تـتـداخـل فيه التحديات الميدانية والتشريعية الــــتــــي تـــواجـــهـــهـــم أثـــــنـــــاء عـمـلـيـة الـــتـــدريـــب الـــتـــي تـتـطـلـبـهـا بـعـض مقرراتهم التدريسية، وبخاصة مع عدم وجود تعليمات تحدد طبيعة عـمـلـهـم ومـــوقـــف الـنـقـابـة منهم، إذ يـوجـد تـعـريـفـات للصحفي في سـجـل الصحفيين الـمـمـارسـيـن، وكذلك للعاملين في المؤسسات الإعلامــــيــــة كــمــتــدربــيــن مــمــن لم تكتمل بعد عضويتهم فـي نقابة الصحفيين، ومـــن هــم أيــضــا في سجل الصحفيين المؤازرين الذي تخرجوا من كليات الإعلام. ) من تعليمات 4( وتنص المادة قــبــول الـعـضـويـة فــي النقابةبعد الـتـعـديـل عـلـى «قــبــول الصحفي في النقابة تحت التدريب إذا كان معينًًا بعقد سنوي في المؤسسة الصحفية أو المؤسسة الإعلامية شريطة مرور عامين من الخدمة فـــي دوائـــــر الأخـــبـــار والــتــحــريــر مع إثبات ذلك» وتقول الطالبة شروق جوابره، جــــريــــدة صـــحـــافـــة الــــيــــرمــــوك فـي قسم الصحافة والاعلام الرقمي « عند تغطينا لأي حدث او لقاء أي مصدر نعرف على أنفسنابصفتنا طلبة صحافة يعملون في جريدة “صحافة اليرموك”، لنتمكن من الحصول على المعلومات أو إجراء المقابلات والتقارير». وتضيف تتطلب بعض المهام الـــتـــوجـــه إلـــــى رئــــاســــة الـــقـــســـم أو عمادة الكلية للحصول على كتب رسمية تثبت صفتنا كطلبة إعلام مـتـدربـيـن، بـهـدف تسهيل عملية الوصول إلى المصادر، خصوص ًًا في التقارير والتحقيقات والمشاريع الـصـحـفـيـة الــمــرتــبــطــة بـالـبـيـانـات والمعلومات الميدانية. وتــــبــــيــــن أنـــــنـــــا نـــعـــمـــل ضــمــن تـوجـيـهـات وارشـــــــادات مستمدة مــــن خــــبــــرات وتــــجــــارب شـخـصـيـة لأعضاء هيئة التدريس للتواصل مـع الـمـصـادر واقـنـاعـهـم بتزويدنا بالمعلومات. وكـشـفـت جـــوابـــره عـــن تـعـرض بــعــض الــطــلــبــة لـــمـــواقـــف رافــضــة لــلــتــعــاون، مـشـيـرة إلـــى أن “أحـــد الـــمـــصـــادر اعـــتـــذر عـــن اسـتـكـمـال مقابلة رياضية وطلب حذف أقواله ا ذلك بعد أن علم أننا طلبة، م ُُعللًا برغبته في التعامل مع صحفيين مهنيين”، كما أن بعض المصادر رفضت الإدلاء بالمعلومات خلال أحد التحقيقات بسبب حساسية الموضوع. ورغــــم تـعـلـيـمـات الـنـقـابـة التي تسعى للحد مــن انـتـحـال الصفة والتطفل على المهنة، إلا أنها — بحسب قولها — تحد مـن حرية الطلبة والإعلاميين الجدد، وتربط الـــمـــمـــارســـة الـصـحـفـيـة بـالـسـجـل الـرسـمـي للنقابة بشكل يعرقل حـــريـــة الـــعـــمـــل ويـــســـبـــب ضـغـط ًًــا نفسيًًا على الطلبة. وتؤكد الجوابرة أن هذه القيود “تــــزيــــد مــــن تــــــردد الـــمـــصـــادر فـي التعاون مع الطلبة، وتُُعيق سير عملية تدريبهم الأمر الذي ينعكس سـلـبًًــا عـلـى الـعـمـلـيـة التعليمية وعلى إعداد الكوادر الصحفية. مــــــن جــــهــــتــــه، قــــــــال الــــطــــالــــب صهيب العيسة، من كلية الإعلام فـــي جــامــعــة الـــعـــلـــوم التطبيقية التقنية، إن الكلية تـوفّّــر للطلبة بطاقات تعريف خاصة تثبت أنهم يخضعون لبرنامج تدريب ميداني، بـــهـــدف تـمـكـيـنـهـم مــــن اكــتــســاب الـــخـــبـــرة الــعــمــلــيــة اللازمــــــــة قـبـل دخـــول ســـوق الـعـمـل والانـتـسـاب لاحقًًا لنقابة الصحفيين، وان هذه الـبـطـاقـات تـصـدر بـعـد الـتـأكـد من طبيعة المواد التي ينشرها الطلبة وملاءمتها للمعايير المهنية. وأضاف يتم الحصول على هذه البطاقات مـن خلال رئيس قسم الإعلام، الـــــذي يـــراجـــع الـمـحـتـوى ويضمن خلوّّه من الأخـطـاء أو أي مـخـالـفـات أو تـــجـــاوزات قــد تمس نـقـاط ًًــا مــحــظــورة، مـــؤكـــد ًًا أن هـذه العملية تعكس مستوى الرقابة المهنية التي تحرص عليها الكلية. وأشار إلى أن الكلية تنظ ّّم أيض ًًا ورشـــات تدريبية لتعزيز مهارات الـطـلـبـة وتـهـيـئـتـهـم لـلـتـعـامـل مع المؤسسات الإعلامية المختلفة، مضيفًًا أنـه شخصيًًا لم يواجه أي صـعـوبـات أو مشاكل خلال فترة تنفيذ مشاريعه. وبحسب العيسة، فإن الطلبة يــتــعــامــلــون مــــع واقــــــع الـــتـــدريـــب بمرونة، إذ إنهم لم يندمجوا بعد بشكل كــامــل فــي ســـوق العمل، الأمـر الـذي يجعل تأثير التحديات أقــــل حــــــد ّّة، ومــــع ذلــــك يـلـتـزمـون بالتعليمات والتحديثات المتعلقة بـــالـــقـــوانـــيـــن الــــجــــديــــدة لــضــمــان توافق عملهم مع الإطـار القانوني والتنظيمي للمهنة. وخـــتـــم بـــالـــقـــول إن الــمــرحــلــة ت ــــعــــد مـــســـاحـــة لـلـتـعـل ّّــم � الـــحـــالـــيـــة والتجربة، وإن الالـتـزام بالضوابط المهنية هو جزء أساسي من إعداد ا في الطالب ليصبح صحفيًًا مؤه ّّلًا المستقبل. أمــــا الــطــالــبــة أروى الـــصـــاري- سنة رابعة بكلية الإعلام بجامعة الــــزرقــــاء-، فــقـالــت يــحــرص طلبة الإعلام عادة على توضيح هويتهم كطلاب، معتبرة أن ذلك جزءا من الـصـراحـة المهنية ويـعـزز العلاقة مع الجهات التي يتعاملون معها. وأوضـــحـــت أن طـبـيـعـة العمل الميداني الذي يؤدونه فهو قريب جد ًًا من العمل الصحفي الحقيقي، مما يمنحهم خبرة عملية رغم عدم امتلاكهم صفة «صحفي رسمي». وأشارت الصاري إلى أن الطلبة لا يحصلون جميعهم على بطاقة تـــعـــريـــف رســــمــــيــــة، فـــفـــي بـعـض الـمـشـاريـع يتم العمل الميداني بـالاعـتـمـاد على الـهـويـة الجامعية فـقـط، مــا يخلق فـجـوة لأن وجــود تعريف رسمي يسهل التعامل مع المؤسسات ويوضح صفة الطالب مباشرة. وأكدت أن الإرشادات المتعلقة بـالـتـعـامـل مــع الــمــصــادر غـالـبًًــا ما تــكــون عــامــة، مـثـل كيفية تقديم الـنـفـس وإدارة الـــحـــوار بـأسـلـوب مهني، والالتزام بالخطاب المهذب واحــــتــــرام الــخــصــوصــيــة، مـشـيـرة إلــى أن التفاصيل العملية غالبًًا مـــا تُُــكــتــســب مـــن خلال الـتـجـربـة الميدانية. وأضافت الصاري يواجه الطلبة أحيانًًا صعوبات بسبب سوء فهم صفتهم،لذا يُُمنعون من التصوير أو إجـــــــــراء الـــــمـــــقـــــابلات لاعـــتـــقـــاد الجهات أنهم صحفيون رسميون، أو بـالـعـكـس، مــا يقلل مــن قيمة عملهم ويخلق توترًًا أثناء التنفيذ. أما طالب كلية الإعلام بجامعة الزرقاء الخاصة سلطان المغربي، فقال يتطلب العمل الميدانيحمل كتاب رسمي صــادر ومختوم من الـكـلـيـةلـتـسـهـيـل الـمـهـمـةمـشـيـرًًا إلــى أن هــذا الـكـتـاب يسهّّل عمل الطالب داخـل الجامعة وخارجها، إذ إن الـطـلـبـة غـيـر مـؤهـلـيـن بعد لـمـمـارسـة الـعـمـل الإعلامــــي دون الـتـصـاريـح اللازمــــة مشير إلــى أن البطاقة الجامعية قد تكون كافية لإثـبـات هـويـة الـطـالـب، إلــى جانب ذكـــر اسـمـه ورقــمــه الـجـامـعـي في كتاب تسهيل المهمة، مما يضمن توثيق ًًا رسميًًا للنشاط الميداني. وأوضح أن الطلاب واجهوا سابق ًًا صعوبات في التصوير داخل بعض الــســاحــات الــعــامــة مـثـل الـسـاحـة الهاشمية، إذ يتطلب ذلك تصريح ًًا من أمانة عمان، ويجب التنسيق مسبقًًا معهم، لكنه أشار إلى أنه بعد المفاوضات والاجــــراءات، تم الــســمــاح بـالـتـصـويـر مـــع الالـــتـــزام بــعــدم تـصـويـر أي شـخـص داخـــل الساحة، والاكتفاء بالطالب نفسه. وأكـــــد الــمــغــربــي أن تعليمات نقابة الصحفيين ضـروريـة لضبط العمل الإعلامــــي، مـشـيـرًًا إلــى أن الإعلام مهنة حساسة تقوم على أخلاقيات ومعايير مهنية لا يلتزم بها إلا المؤهلون في المجال، كما يحد القانون من الفوضى الإعلامية والـمـحـتـوى غـيـر المنضبط الــذي تنتجه بعض الجهات والأفراد على منصات التواصل. وأشــــــار الــمــغــربــي إلــــى أهـمـيـة مراعاة وضع طلبة الإعلام، وضرورة تــســهــيــل مـــهـــامـــهـــم الأكـــاديـــمـــيـــة وتمكينهم من التطبيق الميداني تـــحـــت مــظــلــة قـــانـــونـــيـــة واضـــحـــة، حتى لا يتحول القانون إلـى عائق أمام ممارسة التجارب التعليمية المطلوبة. وبــالــنــســبــة لــلــتــصــاريــح وكـتـب تسهيل المهمة التي يحصل عليها الـطـلـبـة الـمـتـدربـيـن قـــال الـطـالـب م ُُجاب يلداني سنة الثانية في كلية الإعلام بجامعة الــزرقــاء الخاصة، عند خروج الطلبة لتصوير تقارير أو إجـراء مقابلات ميدانية يحصلون فـقـط عـلـى تـصـريـح تـصـويـر صــادر عن الكلية، يثبت أنهم طلبة إعلام «ولــيــســوا صحفيين رسـمـيـيـن”، وهــــذه الــتــصــاريــح لا تمنحهم أي صفة صحفية، بـل هـي مخص ّّصة لــلــســمــاح بـــاســـتـــخـــدام الــكــامــيــرا خلال الـمـشـاريـع الأكــاديــمــيــة، ولا تتضمن أي اعتراف رسمي بصفة “الصحفي” خارج إطار الجامعة. وأضــــاف أن الـكـلـيـة لا تــزودهــم بأي بطاقة أو وثيقة رسمية تُُعرّّف بهم كطلبة إعلام عند تعاملهم مع المؤسسات أو فـي الـمـيـدان، بل تمنحهم تصريح ًًا بسيط ًًا للتصوير يستخدمونه فقط في مشروعاتهم الجامعية. وأشــــار يـلـدانـي إلـــى أن الطلبة لـم يتلقوا تعليمات أو إرشـــادات واضــــحــــة حـــــول آلــــيــــات الــتــعــامــل مــــع الـــمـــؤســـســـات الإعلامـــــيـــــة أو الـشـخـصـيـات الــعــامــة، بـاسـتـثـنـاء ملاحــــظــــات عــــامــــة، “دون وجــــود تدريب منظم يهيئ الطلبة للعمل الميداني أو للتغطيات الرسمية”. ولـــفـــت إلـــــى أنـــــه شــخــصــيًًــا لـم يـــــواجـــــه أي مــــنــــع خلال تــنــفــيــذ مهامه الجامعية، لكنه سمع عن طلبة تعرضوا لمواقف صعبة أو لمنع أثناء التصوير داخــل الحرم الـجـامـعـي أو خـــارجـــه، خــاصــة مع ازديـــاد التشديدات على التصوير في الأماكن العامة. وفيما يتعلق بتعليمات نقابة الصحفيين، قال يلداني إنها حملت “قدرًًا من الإبهام” واعتبره مجحف ًًا بحق الطلبة، لأنـه قد يعيق تنفيذ مشاريعهم ويـعـرّّضـهـم للمنع أو التعقيد، حتى وإن كانوا يحملون تصريح ًًا من الكلية. وبـرأيـه، فـإن تشدد النقابة في تــنــفــيــذ تـعـلـيـمـاتـهـا هـــدفـــه ضـبـط المهنة وحمايتها من الدخلاء، لكنه في المقابل “ضيّّق على العاملين في بعض المؤسسات الرسمية، وترك أثر ًًا واضح ًًا على طلبة الإعلام الذين يحتاجون إلى مساحة أوسع للتدريب الميداني”. ودعـــــــــا يــــلــــدانــــي إلـــــــى تــنــظــيــم أوســـع لعمل الصحفيين، وفتح الــمــجــال أمــــام طـلـبـة الإعلام في جميع الـجـامـعـات الأردنــيــة لإنجاز مشاريعهم دون قيود أو عراقيل، بـاعـتـبـار ذلـــك جـــــزء ًًا أســاســيًًــا من تأهيلهم للمهنة وقالت ريم الحنيطي الطالبة في السنة الثانية بكلية الإعلام بجامعة الــــزرقــــاء الـــخـــاصـــة، إن الــفــروقــات بــيــن طـلـبـة الإعلام والـصـحـفـيـيـن الـمـهـنـيـيـن واضــــحــــة، فـالـطـلـبـة لا يمتلكون نفس الصلاحيات التي يتمتع بها الصحفيون الرسميون. واضافت تصدر الكلية تصاريح لـلـطـلـبـة تــســمــح لــهــم بـالـتـصـويـر والعمل الميداني بصفتهم طلبة إعلام، وهــــذه الــتــصــاريــح تختلف عـــن بــطــاقــة الـصـحـفـي الـرسـمـيـة، إذ تمنح للطلبة حـقـوقًًــا مـحـددة فـــــقـــــط، مــــوضــــحــــه انـــــــه لا تـــوجـــد تعليمات محددة لتعريف الطلبة بــأســاســيــات الــــوصــــول لـلـمـصـادر والتعامل معها، لكن يتم توجيهنا لاحترام الآخرين وأساليب التحدث الصحيحة، ونتلقى المساعدة عند الحاجة للوصول إلى أي مؤسسة أو شخصية عامة. وأكدت أنها لم تواجه أي موقف منعها من استكمال مشاريعها، مشيرة إلى أن التصاريح الممنوحة للطلبة لاستكمال تدريبهملا تؤثر عـلـى تعاملهم الـمـيـدانـي مقارنة بباقي الأشخاص. وعن تعليمات نقابة الصحفيين، أبـــــدى الـحـنـيـطـي تـــأيـــيـــده تطبيق تلك التعليمات لأن هدفها حماية حـــقـــوق الـصـحـفـيـيـن، والـمـجـتـمـع خصوص ًًا في ظل انتشار منتحلي صفة الصحفيين الـذيـن ينشرون الأخبار دون خبرة أو مؤهل والقرار مهم لحماية المهنة، بينما الطلبة الذين استكملوا متطلبات تخرجهم في الإعلام يفهمون طبيعة العمل الصحفي بشكل صحيح. وقــــال عـمـيـد كـلـيـة الإعلام في جـامـعـة الــشــرق الأوســــط الـدكـتـور رامــــــز ابـــــو حـــصـــيـــرة أن الـتـعـمـيـم يـــهـــدف فــــي جــــوهــــره إلـــــى تـنـظـيـم المشهد الإعلامي وضبطه، في ظل التداخل الكبير بين العاملين في المواقع الإخبارية غير المرخصة وبين الم ُُمثلين الفعليين للجهات الـــصـــحـــافـــيـــة داخـــــــل الـــفـــعـــالـــيـــات الرسمية. وأوضـــح أن الـقـرار يقتصر على التغطية الرسمية فقط، ولا يمتد ليشمل مختلف أشـكـال النشاط الـــمـــيـــدانـــي، إلا أنــــه يــبــقــى مـــؤثّّـــرًًا بصورة غير مباشرة على تدريب طلبة الإعلام، خصوصا إذا استثني مساق التدريب الميداني. وأضاف ابو حصيرة أن التحدي الــحــقــيــقــي لا يـــكـــمـــن فــــي الــــقــــرار ذاتــــه، بــل فــي قـــدرة الـمـؤسـسـات الأكـــاديـــمـــيـــة عــلــى تــطــويــر نــمــاذج تدريبية مرنة تعزز مهارات الطلبة الميدانية، مشيرًًا إلـى أن الحكم على التعميم يجب أن يُُــتـرك لما ستكشفه المرحلة المقبلة من مــســتــوى مــهــنــي فـــي الـتـغـطـيـات الإخــبــاريــة، خـاصـة أن الـتـجـربـة ما تزال في بدايتها وتحتاج إلى وقت كاف لقياس أثرها الفعلي. وبيّّن أن المؤسسات الصحفية ما تزال تستقبل أعدادا واسعة من خريجي كليات الإعلام وتمنحهم فـــرصـــا لــلــتــدريــب والانــــخــــراط في غـــرف الأخـــبـــار، لافــتــا إلـــى أن عـــددا كــبــيــرا مــن هــــؤلاء الـخـريـجـيـن بـدأ فعليا إجراءات الانتساب إلى نقابة الصحفيين، وهي إجراءات تتطلب وقتا بحكم شروط العضوية، لكنها تسير ضمن إطــار قانوني يضمن تـــوافـــق الــمــمــارســة الـمـهـنـيـة مع تعليمات النقابة ومعاييرها. وتـابـع ابــو حصيرة أن الــقــرار لا يــتــعــارض مـــع الــخــطــط الــدراســيــة العملية فــي كـلـيـات الإعلام، لأن الطالب ما يزال في مرحلة التدريب الأكاديمي داخل القاعات الصفية والأســـــتـــــوديـــــوهـــــات الــمــصــمــمــة لمحاكاة بيئة العمل الإعلامي دون الحاجة لدخول الفعاليات الرسمية التي يشملها التعميم. وأشــــار إلـــى أن كـلـيـات الإعلام تــتــجــه حـــالـــيـــا نــحــو إعــــــادة هيكلة مـــنـــظـــومـــة الـــــتـــــدريـــــب الـــعـــمـــلـــي مـــن خلال تـعـزيـز الـــشـــراكـــات مع المؤسسات الصحافية والإعلامية، بحيث يتم إدراج تـدريـب الطلبة داخل هذه المؤسسات كجزء من الخطة الدراسية وبديل عن بعض المساقات العملية. ويـــــــرى ابــــــو حـــصـــيـــرة أن هـــذا التوجه لا ينسجم فقط مع طبيعة القرار، بل يرتقي بمستوى تدريب الـطـلـبـة، ويـمـنـحـهـم خــبــرة مهنية مباشرة، تحت إشراف مؤسسات إعلامية معتمدة. وكــــشــــف عــــن قــــنــــوات اتـــصـــال مفتوحة بين كليات الإعلام ونقابة الصحفيين الأردنـيـيـن، تهدف إلى وضـــع آلــيــات تــعــاون واضــحــة، من بينها بحث عضوية أعـضـاء هيئة التدريس في النقابة، باعتبارهم شركاء في تطوير المهنة، إضافة إلـى وضـع تعليمات منظمة لضم الخريجين مـن طلبة الإعلام إلى الـنـقـابـة بطريقة تحفظ حقوقهم المهنية. وأكـــــد ابــــو حــصــيــرة أن الـطـلـبـة مــا زالــــوا بـحـاجـة إلـــى خــبــرة أطــول قــبــل الــمــشــاركــة فـــي الـتـغـطـيـات الرسمية، مشيرا إلـى أن البدائل الــــتــــي تــــوفــــرهــــا الـــكـــلـــيـــات قــــــادرة عـلـى تــزويــدهــم بــمــهــارات نـوعـيـة، ســـواء مــن خلال تــدريــبــات داخــل الـــمـــؤســـســـات الإعلامــــيــــة أو عبر اسـتـضـافـة صحافيين محترفين وإقــامــة مختبرات مـحـاكـاة داخـل الحرم الجامعي. ولــفــت إلــــى أن تـنـفـيـذ الطلبة تغطيات غير رسمية في المجتمع والجامعة يشكّّل مساحة واسعة لصقل مهاراتهم الميدانية. وأكد أن إعادة النظر في قانون نقابة الصحفيين أصبحت ضرورة، وخاصة فيما يتعلق بضم خريجي الإعلام إلـى مظلة العضوية، على غــــرار الـنـقـابـات المهنية الأخــــرى، داعيا إلـى إصــدار تعليمات خاصة بـالـطـلـبـة الــمــتــدربــيــن، ســــواء من خلال بطاقة تدريب أو صفة مهنية مؤقتة، بما يمنحهم إطـارا قانونيا واضـــحـــا ويـحـمـيـهـم مــن إشــكــالات انتحال صفة «الصحفي»، ويضمن تـــوافـــق الـتـعـلـيـم الأكـــاديـــمـــي مع البيئة القانونية المنظمة للمهنة. أمـــــــــا عــــمــــيــــد كــــلــــيــــة الإعلام بـجـامـعـة الـــيـــرمـــوك وعــضــو نـقـابـة الصحفيين،الدكتور زهير الطاهات، فقال إن القرار الصادر خطوة مهمة لضبط المهنة وحماية المجتمع مـــن الــــــدخلاء الـــذيـــن لا يمتلكون مؤهلات مهنية. وأوضــــح أن طلبة الإعلام في جامعة اليرموك يمارسون أنشطة إعلامــــيــــة ضــمــن نـــطـــاق الــتــدريــب الجامعي، ولا يُُعتبرون صحفيين رسميين، ما يجعل القرار لا يمس حقوقهم أو أنشطتهم الأكاديمية. وأشـــار إلــى أن الصحافة مهنة حـسـاسـة، وأن الـكـلـمـة الإعلامــيــة “قـــد تصيب الــملايــيــن”، لـــذا فـإن الــســمــاح لأي شـخـص بـمـمـارسـة الـــعـــمـــل الــصــحــفــي دون مـعـرفـة بــالــقــوانــيــن والأنـــظـــمـــة الأخلاقـــيـــة يشكل خطر ًًا على المجتمع، مؤكدا أن القرار يحد من انتشار الإشاعات والابتزاز الإعلامــي، خاصة في ظل التحول الرقمي وانتشار وسائل الإعلام الإلــــكــــتــــرونــــيــــة والـــــذكـــــاء الاصــــطــــنــــاعــــي، ويـــضـــمـــن الــــتــــزام الصحفيين بـالـقـوانـيـن والأنـظـمـة وأخلاقيات المهنة. وأضــاف الطاهات، أدت النقابة دورًًا أساسيًًا فـي حماية المهنة، مــــن خلال مــتــابــعــة الـمـخـالـفـيـن قــضــائــيًًــا وملاحـــقـــة الــــــدخلاء على الــــصــــحــــافــــة، وضـــــمـــــان مـــمـــارســـة الإعلامـيـيـن المسجلين أعمالهم بشكل مهني، موضحا أن القرار لا يشمل طلبة الإعلام أو المتدربين فــــــي الـــــمـــــؤســـــســـــات الإعلامــــــيــــــة المسجلة رسـمـيًًــا، بـل يـركـز على حماية المهنة من غير الملتزمين بأخلاقيات العمل الصحفي، وأن النقابة تعمل على مراجعة قوانين العضوية لضمان إدراج الخريجين فــي عـضـويـتـهـا بـعـد الـتـخـرج وفـق معايير مهنية وأخلاقية. وأكــــــد الـــدكـــتـــور الـــطـــاهـــات أن الإعلام أداة وطــنــيــة قـــويـــة، وأن تـعـزيـز المهنية فــي هـــذا المجال يـحـمـي الـمـجـتـمـع ويـــعـــزز رســالــة الـصـحـافـة الــوطــنــيــة، مــوضــح ًًــا أن الـقـرار يساهم فـي حماية سمعة الإعلام والــمــواطــن مــعًًــا، ويـصـون رسالة الصحفي الوطني الملتزم. مــــن جــهــتــه قـــــال عــمــيــد كـلـيـة الإعلام في جامعة البترا الدكتور عـلـي نـــجـــادات، إن كـلـيـات الإعلام لـيـسـت مــخــو ّّلــة قــانــونــيًًــا لإصــــدار بـــطـــاقـــات تــحــمــل صــفــة “صـحـفـي مـــتـــدرّّب” للطلبة أو الخريجين، مـوضـحًًــا أن الـتـشـريـعـات الحالية تـمـنـح هـــذا الــحــق حــصــريًًــا لنقابة الصحفيين، وأن أي بطاقة تُُصدر خارج هذا الإطار لا يُُعتد بها قانوني ًًا. وأضاف يوجد فرق جوهري بين الطالب والخريج، مبينًًا أن الطالب خلال فـتـرات الـتـدريـب الميداني يقوم بأداء مهام صحفية لأغراض أكاديمية فقط، لكنه لا ي ُُعد صحفي ًًا، ولا يــــجــــوز لــــه مـــمـــارســـة الــعــمــل الصحفي الاحترافي أو حمل صفة “صـحـفـي” قـبـل اسـتـيـفـاء شــروط الانتساب إلى النقابة. وأوضح أنه من حق الطالب أن يُُــقـدّّم نفسه بصفته طالبًًا مكلفًًا بإعداد تقارير أو تحقيقات لصالح الجامعة، وليس كصحفي يعمل لصالح أي وسيلة إعلامية. وأشــــــــــــار إلــــــــى أن إشـــكـــالـــيـــة الخريجين ترتبط مباشرة بالنقابة، مــــؤكــــد ًًا أن فــتــح بــــاب الانــتــســاب أمـــــــام خـــريـــجـــي كـــلـــيـــات الإعلام استحقاق تأخر كثيرًًا، قائلا “نقابة 70 الصحفيين عـمـرهـا أكـثـر مــن ، ولا 1953 عـامًًــا، وتأسست عــام عضو، 1200 يتجاوز عدد أعضائها في حين أن نقابات مهنية أخرى تضم مئات الآلاف، وهذا وضع غير منطقي ويحتاج إلى مراجعة”. ودعــــــا الــــنــــجــــادات إلـــــى تـطـويـر تــشــريــع جـــديـــد يـسـمـح لـخـريـجـي كــلــيــات الإعلام بـــالانـــتـــســـاب إلــى الــنــقــابــة قــبــل مـــمـــارســـة الـعـمـل، أسوة بباقي النقابات المهنية مثل الأطـــبـــاء والـمـحـامـيـن والـصـيـادلـة والممرضين. وفــيــمــا يــخــص حــمــايــة الـطـلـبـة أثناء التدريب، شدد نجادات على أن الــنــقــابــة تـسـتـهـدف “الـــــدخلاء على المهنة”، موضح ًًا أن الطالب الـذي يعرف نفسه بشكل صحيح لن يكون عرضة للمساءلة مبينا أن الـتـدريـبلا يمنح الـطـالـب صفة “الصحفي”، بل يقتصر على تطوير الـــمـــهـــارات ضـمـن إطــــار الـتـدريـب الميداني. وبـــخـــصـــوص مـــلـــف الانـــتـــســـاب لـــلـــنـــقـــابـــة، أوضــــــح الــــنــــجــــادات أن عمداء كليات الإعلام تواصلوا مع المرشحين سابقا لمنصب نقيب الصحفيين وقــد وعـــدوا جميعهم بفتح بــاب الانـتـسـاب للخريجين، لـكـنـه أشــــار إلـــى أن أحـــــد ًًا لـــم يـف بوعده حتى الآن، وأضــاف أن استحداث مسمى “الصحفي الــمــؤازر” لـم يـقـدم أي فـائـدة حقيقية للخريجين، لأنـه لا يمنح حقوق ًًا أو امتيازات، ويقتصر عـــلـــى حــــضــــور فـــعـــالـــيـــات مــقــابــل اشتراك سنوي، مبينا أن المطلب الأساسي لكليات الإعلام هو منح خريجيها عضوية كاملة في نقابة الصحفيين، كون ذلك “حق ًًا طبيعي ًًا ومقدمة لتأهيلهم لسوق العمل” وفي رد نقابة الصحفيين، قال نـــائـــب نــقــيــب الـصـحـفـيـيـن عـونـي الــداوود إن قــرارات رئيس الـوزراء تـأتـي انسجاما مـع مطالب نقابة الصحفيين وخططها الـتـي تقوم على حماية المهنة مـن الـــدخلاء وتنظيم المهنة. وأضــــاف الــــداود أن هـــذا الـقـرار يأتي فـي مقدمة واجـبـات النقابة فـــي حـمـايـة الـمـهـنـة والـــدفـــاع عن حــقــوق الأعـــضـــاء، مـشـيـرا إلـــى أن طـلـبـة كــلــيــات الإعلام هـــم طلبة وليسوا صحفيين بعد. 6 من هنا و هناك بعد تفعيل تعليمات نقابة الصحفيين.. من يحمي طلبة الإعلام من عقوبة «الانتحال»؟ ومطالبات باستثنائهم من حصر التغطية الصحفية بالصحفيين الممارسين.. وتعديل القانون للسماح بانتسابهم للنقابة تعبيرية ࣯ ي عيسى � ن � ي م بنات و أسيل ب � ي رموك - آرام عبابنة و إبراه � صحافة ال
RkJQdWJsaXNoZXIy MzI3NjE0Mw==