صحافة اليرموك

2025 كانون الأول ١٤ _ 1447 جماد ثاني ٢٣ الأحد 3 الملف عـــــــادت مـــشـــاهـــد الـــفـــيـــضـــانـــات والسيول لتتصدر المشهد الأردني فـي عـدة محافظات فـي المملكة، خلال المنخفضين الجويين اللذين أثــــرا عـلـى الـمـمـلـكـة فـــي الأسـابـيـع الـــمـــاضـــيـــة. فـــقـــد شــــهــــدت بـعـض الشوارع في العاصمة ومحافظات الزرقاء والطفيلة ومأدبا والمفرق، لــفــيــضــانــات جــــــرّّاء الأمــــطــــار الـتـي استقبلتها تلك المناطق. ورصـــدت كـامـيـرات المواطنين عـــــــــدة انــــــــــســــــــــدادات لـــــلـــــشـــــوارع وفـــــيـــــضـــــانـــــات كـــثـــيـــفـــة وتـــعـــطـــل حـركـة الـسـيـر بسبب الانــجــرافــات والانــهــيــارات فــي بـعـض المناطق، م ّّا يثير هذا الواقع تساؤلات حول جــاهــزيــة الـبـنـيـة الـتـحـتـيـة ومـــدى اســــتــــعــــداد الــــجــــهــــات الــمــخــتــصــة لمواجهة الظروف الجوية القاسية وتفادي المخاطر في المنخفضات القادمة. ويـرجـع مـواطـنـون وخــبــراء تلك الــفــيــضــانــات إلــــى تـــأخـــر الـصـيـانـة لشبكات التصريف، وعدم جاهزية الـطـرق والبنية التحتية لتصريف مـيـاه الأمـطـار فـي استقبال كمية الهطولات الكبيرة التي تساقطت فـــــي آخــــــر مــنــخــفــضــيــن شــهــدتــهــا المملكة وتسببت بــحــوادث نتج عنها إصابات جسيمة. تحت ضغط الأخطاء والتوسع العمراني قال المهندس المدني أحمد أبو كريفه إن جزء ًًا كبيرًًا من مشكلات الــبــنــيــة الـتـحـتـيـة لــتــصــريــف مـيـاه الأمــطــار يـعـود إلــى غـيـاب الصيانة الـدوريـة الكافية للشبكات، وعدم فـحـص كـــفـــاءة خــطــوط الـتـصـريـف ومــــــدى قـــدرتـــهـــا عـــلـــى اســتــيــعــاب كــمــيــات الــمــيــاه الـمـتـدفـقـة خلال المنخفضات الجوية. وأضـاف أن المشكلة الأساسية تـــكـــمـــن فـــــي غـــــيـــــاب الــــــدراســــــات والتصاميم الاستباقية للمناطق الــتــي تـشـهـد تـوسـع ًًــا عــمــرانــيًًــا، م ّّــا يـــــؤدي إلــــى تـنـفـيـذ أعـــمـــال جـزئـيـة لا تــــراعــــي الـــــقـــــدرة الاســتــيــعــابــيــة للشبكات، وبالتالي تتعرض هذه الخطوط لضغط يفوق طاقتها. وبـيّّــن أن التصميم الهندسي الأساسي للشبكات قد يكون جيد ًًا من حيث المبدأ، إلا أن المشكلة تظهر لاحقًًا بسبب تراكم الأوساخ والعوائق داخل الخطوط، ما يؤدي إلى تقلّّص القطر الفعلي للأنابيب، وبـــالـــتـــالـــي تـــتـــراجـــع كـــفـــاءتـــهـــا فـي التصريف رغم أن مخططها الأصلي سليم. وأشــــــــــار أبـــــــو كــــريــــفــــه إلـــــــى أن البلديات وشـركـات المياه تواجه نـقـص ًًــا واضــح ًًــا فــي الـــكـــوادر الفنية الـــــقـــــادرة عـــلـــى فـــحـــص الــشــبــكــات بشكل شـامـل، إذ تكتفي الجهات المختصة عـادة بتنظيف العبارات ومـــنـــاهـــل الــتــجــمــيــع فـــقـــط، وهـــو إجراء يعد غير كاف إطلاقًًا لضمان جاهزية الشبكة. وأوضح أن هناك عدة مخالفات فـــي مــرحــلــة الــتــنــفــيــذ، مـــن بينها عـدم الالـتـزام بمناسيب المناهل والـــــعـــــبـــــارات وفــــــق الــمــخــطــطــات الـــتـــصـــمـــيـــمـــيـــة، وغــــيــــاب الــــــسلال الــحــديــديــة داخــــل الــمــنــاهــل الـتـي تـمـنـع وصـــــول الأوســــــاخ مـبـاشـرة إلـــى الــخــطــوط، مـشـيـرًًا إلـــى وجــود أخطاء في تنفيذ ميول الـشـوارع، م ّّا يؤدي إلى توجيه المياه بشكل غير صحيح نحو المناهل، إضافة إلــى عــدم رفــع مناسيب المناهل بعد أعـمـال صيانة الـطـرق بشكل مـــــدروس، الأمــــر الــــذي يــــؤدي إلـى زيـــادة سرعة جـريـان المياه ودفـع كـمـيـات كـبـيـرة مـــن الأوســـــاخ إلـى داخل الشبكات. وأكـــــد أبــــو كــريــفــه أن الــتــوســع الــعــمــرانــي غــيــر الـمـنـهـجـي أصـبـح يشكل ضغط ًًا إضـافـيًًــا كـبـيـرًًا على شـبـكـات الـتـصـريـف، لـغـيـاب رؤيــة واضــحــة لـمـا ســتــؤول إلـيـه أحـمـال ا ، مشيرًًا إلى كل منطقة مستقبلًا أن هذا الجانب ما يزال يعاني من ضعف في التخطيط. أما فيما يتعلق بالحلول العاجلة، فـــقـــد دعـــــا إلـــــى تــنــظــيــف مــواســيــر الــشــبــكــات بــاســتــخــدام مـاكـيـنـات مخصصة لاستعادة القطر الفعلي للخطوط كما ص ُُممت، إلى جانب تفقد الشبكات بالكامل من بدايتها حتى نهايتها لضمان كشف أي خلل ومعالجته قبل موسم الأمطار. وقـــالـــت الــمــهــنــدســة الـمـدنـيـة تسنيم عبابنة إن البنية التحتية الحالية لشبكات الـصـرف الصحي تـــــواجـــــه قـــــصـــــورًًا فـــــي الــتــصــمــيــم والـتـنـفـيـذ، م ّّـــا يجعلها غـيـر قـــادرة عـــلـــى الـــتـــعـــامـــل مـــــع الـــهـــطـــولات الــمــطــريــة الـــغـــزيـــرة، مــوضــحــة أن ٪ من المشكلات الحالية ٧٠ نحو ناجمة عن تنفيذ غير دقيق، بينما ٪ منها إلى قصور ٢٠ يعزى حوالي ٪ فـقـط إلـــى عيوب ١٠ الـصـيـانـة و التصميم. وتــــابــــعــــت أن مــــــدى الـــتـــوافـــق بــيــن شــبــكــات الــتــصــريــف الـحـالـيـة وشــــدة الـــهـــطـــولات الــمــطــريــة يعد متوسط ًًا، مشيرة إلـى أن الأخطاء الـهـنـدسـيـة تـشـمـل عــــدم حـسـاب معدلات الجريان السطحي بدقة، واســتــخــدام مـقـاطـع غـيـر مناسبة للعبارات ومجاري المياه، ونقص صمامات التصريف في المناطق الـمـنـخـفـضـة، إضـــافـــة إلــــى إهــمــال تنظيف المجاري والبالوعات. وأكــــــــدت عـــبـــابـــنـــة أن الــتــوســع الــعــمــرانــي غـيـر الـمـخـطـط لـــه فـاق قدرة شبكات الصرف القديمة، مّّا زاد مــن هـشـاشـة البنية التحتية وجــعــلــهــا عــــاجــــزة عــــن اســتــيــعــاب كميات الأمطار المتزايدة. وشددت على أن الحلول تتطلب تنفيذ صـيـانـة دوريــــة وفـحـوصـات مـــنـــتـــظـــمـــة لــــمــــعــــرفــــة جــــاهــــزيــــة الشبكات، مـع تحديث التصاميم لـــتـــواكـــب الــــهــــطــــولات الـــشـــديـــدة، مؤكدة أن توعية المجتمع بأهمية الـــحـــفـــاظ عــلــى نــظــافــة الــبــالــوعــات وإنشاء برك لتجميع المياه الزائدة تــعــد خـــطـــوات أســاســيــة لتخفيف الـضـغـط عـلـى الـشـبـكـات وتقليل مخاطر الفيضانات. مــن جـانـبـهـا، قـالـت المهندسة الــــمــــدنــــيــــة هــــبــــة الـــشـــخـــشـــيـــر إن شـبـكـات الــصــرف الـصـحـي الحالية تــعــانــي مـــن مــشــاكــل تصميمية وتنفيذية واضحة، أبرزها الوصلات التالفة وانحدار الأنابيب والعبارات غـيـر الــفــعــال، إضــافــة إلـــى انـسـداد الـــــمـــــداخـــــل والــــمــــنــــاهــــل بــســبــب التراكمات وقلة الصيانة، مشيرة إلى أن سعة الشبكات المصممة سابقًًا لا تتوافق مـع حجم جريان الأمطار الحالي. وأكـــدت أن التصميم والتنفيذ يـــــمـــــثلان أســــــــاس نــــجــــاح عـمـلـيـة تصريف مياه الأمطار، مشيرة إلى أن غالبية البنية التحتية غير قادرة على التكيف مع التغير المناخي، خـــــاصـــــة مــــــع الأمــــــطــــــار الــــغــــزيــــرة والمفاجئة. وحــــــول الأخــــطــــاء الــهــنــدســيــة، أوضــحــت أن ذلـــك يشمل مقاطع غـيـر مـنـاسـبـة للأنــابــيــب، ومناهل في أماكن غير فعالة، وميول غير صـحـيـحـة لـــلـــعـــبـــارات، بـيـنـمـا تـزيـد الــــزيــــادة الـسـكـانـيـة الــضــغــط على الشبكات، خصوص ًًا عند التقاطعات الرئيسية. وشددت على أن الحلول العاجلة تكمن في فتح وتنظيف المناهل ومسارات الأوديـة، وإصلاح النقاط الحرجة في المخططات القديمة، مـع مـراعـاة التغير المناخي أثناء التصميم لضمان قـدرة الشبكات عـــــلـــــى اســـــتـــــيـــــعـــــاب الـــــهـــــطـــــولات المستقبلية بشكل أفضل. وبدوره، قال المهندس المدني وسيم الشناق إن تصميم البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي يـشـكـل الــعــامــل الأهـــــم فـــي قـــدرة الـشـبـكـة عــلــى مــواجــهــة الـسـيـول والأمــــطــــار الـــغـــزيـــرة، مـــوضـــح ًًـــا أن الاعـتـمـاد الكبير على الإحــصــاءات الـــقـــديـــمـــة لـــهـــطـــول الأمــــطــــار دون مــراعــاة المتغيرات الـجـديـدة يعد ســبــبًًــا رئــيــســيًًــا فـــي فــشــل بعض الشبكات. وأضــــــــــاف أن الــــصــــيــــانــــة شــبــه مــــعــــدومــــة، وهــــــو عــــامــــل يـسـهـم فـــي تـــدهـــور الأداء لـكـنـه لا يمثل الـــســـبـــب الـــرئـــيـــســـي، مـــــؤكـــــد ًًا أن الأخطاء الفادحة تكمن أساس ًًا في التصميم ذاته، خصوص ًًا عند إهمال الدراسات السابقة أو المبالغة في الاعتماد على البيانات القديمة. وأشــــــــار الـــشـــنـــاق إلـــــى أن مـن أبـــرز الأخــطــاء الشائعة عــدم قـدرة الـــعـــبـــارات ومـــجـــاري الــمــيــاه على اسـتـيـعـاب أعـلـى كـمـيـات الهطول الـمـتـوقـعـة، مـــشـــدد ًًا عـلـى ضـــرورة تجهيز هذه المجاري بالكامل قبل بدء كل موسم شتاء، لافتًًا إلى أن التوسع العمراني السريع يزيد من الـضـغـط عـلـى الـشـبـكـات الـقـائـمـة، فيما لم تُُستحدث خطوط جديدة بالشكل الكافي لمواكبة هذا النمو. ودعــــا الـشـنـاق إلـــى إعــــداد فـرق صــيــانــة دوريــــــة قــبــل كـــل مـوسـم شتوي لتفقد الشبكات والخطوط بــــالــــكــــامــــل، وصــــيــــانــــة مـــــا يــــلــــزم، وتنظيف ما هو مغلق من نفايات وأتـــربـــة، مـــع الـتـركـيـز عـلـى إنـشـاء خطوط جديدة بديلة عن القديمة والمهترئة لضمان قدرة الشبكات عـلـى اسـتـيـعـاب كـمـيـات الـهـطـول المتزايدة. بُُنية قديمة ويــؤكــد الـنـاطـق الـرسـمـي باسم وزارة الأشـغـال عمر الرحامنه أن الـوزارة بدأت بتنفيذ خطط شاملة مـــنـــذ نـــهـــايـــة الـــمـــوســـم الـــمـــطـــري الـمـاضـي، لتعبيد الـطـرق وصيانة البنى التحتية، اسـتـعـدادًًا لدخول فصل الشتاء. وبــــيّّــــن الـــرحـــامـــنـــة أن الـــــــوزارة تتعامل مع كل حالة وفقًًا لضمان اســـتـــمـــراريـــة الـــخـــدمـــات وسلامــــة الـــــطـــــرق مـــــا بــــيــــن بـــــــؤر ســـاخـــنـــة، ومتوسطة وبسيطة حسب درجة أولويتها، مبينًًا أن الـــوزارة تعمل عب ّّارة، 6000 على تجهيز أكثر من ومـــشـــاريـــع صــيــانــة طــــرق تشمل تـحـسـيـن تــصــريــف مــيــاه الأمـــطـــار، وتـــنـــظـــيـــف الــــســــيــــول والــــــوديــــــان، وتدعيم قواعد الجسور، لمنع أي تأثير محتمل على البنى التحتية، إضـافـة إلــى متابعة مستمرة عبر الخرائط والأقمار الصناعية. غرفة 14 وأوضــح أن تم تجهيز 14 عمليات، وواحــــدة رئيسية، و غــرفــة مـــوزعـــة عـلـى الـمـحـافـظـات، فــــرقــــة مـــيـــدانـــيـــة مـــــزودة 110 و بـكـاسـحـات الــثــلــوج، وفــــرق تـد ّّخـل ســـريـــع لــلــتــعــامــل مــــع أي طــــارئ لمتابعة أي إبلاغــــات خلال فصل الشتاء. وقــال المستشار الإعلامـــي في وزارة الإدارة المحلية عمر دهامشة إن المملكة شهدت في السنوات الأخـــيـــرة هـــطـــولات مـطـريـة غـزيـرة ومـــفـــاجـــئـــة تــســمــى بـــــ «هـــطـــولات ومـــضـــيـــة» خلال فــــتــــرات زمــنــيــة قـصـيـرة نتيجة الـتـغـيـر الـمـنـاخـي، وهـو ما يفوق الـقـدرة التصميمية للبنية التحتية الـحـالـيـة فــي عـدد من البلديات، مشيرا إلى أن عددا كـبـيـرا مــن الـبـلـديـات تــواكــب هـذا التغير بــإجــراء تـوسـعـة للعبارات الصندوقية، وتوسعة عمق الأودية. ويــقــر دهــامــشــة بـــأن جــــزءا من هــذه البنية قـديـم، ولــم يعد قــادرا عـلـى مــواكــبــة الـــظـــروف المناخية الجديدة، حيث طلبت الــوزارة من الـبـلـديـات إعـــادة تصميم ودراســـة هندسية شاملة لمعالجته، مشيرا إلى أن الخلل ليس في عنصر واحد فـي البلديات، بـل هـو تـداخـل بين عوامل التخطيط القديم، والبنية الـتـحـتـيـة، وتـغـيـر أنـــمـــاط الـهـطـول الــمــنــاخــي الــتــي لـــم تــكــن مــأخــوذة بـــالـــحـــســـبـــان عـــنـــد الـــتـــنـــفـــيـــذ قـبـل سنوات. وفيما يخص موازنة البلديات، قال دهامشة إن الوزارة طلبت من الـبـلـديـات تخصيص مـبـالـغ مالية لـمـشـاريـع الـبـنـيـة الـتـحـتـيـة ضمن مـــوازنـــاتـــهـــا الـــســـنـــويـــة، مـــؤكـــدا أن الوزارة في بداية الموسم المطري الحالي ستقدم دعما فنيا وماليا لبعض البلديات المحتاجة. ونـــــوه دهــامــشــة إلــــى أن حجم الـهـطـولات الـمـفـاجـئـة والمتطرفة خلال حـالات عدم الاستقرار يفوق فـــي بــعــض الأحــــيــــان قــــــدرات تلك الـــمـــوازنـــات، خــاصــة فــي المناطق الـتـي تحتاج إعـــادة تأهيل شاملة وليس حلولا جزئية. وفيما يخص رقابة الـوزارة على البلديات، قال دهامشة إن الوزارة تـراقـب البلديات بشكل مستمر، وتـتـابـع إجـــــراءات عملها، وتعمل على تعزيز الدور التنموي للإدارات الـمـحـلـيـة مـــع مـجـالـس الـبـلـديـات ومجالس المحافظات والتنسيق والـــتـــكـــامـــل فــيــمــا بـيـنـهـا لتحقيق التنمية المحلية الشاملة، وتعمل عـلـى تمكين الـبـلـديـات ومجالس الــمــحــافــظــات مـــن إعــــــداد وتـنـفـيـذ خططها الاستراتيجية والتنموية ودلـــيـــل احــتــيــاجــاتــهــا ومـــوازنـــاتـــهـــا بكفاءة، وليس فقط خلال حالات عدم الاستقرار الجوي. وأكد أن الوزارة أوعزت للبلديات ومــجــالــس الـــخـــدمـــات الـمـشـتـركـة ومديريات الشؤون البلدية، تحديد الـــبـــؤر الــســاخــنــة وإعــــــادة تصميم البنية التحتية بـنـاء عـلـى مــا يتم رصـده ميدانيا خلال المنخفضات الـجـويـة، مضيفا أن الــحــالات التي يـنـتـج فـيـهـا تقصير واضــــح وثـابـت بـالأدلـة، يتم اتخاذ الإجـــراءات وفق الأنظمة والتعليمات. وحول سياسة الوزارة في تحديد أولـويـات مشاريع البنية التحتية، قـال إن الـــوزارة تعتمد فـي تحديد أولـــويـــاتـــهـــا عــلــى حــجــم الـــخـــطـــورة، والــبــؤر الساخنة الـتـي تتكرر فيها المشكلات، والدراسات الهندسية، والـــــقـــــدرة الـــمـــالـــيـــة والــتــنــفــيــذيــة للبلديات. وأكـــــــد أن عــــــدة مـــنـــاطـــق مـثـل الأغـوار ووادي شعيب والهاشمية فــي الـــزرقـــاء تُُــعـد ضـمـن المناطق الأكــثــر تـــأثـــرا، وتـــم الـتـعـامـل معها ميدانيا خلال المنخفضات الأخيرة، مضيفا أن بعض المناطق تحتاج إعـادة تصميم كامل وليس مجرد صـيـانـة، مّّــا يجعل التنفيذ يحتاج وقتا وميزانيات أكبر. وأشـــــار إلـــى وجــــود تــفــاوت بين البلديات في حجم وكفاءة كوادرها الــفــنــيــة، ولـــذلـــك أعــلــنــت الــــــوزارة أنــهــا سـتـقـدم دعــمــا فـنـيـا مـبـاشـرا لـلـبـلـديـات الـمـحـتـاجـة، إلـــى جانب الـدعـم الـمـالـي، مضيفا أن الـــوزارة تـعـمـل عــلــى تــعــزيــز هــــذا الـجـانـب ضمن خطط التطوير المستمرة، خـاصـة فــي الـبـلـديـات الـتـي تـواجـه تحديات في إدارة مشاريع البنية التحتية. وحـول آلية التنسيق بين وزارة الإدارة المحلية ووزارة الأشـغـال خلال المنخفضات، قال دهامشة إن التنسيق يـتـم بـيـن الــوزارتــيــن ميدانيا مع الدفاع المدني والحكام الإداريين في المحافظات والألوية، إضــــافــــة إلـــــى فـــتـــح غـــــرف طــــــوارئ، وخاصة خلال حالات عدم الاستقرار الـــــجـــــوي، مـــشـــيـــرا إلـــــى أنـــــه خلال المنخفض الأخير أوعز الوزير بفتح غرف طوارئ بكل بلديات المملكة بالتشارك مـع مجالس الخدمات الـمـشـتـركـة ومـــديـــريـــات الــشــؤون البلدية والحكام الإداريين والدفاع المدني ووزارة الأشغال. وأشـــــار إلــــى أن الـــــــوزارة تُُــجــري تقييم ًًا دوريًًا وشبه أسبوعي لرصد المواقع التي تحتاج إلى معالجة أو صيانة أو إعادة تأهيل، إضافة إلى متابعة البؤر الساخنة وأي قصور يظهر ميدانيًًا. ومــــن جـــهـــة أخــــــرى، أوضـــــح أن الـــتـــوصـــيـــات الـــتـــي تـــتـــكـــرر ســنــويًًــا تـشـمـل ضـــــرورة إعـــــادة الـنـظـر في البنية التحتية القديمة وتحديثها، وإعــــادة تصميم شبكات تصريف مياه الأمطار بما يضمن كفاءتها، ا عن الحفاظ على حرََم الأودية فضل ًا ومنع منح تراخيص بناء بالقرب منها. كـمـا شـــد ّّد عـلـى أهـمـيـة تكثيف أعــــمــــال صـــيـــانـــة الـــشـــبـــكـــات قـبـل فصل الشتاء، موضحًًا أن الــوزارة نــف ّّــذت زيـــــارات مـيـدانـيـة لـلـوقـوف على جاهزية التجهيزات الخاصة بالموسم الشتوي، وذلك بإشراف مـــبـــاشـــر مــــن الـــــوزيـــــر فــــي جـمـيـع بلديات المملكة. بلديات تستعد.. ولكن!! بــــــــــدأت الـــــبـــــلـــــديـــــات الــــكــــبــــرى اســتــعــداداتــهــا لـلـمـوسـم الـمـطـري هذا العام عبر تنفيذ خطط شاملة لـــمـــعـــالـــجـــة مــــواقــــع تـــجـــمـــع مــيــاه الأمطار، لا سيما تلك التي شهدت في السنوات الماضية بؤرًًا ساخنة لمشاكل الغرق والفيضانات. وأكد المدير التنفيذي والناطق الــــرســــمــــي بــــاســــم بـــلـــديـــة جـــرش الكبرى، المهندس علي شوقه، أن البلدية تتعامل بشكل مهني مع حــالات الـطـوارئ، وتعالج العقبات بالإجراءات اللازمة لضمان تصريف المياه بشكل آمن وأوضـــح أن الأنظمة المعتمدة لإنـــشـــاء شـبـكـات تـصـريـف الـمـيـاه تـــتـــبـــع مــــبــــدأ احــــتــــســــاب كــمــيــات المياه المتوقعة، إلا أن التغيرات المناخية وهطول الأمطار الغزيرة فـي فـتـرات قصيرة «تُُــربــك أحيانًًا الـعـامـلـيـن بــغــرف الــــطــــوارئ»، م ّّــا يـسـتـدعـي إعـــــادة دراســـــة شـامـلـة لخطط الطوارئ. وبــــيّّــــن شـــوقـــه أن الــبــلــديـــة لـم تــســجــل أي حــــــالات خـــطـــرة خلال الــمــنــخــفــضــات الـــجـــويـــة الأخــــيــــرة، باستثناء بعض الإغلاقات البسيطة الـــنـــاتـــجـــة عـــــن تـــجـــمـــع مــخــلــفــات الـكـراتـيـن والأوراق الـتـي جمعتها مياه الأمطار، والتي تتم معالجتها فـــورًًا، مشيرًًا إلـى أن وزارة الإدارة المحلية تقوم بمخاطبة البلديات لحصر احتياجاتها من مخصصات مــالــيــة وأعـــمـــال خــاصــة لتصريف المياه. وأضـــــــاف شـــوقـــه أن الــتــعــامــل مع الأزمـــات يتم بدرجة عالية من الــمــهــنــيــة والــشــفــافــيــة عــبــر نشر الأخبار الخاصة بها وكيفية التعامل معها مـن خلال الــدائــرة الإعلامـيـة على الصفحة الرسمية ووسـائـل الـــتـــواصـــل الاجــتــمــاعــي، بــالإضــافــة إلـى أرقـــام الـشـكـاوى، لافـتًًــا إلـى أن استعدادات فصل الشتاء تشمل عقد اجتماع في مبنى المحافظة لــكــافــة الــــدوائــــر الـمـعـنـيـة لـتـوزيـع المهام والتأكد من جاهزيتها، مع الـتـنـسـيـق والـــتـــواصـــل الـمـسـتـمـر عـبـر غـرفـتـي عـمـلـيـات المحافظة ووزارة الإدارة المحلية ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي. وأشـار إلى أن التحديات تنتهي بـــوجـــود خــطــة وتــجــهــيــزات كـافـيـة، وتـعـمـيـم آلـيـة عـمـل عـلـى الــكــوادر العاملة، ومراجعة الخطة السنوية، وتـعـديـلـهـا عـنـد الــحــاجــة، ومتابعة المعالجة وتجهيز الآليات، وإعـداد التقارير بالملاحظات الـــواردة وما تم إنجازه وما يحتاج إلى متابعة. وفـي بلدية إربــد الكبرى، بـدأت الـــــكـــــوادر مـــنـــذ مــنــتــصــف الـصـيـف بـأعـمـال صـيـانـة مـوسـعـة لمناهل تصريف مياه الأمطار «الجريلات»، شــمــلــت الـــتـــأكـــد مــــن جــاهــزيــتــهــا وتــنــظــيــفــهــا بـــالـــكـــامـــل، مــــع تـــكـــرار عمليات التنظيف مع اقتراب فصل الشتاء، علم ًًا بأن هذه الأعمال ت ُُنفذ بشكل دوري طوال الموسم. وأوضـــــــــــح الــــنــــاطــــق الإعلامـــــــــي لـلـبـلـديـة غــيــث الـــتـــل، أن منطقة الـروضـة (الحي الشرقي) تُُعد من أكثر المناطق عرضة لتجمع المياه وغـــمـــر بـــعـــض الــــمــــنــــازل، مــشــيــرًًا إلــى اعتماد البلدية خطة واضحة لمعالجة الـنـقـاط الــخــطــرة، ســواء مـــن خلال إنـــشـــاء خــطــوط جـديـدة لتصريف المياه أو تعزيز الخطوط القائمة، أو تعديل مناسيب الطرق فـــي بــعــض الـــمـــواقـــع، إضـــافـــة إلــى وضـع مصدات مائية لمنع دخول المياه إلى المنازل. وأكد التل أن المشاكل لا تتكرر عـادة في الـشـوارع التي تُُجرى لها أعـمـال صيانة شـامـلـة، إلا أن أبـرز التحديات تتمثل فـي قيام بعض الـمـواطـنـيـن بــربــط مـــزاريـــب مـيـاه الأمطار بشبكات الصرف الصحي، ما يـؤدي إلـى فيضانها فـور هطول الأمطار. وتابع أن البلدية تشكّّل سنويًًا فــــــرق طــــــــوارئ مــتــخــصــصــة تـضـم مـهـنـدسـيـن وفـنـيـيـن ذوي خـبـرة، يـــتـــم الإعلان عـــنـــهـــا رســــمــــيًًــــا فـي وسائل الإعلام، حيث يشمل عدد فرقة 15 فرق الطوارئ هذا العام تعمل على مدار الساعة خلال تأثير المنخفضات. وعلى الصعيد المالي، أكد التل أن الــتــحــديــات الــمــالــيــة لا تشكل عـائـقًًــا أمـــام تنفيذ خطط البلدية، مـــشـــيـــرًًا إلــــى رصــــد الـمـخـصـصـات ضمن موازنة بداية العام، وتنفيذ عـــطـــاءات خـــاصـــة بـتـصـريـف مـيـاه الأمـــطـــار تـــجـــاوزت قـيـمـتـهـا نصف 15 مليون دينار، شملت أكثر من مـوقـع ًًــا، إضـافـة إلــى تنفيذ خطوط ألف دينار 50 جديدة بقيمة تقارب في نحو عشرة مواقع أخرى. وأكد التل أن البلدية تنس ّّق مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وتتدخل فورًًا فــي أي حـالـة طــارئــة تـهـدد سلامــة المواطنين، بغض النظر عن حدود مسؤوليتها الإدارية. وأشــــــــار الــــتــــل إلــــــى أن جـمـيـع الطرق المستحدثة تشمل إنشاء خـــطـــوط لـتـصـريـف مـــيـــاه الأمـــطـــار، مثل الـشـوارع الجديدة المحيطة بمستشفى الأمــيــرة بـسـمـة، كما تشمل إعـادة إنشاء بعض الطرق تنفيذ خطوط تصريف جديدة، كما في شـارع الدكتور عـارف البطاينة (عمان سابق ًًا). ولفت التل أن البلدية تمتلك ا ، مـرتـبـط ًًــا نــظــام شـــكـــاوى مـــتـــكـــاملًا بــــــوزارة الإدارة الــمــحــلــيــة، يُُــمـكّّــن مــن متابعة الـشـكـوى مـنـذ لحظة تسجيلها وحـتـى حـلـهـا، بـالإضـافـة إلـى استقبال الشكاوى عبر أرقـام الـطـوارئ ومنصاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. إجراءات رقابية أكد رئيس لجنة البيئة والمناخ النيابية الـنـائـب المهندس جهاد عـــبـــوي أن الـلـجـنـة لـــم تــقــتــرح أي تعديلات تشريعية إلـى الآن؛ لأنها عقدت اجتماع ًًا واحد ًًا فقط. وأشــــــــار إلــــــى أن أول تــعــديــل مـــحـــتـــمـــل ســــيــــكــــون عــــبــــر لـــقـــاء الــمــســؤولــيــن الـمـعـنـيـيـن بالبنية التحتية، مثل أمين عمان ووزيـر البلديات، ووزيـــر الأشـغـال، ووزيـر البيئة، لافـتًًــا إلـى أن هـذه الخطوة تأتي كـإجـراء رقـابـي أولــي وليست تشريعية. وأوضــــــــــح عـــــبـــــوي أن الـــلـــجــنـــة ستضمن توجيه موازنات التكيف مـع التغير المناخي إلـى مشاريع تقليل مخاطر الفيضانات، شريطة إنـــفـــاق الأمـــــــوال عــلــى الــمــشــاريــع الــصــحــيــحــة، مــثــل تــصــريــف مـيـاه الأمــــطــــار والأرصـــــفـــــة، والــمــنــاهــل، والــعــبــارات الـصـنـدوقـيـة، والـطـرق السليمة. وبــيّّــن عــبــوي أن ســرعــة إصـــدار الـحـكـومـة لــلــمــوازنــة الــعــامــة قبل نــهــايــة الـــعـــام أعـــاقـــت اجـتـمـاعـات اللجنة، الـتـي تـهـدف إلــى مساءلة الــمــســؤولــيــن عـــن تـــكـــرار الأضـــــرار الشتوية، مشير ًًا إلى أن المسؤولية مـــوزعـــة بــيــن أربـــــع جـــهـــات: أمــانــة عـمـان، وزارة الأشـغـال، البلديات، ووزارة البيئة. وأشــــار إلـــى أن الاجــتــمــاع الأول للجنة تضمن حديث وزيــر البيئة عن الاستراتيجية الوطنية ومؤتمر الأطـــــــــراف، بـــالإضـــافـــة إلـــــى تـــوزيـــع المهام والتعارف بين الأعضاء، وأن الاجتماع انتهى دون بحث قضايا الفيضانات بشكل مفصل، لذا من المقرر عقد اجتماع ثاني للتركيز عــلــى الــفــيــضــانــات الـــتـــي شـهـدتـهـا عمان وبقية المحافظات. وأضـــاف عبوي أن خطة اللجنة لضمان تفعيل دور هيئة النزاهة في التحقيق بالمشاريع الهندسية غـــيـــر الـــمـــكـــتـــمـــلـــة لا تـــــــزال قــابــلــة للتعديل، ولم يتم التطرق إلى دور الهيئة حتى الآن. وأكــــــد فــــي خـــتـــام حـــديـــثـــه دعـــم اللجنة لإعـــادة هيكلة الصلاحيات لإنهاء التشتت في المسؤولية بين البلديات ومجالس المحافظات، بما يسهم في تحسين فعالية إدارة مشاريع البنية التحتية ومواجهة الفيضانات المستقبلية. فيضانات تُُغر ِِق الشوارع في عدة محافظات.. وتكشف عن تهالك البنية التحتية وعدم جاهزية الجهات المعني ّّة خبراء: أخطاء تصميم هندسية وتوسع عمراني غير مخطط له يزيد من «هشاشة» شبكات الصرف ࣯ إشراف: آرام عبابنه ࣯ يم بنات � إعداد: إبراه ࣯ ي عيسى � ن � أسيل ب ࣯ ج ود بطاينة � س ࣯ شهد ذيابات ࣯ حذيفة محاسنة شهدت العاصمة عم ّّان فيضانات خلال المنخفض الأخير

RkJQdWJsaXNoZXIy MzI3NjE0Mw==