2025 كانون الأول ١٤ _ 1447 جماد ثاني ٢٣ الأحد 5 سنابل ࣯ يم بنات وآرام عبابنه � ي رموك- إبراه � صحافة ال أصبح طلبة الجامعات الأردنية قادرين على استخدام Gemini النسخة المدفوعة من أداة الذكاء الاصطناعي « » بعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث pro 2.5 العلمي في الشهر الماضي عن تعاونها مع شركة جوجل ضمن مبادرات المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، م ّّا يتيح لجميع الطلبة في جامعات المملكة استخدام أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بشكل مجاني لمدة عـام، وسيتمكن الطلبة استخدام ميزات خاصة بالتعلم من ضمنها ميزة البحث بالعمق وإمكانية توليد المحتوى »Notebooklm والنصوص والصور، بالإضافة إلى أداة « تيرابيت 2 المفيدة للباحثين ومساحة تخزينية سعتها »Google Drive » و «. Google للملفات والصور على « ورغم أن الكثير من الطلبة والخبراء أيدوا هذا التعاون بين وزارة التعليم وشـركـة جـوجـل، معتبرين أنـه خطوة ستدعم التحول الرقمي في العملية التعليمية وتسهّّل الوصول إلى مصادر التعلم المتنوعة إلا أن هناك مخاطر حقيقية لا يمكن تجاهلها، ومن جهة أخرى، يخشى خبراء الذكاء الاصطناعي من الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي الذي قد يجعل الطلبة أقل قدرة على التفكير خصوص ًًا إذا أصبحت إجابات أدوات الذكاء الاصطناعي بديلا جاهزًًا عن الجهد العلمي. وفي هذا السياق، تواصلت صحافة اليرموك مع وزارة التعليم العالي أكثر من مرة للحصول على تفاصيل هذا التعاون، وكيفية توزيع الاشتراكات، والفئات المشمولة، ومدى جاهزية الجامعات لتطبيقها فعليًًا، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل ولم تتلق أي رد من الوزارة حتى الآن. وقــــال أســـتـــاذ الأمــــن الـسـيـبـرانـي فـــي جـامـعـة الـــزرقـــاء الخاصة الدكتور جعفر عبابنة إن استخدام الطلبة لأداة «جيمناي»يمكن أن يشكّّل نقلة نوعية فـي مسيرتهم الأكاديمية، شريطة أن يُُستخدم بشكل واع ومسؤول، مضيفا أن الأداة قادرة على الارتقاء بجودة البحث العلمي، إذ تساعد الطالب على بلورة المشكلة البحثية وتحديد الفجوات المعرفية، إلى جانب قدرتها على تحليل كميات هـائـلـة مــن الـنـصـوص وتـقـديـم ملخصات دقـيـقـة لأحــدث الأبحاث، م ّّا يختصر الوقت ويزيد من الإنتاجية. وأشار إلى أن الأداة توفر دعم ًًا مهم ًًا للطلبة في مجالات البرمجة وتحليل البيانات، إذ تمكّّنهم من كتابة الأكـواد، وفهم الخوارزميات، ومعالجة البيانات باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تعزز القدرة على الابتكار فـي المشاريع العملية مـن خلال اقـتـراح أفـكـار جـديـدة، ووضــــع خـطـط مـــدروســـة تـشـمـل الأهـــــداف والمنهجيات والأدوات والنتائج المتوقعة، إضـافـة إلــى تقديم نماذج جاهزة للتقارير والعروض التقديمية. وبحسب عبابنة فإن الأداة تدعم مهارات التفكير النقدي عبر الـمـقـارنـة بين الـنـظـريـات وتحليل الـمـزايـا والعيوب والـكـشـف عـن الأخــطــاء المنهجية، إلــى جـانـب دورهـــا في تعزيز التعلم الذاتي من خلال الشرح المبس ّّط للمفاهيم وتوفير تمارين تطبيقية تساعد الطالب على تعزيز فهمه دون الاعتماد الكامل على المدرس. ويــرى عبابنة أن الأداة تشكل منصة متكاملة تجمع الـبـحـث والـكـتـابـة والتحليل والـبـرمـجـة فــي أداة واحـــدة، الأمـر الـذي ينعكس بوضوح على جـودة مخرجات الطلبة الأكاديمية. ولفت عبابنة إلـى وجــود مخاوف حقيقية من الإفــراط في الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يؤدي استخدامها غير المنضبط إلــى تـراجـع مــهــارات التفكير النقدي لدى الطلبة، وفقدان القدرة على تحليل المعلومات وبناء الحجج العلمية المستقلة. وأضاف أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات يضعف مـهـارات الكتابة الأكـاديـمـيـة، بحيث يتراجع دور الطالب في صياغة النصوص العلمية وإنـتـاج المعرفة بأسلوبه الخاص، بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر الانتحال الأكاديمي نتيجة لجوء بعض الطلبة لاستخدام الأداة لكتابة مهام كاملة بطريقة تخالف قواعد الأمانة العلمية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم أحيانًًا معلومات غير دقيقة أو مختلقة، مّّــا يتطلب مـن الطالب التحقق الدقيق من المصادر. وأكد عبابنة أن الجامعات يمكن أن تدير هذه المخاطر من خلال وضع سياسات واضحة تحدد حدود الاستخدام المقبول، وتوع ّّي الطلبة بمبادئ الاستخدام الأخلاقي، بدلا من اللجوء إلى المنع الكامل من استخدام الأداة. وأشار إلى أن الجامعات تستطيع اعتماد أساليب تقييم ترتكز على المهارات البشرية المباشرة، مثل المناقشات الشفهية، والـعـروض التقديمية، والمشاريع التطبيقية التي تعكس الجهد الأصلي للطالب،مبينا أنه يمكن تصميم مــهــام يـصـعـب عـلـى أدوات الـــذكـــاء الاصـطـنـاعـي إنـجـازهـا دون معرفة بشرية، مثل دراســـات الحالة، والتحقيقات الميدانية، وتحليل البيانات الواقعية. ويرى عبابنة أن تدريب أعضاء هيئة التدريس على فهم قـدرات الذكاء الاصطناعي وحــدوده أصبح ضـرورة ملح ّّة، وذلــك لضمان تقييم عــادل ومنصف، والـحـد مـن إســاءة استخدام هذه الأدوات في العملية التعليمية. وحول جاهزية الجامعات الأردنية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في التعليم، قال عبابنة إن الواقع يشير إلى أن الجامعات ما تزال في مرحلة “البدايات غير المكتملة” فعلى الرغم من وجود بنية تحتية تقنية متقدمة نسبيًًا لدى بعض الجامعات مثل الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والأمــــيــــرة ســمــيــة، فــــإن هــــذا الــتــقــدم غــيــر مـــتـــوازن بين المؤسسات التعليمية. وأشـــــار إلــــى أن الــســيــاســات الـمـتـعـلـقـة بــالاســتــخــدام الأكاديمي للذكاء الاصطناعي ما تزال غائبة على مستوى وطنيفان وزارة التعليم العالي لم تصدر حتى الآن إطـارًًا تنظيميا شــاملاًً، فيما تعتمد بعض الجامعات تعليمات داخلية غير واضحة وغير معلنة بشكل كاف للطلبة. وأضـــاف عبابنة أن التحدي الأكـبـر يكمن فـي أساليب التقييم الأكـاديـمـي، حيث مـا يــزال كثير مـن المدرسين يـعـتـمـدون عـلـى نــمــاذج التقييم التقليدية الـتـي لا تأخذ بعين الاعـتـبـار إمـكـانـات الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، مضيفا أن الوعي الأخلاقي لدى الطلبة تجاه الاستخدام المسؤول لا ا مؤسسيًًا عبر برامج يزال محدودًًا، وهو ما يتطلب تدخلًا تدريبية وتوعوية. ولفت إلى وجـود بـوادر تحسن، أبرزها مبادرات مراكز الابتكار وورش العمل التدريبية وظهور برامج أكاديمية جديدة في الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن الجامعات تحتاج إلـى إطـار وطني موحّّد يضمن الاستخدام الأمثل ويقلل الفجوات بين المؤسسات. ويرى عبابنة أن انتهاء العام المجاني لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي سيضع الجامعات أمام تحديات جديدة، ولا سيما أن الاشتراك المؤسسي الشامل لجميع الطلبة ليس خيارًًا مرج ّّح ًًا في ظل محدودية الميزانيات وغياب الدعم الوطني، ويُُتوقََّع أن تعتمد الجامعات اشتراكات جزئية مخص ّّصة لأعـضـاء هيئة الـتـدريـس أو تُُــتـاح داخـل مختبرات مـحـددة، في حين ستقع مسؤولية الاشتراك الفردي على الطلبة أنفسهم وفق احتياجاتهم، خصوص ًًا في التخصصات الهندسية والتقنية. وحــذر عبابنة من أن هـذا الـواقـع قد يــؤدي إلـى اتساع الفجوة الرقمية بين الطلبة الـقـادريـن على الـدفـع وغير الــقــادريــن، مّّــا قـد ينعكس سلبًًا على جـــودة مخرجاتهم الأكاديمية، ويدفع البعض إلى الاعتماد على أدوات مجانية أقل دقة أو حلول غير رسمية. وأشـــار إلــى أن الجامعات تستطيع الحد مـن آثــار هذا الـتـحـوّّل مــن خلال تـوفـيـر اشــتــراكــات مؤسسية جزئية، وتدريب الطلبة على استخدام نماذج مفتوحة المصدر، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية ضمن المقررات الدراسية، إضافة إلى إتاحة استخدام الأدوات المتقدمة داخـــل مختبرات الجامعة دون أي تكلفة مـبـاشـرة على الطلبة. من جانبه، قال أستاذ الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في جامعة اليرموك الدكتور خالد النواصره إن دخول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى الحياة الجامعية مثل «جيمناي» لم يعد مجرد رفاهية تقنية، بل تحول إلى حاجة تعليمية تفرضها سرعة المعرفة وتطورها،مشيرا إلى أن الطلبة باتوا يجدون في هذه النماذج مساحة تساعدهم على تبسيط المفاهيم الـمـعـقـدة، وفـهـم الــمــواد الـدراسـيـة مـن خلال شروحات تفاعلية وأمثلة متعددة، م ّّا يرفع جودة تعلمهم ويمنحهم فرصة أسـرع لمراجعة المحاضرات وتلخيص الكتب. وأضاف أن الأثر لا يقتصر على الفهم فحسب، بل يمتد إلى الإنتاجية الأكاديمية؛ إذ تساعد الأدوات الذكية الطلبة في تنظيم أفكارهم وصياغة محتوى تقاريرهم وأبحاثهم، واقـــتـــراح حـلـول لـلـمـشـكلات البرمجية والـهـنـدسـيـة، مع الحفاظ على ضـرورة أن يبقى التفكير النقدي حاضرًًا في كل خطوة. وأوضح أن نموذج ًًا مثل «جيمناي» أصبح أيض ًًا داعم ًًا مــبــاشــرًًا للبحث الـعـلـمـي، ســـواء فــي مـراجـعـة الأدبــيــات العلمية أو اقتراح منهجيات وأفكار بحثية أو حتى تحليل البيانات النوعية. وأشـــار إلــى أن الــذكــاء الاصـطـنـاعـي يفتح أمـــام الطلبة أبوابًًا لتعلم مهارات حديثة ومتجددة، بدءًًا من فهم آخر ا إلى التدريب اتجاهات العالم في الذكاء الاصطناعي وصولًا البرمجي المباشر عبر أمثلة جاهزة وتفاعلية، مشددا، في المقابل، على أن هذا التطور يحمل جانبًًا مظلم ًًا إذا أســـيء اسـتـخـدامـه، فبعض الطلبة قــد يـعـتـمـدون عليه بشكل مـفـرط، مّّــا يضعف قدرتهم على التفكير النقدي ا عن تراجع مهارة ويزيد احتمالات الغش الأكاديمي، فضلًا البحث الحقيقي. ونـــوّّه الـنـواصـرة إلـى أن الجامعات باتت تـواجـه تحديًًا في إيجاد توازن بين تشجيع الطلبة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والحد من إساءة استعمالها، ولتحقيق هذا التوازن، مؤكدا ضرورة وضع سياسات واضحة تحد ّّد مــا هــو مـقـبـول ومـــا هــو مــرفــوض فــي اســتــخــدام الــذكــاء الاصطناعي ضمن المهام الأكاديمية، إضافة إلى تدريب الطلبة على التحقق من صحة المعلومات بدل الاكتفاء بالمخرجات الجاهزة. وأكـــد أن أسـالـيـب التقييم العملية مـثـل المشاريع والامتحانات الشفوية تعد مـن أهـم الوسائل للحد من الغش. وأشـــارإلـــى أن واقـــع الـجـامـعـات الأردنـــيـــة، مـا تـــزال في مرحلة انتقالية، فبعض الجامعات مثل الأردنية والعلوم والــتــكــنــولــوجــيــا والألـــمـــانـــيـــة الأردنــــيــــة أطــلــقــت مـــبـــادرات ومساقات متقدمة في هذا المجال، لكن غياب سياسة وطنية موحدة ونقص التدريب والبنية الرقمية يشكل تحديًًا ما يزال قائم ًًا. ورغم ذلك، أكد أن الوعي يتزايد وأن الجامعات تتحرك تدريجيًًا نحو تطوير بيئة تعليمية قــادرة على استيعاب الذكاء الاصطناعي. وعن مستقبل الخدمة بعد انتهاء الفترة المجانية، توق ّّع الخبير أن تلجأ الجامعات إلى اشتراكات مؤسسية شبيهة » و»ماتلا»، موضح ًًا أن 365 بما يحدثمع «مايكروسوفت استمرار الطلبة في استخدام هذه الأدوات مرتبط بدعم الجامعات لهم. فإذا توف ّّر الاشتراك مجانًًا سيستمر الطلبة في الاستفادة منه، أما في حال غيابه فقد يتجه بعضهم نحو بدائل مجانية. وشــدد النواصره على أن الـذكـاء الاصطناعي يجب أن يكون «مدربًًا ذكيًًا» لا «كاتب واجبات»، ناصحا الطلبة بأن يستخدموا الأدوات الرقمية للفهم والتوجيه، لا للحلول الجاهزة، وأن يتحققوا من كل معلومة قبل اعتمادها، لأن مـا يميز الـطـالـب فـي الجامعة وســـوق العمل ليس امتلاكه للأداة، بل قدرته على التحليل، والكتابة، والتفكير المستقل. مـن جهته، قــال خبير وأسـتـاذ فـي الـذكـاء الاصطناعي والــتــحــول الــرقــمــي فــي الـجـامـعـة الأردنـــيـــة الــدكــتــور علي أصبح Gemini الروضان إن مساعد الذكاء الاصطناعي أداة فعّّالة لدعم الطلبة في التعليم الجامعي، إذ يوضح المفاهيم المعقدةويلخص الأبحاث، وينظم الأفكار، ويعزز جودة الكتابة الأكاديمية. ولفت إلـى أن الأداة تسرّّع الـوصـول إلـى المعلومات وتختصر الوقت في المهام الروتينية، م ّّا يسمح للطلاب بـالـتـركـيـز عــلــى الــفــهــم والــتــحــلــيــل، وتــســاهــم فـــي إعــــداد المشاريع والتقارير البحثية عبر اقتراح أفكار أولية وتطوير المسودات. وأشـــارالـــروضـــان إلـــى وجـــود مـخـاطـر محتملة مرتبطة باستخدام الأدوات الذكية، مثلالغش الأكاديمي وضعف التفكير النقدي والاعتماد على الإجابات الجاهزة، مؤكدا أن التوازن بين الفوائد والمخاطر يتطلب وضع سياسات واضـــحـــة تــحــدد الـمـسـمـوح والــمــمــنــوع، وتــوعــيــة الطلبة بالاستخدام الأخلاقـي للأدوات، إلى جانب تطوير أساليب التقييم لقياس الفهم والتحليل والمشاريع التطبيقية بدل الاقتصار على الواجبات النصية. وشـــدّّد الـروضـان على أن الـذكـاء الاصطناعي يجب أن يبقى أداة مساعدة لا بـديلا عن عقل الطالب، موضحا أن كتابة الطالب لنفسه أولا ثم استخدام الأداة للتحسين والـمـراجـعـة، مـع التحقق مـن صحة المعلومات وتجنب نسخ الإجابات الجاهزة، هو السبيل لضمان التعلم الفع ّّال. وبخصوص الجامعات الأردنية، بيّّن الروضان أن بعض الــمــؤســســات بــــدأت بــوضــع تـعـلـيـمـات مـكـتـوبـة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي، واعتبر أن البنية التحتية التقنية جيدة عموم ًًا، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في توحيد السياسات وتعزيز التدريب وبناء وعي مؤسسي حقيقي لدى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس حول الاستخدام التربوي السليم. وعن المستقبل، قال إن الجامعات من المرجح أن تتجه إلـى اشتراكات جماعية مدعومة أو الاعتماد على بدائل مجانية، محذرا من أن تتحول الأدوات المتقدمة إلى ميزة متاحة فقط لمن يستطيع الدفع، ما يخلق فجوة رقمية بين الطلبة، مؤكدا أن التركيز يجب أن يكون على بناء المهارات وليس على الارتباط الدائم بمنصة محددة. بد\وره، قال الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة إن الذكاء الاصطناعي أصبح لاعب ًًا رئيسي ًًا في البيئة التعليمية الــمــعــاصــرة، مــوضــح ًًــا أنـــه يــقــدم فــرص ًًــا واســعــة لتسريع عمليات البحث والــوصــول إلــى المعرفة وتـولـيـد نماذج للكتابة وتطوير مـهـارات التفكير، مشيرا إلـى أن الطالب اليوم يمتلك أدوات تتيح له التعلّّم وفق مستوى مهاراته، وهو ما يعد جانبًًا إيجابيًًا إذا أُُحسن استخدامه. لكنالنوايسة حذر من الاستخدام المفرط لهذه التقنيات، مشيرًًا إلـى أن الاعتماد الكامل عليها «يضعف التفكير الذاتي ويؤثر على قدرة الطالب لتقييم وصياغة الحجج». وأضـاف أن القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي تظهر عندما يستخدم كـ»مساعد» لا كبديل للعقل البشري. ولفت النوايسة إلى الارتفاع الملحوظ في حالات الغش الأكــاديــمــي الـنـاتـج عــن سـهـولـة الـحـصـول عـلـى الإجــابــات الجاهزة، معتبرًًا أن هذه الظاهرة تمس بالملكية الفكرية وتضعف الجهد الحقيقي للطلاب. وأوضح أن مواجهة هذا التحدي تتطلب «مهام ًًا تعليمية مبنية على التفكير الشخصي، وتوثيق خطوات العمل، وتقديم نماذج شفوية وعملية تحد من فرص الغش». وفي ما يخص طرق التدريس الجامعية، شد ّّد النوايسة على ضــرورة الانتقال نحو التعليم التحليلي القائم على الـنـقـد والـتـطـبـيـق، مـــؤكـــدًًا أن الـمـرحـلـة المقبلة تتطلب مشاريع بحثية وتجارب ودراسات حالة تُُقاس من خلالها مهارات التفكير بصورة عملية. وتـابـع أن هــذا الـتـحـول لا يكتمل دون تـدريـب الطلبة على استخدام الذكاء الاصطناعي بوعي وأخلاق،بــدءًًا من ا إلى التحقق من المعلومات، كيفية صياغة السؤال ووصول ًا مشددًًا على أن دمج هذه المهارات يجب أن يكون جزءًًا ا من العملية التعليمية. أصيل ًا أما على الصعيد الأخلاقي، أوضح النوايسة أن الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي قد ينعكس على شخصية الطالب من خلال إضعاف النقد والتفكير المستقل، إلى جانب إنتاج معلومات غير دقيقة أو متحيزة إذا لم تُُتحقق مصادرها. وأضــــاف أن هـــذا الـنـهـج يــحــوّّل الـطـالـب إلـــى «متلقي لا مـنـتـج»، مــؤثــرا عـلـى جـــودة مـخـرجـات التعليم وقـــدرة الجامعات على المنافسة في المؤشرات العالمية. وأشـــار أيـض ًًــا إلــى أن الجامعات بـــدأت بالفعل بتغيير طبيعة بـرامـجـهـا الأكــاديــمــيــة اسـتـجـابـة لــتــحــولات سـوق العمل، الذي بات يركز على المهارات التقنية والتحليلية أكثر مـن المعارف التقليدية، مبينا أن تخصصات مثل تحليل البيانات والبحوث الأولية تتطلباليوم معايير جديدة ومناهج محدثة تستجيب لتطورات الذكاء الاصطناعي. وفـي إطــار الضوابط اللازمـــة لاستخدام الجيل الجديد من أدوات الـذكـاء الاصطناعي، دعـا النوايسة الجامعات إلـى اعتماد سياسات واضحة وأطـر أخلاقية تُُبيّّن ما هو مسموح وما هو محظور، إلى جانب إجراءات تقنية تكشف التشابه وتوضح دور الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام الأكاديمية. وأكد ضرورة تصميم مهام يصعب إنجازها بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، وتعزيز ثقافة النزاهة من خلال برامج توعية وعقوبات عادلة وحوافز للإبداع. أما الفجوة بين الطلبة الرقميين وأولئك الأقل مهارة تـقـنـيًًــا، فـاعـتـبـرهـا الـنـوايـسـة تـحـديًًــا مـتـوقـع ًًــا مــا لــم تُُــوف ّّــر الجامعات فرص وصول عادلة للتقنيات الحديثة، مشددا على ضـــرورة وجـــود إطـــار وطـنـي شـامـل للتعليم الرقمي يشمل جميع الجامعات وكلياتها لضمان تكافؤ الفرص وتوازن المهارات. خبراء يحذرون: اتفاقية جيمناي المجانية قد تؤثر على مهارات الطلبة »Gemini شعار أداة الذكاء الاصطناعي « ࣯ يماء نوافلة � ي رموك- ت � صحافة ال أعلنت الحكومة مؤخرا نيتها إنشاء «مدينة عمرة» الجديدة شرق العاصمة عمان، وكشف تفاصيلها رئيس الوزراء جعفر حسان، وستقام على موقع استراتيجي إذ تقع على طرق دولية تربط الأردن بالسعودية وسوريا والـعـراق، كما % مـــن الأراضـــــي فـــي مـشـروع 10 ََّــص سـي ُُــخـص مدينة عمرة لصالح القوات المسلحة الأردنية، وسيبدأ العمل فيها مطلع العام المقبل وتمتد م، وتمتد مراحل تطويرها على 2029 حتى عام عاما وبشكل عابر للحكومات. 25 مدى ألف دونم من أصل 40 وست ُُقام على مساحة نصف مليون دونم، وستتولََّى الش ََّركة الأردنيََّة لـتـطـويـر الــمــدن والــمــرافــق الـحـكـومـيََّــة متابعة وتسهيل مراحل إنجازها. وقـــــال الــخــبــيــر الاقـــتـــصـــادي حـــســـام عـايـش إن إنـشـاء مــدن ومــرافــق جـديـدة يعد جــزء من الإنفاق العام للدولة، ويهدف إلى تحريك العجلة الاقتصادية، وزيادة فرص العمل، وزيادة النشاط الاقـتـصـادي فـي القطاعات المختلفة المتأثرة بـإقـامـة مـديـنـة جــديــدة كـالـعـقـارات، إنــشــاءات، تــــجــــارة، قـــطـــاع الـــنـــقـــل، الــــذكــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي، وتـكـنـولـوجـيـا الــمــعــلــومــات، والــقــطــاع الـرقـمـي وغيرها، بالتالي سوف ينشط حركة الكثير من القطاعات الرئيسية والفرعية المرتبطة بها، وينعكس على الأداء والنمو الاقتصادي العام. وأضـــاف مـن المفترض الـمـشـروع أن يـؤدي إلــى فــرص عمل وإيـــــرادات إضـافـيـة للحكومة، وتـحـسـيـن مـــعـــدلات دخــــل الأفــــــراد مـــن الـنـاتـج الـمـحـلـي الإجـــمـــالـــي، إضـــافـــة إلـــى تـعـزيـز جـذب الاســتــثــمــارات، مـشـيـرا إلـــى أن هـــذا الـمـشـروع الاقـتـصـادي يمتد ليشمل الـعـائـد الاجتماعي، وزيادة مستوى الإيرادات الحكومية، وأثره على مستوى الـقـطـاع الــخــاص، ودورة فـي العملية التنموية. وأشــــــار إلــــى أن هــــذه الــمــديــنــة ســــوف يتم عاماًً، والكلفة الإجمالية ٢٥ إنشاؤها على مدار مليارات دينار أردني، 8 المقدرة للمشروع تبلغ كما يعتقد أن هـذه الكلفة سـوف ترتفع لاحقاًً، ولــم يتم إنفاقها مــرة واحـــدة حتى يتم تحديد الأثر الناجم عنها اقتصادياًً، مع ذلك لكل عملية إنفاق أو إنجاز في إقامة هذه المدينة سيكون مضاعفة اقتصادية. ولفت عايش إلــى أن الحكومة تـراهـن على أن هذه المدينة والبدء بإقامتها سيكون إحدى الـروافـد المهمة لعملية اقتصادية مستدامة، ومن المتوقع إنشاء، على أطرافها أو جوانبها، تجمعات سكانية أو عمرانية، صناعية، سياحية، مؤكدا أن هذا يشكل مصدرا لنشاط اقتصادي إضافي حتى بعد استكمال المشروع، ويعتبر اكتماله معنوي أكثر من أنه استكمال بالمعنى النهائي لإقامة هذه المدينة. وأكـــــد عـــايـــش أن الأســـبـــاب الــمــوجــبــة الـتـي دفعت الحكومة لإقامة المدينة، إنها ستكون مدينة رقمية ووفق رؤية التحديث الاقتصادي سوف تصنف مدينة عمرة ضمن أول مئة مدينة بالعالم بحسب معايير ترتيب المدن المختلفة. وأضاف أن الاكتظاظ السكاني، وزيـادة حركة السيارات والنقل والازدحام والتوسع العشوائي والزيادة السكانية على شكل خاص في المدن الأردنـيـة من الأسـبـاب الرئيسية دفعت لإقامة مدينة عمرة. ولا يــــرى عـــايـــش أن هــــذه الأســــبــــاب يمكن اعتبارها أسبابا جوهرية لإقامة مدينة جديدة، 25 خــاصــة إن الـمـديـنـة ســـوف تـسـتـغـرق نـحـو عاماًً، حيث وفقا لمعدلات النمو الحالية ممكن أن يتضاعف العدد السكاني الأردنـي خلال هذه الـــمـــدة، م ّّـــا يـعـنـي إن جـمـيـع هـــذه الـخـطـط لن مليون نسمة، ولن تشكل حل 1.3 تستوعب عميق لمشكلة الازدحامات في المدن الحالية، إنما مجرد حل تجميلي. مـن وجهة أخـــرى، أوضــح أن الحاجة لا تـزال ماسة لإعــادة تنظيم وتخطيط المدن القائمة، بـهـدف تطوير نوعية الـخـدمـات فيها وتحسين آلية حركة النقل والمواصلات، إضافة إلى تقليل الانــبــعــاثــات الـكـربـونـيـة وتـخـفـيـف كـلـفـة الـوقـت والجهد المبذول فيما يتعلق بالحركة داخلها، تحديدا للعاملين الذي يأتون يومياًً، كذلك كلفة أسعار العقارات المرتفع جدا داخل المدن، مّّا جعل الإيـجـارات طـاردة لكثير من الشباب على وجه التحديد. ولفت أيضا إلـى الحاجة المستمرة لصيانة الــبــنــيــة الــتــحــتــيــة لـــهـــذه الــــمــــدن، بـــمـــا يـشـمـل الشوارع، شبكة الطاقة، الكهرباء، الماء وغيرها.. والاستثمار بها كان من شأنه رفع جـودة الأداء وتحسين مـسـتـويـات المعيشة فـيـهـا، إضـافـة إلى تشكيل نشاط اقتصادي من خلال قطاعات اقتصادية كثيرة كانت ستشارك به. وشـدد على التوازن مع إقامة مدن جديدة، بأن يكون هناك خطط لرفع سوية الخدمات في المدن الحالية، لأن غالبية السكان سيبقون بها، ولا يجوز الاعتناء بمدينة جـديـدة على حساب المدن الأخرى، والتي تعد مدنا تاريخية وتستحق إعطاءها مكانتها والإنفاق على احتياجاتها بشكل حقيقي وليس بشكل تجميلي أو عشوائي كما يحدث الآن. وأشار إلى الإدارة الحالية لهذه المدن، إذ ترتفع مديونية البلديات والمجالس المحلية، بما في ذلك أمانة عمان التي أصبحت مديونيتها حوالي مليار دينار، وهـذا يشكل مخاوف للمدينة من أن تعاني في إدارتها المالية والنتائج المترتبة على الاستثمارات فيها، في ظل العقلية الإدارية الحالية الـتـي تـديـر الـمـدن الأردنــيــة والبلديات الأردنية، حيث الشكوى الدائمة من العجز في موازنتها مـن المديونية المرتفعة ومــن عدم قدرتها على استكمال الخدمات أو على تقديمها بالشكل المطلوب. وبالنسبة لنجاح المدينة المستقبلية، بي ّّن أن هذا يعتمد على نوع الاستثمارات، لكن الحكومة تصرح إنها ستبدأ بإقامة المرافق الترفيهية، والرياضية، السياحية وغيرها، وسيكون جاذبا للقطاع الخاص، كذلك الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية والاسـتـدامـة والنمو الأخطر، وأيـض ًًــا بعض الأنشطة الاقتصادية والصناعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وانبعاثات الكربون المنخفضة أو المعدومة. وتابع أن هذا يشكل حلقة جذب لمستثمرين تستهويهم هـذه النوعية من المشاريع سواء كانوا من الأردن أو من خارجه. وبـيـن أن الأردن ليست مـن الـــدول الجاذبة للاستثمارات مقارنة بـدول أخــرى، سـواء دول الخليج أو غـيـرهـا، لـذلـك يبقى مستوى جذب الاستثمار أقل من المطلوب، رغم كل التعديلات التي أ ُُجريت على الأنظمة والقوانين والسياسات، مبينا أنه يعود ذلك إلى عوامل تتعلق بالعائد الداخلي على الاستثمار، وبالطريقة التي تدار بها العملية الاستثمارية داخــل الـــبلاد، إضافة إلى أن البيئة الاستثمارية ما تزال غير مكتملة على الصعيد الإداري والتشريعي والقضائي والتنظيمي والسياسات المتغيرة أو ضريبية، وهــذا كله جـزء مـن المنظومة عامة يمكن أن تسهم في جذب الاستثمارات، في حال تطويرها والارتقاء بها على مستوى المعايير المتقدمة سواء في المنطقة أو عالمياًً. وأكـــد أن وجـــود مدينة جـديـدة تخلق فرص عــمــل كــبــيــرة، لــكــن لـــن تــكــون بـنـفـس الــوتــيــرة المتخيلة، ويـعـود ذلـك إلـى أن نوعية المدينة رقـمـيـة تـكـنـولـوجـيـة وهــــذا يـــدل عـلـى أن فـرص العمل نوعية ومختلفة كذلك جديدة ومتطورة، وتحتاج إلى تقنيات ومهارات عالية، ولن تكون بمثل فرص العمل التي توفرها المدن الأخرى في المملكة. ويــخــتــتــم حـــديـــثـــه أنـــــه فــــي عـــالـــم تــتــغــيــر بـه الوقائع باستمرار ويحل فيه الذكاء الاصطناعي والروبوتات محل الإنسان، تصبح فرص العمل الحقيقية ذات العائد المرتفع في هذه المدينة قليل، م ّّا يدل أن المنافسة على الوظائف وآلية العمل في هذه المدينة وفي الأردن بشكل عام، عاما سيكون مختلف عما عليه الآن. 25 بعد خبير اقتصادي: نجاح مدينة «عمرة» المستقبلية يعتمد على نوع الاستثمارات وإدارتها ماليا موقع مشروع المدينة الجديدة
RkJQdWJsaXNoZXIy MzI3NjE0Mw==