صحافة اليرموك

شؤون ثقافية 2008 تشرين الثاني 23 الأحـد داعمون للمسابقة الإبداعية الأولى سماوي: الوطن يراهن على المستقبل عبر الشباب المبدع الصعوب: المسابقة الإبداعية للدارة تجديد دعم للموهوبين في الوطن الشعلان : الأعمال الفائزة تشي بمواهب حقيقية وتتميز بالرشاقة والإشراق يقول السيد جريس سماوي أمين عام وزارة الثقافة أن الوطن يراهن على المستقبل عبر هؤلاء الشباب المبدع, فهم من سيخطون اسمه على أرض البلاغة والأدب, وهم من سيزرعون ازدهاره بين حضارات العالم أجمع. ويضيف سماوي « تتبع هنا في الدولة الأردنية وعلى أرضها العديد من مؤسسات المجتمع المدني ومنها دارة المشرق للفكر والثقافة استراتيجية ثقافية تدعم الحراك الثقافي في المحافظات, لتعطي أفراد المجتمع إدارة الثقافة بأنفسهم, وذلك لأننا هنا في الأردن لا نجسد رؤية ثقافية أحادية تعبر عن رؤية الدولة, وأنما هي رؤية ثنائية متبادلة بين الدولة والمجتمع». ويذكر سماوي أن الحكومة لا تستطيع القيام بكل المهام المنوطة بها, ومنها التنمية الثقافية, في الوقت الذي تعد فيه التنمية الثقافية تحفيزا لإبداع الإنسان واستثماراً لطاقاته وقدراته, وعلى ذلك فإن كل من يهتم بالإبداعات الشبابية الجديدة, التي تريد أن توقع باسمها على خريطة الوطن, يسهم في استثمار المستقبل, وهو المستقبل الذي يريد سيد البلاد أن يضع له مكاناً في هذا العالم الكبير المتنامي. ويضيف «أننا نود من الهيئات الثقافية المختلفة أن تحاول إقامة علاقة مباشرة مع المبدعين الشباب, فما يهمنا هو أن نستمع للشباب لا أن نملي عليهم». وتقول السيدة زهرية الصعوب رئيسة دارة المشرق للفكر والثقافة أن الدارة تلقى دعماً مميزاً من مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة لدعم الشباب والموهبين, بما ينسجم مع رؤيا جلالة القائد الشاب الملك عبدلله الثاني ابن الحسين حفظه الله. مضيفة أن المسابقة الإبداعية للدارة قد جاءت لتجدد دعم هؤلاء الشباب المبدع, وخاصة الدعم المادي, داعية جميع المؤسسات والأفراد المعنيين بالأقلام الشابة الموهوبة الى تقديم تلك الفئة المتألقة من الشباب للمشهد الإبداعي الأردني, ورفدهم بأية مساعدة تسهم في تطوير مستوى كتابتهم وتحسين أدائهم. وتذكر د. سناء الشعلان الناطقة الرسمية باسم الجائزة أن الأعمال الفائزة تشي بمواهب حقيقية تحتاج للدعم, منوهة إلى أن تلك الأعمال قد تميزت بالسلاسة والإشراق, كما أنها تعد لغة محملة بالرمز والإحالات, ومفتوحة على رصيد كبير من التأويلات والتفسيرات والرؤى. وتقول د. الشعلان أن الأعمال الفائزة قدمت نماذج متميزة تدل على الدربة والاحتراف في الالتقاط والتشكيل والبناء, كما أنها في جلها قد تبنت القضايا الإنسانية المحيطة, وانتصرت لها عبر محاولات تجريبية محمودة استطاعت أن تخترق الأشكال التقليدية دون أن تكسرها أو أن تكون على حساب جودة الأعمال وتماسكها. ويقول غسان العلي عضو الأمانة العامة للجائزة أن لجنة التحكيم قد استقبلت جميع الأعمال, وكانت كلها مستوفية للشروط للدخول في المسابقة, كما أنها كانت على مستوى عال من المنافسة. مضيفا أن الأعمال المشاركة كانت في حقلي القصة القصيرة والشعر, وأن جميع المشاركات قد غلب عليها الهم الوطني, وأزمات الشارع العربي, ولا سيما ألوان صراع الإنسان المعاصر, دون أن تضع المسابقة شروطاً خاصة بموضوع معين. تقرير: أحمد فارس ونادين العزام إن دعم الأقلام الشابة الموهوبة لهو الإيمان بقدراتهم والمؤكد لهويتهم والمجسد لطموحاتهم التي ينتظرها مستقبل عابق بالحيوية, له, وليبصم في صفحاته ابداعهم وتألقهم. ً ليعتنق نهاية المطاف روح الشباب الصارخة دينا , لتشجع على دعم تلك الأقلام, الفذة في تعبيرها, 2008 وتأتي المسابقة الإبداعية في حقلي القصة القصيرة والشعر في دورتها الأولى للعام والرشيقة في تلميحاتها. ويذكر العلي أن الكتابة صناعة, وقد أنجز أصحاب الأعمال المشاركة في المسابقة على تنوعها معنى الكتابة فصنعوها بأذواقهم وتصوراتهم وإيحاءاتهم. كما نوه العلي إلى أن أعمال المشاركات في حقل القصة القصيرة كانت أربعة أضعاف عدد المشاركات في حقل كتابة الشعر. وكان قد أقيم حفل تكريم للفائزين في المسابقة في حقلي القصة القصيرة وكتابة الشعر في المركز الثقافي الملكي في عمان, وبرعاية سامية من معالي وزيرة الثقافة السيدة نانسي باكير, وكان ذلك بمثابة تشجيع لمثل هؤلاء الشباب المبدع. تقول نوشين الكيلاني الحاصلة على المركز الأول في المسابقة عن قصة «انتحار» أن الشعور بالفوز يتخطى الوصف بالكلمات , بل وكلمات تتخطى القلوب لتصل إلى أراوح كل البشر. وتتابع قولها «نعم نجحت ووصلت للمرتبة الأولى وهي مرتبة لم أصنف تحتها منذ زمن وسعادتي بها لا توصف,لكني استحققتها, وقد نشلتني من العتمة إلى نور النجاح, حيث لا يمكن الوصول إلى النجاح دون دافع قوي, ودافعي قد نبع من بين يدي عبر صديقتي سناء صويلح». وتضيف الكيلاني أن هناك من يتربع على عرش امتنانها وشكرها, وهي د. سناء الشعلان التي حولت حلمها حقيقة وواقعاً. أما سناء صويلح طالبة قسم الصحافة في جامعة اليرموك, والحاصلة على المركز الثالث في المسابقة عن قصة «شمس» فتقول أن فوزها بالمسابقة الإبداعية للدارة كان بمثابة الانتصار لنفسها والتحدي لغيرها. وقد نوهت الصويلح إلى أن طالبتين من كلية الإعلام قد حصلتا على مراكز متقدمة في المسابقة, وذلك يعد الدليل الواضح على وجود الشباب المبدع في أحضان الكلية, والذي لم يكتشف بعد.  وتضيف الصويلح «لقد كان عنوان قصتي «شمس» وهي تحكي قصة صراع الإنسان مع قدره» وذكرت الطالبة الفائزة أيضاً أنه سيتم نشر القصص الفائزة بمجلة عود الند بمبادرة كريمة من قبل الإعلامي «عدلي الهواري» مما يدل على اهتمام إعلامي بالمبدعين الشباب. وكان قد أعلن رئيستحرير مجلة عود الند الإلكترونية الإعلامي عدلي الهواري عن دعمه للأعمال الفائزة وذلك بنشرها حصريا في العدد الحادي والثلاثين من مجلته, وذلك تشجيعاً وتكريماً لأصحاب الأقلام المبدعة الشابة, والتي تحاول أن تجد لها وطناً في بلاد الفن الأدبي التي تستند الى جمالية اللغة, ومحاكاتها للواقع, وإيحاءاتها لألوان الإحساس المنوعة.ً إن التطور الذي يتطلب اللحاق بركب العالمية, وفي مجال التنمية الثقافية على وجه التحديد, ليملي على ضمائرنا الحية وليخاطب عقولنا النيرة ولينادي منطقنا الموضوعي, أن نأخذ بيد شبابنا المبدع ونطلق لهم العنان في مضمار الحياة الواسعة, ليشقوا طريقهم بأمل, لعيش يفجرون فيه طاقاتهم الصارخة بإبداعيتهم, والمستصرخة بأقلامهم. الفيس بوك وصداه في الشارع العربي كتب: عبد الرحمن الجيوسي تتميز بعض مواقع الانترنت بشهرتها العالميه من القدم ولكن ما هي الاسباب التي ادت إلى شهرة موقع الفيس بوك بهذه السرعه وما هوالسبب الذي يدفع الشباب إلى الإشتراك في مثل هذه المواقع المجهولة الأهداف.؟ نشأة الموقع وتأسيسه: عندما كان طالبا في 2004 أسس موقع الفيس بوك الأمريكي (مارك زوكربيرج) الذي يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما في عام جامعة هارفارد الامريكية ، وكان لديه هدف واضح ، وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل اخبارهم وصورهم وآرائهم. قرر جوكربيرج ان يخطو 2006 وظل موقع «فيس بوك « مقتصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين، وفي سبتمبر خطوة اخرى للامام، وهي ان يفتح ابواب موقعه امام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع حيث انه سوف يصبح قبلة للمعلنين من خلال زيادة اعداد المشتركين فيه ليصلوا إلى قرابة ستين مليون مشترك، منهم خمسون مليون مشترك فعال، ولم يجعل هذا الموقع العالم قرية صغيره كما يقولون وحسب بل جعله على نطاق اضيق كغرفة صغيره في احد منازل هذه القريه، وتقدر قيمة الموقع بنحو خمسة عشر مليار دولار. وكان موقع الفيس بوك قد بدأ فكرته بانشاء شبكة للتعارف الاجتماعي في غرفته في السكن الجامعي بجامعة هارفارد الامريكية عندما كان طالبا فيها قبل اربعة اعوام. ويسمح موقع الفيس بوك لمستخدميه فتح صفحاتهم الخاصة، والاتصال ببعضهم البعض، اضافة إلى تسهيلات اخرى لتوسيع رقعة الاتصال بالآخرين. الفيس بوك أصبح أساسياً في حياة كثير من الناس. ولا غنى عنه في روتين حياتهم، بل أصبح ينافس المواقع الضخمة مثل جوجل وياهو في عدد الزيارات في معظم البلدان، فها هو يأتي في المرتبة الخامسه في تصنيف اليكسا. هل هي دقائق أم ساعات يقضيها المستخدم وهو يتصفح مثل هذا العالم؟ فهذا صديقك كتب في الحائط الخاص بك، وذاك كتب تعليقاً مضحكاً على صورتك الجميلة، و آخر دعاك لاستخدام تطبيق معين… والعديد من الأمور المتجددة التي تجعل هذا الموقع ليس كأي موقع آخر. ان زيادة شعبية الفيس بوك في البلاد العربية ظاهره توجت بالنجاح ولكن ماهي الامور التي دعت الشباب العربي الى أن يهتم كثيرا بهذا الموقع؟ لعل من اهم الامور التواصل مع الاخرين ومعرفة ما يدور من حولنا، ولكن هل هذا يدعونا لإضاعة اوقاتنا بهذا الشكل. لنأتي ونحلل قليلاً الوضع مع الفيس بوك ولنفكر قليلاً ما الذي نفعله خلال هذا الموقع. فأنت أولاً تضع الكثير من معلوماتك الشخصية في موقع لا أدري ما الذي دفعك إلى الوثوق به سوى أن معظم الناس والأصدقاء يستخدمونه. إن عنصرا الأمان وسرية المعلومات يجب أن يؤخذا في الحسبان في مثل هذه المواقع لأن معلوماتك بلا شك ليست في مكان يغلب عليه السرية، فالفيس بوك مكان عام و يستفيد من كم المعلومات الذي لديه لأغراض دعائية أو بيعها لأي جهة أخرى فيمكن لجهة معنية أن تحصل على معلومات لفئة معينة من الناس و من ثَمّ تقوم بتحليلها، فعلى سبيل المثال: المعلومات الحالية في الفيس بوك كفيلة بأن تصور وتحلل فكر الشاب العربي، وتحدد اتجاهه. إلا أن موقع الفيس بوك أثبت جدارته بالفعل، فقد قفز من المرتبة الستين إلى المرتبة الخامسة خلال عام واحد فقط حسب ”. الموقع له مميزات عدة كجمع المعارف والأصدقاء في مكان واحد وهم متفوقون Traffic Analysis“ تصنيف اليكسا المعتمد على في أنحاء الأرض، وسيأخذ الكثير من اهتمامك لكن كن حذراً تماما لمعلوماتك الشخصية، ولتكن التسلية هي أساس استخدامك لمثل هذه المواقع. سارة مناصرة الشاعر أحمد الخطيب : الحراك الثقافي في الاردن فردي اصابه الكثير من الخلل معلمي ظن بي الظنون حين قرأ قصيدتي الاولى حاوره : محمد ابوعرب خرج من بين سقوف «المخيم» ليطرز انثى الاداب بقصائد من نرجس ولتصبح الصورة الشعريه «بماذا تريد ان ترسم وليس بماذا تريد ان تقول» ان اللغة لديه كانها كائن حي يحتاج الى التشذيب والتهذيب «التحكيك» انه الشاعر احمد الخطيب الذي اختزل المشهد في ثنايا النص فيقول: «هناك في الدانوب كان يشدني وجع ليخطف نشوة اولى سير الذاكره في الطابق العلوي بعد مسافه غبراء كان الصف محمياٌ باحلام القصيدة». كيف كانت بدايات احمد الخطيب؟ كانت البدايات الأولى تقريباً في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وكان أخي الأكبر يسبقني في كتابة الشعر، وله باع في كتابته، فأصابني نوع من الغيرة، وكنت في المرحله الإعدادية, وفي أحد الأيام، ومن قبيل المماحكة، قلت لأخي أنا كذلك أستطيع أن أكتب كما تكتب، فقال لي: الشعر صعب، فقلت سترى؟، وذات يوم وفي غفلة من الحياة القاسية التي نعيش، كتبت قصيدة غزلية، فوجئ أخي بها, ولم يصدّق، ظنّاً منه أنني استللتها من كتاب ما، فعرضتها في اليوم التالي على معلم اللغة العربية في المدرسة، فأشاد بها رغم أنه مثل أخي ظنّ بي ظنّ السّرقة، ولم يصدق، ثم بعد ذلك توقف الشعر، لم تعد لي محاولات إطلاقاً إلى أن أنهيت المرحلة الثانوية، وتخرجت في مدرسة اربد الثانويه للبنيين، وذهبت إلى جمهوريه يوغسلافيا حيث تتجاذب المرء قضايا السياسه والوطن والهموم واشكاليات الوطن العربي، فعاد الشعر رويدا رويدا ولكن أزعم أن كل ما كتبت في تلك الفترة، كان على هامش الشعر وليس شعراً، وتشاء الظروف أن أعود إلى الأردن بعد أن قطعت دراستي لأسباب كثيرة، ليفلت 1982 في العام الشعر في هذه المرحلة من عقاله باتجاه الاحتراف، لأبدأ النشر في الملاحق الثقافية التي كان من الصعب على شاعر جديد أن يخترق جدرانها، ولكن اللغة والخيال الواسع اللذين تتمتع بهما كتابتي كان سبباً كافياً للمحررين الثقافيين أن يفتحوا الأبواب الموصدة أمام هذه الطاقة الشعرية المغايرة للنمط م صدر لي ديواني الأول 1985 السائد في الأردن آنذاك، وفي العام «أصابع ضالعة في الانتشار» عن دار الفارابي في بيروت، لتتوالى بعد ذلك الإصدارات في الشعر والنقد إلى أن بلغت لغاية الآن عشرين كتاباً.   من هو ملهم احمد الخطيب؟ منذ الطفوله وانا اعشق الأنثى، ربما يعود ذلك أن ولادتي كانت عسيرة، فأمي عندما ولدتني دخلت المستشفى، فأصبحت بحاجه إلى الرضاعة، حتى اختلفت الامهات علي وتعدّدتْ، فاختلط حليبهنّ ، أما الملهم الثاني فهو الوجود، الوجود الذي أرضعني فروسية المتخيّل، وفروسية البحث عن المخفي، فاتخذت الأنثى في شعري مرايا متعددة للولوج في النصّ، كما اتخذ الوجود إيقاعاً لها، عاكساً دقيق شفافيتها وحنانها. كيف يوازي احمد الخطيب بين الانثى والوجود في الالهام؟ الأنثى مرآة لا تعكس إلا ما أنت عليه، وما أنت تتأمّله، هي لحظة تجلّي بعد عاصفة ما، وهي انقطاع الزمن أمام تدفق الروح في تجلياتها، كذلك الوجود، هو لحظة اتصال حسّي ووجداني بما يخفي من وقائع وجماليات، أنت تنتظر الأنثى لتربح اللحظة، وتنتظر الوجود لتربح الذات، وما بين اللحظة والذات شمس المعرفة، لا يستقيم الوجود بلا أنثى، هو ناقص إذن، وكما قيل «المكان الذي لا يؤنّث لا يعوّل عليه».  ما هو اثر المكان على نتاجك الادبي؟ في الحقيقه هناك قطيعة كبيرة بيني وبين المكان، وربما يعود سبب ذلك الى ان ذاكرتي المكانية لا تحمل أي اسم مكاني ثابت, ويدلل على ذلك انني عندما أذهب إلى أي مكان لا أستطيع أن أعود إليه بسهولة، أي لا يمكن أن يرسم المكان في ذاكرتي. أعتقد أن الشاعر يستطيع أن يشخص المكان باليات أخرى، لا استطيع أن أقول إن اربد كمدينة هي مكان، ولكن تشخيص المدينة في الشعر ربما يتخذ أشكالاً أخرى غير جغرافيته المحددة بحدود، فأنت عندما تكتب عن ناسه وهوائه وفضائه وخرافه أيضاً، ربما تؤثث بذلك ما أنت تبصره في الذاكرة المكانية، ولكن أثره غير ظاهر على لغة الوصف، إنه في حميم الإذابة كامن في التفاصيل التي ربما تكون ذات بعد إنساني، أو بعد نفسي يقترب من الأمكنة المتخيّلة التي تظنّ أنها تقع على جغرافيا البسيطة، ومع هذا إذا ما ورد اسم مكان في شعري، وهو قليل جداً، فانا استخدمه لشحن مسيرة النص للوصول الى هدفه، وليس لعلاقة الشاعر بهذه الأمكنة.  كيف تعامل احمد الخطيب مع اللغه؟ اولا ما هي اللغة، هل اللغة عبارة عن اطار كلامي ام هي عبارة عن كائن حي , اعتقد أن كثيرا من الشعراء يرون في اللغة إطاراً كلامياً، وأنا أرى أن اللغة هي كائن (كائن حي)، ودلاله على ذلك، عندما تكتب قصيدة وتأتي مفردة في جسد تركيب لغوي يحس بها القارئ نافرة لأنها لم تستقم لها مقومات الحياة، بل أدرجت كإطار حامل للمعنى فقط في هذا الجسد، لذلك الشاعر المبدع دائماً يلجأ إلى التشذيب والتحكيك للنص الشعري بعد ولادته . وانا لغتي لغة غير عادية، استحث الحياة في التركيب، واستخدم مفردات لم تستخدم في  الشعر، وقد أدخلت كثير من المفردات لم يكن الشعر والشعراء يلتفتون إليها,.أنت تذهب إلى المعنى تجده في النص هيئة كلامية، ولكن ليس هذا الذي اريد, اريد ما خلف هذا المعنى، وأعتقد أن تعاملي مع اللغة بهذا المفهوم هو من أسباب بقائي لغاية الان شاعراً ومنتجاً بغزارة، تماماً عكس الشعراء الذين تعاملوا مع اللغة بشكل سطحي وبشكل قاموسي فج، وهذا يقودني إلى القول بفروسية اللغة وقدرتها على الملاطفة والتخيّل معاً . عره؟ ِ كيف استخدم احمد الخطيب الصوره الشعريه في ش  الصورة الشعرية هي ماذا تريد أن ترسم وليس ماذا تريد أن تقول، النص الشعري لا يقول، النص الشعري يصور ويرسم ما تريد قوله ودليل على ذلك، هناك نص شعري مكشوف وهو لا يعيش الا لحظات عند سماعه او قراءته، وهناك نص شعري يصيبك بالقلق والألق معاً لفترات طويلة وأنت تبحث عن الصورة، الصورة وراء الغيم، وليست في قطرات المطر، الصورة في الحركة وليس في ثبات الضوء، الصورة في متغيّر الظل، وليس في الخطى، والصورة أخيراً في ذاكرة المتلقي، وليست في ذاكرة الشاعر.   كيف يلخص الشاعر احمد الخطيب الحراك الثقافي في اربد خصوصا وفي الاردن بشكل عام خصوصا في مجال الشعر؟ الحراك الثقافي في الاردن حراك فردي وليس مؤسسياً، حيث يقوم على همّة نفر قليل من الأدباء، فإذا غابوا غاب هذا الحراك, وإذا عادوا عاد، وأحياناً تجد ان من يقف وراء هذا الحراك شخص واحد، يتنقّل هنا وهنا، أما بالنسبة للشعر، فاستطيع أن أقول إن الشعر في الاردن يقف في مقدمة التجربة الشعرية العربية، وهو من اهم مكوناتها، هناك نخبة من الشعراء الأردنيين المبدعين الذين سطّروا إبداعاتهم عربياً، ونالوا جوائز هامة.  ما رأيك بالمشاريع الثقافية في الأردن؟  هناك مشاريع عده تقام في الأردن، مثل مشروع المدن الثقافية، ومشروع التفرغ الإبداعي، وغيرهما، اعتقد أن هذه المشاريع ساهمت وتساهم  في رفع سوية الحراك الثقافي في الأردن، لكن إذا بقيت المقاييس، والتعامل، كما هو الآن، أرى أن هذه المشاريع سوف تفشل قريبا لأن لا ضوابط تحكمها سوى الفزعة، كل فعل إبداعي يكون منطلقه جميلاً، ولكن عندما تصبح الفزعة هي التي تقود السفينة، سفينة الإبداع، يضيع كل شيء هباء، ومثال على ذلك آخر مشروع على الساحة الأردنية مشروع الذخيرة العربية الالكتروني , وهو يعمل على تحويل الكتب المطبوعة إلى كتب الكترونية،. للأسف رغم انه مشروع مهم جدا الا انه عندما فتح الباب لجمع الكتب  لم توضع معايير لاختيار الكتب، ولكن المقياس كان كل من له كتاب اردني يأتي ليضعه في هذا المشروع، لتنتهي الميزانية خلال أشهر قليلة، ويبقى الإبداع الحقيقي غائباً.   برأيك أستاذ احمد لماذا تراجع جمهور الشعر العربي؟ تراجع جمهور الشعر لا يعود لأن الجمهور العربي غير قارئ،  أو لا يعترف بالشعر، أو لا يتذوق الشعر، ودليل ذلك عندما يأتي شاعر كبير على درجة عالية من الإبداع والحساسية الشعرية التي تتصل بالتراث الشعري العربي تجد المكان يعج بالحضور، إذاً أين تكمن المشكلة ؟ اعتقد انها تكمن في الخلط في المفاهيم، وعدم اتكاء من يدّعون الشعر على حقيقة الشعر، وسهولة النشر، وعدم الرقابة، مما سهّل الأمر على كل من أراد الشهرة ولديه من المال ما يكفي لطباعة كتاب أن يدّعي أنه شاعر، كل ذلك أدّى إلى قطيعة مع الشعراء وليس الشعر. ما هو رأي الشاعر احمد الخطيب في المعاصره في الشعر العربي؟ المعاصرة لا تعني الانقطاع وانما تعني الانجذاب الطبيعي للموروث، والإرث الشعري، ولكن للأسف كثير من الادباء والشعراء فهموا ان المعاصره انقطاع وهي عزله لذلك انطلقوا في توريط الشعر بما ليس منه، وكل ما ليس منه فهو ردّ, فبدأوا مثلا كتابة قصيدة النثر ولم  يتكئوا على مسند صحيح لتراث الشعر العربي, لذلك انصح كل من يراوده الشعر ان يبدأ ببحور الشعر العربي ذلك الفضاء الرحب ايقاعيا ولغويا ودلالات، ثم بعد ان تتم له الطمأنينة الخاصة واثبات قدرته على تفعيل الشعر الكلاسيكي، أن ينطلق إلى قصيدة التفعيلة، وثم قصيدة النثر التي لا اعترف بها كقصيدة ولكن اعترف بها كاطار ادبي إبداعي.    بعد تجربه كبيرة في الشعر هل جربت الكتابة بقلم الناقد بعد كل ما مر عليك من نصوص شعرية؟ اتجهت الى التعامل مع النص النقدي من خلال مفهومي للشعر، ومكونات الشعر، وحساسيته، ورفضه للهيمنة، هيمنة الكلاشيهات النقدية الجاهزة التي تناسب كلّ نص شعري «ظاهريّاً، وليس بناء فاعلاً مُتخيّلاً»، بدأت أدرس في كثير من النصوص الشعرية العربية، فأصدرت كتابين في النقد، كان الأول بعنوان «مفرد في غمام السفر» وهو كتاب يتناول تجربة الشاعر عبد الله رضوان، ثم أصدرت كتاب بعنوان «الشعرية المتحركة» وهو عبارة عن دراسات متفرقة في دواوين لشعراء من شمال الأردن، وصدر مؤخراً عن اللجنة العليا لإربد مدينة م، وأنجزت مؤخراً كتابين في النقد 2007 الثقافة الأردنية العام الأول «شمس المعنى» يتحدث عن الذات وأنواعها في الشعر العربي، والثاني «المقام والإصبع» يتناول اللغة والإشارة في تجربة الشاعر د. محمد مقدادي.. ما هو جديد احمد الخطيب؟ انجزت الى جانب النقد والشعر، روايتين، الأولى تتحدث عن الخروج الفلسطيني والاشكاليات التي أصابت الثورة عند خروجها من 1982 الى عام 1965 الفلسطينية من عام بيروت،  والثانية تتناول متغيرات العالم العربي منذ الف عام، وأنجزت مجموعة من الدواوين الشعرية، آخرها ديوان شعري بعنوان «في المتخيل اتخيل» وهو يضم ألف قصيدة وسيصدر في مجلدين، والآن أعمل على كتاب حول إشكاليات الذات مع المتغير النفسي للإنسان من خلال نص فلسفي لا نص أدبي، كما أعمل على كتاب شعري روائي يتناول مدن الديكابولس العشر بعنوان «كما أنت الآن كنت أنا» وهي مقولة للشاعر دارا»، وهو � ارابيوس العربي اليوناني المولود في أم قيس «ج محاولة لقراءة التراث في تلك الفترة الرومانية اليونانية للمنطقة شعراً بإطار روائي. الأدبية؟ ماذا ينصح احمد الخطيب الشباب المقبلين على الكتابه ً  أخيرا ليست نصيحة بقدر ما هي إشارة أو غيمة من تجربتي التي تمتد تقريبا ربع قرن, أعتقد أن أهم شيء يجب ان يتحلى به الشاب الاردني هو الاستماع والانصات الى التجارب الإبداعية الأخرى, فأنا أنجزت عشرين  كتاباً، وما أزال في بداية الطريق، وهذه هي الحقيقه لان الانسان ما دام حياً يتعلم، وإذا توقف عن العلم والتعلّم مات. تقوى الخطيب جريس سماوي الشاعر احمد الخطيب ذاكرتي المكانية لا تحمل عنوانا ثابتا مفهومي للشعر يرفض هيمنة الكليشيهات النقدية

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=