صحافة اليرموك

الصفحة الدينية 2008 تشرين الثاني 30 الأحـد فضل عشرة ذي الحجة الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله وسلم وبارك على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه الأتقياء الأوفياء النجباء، وبعد... رة ورفع � واق الآخ � فإن مواسم الخير والبركات، وأس الدرجات لا تزال تترى وتتوالى على هذه الأمة المرحومة في الحياة وبعد الممات، فإنها لا تخرج من موسم إلا وتستقبل موسماً آخر، ولا تفرغ من عبادة إلا وتنتظرها أخرى، وهكذا ما ودع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، وما إن ينقضى ذو القعدة إلا ويكرمون بعشرة ذي الحجة، العشرة التي أخبر الصادق المصدوق عن فضلها قائلاً: «ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء». فالعمل الصالح في عشرة ذي الحجة أحبُ إلى الله عز وجل من العمل فيسائر أيام السنة من غير استثناء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من الأنبياء والرسل والعلماء والصالحين والأيام والشهور والأمكنة، إذ لا يساويها عملٌ ولا الجهاد في سبيل الله في غيرها، إلا رجلاً خرج مجاهداً بنفسه وماله ولم يعد بشيء من ذلك البتة. ومما يدل على فضلها تخصيص الله لها بالذكر، حيث قال عز وجل: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَامٍ مَعْلُومَاتٍ»، والأيام المعلومات هي أيام العشر الأوَل من ذي الحجة، وأيام هذه العشر أفضل من لياليها عكس ليالي العشر الأواخر من رمضان فإنها أفضل من أيامها، ولهذا ينبغي أن يجتهد في نهار تلك الأيام أكثر من الاجتهاد في لياليها. فعلى المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليتسابق المفلحون، وليتبارى العاملون، وليجتهد ادّون، وليشمِر المشمِرون، حيث � المقصِرون، وليجدّ الج تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتتنزل الرحمات، ويُتعرض فيها إلى النفحات، وتُاب فيها الدعوات، وتُغتفر فيها الزلات، وتكفر فيها السيئات، ويُحصل فيها من فات وما فات. فالبدار البدار أخي الحبيب ، فماذا تنتظر؟ إلا فقراً منسياً، أوغنى مطغياً، أومرضاً مفسـداً، أوهرماً مُفَنِـداً، أوموتاً مجهزاً، أوالدجال فشر غـائب ينتظر، أوالساعـة فالساعـة أدهى وأمر، كما أخبر رسول صلى الله عليه وسلم. فمن زرع حصد، ومن جد وجد، ومن اجتهد نجح، «ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة». وهل تدري أخي أن صـاحب الصـور إسـرافيل قد التقمه ووضعه على فيه منذ أن خلـق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ، فإذا نفخ صعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ النفخـة الثانيـة بعد أربعين سنة؟! بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد ويكثر من التقرب إلى الله بجميع فضائل الأعمال فإنها مضاعفة ومباركة في هذه الأيام، سيما: . الصيام، فقد روى أصحاب السنن والمسانيد عن حفصة 1 رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر». وكان أكثر السلف يصومـون العشـر، منهم: عبد الله بن عمر والحسن البصري وابن سيرين وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، ولا سيما يوم عرفة الذي يكفِـر صيامه السنة الماضية والقادمة. . التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على 2 الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر يرفعه: «ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» . الإكثار من تلاوة القرآن. 3 . المحافظة على السنن الرواتب. 4 . الاجتهاد في لياليها بالصلاة و الذكر، وكان سعيد بن 5 جبير راوي الحديث السابق عن ابن عباس إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وكان يقول: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر. . الصدقة وصلة الأرحام. 6 . استحب قوم لمن عليه قضاء من رمضان أن يقضيه 7 فيهن لمضاعفة الأجر فيها، وهذا مذهب عمر، وذهب عليّ إلى أن القضاء فيها يفوت فضل صيام التطوع. . الجهاد والمرابطة في سبيل الله. 8 . نشر العلم الشرعي. 9 . بيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك. 10 . تعجيل التوبة. 11 . الإكثار من الاستغفار. 12 . رد المظالم إلى أهلها. 13 . حفظ الجوارح سيما السمع والبصر واللسان. 14 . الدعاء بخيري الدنيا والآخرة لك ولإخوانك المسلمين 15 الأحياء منهم والميتين. . فمن عجـز عن ذلك كله فليكف أذاه عن الآخـرين ففي 16 ذلك أجر عظيم. وبأي عمل آخر يحبه اللهورسوله، فأعمال الخير لا تحصى كثرة والسعيـد من وفـق لذلك، وكل ميسر لما خلق له، والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمة والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة التي نطق بفضلها القرآن ونادى بصيامها وإعمارها بالطاعات والقربات رسول الإسلام، وتسابق فيها السلف الصالح والخلف الفالح، فما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه، فإن فاتك الحج والاعتمار فلا يفوتنك الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار. وإن فاتك بعض هذه الأيام فعليك أن تستدرك ما بقي منها وأن تعوض ما سلف. عليك أخي الحبيب أن تحث أهل بيتك وأقاربك ومن يليك على ذلك، وأن تنبههم وتذكرهم وتشجعهم على تعمير هذه الأيام وإحياء هذه الليالي العظام بالصيام، والقيام، وقراءة القرآن، وبالذكر، والصدقة، وبحفظ الجوارح، والإمساك عن المعاصي والآثام، فالداعي إلى الخير كفاعله، ورب مبلغ أوعى من سامع، ولا يكتمل إيمان المرء حتى يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، فالذكرى تنفع المؤمنين وتفيد المسلمين وتذكر الغافلين وتعين الذاكرين، والدين النصيحةلله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والمسلمون يدٌ على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم. نسأل الله أن ييسرنا لليسرى، وأن ينفعنا بالذكرى، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم وبارك على خير المرسلين وحبيب رب العالمين محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين. برأيكم من يبكي عليكم إذا وافتكم المنيه..!!؟ يقول اللهسبحانه وتعالى حين أهلك قوم فرعون: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَمَاءُ وَاألَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) روى ابن جرير في تفسيره عن بن عباس رضي الله عنه في هذه الآية: أن رجلاً قال له: يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى : «فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين « فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟ فقال رضي الله عنه : نعم إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه.. وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه. قال ابن عباس : أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً . فقلت له: أتبكي الأرض ؟ قال: أتعجب؟!!! وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود..!!! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل..!! وحين تعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل فهي ستبكي عليك يوم تفارقها قريباً أوبعيدا.. فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي إليها سنين عدداً ستفقدك عاجلاً أو آجلاً.. فهل تراها ستبكي عليك؟ اللهم الهمنا رشدنا وفقهنا فى ديننا وتقبل منا صالح القول والعمل ُاللهم انا نسألك حسن الخاتمه فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَمَاءُ وَالْأَرْض إبراهيم القضاة صحافة اليرموك تلتقي الداعية الشيخ نبيل العوضي نريد إعلاما إسلاميا متطورا بأسلوب جديد مواكب العصر كتب: صدام المشاقبة ولد الشيخ نبيل علي محمد العوضي وهو خريج كلية 1970 في الكويت عام التربية الأساسية قسم الرياضيات، إمام و خطيب في وزارة الأوقاف الشؤون الإسلامية الكويتية، وهو إمام مسجد مستشفى مبارك الكبير وخطيب متنقل في دول الخليج. صحافة اليرموك التقت بالداعية العوضي للحديث معه عن دور الإعلام الإسلامي الدعوي في نشر رسالة الاسلام وتعزيزها داخل المجتمعات وكان هذه الحوار. م على الدعوة � ما أثر استخدام الأع الإسلامية؟ الإعلام هو سلاح العصر واليوم المعركة إعلامية، فأنت بامكانك إن تغير مفاهيم كثيرة عند الناسعن طريق فيلم قصير من عشر دقائق، أذن القضية إعلامية بامتياز، ولهذا فلو الإنسان انفق سنوات من عمره من أجل أنتاج فيلم دعوي قد ينفع في الدعوة إلى الله والى الإسلام أكثر من أن يقضي مئات السنين في العمل الدعوي الفردي، والغزو اليوم إعلامي ثقافي وليس دول تفرض � عسكريا ولهذا فبعض ال قيودا كثيرة على الأعلام لأنه يغير ثقافة الشعوب بل يغير دين الشعوب . ما رأيك في القنوات الدينية الفضائية؟ القنوات الدينية جيدة بشكل العام، ولكن كل قناة تختص بشيء يميزها عن غيرها، وللأسف بعض تلك القنوات تعاني من ضعف في التمويل مما ينعكس سلبا على أدئها وتصويرها وشكلها الاخراجي، وهذا ما يبعد الجمهور عن القناة، ولكن أي عمل دعوي حتى لو كان بسيطا قد يكون فيه خير، فمثلا (قناة الناس الدينية) قناة بسيطة من الناحية الإعلامية والاخراجية لكنها تحظى بمتابعة كبيرة في مصر بالرغم من ضعف القيمة الإعلامية التي تقدمها. م الإسلامي � كيف يمكن تطوير الإع الدعوي؟ الجمهور، والحمد الله يقبل بشكل كبير على البرامج الدينية والدعوية، و الآن نحن نريد تكثيف البرامج الدينية في القنوات العادية (غير الإسلامية) وهذه تعتبر خطوة مهمة في تفعيل الإعلام الدعوي، إما الخطوة الأهم فهي تطوير الأساليب والتقنيات المستخدمة في الإعلام الإسلامي وعلى سبيل المثال نحن قدمنا في رمضان الماضي السيرة النبوية بصورة جديدة فلم نقدمها بطريق تقليدية (شيخ يجلس في أستوديو مغلق) بل صممنا حياة بكمالها (مدينة ومكة وأسوار) فوضعنا المشاهد بأجواء السيرة النبوية، فكأنة روية جديدة جمعنا بها بين العمل الوثائقي والدرامي، وفي الكويت أكثر البيوت كانت تتابع العمل واعتقد انه لاقى نجاحا كبيرا. ماذا عن) الكليبات) الإسلامية؟ الكليات الإسلامية مثال جيد على م الإسلامي � أسلوب جديد في الإع كالتي يصدرها الشيخ مشاري العفاسي وسامي يوسف وهي منتشرة في القنوات الفضائية بشكل رهيب أكثر من كليبات الأغاني، وبالرغم من أنها اقل كلفة ولكن لها اثرا كبيرا في نفوس المشاهدين، إذن نحن نريد إعلاما إسلاميا متطورا وبأسلوب جديد ليواكب العصر. يذكر إن السفارة الكويتية نظمت ي الكويتي، �� أسبوعها الثقافي الأردن دوات ومحاضرات � ذي اشتمل على ن � وال دد من � للداعية نبيل العوضي في ع الجامعات الحكومية والأهلية وبعض المراكز الإسلامية في الأردن. العصمة بيد المرأة بين الرفض والقبول التفويض والتحليل والتخيير اصطلاحات لإنابة الزوجة في الطلاق كتبت: عبلة رشيد الزوجة على ذمة زوجها هذا أمر طبيعي لكن الاستثناء أن تكون الزوجة هي صاحبة العصمة وان تكون الولاية الزوجية بيدها. العادات والتقاليد تبيح هذا الحق تلقائياً للرجل رغم أن الشرع والقانون لا يمنعان أن تكون العصمة في يد المرأة. الواقع والأرقام تؤكد أن مجتمعنا لا يقبل بسهولة أن تصبح العصمة بيد الزوجة. وتشير إحصائية في الأردن الى أن سيدة واحدة من كل ألف تمتلك الحق في أن تطلق نفسها ولقد تباينت آراء الرجال والنساء حول الالتزام بتقاليد المجتمع أو قبول أن تكون المرأة هي صاحبة العصمة. تقول الدكتوره إمريه جرادات أن الزواج من أهم القرارات في حياة الإنسان والعلاقة ما بين الرجل والمرأة يجب أن تقوم على التوافق والرضا لذلك أرى بان العصمة هي حق مكتسب للطرفين وليس أداة ضغط من أحدهما ضد الآخر. وتوافقه ندى الموسى ربة منزل قائلة: إذا كان الرجل مطمئناً ان العصمة بيده فلماذا لا يكون هذا من حق المرأة أيضاً فلا فرق بين الرجل والمرأة وبصراحة لا أرى أن الرجل في وقتنا هذا أكثر حكمة وهدوءاً وقدرة على تحمل مسؤولية العصمة من المرأة وإلا لماذا نسب الطلاق في ازدياد . الدكتورة أولقا تقول إذا كان للمرأة عمل يحقق لها استقرارا ماديا أو شهادة تؤهلها للعمل في أي وقت... فلن تفكر كثيراً أن كانت هي أو زوجها من يمتلك قرار العصمة. ر � ذا الأم � ا يوسف فتقول ه � ا رن � أم لم يشغلني من قبل فقد تعودنا في مجتمعنا على أن الرجل هو رب البيت وولي الأمر لذلك من الطبيعي أن تكون العصمة بيده... قد تلجأ المرأة لاشتراط العصمة إذا كان الفارق المالي بينهما كبيراً فتخشى على مالها من استغلال زوجها. وتقول جميلة أحمد أنها شخصياً نتمنى لو تكون العصمة في يدها لتشعر بالاطمئنان فتروي قصة صديقة لها تزوجت وساهمت مع زوجها مادياً في تحمل أعباء الزواج وكانت تتوقع منه أن يقدر لها هذه التضحية وللأسف كان مصيرها الطلاق. زكي المصري تاجر يتساءل هل سيكون ال معلقون لا مطلقون ولا � هناك رج متزوجون كما هو الحال مع كثير من النساء ويرى بان العصمة لو كانت بيد المرأة لن تتأخر لحظة عن استخدام هذا الحق. أما فتحي عطا الله يقول أن كانت العصمة بيد الرجل هذا لا يعني أنه يتمتع بمكان أفضل من مكان المرأة أو أن في هذا انتقاص من قيمتها فالقوانين وضعت لتيسير حياة الناس ثم يضيف إذا كانت العصمة بيد المرأة فالرجل مهدد بالخلع. ويؤكد د. محمد الحوراني أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك أن العصمة من مجيبات القوة في إطار العلاقة بين الرجل والمرأة ومن معناها هي واقية وحامية من يمتلكها يكون بيده مفاتيح حماية العلاقة وليس انهيارها. في السياق العام لمجتمعنا الذي تحكمه العادات والتقاليد شدد على أن تكون العصمة في يد الرجل باعتباره قائد الأسرة أما إذا كانت القيادة في يد الزوجة فإن العاطفة ستحكم الأمور. فالمرأة عاطفية بطبيعتها. أما الشيخ ماهر الحداد مدير عام بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فيقول يجوز تفويض الطلاق من الزوج للزوجة بالإجماع لأن النبي صلى الله عليه وسلم خبر نساءه بين المقام معه وبين مفارقته فلو لم يكن لاختيارهن اثر لم يكن لتخييرهن معنى . ولفقهاء المذاهب اصطلاحات في إنابة الزوج زوجته في الطلاق تقع مابين التفويض والتمليك والتخيير والتوكيل ر باليد أو تمليك � فالتفويض جعل الأم الطلاق للزوجة بطلاق نفسها من الألفاظ التي تقال بحالة تفويض الطلاق من الزوج جعلت أمرك أو خلافك بيدك أو اختاري بيني وبين نفسك أو طلقني نفسك أو اختاري نفسك فإن قالت طلقت وقع الطلاق. التدخين بين العادة والشريعة د. بدارنه: جمهور الفقهاء ذهبوا الى تحريمه والبعض اعتبره مكروها عزايزه: أتمنى تركه بالرغم من شعوري بالمتعة كتب: حمزة السريحين انتشرت آفة التدخين الخطيرة بين الناس بشكل غير طبيعي حيث أصبح هناك في كل بيت شخصٌ واحد على الأقل مدخن، فالمدخن هو الذي يدخن السيجارة بشكل منتظم ولو واحدة أسبوعيا ً. ومن خلال مشاهدتنا لوسائل الإعلام المختلفة والاطلاع على الاقتصاديات في أي دولة نرى أن مدى إسرافها على الدخان ومواده بمبالغ طائلة جدا ًَ تتجاوز ميزانية أي دولة فقيرة في بعض الأحيان. ولكن أصبحنا نجهل أو نتجاهل خطورته ومدى تأثيره على الإنسان المدخن وعلى غيره، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نظرة الإسلام له، فأصبح هناك التباس في الحكم الشرعي للتدخين، فمنهم من قال أنه محرم ٌ وأسند ذلك إلى أدلة من القرأن والسنة ، ومنهم من قال بأنه مكروه بحجة أنه لم يرد نصٌ قرآني أو حديث نبوي بذلك. يقول الدكتور عبد الله بدارنه نائب عميد كلية الشريعة في جامعة اليرموك: ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بتحريمه وقلة قليلة ذهبت إلى القول بأنه مكروه. ومن رأيي أنه محرم وبدليل عموم النصوص الواردة في الكتاب والسنة، منها قوله تعالى: «ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث». ولا شك في خبث الدخان بعد ثبوت ضرره، وقوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» والتدخين من جملة المهلكات، وقال علية الصلاة والسلام: «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال»، وبالتدخين إضاعة كبيرة للمال، وقول عليه الصلاة والسلام: «لا ضرر ولا ضرار» وبالتدخين ضرر للجسم. ومن جانب أخر فأنه يحتوي على مادة النكوتين وهو من المواد الضارة التي تعمل على إدمان الإنسان فهو محرم. وأضاف د. بدارنه: ان من مقاصد الشريعة الإسلامية تحقيق المنافع ودفع المفاسد ومنها المحافظة على سلامة الجسم وليس في التدخين محافظة على الجسم. م) في جنيف 1947( وفي مؤتمر عقد عام لمنظمة الصحة العالمية عن التدخين وآثاره كانت نتائج المؤتمر بأن التدخين من أهم العوامل المسببة لسرطان الرئة والالتهابات، وقصور الدورة الدموية للقلب، وانسداد الأوعية الدموية في الأطراف، وحدوث سرطان اللسان والبلعوم والبنكرياس، ويسبب الإجهاض وولادة الأجنة الميتة وقرحة المعدة، وأمور أخرى. وحول موقف الاسلام من التدخين يقول د. بدارنه: الإسلام أوجد حلا ً تدريجيا ً لهذه المشكلة وأولها القناعة التامة بمضار التدخين ويجب الإقلاع عنه ومن ثم تصميم عزيمته على الإقلاع عنه بقوة وإرادة والتوكل على الله، ويمكن اللجوء إلى الصلاة وقراءة القرآن أو تناول شيء مباح بدلا ُ منه. غير أن الناس تنقسم في هذا الشأن فالبعض يعتقد أن «التدخين» عادة مضرة بالرغم من حصوله على المتعة المؤقتة، وفي هذا الصدد يقول عمر عزايزة (مواطن في العقد الثلاثين من عمره) عندما يدخن فأنه يشعر باللذة غريبة ولكنه لا يعرف لماذا يدخن لأنه تعود على ذلك وأخذها كعادة واجب القيام بها بشكل يومي وهو في نفس الوقت يتمنى أن يتركه لاكتشاف أضراره ولكنه لم يقدر حتى الآن إذ أنه أمضى من عمره خمسة عشر عاما ً ولم يستطع تركه. أما زياد عبابنة (طالب في جامعة اليرموك) فأنه لا يطيق أن يجلس بجانب شخص مدخن، ولا حتى أن يقترب منه في حديثه معه لأنه لا يتحمل رائحة فمه الكريهة، وفي بعض الأحيان يتجنب السلام عليه مصافحة باليد لتواجد علامات الدخان على أصابعه الصفراء. وتقول هدى (ربة منزل في العقد الأربعين من عمرها تقول أن زوجها منذ عشرين عاما يدخن وهي الآن أينما ذهبت تكون رائحة الدخان في أنفها وهي الآن تحس أنها قد فقدت حاسة الشم وأصبحت لا تقدر على تمييز شيء عن شيء عن طريق الشم. وقال علي عبيدات (طالب في جامعة اليرموك) أن التدخين يعمل على تصفية ذهنه عندما يريد أن يفعل أي أمر ويساعده على حفظ هدوئه، فعندما يحدث معه أمر يغضبه لا يجد سوى الدخان لنسيان أو لتناسي هذا الأمر. تطويل الشعر ليس من السنة التي يؤجر عليها المسلم ؛ إذ هو من أمور العادات ، وقد أطال النبي صلى الله عليه وسلم شَعره وحَلَقَه ، ولم يجعل في تطويله أجراً ، ولا في حلقه إثماً ، إلا أنه أمر بإكرامه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن كان له شعر فليكرمه ) . رواه أبو داود. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أرجِل رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض . رواه البخاري . والترجيل هو تسريح الشعر . وكان شعره صلى اللهعليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه ، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه ، وكان يضرب منكبيه ، وكان – إذا طال شعره - يجعله أربع ضفائر . فعن أنس رضي اللهعنه أن النبي صلى اللهعليه وسلم كان يضرب شعرُه منكبيه . رواه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي اللهعنه : كان شعر رسول اللهصلى اللهعليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري وفي رواية عند مسلم : ( كان شعر رسول اللهصلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة . رواه الترمذي . والوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن . والجُمَة : شعر الرأس إذا سقط على المنكبين . وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر . رواه الترمذي والحديث : حسَنه ابن حجر في «فتح الباري» ، وصححه الألباني في «مختصر الشمائل» . والغدائر هي الضفائر . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :« وما دل عليه الحديث من كون شعره صلى الله عليه وسلم كان إلى قرب منكبيه كان غالب أحواله ، وكان ربما طال حتى يصير ذؤابة ويتخذ منه عقائص وضفائر كما أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أم هانئ قالت‏‏ ( قدم رسول اللهصلى اللهعليه وسلم مكة وله أربع غدائر ) وفي لفظ : ( أربع ضفائر وفي رواية ابن ماجه : ( أربع غدائر يعني ضفائر وهذا محمول على الحال التي يبعد عهده بتعهده شعره فيها وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه « انتهى باختصار . «فتح الباري» وهذا الأمر كان في عرف ذلك الزمان مقبولاً ومتعارفاً عليه ، فإذا اختلف العرف وكان المسلم في مكان لم يعتد أهله عليه ، أو نظروا إلى فاعله على أنه متشبه بأهل الفسق ؛ ، فلا ينبغي فعله . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : « إطالة شعر الرأس لا بأس به ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر يقرب أحيانا إلى منكبيه ، فهو على الأصل ، لا بأس بها ، ولكن مع ذلك هو خاضع للعادات والعرف ، فإذا جرى العرف واستقرت العادة بأنه لا يستعمل هذا الشيء إلا طائفة معينة نازلة في عادات الناس وأعرافهم ؛ فلا ينبغي لذوي المروءة أن يستعملوا إطالة الشعر حيث إنه لدى الناس وعاداتهم وأعرافهم لا يكون إلا من ذوي المنزلة السافلة ! فالمسألة إذاً بالنسبة لتطويل الرجل لرأسه من باب الأشياء المباحة التي تخضع لأعراف الناس وعاداتهم فإذا جرى بها العرف وصارت للناس كلهم شريفهم ووضيعهم ؛ فلا بأس به ، أما إذا كانت لا تستعمل إلا عند أهل الضعة ؛ فلا ينبغي لذوي الشرف والجاه أن يستعملوها ، ولا يرِد على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف الناس وأعظمهم جاها - كان يتخذ الشعر لأننا نرى في هذه المسألة أن اتخاذ الشعر ليس من باب السنة والتعبد ، وإنما هو من باب اتباع العرف والعادة .((فتاوى نور على الدرب)). وقال أيضا في : ( مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين- رحمه الله- باب السواك وسنن الفطرة). والراجح عندي:أن هذا من العادات التي يتمشى فيها الإنسان على ما جرى عليه الناس في وقته فإذا كان من عادة الناس اتخاذ الشعر وتطويله فإنه يفعل وإذا كان من عادة الناس حلق الشعر أو تقصيره فإنه يفعل. ولكن البلية كل البلية أن هولاء الذين يعفون شعور رؤوسهم لا يعفون شعور لحاهم ثم هم يزعمون أنهم يقتدون بالرسول صلى اللهعليه وسلم وهم في ذلك غير صادقين فهم يتبعون أهواءهم ويدل على عدم صدقهم في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أنك تدهم قد أضاعوا شيئاً من دينهم هو من الواجبات كإعفاء اللحية مثلاً فهم لا يعفون لحاهم وقد أمروا بإعفائها وكتهاونهم في الصلاة وفي غيرها من الواجبات الأخرى مما يدلك على أن صنيعهم في إعفاء شعورهم ليس المقصود به التقرب إلى الله ولا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هي عادة استحسنوها فأرادوها ففعلوها. والخلاصة : أنه ينبغي اتباع العرف والعادة في ذلك ، حتى لا يعرض المسلم نفسه للسخرية واغتياب الناس له . فقه الرجال ما حكم تطويلالشعر للرجل؟ الشيخ نبيل العوضي

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=