صحافة اليرموك

5 / 8

• صحافة اليرموك ـ أحمد ملكاوي
كعادتنا في وسط البلد تجولنا لنرى كل جديد
تنطلق عليه أعيننا فما كان لنا أن نرى سوى لحن
القماش القديم وأغنية الأصالة في المدينة . على
رائحة البن المحمص الذي يطغى ع المكان، نظرنا
إلى الجهة الغربية لميدان الساعة ودخلنا الى اليمين،
حيث سوق الحميدية القديم الذي يعانق قماشه
أصالة المدينة العتيقة .
بحثنا عن أقدم تجار السوق فإذا به أبو أنس
دران المكان منذ السبعينات حيث � يتشبث في ج
تعلم حينها التجارة من والده ونشأ في السوق، واقفا
يشمخ بين قطع القماش الراقدات على الرفوف وقد
غزى الشيب رأسه على مدار السنين التي قضاها في
أروقة السوق .
قدم ٌحدثنا أبو أنس عن نفسه فقال أنا لست أ
تاجر فيه لكني منهم أما عن السوق، فأخبرنا أن
السوق يتوسط المطاعم الشعبية ومحامص البن
وسوق الحسبة وميدان الساعة حيث أنشأ السوق
في أربعينينات القرن العشرين وكان سوقا للخضار
أنه تحول َوالفاكهة يضاهي سوق الحسبة حاليا، إلا
إلى سوق للقماش والملابس في أواخر ستينيات
القرن العشرين .
أما ما يميز السوق عن غيره فطابعه الذي يملؤه
عبق التاريخ الأصيل للمدينة، تاريخ حديث ارتقى
ودة راحت تراقص التجار فيما ببينهم � بمحبة وم
ليتعجب الشاري من المعاملة الطيبة التي غطت على
منافستهم بالتجارة حتى غدوا أسرة واحدة تطرب
العالم بأنشودة عشق للسوق الذي جمعهم منذ
صغرهم .
ان أهالي � سوق الحميدية الذي يبقى في أذه
المدينة الذين يقصدونه من جميع أرجاء المحافظة
لا سيما في ليال الأعياد حيث يصبح الحميدية روعة
زداد بألق الدرجة � تتجلى بضجة الأهالي حيث ي
المتوسطة التي تعوده في مناسباتها لترتقي بالأجواء
الشعبية التي تؤكد عراقة الماضي فيه.
وال السوق لا تسر المار به فارتفاع أسعار � أح
الملابس جعل السكون حالة طاغية عليه الا في
اس يعرفون ماضيه الذي يروي إحدى � الأعياد، أن
حكاياالمدينة، وشيب غزى رؤوستجاره الذين ترعروا
بين أروقته على هموم القاصدين لقمة العيش .
حكايا إربد تصدعت الجدران من بساطتها وزهد
أصحابها وأناسها، تناغم على أغنية لأم كلثوم وكوب
من الشاي المخمر وصوت بائع البسطة الصغيرة التي
تجمع عشاء العائلة في المساء، بساطة تحاكي قلوب
الناس وحكايا يئن لها القلب حزنا، لإربد وليس
سواها.
هذا السوق هو قلب المدينة النابض وشريان
الحياة فيها، من على شوارعه مر الكثيرون فحفظهم
وحفظوه، وكان شامة تاريخية على جبهة الحاضر
الأردني
ن المدينة ّسوق الحميدية .. شريان إربد الذي يزي
بالأقمشة و الألوان
5
2015 تشرين الثاني 15 _ 1437 صفر3 الاحد
سنابل
اء , التي تقع في سهل حوران التي ومنذ العصر البرونزي الأول تحتضن في سهولها تاريخ البشرية الأولى, َإربد , تلك المدينة الشم
ن البشرية ّكما كانت هذه القطعة الفنية التي يعجز عن تشكيل ملامحها أعتى رسامي العالم تحتضن حضارات كان لها أثر جلل في تكو
, كحضارة الأدوميين و الغساسنة و العمونيين , ولا يزال تلها الأثري الذي يعانق عنان السماء بستين مترا والمبني بيد السكان الأوائل
من الصخر والحجارة شامخا إلى يومنا هذا ليروي لأحفاده قصة هذه الأرض العطرة.
إربد أو «ارابيلا» كما شاء الإغريق تسميتها , تعد واحدة من أعرق المدن الأردنية على الإطلاق إن لم تكن في بلاد الشام عامة , والتي
وعلى مر العصور الغابرة والأزمنة , كانت منطقة نشوء حضارات متعاقبة لا تزال شواهدها الصماء تنطق في أرجاء المدينة بعبق تاريخي
استحال على ذاكرة الزمان نسيانه , مهد عرار و فالح كريزم و كليب الشريدة و غيرهم من الشخصيات التي كان لها دور مفصلي في
حالة النهوض الحضاري والثقافي للمدينة , تلك الحضارة الفذة التي استمرأت العيش في غياهب أزقتها و حواريها بل وتشبعت في
نفوس قاطنيها , فكانت الكرامة والعزة أينما حل أهلها .. في هذه الزاوية تسلط الضوء على تاريخ المدينة عبر احيائها وشوارعها .
عين على إربد
• صحافة اليرموك ـ احمد الحسن
ا المسجد المحمدي في مخيم ��دى زواي� في إح
سند ظهره ُ حلمه الصغير ويّ الزعتري كان جاد يضم
عميق ٍ حزن َ بيانِ تَإلى الجدار، بين مقلتيه ألجم
ينبض، بيديه اليتيمتين إلا من ٍأملُ وفي فؤاده ألف
القرآن الكريم ويستذكر جلسات شيخه ُ مسكُ دعاء ي
، ويهوي بذاكرته من على ّ الدمشقي ِ في جامع النور
ِت وعن الحنينَ حارته التي شابِة ّإلى أزقِ الغربةِ سفح
لأهلها ما تابت .
بي إليه َعاد
في مهب الريح رفع جاد أصابعا ثمانية، مشيرا إلى
الطفولة التي ِه، وبلغة َ ه أول ُعمره الذي لم يشبه آخر
عذريتها، بالرغم من شدة وطأتها ُلم تهتك الجراح
نهك، عاد بي جاد إلى ُ الصغير الم ِونفادها في جسد
ت وقوفه في طوابير الصباح َ مدرسته التي شهد
تركت على ٍه لحقيبةَ التلاميذ وحملّه لزي َ داء� وارت
الرياضيات ّ والاجتهاد، كان يحب ّ آثار الجدِكتفيه
والعمليات الحسابية التي لم تتجاوز حينها العدد
قد ًعشرة، ولم يكن يدري جاد أن الحبيب أحيانا
الأرقام وغيرت في وقت ُ يخون، تماما كما فعلت معه
مواجعه، ِقصير عدد أفراد أسرته وضاعفت ساعات
في ُ رتهّ الصحيح وكبّ وتمردت على المنطق العمري
سنين .ٍسنة
القرآن ُ رفيق
، يجعل الناس تجتمع حوله ًحباه الله صوتا شجيا
سه القصير وعدم َلتسمع تجويده للقرآن الكريم، نف
نطقه الصحيح لبعض الكلمات لم تكن أشياء تلغي
عذوبة صوته وجماله، وفي المسجد المحمدي يتعلم
جاد القرآن الكريم على يد الشيخ مشهور الذي
أشاد بذكاء جاد وسرعة بديهته واستعداده الدائم
لاستقبال المعلومات الجديدة، وحرصه على حضور
له احتراما كبيرا، ّ دروسه، وجاد يحب شيخه ويكن
ويقضي غالب وقته في المسجد بصحبته .
ُ ما لا يعرفهُعرفت
عرفت عن جاد ما لا يعرفه هو عن نفسه، فداء
للطفولة حرمة واستباح براءتها ِ «الربو» لم يراع
ه في لحظات ِحولُ للريح والغبار، ت ً رضةُ وترك جاد ع
منطفل يلعبويمرح إلىحبيسالتنفسالاصطناعي
في روح ًللحياة بقيةُبواسطة أنبوبة أوكسجين تمنح
جاد، وهو بنبرة الطفولة العذرية يقول لي «ماما ما
بتخليني ألعب كثير»، معذور فلا يعلم أن أزمة «ربو»
أمه فلذة كبدها ُواحدة تغزو حمى أنفاسه قد تكلف
وقطعة منها .
اهَّحيُ في مُ دمشق
ما يشدك لهذا الطفل ابتسامته وكأن دمشق تبدو
اه، بتفاصيلها وتقاسيمها ّ في محيَ أمام ناظريك
وملامحها الدقيقة وياسمينها، بعتيقها وجديدها
واد � فتها من على أعَ وتمردها على البؤس وأن
ُ عند جاد مدينة وخارطة، يحلمِ المشانق، وللغد
الصغير أن يصبح مهندسا مدنيا يبني كل المدارس
ر لكل عائلة منزلا ّالسورية التي دمرتها الحرب، ويعم
كبيرا بدلا من الخيمة التي حفظ جاد عنادها جيدا
ها وصار بها خبيرا .ّ وذاق بردها وعانى حر
ه َ سرُ عت ّ أذ
كانت الشمس في طريقها لتستقر أسفل الأفق
في ٍ ارع � شِمؤذنة بنهاية النهار، وجاد على كتف
ها سلامات ُل ّحمُم يرمقها بعيونه من بعيد، يّالمخي
لدمشق وشيخه ومدرسته وعدد من أفراد أسرته
الذين خانته فيهم الأرقام وأنقصتهم، وعلى ناصية
مقلتيه برقت دمعة لولا جلادة هذا الطفل لكتبت هنا
بى عينيه، وأدرنا ُ أن فصل الشتاء أطل يومها من ر
جاد أسفل مآقيه ورغم اهتزاز ُ للشمس، يدًظهرنا معا
الحزن فيه إلا أنه كان يمشي واثق الخطا، وأخبرني
وطلب مني ألا أبوح به لأحد، لكنني «وعذرا من ٍ بسر
وأعلنه لتعلموا أن الطفولة وإن ّ جاد» سأعصي السر
هنا أن ُ نّدوُ
ثنيها عن الحياة، وسأُ لا ت ُ أشقتها الحياة
دى» رفيقتي في ُجاد همس في أذني «اشتقت لـ «ه
المدرسة» .
كبير .. على هيئة دمشق وملامحها ٌصغير
في مخيم الزعتري ُ ينبضٌجاد .. قلب
قصة انسانية
• صحافة اليرموك ـ أحمد بني هاني
فاعل الأردنيون خلال الأسبوع الماضي مع الأحداث التي مرت على المملكة بحضور قوي على الساحة َ ت
ساخر من خلال مجموعة من (الهاشتاغ) على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان الأنشط ٍ التكنولوجية بشكل
قمة الإعجاز العلمي !! ) و ًهاشتاغ #عمان_تغرق و منها ( انك تموت غرقان من المطر في أفقر دول العالم مائيا
( أرخت عمان جدائلها و فاتت تتحمم ) و ( دعايات لاندكروزر فوق الأنفاق كأنها جكارة ) و ( فندق و منتجع نفق
الواحة ،، إستمتع بأجمل الإطلالات علىضفاف نهر الجاردنز ) و ( أمنا عمان ،، أمنا عمان و بالآخر غرقت بربع ساعة
% لأنها أصبحت مطلة على البحر ) .70 !! شكلها طلعت مرت أبونا ) و ( إرتفاع أسعار الشقق في عمان بنسبة
شهيد ،فكان 67 ت قلوبهم و أفجعتها بالمصيبة التي راح ضحيتهاّ كما و استذكر الأردنيون ذكرى ألم
هاشتاغ #لن_ننسى، و منها ( ليسهناك دين يقتل باسم الله ) و ( الإرهاب لا دين له ) و ( قطرات دماء طاهرة
ًقضت كي تنقش داخلنا أن الوطن سيبقى رغم المستحيل ) و ( ذكرى تفجيرات عمان زادت الأردنيين تصميما
ذلك التاريخ دفع بالأردن ليكون أكثر يقظة في تصديه للإرهاب ). 2005-11-9 ( على دحر الإرهاب ) و
و أشعل هاشتاغ #بهمش مواقع التواصل الاجتماعي و استمد الناشطون هذه الكلمة من حديث الحاج زياد
أبو هليل مع جيش الاحتلال عندما كان الشباب الفلسطيني يرشق الصهاينة بالحجارة و قال لهم بهمشخلهم
يضربوا و من ردود الفعل على هذا الهاشتاغ ( مهما ضيقوا و هدموا بيوت بهمش ) و ( في كل يوم لنا جثة و
ع الأقدام ).ًفي كل يوم لنا أوسمة ) و ( بسكروا الخليل بهمش بنروح ع القدس مشيا
مع الطفل أحمد مناصرة بعد انتشار ً#مش_متذكر تضامنا ْفيما واصل الناشطون غضبهم و أطلقوا وسم
ظهر الضغط الهائل عليه و التعذيب النفسي الذي لاقاه من مخابرات الاحتلال و على #مش_ُمقطع فيديو ي
متذكر رصدنا ردود الفعل الآتية ( مناصرة.. عنوان للقوة والصمود ) و ( خلف المكتب يسترجلون و في الميدان
كالفئران يهربون ) و ( مش متذكر الا انه انا فلسطيني و الصهاينة إحتلوا أرضي و دنسوا مقدساتي و سأبقى
فلسطيني و هم سيرحلون ) و ( فلسطين بلادي و غير هيك مش متذكر ).
و انتشر هاشتاغ #شخصية_تاريخية_ترغب_بلقائها على موقع التواصل الاجتماعي، فكانت ردود الأفعال
المنتشرة تريد أن تلتقي شخصيات دينية عظيمة و أخرى سياسية و من بين ردود الأفعال ( و هل توجد شخصية
أعظم من حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ) و ( الملك فيصل ، صدام حسين ، الحسين بن طلال شخصيات
شهد لها التاريخ بالقوة و الجبروت ) و ( القائد صلاح الدين الأيوبي لأسأله كيف استعاد القدس).
• أحمد الحسن
أعتذر عن كل شيء حتى عن خسارة المنتخب ًأنا فعلا
الأردني مع الأورغواي العام الماضي، وأتقدم لكم أيها
المناضلون على إشارات المرور المكافحون في»طوابير»
ر الحكومية، �دوائ�الخبز، المحاربون على خطوط ال
الشوارع والعالقون في أزمات ِفرُ والواقعون في ح
المواصلات والساكنون في الأدوار الأرضية والمتدافعون
على أبواب صناديق التنمية والغارقون في مستنقعات
الأزقة والمتضررون من الأمطار الأخيرة والسابحون في
إلى ِ البؤسِ أنهار الصرف الصحي، العابرون من ضفة
الأسى، جميعكم أتقدم لكم باعتذاري «وسايق ِ ضفة
عليكم الله تسامحوني» .
اص» مدرستك جولة � ذي أدى «ب�عزيزي الطفل ال
مستودعات الأغذية ُ سباحة نوعية في أحد الأزقة، صاحب
أشبه بطوفان قوم نوح «حقك ٍالتي تعرضت لطوفان
ن ُ علينا يا غالي»، سائقو التكاسي التي تحولت إلى سف
ًان وطولها جاثية على ركبتيها شكرا َّعمَوجابت عرض
لكم علىمساهمتكم الفاعلة في تنشيط الموانئ الراكدة
ِودفع عجلة التجارة «البحرية»، الشباب الغائبون في متن
المياه ولم تظهر منكم غير رؤوسكم سنبحث إمكانية
مشاركتكم في بطولة العالم للسباحة التي ستقام العام
القادم في مصر .
أعتذرمنكمبحجمالسيولالتياجتاحتمنازلكم، ًأناحقا
والسدود التي افتتحناها في شوارعكم والفيضانات التي
أغرقت مستودعاتكم، بحجم ذكريات أطفالكم التي
غادرت مع المياه العارمة، والأسنان التي اصطكت من
البرد والأيادي التي تشابكت للإنقاذ والأدوات المنزلية
التي أصبحت غير صالحة للاستعمال، وبحجم البضاعة
يع في الأسواق ِالمطر وما تبقىمنها ب َ التي أشبعتشراهة
بسعر «البلاش» بعد تعرضها لوعكة مطرية .
أنا آسف باسم البنية التحتية واستراتيجيات البلديات
وميزانيةالشتاءوالخططالتنظيميةوالهيكليةالعمرانية،
بيننا ولا تفسحوا لها ٍرقةُ فلا تجعلوا الأمطار مصدر ف
الثقة وانعدام المصداقية، ِالمجال في أن تقودنا لفقد
ا أدت إليه َّوا آذانكم عنها وأغمضوا عيونكم عم ُّوصم
وأشيحوا بوجوهكم عن كوارثها، واعلموا «رعاكم الله»
لطة التنفيذية بضم السين لن تصبح في يوم ُ أن الس
تنفيذية بفتح السين، مهما حاول ً لطةَمن الأيام س
المغرضون تشويه صورتنا أمامكم أيها الشعب العظيم،
ازة مرضية � أن المناهل كانت في إجًوأحيطكم علما
وستعود للعمل بعد إجراء العمليات الجراحية اللازمة
فادعوا لها بالشفاء «أثابنا وأثابكم الله» .
المسؤول
«يعتذر»
الهامش َع
هاشتاغ #
#عمان تغرق و # مش متذكر
غرقان مواقع التواصل الاجتماعيُت
QR Code
تصوير : احمد بني هاني
الطفل جاد