صحافة اليرموك

٢٠٢٤ كانون الثاني ٧ _ ١٤٤٥ جمادى الأخرة ٢٥ الأحد الملف 3 ࣯ إشراف:قاسم المحاسنة ࣯ اعداد: لميسعلاونة ࣯ آيه غيث صــحــفــي وصـحـفـيـة 100 أكـــثـــر مــــن استشهدوا بآلة القتل الصهيونية في قطاع غزة والضفة الغربية في استهداف متعمد من الاحــتلا للصحفيين الذين يــمــارســون عملهم الـصـحـفـي مـنـذ نحو أشهر، بالرغم من التزامهم بمعايير 3 الـسلامـة المهنية والحماية الجسدية. يــــؤدي الــمــراســل الـصـحـفـي دورًا كـبـيـرًا في نقل الأحداث والجرائم التي يرتكبها الاحــــــتلا فـــي قــطــاع غـــــزة، فـالـمـراسـل الصحفي هـو «الـجـنـدي الحقيقي» في المعركة لأن سلاحه الكلمة، إذ يتعرض لمواجهة نفسية وعاطفية بالإضافة إلى المخاطر التي تواجه صحفيي غزة، مما يحملون أرواحهم على أكفهم، متنقلين في الميدان لنقل الصورة الحقيقية في القطاع المحاصر للعالم. استهداف متعمد للحقيقة بهذا الصدد، قا الصحفي في جريدة الــغــد عـبـدالـرحـمـن الـبـشـيـر إن العمل الصحفي فـي مناطق الــنــزاع والـحـروب يـشـكـل خـــطـــرًا عـلـى حــيــاة الصحفيين، إذ يُـولـد لديهم ضغوطا نفسية هائلة، فهم كالجنود المُقاتلين، لا يمكن لهم الانسحاب أو الهروب. وأضاف البشير أنه يقع عليهم واجب نـقـل حقيقة الأحـــــداث وخـطـورتـهـا على المدنيينوالأبرياء، وكشفجرائم الحرب والإبادة التي تمارسها أطراف النزاع كما تعمل«آلة الحربالإسرائيلية» فيغزة، إذ نجح الزملاء الصحفيين الفلسطينيين الـذيـن يغطون هــذه الـحـرب مـن كشف وحشية المحتل الإسرائيلي وغطرسته. ولـــفـــت إلـــــى أنـــــه فــــي حـــالـــة تـغـطـيـة الـــعـــدوان الإسـرائـيـلـي الـغـاشـم فــي غـزة تكون الضغوط على الصحفيين هائلة و مـضـاعـفـة، لأن حـركـة التنقل معقدة ومحفوفة بالمخاطر نتيجة اتساع دائرة الــقــتــا والـــقـــصـــف، مــمــا يـعـيـق وصـــو الـصـحـفـيـيـن إلــــى الأمـــاكـــن الــتــي تشهد الـجـرائـم ومــجــازر الـقـتـل ونـقـل أخـبـارهـا للجمهور، علاوة على قلقهم على أمنهم وأمــــن عــائلاتــهــم وأصــدقــائــهــم فـــي ذات البقعة التي تشهد الحرب. وأوضـح البشير أن ضغوط وتحديات سـاعـات العمل الطويلة تتطلب جهدا إضــافــيــا، إلـــى جــانــب الــتــحــديــات الفنية الأخـــرى كضعف شبكات الاتـصـا الـذي يعيق ويأخر وصـو الرسالة الصحفية، لافـــتًـــا إلــــى أن الالــــتــــزام بـالـمـوضـوعـيـة والمهنية في تغطية الحروب والنزاعات يبدو معقدا وصعبا. وأكد البشير أن الكثير من المراسلين والصحفيين فيمناطق الحروب يتلقون تهديدات من قبل الأطـراف المتصارعة، خاصة إذا كان لهم جمهور كبير، فقد يتم استهدافهم بشكل مباشر كما حدثمع الزميل طارق أيوب الذي قتل في حرب الـعـراق، ومـا تعرضت لـه عائلة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، مبينًا أن بعض المراسلين في غزة خاصة في منطقة الـشـمـا كشفوا خلا الأيـــام الماضية تلقيهم تـهـديـدات «إسرائيلية» نتيجة تغطيتهم التي كشفت جرائم الاحتلا . مـــن جـــهـــتـــهِ، قــــا الــصــحــفــي سـامـي الــــجــــويــــعــــد، مـــــن مــــوقــــع عـــيـــن الأردن الالـــكـــتـــرونـــي، إن حـــريـــة الــصــحــافــة في الوطن العربي مقيدة؛ مّا يفقد الصحفي والمراسل تقديم الحقيقة بشكل كامل، لأنهُ يخضعفيالحروبأحيانًا لسياسيات وسائل الإعلام. وأضــــــــــاف أن بـــــدايـــــة الـــضـــغـــوطـــات الـــصـــحـــفـــيـــة هـــــي الــــحــــالــــة الـــنـــفـــســـيـــة، فَالمراسل الصحفي يحاو الموازنة بينَ نقل الحدث والمشاعر، مشاعر الصحفي تتناسب مع فظاعة الحدث، مشيرًا إلى أن المراسل فـي الـحـروب يتغلب على الألـم الجسدي مقارنة بِحجم ما يغطيه من كوارث. ولفت الجويعد إلى أنّ على المراسل مواجهة الضغوطات لقيمة ما يقوم بهِ، وأنهم عرضة لِلموت في أيّ وقـت، كما في أحداث غزّة، إذ إن الصحفيين مصدرًا مباشرًا للاسـتـهـداف مـن قبل الاحــتلا لِـمـنـعـهـم مـــن نــقــل الــــصــــورة الـحـقـيـقـة لِلعالم. وفــي الـسـيـاق ذاتـــه، قـالـت الصحفية الدكتورة مشيرة الزيود إن الضغوطات الـكـبـيـرة الـتـي يـتـعـرض إلـيـهـا الـمـراسـل الحربي معنوية، لأن الـمـراسـل يعيش تحت ضغط الـحـرب وخـطـر الاستهداف خاصةً في أحـداث غـزّة الحالية، مشيره إلـى أن جميع الضغوطات الحربية من الاحـــــتلا فــي هــــذهِ الــحــرب لــم تستطع النيل مـن معنويات الصحفيين داخـل قطاع غزة، بسبب إصرارهم على تقديم رسالتهم وصوت شعبهم لِلعالم أجمع. وأضـــــافـــــت أن دعــــــم الـــمـــؤســـســـات الإعلامية لِلمراسل التابع لها مهم جدًا، فَـيـجـب عليها أن تــحــاو حـمـايـتـهُ بِكل السبُل، والضغط على الجهات الدولية لِــحــمــايــة الـصـحـفـيـيـن مِــــنْ الاســتــهــداف المباشر، مشددة على أنه يجب إضافة استهداف الصحفيين إلى قائمة جرائم الاحتلا خلا الحرب الأخيرة على غزة. وتعتبر الــزيــود أن أكـثـر الضغوطات الصحفية الـتـي يـتـعـرض لـهـا الـمـراسـل الحربي، تتمثل بالحفاظ على سلامتهُ بـالـدرجـة الأولـــى، خصوصًا فـي غـــزة، لأن الـــمـــراســـل بــنــك الاســـتـــهـــداف فـــي هـــذهِ الحرب، وبالتالي فإن حياتهُ وحياة عائلتهُ في خطر الاستهداف المباشر. وفي السياق ذاته، أكد عضو مجلس نقابة الصحفيين الصحفي خالد القضاة أن دور النقابات الصحفية يتمثل دائمًا في توفير الحماية للصحافيين، ومتابعة تـأمـيـن دخـولـهـم وخـروجـهـم بِمعداتهم من ساحة الحرب سالمين، ومتابعتهم صحيًا إذا أُصيبوا، وقانونيًا إذا احتجزوا. وأشـار إلى أن التحديات التي يواجها المراسلالصحفي؛ تتمثلبعدممعرفتهُ بِتغطية الحروب وعدم معرفتهُ بِقواعد الـــسلامـــة الـمـهـنـيـة وتـنـقـلـهُ فـــي سـاحـة الحرب وطريقة خروجهُ، ورغم ذلك يجب على المراسلين العمل كَمجموعات صحفية والتعاون بين الأطقم الإعلامية وإن كان هنالك تنافس. بـــــدورهِ، قـــا مــراســل قـنـاة المملكة ابراهيم الساحوري إن هناكَ العديد من الضغوطات الصحفية التي تلقى بِثقلها على الـمـراسـل الصحفي فـي الـحـروب، لِذلك يجب رفع مستوى التنسيق لِنقل المعلومات والنشر مع المؤسسة التي يعمل لِصالحها، مما يتطلب استمرارية الـعـمـل والـمـتـابـعـة الحثيثة لِـمـجـريـات الــــحــــرب، بـــالإضـــافـــة إلـــــى مـــهـــام تـوثـيـق الانتهاكات التي تحدث في الحروب بما يتماشى مع أخلاقيات المهنة الصحفية. وأشــــار الــســاحــوري إلـــى أن الـتـحـدي الأكبر الـذي يواجه المراسل الصحفي، يـتـمـثـل بـحـمـايـة نـفـسـه والــتــعــامــل مع تـهـديـدات الـقـتـل، إلــى جـانـب التحديات الـلـوجـسـتـيـة الــتــي تتمثل فــي صعوبة التنقلمنمكانإلىآخر بفعلالعمليات العسكرية والدمار الناتج عنها، بالإضافة إلـــى انـقـطـاع الاتـــصـــالات والإنــتــرنــت في مواقع الصراع ما يعني عـز المراسل الصحفي عـن العالم وعــدم قـدرتـه على مــواكــبــة الــمــســتــجــدات ونـــقـــل وتـوثـيـق الأحداث. وأوضــــــح أن الـــضـــغـــوطـــات الـنـفـسـيـة عـلـى مـــراســـل الـــحـــرب أكــبــر بِـكـثـيـر من أي تغطية صحفية اخـــرى، لأن مشاهد الـدمـار الهائل والقتل الوحشي مؤذية لِمشاعر الأنـسـان بِالفطرة، علاوةً على قلق المراسل الصحفي من الاغتيا أو الاعـتـقـا والـتـعـذيـب، ومـعـانـاة الجرحى والمصابين والمشردين نتيجة الأعما العسكرية. من جهتها، قالت المراسلة الصحفية لبنانية مــريــام طـهـمـاز إنـــه بِـالـنـظـر إلـى آخــر الأحــــداث فـي لُـبـنـان نــرى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الصحفيين بشكل متعمد، الأمـر الـذي أدى إلى قلة تواجد عدسات الكاميرا والجسم الإعلامـي في مناطق جنوب لبنان. وعبرت عن التراجع الفعلي في بث الحقيقة للعالم خصوصًا بعد استهداف الـمـصـور عــصــام الــعــبــدالله، إذ تعمدت وكالة رويترز التي كان يعمل لديها في أو الحادثة ألا تذكر من قام بقتله على الرغم من التأكيدات الواضحة على ذلك. وأشارت إلى أنها عاودت ذكر أن العدو من قام بذلك بشكل مخجل جدًا، وهذا مـا دفـع وكـــالات الأنـبـاء ووسـائـل الإعلام الغربية من إبعاد مراسليهم بِشكل كبير عنجبهة الجنوب اللبنانية وبالتاليعدم نقل الخبر اللبناني وحقيقة ما يحدث. ووصفت طهماز تجربتها في تغطية حرب جنوب لبنان بحجم التعب الهائل الـــذي كـــان يعتريها فــي نـهـايـة كــل يـوم مـن التغطية، دون الإغـفـا عـن التعب الـنـفـسـي، مـبـيـنـه أن الأخـــبـــار الـسـاخـنـة ومواصلة الاطلاع على كافة معطيات الحرب، والتوتر المستمرجراء الصواريخ والاشــتــبــاكــات؛ كـــان جــــزءًا لا يـتـجـزأ من الــمــعــانــاة الـنـفـسـيـة أثـــنـــاء الــتــواجــد في الميدان. ولفتت إلـى أنـه يجب على المراسل الــصــحــفــي الـــتـــعـــامـــل مــــع الــضــغــوطــات الـصـحـفـيـة بـحـرفـيـة، مــوضــحــةً أنـــه على الصحفي أثناء تغطيته وتأديته لِرسالته أن يضع هذا الكم من المشاعر والتوتر بعيدًا عن العمل، وبالتالي يترك لِنفسه منفسًا صغيرًا ويبتعد عن الكبت الدائم لما يشكلهُ مِن أضرار نفسية لاحقًا. هل تحمي القوانينصحفيي الحروب فعلا؟! هــــــنــــــاك الـــــعـــــديـــــد مـــــــن الــــقــــوانــــيــــن والـتـشـريـعـات الـتـي تـنـص عـلـى حماية الصحفيين والإعلاميين أثناء النزاعات ) من 79( المُسلحة منها، تنص المادة البروتوكو الإضـافـي المُلحق باتفاقية )، علىحماية 1949( جنيفالصادرة عام الـصـحـفـيـيـن خلا الـــحـــرب والـــنـــزاعـــات المسلحة واحـتـرامـهـم وعـــدم التعرض لــهــم بــــأي شــكــل مـــن أشـــكـــا الــهــجــوم المُتعمد. كــمــا تــنــصدراســـــة الـلـجـنـة الــدولــيــة للصليب الأحـمـر للقواعد العرفية في ) في ٢٠١٥( القانون الدولي الصادر عام ) أنــهُ يجب احـتـرام وحماية ٣٤( الـمـادة الصحفيين الـعـامـلـيـن والـمـوكـلـيـن في مهام مهنية بمناطق النزاعات المُسلحة مـا دامـــوا مُلتزمين فـي قوانين الحرب كـعـدم مشاركتهم بشكل مـبـاشـرة في الأعما التي تعتبر عدائية. وقـــا المحامي خليف الــزيــود إنــه لا توجد اتفاقيات وتشريعات دولية خاصة بالصحفيين، لكن هـنـاك مـــواد متفرقة بــاتــفــاقــيــات مـتـشـعـبـة لــحــل الإشـكـالـيـة المتعلقة بحماية الصحفيين، وذلك بناءً على شروط ينبغي على الصحفي الأخذ بها مثل «أن يضع الصحفي ما يظهر أنه صحفي.» وأضـاف أن القانون الدولي الإنساني قــــسّــــم الأهــــــــــداف إلــــــى أعــــيــــان مــدنــيــة كــالــمــدارس، والــجــامــعــات، والـكـنـائـس، والمستشفيات، والأمــاكــن الـتـي يوجد بها مدنيون أو عسكريون لكنهم جرحى أو أســرى أو قاموا برفع الـرايـة البيضاء «الاســـــــتـــــــسلام»، وأهـــــــــداف عــســكــريــة مساهمة فـي العمل العسكري سـواء كــــان ذلــــك بـطـبـيـعـتـهـا أم بـمـوقـعـهـا أم باستخدامها، كالمعسكرات، والثكنات العسكرية، والــخــنــادق، وأمــاكــن تجمع القوات العسكرية. وأوضح أن الدور القانوني في حماية الصحفيين واضـح ومنصوص عليه في الــقــانــون الـــدولـــي، وأن مــا يـضـفـي على الصحفيين الـحـمـايـة هــي التشريعات الدولية «الإطــار القانوني الـدولـي»، لأن الـجـهـة الإعلامـــيـــة ليست مـسـؤولـة عن حماية كـوادرهـا بشكل رئيس في حالة الحروب، إذ تقع من ضمن المؤسسات التي ينبغي حمايتها بموجب القانون الــــدولــــي، وأي انـــتـــهـــاك لـــهـــذه الـحـمـايـة هــو انـتـهـاك لـهـذه الـمـؤسـسـة ولعملها وبالتالي انتهاك للعاملين بها. ولــفــت إلـــى أن الاحـــــتلا الصهيوني استهدف منذ بـدء الـعـدوان على قِطاع غـــــزة الــصــحــفــيــيــن ومـــــقـــــرات عـــشـــرات الـــمـــؤســـســـات الإعلامـــــيـــــة بــشــكــل كـلـي وجزئي، وذلك يشكل خرقًا لنص المادة ) من البروتوكو الأو الإضافي إلى 79( اتـفـاقـيـات جنيف الـــذي يقضي بحماية الصحفيين في مناطق النزاع. وأوضح أن نصوص القوانين الدولية وحقوق الإنسان في الوضع الراهن الذي يشهده قطاع غـزة من قصف متواصل على أراضـيـه مـن قبل جيش الاحـــتلا ، هي مجرد قوانين على الورق فقط وغير مطبقة على أرض الواقع. واعــــتــــبــــر أن الـــــــــدور الـــــــذي قــــــام بـه الصحفيون فــي كـشـف فـظـائـع الإجـــرام الـصـهـيـونـي فــي غـــزة لـلـعـالـم كـلـه جعل القوات المعتدية تستهدف الصحفيين، إذ سـاهـمـوا الصحفيين فـي قـطـاع غزة بإثبات دورهم وأهميتهم، ويستد على ذلكمن خلا التغيرات التي طرأت على الرأي العام العالمي حيا ما يحدث في غزة لصالح القطاع. وأفاد بأن الوضع الراهنفيقطاع غزة مختلفكليًا عن أيمكان آخر في العالم، ا لمنظومة فــقــوات الاحــــتلا لا تـلـقِ بـــالً ا والقانون الدولي القانون الدولي كــاملً الإنـسـانـي وقـانـون حـقـوق الإنـسـان على وجـه الخصوص، لـذا يجب توفير مزيد من الاجـــراءات والتدابير لتوفير حماية اضافية للصحفيين. مــن جـهـتـه، قـــا مـديـر هيئة الإعلام السابق المحامي طــارق أبـو الـراغـب إن الــمــســؤولــيــة الـمـتـرتـبـة عــلــى الـوسـيـلـة الإعلامـــيـــة فـــي حـمـايـة الـصـحـفـيـيـن في ظل الأوضـاع الاستثنائية التي يمر فيها قطاع غــزة، تتمثل بتوفير مـا يميزهم كصحفيين عــن غـيـرهـم مــن «الـلـبـاس والخوذ الواقيةمن الرصاص»، وتأمينهم من خلا التواصل مع الدو في حالات النزاعات وتزويدهم بأسمائهم بوجود صحفيين ينتمون لها. وأضـاف أن ما يواجه الصحفيين من صـعـوبـات فــي حـــرب الإبــــادة الممارسة عـــلـــى قـــطـــاع غــــــزة، هــــي عـــــدم مـطـابـقـة إجـــــراءات الــوقــايــة والـــسلامـــة المهنية؛ لأن دولة الاحتلا الإسرائيلي لم تحترم التعليمات والبروتكولات الموجودة في مـؤتـمـر ڤيينا الـتـي تحمي الصحفيين وهـــو بــرتــوكــو عـالـمـي لا يــجــوز تــجــاوزه والـذي أحد بنوده هو تبليغ الصحفيين في الأماكن التي يريد استهدافها. وأشار أبو الراغب إلى أن أهم الأدوار الــتــي يـجـب عـلـى الـصـحـفـي الـقـيـام بها، الخضوع للدوراتالتدريبية والتحضيرية التي تسعى لـزيـادة معرفتهُ في مجا الــــسلامــــة الــمــهــنــيــة، ولــمــعــرفــة كيفية التعامل فـي ظـل التغطيات الصحفية في النزاعات المسلحة بين دولتين، مّا تسهم بتوفير الوعي الكافي في الوسائل التي تمنحه السلامة القانونية في أماكن النزاع. وذكــــر أبـــو الـــراغـــب أن الـــواجـــب على الصحفيمعرفةطبيعة الأماكنالتيتعد أهــادفًــا عسكرية «المناطق الساخنة» حتىلا يكونهدفًا، وأنلا يكونفيمجا نطاق صفري، مع توفر معرفة كبيرة في جغرافية المنطقة حتى تسهل تحركاته فـــي الـمـنـطـقـة ولــضــمــان عــــدم تـعـرضـه للوقوع في منطقة محصورة لا يستطيع الخروج منها. هل معايير حماية الصحفيين متوفرة في غزة؟ قــــــا مــــديــــر مــــركــــز حــــريــــة وحـــمـــايـــة الصحفيين نضا منصور، إن السلامة المهنية للصحفيين تتمثل بالمعايير التي يجب على الصحفيين والصحفيات أن يتبعوها خــاصــةً فــي مـنـاطـق الخطر والــنــزاعــات، والــحــروب الـتـي مـن شأنها حمايتهُم حتى لا يتعرضوا لأي مخاطر خلا تغطيتهم الـمُـسـتـقـلـة، مـبـيـنًـا أن «سلامــــة الصحفيين أهـــم مــن السبق الصحفي». وأضاف منصور أن حق الحياة يتقدم على أي حق آخـر، فيجب على الصحفي الحفاظ على نفسه حتى لو على حساب حـصـولـه عـلـى الــخــبــر، وهــــذا الـمـوضـوع يـخـتـلـف مـــن ظـــــرفٍ لأخــــر ويــتــضــح ذلــك مـن خلا الــعــدوان على قطاع غــزة في ظــل الاســتــهــداف المتعمد والممنهج، ويظهر ذلك من خلا استشهاد عشرات الصحفيين ممن يعملون فـي مختلف وسائل الإعلام. وأكــــــد مـــنـــصـــور مـــســـؤولـــيـــة وســـائـــل الإعلام تـــجـــاه الــعــامــلــيــن فـــي كـــوادرهـــا يـتـمـثـل بــإخــضــاعــهــم لـــتـــدريـــب حقيقي في آليات وإجـــراءات السلامة المهنية، وتــوفــيــر الـــملابـــسوالـــمـــعـــدات اللازمــــة لتحقيق الـحـمـايـة المهنية لـهـم، علاوةً على تأهيلهم ليكونوا قادرين على اتخاذ الإجراءات والتدريب اللازمة والمناسبة في ظل الظروف على قطاع غزة. ولـــفـــت مـــنـــصـــور إلـــــى أن الــمــعــايــيــر جميعها سقطت في ظل ما نشهدهُ في قطاع غزة من استهداف للصحفيين من قبل الاحــتلا المُتعمد، فلم يعد هناك مكان آمن يضم أي إنسان، سواء الأطباء، أوصحفيين، أومستشفيات، أومدارس، إذ أصحبت سبل الحماية المهنية من الصعب ومُعقد تطبيقها في مثل هذه الظروف. بدورهِ، قا الصحفي سامي محاسنة إن تحقيق السلامة المهنية للصحفيين مــســؤولــيــة تــقــع عــلــى عـــاتـــق الـصـحـفـي والـــمـــؤســـســـة الإعلامـــــيـــــة الــــتــــي تـظـهـر أهميتها في ظــروف الحرب والنزاعات، ففي الظروف الحربية في مناطق الصراع لابدمنتوفير المؤسسة الصحفيةسبل الــسلامــة المهنية لـكـادرهـا الصحفي و توفير الحماية المشددة لهم. وأضـاف محاسنة أنه ذلك يتضح من خلا تغطياتشبكة الجزيرة مؤخرًا من خلا توقيف المراسل وائــل الدحدوح عـــن تـغـطـيـتـهُ فـــي شــمــا غــــزة؛ بسبب التهديدات الإسرائيلية في استهدافه، والتي تظهر مدى التزام شبكة الجزيرة والمؤسسات الإعلامية بالمحافظة على سلامة صحفيها. وتابع أنهُ من المفترض التزام الدو المتحاربة في القانون الدولي الإنساني، وضرورة الالتزام في الاتفاقيات الدولية الـــتـــي مـــن شــأنــهــا الـــحـــفـــاظ عــلــى حـيـاة الإنـسـان على حـد ســواء وبـالإضـافـة إلى الاتفاقيات المعنية بحماية الصحفيين وتغطية الأحداث. وأشـار محاسنة إلى أن هدف العدو الإسرائيلي من قتل الشهود واستهداف الصحفيين والإعلامـــيـــن، تتمثل بعدم نـقـل الـــصـــورة كـمـا يـجـب أن تــكــون في حياد ومهنية، لذلك استشهد فيساحة صحفي، وهو ما 100 القتا أكثر من يظهر عـــدم تطبيق مـعـايـر الـحـد الأدنـــى من الإنسانية والأخلاق فقوات الاحتلا الإسـرائـيـلـيـة تـقـوم بـاسـتـهـداف الكلمة والكاميرات وتستهدف الصحفيين الذي يقوم بنقل هذه الوقائع للعالم حتى لا يُرى وجهة نظر أخرى غير التي تعرضها قوة الجيوش. ولفت إلى أن مسؤولية حماية حياة الصحفيين تقع على عاتق أطــراف نزاع الحرب، وثانيًا على المؤسسة الصحفية الــــــدور الأكـــبـــر فـــي حــمــايــة مـراسـلـيـهـا، إضافةً إلى المسؤولية الذاتية بالنسبة للإعلامــــــــــــي، الــــــــذي يـــجـــب عـــلـــيـــه عـــدم المُخاطرة بحياته حتى لـو كـان حساب نقل الحقيقة. وذكـر محاسنة أنـه علينا دائمًا وأبـدًا كـصـحـفـيـيـن أن نــســتــذكــر الــكــثــيــر من الشهداء الذينساروا علىدربالشهادة من أجل إيصا الحقيقة، فالصحفيون هـم شهود العيان الـذيـن كـانـوا ينقلون للعالم ولـلـنـاس مــا يــحــدث، حـتـى قـام الاحتلا الإسرائيلي بإنهاء حياة العديد من الصحفيين ومنهم «خريجي جامعة الــيــرمــوك الـصـحـفـيـة مـثـل شـيـريـن أبـو عــاقــلــه، والــصــحــفــي طــــارق أيــــوب الـــذي استهدفته القوات الأمريكية في الغزو .2003 الأمريكي على العراق في عام السلامة الجسدية قبل المهنية قا أمينسر نقابة الصحفيينعدنان برية إن على أي ناشط فيساحة الحرب ولا سيما الصحفي الحفاظ على نفسهِ بـاتـخـاذ التجهيزات الكاملة إلــى جانب نقله للحدث، أي أن يكون لديه القدرة على القيام بمهمتهِ دون تعريضنفسه للخطر، وإن كان المكان غير آمن عليه الانــســحــاب مـــن الــمــيــدان حــفــاظًــا على سلامـــتـــهِ لأن روحــــه أهـــم مـــن تغطيتهِ للخبر» فإن ذهبت روحه لن يكون لديهِ القدرة على تغطية أي حدث فيما بعد». وأضـــــاف أن الــمــســؤولــيــة الــتــي تقع عـــلـــى عــــاتــــق وســــائــــل الإعلام تـتـمـثـل بتوفير الأدوات للحفاظ على سلامتهِم الــشــخــصــيــة، مُــبــيــنًــا أنــــه فـــي ســاحــات النزاعات والحروب تكون هذه المسألة مُقيدة للغاية ومرهونة للقوة المتحاربة «الـتـي تطلق الـنـار» وتستهدف الناس كـالـحـالـة الفلسطينية الـتـي تـقـع عليها المسؤولية المباشرة. وأوضــــــــــح أن الـــــمـــــعـــــدات كـــواقـــيـــة الرصاص، والـخـوذة، والنظارات الواقية من الشظايا، منشأنها حماية المفاصل الأساسية التي من الممكن أن تخفف فيحالة الحروب العاديةضمنمعدلات معينة من العنف، لكن إذا ازدادت هذه الممارسات كما في حالة المجازر التي يــقــوم بـهـا الاحـــــتلا مـــن خلا «إطلاق الــصــواريــخ» لا يمكن للأدوات الـواقـيـة البسيطة أن تحمي الصحفي. ولــــفــــت بــــريــــة إلــــــى أن يـــجـــب عـلـى الصحفي أن تكون لديهِ المعرفة الكافية في الأماكن المستهدفة والأماكن التي تـعـد أهـــادفًـــا عـسـكـريـة، مُـبـيـنًـا أنـــه من الصعب على الصحفي مُـغـادرة المكان خوفًا من غياب الحقيقة، وهذا ما يجعل المسألة أكثر تعقيدًا، إذ وفرت الطائرات الصغيرة العاملة على الـريـمـوت التي تحمي الكاميرات، الــدور كبير في نقل الأحداث لكنها تجعل الصحفي بعيدًا عن مناطق إطلاق النار. وتــابــع أنـــه فــي ظــل تــزايــد الأشـخـاص الناقلين للحقيقة تزداد الحاجة لضرورة الــوعــي بــالــطــرق الــتــي تـحـمـي الناقلين للحدث والمتمثلة، بأهمية استخدام الــصــفــحــات الــوهــمــيــة لـــعـــدم الـتـعـرض للاسـتـهـداف مـن خلا تتبع أسماءهم وصـفـحـاتـهـم الـرسـمـيـة واسـتـهـدافـهـم، وعدم نشر موقعهم وتحركاتهم بالشكل المباشر، وأهمية إتباع وسائل الإعلام وعدموضعصحفيينمركزيينمحددين في تغطية الخبر أيمحاولة تبديلهم في ساحة الـحـرب مـن أجـل الحفاظ عليهم من الاستهداف خاصة في الظروف التي نمر فيها في قطاع غزة. وفـــــي الـــســـيـــاق ذاتــــــــهِ، قـــــا الــكــاتــب الـــصـــحـــفـــي أحــــمــــد حـــســـن الــــزُعــــبــــي إن الصحفي أثناء النزاعات جزء لا يتجزأ من المعركة، إذ يكون مستهدفًا وفي مَرمى النيران كما يظهر ذلك في الحرب على قطاع غزة. وأضـــــــــــاف أن الــــــسلامــــــة الـــمـــهـــنـــيـــة للصحفيين محفوظة وفق كل القوانين الدولية، لكن أحيانًا عندما يكون العدو خـــــــارج الـــســـيـــاق ولا يـــخـــضـــع لــلــقــانــون الدولي، يتجاوز جميع الخطوط الحمراء كما نشهد الاعتداءات على العاملين في العديد مـن القطاعات فـي الـحـرب على غزة، منها الصحافة والإعلام، ومُنظمات الإغـاثـة، والعاملين في القطاع الصحي من الأطباء والمسعفين والمدنيين. وأشــــــــار الـــزعـــبـــي إلـــــى أن الـتـغـطـيـة الإعلامية لا تقتصر فقط «كونكصحفي، أو إعلامـــــــــي» فـــبـــعـــد ظــــهــــور مُــصــطــلــح «الصحفي المُواطن» أصبح واجب على أي شـخـص مــوجــود فــي مــكــان الـحـدث نقل الحقيقة، وبذلك أصبح من الواجب أن ينطبق عليه مــا ينطق عـلـى حماية الصحفي بغضالنظر عن إذا كانصحفي مـــمـــارس لـلـعـمـل الـصـحـفـي أو ينتمي لنقابة أو لا. وأشــــــار إلــــى أن تــهــديــد أي شخص نـاقـل لـلـحـدث مــن قـبـل كـيـان الاحـــتلا هـو بمثابة تهديد لكل صــوت حُــر ينقل الـصـورة وفظائع الاحــــتلا ، فيجب على كل صحفي أن يحتاط كل الاحتياط كي يحافظ على سلامته ويوازن ما بين نقل الصورة وسلامته الشخصية. وأوضـــــح الــزعــبــي أن عــلــى الصحفي الالـــتـــزام بـــإجـــراءات الـــسلامـــة المهنية، كالابتعاد عن المواجهات المباشرة التي لا تجعل منه صيدًا سهلاً، وارتداء الخوذة والواقيات والالـتـزام بإبراز ما يظهر أنهُ صحفي كالڤيست ومتى عليه أن يظهر ومتى عليه أن يختفي. ودعــــا الـصـحـفـي لـتـأهـيـل نـفـسـه في مـجـا الـــسلامـــة الـمـهـنـيـة، لـذلـك ليس كل صحفي يستطيع أن يقوم بالتغطية في أماكن الحرب مالم يتعرض لدورات وورشــــات تأهله للعمل فـي مثل هذه الــجــبــهــات، مـشـيـرا إلـــى فـائـدتـهـا بـعـدم نشر موقعه، والـتـواجـد فـي موقع آمن ومُناسب ليوصل الرسالة دون تعريض نفسه للخطر، ولا يبث موقعه بالتحديد خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي لـحـمـايـة أنـفـسـهـم وعــائلاتــهــم الــتــي من الــمــمــكــن أن يــتــخــذونــهــا كـــرســـالـــة ردع وتخويف للصحفي من خلا تهديدهم باغتيا عائلاتهم. وأوضــــح أن الــوســائــل الإعلامـــيـــة لها الدور الكبير في حماية كادرها الصحفي، خاصةً في الظروف الطبيعية والحروب المُنضبطة من خلا تزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق السلامة المهنية لديهم، وإبـعـادهـم عـن مـركـز الــصــراعــات، ولكن فـــي حـــالـــة الـــصـــراعـــات غــيــر الممنهجة على قطاع غزة فإن أدوات السلامة غير كافية بل بحاجة أن يكون الصحفي واعيا ومُختصا بدرجة كبيرة بطبيعة التغطيات بالحروب. بورها، قالتالمدربة فيمجا الاتحاد الدولي للصحفيينخولة أبو قورة إنهُ من واجب الصحفيين الخضوع لـدورات في مجا السلامة المهنية؛ لأنهُم يواجهون مـــخـــاطـــر عــــديــــدة ومـــتـــنـــوعـــة، وخـــاصـــةً العاملون في مناطق النزاعات والحروب إذ يكونون أكثر عُرضة للقتل والاختطاف والترهيب والابتزاز أثناء تأدية عملهم. وأضـافـت أن دورة الـسلامـة المهنية لــلــصــحــفــيــيــن تــــقــــوم عـــلـــى تـــزويـــدهـــم بمجموعة من المهارات والمعارف التي تمكنهم من استخدام المنطق والتفكير العقلانيللتعاملمع المخاطر التيتهدد أمنهم وسلامـتـهـم الصحية والنفسية وحياتهمفي الميدانوتوفر الوعي لديهم في مجا السلامة الرقمية. وأوضـــــحـــــت أبــــــو قـــــــورة أن تـخـطـيـط الصحفيين والصحفيات، يعد مـن أهم مراحل التحضير قبل التوجه للتغطية الـصـحـفـيـة فــي مـنـاطـق الـــنـــزاع، لتقييم الـمـخـاطـر المُحتملة وتحليلها ووضــع تــصــور لـلـتـعـامـل مــعــهــا، إذ يــجــب على الصحفي معرفة أهم القضايا التي يجب التركيز عليها وقيامه ببحثشامل حو البلد أو المدينة الـتـي سيذهب إليها، وأن يشمل البحث الخلفية التاريخية والـــجـــغـــرافـــيـــا والــثــقــافــيــة والــســيــاســيــة والعاداتفي المنطقة ومعرفة الصحفي بتاريخ الصراع ومخاطرة . وأشارت إلى أهمية توجه الصحفيين لدراسة جغرافية المنطقة المراد التوجه إليها لمعرفة الدروبوالطرق التي يمكن أن يسلكها، وأن يـكـون لـــدى الصحفي عناويناتصا مرتبطة بمهمتهِ الصحفية والــتــي تـبـدأ بـالـطـاقـم الـــذي يعمل معه وعــنــاويــن الـمـنـظـمـات والمستشفيات والسفارات، وتوفير لهُ نُسخة احتياطية في المقر الرئيسي لحالات الطوارئ. وشــــــــددت أبـــــو قـــــــورة عـــلـــى ضـــــرورة متابعة الصحفي للتطورات الميدانية واســــتــــخــــدامــــهــــا فـــــي إعـــــــــداد الـــخـــطـــط، ومراعاة المتطلبات الصحية كالاتصا ، والـتـكـنـولـوجـيـا الآمــنــيــن، والاخـــــذ بعين الاعـــتـــبـــار اســـتـــخـــدام مــــعــــدات الـــوقـــايـــة الشخصية التي تساهم في التقليل من المخاطر التيمن الممكن أن يتعرضلها الصحفي في الـحـروب كـالـدروع الواقية والخوذ، وغيرها من أدوات الحماية التي يجب أن تظهر أنـه صحفي كـإبـراز عبارة .TV ، أو press وأوضحت أهمية أن يكون للصحفي المتواجد فـي الـحـرب والـنـزاعـات درايـة كـامـلـة بجميع أنــــواع الأسـلـحـة الثقيلة والـخـفـيـفـة الـمـسـتـخـدمـة والــتــهــديــدات الباليستية، والمسافات الأمنة، والفئات والمخاطر التي تشكلها على الصحفيين لاتــــخــــاذ الإجــــــــــراءات الـــوقـــائـــيـــة اللازمــــــة كمسافة الأمان وآلية الاحتماء. ولـفـتـت ابـــو قــــورة إلـــى أهـمـيـة وعـي الصحفي في طبيعة الأمـاكـن التي تعد أهدافًا عسكرية، وأن يختار مقرًا لهُ في مناطق بعيدة عنها، مبينةً أن الخطورة تتضح في الـعـدوان الأخير على غـزة، إذ تـعـد جميع الـمـنـاطـق مُستهدفة وغير آمـنـة إذ يعمل الــعــدو الصهيوني على تدمير غزة بأكملها باستخدام كافة أنواع الأسلحة والغارات الجوية. وعـــــرضـــــت الــــعــــديــــد مـــــن الـــنـــصـــائـــح الـمـتـعـلـقـة بـحـمـايـة الـصـحـفـيـيـن داخـــل مناطق النزاع في غزة، والتي زودها بها بعض الصحفيين في فلسطين، منها؛ الإرشـــــادات الـخـاصـة بالصحفيين أثـنـاء تغطيتهم الحرب على غزة مثل علامات الغزو البري المحتمل كتزايد الهجمات الجوية، أو المدفعية على نقاط الدخو إلى القطاع،سواء عنطريق البر، أو الجو، أو البحر، وتواجد المدرعات بأعداد كبيرة خــارج مُحيط الأراضـــي، واتـخـاذ المواقع الاستراتيجية، وفقدان الاتصا في غزة، وزيادة مراقبة الطائرات بدونطيار أو أي مراقبة جوية علوية، والقصف من البحر عـن طريق السفن البحرية أو صواريخ بــعــيــدة الــــمــــدى، وطـــلـــب إعــــــادة تــوزيــع السكان المحليين وترحيلهم للمواقع الهادئة. وأضافت أبو قورة أن هناك عدة نقاط يجب مراعاتها عند التعرض لهجوم من الـقـوة الـغـازيـة، كالتحرك والابـتـعـاد عن مناطق الـقـتـا الرئيسية، وعــن تهديد المقذوفاتوتحديد طرق الهروب إذا لزم الأمـر؛ أي عدم التحرك مُطلقًا في الليل وأثناء العمليات القتالية، والاحتماء في المناز أو في أيمبنى آخر، والبحثعن غرفة، أو قبوٍ ما لتوفير غطاءً من الغارات الجوية، واختيار دائمًا غرفة ذات هيكل داخليقويمثل السلالم أو زوايا الغرفة. وذكرت العديد من الطرق التي تحمي الصحفيين أثناء تعرضهم للقصف منها، كـاسـتـخـدام فـرشـة الـسـريـر لتغطيتهم خلا القصف الجوي والمدفعي، واختيار الطابق السفلي أو المخبأ، والتأكد من مقدرتهم على الـهـروب في حالة انهيار المبنى، والـحـصـو على إمــــدادات من الـــمـــاء، والـــمـــواد الـغـذائـيـة غـيـر القابلة للتلفكالأطعمة المعلبة، وأدواتالحفر، والاحتفاظ بمطفأة الحريق في مُتناو اليد بحالة نشوب الـحـرائـق، والاحتفاظ دائمًا بالمعدات الطبية، وعـدم التحرك مـن المكان الأمــن الــذي يحتمي بـه إلى انتهاء الضربة الباليستية. ووجـــــهـــــت أبـــــــو قــــــــورة الــــعــــديــــد مــن النصائح للصحفيين المستقلين منها، كالمحافظة على سلامهم أثناء تغطية خبر مـا وأن «لا تـكـون أنــت الـخـبـر» عن طريق اتـبـاع خـطـوات الـسلامـة المهنية لـــلـــصـــحـــفـــيـــيـــن، مـــــع تـــجـــنـــب الأمـــــاكـــــن المكشوفة حـتـى لا يـكـون هــدفًــا ســـهلاً، وعـــــدم الـــتـــهـــاون بـــــإجـــــراءات الـــسلامـــة، وأهـمـيـة أن يتوجه الصحفيين للعمل ا داعمًا ضمن مجموعات ما يُشكل عاملً عـلـى الـصـعـيـديـن الـمـعـنـوي والـنـفـسـي خلا الـــحـــرب، وأن يــكــون لـديـهـم خطة اتـصـالات تحتوي على الجهات المهمة والطارئة. وأشـارت إلى أهمية وعي الصحفيين بالسلامة والأمن الرقمي بسبب التقدم في تكنولوجيا المعلومات مّا أسهم في ظهور مخاطر جديدة للصحفيين، كرصد أنشطتهم واعتراض بياناتهم، وتعرضهم للتنمر والاعــتــداء عبر الإنـتـرنـت، خاصة الـــصـــحـــفـــيـــات، كـــمـــا يـــمـــكـــن أن يـتـلـقـى الـصـحـفـيـيـن رســـائـــل غــيــر مـــرغـــوب بها ويتعرضون لاخترق حساباتهم الخاصة. ووجــهــت أبـــو قــــورة بـعـض النصائح للصحفيين التي يجب اتباعها لحماية مـعـلـومـاتـهـم وبــيــانــاتــهــم مــنــهــا، حـمـايـة بـــيـــانـــاتـــه الـــرقـــمـــيـــة ســــــواء كـــانـــت عـلـى الهاتف المحمو ، أو أجهزة الكمبيوتر، والمحافظة على خصوصية معلوماته وأمـــاكـــن تـــواجـــده حـتـى لا يــكــون عُـرضـة للاستهداف، والحرص على الفصل بين الحياة الشخصية والعملية في مواقع الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي، وعـــــدم تـوقـعـه بوجود الأمــان بشكل مطلق في العالم الرقمي، ومعرفته بـأن الأمـن الرقمي لا يعني فقط استخدام أدوات إلكترونية وبـــرامـــج حـمـايـة ومـــهـــارات تكنولوجية، بـل هـو ثـقـافـة، ومنهجية تفكير، ووعـي يحصّن الصحفي من المخاطر في العالم الافتراضي التي ربما تنتقل للواقع. الحقيقة تحت ال ار.. جرائم حرب رتكبها الاحتلال لإسكات ناقلي الحقيقة صحفي فلسطيني وسطصمتمطبق وانتهاكصارخ لقوانين حماية الصحفيين 100 استهداف متعمد من الاحتلال لأكثر من رسم: دانه داود

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=