صحافة اليرموك

٢٠٢٤ كانون الثاني ١٤ _ ١٤٤٥ رجب ٢ الأحد 6 من هنا و هناك تــــــؤدي الـــســـخـــريـــة دورا مـهـمـا فــــي إيــــصــــال الـــرســـائـــل وتـشـكـيـل الـمـعـارف والــــرأي الـعـام الشعبي، نتيجة مضامين الـمـواد المُنتجة فــيــه عــبــر الـــكـــتـــابـــات الـــســـاخـــرة أو رســــومــــات الـــكـــاريـــكـــاتـــيـــر الـــنـــاقـــدة للأوضـــاع السياسية والاجتماعية والاقــتــصــاديــة. وعــرفــت الصحافة الأردنية تجربة الصحافة الساخرة منذ التسعينيات، كصحيفة «عبد ربـــــه» الـــســـاخـــرة، حــيــث ارتــبــطــت ببيئة أتاحت الحرية لازدهــار الفن الـــســـاخـــر والــــكــــتــــاب الـــســـاخـــريـــن. واليوم وبالرغم من وجـود الكتاب الساخرين فـي الصحافة الأردنـيـة إلا أن تراجعا في تأثيراتها قد حدث جرّاء القوانين الحادة للحريات إلى جانب تراجع الصحافة ومقرؤيتها إضافة إلى التطورات التكنولوجية المؤثرة على العمل الصحفي. وبــــهــــذا الـــــصـــــدد، قـــــال الــكــاتــب الــصــحــفــي الـــســـاخـــر أحـــمـــد حسن الـــزعـــبـــي، إنّ الــصــحــافــة الــســاخــرة تعني إصدار مطبوعات متخصصة بالكتابة الساخرة بشكل منتظم، وهـذا غير موجود لدينا، لكنه كان مــــوجــــودا فــــي الــتــســعــيــنــيــات مـن الــقــرن الـمـاضـي، وانـتـهـت بانتهاء تلك الصحف منها صحيفة (عبد ربه) التي مثّلت تجربة مميزة في تلك الفترة. وأضــــــــــاف أنــــــــهُ بــــعــــد الانــــفــــتــــاح 1989 الديموقراطي في انتخابات تـــــواجـــــدت الـــكـــثـــيـــر مــــن الــصــحــف الأسبوعية، بعضها كانت مستقلة وبعضها كان لها عمق أيديولوجي يتبع لأحــــزاب، وكـــان هـنـاك أعمدة فـــــي مـــعـــظـــم الـــصـــحـــف الـــيـــومـــيـــة الــورقــيــة لـكـتـابســاخــريــن، ولـكـن مع نهاية المطبوعات المتخصصة في الكتابة الساخرة لم يعد لدينا صحافة ساخرة بمعناها الحرفيّ. وأشــــار الـزعـبـي إلـــى إنّ الـحـريّـة هــي أوكـسـجـيـن الـكـتـابـة الـسـاخـرة وبانعدامها تنعدم الكتابة الساخرة أو تقلّ وتُحاصَر، وبعد صدور عدة قـــوانـــيـــن تـــحـــدّ مـــن حـــريـــة الـكـاتـب الـــســـاخـــر فــــي انـــتـــقـــاد الـــــقـــــرارات السياسية وانـتـقـاد المسؤولين، أصـبـح تأثير الـكـاتـب الـسـاخـر أقل من ذي قبل، لافتا إلى أن العشرين ، كان 2010 سنة الماضية لغاية هــنــاك هــامــشجــيّــد للانــتــقــاد في الصحف اليومية. وذكر أن عشرة كتّاب ساخرين كانوا يعملون في الصحف الأردنية، ويــكــتــبــون بــانــتــظــام فـيـهـا ولـديـهـم هـامـش حـريـة بانتقاد الحكومات والـــوزراء والمسؤولين، ولكن بعد مـحـاصـرتـهـم والـصـحـفـيـيـن بـأكـثـر من ثلاثـة عشر قانونا منها قانون الـــمـــطـــبـــوعـــات والـــنـــشـــر وقــــانــــون الــــعــــقــــوبــــات، وقــــــانــــــون الـــجـــرائـــم الإلكترونية، جعل الكاتب الساخر يــواجــه صـعـوبـة فــي الــمــوازنــة بين الــفــكــاهــة وعـــــدم تـــجـــاوز الـخـطـوط الـحـمـراء، خاصة بعد ظهور بعض الكتّاب الساخرين الذين لا يفرّقون بين السخرية والانتقاد، والشتيمة والنكتة. وتــــابــــع الـــزعـــبـــي «أنّ الــكــاتــب الــســاخــر فَـــطِـــن وذكــــــيّ، يستطيع اصطياد القارئ وتوريطه في نصّه وطـــــرح فــكــرتــه بــكــل حــرفــيــة دون التعرّض للمساءلة، كما في كتاب كـلـيـلـة ودمـــنـــة قــديــمًــا الــــذي كــان يحكي قصص الإنسان والصراعات السياسيةعلىألسنة الحيوانات.» وأكـد أن الخطوط الحمراء، عدا تـلـك الــمــوجــودة فــي الـصـحـافـة، لا يجبأن تكونفي الكتابة الساخرة، مــشــيــرا إلــــى أنــــه عــلــى الـــرغـــم من ا أنّ الــكــاتــب الـسـاخـر وجـــودهـــا إلّ يستطيع التحايل على الكثير من المحددات وكتابة مقاله الساخر دون أيّـــة مـعـيـقـات، حـتـى أنّــنــا في أكثر الأوقاتشدة وبأكثر القبضات الأمنية صعوبة، كنا نمرّر نصوصًا ساخرة بالتحايل. ولـــفـــت إلـــــى أن مــــن مــمــيــزات الكاتب الساخر، قدرته على إيصال فكرته عن طريق تبسيط المشهد والــقــضــايــا الــمــعــقــدة، ونـقـلـهـا من خلال الــمــحــاكــاة أو الـتـشـبـيـهـات وضرب الأمثلة، ولو تهيّأ لنا جوّ من الحريات العامة لكان هناك تأثير قـــوي لـلـكـتـابـة الــســاخــرة فــي فهم القضايا الاجتماعية والسياسية، مؤكدا أنّ الكاتب الساخر له بصمة في أذهان القراء وذاكرتهم، وبعض متابعيهم قد يناقشونهم نصوصًا قديمة حفظوها. وفيالحديثعنفنالكاريكاتير، أكـــد الـزعـبـي أن لــهــذا الــفــن تأثير قــوي فـي صناعة الـــرأي الـعـام في الحقبة الماضية، حتى أنّ تأثيرها كـان على صانع الـقـرار السياسي، ومــن زملائــنــا رسـامـي الكاريكاتير نــــاصــــر الـــجـــعـــفـــري، عـــمـــر عـــدنـــان العبداللات، أسامة وعماد حجاج، وخدام غرايبة، مُبينًا أنهُ لو لم يكن لرسوماتهم أثـر لما اسـتـمـرّوا في عملهم، إذ كان للكاريكاتير المتعلق بـالـمـحـروقـات ورفـــع أسـعـارهـا أثــرًا كبيرًا خاصة عندما كانت تُرفق مع الخبر أو عند التعليق عليه. وقـــال إنّ مـوقـع «الــحــدود» هو من تابعناه لسنوات طويلة، وهو مـوقـع صحيفة إلكترونية ساخرة تـتـنـاول الـعـنـاويـن بـشـكـل سـاخـر، ولـكـن تفاجأنا بـــأنّ الـنـاس لـم تعد تهتم للموقع ولا تأخذ أخبارنا على محمل الــجــدّ، حـتـى أنّ الـشـركـات التي كانت تهتم بالصحافة والتي كانت تموّل للإعلانــات والدعايات، أصـبـحـت لا تهتم بـالـمـوقـع عندما كـــان لــه طــابــع ســاخــر، مــمّــا جعلنا نحوّل الموقع لموقع إخباري جاد. وأفاد الزعبي أن الكتابة الساخرة في الأردن متقدمة جدًا، إذ إنّ أكثر ٪ مـــن كــتــابــهــا يـمـتـلـكـون ٧٠ مــــــن الأدوات الاحترافية التي تؤهلهم لأن يـــكـــونـــوا مــــن أفـــضـــل الــكــتــاب الــســاخــريــن فـــي الـــوطـــن الــعــربــي، ولــــو أتــيــحــت لــهــم الـــفـــرص لـكـانـوا كتابًا عالميين، مُشيرًا إلـى وجود فـرق بين الكتابة والأدب الساخر، فالكتابة الساخرة قد تكون تعليق عــلــى حــــدث أو مـــوضـــوع آنـــــيّ، أمــا الأدب الساخر فيدوم، فنقرأه بعد ا أو أكثر. عشر سنوات مثلً مـــــــن جـــــهـــــتـــــه، قـــــــــال الــــكــــاتــــب ن ــــه لا تــوجــد في � كــامــل نــصــيــرات، إ الأردن صـحـافـة ســاخــرة بالمعنى المتخصّص، أي أنّه لا يوجدصحيفة أو موقع إلكتروني مختص أو تُصاغ أخــــبــــاره صـــيـــاغـــة ســــاخــــرة بـشـكـلٍ كامل، لكنّ بعض الصحف الأردنية تــخــصّــصجــــــزءًا بــســيــطًــا للأخـــبـــار الساخرة. وأضــــــــــاف أنّ تــــأثــــيــــر الـــكـــتـــابـــة الساخرة، ليس بالتأثير المباشر، ن ــــمــــا يــشــيــر إلـــــى خـــطـــأ أو شــــيءٍ � إ غير مـقـبـول، فنكتب عـن القضايا الاجتماعية والسياسية المحلية أو الـعـربـيـة أو الـعـالـمـيـة بطريقة ساخرة، ويعدّ دور الكتابة الساخرة دورًا تراكميًا، ومع التراكماتيُصنع التغييرسواء التدريجي أم الفجائي عند حدوث المفارقة. وأشـار إلى أنّ التحديات كبيرة سواء للكاتب الساخر أم غيره، أما الكاتب الساخر بالذّات فهو يحتاج دائمًا إلى المزيد منحرية التعبير، على الرغم من أنّـه لو أعطيَت كل الـحـريـة الــمــوجــودة لـكـاتـب ساخر حقيقيٍ واحــد لما كَفَته، فالكاتب الساخر بحاجة إلى أن يعبّر ويُفضِل عدم وجود حدود، فهو يهوى القفز بين كـل الآراء يكل جـــرأة وبحرية تامّة. وتــــابــــع نـــصـــيـــرات أنّ الــكــتــابــة الساخرة تحوي الكثير من الجرأة التي تصل إلــى حــدود «الـوقـاحـة» الجميلة، والـتـي يحتاجها الكاتب الساخر في نصوصه ولكنّنا لا نعني هـنـا بــالــوقــاحــة الــمــتــعــارَف عليها، إنّــمــا نـعـنـي بـالـوقـاحـة هـنـا الــجــرأة الصادمة، مُبينًا أن التوازن يصنعه الــكــاتــب بـنـفـسـه مــراعــيًــا الـقـانـون الذي يجب أن يعرفه قبل أن يورّط نفسه، ومراعاته العادات والتقاليد التي يجب عليه أن يأخذها بعين الاعتبار. وأوضحأنالخطوطالحمراءتدلّ دائـمًـا على وجــود شــروط تحدّ من حرية التعبير، لكنّ الكتابة الساخرة لا ترى الخطوط الحمراء إلا في أعين الجبناء، لأنّ الكاتب الساخر ذكيّ ويـعـرف جـيِـدًا كيف يعبر الخطوط الحمراء بطريقة قانونية، وإن كان احـتـرافـيًـا فيستطيع التعبير عن رأيــه تعبيرًا مباشرًا أو رمـزيًـا لكل ما يريد إيصاله للمتلقي، ولكنّه لا يُحاسَب قانونيًا مع أن كتاباته قد تحوي تجاوزًا غير مباشر لا يُلتَقط عليه شيء. وأضــــــــاف الـــنـــصـــيـــرات أن لـغـة الـــكـــتـــابـــة الــــســــاخــــرة تــخــتــلــف مـن كــاتــب لآخـــر ولا يستطيع الـكـاتـب الساخر تقييم نفسه، فهناك كاتب يستطيع التعبير عن فهمه للقضايا السياسية وأن يوصل فكرته للقرّاء بـطـريـقـة لــغــويّــة ســـاخـــرة ليحظى بنصيبٍ مــن الـــقـــرّاء بحجم اللغة التي يعبر فيها. وأضـــــــاف أن الـــكـــاريـــكـــاتـــيـــر هـي مــثــل الــكــتــابــة الـــســـاخـــرة لا يـوجـد بـهـا تـأثـيـر مـبـاشـر، أي لا نستطيع كتابه المقالة أو رســم كاريكاتير لنتوقع في الصباح أثرا مباشرا لها، لكن تراكميتها وتراكمية الكتابة الـــســـاخـــرة تـــحـــدث فــــي الــــوجــــدان الجمعي شيئاً قد يتغير بالتدريج أو بشكل فجائي. وأوضح أنه لا يوجد تأثير مباشر للكاريكاتير الأردنية أو غير الأردنية، لكن قبل ظـهـور الـسـوشـال ميديا كــــــان الأردنــــــيــــــون يـــنـــتـــظـــرون كـل صباح جلال الرفاعي وزكـي شرفة وعماد حجاج وغيرهم من رسامي الكاريكاتير ليعرفوا ماذا رصدوا. وبدورهِ، قال الكاتبالساخر عبد الهادي راجي المجالي إن السخرية ذات أســـــلـــــوب جــــــــاذب لـــلـــقـــارئ وتـــســـتـــخـــدم الإيــــحــــاء والـــــرمـــــز، إذ تجعلك تبتعد عن النقد المباشر، و تعطيك مساحات أوسع في نقد الـــواقـــع الــســيــاســي والاجــتــمــاعــي، لافتا إلى أنها ساعدت بالهروب من الرقابة الذي كانَ أسهل من خلال الصحف الساخرة. وأشــــار إلـــى مـحـدوديـة الـكُـتـاب الساخرينفي الأردن، لأن السُخرية بالأصل موهبة، مؤكدا عدم وجود صحافة ساخرة مستقلة فهي جزء من منظومة الصحافة الأسبوعية واليومية، بل يوجد مقال ساخر أو أشخاص يمارسون كتابة المقال الساخر. ولفت إلى أن الجريدة الساخرة الوحيدة التيظهرتفي الأردنهي جــريــدة عـبـد ربـــه لـيـوسـف غيشان .1996 عام وتــــابــــع الـــمـــجـــالـــي أن الــكــتــابــة الساخرة في الخارج عبارة عن نقد اجتماعي أكثر منسياسي، وليس لــهــا مــســاحــة فـــي الــصــحــافــة بـقـدر مساحتها بـالـمـسـرح، فمسرحية «غربة» التي كتبها محمد الماغوط تــحــتــوي عــلــى ســخــريــة سـيـاسـيـة عــــالــــيــــة، لافــــتًــــا إلــــــى أنــــهــــا لـيـسـت محصورة بالصحافة، لكن مفهومنا في الأردن عنها أنها للصحافة فقط. وأوضـــح أن قـاعـدة الـكـاتـب هي الـوعـي والــقــدرة على الــقــراءة، مع الإلــــمــــام بــالــمــحــاذيــر الاجـتـمـاعـيـة والقوانين، مبينا أن جيل الكتاب الساخرين في عصر الانترنت ليس مـثـل جـيـل الـصـحـافـة الأسـبـوعـيـة والــــصــــحــــافــــة فـــــي الــتــســعــيــنــيــات والـــثـــمـــانـــيـــنـــيـــات لأن قـــاعـــدتـــهـــم الأســاســيــة كــانــت تتمثل بـالـوعـي والأبعاد الاجتماعية. وأشــــــــار الـــمـــجـــالـــي إلــــــى أنــــــه لا يـــوجـــد كــاريــكــاتــيــر ســـاخـــر، بـــل هو فــن كـاريـكـاتـيـر اجـتـمـاعـي يتحدث ويــنــتــقــد الـــظـــواهـــر الاجــتــمــاعــيــة، ويـوجـد كاريكاتير سياسي هدفه نـقـد الــواقــع ولـــه تـأثـيـر عـلـى الـــرأي العام، لافتا إلى أن العراق كان بها صُغير الحيدري مـن أهـم رسامي الكاريكاتير، وناجي العلي المرتبط بالثورة الفلسطينية، وفـي الأردن عماد حجاج. واعتبر أن الكاريكاتير يُغني عن ألفمقال، ومهنة رسام الكاريكاتير أصـــعـــب مـــن مـهـنـة الـــكـــاتـــب لأنـهـا تــحــتــاج إلــــى إبــــــداع وإنــــتــــاج فـكـرة لاختزال مشهد يوجد فيه تفاصيل كــثــيــرة بـــصـــورة صــغــيــرة أو بـرصـد صغير. وفــي الـسـيـاق ذاتــــهِ، قــال رسـام الـكـاريـكـاتـيـر عـمـاد حــجّــاج، إن دور الصحافة الساخرة مميز ومطلوب فيالصحافة الأردنية، إذ تعملعلى كسبثقة الإعلام الدارجفيكون لها دور مختلف. ويــعــتــقــد حــــجّــــاج بـــــأن الــكــتــاب الــســاخــريــن فـــي الأردن يـدفـعـون ضـريـبـة بـاهـظـة فــي حـريـة الإبـــداع والـــســـخـــريـــة، فــهــم الأكـــثـــر تـعـرضـاً لــلــقــمــع، وتـــــــــردداً عـــلـــى الــمــحــاكــم ن ـــــا لـــوظـــائـــفـــهـــم مـــقـــارنـــة � وفـــــقـــــدا بالآخرين،لأن على رأس التحديات الـــتـــي تــواجــهــهــم فـــي عـمـلـهـم هي الـرقـابـة الـتـي تشكل تحديا رئيسا مـــع تــعــدد أشــكــالــهــا ومـسـتـويـاتـهـا بـــالأردن، وتمنع حريته في الإبـداع والمعالجة. وأضـــاف أن مُعظم الرقابيين لا يحبون السخرية، فهيَ بطبيعتها تفقد الأمـور هيبتها وتعيد تخرين الأمــــور بـشـكـل مـخـتـلـف، وهــــذا ما لا يـحـبـه الـمـحـافـظـون، ومـــن هـذه الـزاويـة يكون أكبر تحدٍ يواجهونه عـمـلـيـا الـــرقـــابـــة، مــشــيــرا إلــــى أن الـتـحـدي الآخــــر هــو عـــدم التعامل بـروح رياضية مع السخرية، إذ إن الساخر مبدع مـن نــوع المختلف يـــقـــدم لـــونـــا مــخــتــلــفــا لـمـعـالـجـتـه الـصـحـفـيـة، ورؤيـــــا مختلفة يـوجـد فيها نقد. وأشـــــار إلـــى «أنـــنـــا نـــرى مــؤخــراً حــســاســيــات زائـــــدة فـــي الـتـعـامـل مــــع كــلــمــة الـــســـاخـــر ســــــواء كــــانَ مــقــال أو كـاريـكـاتـيـر أو تـغـريـدات ساخرة،» مبينا أن السخرية تواجه حـــســـاســـيـــاتشــــديــــدة وأوصــــيــــاء عــــلــــى الأخلاق والــــــديــــــن بــشــكــل مفرط ومبالغ ولا يريدون التعبير بالطريقة ساخرة. وأوضح حجاج أن معظم الكُتاب والـرسـامـيـن الـسـاخـريـن أصبحت رؤيـــتـــهـــم وعــمــلــهــم عـــبـــر مـنـصـات التواصل الاجتماعي بينما فقدوا عـمـلـهـم فـــي الــصــحــف والـــمـــواقـــع الإلكترونية، وربما معظم وسائل الإعلام أصـبـحـت تـجـد أن الــمــادة الــســاخــرة يـنـتـج عـنـهـا الـمـشـكلات مـقـارنـة بـالـمـقـال الـــرزيـــن والـخـبـر، ويجدونه أسهل للاستغناء عنها. وأكد أن الكاتب الساخر يختلف بــالــمــهــارات وقــــــدرات الإبــــــداع في مـخـاطـبـة مـجـتـمـعـه بـحـيـث يـكـون مــبــدعــا ســـاخـــرا وبــنــفــس الــوقــت يـــحـــتـــرم خـــصـــوصـــيـــات مـجـتـمـعـه، فالكاتب الساخر لا يخدش الحياء الـــــعـــــام ولا يـــــخـــــدش مـــقـــدســـات الــمــجــتــمــع لــكــنــه يـمـتـلـك طـريـقـة مختلفة في معالجة فعالة للتعبير وهذا لا يتناقضمع الذات. وقـال حجاج إن الكاريكاتير فن الشعببامتياز وهو من أكثر فنون البصرية انتشاراً وتأثيراً في العالم العربيمقارنة بالتشكيلاتالأخرى، لأن خطورته تكمن بأن المتلقي لا يحتاج القدرة على الصراع، إذ تكون الـــرســـالـــة بـالـكـاريـكـاتـيـر مـرسـومـة فقط يفهمها جميع الأشخاصعلى مستوياتهم وأعمارهم. واســــــتــــــكــــــمــــــل أن مــــــوضــــــوع الـكـاريـكـاتـيـر هــو إشـكـالـي ويسبب الأزمـــــــــــات كــــالــــرســــوم الــمــســيــئــة للرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفة شـارلـي ايـبـدو الفرنسية، والـتـي أدت إلــى مـشـكلات واجهها الــعــديــد مـــن رســـامـــي الـكـاريـكـاتـيـر العرب والأجـانـب، مشيرا إلى طرد رســـــام الــكــاريــكــاتــيــر جـــارديـــنـــز من صحيفته الإنـجـلـيـزيـة بـعـدمـا قـام بانتقاد نيتنياهو في أحد رسوماته. الصحافة الساخرة في الأردن.. ما الذي تحتاجه لاستمرارها كـ فن مؤثر؟ كتّابساخرون يؤكدون أهميتها وحاجتها لبيئة تضمن الحرية وتشجع على الإبداع ࣯ ج ق � ج ى شحادات وشهد سن � ي رموك- لمى عتوم، سبأ عتوم، س � صحافة ال ي ـــــــة هـــي � الـــــــزعـــــــبـــــــي: الـــــــحـــــــر أوكسجين الكتابة الساخرة النصيرات: الكاتب الساخر ذكيّ ويعرف جيِدًا كيف يعبر الخطوط الحمراء بطريقة قانونية المجالي:قاعدةالكاتبهي الوعي والإلمام بالمحاذير الاجتماعية والقوانين ج ــــــــــــاج: الــــــكــــــتــــــاب � حــــــــــــ الــســاخــرون فــي الأردن يدفعونضريبة باهظة المصدر: موقع حبر صحيفة عبد ربه الساخرة تجربة صحفية في التسعينيات لم تستمر طويلا

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=