صحافة اليرموك

٢٠٢٤ نيسان ٢١ _ ١٤٤٥ شوال ١٢ الأحد الملف 3 مع ازدياد اللجوء إلى إجراء العمليات الجراحية التجميلية في الأردن والعالم، تتعدد الأســبــاب الـتـي تـدفـع الأشـخـاص للتوجه نحو إجـرائـهـا، إمــا بسبب خوف بعض مـن الأفــــراد مـن الـتـقـدم بالسن، أو سعيا لتحسين المظهر الخارجي، أو تقليدا للمشاهير، وبعضهم يلجأ لظنه أن الجمال هو جمال الشكل فقط، وبالتالي يتزايد الطلب كـل يــوم على الجراحات التجميلية فبعضها يكونمن أجل ترميم لعضو في الجسم فقد وظيفته والبعض الأخر يكون لجمالية الشكل وهو جمالي مؤقت. إذ ينتج عـن هـذه العمليات مخاطر مستقبلية يجهلها البعضوذلك لدخول مـــواد غـريـبـة إلـــى جـسـم الإنـــســـان، مثل السيليكون والنفخ الذي لا يتحملها فيما بعد، غير أن كثرة الجراحات التجميلية قد تؤثر على الصحة النفسية، ومخاطرها لا تـــقـــف عـــلـــى الــــفــــرد لــــوحــــده بــــل عـلـى المجتمع ككل. تقول إحدى المتضررات من عمليات التجميل (رفضت الكشف عن اسمها) إنه قبل أكثر من عامين تعرضت لخطأ تجميلي من قبل مركز تجميل نتج عنه حـروق وتشوهات في يدها، مّا أثر على حالتها النفسية بشكل كبير وهذا دفعها أن تأخذ إجـــازة مـن عملها نحو شهرين ونصف دون راتب. وبينت أن موظفي الـمـركـز بالبداية تعاملوا معها بشكل جيد، وصـرفـوا لها مراهم وأدويـة، وبعد عدة أشهر قصيرة طلبوا منها أن توقع على ورقة مخالصة، بحيث يقوم طبيب المركز بــعلاج يدها بــالــكــامــل ولا تـطـلـب مـنـهـم شــــيء بعد الــــعلاج، ولـكـن مـا حصل مـع المتضررة كان عكسما تم الاتفاق عليه. وأوضحت المتضررة أن بعد التوقيع على ورقة المخالصة، الطبيب لم يكمل لـهـا الــــعلاج، مـمـا دفـعـهـا لأن تـرفـع على المركز قضية لإكمال علاجها وتعويضها عن الأضرار النفسية والجسدية، مؤكدة أنطبيب المركز ساومها بدفع مبلغ من المال مقابل أن تسقطحقها ولحد اليوم القضية لم تكتمل بعد. وقـــــال دكـــتـــور الـــجـــراحـــة الـتـجـمـيـلـيـة والترميمية في جامعة اليرموك محمد خراشقة، إن هناك العديد من الأخطار نـــاتـــجـــة عــــن عــمــلــيــات الــتــجــمــيــل مـنـهـا الالتهاباتوالنزيفأو الاضطرار لعمليات أخـرى لترميمها في حال فشلها، علاوة على بعضمن المشكلاتمثل المريض يريد نتيجة والطبيب يريد نتيجة أخرى. وأكد الخراشقة أن عمليات التجميل مـعـظـمـهـا هـــي عــمــلــيــات مــــوجــــوده في البشرة أي فـي الجلد الخارجي والجلد الــــخــــارجــــي حـــــســـــاس، مـــثـــل عــمــلــيــات الرقعة، مما يؤدي إلى أن تكون العملية ظـاهـرة وتـــؤدي الــى مـا تسمى «وصمه اجتماعية» أي ظاهرة أمام الجميع. وفـــي الــســيــاق ذاتـــــه، قـــال الـمـحـامـي الــدكــتــور مصطفى الـــرواشـــدة فــي حـال حصل خطأ تجميلي يمكن للمتضرر أن يلجأ إلـى المحكمة للمطالبة بتعويض بـــاعـــتـــبـــاره مـشـتـكـي أو مـــدعـــي، وفـــرق بين المشتكي بأنها دعـوة جزائية، إنما الـمـدعـي هــي دعــــوة مـدنـيـة ويـمـكـن أن يجمع بينا الدعوتين من خلال رفعهما مـعـا بـــأن تـكـون الـــدعـــوة الـمـدنـيـة تابعة للدعوة الجزائية، ويقوم خبراء بتقدير الضرر الذيتعرضله المتضرر لتعويضه عن الضرر المادي والمعنوي. وأكــد الـرواشـدة أنـه لا يجوز للطبيب أن يتفق مــع الـمـريـض بـإعـفـاء مــن أي خطأ تجميلي في حال وقوعه، فهذا غير قانوني ولا يجوز الإعفاء من المسؤولية، مشيراً إلى أن قانون المسؤولية الطبية الأردنـي حدد الحالات التي تعتبر أخطاء طبية. وتابع الرواشدة، قانون رخص المهن وقــانــون نـقـابـة الأطــبــاء يـفـرض عقوبات على مـن ينتحل صفة طبيب تجميل، والقانون نفسه يعاقبأيشخصيعرف عن نفسه بشيء وهـو شـيء آخـر، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي قانون ينظم الإعلانات لخدمات الجراحة التجميلية ولكن يمكن عـن طـريـق قـانـون نقابة الأطــبــاء بحضر الإعلانـــات، ومـع هـذا يعلنوا لأنـه لا يوجد رقابة عليهم. ما أنواع الجراحات التجميلية؟ يبيّن دكتور الجراحة محمد خراشقة نــــوعــــيــــن مـــــن الــــتــــرمــــيــــم والـــتـــجـــمـــيـــل، الترميم وهي عمليات تكون لاسترجاع العضو وظيفته، مثل عمليات الحروق والـتـشـوهـات الخلقية أي أن المريض يــلــجــأ لــعــمــلــيــات الـــتـــرمـــيـــم لاســـتـــعـــادة وظيفة العضو الـــذي فقد عمله، بينما الــعــمــلــيــات الـتـجـمـيـلـيـة الــبــحــتــة يـكـون الشكل والوظيفة طبيعية ولكن الشكل غير مـرغـوب فيه لـذلـك يلجأ لعمليات التجميل لتكميل الشكل لأنه يرى نفسه يؤدي الى مشاكل اجتماعية. وبين استشاري الجراحة والتجميل ورئيس الجمعية الجراحية التجميلية الأردنـــيـــة ورئــيــس الأكـاديـمـيـة العالمية لـــلـــجـــراحـــة والـــتـــجـــمـــيـــل الــــدكــــتــــور عـمـر الشوبكي، أن الجراحة التجميلية تعتبر مـن أوســـع فـوائـد الـجـراحـة التخصصية بشكل عام مع تعدد مجالاتها، فالجراحة التجميلية كشد الوجه والبطن وشفط الدهونومنجانبالعملياتالترميمية مثل ترميم الحوادثوترميم الاستئصال بعد الأورام الـسـرطـانـيـة، بـالإضـافـة إلى ترميم التشوهات الخلقية. وأوضـــح الشوبكي أن المختص في الــجــراحــة الـتـجـمـيـلـيـة مــلــزم بـــأن يـكـون سـنـوات خلال 6 قـد درس الطب لمدة المرحلة الأكاديمية وثم يليها التخصص ســــنــــوات ويـلـيـهـا 7 بـــالـــجـــراحـــة لـــمـــدة سنوات 3 التخصصفي التجميل بواقع تدريبية. بين العوامل النفسية وتقليد المشاهير يـــوضـــح الـــدكـــتـــور مــحــمــد الــخــراشــقــة أســـبـــاب الــلــجــوء لـعـمـلـيـات الـتـجـمـيـل، ويعتقد بأنمن بينها هو مواقع التواصل الاجتماعي، عندما تعلن أحدى الممثلات أو الـمـذيـعـات أو الـمـطـربـات عــن مـراكـز تـجـمـيـل أو خـضـوعـهـا لـعـمـلـيـة تجميل فيكون هناك رغبة عند الأفراد بتقليدها أي الضغط الاجتماعي مـن السوشيال مـــيـــديـــا، علاوة عــلــى الـــحـــالـــة الـنـفـسـيـة للمريضعندما لا يكون راضي عنشكله ولديه الرغبة بتغييره. ويرىالدكتورمرادالبواتالمتخصص في علم النفسفي جامعة إربد الأهلية، أن اللجوء لعمليات التجميل لها عامل نفسي مهم، ويوجد العديد من الأسباب النفسية التي تدفع الأفـــراد للجوء إلى عـمـلـيـات الـتـجـمـيـل مــنــهــا، الـمـنـظـر أو الــشــكــل الـــخـــارجـــي، إذ أنــــه يـلـعـب دوراً كبيراً في تحديد مقدار الثقة بالنفس، وهذا يشكل عملية طردية بين المظهر الخارجي ومقدار الثقة بالنفس. وتــابــع الـــبـــوات، مــن أســبــاب الـلـجـوء لــعــمــيــات الــتــجــمــيــل، انــــعــــدام الـتـقـديـر الـذاتـي بمعنى أخــر الانـسـحـاب والعزلة الاجتماعية والخوف من التنمر بالنسبة للشكل والـمـظـهـر الــخــارجــي، والنسبة الأعـــــلـــــى الــــتــــي تـــســـتـــخـــدم الــعــمــلــيــات الـتـجـمـيـلـيـة تــعــود لـلـنـسـاء، شـــارحـــاً أن النساء يلجأن لهذه العمليات لغايات الارتياح وتعزيز الثقة بالنفس. وأوضـــح أن الفئة الأكـبـر مـن اللواتي يـسـتـخـدمـن عــمــلــيــات الــتــجــمــيــل، هــنّ الـمـتـزوجـات مـن أجــل الـرضـاء الـزوجـي، لإظهار الجانب الجمالي للمرأة ومن أجل التوافق الزواجي، قـائلاً كيف لا وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حديث: ب ــــعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا �ْ َر � (تـنْـكَـحُ الْـــمَـــرْأَةُ لِ وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِــذَاتِ الدِينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) وقد ذكر صفة الجمال صفة مكملة للصفات الأخرى. وأكد البوات أن العمليات التجميلية تـؤثـر بشكل كبير على الثقة بالنفس، إذ أنـــــه عـــنـــدمـــا يــتــلــقــى الــــفــــرد الإطــــــراء والاسـتـحـسـان مـن قبل الأخـريـن تتعزز ثــقــتــه بــنــفــســه، وعـــلـــى عــكــس ذلــــك إذا واجـــــــه الـــشـــخـــصحـــــــالات مــــن الــتــنــمــر وعدم الاستحسان هذا يؤدي إلى تدني مـفـهـوم الــــذات لـــدى الــفــرد، مـمـا يـقـوده إلـى الانسحاب والعزلة، مشيراً إلـى أن من يستمر بالقيام بعمليات التجميل لا يمكن تفسير حالته سوى بالاضطراب النفسي المائل إلى الهوسالمبالغ فيه. وشـدد على أن العمليات التجميلية أصـبـحـت «هـــوسفــي الـعـصـر الـحـالـي» بالإضافة إلى أنكل الأجهزة المستخدمة في العملياتهي أجهزةحديثة ولكنمع غياب الرقابة يمكن تسمية إجـراء هذه العمليات بمصدر للعوائد المالية وما يؤكد هذا الجانب هو ارتفاع تكاليف هذه العمليات . ودعا البوات إلى تقديم النصيحة من الأطباء قبل وبعد العملية، ذلك بدواعي الجانب الأخلاقـــي والمهني، علاوة على إعطائهم العديد من البدائل للمحاولة مـــن تـقـلـيـل هــــذه الـعـمـلـيـات وتحميل المريضالمسؤولية الكاملة لكل النتائج التي ستحصل. وتابع يجب الاقـتـداء بالدين، لأن الله أحسن خلق الإنـسـان مع إعـطـاءه حرية الاخـتـيـار، مشيرا إلــى أن القناعة كنز لا يـفـنـى فـيـجـب عـلـى كـــل فـــرد أن يقتنع بالصورة التي خلقه الله بها والرضا عنها. وبـــيـــن الـــدكـــتـــور مــحــمــد الــخــراشــقــة الــطــرق الـتـي مــن الممكن أن تـحـد من اللجوء لعمليات التجميل من غير مبرر صحي، منها التوعية بشكل رئيسي أي توعية الأطباء بمخاطر عمليات التجميل عـــلـــى أعــــضــــاء الـــجـــســـم ووظـــائـــفـــهـــا فـي المستقبل، ونشرها عن طريق مواقع الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي ووســائــل الإعلام وطلبة الجامعاتفي التخصصاتالطبية والباحثين في مجالات الطبوعنطريق نقابه الأطباء لتوعية الناس. وتطرق الخراشقة إلى الاستعدادات والاحتياطات التي يجب على المريض أخــذهــا قـبـل عـمـلـيـات الـتـجـمـيـل، منها أن يسأل ما الهدف من هـذه العملية؟ وأن يتحدث مـع الطبيب ويناقشه عن العملية ورغباته لها، لأنـه من الممكن أن يكون لدى المريض رغبات والطبيب رغبات أخـرى، مما يقع في نتيجة وهي الـشـائـعـة أن يـــرى الـطـبـيـب أنــهــا نتيجة جيدة والمريض يراها غير جيدة، لافتاً إلــى أن لعمليات التجميل مضاعفات كثيرة وأسوء حاله هي الوفاة، وهذا ما قد يثير استغراب المجتمع بأن مريض ذهـــب لطبيب تجميل لـيـس بــه شـيء ويخرج متوفي. وعلىصعيدمتصل، أوضحالخراشقة أنه ما بعد عمليات التجميل يجب على المريض أن يأخذ احتياطاته الكافية، لأن العمليات تأخذ شكلها النهائي بعد نحو ستة أشهر على الأقـل، مبيناً أن دخول أجسام غريبة للجسم مثل السيليكون تؤدي إلى مشاكل على المدى البعيد، إذ أنه يرفضها الجسم أو ينتج عنها التهابات أو حرق الجلد وهذا كله يؤدي إلى نتائج سيئة مستقبلا. ولفت الخراشقة إلى وجود اتجاهات جـديـدة فـي مـجـال الترميم والتجميل، فالطب دائماً في تغير مستمر، موضحاً أن يـوجـد مـــواد كـثـيـرة تنتجها شـركـات الأدويــــــــــة تــــكــــون بـــغـــنـــى عـــــن عــمــلــيــات الجراحية، وبعض من الكريمات تكون بديلة عـن عملية جـراحـيـة، علاوة على أن الذكاء الاصطناعي دخل في عمليات التجميل والروبوتات. كيف ينظر الدين الإسلامي إلى الجراحات التجميلية؟ أكد المفتي الدكتور عبدالله مقدادي أن عـــمـــلـــيـــات الــــجــــراحــــة الــتــجــمــيــلــيــة الـمـنـضـبـطـة تـحـت الــضــوابــط الـشـرعـيـة والـتـي تكون لتخفيف آثــار شيخوخة أو عيبخلقي أو إذا كان بسببعيبطارئ كحادث ما، تنظر لها الشريعة الإسلامية من الناحية الدينية على أنها «جائزة»، لأن الأصل في الأشياء الإباحة مالم يأتي دليل على تحريمها. وبين المقدادي أن الفقهاء استدلوا على هــذا الحكم مـن أمـــور وصـــور عـدة، منها حديث عرفجة بن سعد رضي الله عنه قـال: (أُصيبَ أنفي يـومَ الــكِلابِ في الجاهليَةِ فـاتَـخَـذتُ أنـفًـا مـن ورِقٍ فضة ِ صلَى � فأنتنَ عـلـيَ، فـأمـرَنـي رســـولُ اللّ ُ عليهِ وسلَمَ أن أتَخِذَ أنفًا من ذَهَبٍ) � اللّ ) والـلـفـظ لـه، 1770( أخــرجــه الـتـرمـذي فأجاز له الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العمل وأقره عليه، وأقاس العلماء هذه العمليات تحت الضوابط الشرعية على جوازها. وفي ذات السياق، أوضـح المقدادي قوله الضوابط الشرعية بأنها: إذا كانت العمليات للعبث أو للتغيير فـي خلق الله أو للأمور الغير ضرورية أو للتدليس «الـــتـــزيـــيـــف» بـمـعـنـى تـغـيـيـر الـحـقـيـقـة والواقع، هنا تكمن حرمة هذه العمليات التجميلية، وهذه هي الضوابط، بمعنى هل هذه العمليات من باب الضرورات الــتــي تـجـيـز الــمــحــظــورات؟ أم مــن بـاب الــعــبــث والــتــزيــيــف، فــــإذا كــانــت ضمن الـضـوابـط بـعـيـداً عــن الـعـبـث أو الـتـزيّـن للزوج فهي «جائزة» أما إذا كانت خارج الضوابط الشرعية تثبت حرمتها. ما دور الجهات الحكومية والمختصة في العمليات التجميلية؟ وقال رئيس دائرة تخصص الأمراض الـجـلـديـة والتناسلية ومــديــر السياحة العلاجية في وزارة الصحة الدكتور أمين معايطة إنـه يوجد تـجـاوزات عديدة في عـيـادات الطب الـعـام ومـراكـز التجميل وغيرها، وهـي تـجـاوزات غير مسموحة وتكون دون علم من وزارة الصحة إلا إذا اشتكى الجانب المتضرر. وأكــــــد الــمــعــايــطــة وجــــــوب أن تــكــون العيادات والمراكز مرخصة وترخيصها يـأتـي بعد مطابقة الــشــروط المطلوبة، سواء في شروط المساحة أو تراخيص الأمانة أو الأشغال والأدوات المطلوبة، علاوة على أن يكون الشخص الممارس للمهنة أو المفوض لها مرخص بمزاولة المهنة أو حـاصـل عـلـى إذن مــن نقابة الأطباء. ولفت إلــى أنــه فـي الـسـنـوات العشر الأخيرة أصبحهناكعدد هائلمنمراكز التجميلالمنتشرة أنحاء المملكة، يكون بعضها مرخصا والبعض غير مرخص، مــؤكــداً أن وزارة الصحة تـقـوم بجولات رقابية باستمرار بين الفترة والأخرى. وتابع عند وجود مراكز مخالفة وغير مرخصة تفرض عليه بعض العقوبات، مـثـل قــانــون الـصـحـة الـعـامـة أو الإنـــذار أو الإغلاق أو الـغـرامـة أو الـتـحـويـل إلـى المدعي العام حسب المخالفة المرتكبة والــشــخــص الــقــائــم بـالـمـخـالـفـة إذا كـان طبيب مـمـارس أو شخص عـــادي ويتم أخذ إجراءات بحقه. وتــطــرق إلـــى كيفية اسـتـجـابـة وزارة الـصـحـة لـلـشـكـاوى، قــــائلاً تـكـون إمـــا عن طريق المتابعات الدورية التي تتم على الـعـيـادات والـمـراكـز والمستشفيات أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الخط الساخن أو يقوم الشخص بتقديم شكوى إلـى الـــوزارة نفسها وبعدها يتم النظر إلى الشكوى. واستطردالمعايطة، إذاكانتالشكوى بسيطة تذهب المتابعة لتكشف على الأمر وإذا كانت الشكوى على مركز غير مرخص يتم تصويب الأوضاع مع المركز اتــبــاعــاً للأنـظـمـة الــمــوجــودة وإذا كانت المشكلة فنية من الممكن عقد لجان فنية لــدراســة الــوضــع، بينما إذا كانت أعـلـى مــن ذلـــك مـثـل أخــطــاء طبية يتم تحويل لجنة المسؤولية الطبية، مؤكدا أن لجنة المسؤولية الطبية تبحث في الــمــوضــوع كـامـل كقضية ويـتـم الحكم فيها بما ينسجم مع قانون المسؤولية الطبي. وبين المعايطة بعض التحديات التي تواجه وزارة الصحة، منها بعض الأطباء يكونهدفهم ماديفيلجؤون إلى العمل في مجال التجميل وهو غير اختصاصه أي أنه يمارسمهنة غير مهنته ويتجاوز الأنظمة والقوانين وهذا يعود إلى الوازع الأخلاقـــــــي والــمــهــنــي والـــســـلـــوكـــي لــدى الطبيب، فبعض الأطـبـاء عند اكتشاف مخالفته وإغلاق مركزه يتم بعدها فتح مركز آخر في منطقة أخرى، مشيراً إلى أن بعض الـنـاس يـكـون هدفها تجميل شكلها دون مـعـرفـة الـمـخـاطـر الناتجة عنها. وعــــبّــــر الـــمـــعـــايـــطـــة عــــن أســـفـــه بــأنــه عـلـى الـــرغـــم مـــن أن الأردن يـعـد وجـهـة سياحية علاجــيــة مــن الــطــراز الأول في الـمـنـطـقـة ومـسـتـشـفـيـات ومـؤسـسـات طبية وعـيـادات تشخيصية مـن الدرجة الممتازة، إلا أن من يمارس الممارسات الخاطئة في الجراحات التجميلية يلحق ضـرراً كبيراً، وهذا كله يؤثر على الدخل الـــقـــومـــي بــتــدمــيــر الــســيــاحــة الــعلاجــيــة وسـمـعـة الـبـلـد والـمـسـاهـمـة فــي تدني مـسـتـوى الـخـدمـة الـجـيـدة الــتــي تـقـدم، مـنـتـقـداً الأطـــبـــاء الــذيــن لا يـعـمـلـون في اخـتـصـاصـهـم ويــلــجــؤون إلـــى اختصاص التجميل. وشــــــدد الـــمـــعـــايـــطـــة عـــلـــى أن وزارة الصحة تقوم بتوعية المواطنين بمخاطر الـتـجـمـيـل مـــن خلال مـــديـــريـــة الإعلام التابعة لــوزارة الصحة بتكثيف الحديث عن الموضوع، منخلال التلفزيونوعقد نــدوات، موضحاً أن أكثر حـالات الأخطاء الطبية تكون في مجال التجميل، ويوجد إحـــصـــائـــيـــات تـــصـــدر بــشــكــل شـــهـــري أو ثانوي وهي تتراوح ما بين أخطاء طبية تجميلية عالية في بعضالأحيان وقليلة في أحيان أخرى. وأما دور نقابة الأطباء، أوضح رئيس الجمعية الجراحية التجميلية الأردنية الدكتور عمر الشوبكي بأنه قام بإنشاء فريق للمتابعة مكون من وزارة الصحة والغذاء والدواء، علاوة على دائرة البحث الـجـنـائـي ودائــــــرة الــجــرائــم الإلـكـتـرونـيـة ونقابة الأطباء. وأضـــــــــــاف الــــشــــوبــــكــــي أن وســــائــــل السوشيال ميديا تعتبر وسائل مضللة لأنها تستخدم الإعلانـــات غير الصحيحة والـــمـــزورة، إذ ينشر الأفـــراد مـا تعلموه 3-2 خلال دورات تتراوح مدتها ما بين شهور وممارسة المهنة من غير درايـة بالمخاطر والـمـشـكلات الـتـي قـد تواجه المختص، لذلك يترتب على العمليات الجراحية التجميلية نتائج سلبية تؤدي للتشوهات لدى المرضى مع المشاكل المادية والنفسية. ووصـف هذه التصرفات «بالتغول» الذي أدى إلى تراجع السياحة العلاجية وتـــــؤرق الأمـــــان الــطــبــي بـسـبـب مـــا يتم تــداولــه عـن الأخــطــاء الـفـادحـة الـتـي يتم ارتكابها. وشـدد على أن كل من يرتكبون هذا الـفـعـل يـتـم مـداهـمـتـهـم والــكــشــف عن كـل مـا يقومون بـه وسحبهم إلـى لجنة الـــتـــأديـــب الــتــابــعــة لـلـنـقـابـة وتـحـويـلـهـم للنائب العام والمحكمة حتى يتمسحب ترخيصهم. وقــــال الـشـوبـكـي إن مــن لـيـس لديه صنعة يصبح مختصا بالتجميل، لافتاً إلـى أبــرز تحدي فـي المجال وهـو وجـود مختصين بــالــجــراحــات التجميلية عن طريق التدريب وليس الدراسة. وأشـار إلى أن السبب الرئيسي لهذا التحدي هو ضعف الرقابة بسبب عدم وجـود عدد كاف من الفرق الرقابية في 14 وزارة الصحة، إذ يبلغ عددهم تقريبا رقيبا على مستوى المملكة، علاوة على عدم وجود العقوبات الرادعة التي تلزم الأشخاصحدودهم كل بمهنته. وأكــد الشوبكي أن النقابة لا يمكنها وضع أيخططمستقبلية للحد منهذه الظاهرة في ظل غياب الرقابة القانونية وتــطــبــيــق الـــعـــقـــوبـــات عــلــى مـــن يضلل الأفـــراد مـن خلال الإعلانــــات الـتـي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنوزير الصحة يعتبر بمثابة السلطة التنفيذية التي بإمكانها إغلاق أي عمل مخالف ولا يلتزم بالأحكام المشروعة، لكن لا يتم تطبيق أي من هذه العقوبات بسبب المرجعيات غير الصحيحة. ࣯ ي عيسى وعبد الرحمن آل عباده � ن � ي رموك – أسيل ب � صحافة ال ازدياد الطلب على إجراء الجراحات التجميلية.. وتخوفات من دخلاء على المهنة يزيد من مخاطر الأخطاء الطبية مختصون يحذرون من اللجوء لعمليات التجميل من غير مبرر صحي ويدعون لاستخدام أدوية بديلة عنها الأخطاء الطبية الناتجة عن الجراحات التجميلية تساهم بتراجع السياحة العلاجية تعبيرية

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=