صحافة اليرموك

٢٠٢٤ نيسان ٢١ _ ١٤٤٥ شوال ١٢ الأحد 6 من هنا و هناك شهدت الدراما الأردنية منذُ انطلاقها صدىوإقبالواسع منقبل الجمهورين الأردني والعربي لما كانت تتمتع بهِ من سمعة طيبة تشكلت بفضل الممثلين والمخرجين والمنتجين للمسلسلات والأفلام، مّا جعلها تتصدر الساحة الفنية آنذاك. ولــــكــــن لأســــبــــاب مــتــعــلــقــة بـــظـــروف اقتصادية وسياسية مُحيطة أدت إلى راجع ملحوظ بسببمواقف الحكومات ت الأردنـــيـــة مـــن بـعـض الأزمــــــات فـــي دول الذي 1990 الجوار، كحرب الخليج عام ونوالعملمعدول أدىإلىوقفالتعا خليج العربي.ال الوقوف على الأطلال تناول رئيس قسم الـدرامـا في كلية الفنونالجميلةبجامعةاليرموكالدكتور بلال الذيابات، قضية التدريبالمسرحي لما لها من أثر في تاريخ الدراما الأردنية، إذ كان هناك بعض رواد وكتاب الحركة المسرحية الأردنية مثل العزيزي الذي يعتبر كاتب مسرحي كبير. وأضافأنالدراما الأردنية انطلقتفي بدايتها من نوادي وسهرات واجتماعات وصالونات كانت تعد لهذه الغاية، فقد كـانـت بــدايــات الـعـمـل الـمـسـرحـي على يــد الـكـاتـب الـمـسـرحـي والـمـخـرج هاني صنوبر الذي درس المسرح في أمريكا وجاء به للأردن في الخمسينيات وقبل وجود التلفزيون الأردني، مشيرًا إلى أنها انطلقت مـن مـسـرح الجامعة الأردنـيـة المتمثل بأسرة المسرح الجامعي في .١٩٦٢ بداية نشأة الجامعة الأردنية عام وبين الذيابات أنّ الحركة المسرحية الأردنــــيــــة اســـتـــمـــرت فـــي مــهــرجــانــاتــهــا، فأصبحت وزارة الثقافة مرجعية مهمة جدًا للنوادي والأنشطة والفعاليات، فقد نشأت رابطة الفنانين الأردنيين ومن ثم انتقلت هذه الرابطة إلى نقابة الفنانين لتنظم العمل الفني الأردني، لافتًا إلى أن التعاون بينها وبينوزارة الثقافةمستمر في تنظيم المهرجانات إلى يومنا الحالي. وتابع أن المهرجانات المنتشرة في الــوســط الـفـنـي الـمـسـرحـي مـمـتـدة من أقصى الشمال إلـى أقصى الجنوب مع وجــود فـرق مـن الـهـواة تتضمن أنشطة وفعاليات مختلفة، كان لها دور بارز في نهضة الحركة المسرحية الأردنية. وأوضــــح الــذيــابــات أن بــدايــة الــدرامــا الأردنــــيــــة كــانــت فــــي سـتـيـنـيـات الــقــرن الـمـاضـي عــن طـريـق مـــحـــاولات بسيطة لاســــتــــوديــــوهــــات الـــتـــلـــفـــزيـــون الأردنــــــي بنظامها، كأستوديو محمد كمال الذي ينظم أعمالا مسرحية بالأبيض والأسود، وفي بداية السبعينيات تم إنتاج بعض الأعــــمــــال الـبـسـيـطـة بـــتـــعـــاون مـشـتـرك مـع التلفزيون الـسـوري كالمسلسلات البدوية. وأضــــاف أنـهـا اسـتـمـرت وأخــــذت حيز كبير في مقتبل الثمانينيات، وشهدت تطورا في التسويق والإنتاج، فقد كانت الــــــدول الــعــربــيــة تـسـتـفـيـد مـــن الـخـبـرة الأردنـيـة حتى أصبحت الـدرامـا الأردنـيـة تأخذ الأوج الكبير على مستوى الوطن العربي. وذكـر الذيابات أن من أشهر الأعمال الـدرامـيـة الـبـدويـة فـي الأردن مسلسل رأس غليص ومسلسل وضحة ونجود وجلوة راكــان، وشهد مطلع الثمانينات نـجـاح كبير وهــائــل؛ لأن البيئة الأردنـيـة تناسبت مع البيئة البدوية التي تحاكيها تلك الأعمال، إذ كان التوجه الجماهيري لــلــمــســلــســل الأردنــــــــــي الـــــــذي يـــتـــنـــاول قصة بـدويـة منظمة ومحبوكة يتناول استحسانًا من قبل الجمهور. ولـفـت إلــى أن أحــد أهــم الـــدول التي شاركت في الأعمال الأردنية وساهمت بـهـا، هـي الجمهورية العربية السورية إذ تـعـاونـت مــع الأردن فــي الـعـديـد من الأعمال الدرامية وبرامج الأطفال، فمن أهـم الممثلين الـذيـن شـاركـوا فـي هذه الأعمال الممثل السوري عبد الرحمن آل رشي والفنانة منى واصف. وعـــزا الـذيـابـات سبب الـتـطـور الكبير للدراما السورية ونهضتها إلى التسويق فـــي فــتــرة الـتـسـعـيـنـيـات وقــبــل الـحـرب الـسـوريـة، فكلما تـطـور التسويق زادت الشعبية، مبينًا أن هـذا ما كـان ينقص الدراما الأردنية، إذ اقتصر التسويق على شركتين دراميتين هما المركز العربي ومؤسسة حسام حجاوي، وبالتالي تنوع الإنتاج الفني السوري وشركاته. وقـــال إن تـلـك الأســبــاب أدت إلـــى ما يسمى بتجويد الإنــتــاج، بمعنى أصبح الكاتب الـسـوري يتناول القضية بكافة النواحي بشكل مبدع ومحترف، علاوةً على أنّ الممثل السوري بشكل خاص أصــبــح أكــثــر قــــدرة عـلـى تـجـسـيـد الـــدور وجماليتها الذييؤديه،والبيئةالسورية .ساهمت في هذا التطور تحديات العمل الدرامي الأردني وأشـــــــــــار الــــــذيــــــابــــــات إلـــــــى أن أبــــــرز المشاكل التي واجهتها الدراما الأردنية والتلفزيونية بشكل خـاص، هي تناول نفسالمواضيع وتكرارها وتصوير نفس الـبـيـئـة بـشـكـل كـبـيـر رغـــم وجــــود بعض الأعمال الدرامية المجتمعية كمسلسل عليوة والأيــــام، ولـكـن المنافسة كانت ضعيفة بسبب احتلال الأعمال البدوية وانتشارها. وقـال إن عامل انتشار المسلسلات الخليجية زاد مــن صـعـوبـة المنافسة بسبب تـكـرار الــوجــوه الفنية والأمـاكـن الـتـي تـصـور فيها هـــذه الأعــمــال وتـكـرار الأفكار والحبكات، إذ يجب التغيير وإبراز وجــوه جـديـدة وشـابـة لأن بعض الأدوار تستلزم الجرأة وقوة الشخصية والثقة والخروج عن نمط العادات والتقاليد. وشـــدد الــذيــابــات عـلـى أن التسويق يعد العامل الأساسي والأهم في عملية الإنـتـاج الأردنـــي، والمتمثل باستحداث وجوه جذابة وامتلاك المخرجين للحس الـــمـــبـــدع والـــمـــرهـــف وإتــــقــــان الـتـصـويـر والأداء المسرحي، فعند اجتماع هذه العوامل يتشكل إنتاج فني مميز وهو مـا كـانـت الــدرامــا الأردنــيــة التلفزيونية تمتلكه في الفترة ما بين السبعينيات والتسعينيات. وأوضـــح أنـــهُ مـع بـدايـة حــرب الخليج تراجعت الدراما الأردنية منذ تلك الفترة لأسبابسياسية باستثناء فن المسرح الــــذي كـــان يـمـثـل الـقـضـايـا الـسـيـاسـيـة ويتداولها بشكل كبير. وأوضح الذيابات أن مستقبل الدراما الأردنية في الظروف الحالية يحتاج إلى ثقافة فنية وجهات متعددة لها قدرات تسويقية لـجـذب الـمـبـدعـيـن كــي تعيد ألقها، وأن لا تكون مقتصرة على الجهات الحكومية فقط. بدوره، يرى الممثل الدرامي الأردني جميل البراهمة أن العوامل التي تؤثر على ساحة العمل الدرامي من الناحية الاقـتـصـاديـة هــي الــــرأس الــمــال وتخلي القطاع العام وعدم وضع موازنة خاصة للإنـتـاج، وبالتالي يتأثر مستوى الدراما بالكم والنوع. وأضافأن الرعاياتوالدعاياتليست من مسؤولية الإنتاج وبالتالي تعود على المحطة، إذ توجد محطات عربية خاصة نشيطة باستقطاب المعلنين والـرعـاة لأنـــهـــا دخـــــل جـــيـــد لــلــمــســلــسلات الــتــي تشتريها أو تعوضجزء كبير من ثمنها، لـكـن الـتـلـفـزيـونـات الـحـكـومـيـة بعكس المحطات الخاصة باستقطاب المعلنين والرعاة، فوجود الراعي والمعلن يشجع المحطات على الشراء بأسعار جيدة. وبــيــن الــبــراهــمــة إلـــى أن مـــا تجهله الـحـكـومـات فــي الأردن أن الـــدرامـــا تعد مسوقا سياحيا مُفيدا للبلد، لأن بعض الإعلانات تكون مدتها دقيقة على محطة مهمة وتـكـون نسب مشاهدته قليلة، 30 لـكـن عـنـدمـا تـتـابـع مسلسل مـدتـه حلقة فيه تشويق ومتابعة والجمهور يــشــاهــده يــتــم تــصــويــر بــعــض الأمـــاكـــن السياحية مثل العقبة،البحر الميت، عـجـلـون، جـــرش، ومـنـاطـق الـشـمـال في الربيع. ولفت إلى ضرورة وجود وعي وإدراك عند الحكومات المتتالية بأهمية الدراما للبلد في إبـراز الهوية الوطنية والتاريخ والإنجازات، بالإضافة إلى تسويق الأردن ســيــاحــيــاً وإعلامــــيــــاً ومــعــرفــة الـجـمـهـور الــعــربــي والأردنـــــــي مـــن الــجــيــل الـجـديـد لـتـاريـخ ومــراحــل نمو تـطـور الأردن من خلال الـــــدرامـــــا، مـــشـــددا عــلــى ضــــرورة اهتمام الدولة الأردنية بالدراما مقارنة بالدول العربية الأخرى. وانتقد البراهمة طمس الحكومات للهوية الأردنية سواء كان بشكل متعمد أو غير متعمد، إلى جانب تجاهل أهمية الـثـقـافـة والــفــنــون، مـعـتـبـرا أن الـركـيـزة الأســاســيــة تكمن فــي وضـــع الـفـن على أجندة الدولة والحكومة. ومنجانبهِ،قالالمنتجالدراما الأردني عصامحجاويإنللدراما التلفزيونيةدور فيرسمملامح الهوية الوطنية والترويج فـــي الـــداخـــل والــــخــــارج لـــصـــورة الــوطــن وتأكيد حضوره بأجلى الأساليب وأكثرها تأثيراً إلىجانب الترويج السياحي بشتى أشـكـالـه ومـنـاحـيـه، فـالإنـتـاج التلفزيون الدرامي الجيد والمدروس استثمار يَدِر على الوطن ربحاً مادياً مجزياً لا ينضب، ويــنــتــشــل مـــئـــات الــفــنــانــيــن والـفـنـيـيـن والعاملين بالمسلسل الواحد من بؤرة البطالة والتذمر. وأضافأن الدراما التلفزيونية الأردنية كـانـت قــد تــصــدرت الــشــاشــات العربية وعملت على تطوير أساليبها وأدواتها، قامت معظم 1990 وعقب أحداث عام الأقطار العربية بمقاطعة الأردن لأسباب سياسية وجاء وقع تلك المقاطعة قاسياً على القطاع الفني، فتكبد خسائر مادية فــادحــة إلـــى جـانـب الـخـسـائـر المعنوية والموضوعية. وأشـــار حـجـاوي إلــى أنــه بعد انحسار موجة المقاطعة لم تعد الحركة الإنتاجية الأردنـــيـــة قـــــادرة عـلـى الـــعـــودة للساحة والــمــنــافــســة بـسـبـبشـــح الإمــكــانــيــات الـمـاديـة وارتـــفـــاع تكلفة الإنـــتـــاج، مبينًا أن جهود القطاع الخاص للإنتاج جاءت مـتـقـطـعـة ومــتــبــاعــدة وتـــدنـــى مـسـتـوى بعضها لشح القدرات المالية مّا قلص مـسـاحـة الــتــوزيــع والاسـتـثـمـار وسـاهـم بالعزوف عن مشاهدتها وحلت إنتاجات أخرى مكانها. وأوضح أن المحاولات التي يقوم بها مع بعض الــزملاء المنتجين غير كافية لإعــــــادة الــحــيــاة والألــــــق والاســـتـــمـــراريـــة المرجوة للدراما التلفزيونية الأردنـيـة، ا من الوقوفعند الخللوالمعوقات وبدلً والأســــبــــاب يــجــب الــبــحــث عـــن الـحـلـول المجدية والسعي لتحقيقها. وعـــلـــى الـصـعـيـد ذاتــــــهِ، يــــرى الـخـبـيـر الاقتصاديمازنارشيدأنصناعةالدراما فــي الأردن تــواجــه تـحـديـات اقـتـصـاديـة كبيرة، أهمها مشكلة التمويل وغياب الدعم الرسمي، إذ تعاني الدراما الأردنية مـن نقص فـي الميزانيات المخصصة للإنـــتـــاج الــفــنــي، خــاصــة عــنــد الـمـقـارنـة بدول عربية أخرى لديها ميزانيات أكبر ودعم رسمي ملحوظ، ونتيجة لمشكلة التمويل تواجه الدراما الأردنية صعوبات في تسويق وتـوزيـع الأعـمـال مما يقلل من فرصوصولها إلى جمهور أوسع. وأضــــاف أن الـمـحـطـات التلفزيونية العربية تتولى عملية الإنتاج بميزانيات ضخمة، مّا يعمق من صعوبات تسويق المسلسل الأردنـــي في ظل المنافسة الــــشــــديــــدة، ومــــحــــدوديــــة الـــتـــنـــوع فـي المحتوى، الأمـر الـذي يـؤدي إلـى تراجع الإيرادات، إذ يوجد تركيز كبير على نوعية معينة من الدراما الأردنية، مثل الدراما البدوية التي تجد رواجاً كبيراً في بعض الأسواق مثل دول الخليج والأردن، لكن هذا التركيز قد يقلل من الإبداع والتنوع فــي الـمـحـتـوى الــــذي يُـــقـــدم، ويــحــد من قدرة الدراما الأردنية على المنافسة في أسواق أخرى. وبين ارشيد أنه في كثير من الأحيان هناك تأثير سلبي للتقليد وعدم الابتكار، إذ أصبحت الــدرامــا الأردنــيــة تستنسخ أفـكـاراً مـن الـدرامـا الرمضانية العربية، مّا أدى إلى تراجع في المستوى الفني والإبداعي، هذا التقليد والافتقار للابتكار يــقــلــل مــــن جـــاذبـــيـــة الـــــدرامـــــا الأردنــــيــــة ويجعلها أقل تنافسية. وأوضــــــح أنـــــهُ مـــن خلال الــنــظــر إلــى السياق الحالي لصناعة الدراما الأردنية، هــــنــــاك بـــعـــض الـــتـــحـــديـــات الــمــرتــبــطــة بإيرادات الإعلانـات والرعاية، والتي تؤثر بشكل مباشر على الـقـدرة التنافسية لهذه الصناعة، على الرغممنعدم وجود بياناتمحددة حول الإيرادات أو النسب، يمكننا الإشــــارة إلـــى بـعـض الـمـؤشـرات والـتـعـلـيـقـات الــتــي تـسـلـط الــضــوء على هذه التحديات. وأشار ارشيد إلى أنّ هناك صعوبات تواجهها الدراما الأردنية في التنافسمع الأعمال الدرامية الأخـرى في المنطقة، وهــو مـا يمكن أن يعكس تـحـديـات في جذب الرعايات والإعلانات، فعلى سبيل المثال، يُظهر الإنتاج الـدرامـي لرمضان تنوعاً في الأعـمـال التي تقدمها 2023 الدراما الأردنية، لكنها تبقى في كثير من الأحـيـان بعيدة عـن المستوى الإبـداعـي نأخرى. لتنافسيللدرامافيبلداوا محاولات لإعادة الإنعاش ويـــقـــتـــرح الــمــنــتــج حـــجـــاوي لإنــعــاش وإحـيـاء الـدرامـا الأردنـيـة ينبغي تشكيل مجلس أعلى للدراما بموازنة معتدلة وشــراء التلفزيون الأردنــي حق بث تلك الأعمال الدرامية على شاشته الوطنية؛ الذي سيعد كفيلا بتغطية جزء كبير من تكلفة الإنتاج، ويأتي التسويق بمعظمه كأرباح لتغذيةصندوق المجلسلضمان الاسـتـمـراريـة والتطوير، مـع ضـــرورة أنّ يختصالمجلسبإنتاج الدراما العصرية الأردنـيـة وتــرك إنتاج الأعـمـال التاريخية والبدوية والريفية للقطاع الخاص. وتابعأنهمنأجلتحقيقالهدفبإنتاج دراما أردنية معاصره متميزة، يجب أن يكون أعضاء المجلس من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة ليتحملوا المسؤولية عـــن جــــودة الإنـــتـــاج ومـوضــوعـيــتـه بـــدءًا من النص المكتوب إلـى اختيار الطاقم الـمـشـارك مـن فنانين وفنيين وإخـــراج ولـــكـــل مـــا يــحــتــاجــه الــمــســلــســل حتى تسويق المسلسل. وأكـــد حـجـاوي أنـــهُ مـن خلال تجربته الطويلة فـي هـذا الحقل على ثقة تامة بـــأن هـــذا الاقـــتـــراح الـــمـــدروس سيدفع بالدراما التلفزيونية الأردنية المعاصرة الى الأمام بخطواتثابتة واثقة لاستعادة مكانتها والسير بها إلى الأفضل، ليقبل عليها المشاهد الأردنـي والعربي ويحفز المعلن والــراعــي والمستثمر المحلي والــعــربــي فـتـتـحـقـق الأهــــــداف الـمـرجـوة لـصـالـح الــوطــن والــمــواطــن، وتــــؤدي إلـى الخروج من أزمة استفحلت لعدة عقود. من جانبه، أشار ارشيد إلى أن هناك مطالبات بضرورة تشريع قوانين تدعم الـفـنـانـيـن والإنــــتــــاج الــفــنــي فـــي الأردن، يتضمنذلك تطوير استراتيجياتثقافية وفنية على المستوى الوطني، وهـو ما يمكن أن يعكس الـحـاجـة إلــى تحسين الإدارة وتوفير دعم أكبر للصناعة، مما قد يسهم في تحسين القدرة على جذب الإعلانات والرعايات. واعتبر ارشيد أن تأثير تراجع الدراما الأردنـيـة على قطاع السياحة والفنادق لـــيـــس مــهــمــا لأن إيـــــــــرادات الـمـتـعـلـقـة بالدراما ليست كبيرة حاليًا، ومـع ذلك يمكن القول إن الـدرامـا الناجحة تُعتبر فــي كـثـيـر مــن الأحـــيـــان وسـيـلـة لـتـرويـج الـثـقـافـة والـمـعـالـم السياحية لبلد مـا، وبالتالي فإن تراجعها قد يؤثر سلباً على الصورة الثقافية والجذب السياحي. ولـفـت ارشـيـد إلــى أنــه لتعزيز النمو الاقتصاديفيصناعة الدراما، يجبإتباع عــدة استراتيجيات تـركـز على تحسين الجودة وتوسيع الانتشار وتعزيز التعاون الـــدولـــي، ويـمـكـن الاسـتـثـمـار فــي ورش عمل للكتاب والمخرجين وتطوير البنية التحتية التكنولوجية للإنــتــاج، وتوفير ترجمات نوعية للغات متعددة وتعزيز التسويق الدولي. وطــالــب الـحـكـومـات بـــضـــرورة توفير ســـيـــاســـات داعــــمــــة تــشــمــل تــســهــيلات ضريبية لدعم الإنتاج، وتسهيل الحصول عــلــى الــتــراخــيــص، كــمــا يـمـكـن تشجيع الاستثمار في الصناعة من خلال تقديم حوافز للمستثمرين. وعلىصعيد آخر، قال المدرسبقسم الدراما بجامعة اليرموك محمد العفان إن الدراما تعتبر دائما مرآة المجتمعات فتتأثر بما يمر به المجتمع وأحياناً يتأثر الـمـجـتـمـع نـفـسـه بـمـا تـقـدمـه الـــدرامـــا، وأقــــرب مـثـال عـلـى الـجـانـب السياسي تأثر و تأثير الـدرامـا فـي المجتمع فترة الحربالباردة و تقديمكلمعسكرسواء الشيوعي أو الرأسماليمنخلال الدراما ما يخدم توجه الدولة السياسي. ويــــرى الــعــفــان أن مـجـمـل الـــقـــرارات السياسية الأردنـــيـــة أثـــرت عـلـى مجرى الدراما الأردنية، ولكن بعض التوجهات السياسية وخصوصًا في حـرب الخليج أثــــرت عــلــى الـــســـوق والإنــــتــــاج الـــدرامـــي الأردنــي،إذ تعتبر منطقة الخليج العربي في فترة الثمانينات و التسعيناتسوق مـهـم للإنـــتـــاج الـــدرامـــي الأردنـــــي مّـــا أثـر الـمـوقـف السياسي الأردنــــي فـي تراجع سوقالخليجعن الدرامانتيجةعزوف ما الأردنية.الدرا علم النفسوالدراما مـن جانبها، قالت أخصائية الإرشــاد الـنـفـسـي أســيــل الــقــاضــي، إن الـــدرامـــا الأردنية تشهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخـــيـــرة مّـــا يـعـنـي مــراعــاتــهــا لـلـجـوانـب الـنـفـسـيـة والــقــضــايــا الاجــتــمــاعــيــة، فقد ظـهـرت عــدد مـن الأفلام والمسلسلات تـــتـــنـــاول مـــواضـــيـــع لـــم تــكــن تـــطـــرح من قبل في الدراما الأردنية مثل مسلسل مـــدرســـة الـــروابـــي الــــذي يــتــنــاول قضية التنمر وآثــاره النفسية على الفرد، وقد لاقـــى رواجًـــــا واســـعًـــا لـملامـسـتـه الـواقـع بشكل كبير وحقيقي. وأضــــافــــت أن مــــن أهـــــم مــــا قـدمـتـه الدراما الأردنية حديثاً هو أدوار البطولة النسائية، التي جعلت هذه الأدوار تعبر بـحـريـة عــن رأي الـــمـــرأة ومـشـاكـلـهـا بل وبعض الشخصيات النسائية تجاوزت حـــدود الـــعـــادات والـتـقـالـيـد الاجتماعية وهذا ما استنكره عدد كبير من الجمهور الأردنـــــــي، بــالــرغــم أنــهــا كــانــت تـعـبـر عن مشاكل حقيقية. وبـالـحـديـث عــن الـمـشـاكـل العائلية والنفسية، أشارت القاضي إلى أنّ هناك مــا يسمى بـالـمـسـرح التنفيسي الــذي يعتبر علاج نفسي عن طريق استعراض الـمـشـاكـل الأســريــة وإبــــراز حـلـول لهذه المشاكل، ومجرد التنفيس عنها يعتبر طريقة من طرق العلاج النفسي. وتــابــعــت أن أكــثــر مـــا اشــتــهــرت فيه الـدرامـا الأردنـيـة هو تركيزها على إظهار عـــــــادات وتـــقـــالـــيـــد الــمــجــتــمــع الأردنـــــــي، فـقـد عــرفــت الـــدرامـــا الأردنـــيـــة بتميزها بـمـسـلـسلاتـهـا وأفلامـــهـــا الــبــدويــة الـتـي تبين العادات والتقاليد الأردنية المميزة مثل الـكـرم والـجـود والشهامة وصلات أفراد المجتمع ببعضهم البعض، وحتى الأعمال الأردنـيـة الحديثة ما زالـت تعبر وبـقـوة عـن المجتمع الأردنـــي وتقاليده ولاسيما الحديثة منها. وبــــدورهــــا، قــالــت أخـصـائـيـة الإرشــــاد الـنـفـسـي بــتــول مـصـطـفـى، إن الـــدرامـــا الأردنـــــيـــــة ركــــــزت عـــلـــى وجــــــود مـشـاكـل نفسية للأفـراد الذين يواجهون مشاكل أســـريـــة مـــع عـــائلاتـــهـــم، ويــنــشــأ الــخــوف والقلق والتوتر الـذي يؤثر في علاقاتهم الشخصية مع الأصدقاء والشركاء. وأضــــافــــت أنــــــهُ لا يـــوجـــد تـــــــوازن فـي إظـــهـــار الـــصـــورة الـصـحـيـحـة والحقيقية للوضع الاجتماعي والديني الـذي تنقله الـقـنـوات والـمـنـصـات بالنسبة لـلـدرامـا الأردنـــــيـــــة، ولـــكـــن بــالــنــســبــة لـــلـــعلاقـــات العائلية والاجتماعية فتناولت الدراما الأردنية هذه القضايا بشكل معمق مثل العنف الأسري وعلاقات الصداقة وتأثير الانترنت على المجتمع. وعـلـى صـعـيـدٍ آخـــر، قـالـت الـمـدرّسـة ســيــتــانــورا بــوغــوصــيــان مـــن الــمــدرســة الانـجـلـيـزيـة الـحـديـثـة والــمــســؤولــة عن قسم الدراما و فن المسرح، إن المناهج الأردنية التعليمية تعزز الوعي بالتراث الثقافي الأردنـــي، فعلى سبيل مثال لو كـان لدينا فـي المدرسة طلاب يعززون الـتـراث و الـوعـي يمكنهم شــرح طريقة طـبـخ المنسف يـــوم الـجـمـعـة، وطريقة أكله ومن أين نأتي بمكوناته من خلال مقطع تمثيلي لها، وهـذا يعيد بهم إلى تراثهم و ثقافتهم. وأضـافـت أن عناصر الـدرامـا الأردنية تعتبرتعليميةوتركزعلىجانبالمعرفة و المهارات من ناحية التمثيل والصوت والـــشـــعـــور والأحـــاســـيـــسوالـــتـــفـــاعـــل، و هـــذا مــا نــدرســه فــي مناهجنا الأجنبية لكننا استشهدنا بأمور متعلقة بالدراما الأردنية حديثة المنشَأ، فتم إنتاج كتب و اتضح أن هناك أناسا مهتمين بدمج الــدرامــا بالمجتمع و الـــدراســـات و بين الدراما و التراث و الثقافة و التاريخ. وبـــيـــنـــت بـــوغـــوصـــيـــان مـــــدى الــتــأثــيــر الإيجابي للطلبة عند المشاركة في فن الـدرامـا فمن خلال الانضمام إلـى عمل درامــي ستتعاون مع مجموعة وتتعلم التواصل مع الآخرين حتى تُطور المهارة الـــدرامـــيـــة الــتــي تــؤديــهــا، وتـسـتـنـد على مجموعة مـن المبادئ؛كالصبر وتقبل الـــرأي الآخـــر والنقد البناء و المناقشة والـمـحـاولـة بـطـرق مـتـعـددة لفهم رأيـك دون فرض أو مناقشات حادة». وأشـــارت إلـى أن طلاب الـدرامـا دائماً يــحــاولــون إيـــجـــاد الــحــلــول فـــي منتصف الــمــشــاكــل لـيـبـنـوا مـنـصـة تـسـمـح لهم بإكمال العمل لأنهم بالنهاية يودون أن يُعرَضوا ، فهذا يُنَمي لديهم عدة ميزات منها النقد البناء و تقبّل آراء الآخرين و يكون لديهم آراء معينه يلتزمون بها نابعة عن تجاربهم الشخصية. لماذا لا تتحرك الحكومات لإعادة الحياة للدراما الأردنية؟ دعوات لإنشاء مجلسأعلى للدراما وسن قوانين تدعمصناعتها مختصون يحددون أسباب التراجع بضعف التسويق وغياب الدعم وضعف في الإنتاج الدرامي ࣯ ي مة عايد، اليازية الظاهري � ن ى عويص، أم � ج � ، ج ر العمري � ي رموك- ها � صحافة ال أرشيفية أرشيفية

RkJQdWJsaXNoZXIy NTAwOTM=