Next Page  6 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 6 / 8 Previous Page
Page Background

2016

تشرين الثاني

20 _ 1438

صفر

20

الأحد

من هنا و هناك

QR Code

6

صحافة اليرموك ـ رشا شعلان

«القراءة المبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء..

بعض الناس يبتلعون الكتب.. وهم يفعلون

للتفكير.. وهو ضروري.. لكي

ٍ

ذلك بدون فاصل

فهم» علي

ُ

تبني وي

ُ

بنى وي

ُ

هضم المقروء وي

ُ

ي

عزت بيجوفتش.

راءة موضة العصر بالنسبة

ق

أصبحت ال

، ٍ

للشباب، وأصبحت الثقافة كثرة قراءة كتب

هم

ّ

رؤون لكي يطلق عليهم بأن

ق

وا ي

ات

ب

ا كبيرا بين من يقرأ

ً

هناك فرق

ّ

فون؛ لكن

ّ

مثق

الكلام ومن يفهم مغزاه؟

والتي

ً

ر فينا شيئا

ّ

.. القراءة الأولى التي لا تؤث

سرعان ما ننتهي فيها من قراءة الكتاب فنعيده

ة،

ّ

للرف ونباشر إكمال المسير لحياتنا التقليدي

خل في تغيير

ّ

والقراءة التي تخلق ثقافاتنا وتتد

دواخلنا وتدفعنا لتغيير عوالمنا.

الثقافة الشخصية بمعناها العام

دة وكثيرة

ّ

لها مدلولات متعد

ّ

الثقافة كلمة

وواسعة كما يشير لذلك المستشار الأسري و

التربوي الدكتورخليل الزيود ولا يمكن الإجماع

ة

ّ

مطلق للثقافات الشخصي

ٍ

على تعريف

بمعناها العام، فكما تشير طالبة الصحافة في

ه كون الثقافة

ّ

جامعة اليرموكرزان العلاونة بأن

الشخصإذن هو الأقدر على

ّ

هذه شخصية فإن

ّ

ن أن

ّ

له. وتبي

ّ

تحديد ثقافته التي يمكن أن تشك

ر

ّ

التجارب الشخصية التي تؤث

ّ

الثقافة هي كل

ن مخزوننا المعرفي.

ّ

فينا وتكو

من رئيسقسم الإرشاد فيعمادة

ً

ويرى كلا

شؤون الطلبة الدكتور حسن الصباريني و عضو

سارة العتيبي

We Love Reading( (

مبادرة

ة في

ّ

لاع على أمور حياتي

ّ

الثقافة هي الاط

ّ

أن

علمية وأدبية مختلفة.

ٍ

مجالات

ف

ّ

المثق

ّ

فيما يرى الدكتور خليل الزيود أن

عام هو القادر على أن يشتبك مع

ٍ

بشكل

ها، والذي قد

ّ

ة ويحل

ّ

مشكلات الناس اليومي

ٌ

ه قادر

ّ

في حياته، لكن

ً

لا يكون قد قرأ كتابا

على أن ينخرط في مشكلات الناس ويوصلها

للمسؤولين أو بعبارة أخرى هو القادر على أن

ا خريجة علم نفس من

ّ

يزعج السلطة. أم

الجامعة الأردنية داليا قنديل فترى أن الثقافة

بالمختصر هي أسلوب حياة.

الثقافة بمعنى القراءة

ر

ُ

ا الثقافة بمعنى القراءة فهي كما يذك

ّ

أم

ا كبيرا من

ًّ

خليل الزيود أن يقرأ الإنسان كم

الكتب لكن بشرط أن تكون هذه القراءة قراءة

ينتقل فيها من فعل القراءة إلى

ً

واعية، وقراءة

القدرة على إنتاج الأفكار أو توظيف القراءة في

حل المشكلات أو في توسيع دائرة الوعي.

ويعتبر أحمد الشمري (صاحب مشروع

القراءة هي

ّ

اء) بأن

ّ

لصناعة القر

180

أصبوحة

ة،

ّ

أسهل الطرق لتكوين الثقافات الشخصي

ّ

فيقول بأن

ٍ

الثقافة ليست قراءة كتب

ّ

مؤكدا أن

الثقافة ليست أن نقرأ، بل هي أن نعرف كيف

نقرأ وماذا نقرأ ومتى نقرأ؟

ّ

د أن

ّ

ق معه رزان العلاونة فتؤك

ّ

كما تتف

نات الثقافة.

ّ

مكو

ّ

القراءة أهم

تأثير القراءة على الثقافة

ترى طالبة الأدب الإنجليزي في جامعة

القراءة

ّ

ة جهينة عمرو بأن

ّ

البلقاء التطبيقي

بها. وتشير داليا قنديل

ّ

ر في الثقافة فـ تهذ

ّ

تؤث

ف،

ّ

ه لا يوجد هناك تأثير للقراءة إذا لم توظ

ّ

بأن

ن أن

ّ

ف، كما تبي

ّ

لم توظ

ٍ

فلا خير في ثقافة

أن يظهر في سلوكيات

ّ

التوظيف هذا لا بد

القارئ.

السر في الكتاب؟

أم في القارئ ذاته؟

من جهينة عمرو

ً

ق كلا

ّ

تتراوح الآراء فيتف

يكمن في القارئ أكثر

ّ

السر

ّ

وأحمد الشمري بأن

كل شخص يقرأ

ّ

مما يكمن في الكتاب، لأن

الكتاب فيراه من وجهة نظره. فالكتاب يضيف

القارئ هو من يستخرج ما في

ّ

للقارئ ولكن

الكتاب.

ِ

داخل

من الدكتور خليل الزيود، رزان

ً

ق كلا

ّ

ويتف

ربحي

ٍ

العلاونة، ميس ملكاوي (صاحبة مشروع

السر

ّ

خاص للقراءة) و داليا قنديل على أن

موضوعه

ِ

يكمن في كليهما، في الكتاب حسب

تحليله للأمور

ِ

وحصافته ، وفي القارئ حسب

ية المعرفة والثقافة التي يمتلكها.

ّ

بكم

أما الدكتور حسن الصباريني و سارة العتيبي

السر ليس في الكتاب ولا

ّ

زان على أن

ّ

فـ يرك

ما هو في الكاتب فـ بدون

ّ

حتى في القارئ، وإن

لن يكون هناك لا كتاب ولا

ٍ

جيد

ٍ

وكاتب

ٍ

فكر

قارئ.

؟ ً

الكتاب نافعا

ّ

متى يعد

قها

ّ

يذكر أحمد الشمري الشروط التي بتحق

، وهذه الشروط

ً

ما نافعا

ً

كتابا

ّ

يمكننا أن نعد

هي: أن يكون الكتاب وفق ما يضيف إلى حياتك

على المستوى القريب أم البعيد، إذا كان

ً

سواء

عن الحشو، ويجب أن يكون

ً

هذا الكتاب بعيدا

هناك للكتاب خلاصة.

الكتاب النافع هو

ّ

وترى سارة العتيبي بأن

الكتاب القادر على تحريك دواخلنا، والتأثير في

عقلونا، ودفعنا لتغيير واقعنا.

الكتاب يمكن أن

ّ

كما ترى داليا قنديل بأن

حين يظهر في سلوكيات قارئه.

ً

نافعا

ّ

يعد

من

ّ

ق معها الدكتور حسن الصباريني بأن

ّ

ويتف

أم لا هو القارئ .

ً

د إذا كان الكتاب نافعا

ّ

يحد

ويشيرإلىكلام-عباسمحمودالعقاد-حين

يقول «ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه

، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته،

ً

شيئا

هو ما هي التفاهة؟

ً

جديدا

ً

مت شيئا

ّ

ي تعل

ّ

أن

رون؟»

ّ

وكيف يكتب التافهون؟ وفيم يفك

كيف نحسن اختيار الكتاب؟

خص لنا أحمد الشمري كيف يمكن أن

ّ

يل

مة على

ّ

نحسن اختيار كتاب، في أن نقرأ المقد

نسأل عن

ّ

نبحث في الفهرس، ثم

ّ

عجالة، ثم

الكتاب.

ز على أن النقطتين الأولى والثانية

ّ

ويرك

رحت في بالك أسئلة

ُ

من الثالثة فإذا ط

ّ

أهم

ت تقرأ

دت وأن

مة، أو وج

ّ

ت تقرأ المقد

وأن

ٍ

لديك الرغبة أن تفتح صفحات

ّ

الفهرس، بأن

الكتاب يبعث

ّ

هذا دليل على أن

ّ

فإن

ٍ

إضافية

فيك الفضول ويجب أن تبدأ في قراءته حتى

يجيب لك عن أسئلتك.

نا نحسن اختيار الكتاب

ّ

ترى سارة العتيبي أن

بحسن البحث عن الكاتب، وتشير داليا قنديل

نا نحسن اختيار الكتاب حين ندرك

ّ

إلى أن

رغباتنا وميولنا.

كيف نستوعب ما نقرأ؟

من ميس ملكاوي ، داليا قنديل و

ً

د كلا

ّ

يؤك

الدكتور حسن الصباريني على أن المقدرة على

لآخر، فـ الله

ٍ

استيعاب المقروء تختلف من فرد

ٍ

منا بتكوينة

ٍ

فرد

ّ

سبحانه وتعالى خلق كل

منا

ٍ

لكل

ّ

ر، كما أن

نة مختلفة عن الآخ

ّ

معي

أسلوبه الخاص.

الأطروحة الوسيلة

ّ

ويعتقد أحمد الشمري بأن

ة للاستفادة من المقروء واستيعابه،

ّ

الحقيقي

وذلك في أن يكتب القارئ ما يعلق في ذهنه،

مستمر.

ٍ

ورأيه فيما يقرأه بشكل

نا يجب أن

ّ

ويشير الدكتور خليل الزيود أن

هذا يختلف

ّ

على أن

ً

دا

ّ

وبطء، مؤك

ٍ

نقرأ بهدوء

لآخر.

ٍ

من كتاب

ة

ّ

الأسباب النفسي

ما جعل القراءة موضة عصرنا هو نظرة

ها كثرة قراءة الكتب

ّ

البعض للثقافة على أن

دته داليا قنديل وهذه النظرة

ّ

هذا الذي أك

ة في أغلبها،

ّ

لها العديد من الأسباب النفسي

حيث ترى سارة العتيبي أن سبب رؤية البعض

الإنسان بطبيعته

ّ

للثقافة بهذه النظرة لأن

ط عليه الضوء.

ّ

حتى يسل

ٍ

يبحث عن طريقة

ع صورة

ّ

الناس تتب

ّ

وترى رزان علاونة أن

ٍ

أي شخص

ّ

ة قديمة قدم الزمان وهي أن

ّ

نمطي

فهو شخص مثقف بالمطلق.

ً

يحمل كتابا

ّ

ق أحمد الشمري على أن

ّ

وبجانب آخر لا يتف

ً

القراءة موضة عصرنا، بل على العكس تماما

لدينا مشكلة عزوف عن القراءة وهذه

ّ

يرى أن

من يقرأ لا يعلم ماذا

ّ

د في أن

ّ

لة تتحد

ّ

المشك

يقرأ؟ ومن يعلم ماذا يقرأ، لا يعلم كيف يقرأ؟

ّ

ل في أن

ّ

أسباب هذا العزوف تتمث

ّ

ويذكر أن

لدة في داخل الأفراد عن القراءة

ّ

الفكرة المتو

لة الوعي

ّ

إلى ق

ِ

تعاني من خلل، بالإضافة

ة الموضوع.

ّ

الداخلي بأهمي

أهم أسباب

ّ

أن

كما ترى رزان العلاونة ب

إهمالنا للقراءة هي تسارع مجريات الحياة.

ّ

و يشير الدكتور حسن الصباريني إلى أن

ه أصبح هناك بدائل مع

ّ

سبب إهمال القراءة أن

دخول الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي

ووسائل التواصل الإلكتروني والفضائيات التي

ً

وقتا

َّ

من وقتنا فلم يتبق

ً

كبيرا

ً

عا

ّ

شغلت متس

للقراءة.

من هذا يرى الدكتور

ً

وعلى العكس تماما

للقراءة، بل

ٌ

ه ليسهناك إهمال

ّ

خليل الزيود أن

ه أصبح

ّ

الناس مقبلة على الكتاب وأن

ّ

يرى أن

شبابي ممتاز بالقراءة وأهميتها.

ٌ

هناك وعي

مساهمة القراءة في صناعة

الوعي الحضاري

العالمين فيها الأرض

ُّ

خاطب رب

ٍ

كلمة

ّ

أول

الله

ّ

من عظمة الكتاب أن

ّ

هي (اقرأ)، كما أن

ً

سبحانه وتعالى له كتاب، هذا ما أشار إليه كلا

من الدكتور خليل الزيود وأحمد الشمري.

نا لو أردنا

ّ

كما يقول الدكتور خليل الزيود بأن

ّ

، لوجدنا أن

ً

ر التاريخ الإنساني كامال

ّ

أن نتبص

ر بالفعل كان

ّ

ر أو غي

ّ

أراد أن يغي

ٍ

كل إنسان

ا.

ً

كتاب

ً

يحمل بيده دائما

موضة العصر

بين قراءة الكتب وابتلاعها.. وهضم مغزاها

تعبيرية

صحافة اليرموك – ملاك البطاح

ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على ربط التواصل

بين الشعوب بمختلف مستوياتهم العلمية والثقافية، فقد

بات عالمنا المعاصر يشهد تحولات كبيرة في تكنولوجيا

الاتصال ،مما يؤثر في العلاقات السياسية والاقتصادية وفي

أنماط التفكير في مجتمعات مختلفة .

ين في القراءة والكتابة

ّ

مي

ُ

رادا أ

الملاحظ أن هناك أف

ومع ذلك تراهم يمتلكون أحدث الأجهزة الخلوية المزودة

بالإنترنت ولديهم حسابات على العديد من مواقع التواصل

الاجتماعي، وتويتر، وغيرها من المواقع ويتفاعلون مع

منشوراتها ويتواصلون مع غيرهم من الأصدقاء من خلال

«اللايكات» على أقل تقدير.

لاع

ّ

يقول المواطن عيسى أبو محمد «لم أكن على اط

بالأخبار المحلية التي كانت تصدر بالصحف ولكن بت على

لاع بالأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.»

ّ

اط

و تؤكد المواطنة فاطمة السليم أهمية مواقع التواصل

الاجتماعي، مشيرة إلى أنها «ساعدتها على التواصل مع

ابنها الموجود في الخليج من خلال مكالمات الفيديو على

شبكة الإنترنت».

و يرى المواطن علي صالح أن مواقع التواصل الاجتماعي

منحت له فرصة لإظهار مواهبه الفنية كالرسم وتنميتها.

وقال المواطن سلامه المحمود» أستطيع قضاء أوقات

فراغي من خلال مشاهدة الصور والفيديوهات التي تتيحها

مواقع التواصل الاجتماعي،» مضيفا أنه يستخدم طريقة

حفظ الأشكال وشعارات البرامج ليفرق بين البرامج العديدة

التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي .

و تقول المواطنة آمنة الصقور «أنها استطاعت معرفة

قصة الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- من خلال

فيلم الرسالة الذي استطاعت مشاهدته على (اليوتيوب)

بمساعدة من أحد أحفادها،» كاشفة أنها تتفاعل مع هذه

البرامج من خلال مشاركة المنشورات التي تستحوذ على

إعجابها .

ولفت المواطن أحمد أبو حامد إلى أنه يستعين بأصدقائه

في كثير من الأحيان للتفاعل مع هذه الوسائل التكنولوجية

عليها.

ّ

من خلال قراءة المواضيع والتعليق أو الرد

ويقول أستاذ الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات فيجامعة

اليرموك الدكتور أسامة أبو عباس إن الأميين يلجؤون لمثل

هذه المواقع لكسر حاجز الأمية ويشعرون بأنهم مواكبون

لتطورات العصر حتى وإن كانوا لا يستطيعون القراءة

والكتابة أو حتى التعامل معها بشكل جيد .

ولفت إلى أن هناك احتمالية لكسب بعض الأحرف وإبراز

مهاراتهم ومواهبهم إن وجدت ، مبينا أن الأميين يلجؤون

لمثل هذه المواقع لتنمية رغباتهم وأفكارهم .

وقالت رئيس قسم الصحافة الدكتورة ناهدة مخادمة إن

نسبة الأميين قليلة جدا بالوطن العربي خلافا لما كانتعليه

سابقا، مبينة أن هؤلاء الأميين يجدون صعوبة كبيرة في

التعامل مع هذه المواقع كونهم لا يستطيعون التفريق بين

الأحرف والأرقام وهدفهم الأساسي تضييع وقتهم.

ورأت المخادمة أن السبب الأساسي لاستخدامهم مثل

هذه المواقع التكنولوجية هو سهولة التعامل معها .

و أشار أستاذ علم النفسفيجامعة اليرموك الدكتور عمر

هو الشخص الذي لا يقرأ ولا يكتب

ّ

مي

ُ

الشواشرة إلى أن الأ

اللغة الأم أو أي لغة أخرى، ويمكن وصفه بأنه الشخص غير

المثقف والشخص قليل الذكاء .

وبين أن التكنولوجيا الحديثة وجدت لتبقى ولا بد أن

نتعامل معها شئنا أم أبينا وهي سلاح ذو حدين فيمكن

في الدسم

ّ

م

ُ

ثلى أو قد يوضع الس

ُ

استخدامها بالطرق الم

للشخص الذي لا يقرأ فقد يتطرق إلى قضايا وبرامج ليست

من الأخلاقفيشيء ويمكن أن تستدرجه لأمور أخرىسيئة .

يمكن أن يؤذي نفسه من خلال هذه

ّ

وأضاف أن الأمي

المواقع لعدم معرفته باللغة فلا تفيد الرسوم في جميع

الأحيان لمعرفة كيفية استخدام هذه المواقع وبشكل عام

تعرف.»

ّ

من أال

ٌ

«أن تعرف خير

ويؤكد الشواشرة أن الإنسان لديه رغبة في المعرفة

والرغبة في التواصل مع الآخرين كما أن الحاجات البشرية لا

تنقطع ولا تنتهي طالما هذه الحاجات موجودة فسيستخدم

الوسائل المتاحة لتلبيتها .

مواطنون يتغلبون على «أميتهم» باستخدام

مواقع التواصل الاجتماعي

صحافة اليرموك ـ إلهام الجيزاوي

انتشرت في الآونة الأخيرة في مدارس لواء الرمثا

كما هي في عموم مدارس المملكة وبمعدلات عالية

ظاهرة الهاتف الجوال الحديث بين أيديطلبة تتراوح

سنة بامتلاكهم

15

أعمارهم من خمسسنوات إلى

هواتفهم الخاصة في المدارس وقاعات الدرس .

وما يثير الاستغراب أنهم يمتلكون أجهزة حديثة

قد يستخدمها الطفل في التصوير أو التسجيل

مما أحدثت مشكلات في البيئة المدرسية، وممن

من الترف وسط تشجيع

ً

يحملونها يعتبرونها نوعا

من أولياء الأمور.

وأجمع عدد من الطلبة بأنهم لا يمكن الاستغناء

عنها إطلاقا لأنه -أي الهاتف الخلوي- يعتبر جسر

التواصل بينهم وبين أفراد أسرهم أثناء ذهابهم

للمدرسة أو الرحلات مع الزملاء حيث يطمئن ذووهم

عليهم، حسب تعبيرهم.

ووفق هؤلاء فإنه لا يمكن الاستغناء عن الهاتف

م كهدية لتفوقهم

��

الجوال بعد أن قدمه ذووه

الدراسيحيث إنهم يقومون بالاتصال مع أصدقائهم

والتواصل معهم ومعرفة أماكن تواجدهم إضافة إلى

أنهم يستقبلون الرسائل المصورة ومقاطع الفيديو.

فيما اعتبر آخرون بأنهم يحملون الجهاز في بعض

الأوقات من باب الغيرة من إخوانهم الكبار رغم أنهم

يحسنون استخدامها واتفقوا على أن الهاتف من أهم

عناصر التشخيص أسوة بإخوانهم وأبناء الجيران

والزملاء في المدرسة.

دور الأسرة

و عبر عضو قسم الرقابة في مديرية تربية الرمثا

نوفان المعاني عن اندهاشه من مشاهدة بعض

الأطفال والشباب المراهقين يحملون الهواتف الذكية

في أيديهم في الشوارع والمدارس، معتبرا ان أولياء

الأمور هم من ساهموا بتشجيعهم دون اكتراث

بعواقبه الصحية والاجتماعية، وهذا دليل على عدم

َّ

م

ّ

وعي الوالدين بمخاطر الجوال على الطفل ومن ث

المجتمع، على حد تعبيره.

وأكد في السياق ذاته ضرورة التوازن في التعاطي

بوجود الهواتف مع الأطفال قائلا «فلو نظرنا

لإيجابياته لوجدنا أنها كثيرة جدا حيث يستطيع الأب

متابعة ابنه فيكلمكان إلىجانبما يحتويه الخلوي

من ألعابومعلومات يستخدمها الطفل للتسلية وهي

تنمي قدراته العقلية إلا أنه لا يخفى علينا بعض

الأضرار الصحية التي قد يسببها الخلوي على سمع

الطفل وكذلك الاستغلال غير الأمثل للمحمول الذي

يحتوي على كاميرا في أمور منافية للآداب داعيا إلى

ضرورة مراقبة ما يتم تخزينه في ذاكرة الخلوي» .

أما مدير مدرسة الشجرة الثانوية السابق محمد

خير جيت فيؤكد أن الخلوي أصبح من الضروريات

المهمة إلا أنه أشار إلى السلبيات التي يعاني منها

في مدرسته بسبب الاستخدامات غير الصحيحة من

خلال استخدام (البلوتوث) المزعج، مشيرا إلى نقل

عدد من الطلبة إلى مدرسة أخرى نتيجة ذلك إلى

جانب السلبيات التي ترافق استخدامه داخل الغرفة

الصفية.

وأيدت مديرة مدرسة (فضلت عدم ذكر اسمها)

أن وجود الجوال مع طلبة المدارس من أكبر الأخطاء

الجسيمة التي يرتكبها الوالدان لما له من أضرار

كثيرة ويمكن للجميع أن يطمئنوا على أبنائهم دون

اللجوء لمنحهم الهاتف لوجود الهاتف الثابت في

المدرسة وبإمكان أي طالب أن يستخدمه .

وأجمع معلمون وأولياء أمور أن هناك فئة من

الطلاب يستخدمون الخلوي دون مبرر كما يحدث الآن

من بعض الطلبة الذين يتصلون على بعض الأرقام

بسبب الفضول الذي يتميز به الطالب إضافة إلى ما

يتم تبادله من رسائل مخلة بالآداب والذوق العام

بين الأطفال والشباب الأكبر منهم سنا.

ماذا يقول الطب؟

ائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور

ّ

و يشير أخص

ات أجريت في الولايات

حسن خويلة إلى أن دراس

المتحدة الأمريكية وبريطانيا علىمجموعاتمختلفة

من الأطفال أثبتت أن الموجات الكهرومغناطيسية

التي تستخدم في ذبذبات الخلوي تؤثر على خلايا

المخ لاسيما فيهذه المرحلة التي تكون فيها الخلايا

في مرحلة النمو .

ويشير إلى تأثير الذبذبات الكهرومغناطيسية

على أنسجة وخلايا الجسم بشكل عام، لأن الهاتف

يستخدمه الإنسان بكثرة

ً

صغيرا

ً

النقال يعتبر جهازا

و يرسل ويستقبل ذبذبات.

وأضاف خويلة أن الهاتف أداة يتأثر بها الجهاز

السمعي الداخلي لوجود العصبين العصب السابع

من الأذن التي

ً

والعصب الثامن وهما قريبان جدا

مما يتسبب في

ً

ا لها تماما

ً

يكون المحمول ملاصق

إيذاء الدماغ مباشرة لأن الدماغ جهاز حساس جدا

ويحوي مجموعة من الأنسجة الدماغية و الألياف

والأعصاب الحساسة خاصة لدى الأطفال.

وأشار إلى أن المتحدث حين يضع الجهاز على

الأذن سوف يستقبل ويرسل ذبذبات إلى جسمه

مما يتسبب في إعطاب الجهاز العصبي ويؤدي في

أبسط الأحوال إلى صداع شديد لدى الطفل مشيرا

إلى مراجعات عديدة لعيادته من أطفال يشكون من

منع استخدام الخلوي من

ُ

الصداع مؤكدا أنه عالميا ي

ل الصغار .

َ

ب

ِ

ق

دور التربية والتعليم

وعزا مدير التربية والتعليم للواء الرمثا فائق

الخصاونة سبب انتشار الخلوي بهذه الطريقة بين

طلبة المدارس إلى أن ولي الأمر هو الذي يلبي رغبة

ابنه على حساب صحته دون معرفته بما قد يسببه

الخلوي من أمراض خطيرة على ابنه إضافة إلى أن

بعض الأسر تعتبره إحدى صور التقدم ومواكبة

العصر مع العلم أن الخلوي يستخدم في الأمور الهامة

وليس للاستعراض والتفاخر كما نشاهده الآن.

و لفت إلى أن وزارة التربية والتعليم شددت على

منع حمل الطلبة للخلوي واستخدامه في مدارسها،

إلى جانب قيام الإدارات المدرسية من خلال الأنشطة

المدرسية التي تقام في المدارس بالتعريف بالضرر

الصحيوما يسببه من اكتساب الطالببعضالعادات

والسلوكيات السيئة أثناء تبادل الرسائل والبلوتوث

والتأثيرات الصحية التي يسببها.

تربويون يجمعون على مضار امتلاك الطلبة للهواتف الذكية داخل المدارس