Next Page  3 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 3 / 8 Previous Page
Page Background

صحافة اليرموك ـ أحمد الحسن – براءة أبو

همام – عبد السلام حتاملة – أسيل زيتاوي

لم تكن تعلم إيلاف ذات العشرين ربيعا أن علاقتها

عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستؤدي بها

ٍ

مع شخص

إلى طريق الهلاك وتجعلها حبيسة المنزل وقد تبعثرت

لها

ٍ

أحلامها حين ابتزها عشيقها وهددها بنشر صور

بوضعيات «لا أخلاقية» ليهدم بذلك وعوده الكاذبة

بالزواج .

ليست وحدها إيلاف من ساقها تطور الإنترنت إلى

بها المحاكم ويرافع

ُ

هذا المطاف، فحالات أخرى تعج

بأمرها القضاة، ولا غرابة في

ُ

عنها المحامون ويبت

الإحصائية الأخيرة الصادرة عن هيئة

َ

ذلك فحسب

قاعدة مستخدمي الانترنت

َّ

تنظيم قطاع الاتصالات أن

% من

73

مليون أي ما نسبته

5.3

في الأردن بلغت

سكان المملكة .

وأظهرت دراسة لمجموعة «المرشدون العرب»

حول أسواق الإنترنت في المنطقة أن الأردن احتل

المرتبة الخامسة في مؤشر نسبة انتشار استخدام

دول

10

، وذلك من بين

2011

الإنترنت خلال العام

عربية تقع في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

ومضار،

َ

جاء هذا الاستخدامحاملاعلىجناحيه منافع

يتفق الكثيرون على ما لهذا التطور التكنولوجي من

إيجابيات كثيرة إلا أن السلبيات تبقى في الكواليس

بانتظار من يميط عنها اللثام ويبرزها للعيان، وهنا

في هذا التحقيق سلطنا الضوء على مخاطر نهضة

الإنترنت، وبعين القانون ولغة حراس بوابات الاتصال

وتحليل ذوي الاختصاص في علم النفس والاجتماع

علماء الدين وبرهانهم ووجهات نظر أخصائي

ِ

وبأدلة

دنا ما رافق تطور

َّ

لنا وفن

َّ

الإنترنت والتكنولوجيا حل

الإنترنت من مظاهر سلبية .

تحت مجهر القانون

) لقانون الاتصالات

75(

نصت الفقرة «أ» من المادة

على أنه «كل من أقدم بأي وسيلة

1995

لعام

13

رقم

من وسائل الاتصالات على توجيه رسائل تهديد أو

ً

إهانة أو رسائل منافية للآداب أو نقل خبرا مختلقا

بقصد إثارة الفزع يعاقب بالحبسمدة لا تقل عنشهر

دينار ولا

300

ولا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن

دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين.»

2000

تزيد على

للاستيضاح أكثر حول هذه الجدلية القائمة التقينا

بالدكتور المحامي عادلسقف الحيط المختصبجرائم

الإنترنت الذي أكد على أن أي أفعال جرمية على مواقع

مة قانونيا ومن اختصاص

ّ

التواصل الاجتماعي مجر

محاكم صلح الجزاء وتخضع للأحكام التقليدية لقانون

العقوبات وليس قانون المطبوعات والنشر .

وأوضح أن وجود علاقة غير شرعية بين شاب وفتاة

تحت السن القانونية أو فتاة متزوجة فالشاب مجرم

قانونا بتهمة إفساد رابطة زوجية، وإن ابتزاز الفتاة

من قبل الشاب وتهديدها بنشر صورها مجرم قانونيا

ويعتبر استطالة على عورة الفتاة وهذه تعتبر جناية

كبرى .

لقد أثبتت الدراسات أن الأشخاصالمحترمين وذوي

العلاقات البيضاء من الممكن إذا جلسوا خلف شاشة

الكترونية، أن يرتكبوا جرائم ما كانوا ليرتكبوها إلا

لاعتقادهم أن شخصياتهم في منأى عن الكشف .

ويعتبر تجهيل الشخصية المساهم الأبرز في ظهور

الكثير من الناس بشخصيات مختلفة عن شخصياتهم

الواقعية ظنا منهم أنهم بعيدون عن عين الرقابة .

وجاءت الرقابة القانونية الفعلية على عالم الإنترنت

متأخرةعندخولهإلىالأردنحيثكانتتخضعالجرائم

المرتكبة عبر الإنترنت إلى قوانين تقليدية وعن

هذا يقول سقف الحيط « قانون الجرائم الإلكترونية

الأردني لم يواكب تطور الإنترنت وإنما جاء متأخرا عنه

، علما أن الإنترنت دخل الأردن

2010

حيث صدر عام

، وكانت الكثير من النصوص القانونية

1994

في عام

التقليدية عاجزة عن تجريم الجريمة الإلكترونية» .

وحتى لحظة كتابة هذا التحقيق لا توجد محكمة

رف

ُ

مختصة بجرائم الإنترنت إنما يقتصر الأمر على غ

لجرائم المطبوعات تتبع للمحاكم .

التكنولوجيا السوداء

ليس كل ما يلمع ذهبا، تماما أسقط هذه المقولة

على واقع النهضة التكنولوجية فليست هي المنقذ

والمخلص كما أنها ليست أوسع بوابات الانفتاح

المنضبط، فعليها من المساوئ كمثل الذي لها من

المحاسن، يتفق مع هذا الصحافي المتخصص في

تكنولوجيا المعلومات ثامر عوايشة الذي قال إن

سلبيات الإنترنت تكمن في سوء استخدام الشخص

وعدم توجيه تفكيره في النمط الصحيح الذي سيؤدي

بالنهاية إلى عدم الاستفادة من الإنترنت.

ويؤكد على أن انتشار المواقع الإباحية أو التي تنشر

خطاب الكراهية والإرهاب على الإنترنت تستهدف فئة

الشباب وتعمل على إغوائهم بسبل عديدة من خلال

تجنيدهم في الجماعات الإرهابية أو حتى تؤدي إلى

انحرافهم أخلاقيا.

ومن جهته أوضح رئيس وسفير نادي جوجل في

جامعة اليرموك أسامة الوقفي أن الجرائم الإلكترونية

منتشرة في كل مكان والشكاوي بخصوصها لا تتوقف،

إلى أن الكثير من الأشخاص يستخدمون

ً

منوها

حسابات مستعارة لإيقاع الآخرين، فهناك شخص

يتحدث مع آخر ويقدم نفسه على أنه من شركة معينة

ليخبره أنه ربح جائزة بمبلغ وقدره مقابل تحويل مبلغ

مادي ليضعه في جيبه .

هناك من يستغل الجرائم الإلكترونية ويستخدم

«الهكر» لسرقة البنوك أو التحايل عليها لتحويل

مبالغ معينه والحصول على بيانات وبيعها أو اختراق

مواقع بهدف تخريبها، وتحدث الوقفي عن فتاة تم

اختراق حسابها على «الفيسبوك» وسرقةصورها من

الحساب نفسه ومن ثم قام «الهاكر» بعمل صفحة

جديدة تحمل اسمها ونشر ذات الصور عليها لابتزازها،

وأكد الوقفي أنه تمت معالجة الموقف بتقديم شكوى

قانونية على الجاني كجريمة الكترونية .

وتطرق ثائر البطانية أحد سفراء جوجل في جامعة

اليرموك إلى حالة من الحالات التي تعامل معها

حيث وصل لأحد الشباب (إيميل) من جهة رسمية

تم اختراقها، جاء فيها أن هناك شخصا يقربه بصلة

بعيدة في إحدى البلدان، توفي وترك خلفه مبلغا من

المال وليسله وريث من بعده وأن الذي تلقى الرسالة

ً

هو أكثر شخص استحقاقا للورثة مقابل أن يترك مبلغا

من المال لتكلفة الحوالة بين البلدين، وبعد قيامه

بذلك تم الاحتيال عليه وسرقة عمولة التحويل ولم

يكن لقريبه أي مبلغ من المال .

الدكتور محمد الزامل من كلية علوم الحاسوب

وتكنولوجيا المعلومات في جامعة اليرموك أشار إلى

وجود مضار كثيرة رافقت تطور الإنترنت، فيظل غياب

الرقابة المجتمعية والأسرية وهذا ما ساعد على ازدياد

وارتفاع نسب جرائم الإنترنت .

وعن تطور برامج وتقنيات الإنترنت وما أتاحته من

مجالات واسعة لاستخدامات متنوعة بشقيها الضار

والنافع قال المخرج باسل الطراونة إن التكنولوجيا

على التزوير والتشويه وقلب

ً

الحديثة ساعدت كثيرا

الحقائق فالبرامج المتطورة المرفقة بأحدث التقنيات

والبرمجيات عالية المستوى تستطيع وبكل سهولة

قلب الحقائق وتقديم الكثير من المضامين بشكل

مصطنع يجذب عقلية المتلقي، وتابع الطراونة أن

المتلقي لتلك المضامين المقدمة والتي تم صنعها

ل عليه

ُ

منخلال برامج وتقنياتحديثة ومتطورة يسه

تصديقها دون أن يستطيع أن يفرق إذا ما كانتحقيقة

أم خيال وفبركة.

القراصنة أكثر المستفيدين

لعلأكثرالمستفيدينمنهذهالنهضةالتكنولوجية

هم القراصنة «الهاكر» الذين وجدوا فرصا مواتية لهم

للقيام بعمليات تلصص وتجسس وسرقة حسابات

ومعلومات خاصة.

كان لقاؤنا مع همام (أحد القراصنة) الذي قام

بتهكير أحدحساباتفيسبوكأمامنا وأخبرنا أنه يمارس

«الهاكر» منذ ثلاثسنوات، وأضاف أن أهله لا يعلمون

أنه يعمل في «الهاكر» وأنه غالبا يقوم «بالتهكير»

أن العملية لا تنجح

ً

بأساليب وطرق معينة، مؤكدا

ً

ليلا

في كل الأحيان فهناك بعض الحسابات المؤمنة

ولا يستطيع كسر جدار حمايتها أو

ً

والمحمية جيدا

«تهكيرها» بينما حسابات كثيرة يتم قرصنتها بكل

سهولة وسرعة وفي معظم الأحيان بعد القرصنة يقوم

بتغيير كلمة السر الخاصة بالحساب «المهكر» حتى لا

يستطيع صاحبه فتحه من جديد .

17

هلال «هكر» آخر تعلم القرصنة منذ كان عمره

سنة على يد «هكر» عراقي تعرف عليه على الفيس

عملية «التهكير» تتم عن طريق

َّ

هلال أن

َ

بوك، وأفاد

إرسال رابط للشخص المراد «قرصنة» حسابه كأن

ط لصورة ما أو لمقطع فيديو أو صوت

يكون راب

وبمجرد فتح الشخص الآخر للملف المرسل له عبر

البريد الوارد في موقع التواصل تصلنا رسالة مباشرة

على برنامج خاص تحمل البريد الالكتروني والرقم

السري للحساب ثم نقوم بتسجيل الدخول ونستخدم

حسابه كما لو أنه هو الذي يستخدمه، وأشار هلال

إلى تطور عملية التهكير وهي عبارة عن ثغرات يجدها

الهاكر في الحساب المراد تهكيره حتى لو يكن ضمن

قائمة أصدقائه ومن خلال تلك الثغرة تتم عملية

القرصنة و «التهكير»، وعزا هلال ذلك إلى أن تعلم

«الهاكر» متاح للجميع ويمكن تعلمه بسهولة .

وعلىهذه النقطة علق الدكتور المحامي عادلسقف

في قانون الجرائم

4 – 3

الحيط بقوله «إن المادتين

وتعديلاته، عالجت

2010

الإلكترونية الأردني لسنة

موضوع القرصنة والتلاعب بالبيانات، فأي قرصنة

أو خطف موقع هو مجرم بموجب القانون ويوجد

في البحث الجنائي قسم خاص اسمه وحدة الجرائم

الإلكترونية، وهذه الوحدة قادرة على فحص الأجهزة

وتتبع المسار الإلكتروني للتوصل للقراصنة وسارقي

المواقع» .

وتبقى كثير من القيم والأخلاق تتناحر فوق ميدان

النهضة التكنولوجية، ليتلاشى الكثير منها ويحافظ

البعض القليل على بقائه، فإنه المهم أن تواكب

العصر ولكن الأهم أن تواكبه بفهم ووعي وإدراك .

من الواقع إلى الافتراض

عهد التكنولوجيا واتساع رقعة الإنترنت

ِ

ولوج

ُ

منذ

وظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتطورها، لم يعد

كالذي قبله، وتشكل عالم افتراضي جديد

ً

اليوم حتما

كان له أثره البالغ على ضعف التواصل الاجتماعي

المباشر وتقليل حالات الخلطة والتعايش الأسري .

الدكتور فواز أيوب المومني أخصائي علم النفس

بكلية التربية بجامعة اليرموك قال «إن هناك انفعالات

وسلوكيات صاحبت تطور الإنترنت والتكنولوجيا،

ونجد الآن جانب ما يسمى بالاضطرابات النفسية

«إدمان الإنترنت»، وشأنه شأن الإدمان العادي إلا أنه

إدمان غير عضوي».

المخدرات الرقمية من المظاهر السلبية

َّ

وأضاف أن

التي رافقت تطور الإنترنت، وهي عبارة عن تقنيات

عالية جدا مكونة من ذبذبات عالية يتم توجيهها

للأذن اليمنى تختلف عن الموجهة للأذن اليسرى

»ميغا هيرتز» تؤدي إلى حدوث موجة ثالثة

15

بفارق

في الدماغ تقود لخمول العقل البشري.

وأكد المومني على أن تطور الإنترنت سهل سرقة

الأبحاث والمعلومات دون بذل أي جهد، بينما قديما

ر يتطلب الكثير من بذل الجهد والعناء

كان الأم

لتحصيل أي معلومة، كما أن الكم الهائل من تدفق

المعلوماتجعل الناستعيشفيحالة منعدم القدرة

أن العالم التكنولوجي

َ

على ترتيب الأولويات، وبين

عالم غير منضبط فالشائعة على سبيل المثال تنتقل

بسرعة الضوء وتنتشر بشكل سريع بحكم التطور

التكنولوجي وتقريب المسافات فالواقع التكنولوجي

وعالم الإنترنت أصبح بديلا للعلاقات الاجتماعية الحية

ي روابط وأواصر المجتمع .

ِّ

التي كانت تقو

ومن جهته قال الدكتور عبد الناصر الجراح أخصائي

تطور

َّ

علم النفس التربوي بجامعة اليرموك إن

الإنترنت أثر على اللغة كثيرا وبدلا من استثماره في

تطويرها، كان لجهل البعض أثر في إضعافها وكثيرا

ما نرى الأخطاء اللغوية منتشرة على مواقع التواصل

الاجتماعي وكثيرون لا يميزون بين الهاء والتاء

المربوطة .

وأكد الجراح على أن تطور الإنترنت عطل جوانب

إلى أن المنطق يقتضي ألا

ً

البحث اليدوي، منوها

نهجر البحث اليدوي ويفرضعلينا إعمال العقل والفكر

والتعامل مع المتطلبات ببذل جهد وبحث، وقبل تطور

ويتطلب

ً

جدا

ً

الإنترنت كان الاعتماد على الذات كبيرا

جهدا كثيرا والآن تضاءل المجهود البشري فبضغطة زر

هملت

ُ

واحدة تستطيع الحصول على ما تريد وبالتالي أ

المكاتب .

اد النفسي في عمادة شؤون

مدير مكتب الإرش

الطلبة في جامعة اليرموك الأستاذ حسنصباريني قال

هناك حالات كثيرة لأسر تباعدت نتيجة الاستخدام

َّ

إن

المفرط لوسائل التكنولوجيا كزوجة قصرت بحقوها

الزوجية وزوج لم يعد لديه وقت للحديث مع عائلته»،

وأضاف أن العلاقات الوهمية المنتشرة حديثا والتي

سهلتها وسائل الاتصال الحديثة نتج عنها انحلال

أخلاقي وفساد وعلاقات غير مشروعة، حتى وإن كانت

نهاية هذه العلاقات الارتباط المشروع فالقاعدة

الأساسية خاطئة، وإثر ذلك ازدادت حالات الخيانة بين

الجيل الحالي .

واتفقت كل من أريج الياسين وآمنة البدور وآية

الانترنت لا

َّ

محمد - مرشدات اجتماعيات - على أن

يوجد في استخدامه أي قيود مما يتيح للفرد تقمص

الشخصية التي يريدها والتعبير بأي طريقة يريد دون

محاسبة أو رقابة .

للسلوكيات المنحرفة

ً

لقد أصبح الإنترنت منبعا

لبعض المراهقين والمراهقات وذلك

ً

آمنا

ً

ذا

وم

لسهولة إيجاد ما يبحثون عنه .

منظور ديني

للدين أيضا نافذته التي يناقشمن خلالها في هذه

الساحة التكنولوجية الواسعة، فالوازع الديني بات أمرا

ملحا لكيفية التعامل مع هذه النهضة العارمة، في

تحقيقنا هذا نظرنا لتطور الإنترنت من خلال عيون

العلماء والمختصين الشرعيين .

وكان من ضمنهم الأستاذ الدكتور عبد الجليل

ضمرة من قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة في

على أن المسيطر على

َّ

د

جامعة اليرموك الذي أك

الإنترنت والذي يملك أدوات نشره هو الغرب أي الدول

وأبرز المعارف التي يصدرونها لنا

ً

التي تستعمرنا ثقافيا

من بوابة الإنترنت والتكنولوجيا هي معارف مغلوطة

وغير صحيحة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذا التطور

أدى إلى الانحراف بسلوك

ً

عميقا

ً

تربويا

ً

أحدث شرخا

الإنسان، فتقديم المضامين الجنسية عبر الإنترنت

مباح وسهل الحصول عليه حتى أن الغرب يقدم تلك

المضامين على أساس أنها متعة شبيهة بالجنة .

ضمرة إلى أن الجهات المسؤولة عن تطور

َ

ونوه

الإنترنت والتي تمتلك زمام الأمور فيه قدمت الكثير

زورة وأصبحنا غير قادرين على

منه لنا بطريقة م

السيطرة على ثقافتنا الأصيلة بحكم التقليد الأعمى

للغرب وغياب المفاهيم الدينية والأخلاقية .

وأفادالدكتورعبداللهرحاحلةمنقسمالفقهوأصوله

المشكلة ليست

َّ

في كلية الشريعة بجامعة اليرموك أن

في الأجهزة والتقنيات الحديثة إنما فيما يوضع فيهذه

الأجهزة وكيفية استعمالها وطريقة التصرف معها،

فعندما يكون مضمون الموضوع في تلك الأجهزة

يتضمن إتلاف أخلاقي وإتلاف عقدي صار استعماله

منافيا للأخلاق والعقيدة، مشددا على أن الإنسان

نفسه هو المسؤول الأول والمباشر عن المضامين

أن الإنترنت

ً

ي بها نفسه ومجتمعه، مضيفا

ّ

التي يغذ

ساهم في مضيعة الوقت واللهو الذي لا فائدة منه

والتفكك الأسري والإعراضعن النصائح والتوجيهات .

لقد دفعنا تطور الإنترنت لاجترار ثقافي يتطلب

منا التعاطي معه بنظرية معرفية أكثر تنظيم فالشبكة

العنكبوتية وتطورها الهائل يحتاج لأدوات صد التأثير

الثقافي السلبي، وللدين عبر منابره الكثيرة دور مهم

في رفع سوية الوعي والإدراك في عقول الشرائح التي

. ً

تستخدم الإنترنت وتتعامل معه يوميا

قن إلى التشكيك

ّ

من التي

مما لا شك فيه أن السماوات المفتوحة والفضاءات

المفتوحة كسرت القيود والحواجز وأصبحت المعلومة

تتدفق بيسر وسهولة وإمكانية الحصول عليها لا

يحتاج إلى عناء ومما لا شك فيه أن هذه الآلية في

التدفق كما لها من إيجابيات عليها مؤاخذات كثيرة

قد تصل إلى حد المشكلات والكوارث والأزمات في

طبيعة الفكر وتسميم الفكر والقفز على القيم، عزا ذلك

الدكتور علاء الدين الدليمي من قسم الصحافة بكلية

الإعلام في جامعة اليرموك إلى أنها مفتوحة الأبواب

من دون أن يكون هناك تهيئة لمجتمعاتنا على وجه

الخصوص في استقبال هذه المضامين الطارئة

والغريبة على هويتنا وتقاليدنا وأعرافنا فأصبح هنالك

لوثة فكرية ومسخ بطريقة السلوك على المستوى

الاجتماعي وعلى مستوى العادات الأسرية حتى وصل

الأمر إلى مستوى الغذاء والملبس .

وتابع الدليمي أن الطريق السريع للمعلومات

كان واحدا من دواعي ظهور أخلاقيات الإعلام حيث

كانت المعلومات تتدفق من دون مرشحات ومن دون

كوابح تهيئ المعلومة قبل أن تصل إلى المتلقي

بدافع المنافسة أو إيقاع الحياة السريع مما أوجد

شوائب كثيرة في المضامين الإعلامية تتغذى عليها

المجتمعات لا سيما إذا عرفنا أن هذا التدفق هو تدفق

عكسي من أعلى إلى أسفل وليس العكس .

وأشارت رئيس قسم الصحافة في جامعة اليرموك

الدكتورة ناهدة مخادمة إلى أن المظاهر السلبية التي

رافقت الانترنت شملت تقليل التواصل المباشر مع

الآخرين، والتقليل من إنتاجية الإنسان بسب الجلوس

المستمر على الإنترنت وضياع الكثير من الوقت وغياب

المهنية والدقة إضافة إلى العزلة عن الناس والتوحد

النفسي والاكتئاب والتأثر السلبي برسائل الآخرين

والمضامين التي يقدمها الإنترنت، وذكرت المخادمة

أن تطور الإنترنت سهل انتهاك الحقوق الشخصية

والخصوصية وخاصة مع وجود تقنية التقاط صورة

الشاشة التي توثق وتحفظ الصور.

ال وصفي السرحان من منظمة فريدريش

وق

إيبرت لدعم القيم الديمقراطية والاجتماعية إن تطور

الإنترنت ساعد على توظيف الكثير من الصفحات

والجروبات والمواقع المشهورة والتي لها شعبية

وتداول كبير بين الناس لساحات تشويه وكذب وذم

وقدح، لافتا إلى أنه في هكذا حالات ستغيب العدالة

الاجتماعية وتنتهك الخصوصيات ويعتدى على الحقوق

وذلك لأن الفرص لن تكون متساوية بين الشخص

الذي قدح أو ذم والشخص الذي تلقى القدح وذلك

لفوارق كثيرة بينهما منها المركز الاجتماعي والمادي .

ضريبة تطور الانترنت

ة

ّ

إن المصاب بإدمان الإنترنت حسب الجمعي

ة عوارض

ّ

فسي يعاني من عد

ّ

الن

ّ

ة للطب

ّ

الأمريكي

بع من استخدام الإنترنت وقضاء أوقات

ّ

منها عدم الش

ة

ّ

طويلة معه وإهمال المستخدم للحياة الاجتماعي

ةوالوظيفيةوظهورآثارواضطرابات

ّ

والالتزاماتالعائلي

ة

ّ

ة كالارتعاش، وتحريك الإصبع بصورة مستمر

ّ

نفسي

فكير المفرط في الإنترنت وما يحدث فيه،

ّ

والقلق والت

صال به .

ّ

عور بالحزن والاكتئاب لعدم الات

ّ

والش

كما أن الاستخدام غير المنظم للإنترنت يشكل

خطورة على المجتمعات، وحسب مواقع تتبع السلوك

% من الشريحة

84

الجمعي للمجتمع بينت أن

المستخدمة للإنترنت تدخل المواقع الإباحية في

الأردن وهذا مؤشر خطير على الواقع العام .

وقد كشفت أحدث الإحصائيات الصادرة عن مؤتمر

% من استخدام الإنترنت في الأردن

55

«عرب نت» أن

لتحميل الموسيقى.

وأظهرت إحصائية متخصصة في قياس مستخدمي

موقع التواصل الاجتماعي العالمي “فيسبوك” صادرة

عن موقع (سوشيال باكرز) أن عدد مستخدمي الموقع

من الأردن تجاوز المليوني حساب، ليأتي الأردن في

في استخدام الفيس بوك .

ً

المرتبة الستين عالميا

الحفاظ على الهوية والعفة والخصوصية تلاشى

َّ

إن

أو تراجع بنسب كبيرة نتيجة التعرضلمضامين وافدة

وقيم صاغتها الكوكبة أو العولمة أو القولبة للذوق

العام .

3

2015

تشرين الثاني

8 _ 1437

محرم

26

الاحد

متابعات

QR Code

صحافة اليرموك تفتح ملف «التكنولوجيا الصفراء»

الوجه الآخر للإنترنت .. مخاطر تغرز أظافرها في جسد المجتمع وتفككه

إفرازات سلبية للتكنولوجيا تتمثل بالابتزاز والتهديد و القرصنة واختراق الخصوصية

تعبيرية